Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم إيمان محمود

هدأت “هاجر” بعد مدة فابتعدت عن والدتها تزامنا مع خروج الأطباء الذين انصرفوا ليبقى أحدهم، شبك كفيه ببعضهما ليرمش عدة مرات قبل أن يبدأ بالحديث بجدية:
-المريض فاق الحمد لله واطمنا عليه بس هنخليه تحت الملاحظة فترة لحد ما نتأكد من سلامته تماما، أنا هكـ..
لم تُعر “هاجر” بقية حديثه اهتماما فاندفعت بلهفة إلى غرفته لتتأمله بحب، بلهفة.. بشوق!..
اقتربت منه ببطء لتبدأ بالبكاء دون شعور، لقد اشتاقت له كثيراً، شعرت بأنامله تلامس كفها فجلست بقربه لتهتف بلهفة:
-أنا جنبك اهو، محتاج حاجة يا حبيبي؟
ابتسم بإرهاق ولم يتحدث، بل أغمض عيناه من جديد، اقتربت منه لتهتف بقلق وهو تحيط وجهه بكفيها برعب:
-عمرو انت كويس؟
فتح عيناه بنعاس فهدأ ذعرها قليلا، تأوه بخفة فأبعدت يداها عن وجهه المكدوم، فتح فمه بتثاقل ليهمس وأخيرا..
-هاجر!..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
حاوطت النساء “سعيدة” التي انهارت حالما سمعت بخبر وفاة ابنها الذي وُجدت جثته بعد فترة من وفاته بعدما تركه المتسبب بالحادثة وهرب، حاول البعض تهدئتها لكنها اندفعت تصرخ دون وعي:
-سيبتني ورحت لييه!، حرام عليك يا خالد، ليه تعمل فيا كدا يابني؟، ليه يابني تكسر قلبى كدا؟، أديك فضحتها وربنا خد حقها منك، مش دي اللي اتبليت عليها وخليت الناس تجيب في سيرتها؟، مش دي اللي خضت في عرضها؟، اهو ربنا خد حقها وخدك مني، ليه يا ضنايا ليييه!، حرام عليك حرقة قلبى.. ياارب
صرخت بانهيار في حين حدقت بها النساء بذهول وهن يحاولن تجميع حديثها، أيعقل أن “خالد” قد كذب بكل ما حدث؟، لما لا وهن يعلمن أن “هاجر” هي من رفضته سابقا!..
نظرن لبعضهن بصدمة وكل واحدة تتهم الأخرى بأنها كانت السبب في جعلهم يخوضون في الحديث عن عِرض فتاة على الرغم من اعتراضهم على بعض صفاتها إلا أنهم يعلمون عنها جيداً أنها لم تكن لتفعل ما اتهمها هو به!..
انتبهن جميعا فجأة على صرخة إحدى النساء ليتفاجأن بـ”سعيدة” قد وقعت أرضاً فاقدة للوعي بعدما أنهكها النواح على فقد ابنها..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
-انت كويس يا عمرو؟ حاسس بوجع يا حبيبي؟!
هتفت “هاجر” بلهفة وهي تناظره بقلق يحاول الاعتدال بجلسته بمساعدة “عماد”، جلس أخيرا فتنهد بقوة قبل أن يهتف بتحشرج:
-الحمد لله، الحمد لله
رغبت بالانقضاض عليه وتقبيله للتشبع منه ولو قليلا لكنها توقفت بعدما لاحظت تواجد الجميع حولهم!..
-عماد، التاكسي؟
تنهد “عماد” قبل أن يهتف بحذر:
-البوليس لقى ان الفرامل كان حد لاعب فيها، وانت عارف ان ليا شوية حبايب في القسم فخدموني وقدرو يوصلو للواد اللي لعب فيهم بعد ما راجعو كاميرات السوبرماركت اللي انت بتركن علي قصاده التاكسي، ومسكوه واعترف..
-طلع مين اللي وزّه عليه؟
هتفت “هاجر” بعنف فأكمل “عماد” بتوتر:
-طلع خالد
شهقت “هاجر” بصدمة في حين تنهد “عمرو” بقوة قبل أن يهتف بألم:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يهديه، الحمد لله علي كل حال
اندهشت “جليلة” لموقفه فهتفت باستنكار:
-دا حاول يقتلك وانت بتدعيله؟
ابتسم “عمرو” بصعوبة ليهتف بألم:
-«والكاظمين الغيظ» يا حماتي، وبعدين مش أحسن ما أدعي عليه وآخد ذنوب بسببه!، أنا فوضت أمري لربنا وهو القادر يجيب حقي منه
-لا ماهو الحمد لله جابه خلاص
التفت الجميع لـ”عماد” الذي تحدث بتوضيح:
-خالد اتوفى، كان بيحاول يهرب أعتقد وفي عربية خبطته وحد لقاه بالصدفة وبلغ عن الجثة وبعد التحريات وكدا عرفوا انه هو
-ربنا يرحمه
هتف الجميع بصدمة، فقد كادوا يدعون عليه منذ قليل، لكن ها هو بالفعل بين يدي الله القادر على أخذ حقوق المستضعفين من عباده..
دام الصمت لفترة قطعها “عمرو”:
-سناء!
همس بخفوت وقد ذُهل بعبراتها التي أغرقت وجنتاها، ليتفاجأ بها الجميع تندفع إلى أحضانه بعنف لتضمه إليها بلهفة، تأوه “عمرو” بقوة لكنه ضمها اليه بعد فترة ليهدئ من روعها قليلا..
هدأت بعد فترة ليست بالقليلة ليتحدث “عمرو” بمزاح:
-كفاية عياط بقى، انا حاسس انك كسرتيلي ضلع
-انت حاسس بوجع؟ أنادي الدكتور؟
هتفت “سناء” و “هاجر” في ذات الوقت فضحكو جميعا ليغمز له “عماد” قائلا بعبث:
-ابسط يا عم محدش قدك، اتنين مدلعينك اهو
-خدي جوزك وامشي، أنا حاسس انه شوية وهيحسدني على رقدتي دي
-بعد الشر عليك يا حبيبي
هتفت “سناء” بضحك فمسح دموعها بكفيه قبل ان يهتف بابتسامة:
-طب يالا مع جوزك بقى، عايز أقعد مع البنية شوية حرام عليكو
-خلاص يابني هنسيبوكو اهو
هتفت “جليلة” بضحك فابتسم لها بامتنان، جذب “عماد” زوجته وخرج بعدما غمز لـ”عمرو” في الخفاء وتبعه “مُسعد’ ومن خلفه “جليلة” التي وقفت مع ابنتها لثواني توصيها على الاهتمام بزوجها جيدا..
أصبحت الغرفة فارغة، لا تخلو سوى منهما وما هي سوى ثواني، حتى اندفعت “هاجر” إلى أحضانه بحذر..
-وحشتني أوي
ابتسم فابتعدت تقبل ملامحه بلهفة وهي تهتف بدموع لم تستطع منعها:
-اياك تفجعني عليك كدا تاني
أحاط وجهها بكفيه ليبعدها قليلا، ليهمس بخفوت وهو يمرر إبهامه فوق وجنتها:
-أنا آسف
-قلبي وجعني عليك اوي يا عمرو
هتفت باختناق فهمس بضعف:
-سلامة قلبك يا قلب عمرو
-عمرو
همهم “عمرو” وقد أغمض عيناه براحة وأسند جبينه إلى جبينها:
-أنا بحبك!
♡~•~♡~•~♡~•~♡
بعد مرور أسبوعان..
جلست “جليلة” إلى جانب زوجها بشرود ليتحدث هو بعد فترة محاولا الاستفهام عن سبب صمتها المُبهم:
-مالك يا جليلة؟
انتبهت له فتنهدت بقوة قبل أن تتحدث :
-مستغربة من حال الناس يا مسعد، نزلت السوق النهاردة فلقيت نص ستات الحارة جايين يطمنوا على عمرو وهاجر، لا وبيباركولهم كمان كانهم افتكرو دلوقتي انهم متجوزين، كنت مستغربة بعدين لقيت واحدة منهم بتقولي ان سعيدة قالت في عزا خالد ابنها انه دا عقاب ربنا ليه عشان اتبلى على بنتي وخاض في عرضها، استغربت منهم أوي ، الناس بقو كلمة تجيبهم وكلمة توديهم، أنا مقلتش ان بنتي مبتغلطش بس برضه الحارة كلها كانت عارفة ومتأكدة انها لا يمكن تعمل اللي قاله دا.. وبرضه لما اتكلم بداوا يتكلمو عليها ومرحموهاش، وشوف لما مات وامه قالت الحقيقة؟.. أهم رجعوا تاني يعتذروا ويحاولو يصلحو اللي حصل
-طب انتي زعلانة ليه دلوقتي؟ عشان بنتك الحارة كلها عرفت برائتها خلاص؟
تسائل بحيرة فتحدثت بضيق: 
-والله أنا صعبان عليا الناس، أهو شوف عمرو.. عمرو اللي مرضاش يدعي علي واحد حاول يقتله، عمرو دا لو أخلاقه في كل شاب موجود مكنش هيبقي في اللي زي خالد، وحتي سناء اخته.. ما شاء الله عليها، عارف أنا لو هاجر بنتي كانت زيها من الأول ولا كل بنت في الشارع بقت زيها؟ والله ما هتلاقي حد يقدر يتكلم عليها.. والستات، عارف لو كل واحدة خلت حالها في بيتها وفي نفسها، مكنش حد اتأذى بسبب كلامهم اللي ملوش لازمة دا
ابتسم “مُسعد” بهدوء قبل أن يتحدث بلطف:
-ادعيلهم يا جليلة، الناس في غفلة وعلى رأيك، أهم بيبقوا عارفين الواحد ماشي ازاي وبرضه لو اتقال عليه اي حاجة بيصدقوها، سواء كانت زي هاجر ولا زي سناء.. كلام الناس مبيرحمش وبرضه كنتي هتلاقي اللي تطلع وتتكلم عليهم مع اي هيصة ،فادعيلهم، ادعيلهم ربنا يهديهم كلهم ويصلح حالهم.. لعل وعسى، الدنيا تنصلح حالها وكل واحد يخلي باله من حياته وبس
-ربنا يهدينا جميعاً
هتفت “جليلة” بتعب فآمن ” مُسعد” على دعائها لتستند هي برأسها على كتفه براحة وقد ابتسم هو بحنو، ليضمها بحنان..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
تنهدت “هاجر” بإرهاق وهي تتحسس ملامح “عمرو” المتعبة، اختنقت بعبراتها لتهتف بألم هامس:
-هتقوملي يا حبيبي، هتقوم ان شاء الله
اختنق صوتها من جديد فقبلت جبينه وتوجهت الى الخارج سريعا، استندت الى باب الغرفة فورا لتنهار باكية، لقد اكتشفت بعد سويعات قليلة من رحيل الجميع يوم استيقاظه أن الحادثة لم تكتفي بإصابته ببعض الكسور والرضوض كما قال الطبيب بل كان أثرها أكبر من ذلك فطال أثرها من عموده الفقري ما طاله ليؤثر على سيره بشكل _قال عنه الطبيب_  ربما يزول بعد إحدى العمليات الجراحية ومع بعض جلسات العلاج الطبيعي..
هي تعلم أنه لم يرغب بأن يُعلمها بهذا الأمر فطلب من الطبيب وقتها ألا يخبرها حتي يقوم هو بهذا وبالفعل ذهب الجميع ليخبرها بعد ذلك بذاك الخبر الذي أطاح بتعقلها جاعلا اياها تنهار أمامه ترجوه بأن يخبرها بان هذا ما هو سوى كابوس لعين ستسيقظ منه لتجد أنهما لا يزالان في منزلهما كما هما..
اعتدلت ما ان رأت احدى الممرضات تُقبل عليها لتهتف باختناق:
-هو نايم
-دا معاد دواه، هديهوله واطمن عليه 
هزت “هاجر” رأسها بتفهم لتبتعد عن الباب تاركة الممرضة تدلف لتطمئن على حاله وهي من خلفها..
………
دلفت “هاجر” الى الغرفة من جديد بعدما كانت قد خرجت لاستنشاق بعض الهواء لتتنهد بإرهاق ما ان رأته يحدق في الفراغ بشرود، اقتربت منه وجلست بجانبه لتهتف بهمس:
-عمرو
التفت لها ليرمقها بصمت قبل أن يزفر بهدوء، حاولت الاقتراب منه لكنه أشاح بأنظاره بعيدا كعادته مؤخرا منذ أخبرها بأمر إصابته، لم تهتم بصده الخفي واقتربت لتجلس الى جانبه، مردت أصابعها لتتخلل شعره بلطف لتهتف وهي تعبث بخصيلات شعره:
-وحشتني اوي
رفع يده السليمة ليقبض على يدها مُبعداً اياها عنه بحزم قبل أن يهتف بجدية أرجفت قلبها:
-هاجر، احنا.. لازم نتطلق
يتبع ……
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!