Uncategorized

رواية عروسي الكاذبة الفصل الرابع 4 بقلم ساره علي

  رواية عروسي الكاذبة الفصل الرابع 4 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الرابع 4 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الرابع 4 بقلم ساره علي

في صباح اليوم التالي ..
فتحت ميرنا عينيها البنيتين وشعور الألم والمرارة اقتحمها بقوة .. هاهي تستيقظ لوحدها بعد اعوام قضتها بجانبه .. تفتح عينيها فتجد نفسها وحيدة بلا أحد .. لقد اعتادت عليه لدرجة أصبح فيها جزء من روحها .. لكنه دمرها و أحرق روحها دون رحمه ..
لمَ فعل ذلك ..؟! وكيف استطاع ان يفعل بها كل هذا ويتخلى عنها بعدما تخلت هي عن كل شي لأجله ..؟!
عليها ان تعترف الان انها المخطئة الوحيدة .. هي من وضعت نفسها بهذا الموقف .. هي من اختارته وفضلته على الجميع والنتيجة تخليه عنها ..
نهضت من فوق سريرها واتجهت نحو الحمام بخطوات واهنة .. دلفت الى الحمام وتوقفت امام المرأة تتأمل وجهها الشاحب والذي يسيطر عليه الحزن والذبول الشديدين .. اخذت تتحسس ملامح وجهها التي كانت تشع حيوية بأسى .. توقفت عن ذلك مستندة على المغسلة بكفيها مخفضة رأسها نحو الاسفل وهي تضغط على عينيها بقوة كي لا تبكي .. لقد تعبت من البكاء الذي لا ينتهي والدموع التي لا ترضى ان تنضب ..
رفعت وجهها نحو المرأة مرة اخرى بعدما اخذت نفسا قويا ثم فتحت صنبور المياه وبدأت تغسل وجهها عدة مرات .. اغلقت صنبور المياه وجذبت المنشفة تجفف بها وجهها الذي اصبح احمرا ..
اعادت المنشفة الى مكانها وخرجت متجهة نحو المطبخ كي تشرب القليل من الماء فهي عطشة للغاية ..
حملت قدح الماء وبدأت في تناوله ببطأ حينما سمعت صوت رنين هاتفها يأتي من الغرفة لتتجه بخطوات بطيئة نحوه وتحمله وتجيب على الرقم الغريب الذي يتصل بها ..
” ميرنا ازيك ..؟”
تعجبت من الشخص المتصل والذي لم تعرف هويته بعد لكنه يبدو أنه يعرفها ..
” مين معايا ..؟!”
قالتها بدهشة فهي لا تعرف احدا قد يتصل بها غير نزار وليزا ليأتيه صوته الهادئ :
” انا باسل .. باسل صفوان ..”
كاد قلبها ان يتوقف من الصدمة فأخر شي توقعته ان يتصل بها باسل صفوان بنفسه ..
” اهلا باسل ..”
خرجت منها ضعيفة مهتزة ليكمل متسائلا بهدوء :
” هو انا صحيتك من النوم ..؟!”
نظرت الى الساعة لتجدها تجاوزت الرابعة عصرا لتجيب بسرعة كاذبة :
” لا انا مش نايمه اصلا ..”
” كويس ..”
قالها بجدية قبل ان يسألها:
” ينفع اشوفك النهاردة ..؟!”
صمتت للحظات تحاول ان تستوعب طلبه قبل ان تغمغم بخفوت :
” مش عارفة ..”
سألها بتعجب :
” انتِ عندك موعد مهم النهاردة ولا قاعدة فالبيت عادي ..؟!”
ابتلعت ريقها وهي تجيبه بتوتر :
” ها .. لا قاعده ..”
سألها بجدية :
” امال ايه ..؟! حد من اهلك رافض انك تخرجي يعني ..؟!”
طعنة قوية أصابت قلبها حينما ذكر عائلتها التي لم ترهم منذ اعوام ..
ظلت شاردة وشعور الالم مسيطرا على قلبها بقوة حينما سمعته يهمس :
” رحتي فين ..؟! لو فيه مشكله ومش هتقدري تقابليني ممكن نأجل المقابلة ليوم تاني ..؟!”
اجابته فجأة وقد استغرب جوابها السريع بشدة :
” لا مفيش مشكله .. “
” هبعتلك اللوكيشن وهستناكِ هناك تمام ..؟!”
” تمام ..”
قالتها بتردد ثم اغلقت الهاتف وانتظرت الموقع الخاص بالمكان والذي وصلها بعد لحظات ..
…………………………………………………………
بعد حوالي ساعة ..
دلفت ميرنا الى المطعم الذي ينتظرها باسل فيه ..
سارت بخطوات مترددة الى الداخل وهي تبحث بعينيها عن باسل الذي وجدته يجلس على احدى الطاولات يعمل على الجهاز اللوحي الخاص به ويتناول قهوته ..
وقفت تتأمله للحظات وقد عادت الذكريات اليها للحظة ..
مشاهد قليلة لم تتذكرها مسبقا الا ان رؤيتها له وهو يجلس بطريقته المعتادة منذ ايام الجامعة والتي كانت تجذب الجميع دون استثناء وكانت هي اول المنجذبين ..
ما زالت طريقة جلوسه نفسها .. تركيزه في جهازه اللوحي ونظرات القوة التي تشع من عينيه نفسها .. بل عليها ان تعترف انه ازداد قوة وجاذبية على جاذبية المعهودة مسبقا ..
شعرت بالحرج حينما انتبهت اخيرا انها ما زالت واقفة تتأمله وحمدت ربها انه لم ينتبه عليها بعد فجل تركيزه منصب على ذلك الجهاز ..
تقدمت نحوه ليرفع هو وجهه نحوها ويبدو انه شعر بوجودها ..
منحها ابتسامة خفيفة بدت لها مقتضبة فأشعرها ذلك بالتوتر ثم قال :
” اهلا ميرنا .. اتفضلي ..”
جلست ميرنا على الكرسي المقابل له وردت تحيته دون ان تبتسم :
” اهلا باسل ..”
” تحبي تشربه ايه ..؟! “
سألها بجدية لترد بهدوء :
” اي حاجة ..”
ابتسم وهو يقول :
” قهوة سادة بردوا ..؟! طالما بتحسي انها واقعية .. ولا تحبيها سكر زيادة ..؟!”
اضطربت ملامحها واصطبغت ملامح وجهها باللون الاحمر بسبب الحرج الشديد والذي ازداد بعدما اكمل :
” الغريب انوا طول عمرك مش بتطيقي القهوة .. حبيتيها ازاي فجأة وكمان سادة ..؟!”
حل الصمت المطبق لثواني بدت ميرنا فيهن وكأنها تفكر ثم اجابته اخيرا :
” احيانا بنحب حاجات كنا بنكرهها اوي عشان لاقينا حد بنحبه بيحبها ..”
توقفت عن حديثها وهي تشعر بوجع طاغي قبل ان تهمس بألم :
” بيقولوا عشان احنه بنحبها فالاول زي بعض واكتشفنا ده لما تقابلت ارواحنا ..”
” وانتي شايفة كده ..؟!”
سألها بهدوء لترد وهي تشبك أناملها :
” كنت .. بس دلوقتي اكتشفت انوا الكلام ده غلط .. الموضوع مش اكتشاف حب حاجة كنا جاهلينه مسبقا على قد ما هو رغبة اننا نواكب الحبيب بكل حاجة بيحبها ونفسه بيهه بس للاسف الحبيب احيانا مش بيواكبنا ..”
انهت كلماتها تلك وهي ترتكز بعينيها على كفيها المشتبكين لترفعهما بعد لحظات تتأمل فيه وجهه الذي يطالعها بإهتمام صادق قبل ان يهمس بهدوء :
” اتغيرتي اوي يا ميرنا ..؟! كل حاجة تغيرت فيكِ ..”
” للأسوا صح ..؟!”
سألته بمرارة ليبتسم بخفة وهو يجيب :
” التغيير مش بيدوم للابد .. خاصة لما يكون نتيجته الاضطراب وعدم الراحة ..”
نظرت اليه بتعجب من جوابه الذي فهمته بسهولة ليمنحها ابتسامة بدت له متعاطفة قبل ان يشير الى النادل ويطلب منه قهوة سادة له وعصير ليمون لها مع قطعة من كرواسون الشوكلاتة ..
تطلعت اليه وسألته باستغراب لم تستطع اخفائه :
” انت لسه فاكر ..؟!”
” فاكر ايه ..؟!”
سألها بعدم فهم مصطنع لترد بإحراج :
” اني بحب الليمون ..؟!”والكراوسون بالشوكولاته ..؟!”
منحها ابتسامة هادئة وهو يقول :
” دول اكتر من سنتين يا ميرنا عمرك فيها ما غيرتي طلبك .. صعب انسى طلبك المعتاد …؟!”
أومأت برأسها متفهمة بينما اكمل هو بجدية :
” انا طلبتك عشان الموضوع اللي كلمك فيه نزار ..”
رفعت عينيها المضطربتين بينما اكمل هو :
” بصراحة انا مكنتش حابب احرجك فالاول بس هو اكدلي انك موافقة وانك ..”
صمت قليلا ثم قال :
” وانك محتاجة مبلغ كبير مقابل الجوازة دي عشان علاج والدك ..”
كادت ان تفلت منها شهقة عاليه جراء صدمتها لما قاله
لتسيطر على نفسها بصعوبة وتهمس بوجع :
” ده موضوع طويل و يطول شرحه ..”
وجدته يهتف بجدية :
” انا مش طالب اعرف الموضوع ده .. انا بس محتاج اعرف انتي محتاجة فلوس قد ايه ..؟!”
لمعت عينيها بقوة وهي تسأله بضيق :
” ليه ..؟! عاوز تعرف ليه ..؟!”
رد بجدية :
” عشان اساعدك .. ومش بساعدك عشان الموضوع التاني .. انا بساعدك لاننا كنا فيوم زملاء .. يعني كده كده انا ندفع مبلغ العلاج حتى لو متجوزناش..”
نظرت اليه بصمت للحظات تحاول استيعاب كلماته وهو يخبرها عن كونه يرغب في دفع علاج والدها دون مقابل وقد تعجبت كثيرا من كرمه المبالغ فيه وطيبة تصرفاته التي لم تتسم يوما بالطيبة الغريبة هذه على الاطلاق ..فهو وإن كان جيد الاخلاق لكنه ليس طيبا لهذه الدرجة بل كان دوما ذكيا باردا متسلطا وذو مشاعر قوية ..
كادت ان تخبره انها لا تريد اي مبلغ لكنها تراجعت وهي  تهمس بإختناق :
” انا هحاول ادبر المبلغ .. متقلقش ..”
” لا طبعا .. انا نفسي بساعدك اهو ..”
كادت تريد ان تصرخ بقوة وتخبره انها لا تريد اية اموال وانها لم تلتق بوالدها منذ سنوات ولا تعرف شيئا عنه لكنها قضمت لسانها ثم قالت :
” ملوش لزوم .. انا هتصرف ..”
هي فعلا لم تكن تريد تلك الاموال ولكنها لا تستطيع ان تخبره ان مرض والدها كذبة كي لا تفضح نزار امامه ربما بسبب رغبتها بعدم تخريب صداقتهما او ربما خوفا مما سيفعله نزار بها لو علم بكل شيء ..
نظرت الى باسل الذي قال بهدوء :
” مش فاهم ده ليه ..”
صمتت للحظات حينما وجدت نفسها فجأة تعيد كلمات ليزا داخل عقلها .. كلماتها التي تدرك جيدا انها اكثر من صحيحة لكن رغما عنها شعرت بأنها لا تستطيع فعل ذلك .. لا تستطيع ان تتزوجه مقابل مبلغ مالي معين ..
سوف تشعر انها تبيع نفسها بهذه الطريقة ..
اخذت الافكار تدور داخل رأسها لتلمع فكره اخيرة كانت متوترة ومحرجة وهي تسأله عنها :
” باسل ممكن اطلب منك طلب ..؟!”
” اكيد طبعا ..”
قالت بكلمات متقطعه :
” انت لو حابب تساعدني بجد ممكن تدبرلي شغل مناسب هنا ..”
ثم اكملت بعفوية رغم احراجها :
” انا محتاجة شغل ضروري .. ومستعده اشتغل اي شغلانة تقدر توفرها ليا .. المهم اقدر اصرف على نفسي من المرتب اللي هيجيلي .. لو لقيتلي شغلانه هتكون خدمتني العمر كله ..”
توقفت عن حديثها عندما اقترب النادل ووضع أماميهما الطلبات ..
ابتعد النادل عنهما ليهتف باسل بجدية :
” الموضوع ده مفيش أسهل منه .. انتِ هتشتغلي ومش شغل عادي لا هتشتغلي بشهادتك فشركة كبيره .. “
لمعت عينيها بسعادة ذكرته للحظات بتلك اللمعة التي كانت تحتل عينيها دائما ليشعر بقلبه ينبض بقوة بينما تهتف هي بصوت خرج مضطربا بشدة لعدم تصديقها لما قاله :
” بجد يا باسل ..؟! هكون ممنونة ليك جدا والله ..”
قاطعها بإبتسامة :
” مفيش داعي تشكريني .. انتي تجي بكره وتجي تستلمي شغلك ..”
” اجي فين ..؟! وازاي اشتغل بالسرعة دي ..؟!”
سألته بإستغراب وحاجبين معقودين ليجيب بهدوء :
” هتشتغلي عندي يا ميرنا .. فشركتي يعني ..”
ابتلعت ريقها وسألته بخفوت :
” عندك يا باسل .. بس انت مش مضطر تشغلني معاك وانا معنديش خبزه ..”
رد بجدية :
” اولا انا مش مضطر ولا حاجة .. ثانيا انا عمري مفكرت فموضوع الخبرة اصلا .. انا بشغل بناء على مهارة الشخص نفسه وانا اكتر واحد عارف امكانياتك ومهاراتك ..”
ابتسمت بحرج وقالت :
” شكرا اوي يا باسل .. بجد شكرا اوي .. انت انقذتني بجد ..”
ابتسم بهدوء وقال :
” العفو .. وكفاية شكر كتير .. يلا خليني اشرب قهوتي وانتي كلي واشربي عصيرك ..”
احمرت وجنتيها وابتسمت ثم بدأت تتناول طعامها وتشرب عصيرها ..
………………………………………………………………
دلفت ميرنا الى شقتها وهي تشعر بسعادة شديدة تسيطر عليها لاول مرة منذ فترة طويلة ..
خلعت حذائها ورمته ارضا ثم تقدمت نحو الكنبة وجلست عليها وهي تشعر بأن حياتها سوف تتغير تدريجيا .. تعلم جيدا انها لن تعود الى سابق عهدها لكنها تتمنى لو انها سوف تسعد بأي تغيير مهما كان بسيطا .. أي تغيير يخرجها جزئيا من تلك الشرنقة التي حاوطتها بشدة ..
عادت برأسها الى الخلف وهي تغمض عينيها وتتنهد براحة قبل ان تسمع صوت خطوات تقترب منها وصوت يهمس ببحة مميزة تعرفها جيدا :
” وحشتيني اوي ..”
فتحت عينيها كمن مسه شيئا خطيرا لتجده امامها فتنتفض من مكانها بجزع وتطالعه بصدمة ظهرت بوضوح ليقترب منه وهو يهتف بسرعة :
” متخافيش .. انا مكنتش عايز ارعبك ..”
ابتلعت ريقها وهمست بضعف : 
” ايه اللي جابك ..؟!”
رد بهدوء وهو ينظر داخل عينيها بقوة :
” مقدرتش عالبعد ..”
ارتبكت كليا وهي تشعر بسيل من المشاعر المتناقضة تجتاحها بقوة ..
قالت بإضطراب شديد :
” بس قدرت تطلقني ..”
رد بجدية :
” عشانك .. وعشاني … عشانا وعشان مصلحتنا احنه الاتنين ..”
ابتعدت عنه قليلا وهي تهتف بضيق وحزن :
” لسه شايف انك صح ..؟!”
اومأ برأسه :
” صح جدا ..  انا عاوز اخليكِ سعيدة ومبسوطة .. نفسي اجيبلك كل حاجة بالدنيا ..”
قاطعته بصدق :
” انت كفايه عليا .. انا مش عايزة حاجة تانيه غير انك تكون جمبي ..”
ثم جذبها نحوه واضعا جبينه على جبينها هامسا بقوة :
” بس ده مش كفاية عليا .. انا عاوز احققلك كل احلامك .. افتحلك المكتب اللي كان نفسك بيه ..”
ثم انحنى نحوه شفتيها والتقطها بقبلة رقيقة سرعان ما تحولت الى عنيفة تجاوبت معها رغما عنها ..
اخذت تتجاوب معه بلهفة قبل ان تدفعه فجأة بعدما شعرت بأنامله تعبث بأزار قميصها لتصرخ به :
” قلتلك مية مرة مينفعش ..”
عبث بخصلات شعره بينما هي تصرخ بقوة :
” افهمني بقى .. انت طليقي دلوقتي .. وطول مانت كده مش هسمحلك تقرب مني .. وطول مانت مصر على موضوع باسل مش هنرجع لبعض .. افهم ده بقى واستوعبه ..”
ثم صرخت بألم حقيقي :
” كفاية تستغل ضعفي واحتياجي ليك .. كفاية بجد ..”
ثم انهارت باكية ليقترب منها ويهتف بصوت متحشرج وقد المه منظرها :
” ميرنا ..”
قاطعته وهي تنتفض من مكانها وتضربه على صدره بعنف بينما لسانها يردد بصياح ولوعة مع دموع عينيها اللاذعة :
” ابعد عني .. انا كرهتك بجد .. ابعد عني بقى .. ارحمني .. مبقتش طايقاك ولا مستحمله اسمع صوتك حتى ..”
جذبها رسغيها موقفا اياها بقوة هاتفا بحدة :
” كفاية بقى .. انتي اللي لازم ترحميني .. انا بسببك هخسر فرصة عمري .. بسببك عنادك ومثاليتك اللي قرفتيني بيهه ..”
ثم اكمل بتهكم :
” وياريتك مثالية بجد .. مثالية اوي وانتي هربتي معايا من اهلك واتجوزتيني غصبا عنهم .. “
تراجعت الى الخلف بملامح متجمدة غير مصدقة ليكمل بنبرة هازئة :
” مثالية اوي يا ميرنا وانتي بعتي عيلتك عشانك .. تعرفي يعني ايه تتجوزي غصبا عن عيلتك وتخليهم يتبروا منك ..؟! انا بقالي كتير ساكت وانتي كل شويه تعايريني باللي عاوزه واني معنديش شرف ونخوة وانتي ناسيه انك اخر وحده تتكلم فموضوع الشرف ده ..”
صفعته على وجهه بقوة ليتجمد في مكانه للحظات قبل ان يقبض على ذراعيها ويهمس بقوة وغضب :
” ماشي يا ميرنا .. حذرتك قبل كده وبردوا مصرع تغلطي .. انتي اللي هتخرجي الغضب اللي جوايا وانتي اللي هتستحمليه لوحدك .. “
ثم خرج من الشقة تاركا اياها تنهار باكيه بشدة ..
……………………………………………………
كان يجلس على مكتبه يتناول قهوته بشرود ..
دلفت السكرتيرة الى الداخل بعدما طرقت على الباب بخفة ..
تقدمت نحوه وهي تقول بعملية ولهجة امريكية :
” هناك واحدة اسمها ميرنا عماد تريد رؤيتك ..”
قال باسل بهدوء وبنفس لهجتها :
” ادخليها فورا ..”
ثم اعتدل في جلسته منتظرا دخولها ..
دلفت الى الداخل بخطوات خجول ليتأملها وهي تتقدم نحوه .. ترتدي ملابس عملية بحته حيث بنطال من الجينز الازرق وفوقه تيشرت طويل ذو اكمام قصيرة ..
ترتدي في قدميها حذاء رياضي مسطح وتعقد شعرها الطويل على شكل ذيل حصان ..
ملامحها بدت سيئة للغاية ومعذبة مما جعله يشعر بالقلق ففي المرتين السابقتين لم تكن بهذا السوء الشديد ..
” مساء الخير ..”
قالتها بخفوت وهي تتقدم نحوها ليبتسم برسميه وهو يقول :
” مساء النور .. اتفضلي ..”
جلست امامه وقالت بتردد :
” انا اسفه .. جيت متأخر بس خدتني نومة ..”
قاطعها بجدية :
” مفيش مشكله يا ميرنا ..”
ثم اكمل بجدية :
” تحبي تعرفي تفاصيل الشغل ..؟!”
أومأت برأسها وهي تهتف بخفوت :
” ياريت ..”
بدأ يشرح لها طبيعة عملها كمهندسة مبتدئة واخذت هي تستمع اليه بصمت ..
انتهى من سرد لها ما يود قوله فسألها :
” فيه اي استفسار ..؟! عندك مشكله معينه او اعتراض على حاجة ..؟!”
هزت رأسها نفيا ليقول وهو ينهض من مكانه :
” تعالي معايا نروح عند جينا عشان تعرفك نظام الشغل هنا ومكان مكتبك ..”
تحركت خارج المكتب لتجده توقف قليلا ثم قال بهدوء :
” ممكن اقول حاجة ..؟!”
نظرت اليه برعب من ان يغير رأيه او ربما يخبرها بشيء ما يحزنها لكنها وجدته يهتف بجدية :
” حابب اعزمك على عيدميلاد بنت اخويا لو مفيش مشكله ..”
تطلعت اليه بدهشة وشعرت برغبة ملحة بالرفض لكن الحرج الكبير سيطر عليها فكيف ترفض دعوته وهو وفر لها عملا لم تحلم بمثله على الاطلاق ..
” موافقة ..”
قالتها بخفوت ليبتسم بجدية ثم سار خلفها متجها بها نحو سكرتيرته جينا ..
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
اقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد