Uncategorized

رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الرابع 4 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

  رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الرابع 4 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد
 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الرابع 4 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الرابع 4 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

إرتدت “صبا ” بنطال ضيق لم تقصد هذا، لم يكن أحد يوجهه للاصلح بل زوجة والدها كانت دوما تٌعينها على كشف
كل مفاتنها وتتباه بها ايضا،ارتدت عليه بلوزه بيضاء ناصعه البياض تماما مثل بشرتها دفعت أكمها للخلف لتظهر منها
ساعدها المزين بإنسيال ذهبى ذو ماركه مميزه يشبه خاتم فى اصابعه المتأنقه بعنايه و ارتدت حجاب دون أى دبابيس
لتثبيته وتركت خصلاتها الاماميه لتتمايل مع نسمات الهواء نظرت إلى نفسها نظره رضاء أخيره ولم تنسي أن تضع
بعد مساحيق الجمال الخفيفه والمناسبه للخروج فى النهار ولم تترك عطرها النفاذ وتركته ييطاير بالهواء ويعبق بالمكان
ويغمر ملابسها وعنقها ليزداد نفوذه حتى من بعد امتار ، انتهت من ضبط إطلالتها المتحرره غير مباليه لأى عالم
ستخرج ومع من ستمشى .
نزلت عبر الدرج لتجده يقف امام سيارته منتظر إياها هتفت وهى تحاول أن تبدى بعض الطف كشكر على دعوته
للخروج خارج المنزل فهتفت بابتسامه رقيقه :
_ اسفه إنى أخرتك
عينه كانت متسعه وهو ينظر إليه وكأنه يحاول إستيعاب جمالها الناعم وابتسامتها العذبه إجاب بعد أن اقتربت
برحابه:
_ ولا يهمك
فتح باب سيارته ليدعوها بلطف للدخول :
_ اتفضلى
استجابت وولجت إلى الداخل ثم أخرجت نظارتها الشمسيه ووضعها على عينها، لم تفكر فى أى شئ سوى أنها ستغادر
القصر لايهم أى مكان المهم أنها ستخرج وتعرف طرقا جديده لربما تحتاجها يوما ما ،من جانب “بلال” دار ليركب
بجوارها خلف المقود مبتسما إبتسامه لا تفارقه من وقت وصولها لم يهتم بما ترتدى بقدر ما كان مبتهج بإختلافها
عن كل الفتيات هنا وكذلك فى جامعته أدر المحرك وإنطلق ليحادثها فهو لا يريد ضياع الوقت إلا ما يقنعها بنفسه :
_ أحلى حاجه عملها عمى إنه بعتك لينا الحقيقه البيت بقى ليه طعم بعد وجودك
كانت ستقبل كلماته فى أى وقت غير هذا فهى كانت من ساعه على شجار مع ابيها بسبب جلبها إلى هنا لكن رغم
إستيئاها من حديثه لم تبدى سوى ابتسامه وإيماء قصيرليكمل حديثه معها بزيادة تعظيم وسعاده بوجودها :
_ قبلك البيت كان حاجه صعبه
اردف وهو يلتف لها مبتسما :
_ لكن انتى نورتى الدنيا وحلتيها وكفايه أوى انك قبلتى تخرجى معايا
ورغم أنها لم تهتم بما يقول إلا أن فجأه قفز إلى ذهنها “مريم ” ورغبت بالتعرف على كيفيه معاملتها
بالمنزل بالاحرى هى تكتشف معادنهم من خلال هذه الصغيره فسألته مضيقه عينها :
_ ومريم
أطال النظر وكأنه لم يفهما فهتفت موضحه :
_يعنى دى طفله صغنونه المفروض انها تكون مسلياكم ومحليه البيت
نظر إلى الطريق ورفع كتفيه وهو يجيبها دون إهتمام :
_ دى مش زى باقى الاطفال “مريم” ما بتحبش حد فينا وكمان ما بتتكلمش لحد دلوقتى بتشاور
فمش هى الطفله الروشه إللى فى بالك
إستائت من أجابته وإذات شفقه على المسكينه التى تشبها وتخشى أن يتحول مصيرها فى يوم لنفس مصيرها
الذى تكره فسألته بحده :
_ يمكن انتوا اللى ماحولتوش تتعاملوا معاها وبعدين إزاى فى السن دا ومش ببتكلم ليه ما عرضوهاش
