Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطمة أحمد

                 رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطمة أحمد

توعد.
_______________________
في قلبي لك شيء …… أحب ألا يظهر لك…
وكذلك أحب ألا يخفى عليك !!
هي الآن نطقت…. ولم تنطق بأي كلمة ، لقد قالت ما ودت ان تقوله منذ وقت طويل ، دون ان تهتم بماهية مشاعره نحوها او ردة فعله عن تصريحها ، حتى لو اعتبرها فتاة وقحة لا تعرف للخجل طريقا لأنها اعترفت بحبها هي لا يهمها بعد الآن !!
راقبت ملامحه المنذهلة فقالت بغضب :
– انت بجد معرفتنيش يا مازن ؟ معرفتش رتاج اللي انت كنت بتجي بيتهم في القاهرة وتقعد مع اخوها مروان البنت اللي كان عندها 17 سنة لما انت كنت هتسافر مع عيلتك ل نيويورك وقفتك و طلبت منك متسافرش لانها… لانها بتحبك.
اتسعت عيناه بذهول و ذاكرته تأخذ الى بعيد اي قبل حوالي 9 سنوات ، كان يقيم في القاهرة و لديه صديق واحد يتردد احيانا الى منزله وهو مروان الذي كان حلمه ان يصبح ضابط شرطة ، كان يملك أسرة لطيفة والدته و شقيقته الهادئة تقي و تلك الفتاة المشاكسة رتاج…. رتاج التي كان يلاعبها احيانا ببراءة و بعد مرور سنتين من تعرفه عليهم قررت عائلته السفر الى الولايات المتحدة و في نفس يوم سفره جاءته رتاج الى المطار وهي تبكي و تخبره انها تحبه…..
Flash back
( قبل 7 سنوات.
في مطار القاهرة الدولي.
نظر الشاب ذو ال22 عاما الى تلك المراهقة الجميلة و على وجهه علامات الدهشة ثم حل محلها الاستنكار وهو يقول :
– رتاج انتي بتقولي ايه مينفعش كده حب ايه اللي بتتكلمي عليه انتي اخت صاحبي وبس و زي اختي و لسه صغيرة على الحب اساسا.
توهجت عيناها بعنفوان و ردت :
– انا مش اختك يا مازن ومش صغيرة انا عندي 17 سنة يعني بعرف احدد مشاعري…. ارجوك متسافرش و….
قاطعها الأخير بحزم :
– رتاج لو سمحتي الكلام ده عيب و حرام انا مستحيل ابصلك اصلا…. انتي اخت صاحبي و مستحيل اشوفك بنظرة تانية !!
نظر الى دموعها و تابع بتريث :
– انا عارف ان في السن ده الواحد بيعيش تغيرات اعجاب و تعود ومن الكلام ده بس مستحيل يبقى حب لان قلبك لسه مبيعرفش الاحساس ده…. رتاج انتبهي لدراستك و اي حاجة تانية تنسيها وانا كمان هعمل نفسي مسمعتش حاجة و دلوقتي ارجعي على بيتك الوقت اتأخر.
بكت بنحيب و سألته :
– هترجع امتى ؟
هز كتفيه بجهل :
– معرفش… خدي بالك من نفسك يلا سلام.
طالعها للمرة الأخيرة وتحرك مبتعدا نحو البوابة و صوتها المختنق يلاحقه :
– متمشيش يا مازن !!
تابع سيره حتى اختفى لتهمس رتاج بألم :
– هتوحشني…..)
Back
وضع يده وجهه متذكرا التفاصيل ثم تمتم :
– انتي رتاج نفسها… معقول !! بس ازاي انتي….
قاطعته رتاج بحزن :
– بعد ما انت سافرت فضلت انا اسأل اخويا عليك لحد لما جه يوم و اتصالاتك انقطعت و اختفيت ، انا كل يوم كنت بستنى مشاعري تنتهي لانها مجرد مراهقة زي ما انت قولتلي بس بالعكس حبي ليك زاد و اتعلقت بذكرياتك لدرجة اني اتخصصت في نفس تخصصك و بعد سنين شغل ابيه مروان اتطلب منه يسافر ع الاسكندرية و احنا طبعا روحنا معاه….. و فيوم عرفت ان مازن الحسني بيشتغل في شركة الهندسة الخاصة بعيلة الشافعي ومن اللحظة اياها وانا بحلم اشتغل في نفس الشركة و اكون قريبة منك و حلمي اتحقق.
رمقته بدموع و همست :
– بس فرحتي كانت ناقصة لانك انت حتى مفتكرتش لا شكلي ولا اسمي الكامل ولا حتى اسم اخويا اللي اتعمدت اذكره قدامك اكتر من مرة ، انا ساعتها عرفت قد ايه وجودنا فحياتك مكنش مهم بس مستسلمش جربت انسيك فحبك الاول و جربت الفت نظرك بس كل مرة كنت بفشل و دلوقتي انت بصيتلي على اني بنت مش كويسة و بتترمى بين الرجالة ممكن صح انا جريئة لدرجة اعترفتلك بحبي مرتين بس مش رخيسة عشان اتلاعب بقلوب الشباب… زي ما انت عملت فيا.
انهمرت عبراتها أكثر وهي تطالع تشنحات وجهه ، لأول مرة رتاج لا تستطيع قراءة افكاره حسنا يبدو انه يقول لنفسه ما هذه الفتاة الوقحة لكن هي لن تنقص من قيمتها بعد الآن لن تطلب حبه ولا اهتمامه و عندما يعودون غدا ستقدم ورقة استقالتها ، فوجودها مع مازن في نفس المكان اصبح مستحيلا بعد ما عرفه !
اما مازن فكان منصدما لكن ليس منها بل من نفسه ، تلك المراهقة الجميلة التي لم يسمح لنفسه بأن يطيل النظر اليها خاصة وانها شقيقة صديقه ، و الفتاة التي ركضت حتى وصلت الى المطار تخبره انها معجبة به يومها كان هو حزينا لأنه كسر قلبها وشهد على دموعها ، هي نفسها التي أصبح يعشقها بجميع تفاصيلها ، إنها رتاج !!
– يا الله !
همس بها مازن وقد وعى جيدا لما يحدث رفع رأسه ليتكلم لكنه لم يجدها ، برطم بكلمات يلعن فيها نفسه على غبائه لانه لم يلاحظها طوال هذه المدة ثم اتجه الى الفندق ركضا وصل الى عرفتها و طرق الباب مرددا :
– رتاج ممكن تفتحي عايز اتكلم معاكي.
جاءه صوتها الغاضب من الداخل :
– وانا مش عايزاك تكلمني امشي لو سمحت !
طرق ثانية وهذه المرة كان اكثر اصرارا :
– مش تمشي قبل ما اشوفك.
اسندت رأسها على الباب و همست بنبرة لم يسمعها :
– مازن انا مكسوفة ومش هعرف ابصلك و عارفة انك شفقان عليا و مستحيل تحبني روح الله يخليك !
– رتااااج !!
صاح بها وقد نفذ صبره هو لن يدعها هذه المرة تفلت من بين يديه لن يترك أمره للحظ حسنا هي كانت أشجع منه و اعترفت له أولا لكن هو من سيجعل هذه العلاقة ممكنة !
طرق عدة مرات ثم بعدما يئس امكانية تجاوبها قال بصوت عال وثابت :
– انا بحبك و عايز اتجوزك !
شهقة ملتاعة صدرت منها وهي تحدق في الباب بذهول حتى اعتقدت انها تتوهم ، فتحته فجأة لتقابل مازن الواقف أمامها و رغم خجلها الا انها سألته بأنفاس متسارعة :
– انت قولت ايه ؟
ابتسم بإتساع و أجابها :
– انا بحبك….. تقبلي تتجوزيني.
صرخ بألم عندما صفقت الباب في وجهه و اصطدم أنفه به ، وضع يده عليه صائحا بحنق :
– يا بنت خدي بالك مناخيري !!
لم يسمع صوتها فتنهد بعمق و أردف :
– بصي يا رتاج قبل سنين انا كنت لسه شايفك عيلة و مستحيل ابصلك و اخون صاحبي علشان كده رفضت اللي انتي قولتيه بس عمري ما فكرت انك واحدة مش كويسة صدقيني انا مبتجرأش افكر في بنت بالشكل ده اساسا ، و بعد ما رجعت من نيويورك انا مشيت لبيتكم في القاهرة بس عرفت انكم سافرتو و عدت سنين و انا…. انا نسيت بس لما ظهرتي في حياتي اتعلقت بيكي و بقيت دايما استنى امتى تجي الشغل عشان تشوفك والله العظيم كنت كل يوم بنتي اعترفلك بس افتكرت انك بتحبي راجل تاني ، مكنتش عايز انجرح للمرة الثانية و اتعلق بواحدة بتحب غيري لكن دلوقتي بعد ما عرفت حقيقة مشاعرك خوفي و غيرتي كلهم انتهو ومش عايز غيرك فحياتي !
نزلت دموع رتاج بحرارة وبدأت تشهق ببكاء ، سمعها مازن وشعر بالندم على ما قاله لها فقرر المغادرة الآن و عندما تهدأ سيكلمها مجددا.
تحرك ليغادر لكن فتح الباب فجأة و تردد صوتها على مسامعه :
– انا هتجوز بس بشروط.
عقد حاجبيه متعجبا :
– و ايه هي ؟
استندت على الجدار مجيبة :
– اولا انت اللي عرضت عليا الجواز ومش معنى اعترافي ليك يبقى هتتكرم عليا لا بالعكس انت غلبان وانا هكسب فيك ثواب يعني متجيش فيوم و تقولي انتي اللي عرضتي العلاقة عليا !
نفى مازن بهدوء :
– مستحيل اعمل كده اصلا…. كملي.
اومأت و تابعت بغرور :
– ثانيا انا مش هوقف شغلي بعد الجواز يعني متجيش تقولي انا مبقبلش مراتي تشتغل.
مازن :
– كده كده هتكوني بتشتغلي معايا مش هتضايق بس لما ربنا يرزقنا بعيال هبقى مبسوط لو وقفتي شغلك مؤقتا عشان تهتمي ليهم.
هزت كتفيها مفكرة :
– طيب…. الشرط التالت انا مبحبش اصحى بدري يعني اوعى يجي يوم اكون نايمة فيه وتجي تصحيني عشان اعملك فطار ، رابعا و طبعا الأهم الاحترام هو أساس كل علاقة و الوفاء اكيد يعني لو بصيت ل اي واحدة غيري انا هحرقك حي.
نظر لها لثوان ثم انفجر ضاحكا :
– هههههه انتي مش طبيعية بس موافق على شروطك كلها ، اديلي رقم اخوكي عشان اكلمه بعد ما ننزل هتقدملك مباشرة و نستعجل في الجواز لاني مش هصبر اكتر من اللي صبرته.
_______________________
في فيلا ادم.
زفرت بصوت عال وقد تعبت من انتظاره ، تجاوز الوقت منتصف الليل و هو لم يخرج من غرفة مكتبه بعد ، حسنا هي اخطأت و ربما جرحته بقسوة عندما اتهمته اتهامات باطلة لتنتقم منه لكن حتى هو مخطئ ليس من العدل ان تعتذر منه بعد كل ما اصابها منه !
شردت يارا في ماحدث منذ ساعات لقد اعترف ادم لها بحبه و بأنه كان معجبا بها قبل ان تفعل هي حتى ، اعتذر منها على ما بدر منه و صرح بخوفه من فقدانها لكن بقي جرحه غائرا بقلبه وهي من نزفته ، تلك المرة هي من اخطأت و دون ادنى حق يجب عليها الاعتذار لكن كيف وهو يتجاهلها بالتأكيد لن يسامحها بسهولة !
انتشلتها حركة مكتومة من وصلة جلدها لنفسها فانتصبت واقفة بتحفز ليختض قلبها بين ضلوعها و هي ترى ادم يلج الى الغرفة ببساطة و هدوء متوجها لخزانته دون أن يحيد بعينيه نحوها حتى !! أحست بلسانها ينعقد لأول مرة ، و بالقليل من الحرج ، حرج من كلامها و سلاطة لسانها التي جعلتها تتحول من وضع المظلومة الى الظالمة !!
أخرج ادم ملابسه من الدرج و اغلقه ببساطة و خط طريقه خارج الغرفة متجاوزا إياها و كأنها شفافة ، لتثور كرامة يارا و تهتف مرغمة و على حين غرة :
– استنى !!
و تجاهلها .. بل تابع طريقه حتى كاد يخرج فصرخت من خلفه بصبر نافذ :
– انت مش سامعني ؟
التفت لها ادم بنظراته الجليدية التي حطت على بيجامتها الحمراء التي تظهر مناطق جسدها بسخاء ثم إلتقت بعينيها ليهتف ببرود :
– ليه انتي سمعتيني ؟ سمعتي نفسك وانتي بتقولي عليا مغتصب و حيوان شهواني و راجل مش قد كلمته و ممكن اقتل ابني عشان رغباتي ؟
انطفأت ثورة عينيها ببرود كلماته على الفور و صمتت ، و أحست بالجبن ، فالشجاعة تقف فقط بصف أصحاب الحق ، اما هي فمذنبة هذه المرة !!
تحركت يارا بتثاقل نحوه لينقسم قلبها لشظايا فجأة وهي تسمعه يتابع ، بصوته الهادئ المليء باللوم :
– انتي عارفة ان مفيش حاجة من كلامك أثرت عليا ولا وقاحتك من يةم ما رجعتك ، كنت دايما بصبر وبقول معاها حق تدايق مني بس كلمة ” معتدي ” اللي قولتيها واني دايما كنت باخد حقي منك بالغصب خلاتني اعرف قد ايه صورتي مشوهة عندك ، لدرجة اني دلوقتي بسأل نفسي البيبي اللي فبطنك حملتي بيه من علاقة بيننا بالتراضي ولا من علاقة انا جبرتك عليها !!
نزلت عبراتها فتمتمت بصوت مخنوق :
– مكنتش اقصد ، والله مكنتش اقصد انا عمري ما فكرت فيك كده يا ادم بالعكس انا بعتبرك أماني حتى لما رجعتني غصب تني كنت مطمنة على نفسي و على ابني لأني معاك ، انا مش هكدب عليك صح مرات كنت يبقى مدايقة و مليش مزاج تقرب مني وبخاف ارفضك تقوم تسيبني بس بالمقابل ليالي كتير قضيتها معاك وانا مبسوطة اساسا لما ابقى نايمة فحضنك و حاجة راسي على صدري بكون تسعد واحدة و يتمنى اللحظات ديه متخلصش.
أولاها ادم ظهره وهو يتنهد بعمق ليتفاجأ عندما شعر بها تسند رأسها عليه و تلف يديها حول صدره من الخلف مرددة برقة :
– كل كلامي الصبح كان من حر*قة قلبي.
تأوه بتأثر من قربها المهلك و شعرت يارا بذلك فأكملت :
– كنت زعلانة و موجوعة و متعصبة وبقيت اقول اي حاجة عشان اريح نفسي.
غمغم بصلابة وهو يبعدها عنه :
– بس الكلام اللي بيتقال ساعة الغضب بيكون حقيقي ، وانتي وريتيني الحقيقة ولو لسه خايفة من اني اسيبك فياريت تطمني انا مش هحررك من قيودي علشان كده متغصبيش نفسك و تحاولي تغريني عشان اقرب منك.
نطق جملته الأخيرة وقد ادرك ما تحاول القيام به فأخفضت يارا رأسها بحرج من رده ثم طالعته منزعجة :
– انت لسه بتعمل نفس تصرفاتك السابقة و الظاهر مش هتتغير ماشي يا ادم براحتك.
استدارت لتهرع الى الحمام لكنه جذبها من ذراعها لتعود اليه ، ضيق حاجباه و سألها مغمغما بصوت قاتم :
– تصرفات ايه اللي لسه بعملها انا لو كنت على طبيعتي السابقة كنت هقطعلك لسانك و اكسرلك دماغك ديه ، او في طريقة تانية كنت هعاقبك بيها بس….
قاطعته بجرأة وهي تهمس :
– عاقبني بالطريقة التانية.
– ايوة علشان تجي بعدين وتقوليلي كنت مجبورة صح لا يا طفلة انا مبقعش في الغلط مرتين.
هتف بها ببرود اغاظها لتصيح فجأة :
– وبعدين معاك انا بعرض نفسي عليك وانت بترفض ولا كأنك الملاك وانا الظالمة !
احتدت عينا ادم فرفع اصبعه في وجهها محذرا :
– صوتك يا يارا خدي بالك من صوتك العالي لاني بتنرفز منه.
ضربته بقبضة يدها على صدره متحدية :
– هتعمل ايه لو مخدتش بالي هااا هتعمل ايه ! طيب انا غلطت و اعتذرت انت بقى معند ليه اساسا ده كله غلطك لو من اول ما جبتني اعتذرت و قولتلي انك بتحبني مكناش هنوصل للنقطة ديه قولي يا ادم انت مقولتش ليه من الاول انك بتحبني ليه عذبتني لييه ليييه !!
زمجر بخشونة وهو يمسكها من ذراعيها :
– كنت بلاقي صعوبة لاني مش متعود على كلام الحب اللي بيقولوه شباب اليومين دول حاولت اكتر من مرة اعترفلك بحبي بس…. بس مقالبك و تصرفاتك الهبلة ديه كانت بتوترني اكتر.
دمعت عيناها بحزن و همست :
– وليه كنت بتعاملني ببرود و بتبعدني عنك كل ما حاولت اقرب…. ليه حسستني انك رافض وجودي فحياتك و اني عبء عليك ، ليه رفضت موضوع الحمل و خليتني احس اني للمتعة وبس ليه يا ادم ليه !
اسندت رأسها على صدره و انهمرت في البكاء بلوعة فشهق ادم و اجابها بصوت متحشرج :
– كنت خايف على قلبي منك ، خفت اعترف بحبي و اضعف تقومي تجرحيني خفت يجي يوم و تحسي بفارق السن بيننا و تندمي لانك سلمتي نفسك ليا … كل واحد مننا من جيل مختلف عن التاني خفتك تبصيلي فيوم بعين الندم و انجرح ، و رفضي للحمل كان علشان الموضوع ده بالذات علاقتنا انا وانتي مكنتش ثابتة وانتي لسه صغيرة مش هتتحملي مسؤولية بيبي… بعدي عنك كان خوف على نفسي و عليكي يا يارا صدقيني.
رفعت وجهها له و قالت بتجهم :
– وانت ايه اللي عرفك ان كنت هحس بندم ولا لأ ؟ انا بعشقك فاهم يعني ايه بعشقك بحب كل حاجة مرتبطة بيك حتى برودك و رخامتك انا بحبها حتى لما اتخانقنا فضلت احبك و ابني حبيته اكتر لانه منك انت ملكش حق تقرر عني حياتي و تحلل مشاعري اتجاهك فاااهم ملكش حق !!
أمسكته يارا من ياقة قميصه و جذبته اليها هامسة :
– انا محبتش غيرك ولا هحب انت بس اللي فقلبي وهتفضل كده لحد لما اموت …. انا ملكك يا ادم ، وانت ملكي !
وضع يده خلف عنقها و سحبها ليسند جبينه على جبينها ، اغمض عيناه و همهم بتأثر :
– انا…. انا بحبك …. بحبك اوي.
تأوهت بحرارة فتمتمت :
– قولها تاني.
– انا بحبك ، اسف ، انا بحبك….
قالها وهو يطبع قبلات متفرقة على وجهه و قبل ان يتردد و يبتعد عنها احتضنته يارا بقوة هاتفة بصوت هامس مليء بالمشاعر :
– سامحتك ….. بحبك يا ادم بحبك لدرجة انت مبتتصورهاش…. متبعدش عني تاني.
همست بخفوت خجول ، ابتلع ادم ريقه بصعوبة و اشتعلت ألسنة اللهب بعينيه المرتكزتين على شفتيها ليهمس مجددا بصوت مبحوح :
– يارا ، ارجوكي متعمليش كده لو انتي مش عايزة انا…
ارتفعت يداها على طول صدره المنتفض بجنون وصولا الى رقبته الملتهبة لتقول بعد لحظات من الصمت المشحون :
– انا مش عايزة غير قربك.
عندها فقط ، تفجرت الدما*ء بعروقه معلنة عن حالة استنفار اصابت خلايا جسده المرتجف ، انفجرت السدود التي كانت تكبح رغبته الطوفانية الجامحة ، توقف به الزمن على عتبة شفتيها اللتان لم تفشلا يوما في إثارته ف التقطهما سريعا ينهل من رحيقهما ما يحتاجه ليعيش ، و بدورها يارا بادلته رغبته بشوق اكبر و ظلت تطلب منه ام لا يتوقف عن قول ” أحبك ” ، ولم يتوقف هو ، بل لم يتوانى عن قول و فعل ما يثبت لها عشقه المريض بها !!
_______________________
صباح اليوم التالي.
تسللت خيوط الشمس الذهبية تنسج ستارا براقا تتهدل خيوطه الامعة فوق جسدي العاشقين المتلاحمتين الغافيتين وتبعث شعورا لطيفا بالدفئ تغلغل بين خلايا جسديهما الساخنة ، ارتفع جفناه ببطئ لتستقبل مقلتاه مشهد أفردويت النائمة وقد احاطت بها هالة من نور ساطع جعله يرفع يده بحذر يتلمس وجهها برقة وكأنه يخشى ان يقسوا عليها فتتأثر نعومتها بملمس أصابعه الخشنة ، داعب رموشها و وجنتيها المكتنزتان ثم شفتيها و أخيرا وضع يده على جانب عنقها فتأوهت بمتعة وهي تتحكك عليها كقطة ناعمة.
ابتسم ادم و انحنى ليطبع قبلة خفيفة على ثغرها هامسا بإسمها :
– يارا…. يا طفلة.
همهمت بكسل و فتحت عيناها و عندما رأته ابتسمت :
– ادم صباح الخير ، انت صحيت امتى.
رد عليها وهو يداعب خصلة من شعرها :
– من شويا ، وكنت بتأمل في طفلتي الحامل…. طفلتي الغبية.
تذمرت يارا بلطافة وقالت :
– انا فكرتك هتقول بتأمل القمر او على الاقل الأميرة النائمة ، ايه طفلتي الغبية ديه انا مش غبية ده حتى لما قولتلي بحبك قولتلي يا غبية وانا معرفتش اذا لازم افرح ولا ازعل.
ضحك بخفة و علق بإستفزاز :
– لازم تفرحي يا طالبة التجارة.
زفرت بغيظ منه فقالت وهي تستعد للنهوض :
– انت مش معقول يا ادم لازم تاخد الاوسكار ف افساد اللحظات الرومانسية يا متنمر يا غيور انت بتغير مني على فكرة لاني بدرس تجارة انجلش.
قهقه ادم بسخرية مرددا :
– انا بغير منك ههههه.
قرص وجنتها بإستمتاع مكملا :
– اموت انا في الخدود ديه.
تأوهت بألم و زجرته :
– انت دايما بتقرصني خدودي وجعتني منك بطل تعمل كده.
قرصها ثانية ثم جذبها نحوه مقبلا وجنتيها بقوة ، تأمل في عينيها الامعتان بسعادة واضحة فتمتم :
– بحبك …. والله بحبك.
تنهدت يارا بحب :
– كان نفسي اسمع الكلمة ديه منك من زمان اوي و دلوقتي عايزة اسمعها من هنا لاخر يوم فعمري.
همهم ادم ثم ابتسم بخبث فجأة وقال وهو يمرر يدها على جسدها بحرية :
– وانا نفسي اعمل حاجات تانية…….
بعد مرور الوقت.
أخذت تمرر المنشفة حولها لتمسح آثار قطرات المياه المتراقصة على بشرتها بعد الحمام المنعش الذي أخذته ، ابتسمت متذكرة تفاصيل لحظاتهما الحميمية و دعت هذه المرة ان لا يحدث شيء يعكر صفوهما مثلما حدث البارحة ، هي لن تتحمل صدمة اخرى حتى لو لم تكن حقيقية !!
لكن يبدو ان امنيتها لم يكتب لها التحقق ، فلقد سمعت صوت ادم العالي في الغرفة وهو يبدو انه يتحدث مع احدهم على الهاتف ، ارتبكت يارا و فتحت باب الحمام لتجده يحوم حول الغرفة بغضب و يصرخ :
– مفيش بس انا مش عايز محاولة معندناش وقت كتير عشان اصبر ! اعمل اللي بتقدر عليه لانك لازم تودع وظيفتك لو فشلت ف اللي طلبته منك انت فاهمني.
اغلق الخط بسخط و رمى الهاتف على السرير ليلتفت خلفه عندما سمع صوت غلق باب الحمام فوجد يارا تقف هناك و تناظره بتوجس.
حاول رسم الابتسامة على وجهه ثم اقترب منها قائلا وهو يضم وجهها بين كفيه :
– طفلتي خافت من صوتي العالي ؟
اومأت يارا بعتاب :
– انا مبحبش لما اشوفك كده بخاف يا ادم…. وبعدين حرام ترفد موظف من شغله لانه مقدرش يعمل اللي انت عايزه.
تنهد بصبر و قال :
– متخافيش يا حبيبتي افضلي هادية انتي و البيبي ماشي ، اما شغلي ف انا بكون صارم فيه وهبقى مبسوط لو مشغلتيش بالك فيه ماشي.
ادركت انه يحذرها لكن بطريقة لطيفة فقالت :
– هيجي يوم اكسرلك فيه غرورك يا ادم و ابطل اخاف منك.
ضحك ادم بظفر و اردف :
– مفيش داعي تخافي لو معملتيش حاجة تدايقني و خبيتي عليا ، انتي مش مخبية حاجة تانية غير الحمل صح ؟
تجهم وجهها بعبوس وهي تتذكر شيئا ما وقبل ان تجيبه هتف ادم بجدية :
– يارا حبيبتي يلا جهزي هدومك و حطي اللي بيلزمك في الشنط لاننا رايحين على مكان تاني….
**** في نفس الوقت.
خرجت تقي من السوبر ماركت بعدما اقتنت بعض الحاجيات و مشت على الرصيف وهي تتذكر اتصال رتاج ليلة البارحة و إخبارها بما حدث لها مع مازن ، ابتسمت تقي و همست :
– اهو اللي بتحبيه طلع راجل بجد و دخل من الباب ع الطول مش زي الخيبة بتاعتي على الاقل واحدة مننا هتعيش مبسوطة مع حب حياتها.
اصطدمت فجأة في جسد صلب فشهقت و عادت الى الخلف متمتمة :
– انا اسفة بجد مش قصدي مم….
– ولا يهمك.
انتفضت بقسوة ورفعت رأسها الى ذلك الواقف امامه عند سماع صوته المألوف فوجدته آسر ، ابتسم الأخير و قال :
– الله يكتر من الخبطات ديه.
تأففت بسخط و تابعت خطواتها لكنه قطع طريقها متحدقا :
– انا عايزك فموضوع مهم يا تقي.
اجابته بحدة دون النظر له :
– وانا مش عايزة اسمعك لو سمحت عديني.
لم يستجب لها وبقي محاصرا لها بعزيمة :
– انا عايزك ترجعيلي …. ارجعيلي يا تقي سامحيني و خلينا نبدأ صفحة جديدة.
فتحت عيناها بإتساع ثم ما لبثت انها قهقهت بصوت عالي و تشدقت ب :
– اسامحك و ارجعلك ؟ لا بس انت طموح جدا لازم اعترفلك وسعلي والا …..
قاطعها آسر بإستماتة :
– خلينا ننسى الماضي و نعيش الجاي من حياتنا مع بعض انا لسه بحبك وعارف انك كمان لسه بتحبيني يا تقي و المرة ديه هصلح اللي كسرته.
نفذ صبرها و زادت نقمتها اتجاهه فصاحت بعصبية :
– تصلح ايه ها تصلح ايه هتداويلي قلبي اللي كسرته بخيانتك هترجعلي سنيني اللي ضاعت من حياتي بسببك هترجعلي سمعتي بين الناس بعد ما اتجوزت غصب عن اهلي هتقدر تخليني اثق في غيري تاني هترجعلي ابني اللي خسرته بسببك انت مش عارف عملت فيا ايه و مدى الوجع اللي اتسببته فاكر انك كسرتلي ايدي عشان اسامحك ؟ فوق بقى من حالة الغرور والثقة اللي انت فيها و بطل تطلع قدامي كل شويا كمل حياتك مع حبيبتك اللي متجوزها عرفي انما انا فحضرتك طلقتني غيابي من سنتين لو فاكر يعني انا وانت مفيش حاجة بتربطنا مع بعض.
دفعته من صدره بعنف و تجاوزته لكن سرعان ما وقعت الأكياس من يدها وكادت هي تقع معخا عندما سمعت آسر يردد بقوة :
– انا رجعتك لذمتي بعد يومين من الطلاق ….. يعني شرعا انتي لسه مراتي يا تقي !!
_____________________
مساء اليوم.
في الصعيد.
ترجل عمر و علي من السيارة الواقفة امام السرايا و تمشيا للداخل وهما في أوج سعادتهما.
تكلم عمر وهو يضحك :
– واه يا بوي اني مكنتش خابرك ذكي للدرجة ديه خليت جدي سليم و عمي ابراهيم يعملوك مسؤول على مشروع دار الأيتام و دفعولك مبلغ ضخم مشانه ههههه.
رد علي بمكر :
– الحج سليم كان صعب شوي اجنعه بس ابراهيم غلبان وعلى نياته ده باعلي أسهمه في الشركة من غير حتى ما يعرف ولده ادم.
عند ذكر ادم تجهمت ملامحه فسأل بكره و غل :
– ادم عنديه الربح الأكبر ، حرمه بتاخد العجل و عندها ممتلكات و فلوس اضعاف اللي عندينا حتى ادم ثروته اقل من ثروتها الولد ده واجع واجف دايما.
نظر له علي دون الشعور بأدنى تأنيب على المشاكل و الحزن الذي تسببه ل إبنة شقيقه المتوفى :
– الوضع ده مش هيطول يا ولدي اني عملت شي يخلي ادم يجدملك مرته على طبج من ذهب.
عمر بتهكم واضح و باد على وجهه :
– ادم مستحيل يسيب مرته الا بموته و ده اللي لازم اعمله الحادث اللي خليناه يعمله من كام شهر مموتوش بس اني هتأكد المرة ديه من أنه يموت.
نهره علي عل التكلم بصوت عالي بخصوص جرائمهما ثم دخلا ليفاجآ بوجود من كانا يتكلمان عليه منذ دقيقتين فقط !!
انتفض عمر وهو يرى ادم في صالة الاستقبال يجلس على الأريكة المقابلة لهما تماما و يضع ساقا على ساق فاتحا ذراعيه على طول الأريكة ، شهق بصدمة و قال ببلاهة :
– ادم !!!
ابتسم الأخير و انتصب واقفا بخشونة متطلعا لهما ، و ذكريات شجاره مع زوجته و افتراقهما تمر عليه لتنهش روحه دون رحمة و تحرضه على قت*ل من كان سببا في عذابه و بكاء من عشقها قلبه ، تقدم منهما بخطوات رزينة حتى توقف امامهما تماما ، حول بصره بين ملامحهما المنصدمة باستمتاع ثم غمغم :
– اهلا يا عمي…. اهلا يا ابن عمي شرفتو بيتكم في ايه مالكم مصدومين هنا مفرحتوش لما شوفتوني مش انتو اللي كنتو عايزين انزل عشان تطمنو على مراتي ؟
تنحنح علي بحذر :
– اكيد فرحانين بس مستغربين من وجودك المفاجئ ، غير اكده احنا مبسوطين بيك طبعا يا ولدي.
ابتسم ادم بغرابة و فجأة فتح ذراعاه و جذبهما نحوه يعانقهما ليهمس بتوعد :
– وحشتوني اوي….. يا عيلتي !!
يتبع…
لقراءة الفصل الثاني والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!