Uncategorized

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل الثالث 3 بقلم سارة بركات

 نوفيلا المغرورة والقروي الفصل الثالث 3 بقلم سارة بركات
نوفيلا المغرورة والقروي الفصل الثالث 3 بقلم سارة بركات

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل الثالث 3 بقلم سارة بركات

ريم بحب وهى بتبص على شعره الأسود الذي يتخلله بعض الشعيرات البيضاء:”إنت أحلى عجوز في حياتي.”
فضلوا يبصوا في عيون بعض لحد ما عيونه جات على شفايفها وقرب منها وبدأ يبوسها … الإتنين غابوا عن الدنيا إللى حواليهم ومنتبهوش للباب إللى إتفتح ولا لنور إللي وقفت تبص لباباها بذهول .. المرة الأولى لما شافته مع بنت بررت إنه ممكن تكون سهرة شغل … المرة التانية لما شافت الروج حاولت تجيب في مبررات كتير ليه وقدرت تعدي الموقف بينها وبين نفسها … لكن دلوقتى؟؟؟ هتبررله إيه؟؟؟ .. عقدت حواجبها بغضب و حاولت تتكلم لإنها ملجومة بسبب المظهر ده وبالفعل إتكلمت ببرود بقوة مش عارفة مصدرهم …
نور بغضب:”بابي.”
رشدي إتنفض بعيد عن ريم أول ماسمع صوت نور .. إنما ريم فضلت واقفة في مكانها وبتحاول تداري إبتسامتها وهى بتبص لنور إللى بتبص لباباها …
رشدي بتوتر:”نور .. ماتفهميش غلط.”
نور مردتش عليه وبصت للبنت إللى معاه .. كانت هى نفس البنت إللى كانت معاه يومها ..
رشدي:”ريم، روحي كملي شغلك.”
ريم بصت لرشدي بطرف عيونها ومشيت بهدوء وعدت من جنب نور إللى بتبصلها وهى معقدة حواجبها، إبتسمت بتحدي ليها وخرجت من المكتب .. نور فضلت تبص لأثرها بإستفسار بس فاقت على صوت باباها …
رشدي بتوتر:”نور، ماتفهميش غلط هى…”
نور بقوة وإستهزاء:”إيه إللى مفهمهوش غلط؟؟؟ إنها قاعده على مكتبك كده كإنها صاحبة المكان ولا إنك كنت بتبوس واحدة قدي في السن؟؟؟ ولا إنك بتخون مامي؟؟ ولا إيه يا بابي؟”
رشدي بدفاع:”أنا مش بخون مامتك وبعدين دى … دي …”
نور بإستفسار وهى بتقرب منه:”دي إيه يابابي؟”
رشدي كان بيفكر في كلام يقوله .. كان دايما مخبى جوازه عن مراته وبنته لكن لحد إمتى هيخبي؟؟؟ .. قرر إنه لازم يتكلم … ولسه هيتكلم …
نور بإستفسار وهى بتقف قدامه:”نزوة صح؟؟”
رشدي:”لا، ريم عمرها ماتبقى نزوة.”
نور:”أومال إيه؟ مين دي؟”
رشدي بهدوء:” تبقى مراتي.”
كانت بتحاول تداري صدمتها في باباها … سكتت شويه على ما هديت وبدأت تتكلم …
نور بحزن حاولت تداريه:”شوفت فيها إيه عشان تتجوزها؟”
رشدي:”حبيتها .. شوفت فيها كل حاجة حلوة، شوفت فيها إللى ملقتهوش في بيتي.”
نور بإستفسار وخذلان:”حبيت واحدة قدي؟”
رشدي:”الحب ملوش سن، وبعدين ريم مش قدك هي أكبر منك بأربع سنين.”
ضحت بإستهزاء وبعدها كملت بخذلان ..
نور:”طب ومامي؟ كل إللي أعرفه إن كان بينكم قصة حب زمان و……”
رشدي بتأكيد:”زمان، وبعدين إنتى جيتي ليه؟”
نور بتنهيدة وإبتسامة:”أنا بس كنت جايه عشان أطمن عليك لإنى ماكنتس عارفة أوصلك.”
نور لفت وإبتسامتها إختفت ولسه هتخرج من المكتب ..
رشدي بتصرف سريع:”نور .. ماتقوليش لمامتك على حاجة.”
نور بلامبالاة مصطنعة وهى مدياله ظهرها:”أنا أكبر من إنى أشغل بالي بحاجات مراهقين زي دى.”
خرجت بسرعة من المكتب تحت عيون رشدي المصدوم من ردها ده غير طريقة كلامها معاه إللى إتعود عليها … نور بعد ماخرجت من المكتب مشيت شويه وإنتبهت لريم إللى قاعدة على مكتبها وحاطة رجل على رجل ومبتسمة وهى بتبصلها …
نور بإستفسار وسخرية وهى رافعه حاجبها:”تحبي تاخدي صورة؟”
ريم بهدوء مستفز:”لا، بس نورتي الشركة يا فندم.”
نور بتصحيح وثبات وهي بتبص في عيونها:”شركتي .. نورت شركتي .. وإنتى مجرد موظفة شغاله عندي.”
ريم بضحكة خفيفة:”الله أعلم هتكون بتاعة مين بعد كده ومين هيشتغل عند مين.”
نور بإبتسامة وغرور إستفز ريم:”نجوم السماء أقربلك .. طول مانتي موجودة ورا الأضواء هتفضلي كده طول عمرك … مجرد واحدة شحاته بتشحت الحب لدرجة إنها راحت خطفت راجل أكبر منها بحوالى عشرين سنة وإتجوزته … راجل خايف يعلن قدام الكل إنه متجوزها لإنها مجرد إستبن بيلجألها وقت مايكون فاضي .. يعنى إنتى نزوة وهتعدي ووقت ماهيزهق منك هيرميكي.”
ريم بغضب وهي بتقوم من على الكرسي:”لا أنا مش نزوة .. رشدي بيحبني وهتعرفي كده كويس أوي لما يرميكي إنت ومامتك في الشارع.”
نور بتقزز:”يرمينا في الشارع؟ … *ضحكت بسخرية* …. إنتى متعرفيش إللى فيها ولا إيه؟؟؟ إنتى عارفه وأنا خارجة طلب مني إيه؟؟ طلب منى إنى ماقولش لدولت هانم إنه متجوز واحدة تانية … إنتى عارفة ليه؟؟؟ أنا هقولك … شايفة إنتى المكان ده كله؟؟؟ كل ده ملك دولت هانم وفي ثانية واحدة ممكن مامي تاخد كل حاجة منه لو بس عرفت إنه متجوز.”
ريم بصدمة:”بس كل حاجة بإسمه إزاى بتاعتها؟”
نور بقهقهة:”أيوه كل حاجة بإسمه، بس في ثانية واحدة مامي هتقدر تاخد كل ده تاني … فمتحلميش إنك تاخدي حاجة من بابي .. لإنه مش هيقدر يقدملك حاجة .. ممكن يجبلك حاجة تلبسيها؟ ممكن يجبلك موبايل؟ .. لاب توب؟ .. عربية؟ … شقة؟ .. لكن إنك تبقى زوجته وصورته في المجتمع قدام كل الناس؟؟، أو تاخدي حاجة منه كثروة مثلا .. *بصتلها بإشمئزاز* .. لا … أكتر من كده ماتحلميش؛ وصدقيني هتندمي إنك فكرتي تبصي لفوق في يوم من الأيام، … *إبتسمت بمرح* … تشاو.”
نور مشيت بثقة وغرور وسابتها … أما ريم كان دمها محروق بسبب كلام نور ليها .. إللى حسستها إنها مهما عليت هتفضل دايما تحت رجلهم … نور خرجت من الشركة وركبت في عربية مامتها …
السواق بإستفسار:”على الفيلا يا هانم؟”
نور بشرود:”لا، مش عايزة أروح .. إتحرك لحد ما أقولك أقف.”
السواق إتحرك بدون وجهة معينة … إستحملت كتير … ودارت كتير … لكن خلاص ليها طاقة معينة .. محتاجة تبعد عن كل الناس وترتاح … ريم كانت قاعدة في مكتبها بتفكر في كلام نور ومش مصدقة إنها مش هتاخد حاجة من رشدي! … لا .. لازم تتكلم معاه وتفهم منه بطريقة غير مباشرة .. أخدت نفس عميق ودخلت المكتب من غير ماتخبط .. لقت رشدي قاعد على مكتبه وبيبص قدامه بشرود ..
ريم:”رشدي.”
بصلها وإبتسم وإتكلم بهدوء:”أنا آسف على إللى حصل ده، حطيتك في موقف بايخ مع نور.”
ريم بإبتسامة مزيفة:”مافيش مشكلة ياحبيبي، إنت كويس؟”
رشدي بتنهيدة:”أه كويس، عدت على خير.”
ريم بإستفسار:”هي إيه دى إللى عدت على خير يا حبيبي؟”
رشدي:”متشغليش بالك، *إتكلم بإبتسامة* إيه رأيك بقا في نور؟ مش هتبقى سيدة أعمال قوية لما تمسك الشركة مكاني؟ عندها رد فعل قوي وهو إنها ثابته.”
ريم حاولت تتحكم في أعصابها بسبب رشدي إللى دايما على لسانه إسم نور بنته طول ماهو معاها ..
ريم بهدوء:”اه .. رشدي كنت محتاجة أتكلم معاك في حاجة.”
رشدي بإهتمام:”قولي.”
ريم بإبتسامة:”دايما إنت بتقول إن نور هتاخد ونور هتعمل … بس إنت مش بتجيب سيرتي تمامًا في إن أنا هاخد إيه؟ وهعمل إيه؟”
رشدي بإستفسار:”وإنتى من إمتى بيهمك هتاخدي إيه وهتعملى إيه؟ وبعدين إنتى دايما بتقوليلي إن طول مانتى معايا فده كفاية.”
ريم بتصحيح وإنتباه:”اه طبعا .. أيوه أنا بقول كده .. بس أنا قصدي إنى محتاجة اطلب منك حاجة عربون محبة منك ليا.”
رشدي بحيرة:”إطلبى.”
ريم بدلع:”ممكن تكتب الشقة بإسمي؟ وتكتبلى 25% من الشركة بإسمي؟ بما إنى حبيبتك يعنى.”
رشدي عقد حواجبه وهو بيبص لريم إللى إستوعبت غلطتها ..
رشدي بجدية:”بالنسبة للشركة؛ فانتى عارفة كويس جدا إنها بتاعة نور لإن هييجي يوم وأسيبلها كل حاجة .. لكن بالنسبة للشقة ممكن أعرف إيه السبب إللى مخليكى عايزاني أكتبها بإسمك؟”
ريم بتوتر:”ع..عادى يعني وبعدين دي شقة جوازنا وإنت كنت المفروض تكتبها بإسمي بما إن أنا إللى عايشه فيها.”
رشدي سكت شويه وهو بيبصلها بيحلل كلامها …
ريم بتصحيح ودلع:”مش كفاية إن جوزي حبيبي سايبني لوحدي فيها؟”
رشدي بجدية:”وإنتى شايفة إن ده وقته؟؟ عايز أشوف شغلي يا ريم.”
ريم بضيق خافي:”تمام.”
خرجت من المكتب وهى مش مستوعبة إنه إتعامل معاها زيها زى أى حد غريب … حست قد إيه هى قليلة .. حست إنها بتتراجع وبتخسر .. هزت راسها بعنف ..
ريم بإصرار:”مش هخسر .. أنا هوريها مين أنا .. ومبقاش ريم لو ما أخدتش منهم كل حاجة.”
……………………………………..
يحيى بعد ما خلص أكل قعد في أوضته وبيفكر في إللى عمله النهاردة بس إنتبه لما زيد دخل الأوضة ..
زيد:”مالك يا يحيى؟ في إيه؟”
يحيى بإستفسار:”مالى؟ هوأنا فيا حاجة؟”
زيد بحيرة:”وإحنا بناكل كنت شايفك سرحان ومش مركز .. في حاجة شاغلاك؟”
يحيى بإبتسامة هادية:”لا مفيش أنا كويس، المهم خلينا فيك إنت … إنت إتأخرت ليه؟”
زيد بتنهيدة وإبتسامة:”كنت بلف على مكان أجيب لندى هدية منه عشان عيد ميلادها قرب.”
يحيى بإبتسامة:”ربنا يباركلكم ويتمملكم على خير ونحضر فرحكم بقا عشان إتخنقت بصراحة.”
زيد بضحكة خفيفة:”آمين، هانت .. كلها كام شهر ونتجوز.”
يحيى بإستفسار:”هتعزمني صح؟”
زيد وهو معقد حواجبه:”طبعا … إنت لازم تيجي أصلا إنت والعيال إللى بره دي، أومال مين إللى هيهيصلي في الفرح؟”
يحيى بإبتسامة:”إن شاء الله، أكيد هنيجي متقلقش.”
زيد:”إن شاء الله، مش هتحكيلى بقا إيه إللى بتفكر فيه؟ ومتهربش مني يا ريت.”
يحيى بتنهيدة بسيطة:”النهاردة حصل موقف وأنا متضايق من نفسي.”
زيد:””إيه إللى حصل؟”
يحيى:”فاكر إنت البنت إللى أنا جبتها هنا إللى كانت نايمة دي، قصدي نور.”
زيد بإبتسامة:”أيوه.”
يحيى بدأ يحكيله المكالمة إللى بينهم بتوتر …
يحيى:”فاضطريت أقفل السكة في وشها، إتحرجت يعنى من تصرفي، فأنا متضايق يعنى أنا عمري ما قفلت السكة في وش حد، أنا ذات نفسي بتضايق من الحركة دي.”
زيد بحيرة من كلام يحيى:”طب كلمتها بعد كده؟”
يحيى بإحراج وخجل خافي:”لا أنا محرج طبعا.”
زيد بهدوء وحسن نية:”طب إتصل بيها إعتذرلها، وقولها إن مكنش قصدك وخلاص على كده، لو إنت حاسس إنك متضايق بسبب كده يعني.”
يحيى بحيرة:”تفتكر ده الحل الصح؟”
زيد:”أيوه، إعتذر مادام إنت شايف إنك غلطان وخلاص كده.”
يحيى بتنهيدة:”ماشي.”
زيد بص ليحيى وهو بيفتح موبايله ومحتار يتصل بيها ولا لا … مش عارف حاسس بحاجة غريبة هو مش فاهمها .. من ساعة ما البنت دي كانت هنا وهو مش مرتاح .. لبسها؟؟ هو في واحدة تلبس كده؟؟ طب إللى كان مخدرها ده، يعرفها منين؟؟؟ .. يمكن؟ .. هز راسه بعنف على سوء ظنه فيها وإستغفر ربنا في سره وبص ليحيى إللى بيدور على رقمها ولمح التوتر والخجل إللى ظاهرين في ملامحه ..
زيد بإبتسامة هاديه:”هسيبك أنا بقا .. هروح كمل شغلي على اللاب.”
يحيى هز راسه وبعدها بص لموبايله و جاب رقمها فضل يبص لرقمها كتير ومتردد يتصل بيها ولا لا .. لحد أما أخد قراره إتنهد تنهيدة بسيطة وبدأ يتصل بتوتر .. وهى قاعدة فى العربية وبتبص للطريق من الشباك إللى جنبها بشرود إنتبهت إنهم على الكورنيش .. حست إنها محتاجة تتنفس شويه وبتعد عن أي حد .. محتاجة تنعزل شويه .. بصت للسواق وإتكلمت بأمر ..
نور:”نزلني هنا، وإرجع إنت على الفيلا .. هبقى أرجع بطريقتي.”
السواق ركن العربية وهي نزلت وهو مشي .. بصت للكورنيش وشافت الناس حواليها إللي مش منتبهين ليها تمامًا .. كل واحد منتبه للي يخصه … إحتاجت إنها تبعد شويه في مكان بعيد عن الناس مشيت خطوات بسيطة وبعدها إنتبهت لبنت وولد قاموا من على ديسك قدام النيل .. راحت قعدت عليه وبصت للنيل بشرود … تعبت … تعبت من كل حاجة … لحد إمتى هتفضل ساكته ومستحملة حياتها إللى بالنسبالها مش حياة …. لحد إمتى هتفضل كده؟؟؟ .. تعبت وإتخنقت من الحياة … تعبت من كل حاجة .. تعبت من إنها تمثل إنها كويسه .. تعبت خلاص ومباقتش حِمل حاجة .. حست بخنقة وغصة بسبب دموعها إللى بتحاول تكتمها .. وصلت لآخر قمة تحمل جواها … فاقت من شرودها على صوت موبايلها إللي بيرن في شنطتها فتحت شنطتها وبصت لشاشة الموبايل لقته يحيى .. أخدت نفس عميق وفتحت المكالمة بس متكلمتش .. يحيى هو كمان كان ساكت ومتردد ومحرج من الكلام معاها في وقت .. بس لا مصمم إنه يعتذر .. يا دوب هو هيعتذر وهيقفل ..
يحيى بهدوء:”أنا آسف.”
كإن الحاجة الوحيدة إللى كانت ناقصاها عشان ضعفها يظهر هو إنها محتاجة حد يعتذرلها … حد يقولها “آسف” .. مكانتش تعرف هي كانت محاجة كده قد إيه … وإتأكدت من كده لما دموعها نزلت بغزارة من غير ماتحس … يحيى إستغرب سكوتها بس سامع صوت تنفسها العالي …
يحيى:”ألو.”
وهنا نور بدأت تبكي بصوت .. يحيى إتنفض من على سريره لما سمعها وهي بتبكي … إتكلم بخوف مش عارف سببه ..
يحيى:”ألو؟ آنسة نور؟؟ مالك فيكي إيه؟ حد عملك حاجة؟”
نور إللي كانت بتعمله إنها بتبكي وبكائها زاد أكتر لما سألها “مالك؟” .. يحيى كان سامع حواليها صوت عربيات إستنتج إنها في الشارع …
يحيى بقلق:”إنتي فين طيب؟”
كانت بتشهق بسبب بكائها ومش بترد وماسكه الموبايل في إيديها جامد كإنها مش عايزة تقفل .. محتاجة بس حاجة تخرجها من كل إللي هي فيه … يحيى بدأ ياخد لبس ليه عشان يغير هدومه وفي نفس الوقت بيتكلم معاها ..
يحيى:”يا آنسة، أنا محتاج أعرف إنتي فين عشان أجيلك.”
كانت فعلا محتاجة حد يسمعها .. حد يبقى معاها … بصت حواليها بتوهان وهي بتبكي وإتكلمت بصوت متحشرج ..
نور:”أنا ناحية الكورنيش عند *****.”
يحيى:”أنا جايلك، المكان جنبي هنا، مسافة السكة وهكون عندك.”
كان هيقفل المكالمة لقاها بتتكلم ..
نور ببكاء:”لا .. لا … متقفلش، تعالى بس متقفلش.”
يحيى:”حاضر، مش هقفل.”
كانت بتبكي وهي معاه على الموبايل وهو كان ماسك الموبايل بإيد وبيلبس بإيده التانية وخايف يشغل المايك عشان يغير هدومه بشكل أريح أحسن حد من زمايله في السكن يسمعوا صوت بكائها .. لبس بسرعة وأخد محفظته وخرج من أوضته وهو حاطط الموبايل على ودنه .. لبس جزمته ولسه هيخرج ..
فريد:”واد يا يحيى، إنت رايح فين؟”
يحيى شاورله إنه رايح مشوار وخرج بسرعة من الشقة … نزل من البيت وجري لمسافات بسيطة وأخد تاكسي ..
يحيى:”عند *** الكورنيش.”
…………………………….
زيد كان قاعد في أوضته وبيفتح اللاب بتاعه عشان يبدأ شغله بس إنتبه لما لقى فريد داخل عليه الأوضة ..
فريد:”يحيى نزل.”
زيد بصله بعدم فهم وإستفسار ..
زيد:”ماينزل برحته.”
فريد:”بقولك يحيى نزل.”
زيد بتأفف:”ماينزل يابني، هو إحنا هنكبت حريته؟؟”
فريد:”لا لا مش القصد، بس يحيى مكنش ينزل قبل كده بليل كده، إحنا الساعة 10 يا زيد، لا وكان بيجري كمان.”
زيد بصله بإستغراب و سكت شويه وبعدها إتكلم …
زيد:”أكيد في مشوار مهم تبعه، هيخلصه وهييجي، يلا روح شوف وراك إيه.”
فريد بإمتعاض:”طيب.”
خرج من الأوضة وزيد هز راسه بيأس وأخد موبايله وإتصل بيحيى لقاه إنتظار … إتنهد وقفل المكالمة ..
زيد بحيرة:”لعله خير.”
………………………………
يحيى نزل من التاكسي وبدأ يدور عليها بعيونه وإلى حد ما كانت هي هديت شويه وهو معاها على التليفون .. لقاها قاعدة على ديسك بعيد شويه عن الناس وبتبص للنيل وهي ماسكه الموبايل .. قرب بهدوء منها وقعد جنبها بس سايب مسافة كبيرة بينهم وقفل المكالمة هي إنتبهت إن المكالمة إتقفلت ده غير إنها إنتبهت إن حد قاعد حنبها بصت في إتجاهه لقت يحيى بيبصلها بحزن .. فضل ساكت وهي فضلت ساكته .. كان متفاجئ من مظهرها .. عيونها حمراء بسبب البكاء مظهرها الحزين يوحي إنها مش دي البنت إللي هو إتعامل معاها في الفترة إللي فاتت .. دي حد تاني .. لإن الأولى كانت دايما بتبتسم وبترفع راسها وبتتكلم بثقة لدرجة إنها بتستفز إللي قدامها .. لكن دي محتاجة حد جنبها … محتاجة حد يسندها … وإلى حد ما الجانب إللي فيها ده حسسه بالمسئولية إتجاهها … يحيى بهدوء:”مش هتقوليلي مالك؟ حد عملك حاجة؟”
نور شهقت شهقة خفيفة بسبب البكاء إللي كانت بتبكيه ونزلت دمعة من عيونها مرة تانية وهزت راسها بـ “لا” ..
يحيى بإستفسار:”طيب في إيه؟”
نور سكتت وبصت للنيل بشرود ويحيى تفهم سكوتها، لإن أحيانًا بيبقى في صراعات كتير جوانا ومش بنرتاح وبنهدى منها غير بالسكوت مش بالحكاوي… إتنهد تنهيدة بسيطة وبص للنيل بيفكر هيخرجها من حزنها ده إزاي؟ .. لحد ماقرر إنه يتكلم ..
يحيى بإبتسامة حزينة وهو مازالت عيونه على النيل:”تعرفي … إن يوم وفاة والدي الله يرحمه، ماكنتش مبطل عياط عليه .. لإن وداعه ليا كان صعب لإني كنت حاسس إنه هيغيب ومش هيرجع .. يومها أخدني في حضنه وقالي … *واد يا يحيى، شيل أمك وأختك في عينيك لحد ما أرجع من الشغل* … ومن وقتها شايلهم في عيوني لحد مايرجع .. بس مرجعش.”
نور إنتبهت لنبرة يحيى الحزينة المهزوزة وهو بيحكي عن باباه … بصتله وهو كمان بصلها في اللحظة دي .. وكمل وهو بيبص في عيونها …
يحيى:”الفرق بين وداعه لينا وموته كان ربع ساعة، مات وهو رايح شغله.”
رجع بص للنيل تاني لما إنتبه إنه بيبص في عيونها .. بس رجع بصلها تاني لما هي إتكلمت ..
نور بغصة:”باباك كان بيحبك؟ ومامتك بتحبك؟”
يحيى بإستغراب:”أكيد، أنا إبنهم.”
نور كانت لسه هتتكلم .. يحيى لقى موبايله بيرن .. بص للموبايل لقاها مامته .. يحيى إبتسم بحب ونور بصت لإبتسامته ..
يحيى لنور:”أنا آسف، بس محتاج أرد.”
هزت راسها ورجعت بصت للنيل تاني …
يحيى بإبتسامة وهو بيرد:”إزيك يما؟”
نور إنتبهت للهجته وبصتله …
سهير:”بخير يابني، طمني عليك ياضنايا، إنت كويس يا يحيى؟”
يحيى:”أني بخير يا حبيبتي، إنتي طمنيني عليكي؟”
سهير:”نحمدالله على كل حال، إنت بره ولا إيه؟”
يحيى:”أيوه يما.”
سهير:”أني معطلاك عن حاجة؟”
يحيى:”أبدًا يما، جولي في إيه؟ مالك؟”
سهير بتنهيدة:”مفيش يا حبيبي، أني بس كنت عايزة أطمن عليك، وحشتني جوي يابني، ناوي تيجي إمتى؟”
يحيى:”جريب يما إن شاء الله.”
سهير:”ربنا يعينك ياحبيبي يا غالي.”
يحيى:”آمين.”
سهير:”بجولك إيه، خد كلم ياسمين مش عاوزه تنام غير لما تكلمك.”
ياسمين أخدت الموبايل وبدأت تتكلم ..
ياسمين:”وحشتني جوي يا أبيه.”
يحيى:”وإنتي كمان يا روح جلبي وحشاني.”
ياسمين:”تعالى بجى بسرعة عشان تشوف أني جبت إيه، ماما إختارتلى حاجات حلوة جوي.”
يحيى بحب:”حاضر يا ياسمين، هاجي جريب جدا … إنتي بس خدي بالك من نفسك ومن ماما لحد ما أرجع.”
ياسمين:”حاضر يا أبيه أني مستنياك.”
يحيى بحب:”وأني عمري ما هتأخر عليكي يا حبيبة أخوكي.”
ياسمين:”تصبح على خير يا أبيه أني خلاص إطمنت عليك وسمعت صوتك.”
يحيى بضحكة خفيفة:”وإنتي من أهله يا حبيبتي.”
يحيى قفل المكالمة وعيونه جات في عيون نور إللي بتبصله بنظرة غريبة هو مش فاهمها … نور مكانتش فاهمة إحساسها لما سمعته وهو بيتكلم مع مامته وأخته … طريقة كلامه معاهم .. إبتسامته الجميلة إللي خارجة من قلبه … مكالمتهم ليه بحد ذاتها مخلياها مشتته مش فاهمة حاجة … قررت تسأله ..
نور بصوت مبحوح:”هما بيكلموك عادي؟”
يحيى بإستغراب:”يعني إيه؟ مش فاهم؟”
نور:”يعني مامتك، بتكلمك ليه؟”
يحيى:”هو إيه إللي ليه؟ بتطمن عليا عادي.”
نور بعيون حزينة وهي سرحانه في كلامه:”بتتطمن عليك.”
كان حاسس إني في حاجة مش مفهومة في أسألتها دي، بس ليه حاسس إنها تعبانة نفسيا من بيتها هي، يعني سبب حزنها هو بيتها … جه يبص ناحية النيل إنتبه لما لقى عربية “ترمس” ناحية الكورنيش وجنبها عربية “حمص الشام” بيعدوا من قدامهم ..
يحيى بإبتسامة:”بتحبي الترمس ولا حمص الشام؟”
نور بصتله بإستفسار وعدم فهم .. شاورلها على العربيات إللى وقفت عند الكورنيش والناس إتلموا حواليهم … بصت للعربيات دي وبعدها بصت ليحيى بعدم فهم ..
نور:”أنا معرفش إيه دول.”
يحيى عقد حواجبه بإستفهام من كلامها بس إتنهد وقام من مكانه ..
يحيى بإبتسامة:”هروح أجيب الإتنين، لازم
تدوقيهم.”
نوفيلا/ المغرورة والقروي .. بقلم سارة بركات
راح للعربيات دي وهي مكانتش مستوعبة إللي بيحصل بس قررت تسيب نفسها النهاردة .. هتحاول تنسى همومها ومشاكلها في الوقت البسيط ده بس لإنها محتاجة تخرج من إللي هي فيه … فاقت من شرودها على صوت يحيى إللي وقف قدامها مبتسم وبيقدملها كوباية فيها مشروب غريب بالنسبالها ..
يحيى:” ده حمص الشام، جربيه طعمه حلو جدا .. أي نعم هو شطه شويه بس هيعجبك، حاسبي بس أحسن هو سخن.”
نور أخدت منه الكوباية بحذر وإدالها معلقة بلاستيك، إبتسم وقعد جنبها وحط بينهم كيس صغير فيه حبيبات لونها أصفر وفي إيده كوبايه زي إللي معاها … وبدأ ياكل .. وهى بصتله وبدأت تعمل زيه … وبالفعل عجبها البتاع الغريب إللي بتاكله ده … يحيى كان طول الوقت بيداري خجله من وجوده معاها وده لإنهم بره مع بعض من غير الدروس .. يعني معاها بشكل خاص … إتنهد وحاول يخرج التفكير ده من دماغه، بس إستغرب إنه أصلا جالها … وإستغرب إنه قاعد معاها لحد دلوقتي وبيحاول يخرجها من إللي هي فيه .. طب ليه بيعمل كده؟؟ ماهو دايما كان في حاله ومالوش دعوة بحد … وقفت قدامهم طفلة صغيرة ماسكة ورد وبتبيعه …
؟؟:”ماتاخدلك ورد تقدمه لحبيبتك، يا رب تتجوزها وتتهنوا ببعض.”
يحيى شرق وبدأ يكح وهو بيبص للبنت الصغيرة إللي قدامه … عيونه جات في عيون نور إللي بتبصله وهي مبرقة وفجأة ضحكت من شكله … وهنا يحيى هدي وإتسحر بضحكتها .. كانت جميلة جدا بالضحكة دي … أول مرة يشوف بنت بتضحك بالجمال ده بعد أخته .. فاق من إللي هو فيه على صوت البنت إللي قدامه ..
؟؟:”يا رب تتجوزوا .. يا رب تكبروا مع بعض سوا.”
يحيى كان مذهول من الدعوات دي ونور بتضحك من الموقف إللي هي فيه ده غير منظر يحيى المضحك إللي وشه إحمر من الخجل … يحيى حمحم بإحراج وأخد مبلغ صغير من المحفظة وإداه للبنت ..
يحيى:”خدي بس مش عايز ورد.”
البنت وهي بتبص للفلوس:”ربنا يكرمك ويسعدك، يا رب تتجوزوا.”
مشيت بسرعة وراحت لإتنين تانيين قاعدين بعيد شويه عنهم … أما نور كانت بتضحك وهو بصلها بخجل …
يحيى بحمحمة وخجل:”معلش بس هما فاكرين أي حد بيقعد هنا بيكونوا إتنين حبيبة، أنا آسف.”
نور بإبتسامة:”أيوه أخدت بالي.”
شاورت براسها ناحية الشاب والبنت إللي أخدوا ورد منها .. يحيى إرتبك وكمل أكل إللي في إيده وهي كمان أكلت وبعد ما خلصوا أكلوا الترمس إللي هو كان حاطه بينهم وعجب نور جدا .. كان طعمه جميل … مكانتش قادرة توصف إحساسها وهي بعيد عن كل الحاجات إللي هي بتعيشها في حياتها … أحاسيس جديدة بتتكون جواها … أول مرة تضحك بالشكل ده … كانت بتبص ليحيى وهو وهو بياكل الترمس وبيبص للنيل …. كانت فعلا محتاجة إن حد يخرجها من إللي كانت فيه وفعلا يحيى هو إللي قدر على كده .. حتى جاسر مكنش عارف يعمل كده .. لإنه دايما بيهمه إنه يخرج ويفرح ولما بيلاقيها زعلانة أو نبرة صوتها حزينة بينسحب … يحيى عيونه جات في عيون نور إللي بتبصله .. خدوده إحمرت وبص في الأرض وهي إبتسمت على خجله الواضح .. وبصت للنيل بإبتسامة جميلة .. بعد مررو فترة بسيطة .. يحيى إتكلم ..
يحيى:”مش يلا بقا؟ الوقت إتأخر يلا عشان تروحي .. معاكي عربية مامتك ولا أروحك أنا.”
نور بإبتسامة:”لا مش معايا.”
يحيى وهو بيقوم من مكانها:”حيث كده بقى، يلا بينا.”
نور قامت وهي مبتسمه من طريقة كلامه، بيعاملها كإنها عيلة صغيرة ده غير إهتمامه في إنه يروحها، قالتله على عنوان بيتها، وإتحركوا هما الإتنين ولقت يحيى وقف وهي وقفت جنبه .. فضل يدور على تاكسي لكن مكنش لاقي تاكسي فاضي يركبوه لحد ما قرب ناحيتهم أوتوبيس النقل العام ويحيى شاورله ووقف .. نور برقت وبصت ليحيى إللي بيبصلها ..
يحيى:”يلا إطلعي بسرعة.”
وبالفعل طلعت وهي مذهولة ومش مستوعبة إللي هي بتعمله عيونها جات علي الزحمة إللي موجودة في الأوتوبيس ده، وفجأة فقدت توازنها بسبب إن الأوتوبيس كان بيبدأ يتحرك بس لحقتها إيد قويه مسكتها من وسطها …
يحيى بتلقائية وهو بيلف إيده حوالين وسطها:”حاسبي، إمسكي في الكرسي كويس.”
بالفعل مسكت في الكرسي وهو وقف جنبها وحاسس بالخجل بسبب إنه لمسها .. بس بيبرر إنه عمل كده عشان متقعش على الأرض .. لما الأوتوبيس إتزحم أكتر يحيى قرب من نور مسافة بسيطة وحاوطها عشان محدش يخبط فيها وحافظ على مسافته منها … نور وهي واقفة في الأوتوبيس إنتبهت للإيد إللي مسكت في الكرسي إللي جنبها وبصت بتلقائة ناحية يحيى إللي عيونه جات في عيونها … في اللحظة دي هما الإتنين حسوا بحاجة غريبة … نور حست بالأمان ويحيى حس بالمسئولية الضرورية ناحيتها … يحيى إنتبه لراجل كان بيقوم من على الكرسي بتاعه …
يحيى:”روحي هناك.”
عيونها جات على الكرسي إللي بيفضي وراحت قعدت مكان الشخص إللى قام ويحيى قرب من الكرسي ده وسند على مقبض الحديد بتاعه وبالإيد التانيه سند على مقبض الكرسي إللي قدامها … وهي مكانتش مستوعبة الإحساس إللي هي حاسه بيه وهي معاه … الإحساس إللي أول مرة في حياتها تحس بيه … “الأمان” … كانت طول الوقت بتبصله بتستفسر عن الشعور إللي جواها ده، لكن هو كان باصص للشباك عشان يشوف الطريق وفي نفس الوقت مرتبك .. بعد مرور فترة بسيطة … هما الإتنين نزلوا من الأوتوبيس ونور مذهولة من إللي هي فيه .. أول مرة في حياتها تركب أوتوبيس النقل العام .. أول مرة في حياتها تجرب كل الحاجات إللي هي جربتها اليوم ده … إنتبهت على صوت يحيى …
يحيى بحمحمة:”بيتك فين بالظبط؟”
نور بإبتسامة وهي بتشاور على شارع راقي:”هو جوا هنا.”
يحيى بإحراج:”طب عشان محرجكيش ويحصل مشاكل بينك وبين أهلك عشان بوصلك في وقت زي ده … أنا هوصلك لحد هنا عشان ماحدش يزعلك ولا حد يتكلم عليكي.”
نور ضحكت ضحكة خفيفة وهو إستغرب ضحكتها …
نور:”عادي يا يحيى .. كمل جميلك للآخر .. *كملت بضحك* .. مش يمكن حد يخطفني بعد ما أدخل الشارع؟”
يحيى عقد حواجبه من هزارها ده ..
نور بإبتسامة وهدوء وهي ملاحظة ملامحه:”أنا بهزر على فكرة.”
يحيى وهو معقد حواجبه:”وهي دي حاجة فيها هزار؟”
نور بتنهيدة:”خلاص أوكي، إللي يريحك، باي.”
كانت لسه هتمشي ..
يحيى:”آنسة نور.”
بصتله بإستفسار …
يحيى بإحراج:”لما تروحي إتصلي بيا وطمنيني إنك وصلتي.”
نور بإبتسامة:”أوكي، وعلى فكرة أنا إسمي نور بس، يعنى تقولي يا نور مش آنسة نور.”
يحيى هز راسه بإحراج وهي إبتسمتله ومشيت .. أما هو كان بيبصلها وهي بتدخل الشارع ده وقرر إنه يمشي هو كمان ..
بعد مرور فترة بسيطة نور دخلت الفيلا وهي مبتسمة وأول حاجة عملتها هي إنها إتصلت على يحيى … يحيى كان ركب أوتوبيس وبيبص للموبايل مستنيها ترن عليه .. وفجأة إبتسم إبتسامة جميلة أول أما شاف إسمها قدامه … أخد نفس عميق ورد ..
يحيى:”ألو.”
نور:”أنا خلاص وصلت .. إتصلت بيك أهوه زي ما إتفقنا.”
يحيى بخجل خافي:”طب كويس.”
نور بإبتسامة:”إنت بقيت فين؟”
يحيى:”أنا في الأوتوبيس دلوقتي، شويه وهوصل.”
نور بإبتسامة:”أوك.”
يحيى:”يلا سلام.”
كان لسه هيقفل …
نور برقة:”يحيى.”
قلبه دق بشدة …
يحيى بتلعثم:”أي..وه …. أيوه معاكي.”
نور بإبتسامة جميلة:”أنا كنت مبسوطة النهاردة.”
يحيى بتوتر:”دي أهم حاجة طبعا إنك تبقي مبسوطة.”
ضرب جبهته بإستيعاب من إللي قاله …
نور بإبتسامة من كلامه:”نتقابل بكرة؟”
يحيى بحمحمة:”أكيد .. أكيد هنتقابل عشان الدروس .. هتحضري في الكلية وبعدها تقعدي بس في السنتر تستني ساعة على ما أخلص.”
نور بضحكة خفيفة:”أحضر في الكلية؟؟
يحيى وهو معقد حواجبه:”برده؟؟ ليه مش بتحضري؟”
نور بضحك من أسلوبه:”وليه أحضر أصلا ؟؟ .. أنا خلاص هبقى معاك وده مكفيني وزيادة.”
يحيى كان بيرتبك أكتر بسبب طريقتها معاه في الكلام … بتعامله كإنه حد مميز؟؟ ..
نور:”ها .. قولت إيه؟؟ هنتقابل بكرة خلاص في السنتر؟”
يحيى بإنتباه:”ماشي تمام.”
نور بإبتسامة:”أوك .. نتقابل هناك.”
يحيى بتوهان:”نتقابل هناك.”
نور إتنهدت وقفلت المكالمة ولأول مرة في حياتها تقول إنها مبسوطة .. هي فعلا مبسوطة إنها لقت حد يكون معاها في أصعب لحظات هي بتعيشها .. لقت كتف تسند عليه .. لقت حد يخاف عليها ويحتوي زعلها … لقت سند .. لقت أمان … لأول مرة ميهمهاش شكله … ولا إستايل لبسه … ولا نظارته النظر … هي همها كل إللي حست بيه وهي معاه … قعدت على سريرها وهي بتفكر في كل اللحظات إللي هي كانت فيها مع يحيى .. بس فاقت من إللي هي فيه لما سمعت صوت خبط على باب أوضتها وبعدها الباب إتفتح .. نور عيونها جات على باباها إللي دخل أوضتها … بصتله بلامبالاة …
رشدي:”نور، أنا بس كنت عايز أوضحلك ……….”
نور ببرود:”بابي، أنا ماليش مزاج أسمع حاجة تعكر مزاجي .. أنا مبسوطة ومش حابه إني أضيع اللحظة إللي أنا حاسه بيها دي، تصبح على خير يا حبيبي.”
رشدي بهدوء:”أوك .. خدي راحتك .. بس هنتكلم أنا وإنتي.”
نور بتنهيدة وهي بتقوم من على سريرها:”شور حبيبي.”
قربت ناحية دولابها عشان تاخد هدوم ليها تحت عيون رشدي إللي وقف في مكانه لثواني وبعدها راح لأوضته هو ودولت … نور كانت متضايقة لإنها إفتكرت كل إللي حصل بس إبتسمت تاني لما إفتكرت الإحساس إللي حسته في وجود يحيى وكانت مستغربه إزاي هي حست الإحساس ده معاه وهو بالنسبالها مجرد لعبة ليها وقتها، ده غير إنها مش قادرة تفسر الراحة الغريبة إللي بتحس بيها لما بتكون معاه … بعد مرور فترة بسيطة … يحيى دخل السكن، لقي إن الشقة أضوائها مقفوله فاستنتج إنهم ناموا .. دخل أوضته وقعد على سريره … بيفكر في الوقت إللي كان فيه معاها … أول مرة في حياته يبقى مع بنت في ميعاد بعيدًا عن الشغل … حتى هو معاملته معاها كانت في حدود الشغل … طب إيه إللي حصله خلاه يجري عليها؟؟؟ ليه خاف عليها؟؟؟ ليه مسابهاش مع نفسها وهو كان ماله بيها؟؟؟ هز راسه بعنف على أفكاره دي .. وبيحاول يقنع نفسه إنه كان بيساعدها مش أكتر .. خرج من أفكاره على صوت خبط على الباب ..
يحيى:”مين؟”
زيد:”أنا زيد.”
يحيى:”ماتدخل يابني.”
زيد فتح الباب ودخل وبص ليحيى ..
زيد بإستفسار:”إنت لسه راجع؟”
يحيى:”أيوه.”
زيد:”كان في حاجة ولا إيه؟ الواد فريد قال إنك جريت وأنا إتصلت بيك مردتش … طمني حصل حاجة؟”
يحيى بتوتر حاول إخفاؤه:”لا لا كله تمام.”
زيد لاحظ توتره وإبتسم بهدوء وراح قعد قدامه على السرير …
زيد:”خليك عارف إن أنا الوحيد إللي هنا إللى يقدر يرد على أي إستفسارات إنت بتفكر فيها .. أنا هسمعك وهرد عليك.”
يحيى بهدوء:”أكيد طبعا .. إنت أكتر واحد أنا بثق في رأيه هنا في الشقة.”
زيد بإبتسامة:”طب إيه بقا؟”
يحيى بتوتر:”إيه؟”
زيد بهدوء:” كنت معاها صح؟”
يحيى بحمحمة وإحراج:”أيوه.”
زيد:”ليه؟ كان في كورس في وقت زي ده؟؟”
يحيى بإحراج من سؤاله:”عادي يعني .. كنت بقابلها.”
زيد بهدوء:”تمام .. أنا بس حابب أقولك حاجة … بتوع القاهرة دول متتعشمش فيهم، وماتتعاملش معاها بعفوية، وماتجريش عليها دايما.”
يحيى بإستفسار سريع:”ليه؟”
إنتبه للي هو قاله ده ..
زيد:”إنت مش شايف شكلها ولبسها ومظهرها الخارجي عامل إزاي؟؟ البنت دي مختلفه عننا .. عارف إنت جو الفلل … هي منهم، فمتتعاملش معاها بعفوية عشان بعفويتك معاها دي هي هتمحيك، ومننساش طبعا السبب الرئيسي إنها من القاهرة.”
يحيى:”ليه مصمم تميزها إنها من أهالي القاهرة؟”
زيد بهدوء:”يا يحيى الناس بتوع القاهرة دول تحسهم شايفين نفسهم أعقل ناس وإللى من البلاد التانية مجانين أو مش مركزين بيشوفونا تايهين وعقلنا مش راكز .. فى حين إننا بنبقى جايين من بلدنا على بلد غريبة فاكرين إن البلد دى هى نفس طباع بلدنا فبنتعامل بعفوية مع كل الناس عشان مانحسش إننا بعيد عن بلدنا بس بنستغرب لما بنلاقيهم مختلفين .. مش دي الناس إللى إحنا مش متوقعين نقابلهم، بنقعد فترة بنحاول نخلى عشمنا ناحية أى شخص غريب يموت عشان يبقى تعاملنا مختلف أو نتعامل معاهم بنفس طريقتهم، ولو جينا إتعاملنا فى مرة بعفوية يقولك إنت مجنون؟ .. وحتى لو وصلنا لمرحلة الجدية وإننا نبقى زيهم للأسف الطبع بيغلب التطبع .. أهالى القاهرة دول تحسهم مش بيطيقوا حد غريب عنهم إلا من رحم ربي … عندك مثال أهوه إنت من كفر الشيخ وأنا من المحلة الكبرى … أنا فى البداية كنت زيك كده فاكر أهل القاهرة زى أهل المحلة .. بس لا الوضع إختلف، الناس دي مختلفة .. مش لاقى فيهم نفس الأمان إللى بشوفه فى أهل بلدي .. أنا وإنت وأي حد تانى من بلد تانية غير القاهرة عبارة عن حاجة واحدة بالنسبة لأغلب أهالى القاهرة .. مجرد فلاحين على الرغم من إني من مدينة جميلة جدا متاح فيها كل حاجة كافيهات ومطاعم ومحلات وشركات وحاجات تانية كتير وكبيرة بس لا .. أنا فلاح زيي زي أي حد بره القاهرة .. الناس دى ماشية بمسمى واحد .. إللى بره القاهرة يبقى فلاح .. ثم فين العيب فى الفلاحين؟ يا سلام؟؟ هو إن الواحد يكون فلاح يبقى خلاص كده بقا عيب إنه يمشى فى الشارع يعنى ولا إيه؟؟ ومن إمتى الفلاحن بقوا عيب على البلد؟؟؟ دول الناس الأصيلة وولاد الأصول كمان، الناس دى تفكيرها غريب … *إتنهد تنهيدة بسيطة وكمل* … عشان كده بقولك ماتتعاملش معاها بعفوية زيادة عن اللزوم البنت إللى عايشه العيشة دى أكيد شايفاك أقل منها، ده غير إن مظهرك بالنسبالها مش مقبول .. مظهرها هى شخصيا مش مريح .. رافعة مناخيرها فى السماء.”
يحيى سكت وحاول يقارن بين كلام زيد وبين نور إللي كانت معاه من شويه بس لا … شايف حاجة تانية …
يحيى بهدوء وتبرير:”بس هى طيبة.”
زيد بقهقهة وتفهم:”والله إنت إللى طيب يا يحيى .. أنا مش بقولك إبعد عنها ولا حاجة .. أنا بقولك خد بالك كويس من نفسك، حرص ولا تخون يعني … خلص شغلك في هدوء وخليك في حالك … إبعد عن طريقها بره الشغل بمعنى أصح، أنا خايف عليك وبنصحك وفي الأول وفي الآخر دي حياتك إنت بشكل عام وده شغلك برده .. بس حرص مش أكتر.”
يحيى بتوهان:”أنا مش شايف إنها بنفس الشكل إللي إنت وصفتها بيه ده .. أنا شايفها حاجة تانية، حاجة مختلفة.”
يحيى إستوعب إللي هو قاله وإتحرج ..
زيد بإستفسار:”أفهم إيه من كلامك ده؟؟ إنت بتفكر فيها؟”
يحيى بعدم فهم وإرتباك:”بفكر فيها إزاي مش فاهم؟؟ أنا وهي بينا شغل.”
زيد بشك:”أنا شايف إن وجودكم مع بعض هياخد منحنى تاني، مادام إنت بقيت بتنزلها مخصوص بليل عشانها، يبقى في حاجة يا يحيى.”
يحيى بدفاع:”لا مفيش حاجة، مفيش بينا أي حاجة، إللي بيني وبينها مجرد شغل، أنا بس قابلتها عشان كنت بساعدها.”
زيد بهدوء:”أنا مقصدش حاجة، أنا بس كل إللي عايز أوصلهولك من كلامي يا يحيى هو إنك تاخد بالك من نفسك مش أكتر ..*إتنهد تنهيدة بسيطة* … أنا هروح أنام، تصبح على خير.”
يحيى:”وإنت من أهله.”
بعد خروج زيد من الأوضة يحيى فكر في كلامه وبدأ يقيمه .. هو فعلا نزل عشان يساعدها لإنه قلق لما لقاها بتعيط … أكيد مفيش حاجة تانية زي ما زيد بيقول … هو فعلا كان بيساعدها ومفيش غير الشغل إللي بينه وبينها .. إتنهد تنهيدة بسيطة وقرر إنه ميتعاملش معاها بشكل عفوي ويحرص منها عشان ميحصلش مشاكل …
………………………………
في اليوم التالي:
نور كانت نايمة بهدوء وطمأنينه وجواها إحساس بالأمان أول مرة تحس بيه، الإحساس ده كان ملازمها وهي نايمة … بس فجأة عقدت حواجبها بإنزعاج لما سمعت صوت خبطات على الباب … وصوت الخدامة إللي وصلها ..
؟؟:”ست نور.”
الخدامة كملت خبط على الباب ونور فتحت عيونها بإنزعاج شديد وإتكلمت بصوت مسموع واضح فيه الضيق …
نور:”إدخلي.”
دخلت الخدامة وهي بتبص في الأرض وكانت لسه هتتكلم .. نور بدأت تزعق …
نور:”في إيه؟؟ هو مفيش حد عارف ينام في البيت ده؟؟؟ كل شويه خبط خبط .. مادام أنا مردتش يبقى إعرفي إني نايمة، أنا مش عايزة إزعاج، يلا إمشي.”
الخدامة وقفت في مكانها متحركتش مما خلا نور تحس بإستفزاز ..
نور بصراخ:”واقفة ليه؟”
؟؟ بإرتعاش من صراخها:”في واحد واقف تحت بيزعق ومصمم يقابلك يا ست هانم، بيقول إنه محتاج يتكلم معاكي ضروري.”
ملامحها هديت شويه …
نور بإستفسار وهي معقدة حواجبها:”مين ده؟”
؟؟:”بيقول إن إسمه مراد.”
نور نفخت بحنق ..
نور ببرود:”أوك، إمشي إنتي أنا هجهز وأنزل.”
