Uncategorized

رواية نار وهدان الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء سعيد

    رواية نار وهدان الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء سعيد

الغيرة كثرتها تجعل منكِ امرأة متسلطة ومزعجة ولستِ واثقة بنفسك ولا برجلك، وقلتها تجعلك أنثى باردة تتخلى عن أحد غرائزها الأنثوية كي لا تبدو ضعيفة، ولكن الغيرة المحببة له، هي التي تشعره برجولته وبها يتجدد الحب .
……..
تسمرت نچية في مكانها ولم تدري ما تفعل وما تقول له حتى تصده عن تناول الحساء المسموم بفعل يدها .
هل ستتركه يموت أمام عينيها كي لا تفضح نفسها ولكن كيف ستستطيع تحمل إثم قتل أحب الناس لقلبها .
حتى وجدته  بالفعل قد مد المعلقة بالفعل في الحساء وصوبها نحو فمه ؟
وهنا لم تستطع التحمل أكثر من هذا فأسرعت ودفعت بيديها لتسقط من يديه فى الأرض ، فسقطت صينية الطعام بأكملها على الأرض مع ذهول زهران مما فعلت ابنته .
فقام من مقعده ثائرا مردفا بحدة….لا أنتِ شكلك إچننتي إياك يا بت زهران .
هو فيه إيه ؟
المسألة مش مسألة أكل بارد .
لا فيه حاچة في الوكل ده مش طبيعية وشكلك باين عليه چوي .
حركت نچية رأسها بذعر ورددت….لا هيكون فيه إيه يعني  ؟
زهران……مش مصدقك .
حتى ولجت عليهما نعيمة ، ولم تلاحظ وجود زهران بل كانت مسلطة النظر على نچية فقط فرددت….خلاص يا ست نچية اطمنتي على وكل بدور وعملتي إيه فى سم الفيران رشتيه كيف مچولتي في الدولاب ؟؟
فنظرت لها نچية بغيظ وانحنت والتقطت الصينية وقذفتها في وجهها مرددة…اللّه يحرچك ، روحي واعمللها طفح تاني دلوك .
فتحت فمها نعيمة ببلاهة عندما سمعت صوت زهران الغاضب….بچا إكده يا نچية، إفهمت دلوك كنتِ عايزة تهببي إيه ؟
نچية بنفي ….مهتفهمنيش غلط يا أبوي .
كاد أن ينفجر زهران في وجهها ولكن لاحظ وجود نعيمة فرمقها بنظرة ساخطة وصوت عالي….أنتِ وچفة تعملي إيه يا بت ؟
إخلصي لم الوكل ده بسرعة وغوري من وشي.
فارتبكت نعيمة وحدثت نفسها…يا مرك يا نچية ، بس الحچ أنا فرحانة فيكِ ، أشربي بجا شوية من اللي هتعمليه في خلچ الله .
ثم أسرعت لتنظيف الأرض من آثار الطعام و اندفعت للخارج سريعا .
ليغلق زهران باب الغرفة بإحكام والشر يتطاير من عينيه ، ثم اقترب من نچية التي كلما اقترب منها بتعدت عنه لخوفها من بطشه .
زهران…….هتبعدي ليه يا بت ، مهتخفيش أنا مش همد يدي عليكِ، مع أنك تستهلي الحرچ كمان .
بس هفهمك غلطك ، أجعدي عشان نتحدت .
فجلست نچية، ليحدثها والدها …ليه يا بتي إكده ؟
كنتِ هتضيعي نفسك عشان بت متستهلش نكلة ، غير سيرتنا اللي كانت هتكون على كل لسان .
طيب مفكرتيش في چوزك ، طيب أچولك بناتك ، هيعملوا إيه لما يخدوكِ في حديد .
وساعتها يبچى ضاعت كل حاچة بسبب دماغك دي والغيرة اللي ملهاش عازة ، وأنا اللي كنت فاكر إنك غير الكل ، وعاچلة وراسية ، طلعتي كيف أي حرمة مفهاش ريحة العچل لما تغير .
فبكت نچية بقولها….مهو غصبا عني يا بوي ، أنت مش حاسس بالنار اللي چوا چلبي ، وچوزي اللي كان كل حياتي ، هملني ويتسحب ليها في نص الليالي ، ولما سمعت كومان أنها حبلى وهتچيب له الولد اللي أنا مچدرتش عليه ، النار ولعت في چلبي أكتر ، وچولت لزمن هي كمان تتحرق بالنار دي ، وتختفي من على وش الدنيا هي واللي في بطنها وترچع نچية هي ست الدار واللي في چلب سالم بس .
أثرت كلمات نچية في زهران فربت على كتفها بحنو مردفا….يا بتي، أنا چولتلك أنها فترة مؤقتة ، والولد هيكون ولدك أنتِ مش هي .
يعني أنتِ هتفضلي طول عمرك ست الدار وست سالم ذات نفسه ، لأني صراحة من يوم چوازته بالبت دي، شايفه هو هو متغيرش بل عيحبك أكتر كومان .
فليه تظلمي نفسك وتظلميه معاكِ يا بتي .
ياريت تعچلي شوي وتسيبك من أفكار نار جهنم دي .
وإلا والله لو سمعت أنك هتعمليها تاني ، فانتِ لا بتي ولا أعرفك وأنا اللي هخدك بيدي دي لباب المشنچة .
سمعتى الحديت صوح ، اهو حذرتك يا نچية .
سيبي البت واستحمليها الشهرين دول لغاية متولد وبعد كده يحلها الحلان، 
سامعة يا نچية!
حركت نچية رأسها موافقة وأردفت….سامعة يا بوي .
فقام زهران……طيب أنا همشي دلوك ، مش عايزة حاچة .
فوقفت نچية تودعه بقولها….سلامتك يا بوي.
حتى خرج من الغرفة وأغلقت الباب ثم عادت تبكي على وسادتها…مفيش فايدة يعني في البت دي ، دي زي مايكون عاملة زي الچطط بسبع أرواح .
ودلوك مش هچدر أعمل حاچة تاني ، طول ما أبوي عرف باللي حوصل .
فكيف هتصرف بچا دلوك ، ويا خوفي لو طلع كلام العرافة صحيح .
ثم صمتت للحظة قبل أن تقول : يبچى مفيش حل غير أنه لو طلع ولد صوح ، غير إني اخنچه بيدي دي ، ولا أچولك بلاش أنتِ عشان أبوك ميشكش ، هخلي البت نعيمة تعملها هي چلبها چامد .
……………..
مرت  بعد حادثة زهرات شهور الحمل  بسلام  كتب الله فيها لبدور حفظ مولودها من مكر نچية، فالله سبحانه وتعالى خير الحافظين .
تخلل تلك الفترة بلاغات عدة  أخرى لفقدان بنات صغيرة في عمر الزهور ، وتم البحث عنهم ولكن للأسف لم يظهر لهم لهنّ أيّ أثر، ومن بينهم بنت وحيدة لوالديها تدعى فرح وقد جاءت والدتها تركض صارخة لمكتب العمدة في بيته…إلحجني يا عمدة ، بتي اللي مليش غيرها في الدنيا مش لچياها .
سالم مذعورا ……يادي المصيبة اللي حلت على البلد دي ، وبرده محدش فيكم هيستوعظ ويخاف ويداري بناته في الدار .
ليه هتسبوهم بس يلعبوا وإحنا في الظروف دي ؟
أم فرح بنحيب…والله ما سبتها يا عمدة ،دي يدي في يدها على طول وحتى لما بروح السوچ باخدها ويدوبك إكده بتطلع الچرشنات أحاسب تمن الخضار وهي چاري ، بصيت ملچتهاش .
زى مايكون عفريت أخدها يا عمدة في لمحة بصر.
أطبق سالم كفيه على بعضهما البعض مردفا…..لا حول ولا قوة إلا بالله .
مش خابر إيه حوصل ومين اللي هيعمل كده ؟؟
بس لما نوصله هنخليه عبرة لمن لا يعتبر .
لتصرخ مجددا أم فرح … وبتي يا عمدة ، أعمل إيه يا ناس ؟؟
سالم …….مفيش غير زي كل مرة هتوصفي كانت لابسه إيه وسنها كام والباچي بتاع الحكومة هي اللي هتدور .
وإن شاء الله يعتروا فيها هي وباچي البنات .
فخرجت المرأة تولول وتصرخ بإسم ابنتها …أنتِ فين يا فرح وتجمع الناس حولها مواسين لها في كربتها وداعين الله لها أن تجدها عن قريب .
وقد تملك الخوف قلوبهم على بناتهم .
نچية لـ نعيمة….مين الست اللي هتصرخ إكده يا بت ؟.
نعيمة…دي أم فرح يا ستي ، بتها برده اتخطفت زي باچي البنات ومنعرفش بيروحوا فين ؟
نچية …الله يسترها .
وخلي بالك زين من زهرة وزينة وميغبوش على عنيكِ واصل .
نعيمة ……طبعا يا ست نچية ، متخفيش عليهم .
وهو حد يجرؤ ويچي چمب بنات العمدة بردك.
نچية…أيوه صوح ، بس الحذر واجب بردك .
…….
فأين يا ترى ذهبن وما حدث لهن ومن الخاطف ؟؟
……………
كانت بدور قد اقتربت على وضع مولودها فزادت آلامها الجسدية بجانب شعورها بالوحدة فالكل لا يحبها ولا أحد يسأل عنها ولكنها كانت تلجأ لله لأنها تعلم يقينا أنه هو الحافظ والمنفذ والرحيم، فكانت تناجيه…يارب ملياش غيرك ، فخليك معايا ، يارب أنا عحبك كتير وعارفة إنك حنين چوي ، فنچينى أنا واللي في بطني يا چادر يا كريم .
ثم تابعت بحزن ..
يعنى إكده خلاص هولد وهطلع من البيت ده ، هو آه بيت كله غم ومحدش عيحبني وشوفت فيه المرار كله وكنت هموت بس هطلع كيف للدنيا تاني وأنا معدتش كيف مكنت ، ده أنا محصلتش بنت بنوت ولا حصلت ست مچوزة ، أنا كده خسرت كل حاچة ، يارتني موفجت من الأول على الچوازة دي، خسرت فيها نفسي وكمان هخسر أغلى حاچة عندي ضنايا .
يارب العوض الجميل من عندك .
ثم إلتفت على صوت الباب قد فُتح لتجد سالم قد ولج إليها  خلسة ليطمئن عليها بعد أن أصبحت على وشك الوضع .
سالم…..إزيك يا بت ؟
بدور بإستياء …الحمد لله يا عمدة .
سالم بنفور ……..ومالك إكده بتچوليها من غير نفس ؟؟
 هو أنا كل مدخل عليكِ هلاچي بوزك شبرين ، متفكيها هبابة لله .
بدور……معلش أصلوا حاسة بوچع چامد وكأني خلاص چربت أعملها وأولد .
سالم ….يااااه يا بت أخيرا هتولدي كأني حاسس إن بچالك تسعة سنين حبلى مش تسع شهور .
بدور….عشان مكنتش بتيچي تتونس بيه يا عمدة .
ابتسم سالم ونزع عنه عباءته لتجده قد اقترب منها وفي عينيه الرغبة مردفا…طب يا بت متيچي نتونس ببعض الليلة ويمكن يطلعها وشها حلو وتچيبي الولد فيها .
ورغم مرارة طلب سالم لها في الفراش وهي على تلك الحالة تتأوه ألما من ثقل الحمل .
 غير أنها لبت طلبه بدون أن تظهر الضيق لعل قلبه يلين لها  ولا يطلقها بعد الوضع ويأخذ منها طفلها .
وما أن فرغ منها وبدأت تجمع كلماتها التي في حلقها كي يطمئن قلبها .
وجدته ينهض سريعا ويسارع بإرتداء ملابسه .
فشعرت بغصة في قلبها ولكنها تحاملت لتنطق سريعا…سي سالم ، كنت بس عايزة أچول حاچة چبل متهملني .
تأفف سالم ببرود…طيب انطچي عچبال مخلص لبس خلچاتي بسرعة .
بدور …أنا يا سي سالم عحبك من يوم ما عيني نضرتك .
فنظر سالم لنفسه في المرآة بغرور وعقد شاربه مردفا…عادي يا بت منا خابر نفسي زين وعتحب .
فوقفت بدور محاولة رسم الإبتسامة رغما عنها وحاوطت ظهره وتغنجت بقولها …أيوه وسيد الرچالة كومان ، وأبو ولدي إن شاء الله وعشان إكده مش هچدر استغنى عنك يا عمدة فمتكسرش چلبي وتطلچني وأنا عحبك .
تغيرت ملامح سالم للرقة بعد الجفاء وأغمض عينيه وحدَّث نفسه …يا عيني عليك يا سالم ، والله البت دي حنينة چوي وعاملة زي لهطة الچشطة وهي صراحة تتحب ولو عليه مكنتش فرطت فيها بس إيه مش بيدي ، دي كانت نچية تچلبها على دماغي وساعتها هخسر كل حاچة أخسر مرتي وعيالي والعمودية .
فعلى إيه الطيب أحسن وأسرحها لما تولد وأريح دماغي من الهم ده .
فتغيرت ملامحه للجدية مرة أخرى ونزع يديها من خصره بقوة آلمتها ثم إلتفت إليها قائلا بحدة …إيه يا بت أنتِ حديتك الماسخ ده ، أنتِ نسيتي نفسك ولا إيه ؟
أنتِ عندي ولا حاچة ولا تسوى ، وهتنزلي الواد وهتمشي وأخرك عندي الألفين چنيه اللي اتفجنا عليهم مع أبوكِ.
ابچي حبيهم دول ثم ضحك مستهزئا بمشاعرها .
ليتركها تجر أذيال الخيبة وتكاد الأرض لا تسعها من ضيق أنفاسها ومرارة الإحساس بالقهر والذل .
…….
ولج العمدة إلى نچية لتستقبله بعبوس .
سالم محدثا نفسه ….هو فيه إيه النهاردة الحريم كلها ضربت وغاوية نكد، شكلها ليلة مش هتعدي بس أعمل إيه لازم أراضيها أنا تعبان وعايز انام .
فابتسم رغما عنه تقدم نحوها  مقبلا جبينها ومردفا ….ماله الچمر هيكشر إكده وهيحرمني من الضحكة اللي هترد فيه الروح .
فدفعته نچية بغضب…هتضحك عليه يا سالم أنا خابرة .
سالم…ليه إكده بس ، ده حتى أنا أتوحشتك كتير .
نچية…….لو كنت اتوحشتك مكنتش اتأخرت إكده عليه وأنا هستناك ، ولا تكون كنت عند اللي متسمى وأنا معرفش .
فابتلع سالم ريقه خوفا ليردد نافيا ..لا لا طبعا ، أنا من شغل العمودية اللي مهيخلصش ده لغاية عندك طوالي.
فابتسمت نچية…ربي يعينك يا چلبي. 
اشيع البت نعيمة تچبلك الوكل .
سالم متثائبا ….لا أنا چعان نوم .
حتى مش چادر أتسبح الأول ، هنام .
ثم ألقى بنفسه على الفراش ليغوص في نوم عميق .
لتلوى نچية شفتيها مردفة….بص الراچل اللي كنت هستناه  نام زي الجثة إكده .
ماشى يا سالم لما أشوف آخرتها معاك ولو علمت أنك هتروحلها من ورايا مش هيحصولك طيب .
آه يا مرك يا نچية ربنا يستر من الچي ، أهي چربت تولد ولما أشوف هتچيب إيه ؟
ثم أمسكت برأسها متألمة…أنا خلاص دماغي هتطج من كتر التفكير .
أنا هحاول أنام شوي ولما أچوم هفكر تاني هعمل إيه مع وش الشوم دي .
وبالفعل استلقت بجانب سالم على الفراش وخلدت للنوم ولم تمر ساعة حتى استيقظت على صوت صريخ هز أركان البيت .
نچية بفزع …إيه الصوت ده ؟
معجول تكون خلاص وش الشوم هتعملها ، أُستر يارب .
ليفزع سالم هو الآخر .
( وقد سردت ما حدث في تلك الليلة من قبل )
لتبدأ بعد تلك الواقعة أحداث جديدة  لسلسلة منتظمة منذ الآن .
في حياة بدور مع عبد الجواد 
وحياة وهدان مع هانم ومحروس في الجبل .
وحياة هيام تؤم وهدان مع الشيخ وزوجته سميحة .
ولكن ما سنعرفه الآن قبل سرد تلك الأحداث فى الحلقات القادمة بإذن الله هو موقف سالم عندما علم بولادة بدور .
………
كانت نچية في إنتظار نعيمة بفارغ الصبر وأخذت تدور حول نفسها وتفرك في يديها بقلق وتوتر مردفة……عوچتي ليه إكده يا بت يا نعيمة ، سالم چرّب يصحى ومش عايزة أچوله غير لما أعرف منيكِ الأول عملتي إيه فيهم ؟؟
والله خايفة ترچع بيهم وكده تكون خلصت عليه بزيادة ، منا خابراها هبلة وتعملها .
بس ساعتها هخنچها بيدي.
آه بس لو أعرف اتأخرت ليه ؟
ثم لمحتها على الباب تستعد للدخول  إليها ، فتنهدت بإرتياح عندما رأت يديها خاويتين.     
فتقدمت نحوها سريعا مردفة بتوتر…إيه يا بت اللي أخرك إكده ؟
وها چوليلى بسرعة عملتي المطلوب زين ؟؟
حاولت نعيمة إلتقاط أنفاسها والسيطرة على دقات قلبها السريعة بسبب الركض طويلا حتى لا يشك في أمرها أحد .
ثم قالت بعين زائغة حتى لا تكتشف نچية كذبتها …آه يا ست نچية تمام .
فأكدت عليها مرة أخرى نچية….يعني شوفتيهم بعينيكِ هيغرچوا چدامك؟؟
نعيمة بثقة زائفة …آه آه يا ست نچية أمال إيه .
اطمني وحطي في بطنك بطيخة صيفي وانسي الهم ده كله خلاص، ولا كأن حاچة حصلت خالص من أساسه ، وأهي غارت بدور هي كومان في داهية، يعني مفيش غير نچية وبس .
وقفت نچية  تستمتع لكلماتها بزهو وتبتسم بفرحة .
لتكمل نعيمة…إطلعي يلا لسي سالم وبشوية دلال إكده ، چوليله اللي اتفچنا عليه .
ثم غمزت لها…وبطريچتك بچا يا ست الستات هتخليه حتى ينسى نفسه .
ثم ضحكت بصوت عالي مردفة ، وبعد إذنك أدخل ريح هبابة عشان چسمي مكسر شوية من المشوار ده .
بس كله يهون فدى ضحكتك الحلوة المنورة دي يا ست الستات .
انفرجت أسارير نچية ولمعت عينيها فرحا مردفة…شالله يخليكِ يا وش السعد ، والله عشان الكلمتين الحلوين دول ، هديكِ اغلى حاچة عندي ومش خسارة فيكِ.
فنزعت عنها كردان الذهب التي كانت تتزين به ويغبطها كثير من النساء عليه .
لتمد يدها به إلى نعيمة ، لتُصاب الأخيرة بالذهول وترتعش يدها وهي تمتد إليه مردفة…معچول يا ست نچية ! 
ده ليا آني ، لا مش معچول! .
نچية بضحك …لا معچول تستهليه ويلا أنام هروح أمدد أنا كومان ساعتين إكده ولأول مرة بعد فترة النحس دي هريح بنفس ، لما غارت الداهية دي وولدها .
ثم تركت نعيمة وهي في ذهول واضح على وجهها وممسكة  بالقلادة الذهبية  في يدها .
ولم تستفق سوى على صوت بهية .
بت يا نعيمة كنتِ فين كل ده ؟ وراحت فين البت بدور وعيالها خدتهم ست نچية بردك ؟
لتشهق نعيمة وسرعان ما أخفت القلادة  في صدرها .
لتلتفت إليها وتباغتها بصوت هائج كما يقولون فى الأمثلة المصرية ( خدوهم بالصوت ألا يغلبوكوا ) .
نعيمة……أنتِ ليكِ عين يا بت تتحدتي بعد اللي عملتيه ؟
واحمدي ربنا أن الست نچية نسيت اللي عملتيه واتلهت في اللي حوصل .
لتحمد ربها بهية …اللهم لك الحمد ، ربنا يبعد عننا شرها ، أعوذ بالله من دي إنسانة .
فسارعت نعيمة لإغلاق فمها بيديها مردفة…اخرسي يا بت ، إلا والله أنا اللي هسيح دمك بيدي ، متودناش في داهية بسبب لسانك ده .
لميه هبابة وإلا هجعطهولك انا من لغلوغه .
عاتبتها بهية بقولها ….إكده اهون عليكِ يا نعيمة ، انا مش خابرة طالعة چلبك چاسي إكده لمين ؟
فتنهدت نعيمة بقهر مردفة……للدنيا اللي شفت منها ياما چوي ، وعرفت أنها بتاكل الضعيف بسنانها وهتحترم الچوي حتى لو فاچر وعشان أكده عرفت إن الضعيف ملوش مكان ولزمن ولابد أكون چوية وچوي كومان يا بهية .
بهية…….ياااااه يا بت يا نعيمة ،ده أنتِ شكلك معبية چوي چوي .
بس برده الطيب أجره عند ربنا ، عمره ما هيروح واصل .
ولزمن الچوي الفاچر يكون ليه يوم عند ربنا ،طول أو چصر اليوم ده، فخلي بالك من نفسك يا بت أبوي واعرفي أن الدنيا ساعة ممكن تنتهي في أي لحظة .
والعاجل هو اللي يعرف يخلي الساعة دي طاعة عشان يتهنى في الچنة .
لتبادرها نعيمة بسخرية…بس بس ، أنا ياما سمعت دروس، وخلاص حفظتها ومبچتش تچيب معايا نتيچة ، خليكِ أنتِ مستشيخة إكده وأنتِ حرة في حياتك وهمليني أنا لحالي، ومتخفيش أنا اللي هتحاسب لحالي .
فرددت بهية….الله يهديكِ يا بت أبوي، بس چوليلي ..البت بدور بردك راحت فين ؟
ومش سامعة يعني صوت زن العيال .
ولا صوت العمدة هيطلق عيارين فرحة بالولد ؟
هو فيه إيه بالظبط ؟؟
…….
فماذا يا ترى ستقول لها ؟؟
وما موقف العمدة عندما يعلم أن بدور قد وضعت ؟
ولكن لا يوجد لها أثر هي ومولودها؟
 وماذا قالت له نچية عن ذلك وهل سيصدقها ؟
والأحداث من الحلقة الجاية هتمشي بترتيب بعد ما خلاص أظن اتعرفنا على شخصيات الرواية وعرفنا دور كل واحد منهم .
يتبع…
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد