Uncategorized

رواية عصافير الغرام الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم تسنيم محمود

 رواية عصافير الغرام الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم تسنيم محمود
رواية عصافير الغرام الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم تسنيم محمود

رواية عصافير الغرام الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم تسنيم محمود

همس بصراخ: حمممممممزة 
نظرت بجانبها لم تجده ارتدت اسدالها بسرعة وخرجت تبحث عنه بجميع أنحاء الفيلا ودموعها لا تتوقف عن الانهمار على وجهها 
خرجت إلى الحديقة سوف يجن جنونها لعدم وجوده بالمنزل بأكمله 
انهارت من شدة البكاء وطلبت رقمه عدت مرات ولكن هاتفه مغلق بإستمرار 
صعدت لغرفة أيهم وهي ترتجف خوفا ولا تعلم ما تفعله صحيح ام انه خاطئ .. دقت الباب بعنف 
أيهم كالعادة لسه راجع كان يبدل ملابسه فأوقفه صوت دقات الباب ارتدى تيشرته وفتح .. وقف فترة مذهول من وجودها أمامه في ساعة مثل هذه .. 
أيهم باستغراب شديد: مالك بتعيطي ليه؟! وايه اللي موقفك هنا دلوقتي؟ 
همس بعياط ولهفه: حمزة… حمزة مش هن.. هنا 
أيهم: يعني ايه مش هنا؟؟ 
همس بدموع غزيرة: انا صحيت ملقتهوش ودورت عليه ف الفيلا كلها ومش موجود.. 
أيهم: بس بس اهدي اكيد فى مشكلة بسيطة فى الشركة عشان كده اضطر يروح .. هشوفه فين 
نزل أيهم بسرعة .. دلف إلى غرفة بجانب البوابة وجد كمال ملقى أرضا عدله وافاقه بالمياه 
فتح عيونه وهو يشعر بصداع رهيب ووضع يده على مؤخرة رأسه 
أيهم بغضب حارق: جايبينكم تتخمدوا ولا تشتغلوا يا روح امك منك ليه؟؟ 
اخفض الحرس جميعهم روؤسهم للأسفل وابتلعوا ريقهم بصعوبة بالغة وخوف رهيب 
أيهم بصوت جاهوري: ما تنطقوا خرستوا ليه؟؟ مشغلين شويه بقر … ازاي كلكم مخمودين كده؟؟؟ 
كمال بألم شديد وصداع سوف يفجر دماغه: سعادتك انا مش فاكر حاجه يا … 
أيهم بغضب: يعني افتكرت انك لازم تقولي سعادتك وزفت؟ 
كمال بوجع ورعب من صوته الغاضب فمهما كان حمزة عصبي وطبعه حاد فإنه لم يصل لدرجة أيهم: سعادتك انا .. اه اه انا آخر حاجة فاكرها لما حمزة باشا كان بيزعق على قبل الفجر كده وكنت رايح اشوفه حد ضربني على راسي ومحستش بحاجة بعدها 
ضرب أيهم قبضة يده القوية بالحائط المقابل له وانتهى الحد الذي وضعه للبركان المشتعل الذي بداخله: انتهت لعبتكم وبدأت لعبتنا .. ولعبتي ف عداد الموت يا إكس 
كمال وهو يحرك يده أمام وجه أيهم: أيهم باشا .. أيهم باشا 
أيهم بغضب مكبوت: تقدر تفتكر شكل الشاب اللي ضربك؟
كمال برعب: لا يا باشا الدنيا كانت ضلمة وهو ضربني على رأسي .. بس هو فيه اي سعادتك؟ 
أيهم بصلهم كلهم باحتقار ولامبالاة وغادر المكان 
…….
رجعت جومانا المنزل .. قفزت من فوق سور الفيلا وتسلقت حتى وصولها للغرفة التي تقبع بها مع اختها !! 
بدلت ملابسها لملابس بيتيه بدلا عن ملابس الإجرام التي كانت ترتديها وكانت تشعر وكأنها طائرة من الفرحة فهذه أول عملية تحضرها بنفسها دائما هي الآمر وما على رجالها الا التنفيذ .. ولكن نظرة الكبرياء والغرور التي بعيون حمزة هي من تضايقها وهي كانت تود كسره وتحطيمه .. تدفق الحزن المصطنع إلى داخلها لأنه بسبب حمزة خسرت عددا كبير من رجالها  
……. 
خرجت الداده من غرفة الخدم وجدت همس تنحب من شدة البكاء .. ضمتها لحضنها بحنية وهى تقرأ عليها بعض آيات القرآن الكريم قائله بلهفه: مالك يا همس يابنتي…!؟ 
لم ترد همس ولم تنطق بحرف واحد ومستمره فى البكاء الشديد ومازال الحلم مترددًا بخيالها .. حلم عبارة عن جومانا تصيب حمزة بالرصاص !! 
فهي لا تعلم اي شئ بخصوص المافيا التي تهدد حياة حبيبها وزوجها ومعشوقها الذي أصبحت لا تستطيع التنفس الا في قربه وحضنه الذي تشعر وكأنها ملكة العالم كله بداخله .. نعم تخاف كثيرا ولكن خوفها عليه كان أكثر من أي شي  
بدأت الشمس تشرق وهمس منهاره من البكاء وأيهم متوتر جدا والخوف والذي ولأول مره يعرف الطريق لذاك القلب الخشبي الذي اعتاد على المخاطرة والتضحية قد تملك منه 
همس قاعده دماغها هتنفجر من الصداع والأفكار الكثيرة التي تدور بها وعياطها المستمر الذي لا يتوقف
الداده بدموع: اشربي يا همس يابنتي .. كده هتتعبي حمزة باشا بيتأخر برا كده عادي 
همس ببكاء هستيري: الصبح طلع يا داده وهو لسه مرجعش ومش من عوايده ميردش عليا طول الوقت ده 
أيهم: انتي بتعيطي ليه؟؟ اسكتي مش عارف افكر .. أعصابي تعبت 
همس بعياط: حرام عليك ما انا خايفه 
أيهم: يابنتي ارحمي امي.. خايفه من ايه؟ هو حمزة صغير؟؟… 
……. 
مر اربع ايام وليس هناك اي خبر وكأن الأرض انشقت وبلعته… خيم الحزن على وجه الكل بعدما كانت سعادتهم لا توصف بحفل زفافه الأسطوري .. انتشر خبر اختفاؤه بشكل سريع وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي .. مديرين أعماله مستثمرين وموظفين واصدقاؤه الكل مصدوم فما هذا الآن؟؟.. تم اتهام همس على أنها وجه الفقر عليه !! 
انفطر قلب تلك المسكينة العاشقه على زوجها ولم تجف دموعها ابدا من على وجهها 
أيهم ساكت مش بيتكلم خالص نظراته فقط هى من توحي بغموضه الشديد بالنسبة لعائلة عمه … سامر هيتجنن على فقدانه لصديق عمره فمنذ الطفولة وهما معا … عدي قلبه موجوع على حالة أخته وكسرة فرحتها بحبيبها وأيضا ينهش القلق بقلبه من اختفاء حمزة القسري وعدم وجود أي خبر عنه 
علمت فاطمة بالأمر وحزنت للغاية على صديقتها المقربة
فاطمة بدموع وحزن على حالة صاحبتها: همس يا حبيبتي انتي مؤمنة ادعى ربنا يرجعهولك بالسلامة بإذن الله 
همس: هيرجعلي صح؟ هو وعدني انه عمره ما هيسبني وهيفضل جنبي على طول 
فاطمة: وانا يا حبيبتي شايفه انه عمره ما يخلف بالوعد ابدا .. 
جلست معها فاطمة بضع ساعات ومن ثم ودعتها ومشيت تشعر بسكين داخل قلبها المتئلم حزنًا على صاحبتها 
أشرف بضيق شديد من أيهم: هتفضل ساكت لحد امتى؟ 
أيهم وهو يشير لعمه بيده وينظر لجومانا نظرات حسبت في مخيلاتهم انها إعجاب ولكن في الواقع هي كانت ترتجف خوفا من ان يكون قد كشف أمرها أمام ذاك أسطورة عالم المخابرات: شششش مبحبش حد يشتت تفكيري مفهوم؟؟!… وفى منافقين حواليا بحب اراقبهم بصمت .. لان ده بالنسبالي متعة وبستمتع اكتر لما اللي ادامي يغلط زي دلوقتي كده 
أشرف بعدم فهم: انت اتجننت ولا ايه؟؟! ايه الالغاز دي؟ ما تتكلم زي الناس؟؟ 
أيهم: لا اصل انا مش من الناس العادية… الناس العادية دي بالنسبالي … ورق هشك بشك يعنى 
أشرف: انت قليل الادب… واحد سيئ وأخلاقك زي الزفت 
أيهم ببرود صاعقي: انا سيئ بس مش زي ما انتو فاكرين انا أسوء من كده وده يشرفني 
همس بتعيط وماسكه ف حضن أخوها: عدي.. حمزة هيرجعلي صح؟ انا انا زعلته عشان كده هو بيعاقبني… بس عقابه بأنه يبعد عني صعب اوي يا عدي مش هو عارف اني بحبه؟! ليه يبعد عني؟؟ 
عدي: همس يا حبيبتي اهدي… انا مش عارف حصل ايه عشان يعاقبك… ومش عايز اعرف لأن دي حاجة بينكم انتو ومش مسموحلي او مسموح لأي حد يدخل فيها .. بس قلبه مش ممكن يقسى عليكي للدرجة دي وانتي بالذات 
همس بانهيار وصوت مبحوح: اومال مش بيرد عليا ليه؟
اتعصر قلبه على اخته والحالة التي وصلت إليها كان يظن ان الأمور لن تصل لهذا الحد ولم يكن يود ان يزوجها بعد هذه الفترة القصيرة التي قضتها معه وتذكر الشجار العظيم الذي دار بينه وبين حمزة على موضوع زواجهم المبكر .. ثم أيقن حبهم لبعض وهو لا يريد الوقوف في وجه سعادتهم لذلك استسلم للأمر الواقع: يا قلبي اهدي… مهما كان اللي حصل حمزة قوي وادها وهيرجعلك لان هو كمان ميقدرش يستغنى عنك هو بيحبك … واللي بيحب حد لا يمكن ينساه او يوجعه 
نظرت له همس وعيناها متفخمة من شدة البكاء: اكيد؟ 
عدي بابتسامة مهمومه حزينه: اكيد 
نامت همس فعيناها لم تذق طعم النوم منذ ذلك اليوم المشئوم .. عدي شالها وخلاها تنام في اوضه مليكة واحترم رأي حمزة في عدم دخول أحدهم إلى غرفته ابدا 
أيهم: في اي جديد؟؟ 
الحارس باحباط: لا يا فندم مفيش 
أيهم بغضب عمى عيونه وحولها من الأزرق الصافي إلى الأحمر الدامي: يعني ايه مفيش!!؟… فص ملح وداب؟ 
الحارس بخوف شديد: يا باشا احنا مسبناش مكان الا لما دورنا فيه… حمزة باشا ملوش أثر 
ضغط أيهم على رقبة الرجل يخنقه بقبضة يده وعيونه تخرج شرار والرجل أحمر وجهه بشدة ورفع عيناه أثر الاختناق وبكل قوته يحاول فك قبضة يد أيهم قبل أن يسقط أمامه لا حول له ولا قوة 
جذبه عدي بقوة كبيرة وسقط الرجل أرضا يفرفط من التعب والخوف وظل سامر يصرخ بأيهم: فوق بقااا فوووق … خليك انسان مره واحده فى حياتك 
عدي بوجع وحزن على صاحبه: أيهم اهدى بالله عليك… مينفعش اللي بتعمله ف نفسك ده 
أيهم اتنهد وبص ف عيونهم هم الاتنين وهم بصوا لبعض بتوتر من قراراته المتهوره .. هو دائما ما يتخذ قرارات سريعة ولكن تبهرهم النتيجة لذلك واثقين برأيه وانه لن يكون مخطئ ولكن الآن الوضع مختلف!
سامر بهدوء وقلق من ذاك الثبات الذي حل عليه فجأة: اي…. 
أيهم بابتسامة لم تطمئن قلوبهم المضطربة: انا قررت أخطب !!! 
…… 
فتح عيناه ببطء شديد وهو يعاني الألم والوجع في جميع أجزاء جسده 
اعتدل فجأة لتخرج تأوهات بسيطة أثر تلك الحركة ظل يتحمل على نفسه أكثر حتى اعتدل في جلسته 
ليجد سيد كبير فى السن يظهر على ملامحه الطيبه يرتدي ملابس باهته قديمة ممزقة بشدة ويمسك بيده عصا .. ظل ينظر حوله يتفقد المنزل الصغير الهالك واثاثه البسيط والأدوات البدائية المستخدمة به .. ثم نظر لنفسه وكان يرتدي عبائة.. اتصدم ثم انفجر ضاحك على حالته 
استيقظ الرجل واللهفة مصاحبة لحديثه: أخيرا فوقت يا ولدي 
حمزة: كتر خيرك يا راجل يا طيب… بس انا ايه اللي جابني هنا؟! وانا فين اصلا؟ وليا كام يوم كده؟ 
الرجل بضحك: في شوية ناس كانوا جايبينك ف شوال ورموك قدام بيتي .. أصله الواحد ناقص مصايب .. وانت ليك اربع تيام في غيبوبة 
اتصدم حمزة ولكن تحلى بالثبات المريب: حضرتك تقدر تفتكر شكل الناس اللي رموني أدام بيتك؟! 
ضحك الرجل بخفة: لا يا ولدي احنا ع الحدود واني ومرتي لقيناك مضروب بالرصاص جبناك اهنيه وطلعت الرصاص من جتتك .. وكنت دايم حامى مولع 
حمزة: في موبايل هنا ولا حاجه؟ 
الرجل: والله يا ولدي لو تقصد تسخر منينا .. اديك شايف بعنيك الحال كيفه .. انا راجل على قد حالى 
شعر حمزة بالذنب لما قاله: سوري… احم آسف بس انا رجل أعمال وليا مكانتي ووضعي حساس واختفائي بالطريقة دي هيثير الجدل… عايز اكلم اخويا ولا مدير أعمالي .. انا قعدتي هنا خطر اصلا لازم ارجع بأي طريقة
الرجل بهدوء: طيب يا ولدي ريح نفسك انت واخد تلات رصاصات فى صدرك 
حمزة فى نفسه: اممم كانت رحيمه بيا اوي.. اتنهد حمزة ووجعه قلبه العاشق على حبيبته فكيف حالها الآن؟!.. وكيف حال ابنته الصغيرة … اغمض عيناه بقوة كبيرة وحبس بداخله نيران الغضب 
…… 
في فيلا العسيلي 
مازالت الأجواء متوترة … عدي وسامر انعقدت ألسنتهم من قول ذلك المعتوه أيهم 
مليكة بدموع: ابيه حمزة مش هيرجع؟ 
أيهم بابتسامة هادئة: ملوكه هي دي اول مره حمزة يسافر؟! 
مليكة: لا بس بنكون عارفين مكانه وبيكلمنا دايما… هو زعلان مننا؟! 
أيهم: لأ يا روحي هيزعل مننا ليه؟؟.. دلوقتي يرجع ويجبلك شوكولاا كتير اوي 
مليكة ببراءة: بس همس بتعيط جامد اوي.. هي مالها؟ 
أيهم بضحك: مجنونه.. يلا يا حبيبتي امسحي دموعك متعيطيش تاني 
دق هاتف سامر ليأتيه صوت بكاء والدته: مالك يا أمي في ايه؟! 
مروة بعياط: اسفه يابني بس روحنا للدكتور وقالت إن الجنين … مات في الرحم 
اتنفس سامر بحرقه لماذا تأتي المصائب جميعها في آن واحد؟!.. 
سامر بلهفه وقلق شديد وهو يأخذ مفاتيح سيارته منطلقًا نحو الخارج بسرعة البرق: شذا كويسه يا أمي؟!.. خليكم عندكم انا جاي حالا 
أيهم وعدي: سامر… سامر في ايه؟!! 
لم يجيب سامر واكمل طريقه نحو الخارج 
عدي: هنسيبه؟؟؟ 
أيهم: عدي انا آسف بس كفاية اوي لحد كده… انت كنت تعرف ان مش بس حياة اختك هي اللي متهددة؟! اقصد يعني مش بس عمي هو اللي كان عايز يقتل اختك ويخلص منها عشان يجبره يتجوز بنته اللي هي رئيسة المافيا اللي بتهدد حياة حمزة وزوج والدتك عضو صغير في عصابة إكس؟! 
عدي اتصدم صدمة كانت كفيلة باخراسه وتذكر قول همس عندما أخبرته ان لزوج والدتها تصرفات غريبة لا تفهمها حتى أنها لا تعلم بأي مصلحة حكومية يعمل !! 
عدي وهو لم يفوق من الصدمة بعد: يعنى ايه الكلام اللي بتقوله ده؟! 
أيهم بحزن: خايف يا عدي خايف تكون نفذت اللي كانت بتخططله وقتلت حمزة.. وتقتل القتيل وتمشي ف جنازته 
…….. 
بالمستشفى 
تم إجراء العملية لشذا والانهيار والدمع مصاحب عيون الكل 
والد سامر: ربنا يعوض عليك يا حبيبي.. متزعلش نفسك 
سامر بقلق: اهم حاجه عندي هيا تقوملي بالسلامة وانا مش عايز حاجه تانيه 
والد سامر بابتسامة هادئة: عارف يا سامر ده اختبار ليك من ربنا 
سامر باحباط وحزن عميق: اختبار صعب اوي اوي.. صاحبي اللي لينا مع بعض اكتر من تلاته وعشرين سنة فى لمح البصر مش قادر اشوفه ولا حتى اطمن عنه .. ساب فراغ كبير اوي يا بابا… لما انا بحس كده مراته اللي معداش على جوازهم اسبوع تعمل ايه؟!.. 
والده: يا حبيبي متعملش فى نفسك كده .. انا واثق انه كويس وهيرجع 
استعادت شذا وعيها ودخلها سامر بسرعة وهو بيحاول يتحكم بأعصابه التالفة… قبل جبينها وأمسك بيدها وجلس بجانبها أرضا: شذا يا قلبي بوصيلي.. ردي عليا 
أدارت شذا وجهها للجهة الأخرى تبتلع الغصة المريره: طلقني 
سامر بصدمة: ايه؟.. 
شذا بدموع: طلقني 
سامر بهدوء ما قبل العاصفة: هى لبانة فى بوقك طلقني طلقني؟؟.! كل ما تحصل مشكلة سخيفه تقوليلي طلقني؟؟.. ثم قال برجاء: شذا ابوس ايدك حسي بيا مره واحده فى حياتك انا قلبي بيتعصر لما بتقولي الكلمة دي .. انا عايز شذا حبيبتي اللي كانت زمان… كانت بتحس بوجع قلبي من قبل ما انطق .. ليه مش قادرة تقتنعي اني والله مقدرش استغني عنك انا بحبك 
أعطته شذا وجهها ومسكت وجهه بين يديها وهى تهتف باحراج: سامر انا اسفة.. انت برضو عارف اني بقولك الكلمة دي من ورا قلبي بس فى الحقيقة انا بموت 100 لما انطقها 
مسك ايدها وباسها: وليه تنطقيها يا عمري بدام احنا مع بعض ونحب بعض؟!.. وان شاء الله ربنا هيدينا ثمرة الحب ده 
ابتسمت شذا: بحبك يا سامر .. 
سامر بجنون العشق: انتي مش خايفه على نفسك مني يابنتي؟؟ انا ممكن اكلك بحلاوتك دي 
شذا بصوت هامس: بكاش… بس مش خايفه منك ابدا انا كلي ملكك وواثقة انك هتخاف عليا اكتر من نفسك 
سامر وهو يقترب منها وأصبح وجههم مقابل لبعض: وبعدين معاكي بقا؟.. طب قوليلي كنتي عايزاني اطلقك ازاي بعد الكلام الحلو ده؟ 
شذا: ما انا كنت هطلق بس مش هسيبك برضو وهقعد معاك واقرفك فى عيشتك زي دلوقتي 
سامر بمشاكسة: احلى قرف وربنا .. ولسه هيبوسها دخلوا كلهم 
سامر بغيظ: انتو ايه اللي جايبكم هنا؟؟.. ناس رخمه بصحيح 
……. 
صباح: عدي؟!!…. 
عدي: فين جوزك؟ 
صباح بصدمة: عدي انت بتقول ايه يا حبيبي!؟؟ 
عدي بغضب جامح: بلا حبيبي بلا زفت هو فين؟.. 
صباح بهدوء: عيب يابني تتكلم عن الأكبر منك بالطريقة دي.. مهما كان هو فى مقام والدك 
اتعصب عدي وظهرت عروق رقبته وبيده ضرب المزهرية فأصبحت فتات قائلا بزعيق جامد وصوت دب الرعب بأوصان والدته: متقوليش في مقام والدك دي خالص… جوزك حبيب القلب بيشتغل مع المافيا اللي كانت مهدده حياة جوز بنتك .. 
فكرتي فى مرة تسألي عنها عامله ايه؟.. حياتها ماشية ازاي؟! جوزها مختفي من أربع أيام حتى مكلفتيش نفسك عناء السؤال… جوزك المحترم والمافيا اللي بيشتغل معاها قتلوا حمزة العسيلي انتي متخيلة حجم المصيبة؟؟.. هو فييييييين؟؟؟ 
أدار وجهه ناحيتها ليجدها في حالة صدمة تامة.. لا تتحملها اقدامها ويرتعش جسدها بشكل ملحوظ .. ندم عدي أشد الندم على فعلته تلك كان يتوجب عليه قول الموضوع بهدوء ولكن قضاء الله وقدره 
حضنها والقلق يأكل بجدر قلبه: أمي اهدي انا .. انا آسف 
وقعت والدته بين يديه فاقدة وعيها 
طلبلها الدكتورة كشفت عليها وخرجت 
عدي بقلق: مالها يا دكتورة.. طمنيني 
الدكتورة وهي عاجبها عدي وسرحانه في عيونه: متقلقش حضرتك اللي حصلها ده من أثر الصدمة .. ياريت تبعدوا عنها أي ضغط واتفضل جيب الأدوية دي 
عدي: شكرا… وخرج معها حتى الباب 
الدكتورة عايزه تتكلم بس مكسوفه: احم.. هو هو .. عن اذنك 
عدي فى سره: مجنونه دي ولا ايه؟!.. اتفضلي 
…… 
أشرف: سليم انت مش قولت حد نضف البيت؟! 
سليم بضيق: ايوا 
أشرف: طب يلا مفيش وقت 
سليم: بابا انا مش لعبة حضرتك بتحركها زي ما انت عايز… يلا يا سليم يبقى سليم ما عليه غير انه ينفذ الأوامر وبس… تحرجنى ادامهم كلهم ولازم سليم ما يتكلمش عشان حضرتك بس عايز كده .. لا انا مبقتش صغير واقدر اخد قراراتي من نفسي… عن اذنك يا والدي
وهو خارج وجد أيهم يعترض طريقه 
أيهم وهو لم يكن يعلم عما كانوا يتحدثون: انا لو مكانك مش هزعل ابويا … وسابه ومشي 
……
مر اليوم وسليم اخد بنصيحة أيهم وكلهم راحوا بيتهم
سامر حزين على فقدان أعز الناس ليه .. ابنه الذي لم يأتي بعد للدنيا ولكن فرحته عندما علم بحملها لقطعة منه كانت لا توصف وفي لمح البصر فقده .. وفقد صديق عمره 
عدي دماغه هتنفجر من التفكير فيما قاله أيهم بشأن انه يريد الزواج او الخطوبة ايًا يكن واشتد خوفه على حمزة ولا يعلم لماذا التأجيل في إلقاء القبض عليها وعلى شركاءها؟! ولماذا لم يخبروه منذ بداية الأمر بأن زوج والدته له علاقة بالمافيا؟؟.. 
أيهم هيتجنن من اللي بيحصل حوله وهو يفقد أعز الناس على قلبه واحد تلو الأخر .. ولكن أخيه فهو كان عندما تضيق به الدنيا جدا ولا يستطيع الكتمان في نفسه أكثر من ذلك كان يحكي له ما بداخله رغم علمه ان حمزة يضيق صدره من تصرفاته.. ومع ذلك يسمعه 
همس تعتبر فقدت الحياة بفقدان معشوقها أصبحت غير قادرة على التحكم بهذه الدموع فهى المنفذ الوحيد الذي تفرغ به حزنها 
دلفت همس إلى غرفتهم وجذبت ملابس حمزة وارتدتها .. لبست قميصه وكان يصل حتى ركبتيها يبرز جمال ساقيها البيضاء.. ويظهر جزء من كتفيها 
حتى جاء صوته المميز مغلف بالضحك الشديد: يا اوزعه !!! 
همس اتصدمت وكادت ان تسقطها مغشيًا عليها قائله بصوت مرتجف خائف ومتقطع: ح…. حمزة !!
حمزة: عيون حمزة وقلبه وروحه 
ظلت تفرك عيونها مرة تلو الأخرى وهي تضحك وتبكي وتشهق وكله في آن واحد .. فاقت من صدمتها وظلت تلمس وجهه أملا ان يكون هذا ليس حلم او وهم 
نعمممم انه حقيقة ووقوفه أمامها الآن ليس بكذب فهو أمامها حقًا 
صرخت همس بجنون ففرحتها بوجوده الآن لا توصف وهو واقف مراقب ريأكشنات وجهها وانفعلاتها فقط ومبتسم ومبسوط رغم الألم المتدفق داخل جسده 
همس بجنون وهي تضحك وتبكي ومبتسمه وتنهمر دموعها فهى الآن غير متحكمة بنفسها: حمزة اتكلم.. اكدلي انك موجود… انا مش بحلم 
حمزة بمكر: تحبي ءأكدلك بطريقتي؟! 
ابتسمت همس بخجل وهزت رأسها بنعم ثم اقتربت منه فجأة وقبلته من شفتاه وابتعدت مره أخرى تنظر له بعمق وعدم تصديق لوجوده بهذه اللحظات وكأنه بقدومه هذا عاد قلبها للنبض والمطالبه بالعيش مره .. 
جذبها حمزة لحضنه باشتياق وجنون ولهفه مشاعر معقده عشق هو تفاصيلها … قبلها كثيرا وهى تجرأت وردت له قبلاته فحبيبها وزوجها الآن بين يديها 
حضنته اكتر واتعلقت فيه .. اتوجع حمزة فمازال الجرح كبير وعميق ظهر انينه فابتعدت عنه وهي مذعوره 
همس بذعر وخوف رهيب وكالعادة دموعها لا تتوقف عن الانهمار على وجهها: حمزة حبيبي مالك؟ فيك ايه؟ بالله عليك خليك معايا.. ابوس ايدك … حمممممممزة 
حمزة بتعب شديد لمس وجهها: متخافيش يا روحي انا معاكي مش هسيبك 
همس بدموع غزيرة وعياط وشعرها منسدل بفوضاويه على وجهها: لااا بالله عليك يا حمزة متغمضش عيونك… متغمضهمش 
حمزة وهو يجاهد لفتح عيناه الزرقاوات ولكن لا فهو بذل مجهود كبير للغاية ويحدثها وهو يلتقط أنفاسه: ضميني يا هم.. همس ب.. بس م.. مش اوي… 
حضنته همس وجسمها بيترعش حاولت تسنده عشان توصل للسرير ولكن كيف لها ذلك؟! 
همس ببكاء: حمزة بالله عليك حاول تساعدني 
حمزة بتعب وابتسامة جاهد على رسمها: مش.. هت.. قدري … البسي عبايتك ونادى أيهم 
……. 
في مكان مهجور 
جومانا بغضب: حمزة يعرفكم منين؟! 
مصطفى بسخرية: وهو يعرفنا لوحدنا؟؟.. مهو كمان عارفك وعارف لقبك كمان 
جومانا: انا كده كده كنت هظهر أدامه سواء انت كنت موجود أو لا يا صاصا بيه .. لان العملية دي مهمه مكنش ينفع اعتمد فيها على شوية عيال زيكم .. إنما قولي يعرفك ويعرف المساعد الشخصي بتاعك منين؟ 
مصطفى: بصي يابت انتي… مش على اخر الزمن واحده زيك هي اللي هتتأمر عليا انا العملية دي بحاول فيها من أيام عمك المرحوم سليمان العسيلي وحمزة كان عارف اني من أعداء والده .. أما حمدي… احم المساعد بتاعي فهو جوز ام مرات حمزة العسيلي 
جومانا بتهكم: وايه سر العداوة اللي ما بينكم؟! 
مصطفى بشرود: اخد منى الحاجه الوحيده اللي كنت عايش علشانها .. ومن يومها وهو ولد الحقد والكره من ناحيته فى قلبي !! 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد