Uncategorized

رواية خاطفي الفصل السادس والخمسون 56 بقلم شهد حسوب

          رواية خاطفي الفصل السادس والخمسون 56 بقلم شهد حسوب

رواية خاطفي الفصل السادس والخمسون 56 بقلم شهد حسوب

 رواية خاطفي الفصل السادس والخمسون 56 بقلم شهد حسوب

“حفل زفاف”
تململت رغدة في نومتها علي صوت رنين مزعج ، ففتحت عينيها ببطء وتكاسل فرأت أنه المنبة الخاص بالادهم الذي سبق وفعلته قبل أذان الفجر بنصف ساعة حتي تقيم الليل في الثلثه الاخير  ، 
نهضت بكسل ثم اتجهت ناحية المرحاض وتوضأت ، خرجت متجهه نحو مضجع زوجها الغارق في النوم ، نظرت إليه بابتسامة صغيرة ، تتأمل نومته ، هدوئه ، سكينته ، شعره المبعثر ، احتضانه لوسادته الصغيرة في نومة هنيئة هادئة ، استنشقت نفساً عميقاً قبل أن تتجهه إليه لتوقظه بهدوء 
– أدهم .. أدهم 
فرد عليها بصوت ناعس  
– همممم
– أدهم قوم عشان تتوضي ونقيم الليل سوا 
– همممممم
– أدهم بقي قوووم .. الفجر قرب يأذن 
– هممممم
وضعت يدها علي كتفه تحركه برفق هاتفة 
– أدهم بقي قوم بالله عليك خلينا نلحق القيام 
فجذبها الادهم من يدها سريعاً حتي أسقطها علي صدره هاتفاً بصوت ناعس 
– طيب طيب تعالي نامي ولما نصحي نبقي نصلي  
فنهضت رغدة من علي صدره هاتفه بصوت عالي نسبياً
– أدهم بقي قوووم 
– حاضر 
فوكزته في كتفه
– قوم بقي 
غير من جهة نومته دون الرد عليها ، فهتفت الأخيرة 
– أدهم اخر مرة هتقوم ولالا 
لم يرد عليها ، فوقفت رغدة متأففة بضجر وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ، حتي جال في خاطرها فكرة ،
ابتعدت عنه قليلاً ، ثم فرشت السجادتين ، ثم أسقطت المزهرية الماكثة علي الطاولة بعمد وجلست بجانبها متصعنة الوقوع هاتفة صوت متألم مصتنع 
– احلقني يا أدهم .. أدهم 
نهضت الادهم بذعر من مضجعة متجهاً إليها بخوف هاتفاً 
– خير في اي .. البيبي حصله حاجة 
بينما يديه تتفحص موضع الجنين بقلق ، نظرت رغدة إلي عينيها ، لم تستطع الاكمال في التمثيل هاتفة بصوت خافت خوفاً من ردت فعله 
– بقي ينفع لما ابنك اللي لسا ماجاش علي الدنيا واللي وهبهولك ربنا ينادي عليك تلبيله ، وربنا اللي رزقكك بكل النعم اللي انتا فيها دي مكسل تصليليه ركعتين يا أدهم ! 
مسح الادهم علي شعره بغضب ، ثم عدل من موضع جلسته بجانبها هاتفاً بعتاب 
– يعني ينفع توقعي قلبي كدا يا رغدة وتصحيني من النوم مفزوع .. هو دا اللي امرك بيه ربنا ؟ 
– انا يمكن اكون غلطت علي طريقتي .. بس عيب عليك اوي لما تتخلي عن نومك لأجل البني آدم ولأجل ربنا تكسل 
– حاضر يا رغدة البسي اسدالك حد اما اتوضي 
وبالفعل فعل وذهب إلي المرحاض ، ثم توضئ وخرج منه بصحبة منشفته التي يجفف بها وجهه ورسغيه ، ثم اتجه ناحيه رغدة ووقف علي السجادة رافعاً كفيه “الله اكبر” .
انتهي الادهم بصحبة زوجته من صلاة القيام وكان متبقي علي الفجرة خمسة دقائق ، تقدمت منه رغدة ساحبة كفه الأيمن ، محتضنةً إياه بين يديها الصغيرتين مقارنتاً بخاصته ، هاتفة بصوت خافت 
– زعلان مني يا أدهم ؟
لم يرد عليها الاخير ، فأكملت رغدة 
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلَّت، فإن أبت نضح في وجهها من الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلَّت، وأيقضت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء)
قال الادهم دون النظر إليها 
– عليه افضل الصلاة والسلام .. بس انتي فزعتيني بابني يا رغدة مش كبيتي عليا ميه 
فردت عليه بصوت علي حافة البكاء 
– انا آسفة .. يمكن اتسرعت .. بس والله انا قصدي انك تصلي بيا القيام عشان تكون رفيقي في الجنة ..
دا حتي في حديث بيقول : عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً، كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)
ثم مالت عليك يده فقبلتها هاتفة 
– مسامحني يا أدهم 
فنظر إليها الاخير ثم قَبْل رأسها هاتفاً
– بس ما تتكررش تاني .. صدقيني انا ممكن اموت فيها دي 
قالت رغدة بصوت خافت 
– للدرجادي متعلق بيزن 
– واكتر من كدا كمان .. تعرفي يزن دا هيعوضني حنان بابا وعطف ماما .. حتي احتواء أسر وريهام 
فضمته رغدة إلي صدرها بحب هاتفة 
– اوعدك مش بس يزن اللي هيعوضك يا أدهم 
ابتعد عنها قليلاً ثم نظر إلي عينيها ، كاد أن يتفوه ولكن قاطعه صوت اذان الفجر الذي دوي أرجاء المكان ، فوضعت رغدة يدها علي فمه اي :
” لا تتحدث ” ثم نظرا أمامهما مرددين الاذان خلف المؤذن .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: أشهد أن محمدا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، من قلبه دخل الجنة. 
                                  رواه مسلم في صحيحه
______________★ “سبحان الله وبحمده”
استيقظت أروي ولكن هذا اليوم علي غير عادتها من الروتين ، ايقظتها ندي تلك الطفلة التي لم يزور النوم عينيها منذ ليلة أمس ، حينما علمت بأن فرح شقيقتها اليوم 
– ارووووووووااااااااااي 
استيقظت الأخيرة بفزع هاتفة بغضب 
– في اي يخربيتك 
فردت عليها بمرح 
– قووومي عشان نجهز للفرح 
ثم أخذت تقفز علي فراش شقيقتها بازعاج ، فجذبها الأخري من قدمها هاتفة 
– اتنيلي بقي .. طول الليل مش عارفة أتخمد منك .. ولما اتمنيت اتخمدت شوية قبل الفجر صاحيالي من شقشقة النور .. انتي اي مش نعسانة 
فجلست ندي هاتفة بفرحة 
– لا .. انا فرحانه اوي .. 
صمتت ثم تحدثت بحزن 
– كان نفسي ماما تحضر معانا الفرح 
فردت عليها أروي بحزن 
– هي اللي بعدت عننا ومش عايزة تشاركنا فرحتنا 
– يعني هي عارفة انك هتتجوزي النهاردة .. شفتيها .. عارفة مكانها 
– لا 
– اومال !
فمسحت أروي دموعها بألم هاتفة
– اقفلي علي الموضوع دا دلوقتي يا ندي .. خلينا نفرح شوية وننسي الهم والحزن اللي كانت معشانا فيه 
ثم نهضت متجه نحو فستان زفافها ناظرة إليه بشرود ، دمعات صغيرة تسقط علي وجنتيها ، فرحة ممتذجة بحزن ، غضب ، حيرة ، ألم يطعن قلبها ، صوتها يحثها بالهروب من ذلك العالم الذي تعيش فيه ، ولكن إلي أين ؟ 
إلي أين ستهربين وانتِ خاضوا في شرفك الغرباء رغم انك لم تخرجي من المنزل ؟
كيف ستواجهين العالم بمفردك ، وأنتِ لم تستطيعي أن تدافعي عن شرفك من تلك الألسن اللعينة ؟
كيف ستحمين شقيقتك الصغري ، وانتِ رقيقة هشة كورقة الخريف تطايرها الريح العابرة ؟ 
يا الله لجأت اليك بضعفي ، فمدني بقوتك .
قاطع حديثها مع ذاتها طرقات الباب الخفيفة التي تبعتها دلوف سعاد إلي الداخل بابتسامة صغيرة ، قالت
– صباح الخير يا عروسة 
– صباح النور يا هانم 
– يلا عشان تفطروا عشان يومك طويل اوي النهاردة 
اومأت لها الأخيرة ، فتبسمت إليها سعاد وتركتها وخرجت .
____________★ “سبحان الله العظيم ” 
خرج الادهم من المرحاض فوجد أن زوجته أخرجت الثياب التي ستحضر بها الفرح ، ووضعتها علي الفراش منتظرة الادهم ، ما إن خرج حتي تقدمت منه هاتفة 
– كل دا في الحمام بتتحمي .. دا انتا لو بتغسل في كرشة مش هتطول كدا  
ضحك الادهم هاتفاً
– طب اخلصي واتحمي بسرعة بدل ما اسيبك وامشي  
فردت الأخيرة وهي تركض إلي المرحاض 
– حاااضر 
ارتدي الادهم بدلة تتمتع باللون الاسود مع قميص يتمتع باللون النبيتي بدون رابطة عنق ، مع ساعته الفضية وعطره المفضل ثم جلس علي طرف الفراش في انتظار زوجته وبيده جواله يتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي ، حتي استمع إلي صوت فتح باب المرحاض فنظر إليها نظرة جانبية بلامبالاة ، ولكنه أعاد النظر إليها سريعاً و تبسم تلقائياً حينما رأها تلف تلك المشفة الزهرية حول جسدها لتصل إلي فوق الركبة بقليل ، مع بروز بطنها التي أصبحت تنمو يوماً بعد يوم ومنشفة أخري تجفف بها شعرها البني الذي يصل إلي منتصف ظهرها ، وقفت أمام المرآة تتحدث بعفوية غير عابئة بنظراته إليها 
– أدهم انا لسا مختمرة من فترة قريبة .. ألبس علي الدريس السوارية  خمار ستان ولا طرحة عادية زي مابنشوف في باقي المودلز 
تقدم منها الأدهم واضعاً يديه علي كتفيها ناظراً إليها في المرآة ثم قال 
– الخمار هيكون احلي عليكي بكتير 
نظرت إليه بعبث هاتفة 
– بس يا أدهم الستان لفه صعب اوي 
– نجيب الطريقة من اليوتيوب 
– هتطول !
– هستناكي 
– دي ممكن اقعد ساعه كاملة بس الف في الخمار الحجاب اسهل بكتير 
– بس مش احلي 
– انتا شايف كدا !
– ومش شايف غير كدا 
ثم سحبها من يدها برفق متجهاً بها نحو الفراش القابع عليه فستانها الذي سبق وارتدته في يوم زواجها من الادهم ، نظرت إليه ، شردت قليلاً ، ثم تذكرت احداث تلك الليلة ، انتابها البكاء ، غصة مريرة تغزو حلقها ، أدمعت عينيها ، هتفت برجاء 
– أدهم ممكن ما البسوش 
تفهم الادهم وضعها فهتف 
– عشان الخوف اللي كنتي عائشة فيه يوم ما لبستيه اول مرة ؟ 
نظرت إلي الأسفل مع نزول دمعة حزن من عينيها ، رفع الادهم وجهها برفق هاتفاً بابتسامة صغيرة
– طب اي رأيك نمحي الذكري السيئة دي بذكري تانية احسن منها ، وبكدا نكون قضينا عليها 
فردت الأخيرة بضعف 
– مش قادرة يا أدهم 
فغني إليها الادهم بسخرية محاولاً  إثارة ضحكتها 
– إللي قااادرة .. ع التحدي ع الموجهه واللي قادرة ..
تبسمت الأخيرة رغماً عنها فاحتضنها الادهم مربتاً علي كتفيها 
– انا مش عايز اقولك خليكي قوية طول ما أنا جنبك .. لانه هيجي اليوم ومش هتلاقيني .. فهتضطري انك تكوني قوية عشان تستحملي فراقي ليكي .. 
ثم استدار بها إلي المرآة هاتفاً بثقة يحاول بثها فيها 
– كل لما تحسي انك ضعيفك قولي انا قوية .. انا قوية .. 
أدمعت عيني الأخيرة أكثر هاتفة أمام المرآة 
– انا قوية بيك انتا يا أدهم 
أدارها الادهم إليه سريعاً ثم نظر إليها بابتسامة قبل أن يحتضنها بعمق ، فقالت 
– اول مرة اقولها لحد غير بابا 
ثم اجهجت في بكاء مرير مع استذكار والدها العزيز ، فشدد الادهم من ضمها إليه هاتفاً 
– كل لما تتوحشيه اقرئي سورة الإخلاص 10 مرات وابنيله قصر في الجنة وسبحي واستغفري كتير عشان تزينيله القصر دا بالشجر والنخيل ، واتمني من ربنا في الأخرة تجتمعي في القصر دا معاه 
قالت رغدة ببكاء أكثر 
– انا هعمل كدا .. انا .. انا بحبك اوي يا أدهم .. فعلا انا نفسي اوي اجتمع معاه في الآخرة .. وحشني اوي 
احتضنها الادهم اكثر ثم قال 
– وانا بحبك اكتر 
هدأت قليلاً ثم نظرت إليه هاتفة 
– هو صح هصحي في يوم مش هلاقيك يا أدهم ؟ .. هتبعد عني ؟ .. انا مش عارفة ليه لما قولت كدا قلبي انقبض جامد 
تبسم إليها الأخيرة هاتفاً 
–  (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )  -34الأعراف-
نظرت الأخيرة إليه بضعف هاتفة 
– انا خائفة اوي يا أدهم 
– من اي ؟
– الموت بيسرق كل الناس اللي بحبها من حواليا 
– ما تقوليش كدة يا رغدة .. الموت ما بيسرقش .. الموت لما بياخد اللي بنحبهم بيكون انذار لينا عشان نتقرب من ربنا اكتر .. ونعرف أنه ممكن يزونا في اي وقت ، ولازم نكون مستعدين ، عشان نكون مِن مَن اخد كتابه بيمينه .. ونجتمع بأحبابنا في الجنة خالدين فيها 
– بس انا احيانا بحس أنه الجنة الوصول ليها صعب اوي 
– ليه ومفتاحها لا اله الا الله محمد رسول الله 
فطأطأت رأسها بحزن هاتفة 
– انا احيانا بحس اني خجولة اوي من ربنا في حاجات كتيرة بعملها بتعصية او بتغضبه مني 
ملس الادهم علي شعرها بحنان هاتفاً 
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي
احتضنته الأخيرة بحب هاتفاً 
– حقيقي انا بحبك اوي يا أدهم .. بحبك اوي .. احيانا بحس انك عوض ربنا عن حاجات كتيرة وحشه حصلتلي 
تبسم الادهم بفرحة داخلية ، عدت دقائق علي وضعهم في هدوء ، ثم أخرجها من بين ذراعيه هاتفاً 
– مش يلا بقي .. اخوكي دا رزل اوي .. لو اتأخرنا اكتر من كدا مش بعيد يعملنا مصيبة عقابا لينا علي التأخير
تبسمت الأخيرة ثم أخذت فستانها واسرعت به إلي المرحاض كي ترتديه استعداد لحفل الزفاف .
______________★ “لا اله الا الله”
وقف محمد في منتصف الحديقة يلقي التعليمات علي العمال هنا وهناك ، ويشرف هنا وهناك بصحبة والدته مع الحديث معها في مواضيع قصيرة ، ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه المزعج الذي لم يكف عن الرنين ، فأخرجه محمد من جيب بنطاله بتأفف ثم نظر إلي المتصل بضجر أكثر من الذي قبله ، استأذن من والدته وابتعد عنها كي يرد علي الاتصال 
– خير يا ريهام زن زن زن اي 
فردت عليه الأخيرة وكان يبدو علي صوتها البكاء السابق 
– اي يا محمد لحقت تزهق مني .. اصلا كنت عارفة دا لانه علاقتنا كلها غلط من الأول 
اغمض محمد عينيه بغضب ليستعد هدوؤه ، ثم قال 
– ريهام اسألك سؤال !
– هممم
– انتي بجد بتحبيني ولا شكلي في الاخر انا اللي هتخزوق واكتشف أنه حضرتك اللي كنتي بتتسلي بيا ولما زهقتي بدأتي تكرفي بس قولتي اما اطلع منها بشياكة .. انكد عليه عشان تيجي منه هو 
رغماً عنها خرجت منها ضحكة صغيرة لم تستطع كتمانها ، ثم قالت 
– والله ودي بقي اعتبرها خفة دم منك .. من أمتي والبنات بتلف وتدور زيكم 
_ ياااااه كتير يا ريهام 
– والله !
– اسأليني انا انا راجل لافف وشايف 
– طب وبما انك لافف وشايف .. شايف أنه انا بعرف الف وادور ولا بتاعت الكلام دا يا محمد 
تبسم الاخير بسخرية محدثاً نفسه 
“هو انا لولا أني شوفت سذاجتك بنفسي يوم الحادثة كنت بدأت بيكي”
ايقظه من فكرة صوتها من الهاتف 
– محمد روحت فين ؟
– معاكي يا حبيبتي
– ما جاوبتش يعني !
– ريهام انا لو شكيت فيكي بنسبة ١% ماكنتش اتمسكت بيكي حد دلوقتي 
هتفت الأخيرة بلمعة داخل عينيها 
– يعني بتحبني بجد يا محمد 
هتف الأول بثقة 
– بكرا هثبتلك 
صرخت الأخيرة بصوت عالي بنسبياً
– والنبي يا محمد 
– ادعيلي انتي بس .. اخلص من الفرح علي طول وافضالك يا ريري 
– يعني بعد فرح صاحبك دا  هتتقدملي 
– اممم .. 
ثم نظر أمامه فرأي سيارة الادهم قادمة في اتجاهه  ، فقال لها علي عجل 
– يلا بقي سلام سلام اكلمك بالليل 
تبسمت الأخيرة بحب 
– سلام يا محمد 
تقدم إليهم محمد في خطوات واسعة ، ثم اتجه نحو المقعد الخاص برغدة وفتح لها الباب بسرعة وأخذها في حضن عميق يعبر عن مدي حبه واشتياقه لها طيلة الفترة الماضية ، بينما هي بدأت في بكاء صعب إيقافه ، مع دموعها التي أغرقت قميص الاخر ، بينما هو يشدد من احتضانها أكثر دافناً رأسه في كتفيها حتي لا تُري دموعه الساقطة من عينيه ، ثم هتف بصوت مبحوح 
– وحشتيني اوي يا رغدة 
لم تستطع الأخيرة الرد علي أخيها ببعض الكلمات بل كانت تزيد من البكاء فقط ، فقال لها الاخر بصوت آسف 
– انا اسف .. انا اسف اوي يا رغدة 
ابتعدت عنه الأخيرة خوفاً من أن يكون فعل شيئ لا يُحمد عقباه ، نظراتها كفيلة بأن تعبر عن ما جال في خاطرها ، فنظر محمد إلي عينيها بحزن ، ممسكاً بيدها 
– انا اسف لانه ما عرفتش احميكي .. اسف لانك اتحطيتي في وش المدفع مكاني 
فردت عليه الأخيرة 
– بالعكس يا محمد دا قضائي وقدري وانا راضية بيه .. حتي لو تعبت ويأست في يوم .. بس جوايا راضي بكل اللي كاتبه لي ربنا .. وعارفة أنه الخير مستنيني في نهاية الطريق 
تبسم محمد في وجهها ، ثم جذبها محمد من يدها متجهاً بها ناحيه الداخل وعلي وجهه ابتسامة واسعة ، بينما في الوقت ذاته الذي نزلت فيه رغدة من السيارة ذهب الادهم إلي الجراح كي يضع سيارته هناك ثم يعود مرة أخري إلي حفل الزفاف .
دلفت رغدة إلي الداخل ، بينما كانت والدتها مشغولة قليلاً في المطبخ ، توقفت في منتصف الطريق صارخة بفرح والدموع تنهمر من عينيها 
– ماما 
فاستدارت سعاد علي اثر الصوت ، ثم أسرعت اتجاه ابنتها تبكي بفرح محتضناً إياها بقوة ، تقبلها علي وجنتيها وجبينها غير مصدقة حضور ابنتها أمامها أخير ، 
– وحشتني اوي يا رغدة البيت من غيرك منطفي تماماً 
– وانتي اكتر يا ماما .. وحشتني ووحشني اكلك وخناقك معايا كل يوم عشان اتعلم الاكل 
ضحكتا الاثنين من بين دموعها ثم احتضنها والدتها بسرعة ، حتي انضم إليهم محمد هو الأخير هاتفاً بصوت خافت 
– اليوم دا كان ناقصك اوي يا بابا 
فردت عليه والدته 
– كان بيحلم اليوم اللي هيشيل فيه عيالكم 
ابتعدت عنهم رغدة هاتفة بابتسامة صغيرة بينما يدها علي بطنها تحسسها برفق 
– انا حامل 
صدم محمد ولكن فضل الصمت بينما هتفت الوالدة بدون تصديق 
– بجد يا رغدة 
هنا وصل الادهم ثم ضمها إليه متحدثاً بنظرة الانتصار اتجاه محمد
– في يزن أن شاء الله
صافحة محمد بحرارة وحدة هاتفاً 
– الف مبروك ياااا .. 
ثم صمت قليلاً 
– أدهم بيه ٠
شعرت الوالدة بحرارة الموقف بينما ففضلت الانفصال برغدة بعيداً عنهما 
– رغدة حبيبتي تعالي عايزاكي تساعديني في التجهيزات 
ثم اخذتها حيث غرفة أروي التي تستعد فيها للزفاف ، رحبت بها رغدة علي جهل بها فهتفت 
– عرفينا علي بعض يا ماما 
– دي أروي .. بنت فتحيه 
تبسمت رغدة بحب 
– بنت الدادة فتحيه 
ثم احتضنها سريعاً فهي علي جهل بحقيقة “فتحية” وما فعلته بأبيها ، بينما أدمعت عين والدتها أكثر  ، فلم تستطع كتمان بكائها فبان عليها ، فهمتها أروي جيداً ولكن لم تفهمها رغدة ، خجلت أروي من موقفها كثيراً ، شعرت بخنقة ، تمنت لو انشقت الأرض وابتلعتها قبل حدوث لذلك الموقف ، شعرت وكأنها ليس لديها الحق في هذا الحب النقي التي قدمتها اليها رغدة .
ابتعدت عنهم ودلفت إلي الشرفة كي تسمح بدموعها العنان ، بكت بحرقة علي ما حل بها من خجل بسبب فعلت والدتها الشنيعة القذرة الغيرة آدمية ، بينما التهت رغدة في دموع والدتها ، فهتفت بحزن 
– خير يا ماما مالك ؟ 
احتضنتها والدتها بألم ، فهي بحاجة إلي هذا الحضن من فترة كي تفرغ به كل ما في قلبها من آلام باتت تحملها بمفردها ، بكت كثيراً وكثيراً ، شعرت رغدة بأن هناك شيئ مجهولٌ عنها ، ما كان عليها سوي مواساة والدتها حتي تخرج من تلك الحالة بسلام ، تركتها حتي أن كفت عن البكاء .
هنا ابعدتها رغدة قليلاً هاتفة 
– ممكن اسأل حضرتك بقي ليه البكي دا كله ؟
فردت عليها الام 
– أبداً مافيش .. بس فرحانة انك رجعتي .. وكمان فرحانه بفرحت أروي .. فحسيتها انتي اللي هتتجوزي فبكيت 
– انا عارفاكي يا ماما .. البكي دا وراه حاجة كبيرة انا ما اعرفهاش 
احتضنتها والدتها من وجهها هاتفة 
– أدهم عامل معاكي اي ! 
هزت الأخيرة رأسها بنعم 
– تمام الحمدلله .. بيعاملني كويس اوي .. بس محرج عليا اعرف حد في البيت أنه انا حامل 
تفهمت والدتها موقف الاخير هاتفة
– اكيد هو عارف حقيقتهم 
فرد عليه رغدة بسرعة وتلقائية 
– اسكوووتي يا ماما دا أسر دا كله بلوووة 
تبسمت الام بسخرية هاتفة 
– انتي بتقولي ! 
فردت عليها رغدة 
– بجد بجد بجد .. لنا بشوف ابتلاء الناس برضي بابتلائي من ربنا .. ربنا يصلح حال البلاد والعباد 
قالت الوالدة بضيق 
– طب قومي نشوف أروي فين 
استغربت رغدة رد فعلها والدتها ، ولكن ما كان عليها سوي الايماء بالموافقة متجهه خلفها ، رأوا أروي جالسة في الشرفة بمفردها تبكي بألم ولكن دون صوت ، حتي لا يشعر بها أحد ، أو يعتقدوا أنها ترد اشفاقهم عليها .
حينما رأتها رغدة هكذا ركضت علينا سريعاً محتضنه إياها بحزن وشقفه تحاول مواساتها بقدر استطاعتها 
– مالك بس يا أروي في اي !
تشبثت بها أروي وهي تبكي أكثر ولكن حينما طرحت الأخري سؤالها نظرت إلي سعاد من الخلف واكتفت بالبكاء ، احست بها سعاد وما تشعر به ، فحن قلبها لها ، وادمعت عينيها “وادمعت أنا أيضاً” وذهبت إليهن محتضنةً إياهن وتعمدت أن تربت علي ظهر أروي كي تطمئنها قليلاً .
بعدما انتهوا من فقرة البكاء تلك ، تحدثت سعاد بود 
– اليوم دا يومك يا حبيبتي .. يوم العوض اللي استنتيه من ربنا 
أدمعت عينيها هي وتتحدث مكملة حديثها 
– انا عارفة انك كنتي تتمني أنه والدتك تكون جنبك في اليوم دا .. بس 
صمتت قليلاً قبل أن تتحدث ببكاء ، وعينيها تنظر إلي الأرض 
– اعتبرني انا امك .. ومش النهاردة بس .. لا كل يوم بداية من النهاردة 
أنهت كلامها ناظرة الي أروي ، ولكن قبل أن شيئ وجدتها تسرع إليها وتحتضنها بقوة ، تبكي بألم ، فرحة ، حزن ، الكثير من المشاعر المتخبطة بعضها ببعض ، بينما ابتسمت رغدة في حزن علي تلك الصغيرة ، اليتيمة ، الباحثة عن الحنان ، قررت التدخل في هذا العناق هاتفة 
– واعتبرني انا اختك الكبيرة 
هتفت أروي بصوت مبحوح من البكاء 
– انتوا بتعملوا معايا كدا ليه .. انا بتقطع من جوا بسبب المعامله دي 
فردت عليها سعاد بود 
– النهاردة فرحك .. المفروض تحمدي ربنا علي كل نعمه .. حاولي انك تجعليها بداية جديدة .. وانسي كل اللي فات من حياتك 
فأومأت لها الاخيرة ، بينما اقتربت منها رغدة هاتفة بابتسامة واسعة 
– يلا عشان البسك الطرحة .. زمان المأذون تحت 
ثم ذهبت رغدة واحضرت الحجاب ، ثم توقفت قليلاً  تفكر ، وسرعان ما ابتسمت وعجلت في خطواتها اتجاه المرآة التي تجلس أمامها أروي بصحبة والدتها “سعاد” ، هتفت رغدة بابتسامة 
– أروي .. بما أنه الطرحة طويلة اوي .. اي رأيك بدل ما تقسمها ونلفها حجاب الفهالك خمار شبه الخمار اللي انا لابساه دا 
تبسمت أروي باستغراب 
– حقيقي الخمار بتاعك قمر 
اتسعت ابتسامة الأخيرة وهتفت بتلقائية 
– أدهم اللي ساعدني فيه 
تبسمت سعاد ابتسامة صغيرة ، بينما ردت عليها أروي بمشاكسة 
– يا ولاااا يا جامد .. 
ابتسمت رغدة علي استحياء ثم شرعت في تجهيز الخمار كي تساعدها في ارتدائه مثلما تعلمت من قبل بصحبة زوجها .
بعد القليل من الوقت والكثير من الجهد ، امسكت رغدة التاج المزين بتلك الفصوص الفضية التي تشبه اللؤلؤ في جمالها وضعته علي رأسها بابتسامة واسعة ، ثم قالت 
– الف الف مبارك عليكي .. 
أدمعت عيني الأخيرة هاتفة
– الله يبارك فيكي .. جميل اوي 
دلفت سعاد إلي الغرفة فوجدت انا أروي قد انتهت من تجهيزاتها ، ابتسمت حينما رأتها في ذلك الرداء الابيض ، اقتربت منهم هاتفة 
– زواج سعيد يا أروي 
– شكرا اوي يا طنط 
– يلا عشان المأذون تحت مستنيكي 
ثم امسكتهم هما الاتنين من يديهن ونزلت بهن إلي الأسفل ، انبهر ياسين حينما رأي زوجته في ذلك الرداء الابيض ، اتسعت ابتسامته ، اقترب منها ثم اعطاها باقة الورد ، كاد أن يمسكها من يدها ولكن أوقفته سعاد قائلة 
– لسا لما يتكتب الكتاب الأول 
– حاضر يا طنط .. حاضر 
ثم ابتعد وجلس بجانب المأذون من جهه الجهه الأخري أروي ، أتم المأذون مراسم الزواج ، ثم مضي كل واحد منهم علي عقد الزواج ثم بصما بإبهمهما والفرح تعلو وجهه كلاهما ، انتهت مراسم الزواج بالمباركات لهما ، ولكن لم يبالغوا في الزغاريد أو الموسيقي بل انعدمت حِداداً لأحمد الطوخي .
اخذ ياسين زوجته واجلسها في المقعد الأمامي من السيارة ثم دلف من الجهه الأخري ، أخذ نفساً عميقاً قبل أن يهتف 
– أروي كنت عايز اقولك حاجة كدا قبل ما تمشي 
– خير يا ياسين 
– ماما ! 
شعرت بقبضة في قلبها أثر سماعها للاسم ، هتفت بخوف 
– خير يا ياسين 
– هتيجي تقعد معانا في الشقة هي واخواتي 
– أية ؟!
___________★ “لا اله الا الله “
كاد الادهم أن يرحل هو الآخر بصحبة زوجته ولكن أوقفته سعاد قائلة 
– خير علي فين !
فرد علي الادهم بابتسامة صغيرة 
– مروحين إن شاء الله
– طب ما تخليها بايته معانا النهاردة يا ادهم .. اتوحشتها اوي .. 
نظر الادهم إلي زوجته فرأي في عينها نظرة رجاء ، عاود النظر مرة أخري إلي حماته هاتفاً بابتسامة 
– خلاص اتفقنا يا طنط .. بس بكرا أن شاء الله بعد اما خلص شغل هعدي اخدها 
– تمام اللي تشوفه يا ابني 
استأذن منها الادهم كي يرحل ، بينما رغدة ركضت خلفه إلي الخارج قبل أن يذهب ، استطاعت أن تلحق به قبل أن يركب سيارته 
– أدهم 
استدار إليها الادهم كي يراها فاقتربت منه هاتفة 
– شكرا اوي اوي عشان اوفقت اني ابات مع ماما النهاردة .. حقيقي انا فرحانه اوي يا أدهم .. فرحانه اوي 
قبلها الادهم من يدها هاتفاً بحب 
– ربنا يدومها عليكي نعمة ويحفظها من زوال 
– ربنا يدومك عليا نعمه ويحفظها من الزوال 
– اهم حاجة تهتمي بابني هاه 
– وانتا اهتم بقيام الليل هاه .. انا ظابطالك المنبه للقيام وللفجر .. اياك يا أدهم ايااااك تقصر 
تبسم لها الاخير هاتفاً
– رغم اني حزين لاني مش هلاقي اللي تغلس عليا وتصحيني بس اشطا  
– كلها يوم ياسطا وارجع اغلس عليك تاني ماتقلقش
فرد عليها الادهم باستغراب 
– يا سطا ؟ .. انتي اتعملتي الكلام دا فين يا رغدة 
هتفت الأخيرة بضحك 
– اصلي قعدت مع محمد شوية النهاردة 
– اة ماانا بقول سمعت اللسان دا فين قبل كدا 
– أية ؟ 
– العب بالية 
ضحكت الأخيرة هاتفة 
– ماشي يا أدهم اتريق براحتك 
قبلها الاخير من وجنتيها قبل أن يرحل 
– خلي بالك من نفسك 
– لا اله الا الله
– محمد رسول الله 
ثم تركها وذهب بسيارته ، بينما عادت رغدة إلي الداخل ولكن في طريقها رأيك محمد يتحدث في الهاتف وعلي ثغرة ابتسامة عربية لم تفهمها ، اقتربت منه وعلي وجهه علامات الاستغراب ، حتي سمعته يتحدث في الهاتف 
– حاضر يا حبيبتي .. خلاص هانت .. قريب جدااا هاجي اتقدملك 
– محمد ..!
يتبع…..
لقراءة الفصل السابع والخمسون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية صغيرتي أنا للكاتبة سهيلة السيد

‫9 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!