Uncategorized

رواية نار وهدان الفصل السادس عشر 16 بقلم شيماء سعيد

         رواية نار وهدان الفصل السادس عشر 16 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل السادس عشر 16 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل السادس عشر 16 بقلم شيماء سعيد

الشهوة تعمي القلب و البصر أما إن ترافقت بالغضب  فسيأخذان أرواح البشر فاحذر أن تكون أعمى وقاتلا بنفس الوقت فلا تدري ربما تموت بمجرد حجر.
إبراهيم والد عمر لم يستطع النوم  ليلا كلّما أغلق عينيه تداهمه الكوابيس فيفزع، لذا كان يظل مستيقظا دوما، وكأنه عقاب من الله عز وجل له لما يفعله .
شعر بحركة عمر داخل الغرفة ورآه يأخد من بنطاله المفاتيح فهمس …چيت لأچلك يا عمر ، ماشي، مبدهاش مع أنك صعبان عليه .
فقام من فراشه ووضع جلبابه عليه سريعا ثم ذهب وراء إبنه دون أن يدرى .
خطى عمر خطواته للمحل  ولكن الخوف كان مسيطرا عليه فكلما خطى خطوة ، رجع بها مرة أخرى  , خوفا مما يخفيه والده عنه ،استجمع شجاعته بعد عناء وتقدم نحو مبتغاه متسللا ففتح الباب الخلفي لتداهمه رائحة كريهة نفاثة ونتنة،
فسد أنفه بإحدى يديه قائلا …إيه الريحة النتنة دي ، يا ساتر هو أبوي هيخزن فسيخ ولا إي. 
بس هو فين النور اللي إهنه؟
آه …أهو .
ففتح عمر مقبض الإضاءة ونزل درجات من السلم حتى تسمرت قدماه عندما وجد آثار عظام بشرية صغيرة متحللة ، ليضع يده على قلبه .
آه حاسس إنّ چلبي هيچف ، لتدور عينيه في المكان ، ليتفاجأ  ببنت صغيرة  تصارع الموت وتصدر صوتا ضعيفا…………آه _آه 
وكانت شبه عارية وتنزف .
فأقدم إليها عمر بقلب مرتجف مرددا …آه يا حرچ الچلب .
معچول أبوي هو اللي طلع هيخطف البنات الصغيرة من زمان ومحدش كان عارف هيروحوا فين ؟؟
آاااااااه ، ليه إكده يا بوي ، ليه تعمل إكده ، ناچصك إيه ،محنا مستورين وأمي هتتمنالك الرضا ترضى .
ثم انحنى على تلك الفتاة وبكى بكاء شديد مردفا …وأعمل فيها إيه دي دلوك ؟؟
دي هتطلع في الروح خلاص ، يعني عچبال مطلع بيها هتكون خلاص ماتت .
بس لازم ألحچها يمكن ربنا يكتب ليها عمر چديد .
فحاول عمر أن يحملها ولكنه توقف عند سماعه صوتا أربكه وكاد أن يموت رعبا …چلبك حنين أوي عاد يا عمر ، وعشان إكده اللي زيك مينفعش يعيشوا في الدنيا الچاسية دي، فهريحك منها .
ارتجف عمر ونظر لوالده بخوف مردفا…يعني إيه يا أبوي ، مش كفاية اللي عملته في بنات الناس ، عمللولك إيه البنات الصغيرة دي عشان تعمل فيهم إكده ؟
دول حتة جتتهم صغيرة مفهاش أي حاجه تشد .
فضحك إبراهيم قائلا بنبرة مقززة ..أهو أنا ميعجبنيش إلا الجتت الصغيرة دي.
عمر بحنق شديد …لا أنت شكلك مش مظبوط واصل يا بوي ، أنت طلعت مش طبيعي فعلا، حرام والله إكده .
تقدم إبراهيم من عمر وعينيه تنذر بالشر وحاول كتم أنفاسه بيده ثم أطبق على عنقه قائلا بحدة …وعشان مش طبيعي هچتلك يا عمر عشان متچفش في طريچي.
حاول عمر الإستغاثة ولكن لم يجد أي فرصة وشعر بالإختناق رويدا رويدا حتى لمح بجانبه عصى حديدية  فاِلتقطها سريعا بيده ، وضرب بها على رأس والده فشجت رأسه فصرخ صرخة هزت أركان المكان …آاااااه ثم خرَّ قتيلا .
لينهار بعدها عمر بجانبه صارخا…أبووووووي، أبووووووي .
مكنش قصدي ، أنا كنت بدافع عن نفسي .
چووم يا بوي ، آه يا حرچ چلبي .
ثم سمع تأوه البنت الصغيرة ، فإلتفت لها ثم حملها رغم ألمه وذهب بها إلى المشفى .
ولكنها للأسف لفظت آخر نفس لها بعد أن نزفت كثيرا .
وعندما علم بموتها سقط مغشيا عليه ، فحملوه لإنعاشه،
ثم تم الإتصال بالشرطة التي آتت بعد مرور بعض الوقت لإستجوابه عن الواقعة .
وعلم أهل البلدة بما حدث وعلى رأسهم العمدة الذي بكى مردفا…كيف كنت العمدة  ومعرفتش أن المچرم ده هيعمل أكده ؟
وكيف مچدرتش يا بتي أحميكِ ؟؟
وعلى الرغم من قساوة منظر الجثث ، إلا أن أهل البلدة شعروا بالراحة بعد إنتهاء هذا الكابوس وإنتهاء الخوف الذي كان يسيطر على قلوبهم خوفا على بناتهم .
أما أهل الضحايا فتجدّدت عليهم الأحزان، حيث كان لديهم أمل أن يعثروا عليهم  ولكن سكنت قلوبهم بعض الشيء في النهاية حين دفنت الجثث  .
وشعر عمر ووالدته وإخوته بالعار لما فعله والداهم وسدد لهم أهل القرية الإهانات رغم أنهم ليس لهم ذنب فيما فعل، ولكن هكذا الناس تظلم من ليس بظالم .
فاضطروا للخروج للعيش في قرية أخرى بعيدا عن أعين الناس المتسلطة .
……
تزوج عبد الجواد من بدور ودخلت قلبه الفرحة بعد غياب طويل لمرض زوجته ولكنه أحسن إليها أضعافا بعد زواجه من بدور ، كما تفانت بدور في خدمة زوجته وأولاده أكثر بعد الزواج ، فقد أصبحوا عائلة واحدة .
ثم أنعم الله عليها بالحمل ، فبكت بكاءً شديدًا.
عبد الجواد مندهشا…أنا خابر الستات لما يحملوا هيفرحوا ويزغرطوا وأنتِ هتبكي كيف يا بدور ؟ ولا أنتِ مكنتيش رايدة تحملي منّي!؟ .
فوضعت بدور يدها على فمه بحب مردفة…متچولش أكده يا عبدالجواد ، ده أنت أغلى الناس ، وأتمنى أچيب منك كتير چوي بس بشرط يكونوا كلهم في حنيتك وأخلاچك دي .
عبد الجواد …وأنتِ بچيتي عمري كله يا حتة من چلبي .
بس إيه الدموع دي؟ أظن من حچي أعرف .
تنهدت بدور بألم ثم قالت…آن الأوان تعرف عني كل حاچة يا چلب مراتك .
ثم بدأت تقص عليه ما حدث من زواجها من العمدة وما ذاقت معهم من ألم وضرب وإهانة ثم حملها وولادتها وحرمانها من طفليها وتهديدها واجبارها على ترك النجع عنوة ثم البقية هو يعرفها جيدا .
فاغرورقت عيني عبد الجواد بالدموع ، ليضمها بقوة لصدره وكأن صدره كانت سفينة النجاة التي أنقذتها من بحر الحرمان .
عبدالجواد…ياااه ،كل ده استحملتيه لحالك .
 وياااه على چسوة الچلوب ، دول ناس ميعرفوش ربنا ، بس أكيد هيچلهم يوم وربنا هياخد حچك منيهم .
وأنا كومان مش هسكت واصل وهروح أچبلك عيالك ، يتربوا مع عيالنا .
فأمسكت بدور بيده تقبلها مردفة بترچي…سايج عليك النبي يا خوي متروح عنديهم ، دول ناس شر وميعرفوش ربنا وممكن يعملوا فيك حاچة ، أبچا إكده اتحرمت من كل حاچة ومش هچدر أعيش من غيرك .
على الأچل اللي مصبرني أنهم هيتربوا زين مع أبوهم رغم أنّ چلبي هيتچطع من فراچهم ونفسي أشوفهم ولو لحظة .
لكن أنت مين لينا من بعدك ؟؟
فابتسم عبد الجواد لصدق محبتها له وحمد الله أن رزقه بها، ولا تعلم المسكينة أن اولادها قد أخذ كل واحد منهما إلى مصيره في اتجاه غير الآخر .
والأصعب كان لمصير وهدان .
………..
لتمر بعد ذلك عدة سنوات على وهدان ليصبح عمره عشرة أعوام .
وخلال تلك الأعوام ، تعلم الكثير من والده الذي رباه  محروس ، علمه كيف تكون يده خفيفة في سرقة الناس ، والبضائع من المحلات .
وكان ذلك بداية الإنحراف والضلال الذي نشأ فيه منذ الصغر وسيتبعه بأشياء أشد ، فهو لم يجد من يعلمه الصواب من الخطأ أو الحلال من الحرام .
وكان وهدان بدوره يعلّم السرقة لـ زين صديقه المقرب في الجبل وابن منصور قائدهم .
وكان وهدان يفتعل المشاكل دوما مع يونس ابن هنادي ، لأن يونس كان شديد الغيرة من وهدان بسبب دلال منصور له لإنه يحبه ويفضله عليه .
فنهر يونس أخته جميلة حتى لا تلعب مع وهدان .
يونس غاضبا …مش چولتلك متلعبيش مع الزفت الچطران ده تاني .
جميلة….ليه يعني ملعبش معاه ، أنت مش عايز تلعب خلاص ، لكن أنا عحب ألعب معاه ومع قمر ومع زين .
يونس …والله لو مسمعتيش الكلام هضربك .
فأخرجت جميلة لسانها له مردفة…مش هسمع الكلام ومش هتچدر تضربني ها .
يونس بعصبية مفرطة…أكده .
فأمسكها من شعرها فتألمت وصرخت وجاء وهدان على صوت صراخها ، فقام بنزع يده من عليها قائلا…أنت مش بتچدر غير على البنات ولا إيه ؟؟
فاشتعل يونس وغضبا وأمسك به , وتبادلوا الضربات الموجعة بينهم.
واحتد صوت شجارهم وأصبح عاليا مسموع …حتى جاء منصور على صوتهم .
فأرعبهم صوته …بس يا ولد أنت وهو ، إيه مفيش خوف مني للدرچاتي، هتتعركوا وأنا موچود .
يونس ..هو اللي هيبدأ الأول .
وهدان …هو اللي مش راچل وهيمد يده على أخته الصغيرة .
زين…أيوه يا بوي صوح ، وهدان عيچول الحچ .
ثم نظر لـ قمر وابتسم مردفا…صوح يا قمري.
فمطت قمر شفتيها باستهزاء مردفة…إيه قمري دي ، أنا قمر بس ، ثم تركتهم وغادرت .
منصور …أنا چولت خلاص ، انتهينا ومعدش يحوصل ده تاني ، فاهمين كلكم .
فرددوا…فاهمين .
منصور…يلا كل واحد يروح مكانه .
فذهب وهدان واتبعه زين .
فقام منصور بالنداء عليه …تعال يا زين عايزك .
زين بنفور…أنا عايز ألعب مع وهدان .
منصور…چولت تعالى دلوك .
زين …حاضر يا بوي .
وفي نفس الوقت ولج وهدان عند والده الذي ابتسم له فور رؤيته وأردف قائلا …خلاص خلصت لعب وشچاوة عايزك بچا في موضوع مهم چوي چوي وخابر أنك هتعمله كيف منا رايد وأحسن وهتبچا ليك الحلاوة الكبيرة وهچبلك كل اللي أنت عايزه .
وهدان…خير يا بوي .
محروس…چبل مچولك ،أنا رايدك متعبرش الواد يونس ده تاني ، عشان خوطري وعشان خاطر منصور هو عيحبك ،مش عايزين مشاكل.
وهدان…هو اللي هيعمل والله يا بوي.
محروس…خابر وهيغير منك كومان .
بس همله أحسن ولا تعبره .
وهدان…ماشي يا بوي عشان خوطرك بس .
بس يلا چولي بچا ،عايز مني إيه ؟
فأمسك محروس يده وأجلسه بجانبه …بص يا ولدي، النهاردة فرح بت العمدة زهرة ، دي بته الكبيرة اللي فضلاله بعد اللي ماتوا .
وهو فرحان بيها چوي چوي وعامل لها فرح في چيننة الدوار على مستوى وعازم ناس متريشين چوي چوي .
رچالة وحريم .
ده غير ناس من الحكومة ومراتتهم .
وأنا لو دخلت بينتهم ممكن يشكوا فيه ، فأنا رايدك تدخل أنت وسطيهم ، عشان لسه عيل صغير ، مش هيحسوا بيك .
وتچلبهم بچا على قد متچدر يا ولدي .
وأنا هستناك برا ، وكل متاخد حاچة ، تطلعلي آخدها منيك وتدخل تاني تحمل ، مهو خير ربنا كتير چوي چوي اليوم ده، وأنت وشطارتك بچا يا ولدي .
ابتسم وهدان مردفا بعينين مليئتين بالمكر …متچلچش يا بوي ، أنا هصفيهم وهتبچى ليلة فل علينا .
فضحك محروس وربت على كتفه مردفا…والله هتطلع واد ليل بصحيح وأحسن مننا كلاتنا وهيبچى ليك مستچبل كبير يا ولدي .
وهدان…طيب هاخد زين معانا .
محروس…لا زين لأ .
ده واد تجيل جوى ومهيفهمش وهيعطلك ، وأنا عايزك خفيف خفيف إكده ، من غير محد يحس بيك .
وهدان …ماشي يا بوي اللي تشوفه .
………
ولجت نچية إلى غرفة ابنتها حيث كانت تضع لمساتها الأخيرة من التجميل ثم وضعت التاج والطرحة على رأسها .
فقامت نچية بإطلاق الزغاريد ،ثم قبلتها وضمتها بحب مردفة…ألف مبروك يا بت چلبي ، ربنا يسعدك ويهنيكِ وأشوف عوضك .
زهرة…ربي يخليكِ ليه يمه ، وإيه رأيك فيه حلوة صوح .
نچية…چمر طبعا ، بت نچية والعمدة ، لازم تكون ست البنات .
زهرة…بس كان نفسي أروح كوافير إكده عالي ، أحسن من أنىي أعمل لنفسي وحسّاني مش حلوة چوي زي العرايس اللي هطل عليهم في التلفزيون .
نچية……لا أنتِ أحلى يا ست البنات ، وأنتِ خابرة زين أني هخاف عليك ِ من الهوا الطاير وخفت تروحي يوحصل حاچة .
وأنا بعت چبتلك مچلة كيف تعملي لحالك كل حاچة واشتريتلك أحسن ماركة .
وأهو چدامي أحسن من مية كوافير .
ويلا عشان العريس  عطية واد عمك مستني على نار .
وأبوكِ العمدة طالع ورايا عشان ينزلك هو الأول ليه .
ثم ولج والد نچية زهران إليهما  مردفا …ماشاءالله يا بتي ، ربنا يحفظك وزين ما اخترتي واد عمك عطية ، واد مؤدب وأنا وصيته يشيلك في عنيه التنين .
زهرة …ربنا يخليك ليه يا چدي.
زهران …كان نفسي يكون سلسال العمودية من أبوكِ بس أمري لله هنسلمها لچوزك وأهو أحسن من أبوه شوية .
نچية…وبعدهالك يا بوي ، مخلاص بچا ، انسى وكل شيء نصيب .
زهران …أيوه ، ربنا يسعدهم .
ثم جاء سالم ، فأقبلت إليه زهرة ، فدمعت عيناه حزنا على فراقها له إلى بيت زوجها ، فضمها إليه وبكى .
لتبكي زهرة مردفة …هتوحشني چوي چوي يا بوي .
سالم…وأنتِ كومان يا بتي ، وخلي بالك من نفسك واسمعي كلام چوزك ولو عملك أي حاچة ، بابي مفتوح ليكِ في أي وچت .
زهرة …..ربي ما يحرمنى منك يا بوي .
………
وبدأ الحفل بنزول العروس مع والدها ثم تسلمها عطية ابن عمها لتبدأ فقرات الحفل .
من غناء ورقص وانشغل الحاضرون بالعروس وكان المكان مليئًا بالناس .
ومن هنا تسلل وهدان في حين غفلة الناس ، وبدأ في سرقة ما تصل إليه يده .
فكان يميل  بجسده قليلا على السيدات ولأنه طفل صغير كان هذا لا يشغل لهم بال .
ومن بينهم زوجة الحكمدار كانت تردتدي عقد ألماس باهظ الثمن .
فمال عليها كأنه كان سيسقط فبادرته بقولها….حبيبي حصلك حاجة ، خلّي بالك وأنت ماشي.
وفي هذه اللحظة شد العقد بخفة من عنقها فلم تشعر بفقدانه إلا بعد ما تسلل للهروب ومعه كثيرا من الذهب الذي سرقه بتلك الحيلة .
بجانب سرقة المحافظ التى يضع بها الرجال الأموال .
بخفة متناهية من غير أن يشعروا به .
وأثناء هروبه للخارج بعد أن حظي بالكثير من المسروقات التي أخفاها بين طيات ملابسه .
اصطدم بسالم فهم الأخير أن يبطش به ولكنه عندما رأى وجهه ، لم يعلم لم سكن وزال غضبه ودق قلبه له فحدثه بقوله …أنت ابن مين يا ولد ؟
توتر وهدان وأرتبك قائلا…أنا ابن أمي ، ثم فرّ من أمامه سريعا.
فضيّق سالم عينيه بشك…هو إيه الحكاية والواد هيچري ليه إكده ؟
أسرع وهدان لـ محروس وهو يلهث ولا يستطيع أخذ أنفاسه ليقول بصعوبة…….يلا يا أبوي بينا چبل محد ينضرنا.
محروس …طيب خد نفسك يا ولدي، بس عفارم عليك ، ده أنت لميت اللي لو منصور نفسه إهنه مكنش هيچدر يلم كل ده .
ثم حمل محروس  وهدان على كتفيه ليريحه بعض الشيء  بعد أن أتعبه الركض ثم انطلق به سريعا نحو الجبل، وعندما أوشك حفل على الإنتهاء، وهمّ الحاضرين مغادرة المكان وبالبحث عن أغراضهم إكتشفوا فقدانها .
فصرخت زوجة الحكمدار …العقد فين العقد ، ده ألماس ، معقول أكون اتسرقت في بيت العمدة ؟؟
لينقلب الفرح إلى مأتم من عويل النساء وتذمر الرجال ، ليقع سالم مرة أخرى في شر أعماله وشعر بالخزي في يوم زفاف ابنته .
لتقف أمامه نعيمة فرحة بما حدث وشامتة …اشرب يا عمدة .
ليخرج سالم عن شعوره ، ويقوم بطردها .
أخرچي برا الدار ، أنا زهچت منك يا وش الشوم أنتِ .
فضحكت نعيمة بسخرية…هخرچ دلوك ، بس هرچع تاني بأمر حبيبتي نچية .
ثم غادرت من أمامه خوفا من بطشه .
ليستدعيه بعدها الحكمدار ، فذهب إليه وعينيه تفترش الأرض خجلا .
الحكمدار بنزق ….معقول يا عمدة ، نتسرق في بيتك يا عمدة .
يعني إزاي ؟
يعني كده محدش عملك حساب ولا حد بيخاف منك .
 امتعض سالم وحاول الدفاع عن نفسه …يا حضرة الحكمدار ، ده فرح والناس كتير چوي ، فأكيد حد غريب استغل اللمة ودخل بنتنا ، فغصبا عني .
بس إن شاء الله هنچيبه من تحت سابع أرض .
الحكمدار …ولو مچبتهوش ؟
ابتلع سالم ريقه بصعوبه قائلا …أكيد هنچببه ، وأكيد هو واحد من الچبل ، الچبل يا باشا لامم ناس عفشة كتير وعايز حملة تنضيف .
الحكمدار …أكيد وأنا بعد حملة لكدا فعلا .
بس ده آخر إنذار ليك يا عمدة ، لو حصل حاچة تانية من عندك تخص الأمن هتشال فيها .
سالم مسترجيا له …ربك يكملها بالستر يا بيه .
بكت زهرة لما حدث في ليلة زفافها ولكن نچية نهرتها بقولها ..ليه إكده يا بتي هتبكي في ليلة فرحك ، ده حتى يبچى فال وحش .
زهرة…ما أنتِ شايفة اللي حوصل وحاسة إني أنا اللي فال وحش على چوزي .
نجية …إياكِ تچولي إكده ، أنتِ بت العمدة والكل تحت رچليكِ وإيه يعني سرچة مبتحصل في أيّ مكان .
وهما ليه مهيخدوش بالهم من حچتهم .
زهرة…صوح يمه  بس هو فين الكردان بتاعك ، أنا كنت نضراكِ لبساه من شوية .
فوضعت نچية يدها على صدرها فلم تچده فصرخت…يا مصبتي كرداني اللي كنت هورثه عن أمّي وأمي عن أمها راح .
زهرة بحزن شديد…شوفتي بچا نصيبي .
نچية……فداكِ يا بتّي ،ويلا چوزك چي يخدك أهو .
 واوعي تبيني أنك زعلانة أو منكسرة وخليكِ إكده چامدة ولا يهمك حاچة واصل .
………
في الچبل ..أخفى وهدان بين طيات ملابسه العقد الألماس وكردان نچية .
وحدّث نفسه …دول ليه آني بعيد عن أبوي ومنصور ، أنا اللي تعبت وشچيت مش هما ، هخليهم ليه لما أكبر، وأتصرف لحالي .
أنا نفسي يكون عندي دوّار كبير ٱكده  زي بيت العمدة،
وعندي خدم وحشم ، بدل مقضي عمري كله مستخبي في الچبل ده .
ثم سمع صوت والدته 
هانم …واد يا وهدان ، هتعمل إيه عندك ؟
توتر وهدان وأخفى ما كان معه سريعا .
وهدان…مفيش يمّه .
هانم …طيّب تعال أبوك ومنصور عايزك برا .
حاضر چي.
فخرج وهدان …فأمسك منصور يده وقبلها .
فتعجب وهدان قائلا …سي منصور هيبوس يدي آني معچول!؟؟
منصور …طبعا لأن اليد اللي هتچيب كل ده في ليلة واحدة مش يد عادية ، وتستاهل إكده.
وأنا حاسس أنك هتكون راچل الچبل من بعدي .
محروس…ربنا يطول في عمرك يا سي منصور .
منصور…على الله الأعمار ، وإحنا بالذات عمرنا على كف عفريت .
بس عايزك يا وهدان تخلي بالك زين من زين ولدي أنا خابر إنك هتحبه ، بس خليه كيف أخوك بالظبط ، لچمته مع لچمتك وخطوته مع خطوتك .
فهمني يا ولدي ؟؟
وهدان …زين أخوي فعلا وحاضر هعمل كل اللي تؤمر بيه يا سي منصور.
منصور…طيب ودلوك أنا عايزك مع أبوك نروح مأورية على السريع إكده، وهنرچع طوالي ، وعايزك تعرف الناس دول زين ، عشان تتعامل معاهم لما تشد حيلك كومان .
لمعت عينا وهدان قائلا بحماس …أنا جدها من دلوك .
مش چصدك الناس اللي خدت منك الآثار النوبة اللي فاتت!؟
فشهق منصور …وكيف عرفتهم؟
أنا مكنش حد معايا غير أبوك وچتها .
وهدان …أنا اتسحبت وراكم وچولت خليني أراقب المكان وأشوف وأسمع وأتعلم الشغل صوح .
فضحك منصور …مش چولت أنك هيكون ليك شأن كبير چوي .
طيب يلا بينا عشان نسلمهم دفعة تانية وهيكون ليك لحالك ألفين جنيه بحالهم .
فقفز وهدان فرحا …ألفين چنيه !!
كما فرح محروس له فأردف …مش چولتلك يا ولدي إن منصور عيحبك .
منصور…طيب يلا بينا .
وبالفعل توجه وهدان مع محروس ومنصور وحفظ ملامح الرجال وأسماءهم ، كما وصاهم منصور للتعامل معه في المستقبل إذا حدث له أي شىء يعوقه في الإستمرار معهم .
الرجل بضحك…هنتعامل مع عيل ، على آخر الزمن يا منصور .
منصور بنزق…العيل ده اللي أنت شايفه ده ، هيفهم أكتر منينا ، وهيچيب الديب من ديله كومان .
الرچل…العيل ده ؟؟
فهدر وهدان في وجهه……متچولش عيل ، أنا راجل .
فضحك الرچل …ماشي يا سيد الرچال، چبتلنا المعلوم .
وهدان بغلظة…چبته بس فين الفلوس الأول ؟؟
ففتح الرچل الحقيبة ..فلمعت عينا وهدان وحدث نفسه …كل دي فلوس ؟؟
أكيد هيچي يوم يكون كل دا ليا آني.
ثم تبادلوا الحقائب وتمت الصفقة والتهنئة من الطرفين .
ليعودوا بعدها للچبل .
حدّث وهدان والده محروس…إلا يا بوي ،منصور هيودي الفلوس دي كلها فين ؟
محروس…هيهربها بلاد برا ، عشان مع الوچت يهرب هناك ويعيش حياته .
عچبلنا إكده يا ولدي وأنا حاسس على يدك هيكون ده .
وهدان …بس أنا مش عايش اعيش برا 
أنا عايز أعيش أهنه بس دوار كبير زي العمدة .
فضحك محروس …كيف العمدة ؟؟
وهدان …أيوه .
محروس…وأحسن من العمدة كومان ،بس دلوك نام بچا عشان مش چادر خلاص أصلب طولي .
فخلد الجميع للنوم ، ليستيقظوا بعدها على فاجعة هزت قلوبهم مع صوت إطلاق الرصاص فى كل مكان…
فما حدث ؟؟؟
من سينجوا ومن سيفقد في حادث إطلاق النار؟ 
هل سيتحقق حلم وهدان بالقصر والمال؟
وهل سيكون عقد زوجة الحكمدار وكردان نچية مفتاح ثروة وهدان لاحقا أو حبلا يلف في رقبة وهدان!؟ 
يتبع…
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!