Uncategorized

رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثاني 2 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

  رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثاني 2 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد
 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثاني 2 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثاني 2 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

جلسوا فى غرفة الاستقبال الواسعه للترحيب بضيفتهم الجديده “صبا ” ليس الجميع، فقط “فايز “
و”زيد “و”ونيسه” كانت تجاهد الابتسام لهذه الوجوه العابسه والغريبه عنها لتكسب مودتها
ولو قليلا حتى تستطيع العيش فى هذا المكان المؤقت الذى قرر والدها إنتقالها إليه لرغبته
فى الاطمئنان عليها لكن هذه الابتسامات التى توزعها على الحضور لم تجدى نفعا فالكل
متهجم وكأنهم لا يعرفون معنى الابتسام، بدأت تشعر فعليا بالحرج ،أنقذها منه جدها
بصوته الخشن وهو يقول :
_ البيت زاد نوره ،أنا وصيت يتوضبلك أوضه جانبى عشان لو إحتاجتى أى حاجه
وقبل أن تكتمل إبتسامتها برضاء وتهم لشكره تدخلت “ونيسه ” تهدر بنفى :
_ فوق بتاع الشباب يا حاج خليها تحت أحسن فى جناح الضيوف
رمقها بنظره ناريه وهتف بحده :
_ من إمته وأنا حد بيرجعنى فى كلمتى يا ونيسه
رغم حدته وقوة نظرته إلا أن ونيسه لم تبدى أى خوف وكأنها معتاده على هذا وأكثر، ردت بثبات تحسد عليه :
_ انا بقول كدا عشان البيت فى تلات رجاله ودى مش طبعنا
رغم درايته بما يصح لكنه لن يتراجع عن قراه لطالما إنتظر عودتها هى ووالدها إلى المنزل الذى بناه خصيصا كى
يسعهم جميعا وينعم بهم حوله ووجود “صبا “الآن كان أمنيه حصل عليها للتو هتف بشراسه :
_ طيب خلى حد من التلات رجاله اللى عندك يرفع عينه فيها وأنا أخليهملك تلات نسوان وقتى
كلماته جعلت “صبا ” تكافح فى إخفاء ضحكتها عندما تحول وجه “ونيسه ” إلى كتله من الدماء
من جانب “ونيسه “ملائت رئتيها بالهواء كى لا تختنق أساسا جلوسها أمام نسخة “بشرى ” المصغره
تجعلها أكثر غيظا،نهضت من مكانها وهى تستأذن متحججه بـ :
_ هروح أشوف الغداء
“زيد” كان يتابع تصرفاتها دون التدخل أو حتى الإدلاء برأيه غامض بشكل مريب لدرجه جعلت بسمتها
تختفى ،وبعد توتر الاجواء بهذا الحديث الذى لم يولد بعد طرحت سؤلا جاهلا ووجهته لزيد :
_ إنت مين ؟
إستمر بالصمت وكأنه لم يسمعها رغم أن عيناه الحالكه أثبت أنه إستمع إليها جيدا، ناب عنه
جدها معرفا إياه :
_ زيد إبن عمك الكبير
أومئت بهدوء وقالت مجاملة :
_ تشرفنا
اخير خرج صوته هاتفا ببرود :
_ اهلا وسهلا بحضرتك
رغم توقير الكلمه الاخيره لكنه قالها بطريقه مهينه للغايه كل شئ يوحى بإستهانته به نظراته كلماته المقتضبه
وصلت المعنى دون نقصان تفاقم الغضب داخلها سريعا ونهضت من مكانها لتلتف إلى جدها
وهى تقول بضيق :
_ ممكن اطلع اغير وارتاح ياجدو
حرك رأسه بالقبول واجاب :
_ إتفضلى هنبعتلك على الغداء يكون باقى ولاد عمك جم
إغتصبت ابتسامه على وجها كى تجاريه وبداخلها مكتفى مما رأته فى الغالب لاراحه فى هذه الحياه سواء
مع زوجة أبيها أو حتى مع أولاد عمها فكما يقال “العَينه بٍينه ” وقبل أن تتجاوز “زيد” بنظراته البارده
إلتفت لجدها لتستأذنه بمكر :
_ ممكن يا جدو تخلى زيد يطلعلى الشنط ويعرفنى أوضتى
لم تفوت وجهه الذى إحتقن فجأه والاتساع الطفيف الذى طرأ على عينه و قبضته على يد الكرسى جعلتها تبسم
قصدت إغاظته ونجحت ،راق لها النظر إلى أولى إنتصارتها فى هذا المنزل عندما سمح جدها وقال :
_ روح يا زيد مع بنت عمك
هتف دون تأثر وعينه الشرسه مصوبه على بنية عينها :
_ حد من الحرس يطلعها انا عندى شغل ومتاخر عليه
كرر جده بلهجه أمره :
_ من امته الحرس بيدخل بيتنا ، مافيش غيرك يا زيد
نهض من مكانه وقبل ان يلتف أشار لها بطرف إصبعه بحركه متعجرفه لكنها لم تتأثر إكتفت بالاستمتاع
بإنتصارها الاول …
تقدم أمامها بحقيبتها الكبيرتان وخطى نحو الدرج لم يتفوه بكلمه لكن خطواته العصبيه فضحت
غضبه وإكراه على هذا الشئ فقررت إغاظته من جديد :
_ بطل يا إبن عمى
حاول أن لا ينجرف مع محاولة إغاظتها لكن من كل خلجاته كان يتمنى صفعها وإعادة عقلها
مكانه لذا اكتفى بنفخ الهواء بصوت مسموع ، دارت بعينها فى المكان وتسألت وهى ترى طرقتان
متوازيتان فى كلا الجانبين بصف غرف :
_ فين الشباب اللى قلقانين عليهم انا ما شفتش حد غير واحد بس بينهج من شيل شنطين
من جديد عادت لإغضابه لكنه، فصر على أسنانه ليمنع نفسه من إجابتها
وصل اخيرا إلى غرفتها المنشوده فتح الباب وألقى حقيبتيها بمنتهى العنف وكأنه ينتقم منهم عوضا
عنها،نظرت إليه بقلق وامسكت بحقيبتها من أعلى كتفيها وكأنها تستعد لمواجهة وحش ،سحق الكلمات بين
اسنانه وهو يهتف بنبره شرسه رغم خفوتها:
_ ما تلعبيش بالنار يا شاطره
لم تهتم بتهديده أو هكذا أبدت له فردت دون اكتراث وهى ترفع احد كتفيها بدلال :
_ ألـعـبـش لـيـه ؟ وانـا النار أصلا
ثقتها لم تكن على حجمها فهى بقصر قامتها هذا وجسدها النحيل لن تصمد أمام كف واحد لذا هدر بإستهانه :
_ إنتى ما فكيش قلم أصلا
تجاوزته إلى داخل الغرفه وهى تهتف برود وإنتصار :
_ بس ما تقدرش تدهولى
باغته بأن أغلقت الباب بوجه دون حتى إستاذانه إختارت عدوته دون غيرها تعرف أنها سيكون لها أعداء
،هو لن يثقل قائمتها لطالما تحتمى بأكبر سندلها بهذا المكان جدها “فايز ” والذى رأت كيف يحترمه الجميع
وينصاع لأومره .
جالت فى غرفتها الواسعه بفراشها الذى توسطها يتضح الذوق والالوان الهادئه التى تتناسب مع الستائر
المعلقه فتحت شرفتها التى تطل على حديقه وبهو القصر وشاهدته يمشى بخطوات واسعه نحو سيارته
العاليه ويغادر المكان إبتسمت لنجحها فى أول جوله وسحبت انفاسها بقوه لتستمتع بنقاء هذا الجوالمختلف
عن مدينتها الصاخبه .
____________بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد ___________
بعد ساعات إجتمعت الاسره بالكامل على مائده الغداء يترأسها الجد “فايز ” وإلى جانبه إبنه “عماد “
ومعه ابنائه الاثنين “يحيى وبلال ” والى جانبه “ونيسه” تناقل بصر “صبا” وهى تشاهد الجمع وتحاول
قرائتهم جميعا نادها جدها بود :
_ تعالى ياصبا جانبى
اشار إلى الكرسي المجاور له بالقرب منه لتجلس على مقربه منه وبدأ الامر كأنهم فريقين هى العضو الوحيد
به على صف من الكراسى المقابل الذى يضم الجميع ، ابتسمت وهى تتقدم متابعه عين الوجهين الجديدين عليها
“بلال ويحيى ” لم يغفل “فايز” عن نظراتها وهتف فور جلوسها :
_ دول ولاد عمك عماد “بلال ويحيى “
حركت رأسها بابتسامه لهم والعجيب انهم إبتسموا لها بترحاب ولم يبدوا عليهم أى ضغينه سنهم كان
أقل من الذى إختفى عن الطاوله “زيد” لكن كان يسبقوها عمرا فهى لم تتم عامها العشرون بعد
سألتهم :
_ انتوا بتدرسوا
أجاب بلال والذى لم يكف عن تفحصها بإعجاب فهى تشبه تحفه نادرا فى غير مكانها المناسب:
_ انا ياستى بدرس فى كلية آثار اخر سنه ويحيى ….
قاطعه يحيى :
_ سيبنى اتكلم عن نفسي لوسمحت
إلتف إليها ليحادثها بإهتمام :
_ أولى صيدله حضرتك وطالع عينى فى المذكره مش بلاقى حد يسمعلى نهائئ وربنا بعتك ليا من السماء
زجرته “ونيسه” بنظره محذره فغيرمسار حديثه سريعا ليسأل :
_ وانتى بتدرسى ولا ايه ؟
زمت شفاها وإتضح عليها الحرج لتقول وهى مجبره :
_ لا انا خرجت من ثانويه عامه
صاح “بلال ” بدهشه :
_ معقول ؟عمى حسين وافق إنك ما تكمليش ببساطه
ردت على سؤاله بسؤال :
_ وليه مستغرب ؟
حرك كتفه وهو ينظر إلى الجميع وكأنه يستجدى دعمهم :
_ عشان عمى حسين دبلوماسي معقول ما يخلكيش تكملى تعليمك
لم تجيبه وأدخلت الطعام فى فمها عنوه حتى تتظاهر بالانشغال ،تدخل والده “عماد ” ليقطع
عنها حرجها فهى لديها أسباب لا تريد كشفها أبدا لاسره لم تعلم عنها الكثير :
_ أهى ارتاحت وجع القلب وعلى رأى الشاعر المرأه لو طلعت المريخ مسيرها للطبيخ
ضحك أبنائه وصاح “يحيى ” ليمازحه :
_ دا مش شاعر يا بابا
رد متفاخر :
_ وإن كان دا راجل فنان وريهم يا ونيسه حلاوة المحشي بتاعك ولا أجدع دكتوره تعرف تعمله
ضحك الجميع عدا “ونيسه ” نهضت لتملئ له احد الاطباق البعيده عن السفره وقدمته إليه بأليه
لم تكن من هواه المزاح وتربيتها الصارمه عكس زوجها تثبت قواه على أولادها .
سأل الجد “فايز ” متفحصا :
_ اومال فين بثينه ما جاتش ليه ؟
اجابته “ونيسه ” دون النظر بإتجاه :
_ قالت هتاخر
هتف منزعجا :
_ إزاى مش انا طالبت إنها تتغداء معانا
ابتسمت ابتسامه ساخره قصيره واستمرت بتجاهل النظر صوبه، حضور “صبا” بينهم فتح الجراح الخامله
من سنوات طويله وجدد آلمها بعدما أصبحت قويه وصارت تكره الضعف الذى كانت عليه من قبل وأصبحت
مستعده للثأر لشخصيتها القديمه من أى شخص أيا كان
لم يحتاج “فايز” سؤالها عن جفاؤها الجلى وعدم تدخلها لمراضاته كعادتها بكلمات قصيره لترقق قلبه
على إبنته فهى تعرف سبب امتناعها عن الاجتماع على مائده واحده مع إبنة بشرى ولقد فهم “فايز ” لكن حلمه
الكبير بتجميع أحفاده جمعا إلى جواره جعله يحاول تقريب هذه المسافه بين “صبا “وجميع أفراد العائله
سألها من جديد :
_ زيد فين هو كمان ؟
جلست على كرسيها بعدما أنهت توزيع الطعام وأجابته :
_ فى شغله إنت عارف إنه ما بيجيش إلا باليل
قضب حاجبيه وقد زاد غضبه من مخالفت الكبير والصغير لأومره وصاح بلهجه شديده الحده :
_ انا مأكد عليه إنهارده إنه يتغدى معانا عشان بنت عمه
الكلمه جعلتها تفور التفت إليه لتطالعه بأعين متسعه غير مباليه بأى شئ تستنكر غضبه على والدها
لعدم حضور غداء غير معتاد عليه بالاساس ردت عليه بحده :
_ اتعود يتغدى فى شغله ومافيش حاجه هتغير عشان حد البيت هيمشى زى ما هو ماشى
شعر “عماد ” بسخونة الاجواء بين والده وزوجته وتدخل ليقول بتلطيف :
_ معلش ياحاج إنت عارف زيد ورأسه الناشفه شغله عنده أهم حتى من نفسه
وزى ما إنت عارف المصنع مش صغير
هذه الاسباب كانت غير مقنعه ل”فايز” أهم شئ عنده هو تنفيذ كلمته حتى ولو كانت على عنق الجميع
الشرر الذى إنبلج من عينه كان يؤكد أن نيران الحرب ستشتعل ولا أحد سينجو منها .
صر على أسنانه وهو يوقف إبنه بزمجره شرشه :
_ أنا كلمتى تمشى على رقاب الكل و….
قطع حديثه يد “صبا “الناعمه التى وضعتها على ظهر يده المجعده وهى تقول مهدأه إياه بإبتسامه حانيه :
_ جدو متعصبش نفسك انا مبسوطه بوجودك أنت وجودك إنت أهم
إلتف إليها منصاعا مع مواستها الرقيقه حرك رأسه مبتسما لها وقد أطفأت ناره بعذب كلماتها
لم تحتاج مجهود لتفهم أنه تخلف محتمل لأول مره عن الانصياع لأومر جده لعدم الاجتماع
معها وكذلك من ذكر إسمها من قبل “ونيسه “.
تناولت معهم الطعام وتحدث كلا من بلال ويحيى بسعاده مع “صبا” وكأنهم يكتشفوها كما هى تحاول إكتشافهم
لكن بطريقه أخرى ، من بعد خطوات رقيقه اقتحمت غرفتهم جعلت أعينهم تلتف وكانت أولهم “ونيسه” التى
فتحت ذرعيها وهتفت مرحبه :
_ تعالى يا قلب ستك
انتبهت “صبا” إلى قطعة السكر التى إقتحمت جلستهم وحظت بهذا الاهتمام والترحيب تبعتها بعينان متسعتان حتى
وصلت إلى احضان “ونيسه” وتربعت على قدمها بشرتها بيضاء وشفاها ورديه وشعرها المجعد الساقط على وجنتيها
يزيدها جمال ويجعلها لا تقاوم يتضح من حجمها الصغير أنها لا تتعدى الاربع أعوام، من فرط إعجابها بها تشجعت
لتسأل “صبا” بفضول :
_ مين الجميله دى ؟
أجابت “ونيسه ” وهى تحاوطها بيدها بقلق :
_ دى بنت زيد
إختطلت دهشتها بصدمتها وما عرفت سب لذلك ربما لانها لم تكن قريبه بشكل كافى من عائلة والدها
وغير مهتمه تماما بمناسبتهم لتعرف أن إبن عمها الأكبر “زيد” متزوج ولديه طفله لكن هذا ليس مهما المهم
هو أنها سعدت جدا برؤيتها فإبتسمت لها وسألتها بطفوله :
_ وانتى إسمك إيه يا قمر ؟
حدقت إليها الطفله برييه وتمسكت بعنق جدتها تبدو غير معتاده على مخالطه أحد وهذا يظهر من تجاهل الجميع
إليها واستمرارهم بالطعام كأنها لم تأتى أصلا نابت عنها “ونيسه ” بالرد :
_ مريم
اشارت لها “صبا ” بإبتسامه ” وقالت :
_ شكلى خلاص لاقيت صاحبه ليا فى البيت هنا مش هسيبك ابدا
ظهر الفزع على وجه “ونيسه” وضمتها بقوه إلى صدرها وكأنها تحميها من خطر محتم وإندفعت قائله :
_ لاء مريم مش بتحب تقعد مع حد
شعر الجميع بهذه العواطف المشحونه بالقلق والغضب من جانب “ونيسه ” فهتف “عماد” محاولا الابتسام
والتخفيف :
_ مريم مش بتعرف تتعامل مع حد بعد أبوها غير مع ستها وبس
جاهدت “صبا ” رسم ابتسامه على وجها لتخفى حرجها من تصرف “زوجة عمها ” لكن أنقذها القدر من هذا
الحرج بصوت قادم من البوابه المقابله تنادى :
_ السلام عليكم
التف الجميع على صوتها وصاح “بلال ” بسعاده :
_ أهى عمتى بثينه جات
إلتفت معهم “صبا” لترى عمتها
ظهر وجهها الخمرى وعينها الكحيله وفمها المكتظ كانت كبيره فى الجسم وأيضا السن على ما تبدو
فى اواخر الاربعين لم تكن ذات إبتسامه وصاحبة عبوس دائم هذا واضح على الخطوط التعبيريه
على حاجبيها وجبهتها دون شفاها ولا وجنتيها كانت عينها مسلطه على عينيها تطالعها بحقد دفين
وكره أسود حتى أنها لم ترى غيرها ولم تسمع ترحيب الجميع بها نظراتها إليها لم تتحول طول
توجها إليهم ،و عندما وصلت إلى “جدها ” وإنحنت لتقبل يده ربت على رأسها وقال معاتبا :
_ ولونى زعلان إنك إتاخرتى
نهض “عماد ” من مكانه وهتف وهو يصافحها مرحبا :
_ ما فاتهاش حاجه احنا لسه بنقول بسم الله
صافحته لكنها هتفت بصرامه :
_ لااا … إتغديت فى دارى
نهضت “ونيسه ” هى الاخرى لتصافحها وكذالك أبناؤئها بلال ويحيى
وبرغم معرفة “صبا” بأنها عمتها لكنها لم تتحرك من مكانها للترحيب بها تجاهلتها كما تصر هى على عدم
مشاركتهم المائده بوجودها ،وقفت تحدق بها “بثينه” لكن “صبا ” تجاهلتها تماما حتى نادها “جدها” معرفا إياها :
_ دى بثينه ….عمتك يا صبا سلمى عليها
لم تنهضت من مكانها وصافحتها بإبتسامه سمجه وهى تقول :
_ بجد ….كان نفسي يكون ليا عمتوا
رمقتها “بثينه ” بغضب عارم من هذا الاستهزاء وصاحت غاضبه :
_ انتى امك ما علمتكيش الادب بتسلمى على عمتك اللى عيالها من دورك من طرطيف صوابعك
وكمان وانتى قاعده
دون إراده على أحد حاجبيها إرتفع وتأهبت لخوض شجار معها لذكر والدتها بسوء لمجرد تصرف صادر
من جانبها فردت بنبره جامده :
_ حضرتك امى ماتت ما لحقتش تربينى فلو إنتى شايفه إن عدم قومتى ليكى تقلل منك فالصح إنك
تهاجمينى انا مش أمى
لم تحتمل “بثينه” حديثها وتمنت أن توسعها ضربا لتطفئ غليلها المشتعل من سنوات فصاحت بها بغضب عارم :
_ انتى هتعلمينى الصح والغلط صحيح إنك حيه بت حيه
لطم “فايز ” الطاوله وهدر بإنزعاج :
_ إنت هتخانقوا قصادى ولا إيه ؟
التف إلى “بثينه ” ليرمقها بنظرات شرسه وكأنه يرى بما تفكر به وأردف :
_ قولتى إنها عيله من دور ولادك تردى عليها كلمه بكلمه ولا تعلميها الاصول
قلبت عينها بضجر وردت عليه :
_ يا ابا أنا …
قاطعها مشددا :
_ إنتهينا صبا لسه جديده على المكان اللى حابب يعلمها عوايدنا بالحسنى يتفضل مش حابب
ياريت يستحمل لحد ما تتعلم من نفسها
تدخلت “صبا” وقد شعرت بالحرج من مدافعت جدها عنها رغم أنها تعلم أنها متعمده ، لكن كان حتمى عليها
أن تظهر أنيابها الشرسه لكل من يستهين بها فهى قاعده مشيت عليها لتنجو “إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب”
_ عن إذنك انا هطلع أوضتى
نهضت من مكانها فباغدها جدها منزعجا :
_ رايحه فين انتى لسه ما كملتيش اكل
ابتسمت له بلطف واجابت وهى تنظر للجميع :
_ شبعت
عادت صوب غرفتها فهى لا تعرف حتى الآن سواها لم يبادر أحد بتعريفها على المكان ولا رحب بها
ومازالت تتكتشف تلك العائله التى تتأكد شيئا فشئا أنهم لم يرغبوا فيها ولن يفعلوا يوما .
نهض “فايز” هو الاخر وهتف قبل أن يلتف عنهم :
_ بثينه حصلينى
إذدرئت ريقها من لهجته القاسيه والتى يتضح من خلفها التوبيخ ، هتفت وهى تنظر إلى أثره :
_ هى هتاكل عقلك زى أمها
ردت عليها “ونيسه ” بسخريه :
_ هه هو كان لسه ..ما كلته خلاص
إلتفت إليها “بثينه ” وتسألت بسرعه وقلق :
_ إنتى بتقولى إيه ؟
حركت رأسها بالايجاب وهى تجيب ببساطه :
_ لهو إنتى ما شفتيش هو قاعدها فين
أشارت إلى مكان “صبا ” السابق وإسترسلت :
_ جانبه مكان أمها الله يرحمها واللى بعدها زيد .
نفخ “عماد ” وأعلن مغادرته قائلا :
_ أنا طالع أغير تعال يا ونيسه طلعيلى هدوم
استدارت له ولم تجيبه ،لكن بثينه لم تغادره الصدمه من زمن بعيد لم يكرم والدها أحد مثلما
كرم “بشرى ” وجعلها فوق الجميع وأعطها فرص التَسيد ولم يتخذ أحد مكانتها يوما ما ،السماح
كان فقط “لزين ” بالجلوس فى نفس مكانها لكن المكانه لا أحد يعلم إن وصل أو لا لكن بهذه التصرفات
هناك إثبات قوى أنها أخذت وضعها ومكانتها من أول يوم .
__________الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد _____________
فى غرفة “عماد”
هتفت “ونيسه ” بتذمر وهى تناول زوجها الجلباب من خزانتهم :
_ هو إحنا كنا ناقصين بت بشرى دى كمان
إلتطقت منها جلبابه ونفخ بضيق لها وقت طويل تتحدث فى نفس الموضوع ولا تغيره :
_لا اله إلا الله واحنا هنرمى لحمنا على اخر الزمن
تفاقم الغضب على صفحة وجهها وردت بعنف :
_ لا إنت بتنسوا وبس
صاح “عماد” بصيق جلى :
_ يوووه خلاص يا ونيسه فات ومات وبشرى هى كمان ماتت واللى حصل البت مالهاش ذنب فيه
ردت عليه دون التأثر بضيقه أو حتى أخذ هدنه :
_ البت مالهاش ذنب أه إنما دى بت بشرى دى هتعيد الماضى من اول وجديد وعلى رأى المثل إكفى القدره على فمها
تطلع البت لأمها
كاد يلطم على وجهه من حدتها فى الدفاع عن وجهة نظرها يعرفها جيدا رأسها الصلبه لن تلين ،وإن وضعت شئ برأسها
ستنفذه رغم أنف الجميع حاول تنظيم أنفاسه ليسيطر على إنفعاله على إحداهم الهدوء قبل أن يتسرب صوتهم
إلى والده وسألها :
_ وإن كان الماضى هيتعاد يا ونيسه هيلحق يتعاد فى تلات شهور مسافة ما أخويا يرجع من السفر
الماضى سنين ولت
هتفت بنبره عميقه وكأنها إستحضرت لتو معاناتها تحت سقف هذا المنزل :
_ ولت بظلم انتو ظلمه جبرتونى على العيشه مع واحده زى بشرى عشان اخوك بيحبها
سقطت بسببها و ورتنى الامرين وكلكم وقفتوا تتفرجوا حتى كبير البلد اللى بيحل مشاكل
الناس كتف ايده وسكت .
أجفل “عماد” وزفر أنفاسه بتمهل يعلم أن “بشرى ” كانت سيئه للغايه لا يتحملها أحد لسانها بغيض
وقلبها أسود دخلت هذا المنزل وحولته للنار موقده أشعلت الفتنه بين الاخوات وأرادت فرض سلطتها
على الكل حتى والده “فايز ” نفسه كانت ثعبان بألف وجه وبألف لون ، لكن هذا ليس سبب كافى لطرد
إبنة أخيه الذى لجأ إليهم بعد كل هذا العمر ثم أن حديثها عن الماضى الآن سيشعل نار أخرى مع ابنة اخيه
وهذا ليس وقتا مناسب للأ جواء الساخنه هتف بهدوء :
_ هى مش بنت بشرى وبس دى بنت حسين ،حسين اخويا وابن عمك وضيفه عندك عامليها بما يرضى
الله عشان خاطر ربنا وبس
إغتاظت من عدم شعوره بمعانتها السابقه ولكن ما الجديد وهى اعتادت من جانبه الفتورهتفت بسخريه :
_ انتوا دايما تيجوا على الطيب باسم ربنا اشمعنا زيد ما طبقتوش عليه نفس المبدأ
إغتاظ من تشبيها وكشر عن انيابه وهو يزجرها بغضب سحيق :
_ وايه جاب سيرة زيد دلوقت
تعرف ان ذكر إسمه على لسانها يغضبه وكأنه ليس ولدها دائما يرى الامر بشكل آخر
لكنها لم تكن تقصد زج إسمه بل هى الصدف المشابه والامور المعقده والتى يتعاملون معها
بمنطلقات مختلفه ورؤى غريبه حسب مصالحهم وأغراضهم وأهواهم،استدارت عنه دون أن
ترد عليه اكتفت بنظره مشمئزه وغادرته .
__________حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا __________
فى غرفة المكتب
“فايز،بثينه”
بعد حديث طويل وعتاب على تصرفه ودفاعه عن “صبا ” وعدم الاهتمام بما حدث فى الماضى ،واجهته “بثينه ” بكل
مخاوفها فصاحت به :
_ انا شايفه إنك هتعيد الظلم تانى وهتمكن بنت بشرى زى مامكنت أمها قبل كدا
كان يجلس بمواجهتها خلف مكتبه الكبير يستمع إليها بهدوء لكن هذا الهدوء تبخر عندما إتهمته الظلم
صاح بغلظه :
_ مش فايز الواصل اللى يظلم يا بثينه البلد كلها بتجينى عشان احكم بينهم بالعدل مش هاجى على دارى
وأظلم
ظلت على نفس إنفعالها وهى تخبره :
_ وأمى اللى ماتت بسب بشرى وعميلها وانت كنت واقف تتفرج وبس كان دا عدل يا قاضى البلد
اجفل من هذه الذكريات السيئه التى تشوه صورته فى أعينهم هتف بنبره متعبه :
_ امك كانت تعبانه وقولتلك كدا مليون مره
اجابت موافقه وبداخلها نار مشتعله لم تنطفى ابدا حتى بموت بشرى :
_ صح كانت تعبانه لكن هى كانت آخر حد دخل عليها قبل ما تموت يمكن سممت بدنها
بكلامها ولا حتى كتمت نفسها انا كنت عند امى قبل ما تموت وكانت كويسه ،اليوم دا بالذات كانت كويسه
زفر أنفاسه بتعب لقد دخل فى هذا النقاش الأف مره وكاد ينصاع إلى ميولهم المنحرفه بتعليق المشنقه
ل “بشرى ” وسلخها حيه قبل إعدامها تمهل وهو يجبها :
_ اديكى قولتى يمكن .. أحكم على حد بيمكن ،امك جه أجلها وراحت للى أحسن منى ومنكم
والاتنين دلوقت عند قاضى السما
تعرفه لن يدينها ولن يشك بها ولن يتنازل عن قرار إتخذه لانه يتمهل قبل إصدار أى قرار ، خرجت من هذا
بسؤال آخر :
_ وإيه خلك تستقبل بنتها بعد ما قررت تمشي امها من الدار
اتسعت عيناها وهو يستنكر تعليقها على تصرفاته ومحاولة توجيه فسألها بضيق :
_ عايزانى اقول لاخوكى إرمى بنتك عشان طردت أمها
هتفت متشنجه :
_ ما ترجعش بشرى تانى وسطينا ما تعيشناش أيام سوداء تانى
نهض من جلسته وقد ضاق صدره من هذا النقاش العقيم فهى لن تحب بشرى ولن تقتنع بوجود إبنتها
بينهم ،كان حتمى إنهاء الحوار فزعق بإنفعال شديد :
_ بثينه مهما كان كرهك عميكى ماتظلميش ،حبيها ولا ما تحبيهاش فى النهايه هى بنت إبنى وغلاوتها
فى غلاوة كل أحفادى وإعملى حسابك صبا فى حمايتى لأحسن عقلك يوزك على الانتقام .
__________حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا أحمد _______________
“صبا “
أصابها الضجر من مكوثها المطول بالغرفه برغم من إتساعها وتوافر كل الاجهزه الحديثه
والجو هادئ والنسيم عليل لكن هى معتاده على الصخب وأصوات السيارات التى تنبعث من
أسفل العماره التى تقطن بها إعتادت على الزحام وجودها فى كل هذا الاتساع يعطيها إحساس بالضياع
تشعر أنه سيتم إبتلاعها فى هذه الفجوه ،صارت تعد من الـآن اليوم الذى ستغادر به هذا المكان وتعود لغرفتها
الصغيره مع زحامها المفضل هنا بالنسبة لها منفى
وقع أقدام صغيره تركض ذهابا وإيابا بالقريب من غرفتها،عرفت من تكون وربما غيرها فهى لازالت غريبه ولا تعرف
الكل لكن أى من يكن ستخرج لتقتل الملل قبل أن يقتلها فتحت الباب لترى تلك الجميله “مريم” التى توقعتها
تركض هنا وهناك فى الممر وترافقها أحد السيدات تراقبها من بعيد إتجهت صوبها ،دنت منهم ونزلت على
ركبتيها لتصل لكائن النوتيلا اللطيف ذات الشعر المتلوى واللون الفاحم إبتسمت وهى تشير لها بيدها بإن تقترب
وهى تقول :
_ تعالى يا جميله نلعب سواء
تحركت الفتاه فى الاتجاه المعاكس نحو السيده التى ضمتها سريعا ،ضيقت “صبا ” عيناها لتخمن من تكون هذه
بشرتها تنافى بشره الصغيره بشكل مضاد حتى العينان غير متشابهان فالصغيره متميزه بلون عينها الاسود
المتشابه مع والدها فى التميز نفضت افكارها وهى تحذر لعل هذه الفتاه لم تأخذ شيئا من والدتها ولوالدها السيطره
الكامله على جيناتها هتفت بابتسامه واسعه :
_شبه بابها أوى مش واخده منك حاجه
ضحكت السيده ضحكات مجلجله يتضح بها السعاده وكأنها داعبت مكنون صدرها وأحيت أمانى غير مصدقه
بتفوها المجنون ،زيادة ضحكاتها جعلت “صبا ” تشك فى صحة مما قالت لكن تشبث الطفلة الصغيره
فى عنقها يشتت عقلها يبدوعليها إنطوائيه كيف تهرب إليها وتختبأ بهذا الاطمئنان إن لم تكن هى أمها
اخير أوقفت السيده ضحكاتها لتخبرها :
_ الله يحظك يا ست أنا ابقى مرات سيدى “زيد” والله دا تبقى أمى دعيالى فى يوم القدر دا البلد كلتها
تتمناه يناسبها وبناتها بستاتها تموت على نظره منه
رمقتها بإستخفاف فهى قد رأت من هو أوسم منه بمراحل فى المدينه بما يتميز فتى الشاشه الاوسم هذا فى هذه
المنطقه ليحوذ على هذا الاهتمام ،لكن هذا لايهم المهم الآن الحصون على هذه الفتاه والانفراد بها
ستموت لو لم تلعبها لذا هتفت بضجر :
_ يا ستى إخلصى وقولى إنك مش أمها بدل الكلام على سى زيد انا دماغى مش ناقصه صداع
اسلوبها المتضجر لم يوقف الابتسام عن فمها فقد كانت منتشيه وكأنما تعاطت جرعه مفرطه من
مخدر نشط قالت بإبتسامه واسعه :
_ ياريت تدعيلى يا أبله والله يكون ليكى الحلاوه
اشارت “صبا ” تجاه الفتاه :
_ انا عايزه الحلوة دى الاول خليها تلعب معايا
نظرت إلى الطفله التى تحاوط يدها الصغيره عنقها متشبثه بقلق وقالت متذمره :
_ ياريت ,,, دى مريم دى صعب تروح لحد ما بتروحش غير لستها وابوها
رفعت “صبا ” حاجبيها وسألتها مستنكره :
_ إزاى يعنى ما هى قافشه فى رقبتك أهى
قالت الاخرى :
_ عشان خايفه بس غير كدا بالزور لما حتى اخدها فى ايدى وأومر سعادة البيه إن ما حدش يغصبها
على حاجه ولا ينزلها دمعه طول ماهو فى شغله وانا عبد المأمور شغلتى هنا أخد بالى منها وبس
سألتها “صبا ” وقد زاد ضجرها من الحوار دون الوصول لهدف :
_ بقولك إيه ياإسمك إيه انتى …
قاطعتها :
_ نجلاء إسمى نجلاء
إسترسلت “صبا ” دون التوقف عند معرفة اسمها :
_ اكيد ليها حاجه بتحبها وبتتلهى بيها لما تزن قوليلى عليها وانا اجيب رجلها بيها تسلينى
وانتى ترتاحى من نوبه الحراسه دى
لم تكن “نجلاء” بالذكاء الكافى ليتثنى لها التفكير فيما تحب وتكره الطفلة
لكن الاغراء كان كافى لتحصل على الراحه بما أن جدتها تتركها معها اغلب الوقت لمتابعتها باقى شؤن
المنزل اعتصرت رأسها لتتذكر متى سكت الطفله او تلهفت على شئ لكن دوما ماتفقتد الطفله العب
ويصيبها الملل وتنخرط فى البكاء لاوقات طويله ولا يستطيع أحد إسكاتها سوى والدها ،بعد فتره
قصيره من الصمت هتفت “نجلاء” :
_ والله يا ابله مافى حاجه بس هى بتحب تلعب ومافيش حد بيلعبها إكمن إنها العيله الوحيده فى الدار
إبتسمت “صبا ” بتسليه وهى تهتف بحماس :
_ دا كان زمان ,,,تعالى ورايا مش عندها عرايس
لوحت “نجلاء” وهى تجيب :
_ يوووه …الاوضه ماليانه لعب داغير ما السطح ابوها عامله ملاهى
اتسعت عين “صبا” وكأنها هى من ستلعب بكل هذه الاشياء قفزت من مكانها وقد إذدات حماس :
_ الله تعالى ورينى
سبقتها “نجلاء ” وتبعتها “صبا ” تلطم كفيها بفرح وبأعين تلمع بفرح وجنون وطفولة متاخره تعشق الدمى
ومن الواضح أن تلك المدلله لديها منها الكثير’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
يتبع…
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!