على دكتور يمكن عندها مشكله
إندهش من حرارتها فى الدفاع عن الطفله وشعر أن الحديث إتخذا منحنى آخر وبعيد عن ما يريد فهدئها قائلا :
_حيلك حيلك هى مريم هتزعلنا من بعض ولا ايه … ما تقلقيش عليها بابها وداها لدكتور تخاطب وقال الموضوع
هياخد وقت وكمان ماما واخده بالها منها مريم مدلعه اكتر من اى حد وكل اللى بتعوزه بتلاقيه
لم تقتنع بإجابته وكأنها تقيس نفسها من تعاملهم مع هذه الطفله التى لاحول لها ولا قوه :
_ وانتوا عارفين إزاى هى عايزه إيه ؟ انت لسه قايل انها ما بتكلمش المفروض انكم تعرفوا هى عايزه إيه
وبعدين ترجعوا تقيمه هى مدلعه ولا لاء
رمقها بنظره ثاقبه وهو يوزع نظراته نحو الطريق وتسائل :
_ هو إنتى مالك مهتميه بالموضوع كدا ليه ؟
فى هذه اللحظه قررت التوقف عن الحديث فى هذا الامر تشعر بأنها تعرى شخصيتها الضعيفه وتكشف نفسها
التى شوهت بمراره اليتم وعذاب زوجة الاب أمامه لذا تجاهل سؤاله لتغلق هذا الموضوع وتفتح اخر لا يعنيها :
_ عادى..المهم قولى إنت بتشتغل ؟ولا متفرغ للدارسه بس ؟
أخيرا انتهت من حديثها الفارغ عن “مريم” الذى لم يهتم بوجودها فى حياتهم ابدا وسألت على شئ يخصه :
_ انا حاليا متفرغ للدراسه لكن بعد ما أخلص مش عراف انتمى لأى جهه
لفت إنتبهها ما قاله بنهايه الجمله فسألته دون فهم :
_ تقصد إيه بأى جهه ؟
إبتسم وهو يخبرها بإتساع صدر :
_ يعنى جهة جدى فايز ولا جهة والدى ولا جهة زيد
اصل هما التلاته مختلفين عندك جدى “فايز ” مثلا راجل طول حياته عنده املاك بس مش بيستغلها
أو حتى بيحاول يستفاد بيها وهب نفسه للحكم بين الناس ومنصب قاضى البلد وفض النزاعات
وحاجات كتير من دى ،إنما بابا بقى حابب جدا العمل السياسي وبيحضر إنه يترشح فى المجلس
وطبعا كون إنه والده فايز الواصل دا كفيل يفهمك إنه واصل واصل يعنى ، “زيد “بقى فى حته
تانيه خالص هو خلص سياسه واقتصاد من هنا وبابا ولبسه فى شغل الموبليا من هنا الحقيقه
إنه شاطر وبيعمل تصميمات فوق الممتازه وواخد الموضوع هوايه مش دارسه وفى ناس كتير
بتطلب شغله بالاسم
تزامن رفع حاجبها مع رفع شفها لاعلى لتقول غير مصدقه :
_ معقول ناجح فى مجال مش بتاعه وما درسهوش
وجدها فرصه مناسبه لاصطحابها إلى معرضهم للاخشاب حيث أن ليس هناك اماكن متخصصه لتنزه العائلى
فى هذه المدينه التى لم يمر عليه التطور فسألها بحماس :
_ تحبى تشوفى التصميمات والمعرض
وضعت يدها على وجنتها ومطت شفاها مرغمه لتصدر إيماء بالموافقه مع إنها لم تكن تحبز اصلا الذهاب لأى مكان
منغلق وقد اكتفت من معلومات لا تهمها بالمره :
_ اممم
_______جميع الحقوق محفوظه لدى للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________
وقت قصير
وإصتفت سيارته فى ساحه واسعه امام معرض كبير ذوجدران زجاجه قصر لا يقل فخامه عن القصر
الذى يعيشون به لكن هذا لم يجذب انظار “صبا ” هى بالاصل تكره المكان ولولا انه ليس هناك غيره ما
كانت وافقت على الحضور على مشاهدة اخشاب لا تتحرك، ترجل من سيارته وتمشى معها وهو يشرح
بإشارات منتظمه المكان قائلا بإهتمام :
_هنا المعرض المصنع فى حته تانيه خالص عايز اقولك اننا بنصدر برا هناك بقى دا عربيات الشحن
عشان احنا بنخدم على شغلنا
على فجأه ابتسم وغير اشارته للداخل ليقول بفرحه :
_ الله دا زيد هنا أهو
زفت بضيق فهى لاتريد رؤيته مره أخرى بعد ما حدث فى الصباح حاوط كتفها بعفويه
شديده أدهشتها ودفعها معه للداخل .
رأت “زيد” يقف بين العمال بإنهماك لا يلاحظ احد سوى عمله يشير وينسق اماكن القطع التى
على ما تبدوا جديده لشكلها المغلف بورق الكرتون وكذالك الخيوط ،لايليق به سوى الاداره هذا
التركيز والتفانى لا يصدر سوى من شخص عاشقا لعمله حتى وإن كان مجرد إشارات دقيقه
لوضع القطع بعنايه كان يقظ مع الجميع على الرغم من كثرتهم يوجد حوالى مائه عامل لكل
شخص عمل خاص به ومع ذلك فهو يرمى ارشادات وملاحظات مهمه لكل فرد فى هذه القاعه
الكبيره بإتقان وبسرعه وبمهاره فائقه لم يوقفه شئ سوى اعين العمال التى تمركزت خلفه وكذالك ايديهم
التى إرتخت عن العمل فجأه عندما ظهر “بلال “ومعه إمراه بهذا الشكل الغريب ،كاد ينهرهم “زيد”
جميعا على توقفهم المفاجئ لكن عندما لاحظ ان الامر جماعى قرر الالتفات فى نفس اللحظه التى هتف
بها بلال مناديا :
_ زيد
إستدار وقد واجهها من جديد لم يطيل النظر تجاهها لكنه فى نظره خاطفه تاكد مما يجب عليه فعله
توجه نحوهم وما إن اقترب حتى هتف “بلال ” بابتسامه واسعه :
_ صبا كانت زهقانه فحبيت اخرجها تغير جو
جز “زيد” على اسنانه وهو يسأله بغضب حاول أن لايظهر للعلن قدر المستطاع :
_ وإنت يوم ما تخرجها تجبها معرض موبيليا إنت عبيط ياابنى
شعر “بلال” بالاهانه وقد عظمت فى حضور” صبا” فإختطف نظره سريعه نحوها ليرى إن ما كانت
لاحظت هذا ام التهت هتف بتعلثم :
_ يعنى انا عارف ان انهارده اجازه وقولت يعنى تشوف شغلنا
أومئ “زيد” بإستهزاء من تفكيره وسأله ساخرا :
_ والله وإن إنهارده أجازه ما لفتش نظرك لحاجه
إذدات “صبا” ضيقا من عجرفته ورغبته الواضحه بعدم وجوهم وايضا عدم الترحيب بهم فهتفت بضيق :
_ انا اصلا ما كنتش عايزه اجاى ولو حضرتك مش عايزنا هنا ممكن نمشى من غير ما تبستفنا يابابا
كرر اخر كلمه بإذدراء :
_ بابا …طيب اتفضلى حضرتك على المكتب
همت لتعترض فأشار إلى “بلال” بإصبعه كى يتحرك قائلا بلهجه امره :
_ إتفضل خد حضرتها وإطلع ع المكتب
نفذ “بلال” واشار لها للتقدم رغم انها كانت تريد المغادره لكن إستدارته عنهم جعل
الامر لامفر منه ثم ان صوته الذى جأر بقسواه جعلها تنفذ خشيتا من أن يصب غضبه
عليهم كما فعل مع العمال مزمجرا :
_ فـــى أيــــه كــــل واحـــــد يلــــتـــفـــت لـــشـــغـــلـــه
“بالاعلى “
جلس “بلال” على المكتب وظهر عليه التوتر يتسأل بما تفكر الآن بعدما اهانه “زيد” بشكل واضح
امامها ،لابد ان يثبت نفسه فى المقابله التاليه حتى لا يرسخ فى ذهنها انه ضعيف الشخصيه امام زيد
والحقيقه انه طالما اتخذه قدوة فى كل شئ إلا اشياء قليله ما إستطاع إستنساخها ،بينما “صبا” لم تبرح
الارض زرعت الارض ذهابا وإيابا تعض على اصابعها وهى تهتف بغيظ وبصوت واضح :
_ انا عايزه امشى انا ايه خلانى طلعت برغم مقابلته اللى مافيهاش ريحة الذوق دى
على الفور سمعت صوت الباب يغلق من خلفها وهو يقف بينهم نهض “بلال” ليقف بوجهه
لكن”زيد” سأل ببرود “صبا ” :
_ حضرتك كنتى بتقولى حاجه ؟
تلاحقت انفاسها بغيظ فهى تشتعل دون سبب من بروده فأجابته بضيق :
_ ايوا كنت بقول …
قاطعها دون إهتمام :
_ ايا كان اللى حضرتك بتقوليه ياريت تبقى توطى صوتك
زادها غيظ واشتعالا لكنها لم تستطيع الاطاله معه علقت حقيبة يدها على كتفها فى اشاره واضحه لاستعدادها
لمغادرة هذا المكان فورا ابدا لن تكون موجوده معه بنفس المكان ،اقترب منه “بلال” مستدعيا جرأته :
_ زيد ايه المشكله إننا نيجى المعرض ما طول اليوم الزباين داخله خارجه
حركات “زيد” برأسه كانت تبدو مستهزئه لاول مره ترى شخص بإستطاعته إهانه وإرعاب الاخرين دون فتح فمه
إستمع إلى تبريره للنهايه ثم هتف ببرود وكأن الامر لا يجعله بهذه الصوره المتبلده :
_ لا مافيش أى مشكله إنك تجيب بنت عمك اللى ما بتعرفش تلبس إيه فين وتفرج عليها العمال
وحضرتك واخدها تحت باطك كأنك شاقطها مثلا
إلتف بوجه ليهدأ غضبها الذى كاد يندفع بهجوم عليها ليقول بسرعه :
_ معلش يا بنت عمى إنتى إتهزقتى
ثم إستدار بوجه مره اخرى ولطم بقوه على فخذه القريب منها وهو يستأنف حديثه السريع :
_ البنطلون اللى لازق
إنتفضت من لطمته القويه التى تبدوا وكأنه فعلها بها وابتعدت لتستمع باقى حديثه الموبخ ل”بلال” :
_ ونص دراعها اللى باين والبلوزه القصيره وشعرها اللى مطلعه نصه من الطرحه كل دى حاجات ما لفتش
نظرك تقولها عليها قبل ما تيجى محل اكل عيش وتفرج عمال المصنع كلهم عليها وتقولهم بصوا على بنت
عمى الصاروخ
تدخلت محذره :
_ دى تانى مره تتكلم على لبسى ودا مش من حقك
مط شفاه وهو يرد عليها دون ان ينظر لها :
_ معلش اصل انا المتخلف الراجعلى اللى بتكلم بس أوعدك إن لو جدى شافك بالمنظر دا هيقتلك من غير ما يتكلم
هو عداها الصبح عشان كنتى فى البيت لكن اكتر من كدا ممكن يطير فيها رقاب
اشار الى “بلال ” الذى شعر بالحرج من ملاحظات “زيد” التى تشير انه بلا نخوه وإسترسل :
_ وخلى البيه اللى خرجتى معاه يقولك إن اللى بتمشى فى بلدنا مطلعه شعرها بره بيتقال عليها ايه
أوهى اصلا بتبقى إيه ؟
هتفت “بلال” ليوضح شئ لربما فات على “زيد” رغم درايته الكامله ان ما ارتدته لا يصح فى هذا المكان تحديدا :
_ بس يا زيد صبا جايه من مكان تانى ودا عندهم عادى ويمكن كمان محتشم
صاح به فى انفعال :
_ هى جايه من امريكا ولا ايه ؟ طالما حاطه طرحه على راسها وعامله فيها محجبه تبقى تلتزم بالحجاب
تحدثت بتحدى ردا على هذا الانفعال :
_ لو كانت الفكره مضايقاك فانا مش محجبه وما عنديش مانع اقلع الحجاب
وقبل أن تمسك بطرحتها وتقرر أن تزيحها عن رأسها أمسك هو بعصمها وكأنه فهم ما سوف تفعله
وهتف محذرا من اقبالها على هذه الخطوه :
_ إيــــاكِ ..
إتسعت عيناه السوداء امام حدقيتها البنيه بتحذير خطر جعل حلقها يجف فجأه ثم تبع هذا بحديث قاسى
يسحقه بين أسنانه :
_ البلد اللى انتى فيها مافيهاش ست مش محجبه وإن كنتى جايه من بيت ابوكى ولبسه طرحه فترجعيلوا
وانتى لبسها ولو فتحتى بقك بكلمه كمان هخرجك من هنا ملفوفه فى روق كرتون من بتاع الموبليا
تدخل “بلال” عندما بدأ الحور يحتد امسك بيد “زيد ” ليستعطفه :
_ خلاص يازيد حقك عليا انا اللى غلطان كان واجب عليا انبهها قبل ما نخرج وراح عن بالى خالص ان
انهارده العمال كلهم موجودين
ترك معصمها بينما هى كادت تلهث من فرط خفقان قلبها السريع، ليعود الى برودته هاتفا :
_ خد بنت عمك ورجعها البيت يا بلال وابقى اقفل قزاز العربيه عليكم
جلس على مكتبه واخرج علبة سجائر وببرود شديد اخرج منها سجاره وحركها بين أنامله ثم وضعها بين شفتيه
وسحب انفاسه من خلالها بإستمتاع وكأنه إنفصل عنهم
لوت فمها وهى تنظر اليه بضيق وغضب يتفاقم تجاه وما زادها دهشه هو انه لم يدقق اساسا بها فور رؤيتها
ولم يطيل النظر ليكتشف كل هذه التفاصيل المهمه التى علق عليها كيف اصدر حكمه بهذه السرعه وبطرفة عين
اخدها “بلال” من امامه وقد تعرقت جبهته من فرط الحرج لم يكن يعلم بوجود “زيد” هنا اليوم لكن هذه الصدفه
ربما انقذته من سياط “جده” إن كان رأه قبل “زيد” فردت فعل “زيد” مقارنه بردة فعل جده تكون رحمه .
________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________
جلست فى السياره قدمها تتحرك بعصبيه ،كيف يطردها وبهذه الحجج الواهيه لم تستطيع صرف غيظها
منه ابدا لقد أفسد مزاجها وأغضبها بشده إستفزها كما لم يفعل احد من قبل
قاطع تفكيرها “بلال” مهدئا :
_ حقك عليا انا زيد لما بيتكلم صح ما بعملش اعتبار لا أى حاجه
رغما عنها ارتفع احد حاجبيها وهى ترمقه بإستهزاء فلم يعجبها حديثه كليا ،تراجع “بلال” عن كلمته
ونظر أمامه بارتباك ليعم الصمت قليلا ثم قطعه “بلال” متسائلا بحماس :
_ تحبى نعدى على محل ايس كريم حلو هنا
كانت بحاجه كبيره لصرف ذهنها عم حدث وتعلم جيدا أن منزل جدها ممل جدا اشارت له بالايماء
وساد الصمت حتى صف سيارته على احد جانبى الشارع وترجل منها ليلتف نحوها ليفتح لها باب السياره
مشى إلى جورها دون أى إهتمام ،وجودها بهذه الملابس فى وسط شارع سوقى كوسط المدينه كان مشهد جريئ
وحدث جل جعل الجميع يلتف ويتهامس فالكل يعرف “بلال عماد الواصل” لكن الجديده التى تمشي بجواره
بهذه الملابس الملفته لم يهتم “بلال” بالجميع رغم تحذير “زيد “الواضح له وإيضاح ضروره عودتها للمنزل
دون لفت الانظار، لكن “بلال ” كان منتشي بشده من هذا الالتفات الذى لم يحظى به أبد بل كان دوما من نصيب
“زيد “لوى فمه بإبتسامه جانبيه مغتره بنفسه خاصتا عندما لمعت أعين الفتيات بالدهشه وكأن شئ مهم ضاع منهم
نعم يستغل “صبا” لخلق لنفسه مكانه لم تكن موجوده لطالما الكل مهتم “بزيد” والفتيات يعجبن بطريقته فى اللبس
وشعره الطويل الذى كان مميز ونادر هنا تعمد السير اكثر والتوغل حتى يصل للمحل لترى المدينه بأكملها
من هو “بلال عماد الواصل ” ومن معه كان يزاد إنتشاء وهو يرى الفتيات تحدق بها بصدمه لا تستوعب كتلة
الجمال النادره والمميزه عنهم كلهم، وصل إلى المحل وقفت هى إلى جواره تتابع بنظرها جموع الناس التى تحدق
بها ذهلت وبدأت تستوعب بالفعل أنها مُلفته لدرجه أعطتها إيحاء انها عاريه الجميع فى حشمه زائده حتى إن
كان بداخلها إعتقاد أنها محجبه تلاشي تماما هذا الاعتقاد كانت أشبه بفضيحه الجميع يتسابق ليراها عندها
فهمت جيد ما يعنيه “زيد” فإالتفت فورا إلى “بلال” تناديه كانت متاكده انها إن بقيت ثانيه أخرى
سترجم هنا فى الساحه :
_ بلال …يلا
أتى على أثر ندائها بإبتسامه بشوشه لكنها قابلته بحده وهى تهتف بلهجه آمره :
_ يلا نمشى حالا
اشار وهو يرد بإستغراب :
_ ليه، ثوانى والايس كري,,,,,,
قاطعته بحده وإنفعال :
_ مش عايزه زفت روحنى
لم يكن امامه اى خيار عندما خرجت تماما من المحل فتبعها وهو يلتفت ليرى بعين الناس شكوك
ودهشه وتحير مثلما هو الأن متحير
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____
“فى منزل الواصل “
فى منتصف المنزل كانت تجلس “ونيسه ” وإلى جوارها “بثينه ” يبدوا على وجههم الانزعاج
كانت قلوبهم تغلى من الكره والحقد الماضى المشبع بالقساوه والظلم جددوه فى جلستهم الثنائيه
النبش فى الجراح لم يخلف إلا الألم قالت “بثينه” بشرود :
_ ابويا رجع بنت المدعوجه تانى والايام شكلها هتسود اكتر مما كانت سوداء
إستمعت إليها “ونيسه ” جيدا لكنها آثارت الصمت كانت شارده بعيدا فلا احد ذاق الظلم أكثر منها ولا أحد عان
ما عانته لقد كانت طفله صغيره لا تعرف كيف تتدافع عن نفسها أو تأخذ حقا واحدا من حقوقها الأن أصبح
لديها غليل وإنتقام ،إنتقام تأخر سنوات وقد جائت الفرصه لاقتناصه لتهدء روحها المعذبه وقلبها المشتعل
وقد وجدت الحل الانسب فهتفت به دون تردد :
_ الموضوع دا فى ايدك يا بثينه
إلتفت الاخرى لتسألها ببرود :
_ فى إيدى إزاى ؟ تفتكرى يعنى هقدر على ابويا وأخليه يمشيها
رفعت أحد حاجبيه لتستأنف فكرتها بشر :
_ لاء تقدرى تخديها إنتى وتهججيها من البلد كلها أو حتى تخليها تموت نفسها
ضمت “بثينه” حاجبيها بإستنكار وسألتها دون فهم :
_ إزاى ؟
اجابتها وعينها تلمع متمنيه أن توافقها الرأى وتنتهى هذه المأساه بالنسبه لها :
_ تأخديها عندك ابوكى ساعتها مش هيقدر يمانع
انتفضت الاخرى فى جلستها وكأن لدغها عقرب وصاحت بضيق :
_ انتى اتجنتتى يا ونيسه أخد بت بشرى عندى ليه هى امى ميته وهى داعيه عليا
اشارت لها “ونيسه” لتهدئها وتوضح ما يجب فعله لتخلص منها :
_ إفهمى يا بثينه خديها شهر ولا حاجه بس فى الشهر دا تخليها تكره اليوم اللى إتولدت فيه
قاطعتها “بثينه ” برفض قاطع :
_ لاء يا اختى مع إنى والله لو أبويا يسبنى عليها لاكون مخليها
تموت نفسها
وقبل ان تحاول “ونيسه ” إقناعها قاطعهم صوت سياره إقتحمت ساحة المنزل جذبت أنظارهم
نزول “صبا ” من سياره “بلال ” بهذا الشكل المخزى شهقت “بثينه ” بصدمه من مظهرها وهتفت :
_ يا ليله سوده إي اللى بت الفاجره لابساه دا وماشيه مع ابنك ليه يا ونيسه ؟
نفس الصدمه كانت على وجه “ونيسه ” وعقد لسانها وهى تتابع دخول “صبا ” ومغادره “بلال “
الساحه دون الترجل من سيارته؛ولم تبرح “بثينه ” وزادت تنيد بالموقف :
_يا دى الفضايح لما نشوف ابويا هيعمل ايه فى المصيبه دى كمان
زاد إنفعال “ونيسه ” وهتفت متوعده بحنق :
_ كدا يا بلال بس لما اشوفك ورب الكعبه ما هسكتلك على عملتك المهببه
________جميع الحقوق محفوظه للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد _______________
“فى المساء “
كان المنزل هادى رغم إجتماع “ونيسه ” وفايز ” فى مكان واحد يتضح عليهم الترقب والانتظار
بالنسبه ل”ونيسه ” فتوالى المصائب فوق رأسها جعلها فى دنيا أخرى وصمت “فايز ” يقلقها هل علم
بأمر “بلال” ويتوعد له أم برأسه شيئا آخر تعرفه جيد الصمت هذا ليس من ورائه خير .
قطع الصمت خطوات “زيد” المتعجله كالعاده متاخذا طريقه المعتاد لكن استوقفه جلسه جده مع والدته
فتوقف ليلقى التحيه قائلا بهدوء :
_ السلام عليكم
رفع “فايز” عصاه ودق بها الارض بقوه صائحا بغضب :
_ انا لما اقول كلمه تنصاع يا زيد
انتفضت “ونيسه ” على صوت عصاه الابنوسيه وذكرت إسم الله فى نفسها واجفلت تدعوا ان يمر الامر
مرور الكرام خاصتا إن تقابل الجمر معا ،كلاهم يحمل نفس الصفات وكلاهم لديه تعصب رأيه
من جانب “زيد” لم يهتز لقد أدرك ما يعنيه جده وما هى أومره ،لكن ما يطلبه فوق قدرته وفوق إحتماله
ولن ينصاع مجددا لأى شئ ضد رغبته لقد فعلها سابقا وأمضى باقى عمره نادما لذا هتف بثبات :
_ يا حاج الموضوع دا مش غصب انا مش عايز اتجوز ومن فضلك بلاش نقاش فى الموضوع دا
ظلت ملامح وجه”فايز ” غاضبه واسلوبه حاد وأمر :
_ “شكرى ” بقالوا سنين مستنى بته بطل يجلها عرسان بسببك وكل يوم يسأل نفس السؤال ويفتح نفس الموضوع
لحد أمته هتفضل معلق البت كدا
سأله “زيد” مستنكرا :
_ ومين قالوا يعلقها ما يجوزها والف الف مبروك ولا يعنى مافيش غيرى
زعق “فايز ” بحنق من بروده أمام أمر هام مثل هذا وقال :
_ إنت عارف إن ما ينفعش غيرك البلد كلها مستنيه الفرح دا ماهو بعد موت غاليه المنتظر منك تجوز اختها
عشان تربى بت اختها
تشنج “زيد” ومسح وجهه بإنفعال لقد سأم شرح الامر مراروالرفض تكرار هدء من إنفعاله حتى لا يعلو صوته
ويفسد النقاش مع جده :
_ يا جدى بالله عليك أنا مش هتجوز بعد غاليه خلاص لا نهى ولا أى ست خلقها ربنا ارتاحوا بقى وريحونى
على صوت حديثهم خرجت “صبا ” تتابع من الاعلى بالاصل الهدوء المستمر كان يزعجها الآن واخيرا شعرت انها
على وجه الحياه وهناك بشر معها فى نفس المكان لم تهتم بأصل الحديث لكن إهتمامها زاد عندما علمت بنيتهم بتزويج
“زيد” وقبول زوجه أب ل”مريم” عندها إنتبهت وإجادت الانصات لكل حرف كى تفهم نواياهم ومصير هذه الطفله
الصغيره الذى يوشك أن يتحول إلى نفس مصيرها .
زعق “فايز ” بصوت عال :
_ اومال هتفضل طول عمرك عازب انا قولتلك إنك هتبقى الكبير من بعدى والكبير لازم يكمل نص دينه
فجأه “زيد” برد قاطع وبأنفعال :
_ مش عايز ابقى كبيرومش عايز اتجوز
دحجه “فايز” بغضب من جرأته فى التعديل على قراره ،لكنه تغاضى عن النصف الاول لأنه يعرف أنه الاصلح لإداره
هذا المنصب أكثر والديه الاخرين وبرغم التغاضى لم يهدأ غصبه فصاح به بصوت جهور:
_ انت عايز تدفن اسم العيله
سأله “زيد” مستنكرا وجوب زواجه وأهميته بالنسبه لعائله أغلبها ذكور :
_ ليه انا اللى ادفنها ما في بلال ويحيى
هتف “فايز ” بإصرار :
_ انت تتجوز قبلهم
نفض “زيد” رأسه بيأس لقد عان سابقا ولن يعانى مجددا من أجل عائله يعتبر أفنى حياته من أجلها فأخبره
مستحضرا ماضى يعلمه جيدا :
_ انا مش هتجوز وأى كلمه فى الموضوع دا تانى هاخد بنتى وامشى من هنا ولما تقول إنى هبقى الكبير
يبقى الكبير ماحدش يفرض عليه حاجه
هم ليغادرهم لقد إكتفى من هذا النقاش الذى لن ينتهى بإقناع جده ولن يشفى صدره ثمت أمور تبقى عالقه لاهى منتهيه
ولا هى قائمه دوما فى المنتصف قبل أن يغادر سمع جده يسأله :
_ لتكون رافض الجوز عشان مش على هواك نهى
إلتف إليه ليجيبه دون تفكيرلقد استهلك فى حياه لم تكن حياته :
_ انا مش عايز اتجوز تانى الجوازه الاولى انت غصبتنى عليها أنت طلبت منى قبل كدا
وانا نفذت الطاعه واجبه لكن مش لازم تكون عاميه.
ببرود شديد بنبره غامضه هدر “فايز ” بعدما تراجع ليجلس جلسته المهيبه :
_ ماشى يا زيد هــات آخــــر ما عندك
مط فى كلمته متعمد ليرسله له رساله تحذريه يفهمها زيد جيدا لكنه لم يهتم أقصى
ما فعله قد فعله سابقا لا يوجد شئ آخر من الممكن تقديمه، علق عيناه بعينه واستمر
التحدى بينهم حتى أجفل “زيد” عن هذا وسأل والدته التى وقفت صامته طوال الحديث
تنتظر نتيجه مثمره لكن دائما كان الفشل :
_ فين مريم ؟
أجابته بضيق من تعنده المستمر :
_ عند ستها بتقول هتبيتها عندها الليله
عادت شرارات الغضب لعينه فصاح بحده :
_ هما عارفين إن بنتى مش بتبات برا بيتى
وضعت يدها فوق الاخرى وهى تخبره أنه ليس الوحيد العنيد فى العالم هناك غيره كثيرون :
_ قولتلهم وهما صمموا
عزم على المغادره قائلا بضيق:
_ ماشي انا هروح اجبها واشوف موضوع التصميم دا
نادته “ونيسه ” لتمنعه :
_ تعال بس ياابنى الساعه 11 زمانها نامت
إستمر فى التقدم صائحا بإصرار خالطه الانفعال :
_ والله لو 3 باليل بنتى ما هتنام غير فى حضنى لو مش عاجبهم مش هتخطيلهم دار تانى
على إثر خروجه إبتسمت “صبا” لقد إطمئنت أن”زيد” لن يكون مثل أبيها إلتفت هى الاخرى لتعود
غرفتها وهمست دون أن تغادرها الابتسامه :
_ راجـــل يــا زيـــد
بالاسفل
لطمت “ونيسه ” ركبتيها وهتفت بتعب :
_ أه يا نى مش مكتوبلى الراحه ابدا
______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد __________
فى منزل “شاكر والد زوجه زيد المتوفيه ” غاليه”
طرق الباب بطرقات متواليه غاشمه لم تهدأ على إثرها فتحت الباب “نهى ” والتى كانت بإنتظاره
عيناها لوزيه خضراء طويله القوام حتى أنها توزيه طولا تطلعت إليه كثيرا على أمل أن يرفع عينه بها
مرة واحده ويسقط فى حبها لكنه ابدا لم يبالى سأل بجفاء :
_ مريم فين ؟
بادلته السؤال بسؤال آخر دون إهتمام لما قال :
_ يعنى إنت مش بتسأل غير على مريم ؟
زفر أنفاسه وكرر سؤاله متجاهلا اياه تماما :
_ فين مريم مش هسأل تانى
أغضبها إستمرار تجاهله وهتف بغضب :
_ ولما انت تهمك مريم أوى كدا مش عايز تريحها وتريحنا لي ؟
لم يحرك ساكنا أمام غضبها سوى أنه أخبرها ببرود :
_ انا عارف راحة بنتى وإطمنى هى مرتاحه معايا اكتر من أى حد
سألته وقد ترقرقت عيناها بالدموع :
_وانا ألاقى راحتى فين يا زيد ؟
لم يتحمل النقاش فى أمر أمضى ساعات بالحديث عنه لن يقنعه احد وإنتهى الامر،عاد ليملئ
رئتيه بالهواء وينفضهم دفعه واحده ثم اجاب :
_ مع اللى يستاهلك يا نهى
اقتربت اكثر منه وهى تخبره بعصبيه :
_ ومين اللى يستاهلنى يازيد غيرك البلد كلها عارفه إن زيد هيتجوز تانى من بيت شاكر لكن انت الوحيد
اللى مش عارف وقفت حالى جنبك سنين وقولت ماشى بكرا وجودى جانبك يعوضنى عن كل اللى فات
لكن خلاص انا فاض بيا يا زيد واللى عملته دا مش عـدل
تراجع عنها ليترك مساحه مناسبه بينه وبينها يفهم ما تشعر به ويعرف طباع بلدته وتحكماتها وإن وضعت
بديل لشخص نبذته وتركته للاختيار يعرف انه لن يدق بابها رجل طالما هى فى أعين الجميع فى إنتظار
زوج اختها المتوفيه الزواج بها من أجل إبنته الصغيره وإحتراما لعائلة الواصل تجنب الجميع طلبها للزواج
_ صدقى انا ما أقصدتش أظلمك شوفى طريقك ولو حابه اقولها صريحه فى البلد كلها إنى مش هتجوزك خالص
أقولها .
لم تعجبها إجابته كانت تعتقد أنه سيلين قلبه لكنه فجأها بالضدد صاحت به بضيق:
_ وتفضحنى يا زيد مين هيقرب لوحده رفضها زيد الواصل تميل بختى أكتر ما مال
رفعت يدها لتمسك بوجنته وتجبره على النظر لها مسترسله :
_ طيب بصلى يمكن تحبنى
رجع برأسه للخلف حتى لا تتمكن منه لم يسمح لنظره بالتركيز معها ليس بحاجه لنظر اليها
ليحبها ولا ليقتنع بها الامر معقد بالنسبه له ،هتف على عجل :
_ ما تعبيش نفسك يا نهى وتتعبينى انا مش هتجوز تانى
اوجعتها إجابته وتألمت من رده فقررت إيلامه متشدقه بسخريه:
_ هى غاليه كرهتك فى صنف الحريم كلوا ولا إيه ؟
هنا رفع عينه إلى عينها بغضب وحذرها قائلا بشده وحزم :
_ أوعك تجيبى سيرتها بالشكل دا وإذا أنتى مش مراعيه إنها أختك راعى إنها كانت فى ذمة
“زيد نادر الواصل ” أى كلمه مش هتعجبنى هقلل من اللى قالها مين ما يكون .
ضغطت على أسنانها فقد إذدا غليلها همت لتغلق الباب بوجه وهى تقول بإستفزاز :
_ تصبح على خير يا زيد مريم هتنام فى حضن خالتها
وضع يده ليمنعها من إغلاقه وإستمر غضبه وحدته وهو يخبرها بضيق :
_ مريم مش هتنام غير فى حضنى طول ما أنا عايش على وش الدنيا
_أهـــلا يا زيد
هذا كان صوت “ياسر” أخيها الاكبر تركت “نهى ” الباب وقد ظهر الانفعال على صفحة
وجهها هدأ “زيد” فور رؤيته فهو سيدخل فى إنفعال جديد مع هذا الوغد هتف مستدعيا هدؤئه :
_ اهلا بيك عايز مريم
إقترب “ياسر” من الباب وهو يحدق بوجه أخته متفهما ما أصابها من غيظ وحرج على يده كالمعتاد
وهتف ليستفزه :
_ مريم بقالها تلات سنين معاك وداخله على الرابعه وعمرها ما باتت عند ستها مره فيها إيه يعنى لما
تبات عندنا
نظر إليه “زيد” وإبتسم بسماجه ليوازى إستفزازه قائلا :
_ولما هى بقالها سنين ما بتتش عندكم إيه اللى جد عشان تبات إنهارده، ثم إنى عمرى ما هسيبها تبات برا
البيت طول ما أنا على وش الدنيا
كان وجه “ياسر ” يقطر ضيقا وحنقا من هذا الشخص يبغضه دون سبب دوما يحمله سبب موت أخته
ويحاول إيجاد دليل لمعاقبته على ذلك صر على اسنانه ليطرده شر طرده :
_ مريم نامت اتكل أنت على الله وبكرا تروحلك
لم يهتم “زيد” بطرده او غيره ما يريده يحصل عليه وإن رفض الجميع علا صوته وهو يحادثه بلهجه تهديده :
_ مريم مش هتابت فى بيت غير بيت أبوها ولو صممت انا هخدها واليوم اللى بتيجه هنا هيتلغى
رفع “ياسر” ذقنه بتعجرف غير مبالى بتهديده وقال بتكبر :
_ يعنى أنت مفكر إنك هتاخدها غصب عننا وانا واقف ،لى يا زيد هو انا عيل ؟
دا انا افعصك قبل ما تفكر تخطى برجلك هنا.
صاحت “نهى ” لتنهره من افتعال المشكلات معه هادره بزنق:
_ ياسر ما تقولش يا شر إشتر
إلتفت “لزيد” لتهدئه وإسترسلت :
_وانت يا زيد روح وبكرا انا هجيب مريم وأجى
زعق بها بحده “زيد” :
_ إنتى ما بتفهميش مريم مش هتبات هنا اصلا
وكأنه ضغط زر الانفجار الخاص ب”ياسر” كان يتتمنى سبب لضربه وقد أتى هم ليلكمه
وهو يقول :
_ إنت بتغلط فيها وانا واقف يا إبن×××××
تبادل اللكمات وعمت الفوضى ليقف الوافدين مكتوفى الايدى امام هذه المعركه الطاحنه
______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ________
بعد منتصف اليل
وقفت “صبا” بشرفة غرفتها يجافيها النوم رأسها يصدح بأصوات عاليه وحولها صمت يخالطه صوت صرصور
الحقل ويتملكها الضجر من هذا السكون الذى يعطى مساحه كبيره لضجيج افكارها بالتوغل مسحت جبهتها
تمتمت بإستياء :
_ يخربيت كدا
رفعت هاتفها لتنتقى أغنيه صاخبه وضعت سمعات أذنها لتنفصل عن هذا الهدوء وتهرب فى صخب تانى
إعتادته ليسكن كل ألمها بعد مدة قصيره من إندماجها سمعت صوت سياره مسرعه تقتحم مدخل القصر
امعنت النظر والحرس يفسح له البوبه يظهر من خلف المقود شخص يحتضن طفله ولا يجد عائق بمواصلة القياده
رأته يترجل من السياره وقد إتضح ماهيته
عاد “زيد” يضم إبنته إلى أحضانه ملابسه شبه ممزقه ينزف من فمه وجانب رأسه لكن يتضح عليه الاستكانه
والسكينه وهو يضم إبنته فى حضنه وكأنه يملك حياته بين يده خطواته المسرعه لم تتمهل رغم إصابته ترك سيارته
ليصتفها الحرس دون إكتراث ومشى واثقا للداخل يبدو عليه الانتصار فى معركه شرسه يشبه أسد جريح يضم أشباله
إلى حضنه بكل قوة وتملك وضروه.
شدت “صبا ” ظهرها بعدما أدركت أنها كادت تسقط من الشرفه بسبب تتبعها مساره وهو يختفى فى بوابه الدخول
الفرعيه إبتسمت بسعاده على إنتصار فى تنفيذ وعده حتى وإن كان بالقتال زاد إعجابها به وتمتمت رغما عنها :
_ رجـــل بــصحــيــح
سرعان ما إستنكرت إعجابها ووبخت نفسها مستأنفه :
_ إيه اللى بقوله دا ما يولع دا ثقيل وجلف كمان
ثم عادت تكرر وتأكد فى قراره نفسها بإعجاب :
_ بس عليا الطلاق راجل
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!