Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فاطمة أحمد

            رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فاطمة أحمد

اختطاف قانوني !
_____________________
قبل قليل.
وصل ادم الى منزل جده وركن سيارته وهو يلاحظ نظرات الناس اليه ، ترجل منها بهدوء وتلقائيا حاد بصره الى نافذة غرفتها فوجدها تقف هناك و تخرج نصف جسدها تطالعه بصدمة ، جز على اسنانه وهمس بحنق :
– حلو مطلعة راسها من الشباك ومخلية اللي يسوا واللي ميسواش يشوفها مش ناقص غير تشاورلهم ب ايدها ماشي يا يارا استني بس عليا. 
حك طرف ذقنه ببطئ ثم دخل فوجد زهرة بانتظاره و سرعان ما ابتسمت عندما رأته :
– حفيدي العزيز اتوحشتك جوي. 
حضنها ادم بخفة وسألها مبتسما :
– ازيك يا تيتا ؟
اجابته بحنو وهي تتملس وجنته :
– بجيت افضل لما شوفتك… تعالى تجعد وترتاح.
كاد يتكلم لكن قاطعه وصول الجد سليم الذي نظر له ببرود ثم تشدق بنبرة مقتضبة :
– عاش مين شافك يا ولدي اخيرا افتكرت ان عندك عيلة.
رمقته زهرة برجاء لكنه اكمل وقد ضرب بعكازه بقوة على الأرضية :
– وافتكرت ان عندك زوجة تسأل عليها. 
توتر الجو قليلا ليبتسم ادم :
– اهلا يا جدي حضرتك عامل ايه ؟ قالولي اني واحشك ومش بتاكل في غيابي قلت اما اجي عشان حضرتك تفرح وتطمن ايه رايك ب المفاجأة ديه ؟
لم يستغرب الجد سليم كلامه هذا ، فحفيده ادم نسخة مصغرة عنه يتميز بالهدوء عند اصعب المواقف و القدرة على استفزاز الطرف الآخر وحتى قلب المواضيع لصالحه و اظهار ابتسامته الحارقة للأعصاب ، زفر بهدوء متسائلا :
– خير ايه اللي حصل مشان تجي فجأة و رايد ترجع مرتك لبيتك ؟
– يرچعها ؟
كان هذا صوت عمر الذي دخل مع والده علي وقد سمعا اخر جملة…. طالعهما ادم بنظرات غامضة لم يفهمها كلاهما ثم حمحم مغمغما ببرود يحسد عليه :
– مفيش حاجة حصلت غير ان زوجتي العزيزة وحشتني وانا جاي ارجعها… هي و ابننا. 
هالة من الذهول والصدمة انتشرت في المكان ليقطعه عمر وهو يتقدم اليه مندفعا :
– ابن ايه اتجننت اياك !
اوقفه الجد بصرامة :
– اوجف عندك يا عمر…. فهمني انت تجصد ايه ب ابننا انتو عندكم ولد واني مخابرش ؟؟
نظر اليه ادم بتلاعب وعبث :
– ايه ده هي مراتي العزيزة مقالتلكمش انها حامل و انا هبقى اب بعد 6 شهور ؟ ازاي بس يا جدو بقالها شهرين عندك وحضرتك معرفتش غير دلوقتي. 
اشار له الاخير بعكازته وعيناه تحتدان نحوه اكثر :
– اتأدب يا ولد ومتنساش مين اللي واجف جدامك !!
اما عمر الذي كاد يجن جنونه وهو يرى مخططاته تتبعثر أمامه ك الاشيء صاح بغلظة :
– واه يا ولد عمي حامل كيف عاد ؟
رفع ادم حاجبه و طالعه من الأعلى للاسفل مجيبا :
– حامل بالبلوتوث…. حامل زي باقي الستات يابني زي ما مرات عمي اتنيلت وحملت بمصيبة زيك ولا انت مبتعرفش ازاي الرجالة تخلي زوجاتهم حوامل ؟
شهقت زهرة بصدمة و احمر وجه عمر بحرج وغضب اما سليم فغمغم بحزم و صرامة :
– لآخر مرة هجولك اتأدب يا ولد انت مش واجف جدام واحد صاحبك !
تدخل علي هذه المرة :
– وانت بعد ما عرفت انك هتبجى أب افتكرت مرتك يعني لو غير اكده كنت هتبعت ورقة طلاجها ؟
حك طرف ذقنه كعادته عندما يحاول الهدوء ثم اردف مستهزئا :
– ديه حاجة تخصني انا ومراتي بعد اذنك يعني….. اللي يشوفكو وانتو ملهفوين عليها ميشوفكمش عملتو ايه فليلة فرحها ولما بعتو ناس تكشف عليها و طعنتو فشرفها لما انا رفضت تقربو عليها كان فين حبكم ساعتها شاطرين دلوقتي تدخلو فحياتنا الشخصية.
تماما مثلما كان يعتقد الجد سليم…. ادم حاقد عليهم بدرجة كبيرة بعد تلك الليلة التي تدخلت فيها ابنته المتزوجة الحشرية و ابنه وحفيده عمر قائلين انه يجب عليهم الكشف على حفيدته للاطمئنان على شرفها بعدما كانت تعيش طوال سنين مع ادم ومن الممكن ان تكون قد حصل تقارب بينهما قبل الزواج بشكل رسمي ، ورغم ان الجد عارض الأمر بهدوء لكن هذا لم يكفي ادم بل ما زاده غضبا انه لم يحاسب اولاده ولا النساء اللواتي تجرأن على حفيدته يارا ، هو لن يسامحه على سكوته وما زاد الأمر سوءا انه حتى لم يكن يعلم بموضوع الحمل ، فلو علم لإستطاع التصليح بين الزوجين وهذا ماكان سيجعل ادم يغفر له ولو قليلا لكن الآن كل شيء تعقد ، 
تنهد قبل ان يسأله علي بوجوم :
– يعني انت رايد ايه دلوجت ؟
اجابه بصوت قاتم :
– اللي سمعتوه بقى وانا جاي اخد مراتي معايا والا مش هيحصل طيب.
كاد عمر بتهوره يندفع اليه يريد القتال لكن الصوت الانثوي الذي صدع من الاعلى اوقفه :
– بس انا مش جاية معاك يا ادم !!
كانت هذه يارا التي وصلت على اخر جملة نطقها المدعو زوجها ورغم غضبها منه الا انها لم تمنع قلبها من الارتجاف و الفراشات من الحوم في معدتها مسببة لها دغدغة زادتها ارتباكا عندما رأته يقف و يوليه ظهره واضعا يدا خلفه و اليد الأخرى يسندها على طاولة خشبية ويطرق عليها بخفة ، اما ادم فعندما سمع صوتها اغمض عيناه ببطئ كانه يستمع لمقطوعة مغناطيسية ثم التفت لها لينظرا الى بعضهما وعدة مشاعر مختلفة تختلجهما. 
شعرت يارا بمشاعر عديدة أحست باشتياقها الكبير له ولملامحه الرجولية شعرت برغبتها في احتضانه وشم رائحة عطره شعرت بالاهانة لتذكرها فعلته بها وكيف انه اطلق عليها صفات مخجلة وحاول خنقها دون الاستماع لها شعرت بالقهر لانه تركها شهرين دون ان يسأل عنها ارادت النظر لعينيه لتمتع نفسها برؤيته ارادت لمس وجنته الخشنة وطبع قبلة عليها ارادت الركض الى احضانه وشم رائحة عطره الرجولي الساحر ثم البكاء ومعاتبته ليطلب في الأخير الصفح منها لكن لا شئ من هذا حدث عدة احاسيس تملأ عينيها حزن واشتياق وغضب و اخيرا تغلبت عليه مؤقتا لترسم الجدية على وجهها.
اما ادم فعندما نظر اليها تأملها بقوة كأنه يحفر تقاسيم وجهها بقدر ما استطاع قبل ان تغيب عن عينيه مجددا ، شعر برغبته في احتضانها بقوة حتى لاتهرب منه اراد باستماتة النظر لعسليتها واخبارها كم انه يحبها ويريدها معه أحس بالحزن ثم بدمائه تغلي في عروقه لتذكره كلام كلام علي وابنه عن لزوم تطليقها و اعتقاده ان يارا هي اساس من تريد الانفصال وكم كان يتمنى ان يحرق تلك العقول التي تجعل الحمقى يتوهمون طلاقهم كما انه توجد رغبة مستعرة داخله الآن بإحراق كل من تجرأ و نظر الى زوجته نظرة غير بريئة و رغم شوق ادم الكبير لها الا انه يريد كسر رأسها لأنها اخفت خبر حملها عنه طوال 3 شهور كاملة و تصريحها الآن عن رفضها العودة معه !!
افاقوا من اتصالهم البصري ومشاعرهم الداخلية المتضاربة على صوت عمر الغاضب :
– اهي بتجولك مش مواجفة ترجع وياك ايه مبتفهمش اياك !
مرر ادم انامله بين خصلات شعره يحاول قدر المستطاع الازاحة من عقله مخططاته  الإجرامية عن الذهاب و كسر عظام هذا البغيض الحشري ثم حرقه حيا ورمي رماده في اقرب حاوية قمامة ! لكنه رغم ذلك اعاد كلامه الهادئ المحتوي على حدة وصرامة لم يخفيهما :
– معنديش وقت اضيعه يا يارا يلا جهزي نفسك خلينا نمشي من هنا. 
رفعت رأسها وسمحت اخيرا لنفسها بالنظر الى داخل عينيه ثم رفضت بقوة :
– قلت لأ انا مش هجي معاك سامعني !
تدخلت زهرة متوترة وخائفة من تهور حفيدها الذي بدأ الغضب يسيطر على افعاله :
– ااا خلونا نجعد ونتكلم بهدوء ونتفاهم يا حفيدي. 
– معلش يا تيتا انا مش جاي اقعد دلوقتي….. لآخر مرة يا يارا هطلب بأدب جهزي نفسك عشان نمشي !
تمتم بها بحدة وهو يطالع عمر ثم انتقلت نظراته الى جده الذي  وقف يطالع الأحداث بهدوء حتى تخلى عن صمته و نطق بنبرته الخشنة :
– يلا يا حفيدتي جوزك ندمان وجاي يرچعك امشي وياه و حلو مشاكلكم كيف الناس الواعية انتو بجيتو مسؤولين عن عيلة ومينفعش العند اللي بينكو. 
لم تفهم يارا اخر جملة لجدها لكن استوقفتها كلمة “ندمان” ولولا انها وسط كبار عائلتها الآن لكانت ضحكت بأعلى صوتها ، نظرت الى ادم الواقف ببرود وكأنه قضى حياته داخل ثلاجة خاصة بالأعصاب لا توجد على ملامح اي مشاعر سواء ندم او خوف او حب او حتى غضب ! فقط يطالع بنظراته الوقحة جسدها من أعلاه لأسفله ودون خجل من انتباه الحاضرين له ، ورغم شعورها بالتوتر والارتباك الا انها عارضت الجد سليم بعناد :
– لا يا جدو اللي زيه مبيندمش ولا بيتكسف من اللي غلط معاه وانا قلت مش همشي لحته وياريت يا بشمهندس تبعثلي اوراق الطلاق علشان اخلص بقى ولا انا ابعتهملك مفيش مشكلة.
عند سماع كلمة الطلاق قبض على يده وفكه بعنف وهو يشعر بتلك النيران التي اعتاد عليها منذ زواجه بها تعود وتسكن صدره لتشتعل السنتها و ينعكس لهيبها على وجهه فيصبح محمرا….. نظر لها بحدة ثم اقترب منها بخطوات بطيئة كان من شأنها دق ناقوس الخطر عند يارا فتراجعت للخلف بعد فشلها في محاولاتها ادعاء الشجاعة امام ملامحه ونبرته المهلكة لقلبها ، كادت تركض من امامه لكنه امسك ذراعها وسحبها اليه قائلا :
– انا طالع دلوقتي مع مراتي فوق هندردش مع بعضينا و نشيل الشوق ونرجعلكم.
صعد درجتان وهو لا يزال يمسك بها غير آبه بمحاولاتها التحرر ثم توقف و التف للحاضرين مرددا بصوت جهوري :
– اه نسيت اذا سمعتو صويت وعياط وكلمة سيبني و طلقني فمتهتموش اوي احنا بنعبر عن علاقتنا الجميلة و اشتيقانا لبعض بالطريقة ديه اوعى الشيطان يوزكو و تدخلو علينا ها لانكم هتلاقو منظر خادش للحياء سامعني يا عمر ؟
شهقت يارا من وقاحته واحمرت وجنتاها اما علي فأدار وجهه وهمس :
– جليل ادب ورباية. 
سحبها ادم خلفه لغرفتها بالاعلى و حاولت التخلص من قبضته لكنها لم تستطع فصرخت :
– يابني ادم سيبني انت بتوجعني اوعى ايدك !!
لم يستمع لها ادم وسحبها خلفه حتى وصلا للغرفة فتح الباب ودخل كاد يدفعها على السرير لكن تذكر انها حامل فاكتفى بتركها واغلق الباب. 
نظرت له يارا بفزع من ملامح وجهه المخيفة هل هو جاء لمصالحتها ام لإكمال اهانته من المفترض ان تكون هي الغاضبة وليس هو …. رباه هي الآن يجب ان تبدي عصبيتها لكنها وللاسف الشديد بمجرد النظر الى وجهه تندثر محاولاتها سدا و بحل محلها المجون وجنون قلبها المريض بعشقه !!
استفاقت من شرودها على طرقعة اصابعه امام وجهه ثم ابتسامته الخبيثة التي يؤكد فيها انه يعلم بما تفكر به ، حسنا حتى هو يشتاق اليها بقدرها على الاقل أو اكثر بكثير لكن رغم ذلك استطاع رسم الجمود عليه فهمهمت يارا بغضب مرتبك :
– ايه اللي انت قولته تحت ده انت اتجننت ازاي تتكلم كده قدام جدك و عمك وبعدين انت ايه اللي جابك اصلا دلوقتي افتكرت ان عندك زوجة بقالك شهرين سايبها ؟!
– انتي اللي مشيتي !!
قالها وهو يعقد حاجبيه باعتراض فضحكت هي بسخرية :
– هو ده اللي طلع معاك لا برافو عليك انا كنت هستغرب لو مشلتنيش بردود افعالك…. بس تصدق كويس انك جيت بنفسك كان في موضوع لازم ينتهي بيننا ومينفعش تبقى غايب فيه…. طلقني يا ادم !
نظر لها ادم بعيون جعلتها تبتلع باقي كلماتها اجبارا عنها ثم تقدم بخطوة ليصبح ملتصقا بها وهو يهمس بعدوانية :
– سمعيني كده تاني ؟
تراجعت يارا للخلف معيدة :
– اا… انا بقولك طلقني…. طلقني يا ادم !!
قبض ادم على فكه اكثر واصبحت ملامحه مظلمة ليوليها ظهره وهو يضحك بجنون اخافها ثم التف اليها مجددا ممسكا معصمها بقوة : 
– الكلمة ديه انا معنديش معانيها في قاموسي معلش هتلاقيني مش قد كده في فهمها….. قرب وجهها اليه واكمل بتهديد :
– طلاق مبطلقش يا يارا وهتفضلي مراتي لحد ما اموت و اللي بيحرضك ده ويملي براسك انا هعرفه مقامه. 
كان يقصد بجملته الاخيرة عمر ، ف ادم ليس غبيا كي لا يعلم ان عمر لم يهدأ طوال الشهرين الماضيين وهو يحرضها ويخبرها عن ضرورة الطلاق خاصة بعدما أخذت حصتها من الإرث زيادة على الارض و العقارات المسجلة بإسمها يدرك ادم جيدا ان ذلك البغيض زاد طمعه بزوجته و ليكن معلونا ان لم يفسد مخططاته و يجعلها بخارا.
تهكمت يارا منه :
– انت مكنتش بتقول كده لما صدقت خيانتي ليك وضربتني وحاولت تخنقني… ايه انت ناسي انك كنت هتقتلني لو اهلك ملحقونيش ؟ 
قالتها وهي تكبس دموعها فترك ادم يدها وعاد خطوة للوراء ، هو لم يتوقف عن لعن نفسه منذ حصول تلك الحادثة لا يصدق للآن ان غضبه الأهوج جعله يحاول قتل زوجته ولا يصدق الآن ان حواره الأول معها بهذا السوء بالتأكيد لم يتخيل لقاءهما بهذا الشكل لكن لسانها الاذع ومطالبتها بالطلاق يحولانه الى شخص همجي…. حسنا فليبصق ادم على التحضر ان كان سيجعله يقبل بتراهات طفلته الحامل !!
تابعت يارا بعناد :
– طلقني وريحني انا مبقتش قادرة استحمل اهاناتك اكتر من كده كفاية اللي عملتو فيا انا عايزة اخلص من كل ذكرى بتربطني بيك. 
ابتسم معيدا اليها سخريتها : 
– تخلصي من كل ذكرى ايوة صح علشان كده خبيتي عليا خبر حملك و احتفظتي بيه وانا مليش خبر !
شهقت يارا بعنف وهو تدرك انه اصبح يعلم بحملها…. هل لهذا جاء ؟ هل يريد اجبارها على اجهاضه ! ووضعت يدها على بطنها صارخة بجنون :
– اوعى يا ادم تفكر انك هتقدر تخليني اموت ابني انا هربت عشان احميه منك اوعى تفتكر اني….
قاطعها ادم بسخط :
– انا مش حيوان عشان افكر اءذيه هو مش ابنك انتي لوحدك وانا النهارده جاي عشان ارجعك معايا اكيد مش هخلي ابني يربى بعيد عني !
وقفت تطالعه وعلى وجهها علامات الحزن وخيبة الأمل ، هو لم يأتي من أجلها بل جاء لأنها تحمل طفله ، لقد كانت تعتقد ان ادم ادرك خطأه واشتاق لها وعلم ان حياته لا تكتمل دونها مثلما حياتها لا شيء بدونه ، لكن وفي كل مرة كلماته تضرب آمالها بعرض الحائط مدركة للمرة الألف انها صفر بالنسبة له…. حتى هو الآن يريد إعادتها من اجل ابنه وليس لأجلها هي !!
نزلت دموعها بألم هامسة :
– وانا قلت مش هجي معاك.
امسك ادم ذراعها وجذبها نحوه :
– هو انا جاي دلوقتي عشان تقوليلي مش هرجع معاك ؟ ليه الموضوع بمزاجك اصلا لا فوقي انا مش جاي استأذن منك تعالي معايا. 
سحبها خلفه ليأخذها لكنها فجأة دفعته وصرخت بأعلى صوتها :
– قولتلك انا مش جاااية انت مبتفهمش قولتلك مش عايزة ارجع معاك بس بتقولي مش جاي تستأذن ، انت ايه ؟ كل حاجة عايزها بالغصب جواز بالغصب حياتي اعيشها على كيفك بالغصب وجعي وألمي وحبي ليك كلهم كانو بالغصب ودلوقتي بعد كل اللي عملته فيا عايز ترجعني معاك بالغصب بردو بعد ما سبتني شهرين مرمية لا وجاي بكل بجاحة ترجعني معاك لاني حامل بس ؟؟ خلاص بقى يا ادم كفاية كده انت وجعتني جدا وبعد حبي ليك اتهمتني بالخيانة وحتى بعد ما عرفت غلطك عمرك ما اتصلت بيا تطمن انت مسألتش عليا اصلا بس اول ما قالولك هتبقى أب جيت جري تاخدني هتفرح انت دلوقتي صح هترضي غرورك كده يعني ؟
صمت ادم ولم يرضى أن يقول لها بأنه كان يزورها وهي نائمة ويتصل بجدته يوميا للإطمئنان عليها ، كان يريد إخبارها بأنه بقي بعيدا عنها لحمايتها من الاشخاص الذين يريدون تفرقتهم فهم عندما يرونهم منفصلين لن يخططوا لأشياء تؤذي يارا سيريدون أذيته فقط وهو لن يمانع ان كان المقابل سلامتها لكن الآن بما انها تحمل طفله اصبح الخطر محدقا بالجنين وبالتالي سيلحق بها لذلك يجب اعادتها ووضعها تحت جناحه وسيفعل كل شيء لحمايتهما والآن هو ينتظر الوقت المناسب لإخبارها بكل شيء.
مسح على وجهه فتابعت  يارا ببكاء  : 
– ده مش ابنك فاااهم ده ابني انا لوحدي لما عرفت بحملي انا الوحيدة اللي فرحت وانا الوحيدة اللي اتحملت مسؤوليته وانا الوحيدة اللي تعبت والوحيدة اللي حطيت ايدي على بطني وكلمته انت مكنتش موجود فحياتنا ولا هتبقى وبعدين انت بأي حق بتقول ابنك انت اصلا كنت عايز تخلص منه وانا هساعدك سيبني و امشي يا ادم انا مبقتش طفلة استند عليك و اعتمد ع وجودك فحياتي خلاص انت خلتني اعرف قيمة نفسي و زي ماعشت الشهرين دول لوحدي هكمل حياتي لوحدي لان….
وطارت حروف كلماتها وهي تجد نفسها بين احضان معذبها الذي جذبها بسرعة وأطبق بشفتيه على ثغرها بقوة لطالما عهدتها منه مانعا اياها من إكمال – تراهاتها مستحيلة التحقق – و المهددة بتركها له ، وضعت يديها على صدره الذي تصلب بمجرد شعوره بلمستها عليه و حاولت ابعاده بيأس لكنها لم تستطع ، سحقا انها حتى تريد قربه المهلك لها !!
اما ادم فأحس بنفسه كما لو ان تيارا كهربائيا قد هز كل خلية في جسده ، كما لو كان تائها في صحراء قاحلة منذ أعوام طويلة ثم عثر فجأة على واحته المنتظرة ، شفتاها الورديتين المكتنزتين اللتين لطالما نجحتا في اغرائه ولم تفشلا مرة في جعله يجن ليتلمسها فقط قد التقيتا بشفتيه الآن وبعد طول غياب ، وياله من غياب !! 
كم انتظر هذه اللحظة التي تعود اليه بين يديه ينال من رحيقها الكثير ودون ان يشبع ، كم جافاه النوم ليال طويلة مشتاقا اليها وللوعة حميميتهما لتقف الآن بين ذراعيه مجددا ، كان ادم يقبلها بكل ما لديه من شغف وقسوة انتهجها ليعاقبها على ما بدر منها حول لزوم طلاقهما والإبتعاد عنه ، حاوطت ذراعاه جسدها الناعم يضمها إليه اكثر وكأنه يرير إدخالها لضلوعه و أسرها داخله الى الأبد ، وبدون شعور منه ضغط على شفتيها بقوة أدت الى اطلاقها أنينا خافتا زاده رغبة بها لدرجة انه بدا يحرك يديه على جسدها بإنحراف يريد المزيد منها لكن فجأة استطعم بشفتيه مذاقا مناقض تماما لحلاوة شفتيها ، كان طعما مالحا ومؤلما بقدره ، فصل التحام شفتيهما وابتعد مرغما لتشهق يارا بعنف تسحب الهواء ثم تدفعه عنها صارخة بجنون :
– انت واحد مريض ومش طبيعي انا كنت هموت مختنقة نفسي انقطع و انت ولا هنا !!
وضعت يدها على عنقها تتنفس بقوة و بيدها الأخرى تتلمس شفاهها المتورمة ، اغمضت جفنيها بألم وتعب و ترنحت ليمسكها ادم من خصرها و يهمس بأنفاس لاهثة : 
– ده كان تمن لكلامك السم و صوتك العالي اضافة ل اني كنت عايز ارجع ادوق الشفايف ديه اللي طعمها لسه زي ماهو وانا ماسك نفسي بالعافية عشان معملش حاجات تانية. 
احمر وجهها بحرج وغضب لتضع يدها على ملابسها تلقائيا فيبتسم هو بخبث مكملا :
– كلمة طلاق ديه تنسيها نهائيا مش ادم الشافعي اللي يطلق مراته و يخليها متاحة للرجالة اللي هنا ، انتي ملك ليا انا وبس يعني احتمال انفصالنا صفر في المية حطي الكلام ده في بالك. 
عقدت يارا حاجبيها بحدة :
– ما تعدل كلامك يالا ايه متاحة ديه حضرتك شايفني بعرض نفسي على الناس وبعدين انا مش ملكك انا حرة ومش هسمحلك تعاملني كأني….
قاطعها ادم بقسوة وهو يشهر بوجهها خاتمها الذي رفضت نزعه من اصبعها :
– لا انتي ملكي انتي ليا انا وبس فاهمة مفيش حاجة اسمها حرية وانتي مرتبطة بيا يارا ل ادم وانتهى على كده افهمي الجملة ديه لانك بدأتي تجيبي آخرك معايا وخدي بالك انا مبحبش اعيد كلامي كتير كلمة طلاق انا مش عايز اسمعها تاني و صوتك ميعلاش عليا واعدلي كلامك و متبصيليش البصة ديه وبحذرك للمرة الألف بلاش اسمع كلمة الطلاق و الا هرميكي ع السرير ده و اثبتلك انك مراتي وقد ايه انتي خاصة بيا !!
انتفضت بذهول من وقاحته و اندفعت الدماء لتغزو وجهها بخجل كاد ينزل دموعها لكن لا لن تظهر تأثرها به وبضعفها امامه….. جذبها ادم نحوه مغمغما :
– امشي معايا يلا. 
ثبتت قدميها على الارضية قدى المستطاع و صاحت :
– قولتلك مش جاية انا مش جاااية معاك انا مش لعبة ف ايدك عشان ترميني بمزاجك وترجعني بمزاجك افهم بقى !!
وقف لثوان ثم استدار اليها ببرود : 
– انا مبيتقاليش لأ نهائيا.
عادت الى الوراء بترقب و فجأة صرخت بذعر عندما وجدته يضع يديه تحت ركبتيها و يحملها ليرميها على كتفه ويخرج من الغرفة…..شهقت يارا من فعلته وهي تجد نفسها مقلوبة و وجهها يقابل ظهره فحركت قدميها في الهواء صائحة :
– انت بتعمل ايييه.
اجابها ادم بعبث :
– بخطفك خطف قانوني.
فغرت فاهها بذهول وضربته بقبضتها :
– يابني ادم يا مجنون سييبني انا مش عايزه ارجع معااااك !!
لم يجبها ادم ونزل للاسفل وجد الكل مجتمعا وعمر يتطلع لهم بغضب وسرعان ما اندفعوا اليه عندما سمعوها تستنجد بهم لكنه اوقفهم وهو يرفع كف يده بوجههم :
– انا بحل مشاكلي مع مراتي بكل هدوء فمش عايز حد يتدخل.
تجهمت ملامح سليم بضيق :
– البت حبله بالراحة عليها متبجاش غشيم. 
زهرة بقلق : 
– براحة عليها يا ادم اوعى الواد اللي فبطنها يتأذى. 
نظر اليها بهدوء :
– حضرتي الشنط يا تيتا ؟
هزت زهرة رأسها بنعم :
– و جلت للغفر يحطوهم في عربيتك يا حفيدي. 
صرخت يارا بتذمر كأنها تذكرهم بوجودها :
– شنط ايه يابشمهندس انا هدومي لسه فأوضتي.
ابتسم ادم ابتسامة جانبية متذكرا اتصاله بجدته ليلة أمس واخبارها بمعرفته بالحمل ثم طلبه ان تجعل يارا تنام عندها او مع اي بنت من العائلة لتحزم حقائبها و تجهزها قبل حضوره ، خرج متجاهلا لحركاتها ومحاولاتها التسلل من بين ذراعيه ووضعها في السيارة وركب هو ايضا ، حاولت يارا فتح الباب لكنه اغلقه اتوماتكيا فنظرت له : 
– لاااااا انت اكيد مجنون بقولك ايه سيبني يا اما والله هتندم !
رمقها ادم بنظرة حارقة تقول شيئا واحد فقط “اخرسي”…… خافت يارا من نظراته لكنها قالت :
– طيب انا نسيت تلفوني في اوضتي فوق. 
همهم دون مبالاة :
– هبقى اجبلك واحد احسن منه. 
كتفت يارا يديها بغضب :
– بس انا مش عايزة غير تلفوني. 
حدجها بغيظ و زفر بقوة ليخرج بعد تأكده من اغلاق الأبواب ، صعد الى غرفتها و لف بعينيه فلمح الهاتف موضوعا فوق الكوميدينو بجانب منديل حريري رمادي… منديل هو يعرفه جيدا !!
حمله بين يديه المنديل الخاص به و تذكر وجوده اخر مرة داخل خزانته قبل شهور ، اي بعد زواجه رسميا من يارا يأسبوع واحد وبعدما دخلت هي الى غرفته و ارتدت ملابسه لم يجد أثرا له…. اذا هو كان معها طوال تلك المدة مثلما كان الشال الخاص بها معه !!
ابتسم بخفة وتمتم :
– طلعتي شقية يا طفلة. 
ضحك وادخله في جيبه و حمل هاتفها و خرج مطالعا عمه و ابنه بثقة مستفزة ، كاد يغادر لكن الجد اوقفه :
– ثواني.
توقف ادم ونظر له متوقعا توبيخه لكن تفاجأ عندما وضع يده على كتفه متشدقا بخشونة :
– اسمعني زين يا حفيدي انت خابر جد ايه اني بحبك وبحبك حفيدتي و بتمنالكم الخير… مهما جسيت عليكم عمري ما اتمنى الشر ليك ولا ليها لانكم جطعة مني و مرتك من ريحة المرحوم احمد ، اني رايدك تفهم الجواز يا ولدي مش لعب عيال الجواز مسؤولية بين الراچل و مرته الزوج ياخد الرسول عليه افضل الصلاة والسلام قدوة فتعامله و الزوجة تاخد سيدتنا خديجة قدوة فحبها وتعاملها ويا راجلها بيبنو بيتهم بالمودة والرحمة و الاحترام ويخلوه عامر بذكر الله وبعديها المسؤولية تنتجل للمرحلة التانية أم و أب يربو عيالهم على الاداب والصلاة والمحبة ، عيالكو هتبجى واخداكو قدوة ليهم هيبجو مراية تظهر انعاسكم مشان اكده كونو جد المسؤولية ديه يا ولدي ، اني خابر حفيدتي لسانها طويل شويا ومبتسمعش الكلام بس فنفس الوجت طيبة و جلبها ابيض وبتخاف ربنا هي بس لما تخاف من حد بتخبي عليه وانت يا ادم اسعى لأنها تلاجي الأمان معاك متخوفهاش منيك و عاملها بحب و احترام لانها أمانة عمك و شريكة حياتك و أم ولدك…. فاهمني يا حفيدي ؟
ابتسم ادم و قبل يده باحترام :
– انا فهمت حضرتك كويس اوي يا جدي و اوعدك هعمل بنصيحتك…. عن اذنك.
عاد الى سيارته وبمجرد ركوبه انفجرت فيه :
– انت اتأخرت ليه قاعد تتمنظر جوا وسايبني قاعدة لوحدي هنا !!
نظر لها بطرف عينه :
– في واحدة محترمة تكلم جوزها كده. 
ضيقت عيناها بحنق :
– مدام انا اتكلمت يبقى فيه. 
رمى عليها هاتفها واردف :
– كنت بدور على تلفونك اللي صرعتي بيه دماغي خدي. 
امسكته قبل ان يسقط على وجهها ثم سألته بتوتر :
– ملقتش حاجة تانية ؟
ابتسم بخبث والتف لها :
– حاجة زي ايه مثلا ؟
اعتقدت يارا انه لم يرى المنديل او رآه ولم يعرف ما أهميته عندها لذلك تركه فأسندت رأسها على زجاج النافذة والتمعت عيناها بحزن ، استغرب ادم انزعاجها بهذا الشكل وسأل نفسه هل مجرد منديل يجعلها متعلقة به لهذه الدرجة حتى وهي غاضبة منه لم تتخلى عن ما يذكرها بزوجها ، تنهد براحة ثم ادار السيارة وانطلق بها وهو يقول ببرود :
– مسمعش صوتك خالص لحد مانوصل فاهمة كلامي. 
يارا بتحدي :
– واذا مسمعتش كلامك ؟
مسح ادم على وجنتها بلطف وتابع بحدة : 
– وقتها انتي عارفة انا هعمل ايه هضطر اسكتك بطريقتي ومش هيهمني اننا في العربية. 
ارتجفت شفتاها بخجل و غرابة حسنا هو دائما ما كان يعاكسها بكلمات تحرجها ويقول اشياء كثيرة دون ان يتردد لكن هذه المرة بدى لها وكأنه يتكلم براحته دون حساب او محاولة للسيطرة على تصرفاته ، تنهدت و نظرت امامها بغضب شديد بينما هو يطالعها بابتسامة خفية فهي الان اصبحت قطة شرسة اكثر من ذي قبل وايضا لاحظ ان ملامحها ازدادت جمالا بسبب الحمل و جسدها اصبح ملفتا…. حسنا يبدو ان عليه التخلص من جميع فساتينها القديمة و شراء ملابس أوسع فهو لن يقبل بأن يرى أحد مفاتينها التي تعصف بكيانه.
*قصص رومانسية بقلمي فاطمة احمد*
______________________
في الاسكندرية.
خرجت تقي من منزلها و ركبت سيارتها انطلقت بها و توقفت عند مطعم على الكورنيش وخرجت ، جلست على احدى الطاولات تنتظر رهف التي اتفقت معها على اللقاء لكنها كانت قد تأخرت كثيرا. 
زفرت تقي بضجر مدمدمة :
– البنت ديه اتأخرت كده ليه اوووف بقى هي من امتى بتلتزم بمواعيدها اصلا. 
صمتت فجأة عندما لمحت اسر يجلس على طاولة مقابلها ابتسمت خفية لكن سرعان ماتحولت ملامحها للقهر عندما وجدته يمسك يد فتاة جميلة للغاية ويطبع قبلة عليها…. انها رولا تلك الفتاة التي كانت زميلته في العمل وهي من خانها آسر معها….
Flash back
 ( في نيويورك.
بعد اللقاء الاول بين تقي و آسر كان هو يتعمد كثيرا رؤيتها و خلق الحجج ليلتقي بها بحجة الصدفة حتى تعودت عليه تقي ونست تنبيهات أهلها بعدم الوثوق او مصاحبة احد فجاذبية آسر كانت لا تقاوم و ابتسامته التي يظهرها كلما يراها أسرتها وجعلتها عاشقة له.
و مرت الأيام و اعترف لها بحبه وهي كذلك وبعد عودتها الى مصر  اخبرت أمها و شقيقها الاكبر عن من تحبه لكنها فوجئت بغضبهم ورفضهم لعلاقتهم وكانت حجتهما انه ترعرع في الخارج ولا يعرف عن القيم الإسلامية شيئا خاصة انه كان ذو علاقات مع النساء و يشرب الخمر ولا يصلي بالطبع ، حزنت تقي كثيرا واقنعتهم انه سيتغير لكن مروان أخاها الضابط قال :
– الشباب اللي زيه مبيتغيروش صدقيني يا اختي لو ارتبطتي بيه هتتعذبي معاه جدا وانا مش هقدر استحمل.
حينها جاء آسر و طلب ان يقابل عائلتها التي رفضته بعد جلوسه معهم لذلك لم يكن لتقي خيار سوى الزواج به سرا ثم الهروب الى أمريكا وفعلا هذا ما حدث لتتبرى عائلتها منها بعد ذلك. 
وفي احد الايام وبينما هما في مطعم جاءت فتاة جميلة ترتدي فستانا قصيرا يفصل جسدها و انحنت على آسر تطبع قبلة على وجنته :
– بيبي I Miss you .
نظرت لها تقي بذهول فحمحم آسر مرتبكا :
– ااا…. رولا ديه انتي ازيك. 
ضحكت وجذبت كرسيا لتجلس معهما على الطاولة :
– ايه الاحترام ده يا اسر انا مش متعودة عليك كده…. هي ديه تقي مراتك ؟
هز رأسه بإيجاب وهو يبلع ريقه مرتبكا لترد تقي بغيظ :
– ايوة انا تقي مراته…. و حضرتك ؟
اجابتها بغرور :
– انا رولا مهندسة معمارية و زميلة جوزك في الشغل…. الصراحة آسر حكالي عنك كتير وقد ايه بيحبك ومعجب بيكي بس انا مكنتش متوقعة انه جد فعلاقته معاكي وهيتجوزك يعني آسر اخره يقضي ليلتين مع واحدة و يستمتع معاها بعدين يسيبها زيها زي اللي قبلها بس برافو عليكي انتي قدرتي عليه رغم انه مش بيبان عليكي. 
كورت قبضتها بضيق و احمرت عيناها وكم كانت تتوق لصفعها بسبب اهاناتها و وقاحتها معها بحجة الصراحة ، لكنها هدأت قليلا عندما امسك آسر يدها وقبلها قائلا بحذر :
– الصراحة انا محظوظ جدا لان ملاك زي تقي قبلت بيا هي مش زي اي حد مينفعش تتقارن بحد اصلا…. وانا بحبها و بعتبر نفسي اسعد الناس لانها مراتي. 
ابتسمت تقي بخجل محبب لقلبه بينما ضحكت رولا تحاول اخفاء غيظها :
– عندك حق…. واحدة بالجمال ده طبيعي تسحرك و كمان اظاهر انت مش مقصر يعني انا اكتر واحدة بعرف قد ايه انت شاطر ف انك تخلي بنت تحبك وتسلملك نفسها. 
سعل آسر عدة مرات فقالت فجأة وهي تنهض :
– اووه نسيت انا جيت اقابل عميل هنا و التهيت بيكو…. آسر لو سمحت بعد ما تخلص مع مراتك المكتب لاننا هنناقش التصميم اللي عملته و نقدمه للمدام كريستين تشوفه تمام ؟
بعثت له قبلة في الهواء و غادرت اما تقي فسحبت يديها وهمست بعصبية :
– كان قصدها ايه بكلامها هي كانت حبيبتك صح ؟
مسح على وجهه بارتباك :
– بصي يا تقي انا حكيتلك كل حاجة عن الماضي بتاعي ومخبيتش عليكي انا صح غلطت وكانت عندي علاقات كتيرة بس صدقيني من اول ما حبيتك عيني مشافتش غيرك وانا بحاول اتغير علشانك ارجوكي بلاش نخلي الماضي يتحكم فينا لانك انتي حاضري و مستقبلي…..)
Back
 افاقت من ذكرياتها و ابتسمت بحزن وألم فهذه عادته ولن يغير فيها شيئا للاسف سلمت قلبها ووقعت في حب زير نساء حقير تزوجها وابعدها عن اهلها ثم خانها مع حبيبته السابقة و الآن تزوج رولا وحياته استمرت معها اما هي لا يزال قلبها يخفق بغباء عندما تراه.
مسحت تقي دموعها وكادت تنهض لكن جلس شاب غريب امامها وقال بانحراف :
– ايه يا حلوة مستنية حد ؟ اجي اقعد معاكي لو عايزة.
لم تتكلم تقي ونهضت خرجت مسرعة وقبل ان تركب سيارته وجدت نفس الشاب يسحبها ولم يكن يبدو بوعيه لقد كان يترنح و عيناه تتدحرجان بشكل مريب :
– انا مش اقل من اللي انتي بتنتظريه اديلي فرصة واوعدك اننا هنتسلى…..نظرت له بخوف وقبل ان تتكلم وجدت قبضة عنيفة تلكمه في وجهه شهقت ونظرت خلف الشاب لتجد آسر. 
قبض على ياقته وهدر بغضب :
–  ديه بتاعتي يا**** غور من هنا. 
ذهب الشاب سريعا فنظرت تقي ل آسر واردفت بصراخ  :
– انت فاكر نفسك مين وبأي حق تقول اني بتاعتك وبعدين طلعتلي مين يا بني ادم انت !
طالعها بصمت وهو يتذكر عندما لمحها تجلس على الطاولة و تشرد بعيدا و عيناها تلتمعان بالدموع وعندما غادرت ولحقها الشاب وجد نفسه بغير شعور يلحقها و جن جنونه عندما رآه يضايقها ، ابتسم اخيرا معلقا بسخرية : 
– اووبس اسف الظاهر انه كان بمزاجك وانا اللي قطعت عليكي اللحظة. 
رمقته من اسفل بأعلى باستحقار :
–  انتبه لكلامك مش كل الناس زيك يا استاذ…..رفعت اصبعها في وجهه واكملت بحدة :
– اوعى تدخل فيا تاني ملكش دعوة بيا خالص فااهم… ثم ركبت سيارتها وذهبت. 
سعل آسر بسبب الدخان الذي انفجر في وجهه وحدث نفسه :
– انا الغلطان اني ساعدتك فاكره نفسها قوية وهي بتخاف من خيالها بنت غبية.
عاد الى المطعم ووجد رولا تنتظره باستغراب : 
– حبيبي انت كنت فين انا روحت للحمام دقيقة ورجعت ملقيتكش في ايه ؟
ابتسم ورد عليها :
– انا شفت واحد صاحبي برا ووقفت اكلمه شويا ورجعت …. بقولك ايه ما تجي نروح شقتنا اصلك وحشتيني اوي. 
ضحكت رولا بغنج واخذت حقيبتها ورحلت معه….
________________________
_______________________
بعد ساعات طويلة.
كان حنان تجلس مع ابراهيم في الحديقة يتحدثان حتى سمعا صوت احتكاك عجلات السيارة في الارض بعنف فعرفا على الفور انه ادم لذلك نهشا و ذهبا إليه. 
توقف ادم بسيارته بقوة وقال بهدوء : 
– انزلي.
كتفت يديها باعتراض :
– لا مش هنزل واعلى ما فخيلك اركبه.
تنهد بملل وترجل منها ، ذهب لجهتها وفتح الباب ثم جذبها من ذراعها بقوة وحملها على كتفه ومشى بها.
يارا بغضب وهي تضربه في ظهره بقبضتها وتركله بقدمها :
– عاااااا سيبني يا متخلف يا همجي يا قاااسي انا مش عايزة اجي معااااك. 
ضحك ببرود قاصدا اغضابها اكثر : 
– انتي لو فضلتي تصوتي من هنا لبكره مكانك في بيتي وغصب عنك. 
تعبت من ضربه فصرخت : 
– اوووووف انا بكرهك بكرررهك !!
اما حنان وابراهيم فهما يبتسمان بسعادة على عودتها او لنقل على اختطافها من قبل زوجها المجنون…..اقتربت حنان منهما فأنزلها ادم كادت يارا تركض اليها لكنه امسكها من خصرها ووضع يده على فمها.
تهللت اسارير حنان وهي تسألها : 
– حبيبتي يارا ازيك وحشتيني انا مش مصدقة انك هنا.
حاولت يارا التكلم لكنها لم تستطع بسبب يد ادم المحكمة على فمه فلم تستطع الا اخراج هذه الحروف : 
– مممم طبنخجكمممم.
– ها يعني ايه ديه ؟
حملها ادم من خصرها وقال بهدوء وهو يتجه لمنزله : 
– قصدها وحضرتك كمان وحشتيني يا ماما…. يلا عن اذنكو. 
ضحكت حنان فقال ابراهيم بحيرة :
– دول اتجننو وهيجننونا معاهم لا وبدل ما يعتذر منها ويطلب ترجعله بهدوء راح خطفها وجاي فرحان… ابنك ابو دماغ ناشفة مش هيتغير خالص.
تنهدت حنان بتعجب ثم ضحكت :
– المهم انه رجعها حتى لو غصب وانا بعرف انه هيراضيها. 
********
دخل ادم الى غرفتهما واسقط يارا على السرير فصرخت بألم :
– انت بتعمل كده ليه افهم يا اخي انا حااامل مينفعش تتعامل معايا كده. 
رفع حاجبه باستفزاز :
– معلش الظاهر انتي متقصدة تخليني اشيلك بس لمؤاخذة انتي تخنتي شويا و ايدي وجعتني منك.
شهقت بذهول من سلاطة لسانه واردفت :
– عيب كده على فكرة انا حامل طبيعي اتخن. 
اراد ادم القول لها بان الحمل زادها جاذبية و اثارة تشعله وتجعله يرغب بإمتلاكها باستماتة لكنه قال :
– انتي اصلا عيلة صغيرة وغبية ومش فاهم هتخلفي ازاي. 
نظرت له يارا ووقفت على السرير وضعت يدها على خصرها وردت عليه :
– اعتبره ابني لوحدي ومفيش داعي تفكر. 
تهكم ادم منها وعلق :
– ابنك ايه هو انتي جايباه لوحدك … تحبي افكرك جه فبطنك ازاي انا معنديش مانع على فكرة. 
سحقا…. مهما حاولت اغضابه يخرسها هو بتلميحاته المخجلة التي تجعل وجهها يشتعل….لاحظت يارا تحول نظرات ادم المهددة الى نظرات لامعة تعلمها جيدا وهو يتأمل جسدها فحمحمت وعادت للخلف قليلا. 
اقترب هو منها واضعا يده في جيب بنطاله جذبها من خصرها وهمس :
– بطلي تلعبي على السرير علشان هتتعبي يا طفلة. 
تأففت يارا من كلمة طفلة التي يلقبها بها منذ بداية زواجهما ثم تلعثمت بتوتر :
– ااا انت مقرب كده ليه ابعد شويا. 
شدد ادم على خصرها و طبع قبلة خفيفة على شفتيها فاغمضت عيناها بسرعة وكادت تبادله لكنها توقفت عندما همس بصوت مبحوح تملؤه الرغبة :
– على فكره وحشتيني اوووي ربنا يصبرني ومتهورش عليكي….طبع قبلة اخرى على شفتيها وخرج. 
نظرت يارا لفراغه بصدمة لاتصدق انه نفسه ادم الجامد و القاسي لقد تغير كثيرا ام انه يعاني من انفصام في الشخصية لكنه مازال متسلطا ومتملكا سيعيدها اليه ولحضنه لكن بشخصيته القوية بأسلوبه البارد المستفز سيجعلها ترضى به دون ان يطلب السماح بكبريائه سيقضي على تمردها لن يخضع هو ولن ترضى هي. 
ابتسمت يارا بتحدي وقالت :
– حسنا يا زوجي العزيز لنرى ان كان ينفع عنادي ام تسلطك
________________________
في المساء.
دخل ادم للغرفة التي لم تطأها قدمه منذ مغادرة زوجته الحبيبة وصدم مما يرى يارا تجلس على السرير وفي يدها علبة كبيرة من الشوكولا وجهها ملطخ كأنها تأكل بفمها وانفها وجبهتها وكل جزء فيها وملابسها ايضا ملطخة تأكل بشراهة كأنها لم تذق الشوكولا منذ سنين…..كتم ضحكته واقترب منها بهدوء :
– ايه اللي عاملاه فنفسك ده ؟
اجابته وهي تدفع الملعقة بكاملها في فمها :
– انا……باكل مش شايف.
رد عليها بضحكة :
– انا شايف بس انتي حتى الأكل مبتعرفيش تاكلي بهدلتي نفسك والسرير كله.
نفخت يارا خديها بضيق :
–  على فكره ده ابنك اللي بيجوعني مش انا !!
نظر لها ادم بحب فكلمة “ابنك” جميلة جدا كان يدرك انها خرجت من فمها بدون تفمير لكن وقعها على اذنيه كان رائعا حقا. 
ادركت يارا انزلاقها في الكلام فلمعت عيناها بحزن شديد  : اسفة هنضف اللي عملته.
امسك ادم وجنتها المكتنزة وقرصها بخفة فقالت بتذمر طفولي :
– انت بتوجعني ااي.
ضحك اكثر و غمزها :
– طب ايه مش هتديلي شويا.
لمعت عيناها بالدموع وضمت العلبة اليها وتحدثت بصوت اشبه بالبكاء : 
– لا ديه بتاعتي لوحدي في كتير ف المطبخ…. ولا اقولك مفيش مفيش انا بكدب مفيش حاجة تاكلها اوعى تقرب من التلاجة. 
ادم وهو ينهض :
– خلاص يا مفجوعة مش هاكل ، احضر مناديل مبللة وجلس بجانبها ثم ردد وهو ينظف وجهها : 
– انتي بالشهر كم ؟
ردت عليه بخفوت : 
– الشهر التالت….. هو انت عرفت ازاي اني حامل ؟
طالعها بحدة متذكرا اخفاءها عنه :
– سمعت رهف بالصدفة وهي وبتكلمك واستجوبتها وهي طبعا قالتلي على كل حاجة من غير ما اتعب معاها.
مطت يارا شفتها بحنق طبعا هي تعرف ابنة عمها جيدا لا تجيد ضبط لسانها وبمجرد ما ان يتم الضغط عليها قليلا حتى تبدأ بالإقرار بكل شيء سواء طلب منها او لا ، تنهدت فأردف بجدية :
– انتي خبيتي خبر حملك عني ليه يا يارا ؟ ليه مجيتيش وقولتيلي اول ما عرفتي انك حامل ؟
هزت كتفيها بعبوس :
– انا الاول خفت لانك كنت منبه عليا محملش وبعدين قلت هعرفك بحملي فيوم عيد ميلادك. 
ترك ادم ما بيده وعدل جلسته :
– طيب ليه كدبتي عليا وقولتيلي في اليوم اياه انك جاية من مشوار مع صحابك ليه مقولتليش انك كنتي في العيادة ؟
بللت يارا شفتيها وردت عليه :
– انا فعلا روحت مشوار مع صحابي بعد ما خلصت الكشف… كنت عايزة اجيب كام حاجة عشان نحتفل سوا بعيد ميلادك واجيب حاجات للبيبي بس انت من غير ما تسمعني ضربتني و اتهمتني وكنت هتموتني.
مسحت دموعها التي نزلت عندما مرت احداث تلك الليلة الفضيعة بذاكرتها و أحست بغضبها منه يتفاقم لتكمل :
– انت شكيت فيا رغم اني كنت دايما بعترفلك بحبي واعمل اي حاجة عشان تبقى راضي عليا و قولتلي كلام بيوجع اوي كأني واحدة جاية من الشارع مش مراتك.
شعر ادم بغصة مؤلمة في قلبه ولعن تحت انفاسه ثم تنهد و مسح دموعها :
– خلاص ارتاحي ومتفكريش فأي حاجة يلا نامي. 
نهض وذهب للجانب الاخر من السرير فقالت بعناد :
– على فكرة انا مش هنام معاك في الاوضة. 
استلقى ادم ببرود :
– لو كنتي شاطرة قومي من السرير.
ترددت قليلا لكنها حسمت أمرها ونهضت لتغادر الغرفة ف أمسكها من ذراعها وصرخ غاضبا :
– يااارااا بلاش دلع اتخمدي دلوقتي ومتخلنيش اتعصب ع المسا يلا !!
انتفضت يارا بقوة ولأن هرموناتها اللعينة تنتظر شعلة لتنفجر بدأت في البكاء فنهض جالسا و ضمها اليه بندم :
– هشش اهدي خلاص اهدي انا مش قصدي انا بس….
صمت ولم يدري ما يقوله لها هل يقول انه انتظر طويلا لينام معها في هذه الغرفة التي هجرها منذ شهرين والآن عندما هددته بالذهاب فقد اعصابه ام يعتذر منها ام ماذا…. جذبها اليه اكثر وطبع قبلة على كتفها فتأوهت يارا :
– انا….انا بكرهك ومبطيقكش. 
نظر لها ادم وأدرك انها كعادتها تذوب بأقل لمسة منه…. مرر اصابعه برقة على خصرها ثم همس وهو يداعب خصلات شعرها بيده الأخرى :
– بجد بتكرهيني ؟
اومأت يارا وهي هائمة في رائحته التي تعشقها فاقترب منها حتى لفحت انفاسه الساخنة وجهها :
– بتكرهيني يا يارا. 
يارا بهمس وخجل من قربه هكذا : 
– ا…اا…. ايوة.
ابتسم ادم و القاها على الفراش ومال عليها :
– بس انا…
______________________
ستوووب انتهى البارت
رايكم وتوقعاتكم ؟
ادم هيعترف بحبه ؟
يارا هتسامحه ؟
آسر هيبدأ يميل لتقي تاني ؟
يتبع…
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!