Uncategorized

رواية أغلال لعنته الفصل السادس والعشرون 26 بقلم إسراء علي

   رواية أغلال لعنته الفصل السادس والعشرون 26 بقلم إسراء علي

رواية أغلال لعنته الفصل السادس والعشرون 26 بقلم إسراء علي

رواية أغلال لعنته الفصل السادس والعشرون 26 بقلم إسراء علي

و إن قلبي يسقط لكِ كما تتساقط أوراق الشجرِ في الخريف
و تُنبت به براعم العشق كما تُنبت الأزهار في الربيع…
حدجته بـ نظرةٍ قاتلة غلبها الخجل و لكنه إبتسم بـ إتساع ثم غمزها و إتبع والدته إلى غُرفة الإستقبال
تمتم والد كِنانة بـ حرج و هو يُرحب بهم
-يا ألف أهلًا و سهلً، معلش يا هانم البيت مش أد كدا…
إبتسمت والدة وقاص بـ مُجاملة ثم قالت و هي تجلس فوق الأريكة القديمة
-متقولش كدا يا حاج، البيت جميل و منور بـ أهله…
جلس ثلاثتهم و تبادلوا أطراف الحديث ما بين المُزاح و الجدية حتى أردف وقاص مُحمحمًا و هو مُتيقن أن كِنانة تستمع
-أنا قبل ما أتكلم فـ الموضوع اللي جاي عشانه، حابب أعتذر من حضرتك على اللي حصل و تقصيري فـ إني أتأكد إنك أخدت مُستحقاتك من الشركة…
قطب جبينه و يبدو أنه لم يفهم فـ وضح وقاص قائلًا
-حضرتك أنا عرفت كُل اللي حصل، و آسف جدًا و مُدير المالية أنا طردته
-هتف مُحرجًا:يا بيه متقولش كدا، والله مفيش حاجة
-تبّسم وقاص بـ لُطفٍ:أولًا بلاش بيه إحنا هنبقى أهل إن شاء الله و ثانيًا دا حقك و أنا مقبلش أكل حقوق الناس…
لم يجد والد كِنانة ما يقوله فـ نادى إبنته قائلًا
-هاتي الضيافة و تعالي يا كِنانة…
سمعوا صوت سقوط أشياء فـ توترت ملامحهم و كاد أن ينهض وقاص إلا أن والدها قال و هو ينهض
-خليكوا مستريحين، أنا هشوف فيه إيه…
كاد أن يتحرك و لكن ظهرت كِنانة مُمسكة صينية تحمل مشروبات و بعض المُقبلات المُحلاه، كان الإنبهار من نصيب والدته أولًا و هو ثانيًا نظرًا لأنه رآها قبل قليل
سمع صوت والدته تقول بـ عفوية و هي تنظر إلى كِنانة الغارقة في الخجل
-بسم الله ما شاء الله، جميلة أوي…
قدمت المشروبات و جلست جوار والدها، و بين الحين و الآخر تلمح وقاص الذي لم يُبعد ناظريه عنها، فـ حدجته بـ تحذير و لكنه أيأبه حقًا!
و فجأة و دون مُقدمات حمحم وقاص فـ أومأت والدته و إبتسمت قائلة
-إحنا جايين ناخد أمانة من عندكوا…
شهقت كِنانة و نظرت إلى وقاص مصعوقة و بـ نبرةٍ أشد صدمة سألته
-أنت قولتلها!…
سادت الصدمة و جعلت الجميع يصمت قبل أن تردف والدته قائلة
-طبعًا يا بنتي أومال هيجبني ليه!
-هتفت غيرُ مُصدقة:بقى بتضحك عليـ…
قاطعها وقاص فجأة و التوتر يكسو ملامحه، تلك الحمقاء ماذا تظن بـ حق الله؟ فـ هتف بـ إبتسامة مُغتصبة على فمهِ
-يا آنسة كِنانة منا جايب والدتي عشان فاتحتها فـ الموضوع و أجي أتقدم…
حذرها بـ عينيهِ يبدو أنها ظنت أنه يحيك خدعة و جاءا إلى هُنا ليُخبر والدها عن سرقتها و لكنه أوضح قبل أن تقوم بـ فضح نفسها
وضعت يدها على صدرها و تنفست بـ راحة ليبعث لها بـ رسالةٍ نصية قصيرة مفادها
“الغبي غبي حتى لو لبس هدوم الأذكية”
رفعت نظرها إليه و توعدته في سرها، بينما بدأت تسير الأمور بـ طبيعية تامة حتى قالت والدة وقاص بـ وقار يُناسبها
-قُلتِ إيه يا عروسة!…
وضعت وجهها أرضًا ثم قالت بـ خجلٍ و هي تفرك يديها
-اللي يشوفه بابا…
ضحك والدها ثم قال و هو يربت على كفها بـ حنو
-أنتِ صاحبة الشأن و موافقتك يعني موافقتي…
و لم يُكمل لأنه يعلم أن إبنته موافقة قبل حتى أن يأتيا فـ أومأت بـ خجلٍ، ثم قال وقاص بـ حماسٍ مُراهق لا يُناسب سنه
-نقرأ الفاتحة و بعدين نتفق…
و لم يدع أحدًا ليعترض و بدأ بـ قراءة الفاتحة بـ مُفردهِ فـ لم يجد الجميع بدًا سوى مُسايرته
********************
صعد وقاص السيارة و معه والدته التي جلست جواره في صمتٍ، ليتململ بـ عدم راحة ثم سأل والدته بـ تردد
-إيه يا ست الكُل! مسمعتش صوتك من ساعة أما نزلنا…
لم يجد ردًا على سؤاله فـ نظر إليها بـ تعجب ظنًا منه أنها لم تسمعه و لكنها وجدها تنظر إليه فـ سألها بـ حاجب مرفوع
-فكرتك نايمة! إيه يا ماما رأيك!
-تنهدت و قالت بـ غمغمة:والله الرأي رأيك يا وقاص…
أحس بـ إنقباضة في قلبه و ظهرت واضحة على عضلات فكه التي تشنجت، فـ سألها بينما يقفان في إشارةِ مرور
-يعني إيه! معجبتكيش!
-جاء ردها من فورها:مش مهم تعجبني، المُهم تعجبك…
طرقت أصابعه فوق المقوّد بـ نفاذِ صبر و لكنه هتف بـ نبرةٍ شبه هادئة
-يعني هي مش هتكون فـ مقام بنتك! ثم رضاكِ مُهم…
نظرت إليه والدته دون ردًا، فـ زفر وقاص و سألها بـ صوتٍ مكتوم
-طب قوليلي إيه اللي مش عاجبك فيها و ياريت تكونِ صريحة
-أجابت:يا بني البنت أخلاق و والدها كمان مقولتش حاجة، بس حساها غريبة كدا
-سألها وقاص:من حيث!…
حينها إنفجرت و هي مُخفية ذلك القدر من الدهشة في الأعلى ثم قالت
-يا بني دي بتقولك عشان الفيران متهوبش عندنا، نمسك فار و بعد ما نقتله نقطع راسه و نرشقها فـ عصاية، هي ليه بتتعامل معاهم على إنهم تتار!…
حدق وقاص بـ والدتهِ ذاهلًا للحظاتٍ، ثم إنفجر ضاحكًا قبل أن يقول بـ عدم تصديق
-بقى هو دا اللي مخليكِ مترددة!
-هتفت بـ دهشة:و دي حاجة عادية! تحس إنها مجنونة أو عندها مرض نفسي…
عاود وقاص القيادة بعدما تحولت الإشارة إلى خضراء ثم قام بـ الرد على والدتهِ و هو لا يزال يضحك
-هي مجنونة فعلًا، بس بصي على الموضوع من ناحية إيجابية
-غمغمت بـ ضيق:اللي هي!
-هتف مازحًا:إن هي فعلًا عايزة تخلصك من مُشكلة الفيران…
ضربته والدته ليضحك وقاص بـ قوة أكبر ثم قالت بـ حنق
-وقاص أنا مبهزرش…
أمسك وقاص يد والدته و قَبّلها ثم قال صادقًا
-و أنا يا ماما عايزها، متخافيش هي طبيعية بس حبت تهزر معاكِ
-وقاص يا حبيبي أنا خايفة عليك
-إبتسم و هتف:يا حبيبتي متخافيش، كِنانة شخصية طبيعية خالص، هي بتتعامل بـ عفوية بس هي كويسة، أنا مُعجب بيها…
تنهدت والدته ثم ربتت على صدرهِ قائلة بـ قلة حيلة
-يا بني طالما عايزها مقدرش أقولك لأ، و فـ فترة الخطوبة نقدر نتعرف عليها…
محى وقاص الإبتسامة و حمحم مُحرجًا ثم قال بـ تردد وهو يُبعد عينيه عنها
-مفيش فترة خطوبة…
عبست والدته و سحبت يدها ثم هدرت بـ نبرو شبه حادة تُنذر بـ الخطر
-يعني إيه إن شاء الله! متفقين من ورايا!
-أجاب مُدافعًا بـ سُرعة:أُقسملك أبدًا و لا هي تعرف حاجة، أنا مش عايز فترة خطوبة هي تتراجع فيها، إحنا نكتب الكتاب على طول
-ضربت فخذيها و هتفت:عوض عليا يارب، إبني كبر و خاب…
إلتوى شدقه بـ ضيقٍ و لم يرُد، هو حقًا لا يُريد أن يُعطيها فُرصة لتتراجع، يُريد أن يحكُم الخناق حولها و يُجبرها أن تظل معه، لن يسمح لها بـ التراجع و لن يسمح لأحد بـ أن يجعله يتراجع
سمع صوت تمتمة والدته الغير واضحة ثم بعدها هتفت بـ نبرةٍ مُستنكرة و خائفة الأمل
– و إفرض البنت مستريحتش!!
-و هو يعلم نقطة ضعفها جيدًا فـ أجاب صادقًا:متقلقيش هتستريح
-ضيقت والدته عينيها و قالت:حاسة إنك مخبي عليا حاجة
-رد بـ براءة:أنا! خالص…
إنتفخت أوداجها غضبًا و لكنها زفرت بـ قلة حيلة و هي حقًا لا تملُك حق الرفض فـ بعد تلك الأعوام الكثيرة رأت إبنها مُتعلق بـ فتاةٍ
رغم أن بها العديد من العيوب و لكنها تبقى الفتاة التي أحبها صغيرها و لا تملُك حق قول “لا” لتزفر و تقول بـ قنوط
-اللي فيه الخير يقدمه ربنا…
إنفرجت أساريره و ضحك بـ سعادةٍ ثم قال و هو يُقبل يد والدته عدة مرات
-و الله لو كُمت بعرف أزغرط كُنت عملتها…
رغُمًا عنها إبتسمت و في داخلها تقول بـ وضوحٍ لحالة التصابي التي أصابت إبنها
“مراءة الحُب العمياء”
********************
نهض قُتيبة بعد ليلةٍ هانئة من النوم بـ أحضانها كما يفعل دائمًا، و بحث عنها فـ لن يجدها، حك خُصلاته المُبعثرة ثم خرج باحثًا عنها
ليجدها تجلس فوق الأريكة و الثياب التي غسلتها أمس أمامها، كانت تجلس مُتقاطعة الساقين فـ مال بـ رأسهِ قليلًا لتضحى رؤيته أكثر وضوحًا و حدق بـ هيئتها طويلًا
قد لا تكون في نظرِ العالم أجمع جميلة و لكنها في عينيهِ أكثر النساءِ فتنةً و جمالًا، خُصلاتهِا القصيرة و التي تتركها مُنسدلة نظرًا لعدم قُدرتها على جمعها رغم تشابكها أحيانًا إلا أنه يعشق كُلِ ذرةً بها
تقدم قُتيبة بـ خمولٍ و دندن مُقتربًا منها مُقبلًا وجنتها بـ قوة فـ تبسمت
“انا ديما فى احتياجك وكل اللى فى مزاجك ياسيدى انا اعمله
مدام قلبك فى ايدى انا طوع امرك ياسيدى وطرقنا هكمله
ادينى حب اكتر اديك الشوق ياسكر”
ضحكت كيان بـ قوة ثم نهضت و إلتفتت إليه تُدير يديها حول عُنقه فـ شاكسها قائلًا
-ما تديني أنتِ الشوق و أنا أديكِ السُكر!
-مالت بـ رأسها و قالت بـ مُزاحًا لطيف:عبد الباسط يا قُتيبة! مش كاظم الساهر حتى!
-رد رافعًا حاجبه:و دي مناظر تعرف كاظم الساهر!…
لا تدري أيقصد نفسه أم يقصدها و لكنه أكمل بـ عبثٍ لطيف
-و بعدين الغزل الشعبي ليه طعم تاني برضو، محدش راقي يتغزل زي الشعبي
-مطت شفتيها و قالت:اممم، أقنعتني…
أشار بـ يدهِ إلى فمه لتُقبله و ضحكت كيان ثم إقتربت و قَبّلت وجنته اليُسرى ثم اليُمنى و إتجهت إلى جبهتهِ و إنتهت بـ تقبيل عينيه، رغم إستسلامه إلا أنه قال بـ تذمر
-بس أنا طلبت واحدة فـ النُص
-تحسست لحيته و قالت:أنت طلبت واحدة و أنا إديتك خمسة، شوفت كرم أكتر من كدا…
قهقه قُتيبة بـ خشونة و لكنه لم يتنازل عن طلبه و إقتنصه بـ كُلِ سهولة و يُسر، لتبتعد كيان قائلة بـ صوتٍ أجش
-يلا روح شوف هتعمل إيه عشان أكمل باقي الهدوم…
سمعا صوت جرس الباب فـ توجه قُتيبة ليفتحه فـ منعته كيان صارخة
-إيه رايح فين!
-أجاب بـ حيرة:هفتح الباب
-تفتح الباب كدا!…
و أشارت إلى جسدهِ العلوي العاري ثم نهضت و وضعت عليه ملاءة بيضاء كانت تقوم بـ طيها
-خُد إلبس، و بعدين الشتا داخل بلاش تنام كدا تاني…
نظر قُتيبة بـ صدمةٍ إلى الملاءة التي وضعتها على جسدهِ فـ نزعها و قال بـ إستنكار
-هو أنا ممسوك آداب! ملاية بيضة
-هتفت بـ قنوط و هي تلتقطها لتضعها عليه:أومال تبرد و تفتح الباب كدا…
أبعد يدها و إنحنى يلتقط ثياب علوية داخلية و دسها فوق رأسه ثم قال بـ تمتمة حانقة
-أفتح وأنا لابس ملاية عشان نتفضح…
نظرت إلى ثيابهِ التي تلتصق بـ جسدهِ بـ طريقةٍ مُستفزة تُبرز قوامه ثم غمغمت بـ ضيق
-قال يعني كدا داريت نفسك…
فتح قُتيبة الباب ليجد فتاةٍ صغيرة تقف أمامه، و أجفلت حينما رأته، فـ قطب جبينه و سأل بـ نبرةٍ خشن
-في حاجة يا شاطرة!…
فغرت الفتاةِ فمها مصدومة، لأول مرة ترى قُتيبة شاهين، كانت تسمع عنه القصص و الحكايات ولكنها لم تظنه وسيمًا أبدًا، فـ ما تم تداوله عنه كان يصف شخصًا غليظًا كريه الخُلق و النفس
فرقع بـ أصابعهِ أمام عينيها لتنتبه له ثم سألها و قد تحولت نبرته إلى أُخرى شبه حادة
-عايزة إيه يا بنتي!
-أجابت بـ توتر:آآ الست رجاء طلبت مني أوصلك دي…
مدت يدها بـ حقيبة بلاستيكية سوداء ثم إستطردت قائلة
-و بتقولك عدي عليها عايزاك…
نظر إلى الحقيبة بـ قنوط و لكنه أومأ وإنتظر الفتاة لترحل و لكنها تسمرت أمامه فـ زفر و أغلق الباب بـ وجهها
-مين يا قُتيبة…
إستدار إليها ولا يزال ناظريه مُعلق بـ الحقيبة ثم قال
-بعتت الكيسة دي
-قطبت و سألت بـ عدم فهم:مين!
-هتف بـ إقتضاب جاف:أمي…
تبدلت معالم كيان إلى الجمود و حاولت ألا تُظهر ضيقها و لكنها لم تستطع فـ صمتت و أكملت ما تقوم به، بينما قُتيبة نظر مُطولًا إلى ما في يدهِ و هاجس يُخبره أن لا شيء جيد سيأتي من عطيته والدته
ألقى الحقيبة بـ إهمال دون أن يرى ما بـ داخلها ثم هتف بعدما تحول الطقس الوردي إلى آخر خانق
-هاخد دش و أصلي عشان أنزل، جهزي الفطار…
********************
-إيه يا معلم مالك! مش متظبط من إمبارح!!…
لم يُجِب نوح على سؤال صديقهِ بل ظل مُتجهم الوجه، مُنذ خاطبته حوراء و أخبرته في إقتضاب
“أنا هتخطب”
و الصدمة تكتنفه حينها، بل كُل ما إستطاع قوله دون السؤال عن مَنْ سعيد الحظ أو التفاصيل هو
“ألف مبروك”
ضحك ساخرًا ماذا كان ينتظر؟ ما الذي كان يأمله من مشاعر لم يستطع قول أنها حُبٌ حتى؟ لقد كانت فراشات تحوم حولهما فقط دون أن تُخبره عن سبب سعادته
إذًا لماذا كُل هذا الغضب و الحُزن؟ لماذا اليأس و الفراغ؟ هو أحبها! ربُما و لكن هي لم تُحبه و لم تُخبره و كذلك هو
أم هذا ما يُسمى بـ الندم!! الندم أنه لم يعترف! الندم لأنه لم يستطع تحديد مشاعره سابقًا! لا يعرف على ماذا يندم و لكن ما يشعر به حقًا الآن هو الندم
تنهد نوح و أكمل تنظيف الطاولات بعد إنتهاء يوم عملٍ شاق، ليضع صديقه يده على كتفهِ و سأله من جديد
-يا بني رُد عليا مالك!
-دفع يده و قال:يا عم مليش، زهقان بس شوية…
سحب الشاب المكنسة من يده ثم دفعه ليجلس أمامه رغم إعتراض نوح إلا أنه لم يأبه و سأله بـ نبرةٍ خفيفة
-طب قولي مش يمكن أعرف أساعدك!
-زفر نوح و قال كاذبًا:الدراسة قربت و مش عارف الفلوس هتكفي المصاريف ولا لأ!…
إفتر عن شفتي صديقه إبتسامة و قال مازحًا بـ غرض تخفيف ما يشعر به صديقهِ
-يا عم هتتدبر إن شاء الله، و لسه بدري و لو محتاج حاجة نشيل بعض…
لم يستطع نوح سوى أن يبتسم ثم ربت على ساق صديقهِ و قال مُمتنًا
-شُكرًا يا حازم، يلا نكمل شُغل و نمشي…
نهضا و ما هي إلا ثوان و سمعا صوت الباب يُفتح ليستدير نوح قائلًا بـ تهذيب
-آسفين يا فندم قفلنا…
و لكنه وجد الفتاة تتقدم بـ تردد و تورد يعلو وجنتيها ثم قالت بـ صوتٍ خفيض
-لأ أنا مش جاية عشان أقعد، أنا بس حابة أسأل عن حاجة…
إلتفت حازم إلى الفتاة ما أن رآها حتى إبتسم و إنحنى إلى نوح و همس بـ صوتٍ حماسيّ
-دي اللي طلبت القهوة و حرقت بيها وش خطيبها…
تذكر تلك الجميلة التي سكبت كوب القهوة الساخن في وجه ذلك البغيض ثم رحلت مُهددة إياه، ليبتسم و يسأل
-خير أقدر أساعدك بـ حاجة يا فندم؟
-تمسكت بـ يد حقيبتها وقالت:امممم، آخر مرة كُنت هنا وقع مني أنسيال فضة، هو غالي عليا جدًا، فـ بحاول أدور عليه و الكافيه دا كان آخر مكان أسأل فيه…
تذكر نوح على الفور تلك الأسوارة الفضية التي وجدها قريبًا من الطاولة و إلتقطها ثم وضعها معه لحين مجيء صاحبتها، و لكن الوقت مرّ و لم يأتِ أحدًا فـ نسى و لكنه تذكر بعد مرور ذكرى تلك الواقعة عليه ليقول و هو يتحرك ناحية الداخل
-ثواني، لاقيت حاجة شبه اللي بتقولي عليها هي فـ دولابي جوه
-ماشي شُكرًا جدًا…
أومأ و رحل بينما ظل حازم واقفًا أمامها مثل الأبله، ثم إقترب و حمحم قائلًا
-إزيك!…
توجست ايفا و تراجعت مُمسكة حقيبتها بـ قوة ليقول و هو يقترب منها
-أنا حازم…
أومأت ايفا بـ تردد و تململت في وقفتها، تنتظر عودة نوح بـ فارغ الصبر، و بـ الفعل قد عاد راكضًا من غُرفة صغيرة تُشبه غُرفة التبديل ثم مدّ يده لتلتقط ما فيها على الفور
لمعت عيناها بـ سعادةٍ و كأنها وجدت كنزًا لا يُقدر بـ ثمنٍ ثم نظرت إلى نوح بـ نظرةٍ مملوءة بـ الإمتنان و قالت
-شُكرًا بجد، مش عارفة أقولك إيه
-إبتسم و أجاب:العفو على إيه…
قبضت ايفا على الأسوارة ثم نظرت إلى حازم ثم إلى نوح و هتفت
-بجد متعرفوش أنا ممنونة ليكم أد إيه! الأسورة دي غالية عليا
-حك حازم عُنقه و قال:متشكريناش على حاجة المفروض نعملها، كويس إنك لاقيتها
-فعلًا…
وضعتها بـ حقيبتها ثم هتفت قبل أن ترحل بعدما رمقتهما بـ نظرةٍ سعيدة
-آسفة على الإزعاج…
و ما كادت أن ترحل حتى إصطدمت بـ جسدٍ مُثير لإشمئزاز و صوتٍ غليظ يهتف و هو يُمسك يدها بـ غلظة تُشبه غلظة قلبه
-أخيرًا عرفت أوصلك…
يتبع…… 
لقراءة الفصل السابع والعشرون والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!