الخادمة هزت راسها وخرج من الأوضة أما نور نفخت بضيق بسبب ذكر مراد … قامت من على سريرها بغضب وأخدت لبس ليها عشان تاخد شاور … بعد مرور فترة بسيطة .. نزلت من على السلالم بهدوء وبرود وبعد ما نزلت عيونها جات في عيون مراد إللي كان الحزن واضح فيهم … إتكلمت بقوة …
نور:”عايز إيه؟ إيه إللي جايبك هنا؟”
لسه هيقرب منها بخطوات بسيطة شاورتله بإيديها إنه يقف …
نور:”يلا إتكلم، أنا معنديش وقت ليك.”
مراد برجاء وصوت متحشرج:”أنا آسف .. مش عارف أنا إزاي عملت كده … بس أنا آسف مكنش قصدي .. بس إنتي إللي مكنتيش بتديني وش .. وبتتعاملي معايا بجفاء … أنا عارف إني غلطان .. وأستاهل أي حاجة تحصلي .. بس أبويا لا .. أرجوكي .. بلاش أبويا يا نور.”
نور فهمت من كلامه إن باباها نفذ كلامها ….
مراد وهو بيكمل كلامه:”أرجوكي … أنا قدامك أهوه إعملي فيا كل إللي تعمليه .. بس بلاش أبويا … أبويا تعبان من وقتها … أبويا كان كل حياته الشغل.”
نور بسخرية:”وإنت فاكر بقا إني هنفذ كلامك؟؟”
مراد بنبرة متحشرجة:”مانا بقولك أنا قدامك أهوه إنتقمي مني أنا .. مش في أبويا، أبويا ده أغلى حاجة عندي.”
ضحكت بسخرية من كلامه بس إتكلمت بصراخ وغضب ..
نور:”وإنت ليه مفكرتش فيه قبل ماتعمل كل ده هاه؟؟؟؟ إنت عارف إنت كنت هتعمل إيه؟؟؟؟ إنت كنت هت…. هت….”
سكتت وماقدرتش تكمل …
مراد:”أنا آسف .. أنا بس عملت كده عشان كنت فاكرك هتحبيني زي مابحبك، أنا بحبك من أول يوم شوفتك فيه.”
نور:”وإنت عارف كويس مشاعري ناحيتك من زمان، .. *جزت على أسنانها* .. وهو إن عمري ما هحبك ولا هبصلك حتى.”
مراد بإستسلام:”طب أنا قدامك أهوه طيب، شوفي هتعملي فيا إيه .. إعملي أي حاجة تيجي في بالك .. بس أرجوكي أبويا يرجع شغله.”
نور فضلت ساكته بتبصله بغضب، بتحاول تتحكم في غضبها لإن وجوده قدامها بيستفزها، كفاية إللي كان هيعمله فيها …
مراد بإستفسار:”قولتي إيه؟”
نور فضلت بصاله كتير وإبتسمت بشر .. وهو إستغرب إبتسامتها …
نور:”كان نفسي أساعدك .. بس No way إن باباك يرجع لشغله، أنا مش عايزه أي حاجة من ريحتك حواليا، وياريت متجيش هنا تاني ولو حصل وجيت، هطلبلك البوليس علطول، وهخليك تتسجن طول عمرك ومش هتشوف النور أبدًا.”
مراد حس بإن الدنيا إتهدت حواليه وهو بيبص لنور إللي مبتسمه بشر ولسه هيتكلم ..
نور:”بره.”
مراد:”نور أ……”
نور بصراخ:”بقولك بره.”
دموعه نزلت غضب عنه … أبوه هيتعب أكتر ماهو تعبان … مصاريف الكلية والدراسة بتاعته هو وإخواته هيجيبها منين … مسح دموعه وإدالها ظهره ولسه هيخرج بصلها …
مراد بصوت متحشرج:”أنا جبتلك عربيتك وشنطتك هنا لحد عندك، أنا آسف.”
خرج من الفيلا بصعوبة تحت عيون نور إللي ملامحها هديت … فضلت واقفه في مكانها لفترة معينة بتفكر في حاجات كتير … عيونها جات على الوقت لقت إن فاضل 3 ساعات على ميعادها مع يحيى في السنتر … إتنهدت تنهيدة بسيطة ورجعت لأوضتها ومسكت موبايلها وعيونها جات على رقم معين .. فكرت كتير جدا وهي بتبص للرقم ده لحد ما أخدت قرارها وبدأت تتصل وبعد عدة رنات ..
؟؟:”ألو.”
نور:”معاكي نور رشدي عمير صاحب شركة **** للآثاث.”
؟؟ بإنتباه:”أهلا بيكي يا فندم، تؤمريني بحاجة؟”
نور بتكبر:”كنت حابه أسأل لو إنتم في شركتكم محتاجين ناس بتقدم شاي وقهوة.”
جزت على أسنانها بضيق من طلبها ده … إللي معاها على التليفون إستغربت شويه بس عشان دي نور بنت رشدي عمير إللي حلم عمرهم إنهم يشاركوا باباها في بعض أعماله فجميع طلباتها مجابه ..
؟؟:”أكيد يا فندم ولو مكناش محتاجين، أي حاجة حضرتك تطلبيها هتبقى مجابه ممكن بيانات الشخص إللي إحنا هنتواصل معاه وإعتبريه إتعين خلاص.”
نور:”أوك .. بس شاي وقهوة بس يعني متخلوهوش ينضف حاجة هو … *سكتت شويه وإتنهدت بصعوبة* … هو عجوز معدي الستين سنة.”
؟؟:”تمام يا فندم … مافيش مشكلة.”
نور:”أنا الرقم إللي معايا حاليًا هو رقم إبنه إسمه مراد محمود، إتصلي بالرقم ده ويكأنك بتتصلي بشخص طالب وظيفة قهوة وشاي بس هيطلع الرقم غلط.”
؟؟ بإستغراب:”بمعنى؟”
نور بتنهيدة وتوتر:”يعني بصي … إعملي نفسك بتتصلي بحد كان مقدم على وظيفة وطبعا الشخص إللي إسمه مراد ده هيقولك الرقم غلط بس هيمسك في الوظيفة دي لأبوه بس كده، ومتجيبيش سيرة إن أنا إللي إقترحته.”
؟؟:”تمام فهمت حضرتك.”
نور:”أوك، خدي الرقم.”
نور طلعت رقم مراد وإدته للي معاها على التليفون ولسه هتقفل …
؟؟ بتوتر:”حضرتك مش هتخلي رشدي بيه يفكر؟؟ إحنا منتظرين إنه يعمل معانا تعاقد وهو مردش علينا من وقتها فبستسمحك تطلبي منه كده … إحنا زي مابلغناكي نسبة الربح 75% لشركتكم وإحنا 25%.”
نور ببرود:”هخليه يفكر.”
؟؟:” بجد شكرا ليكي، أنا مش عارفة أقولك إيه.”
نور ببرود:”عفوا.”
قفلت المكالمة وإتنهدت بإرتياح كإنها حققت إنجاز .. قعدت على سريرها ونفخت بضيق بتفكر في قرارها … هي مسامحتش مراد .. وعمرها ما هتسامحه … هي بس كانت بتاخد حقها ولما شافته مذلول قدامها حست إنها أخدت حقها بنسبة بسيطة … بعد مرور فترة .. يحيى كان في السنتر بيشرح للطلبة إللي معاه وأحيانًا عيونه كانت بتيجي على الوقت أثناء الشرح، وتفكيره بيروح لنور منتظر إنه يطمن عليها ويشوف هل هي باقت كويسه ولا لا؟ .. وبعد الإنتهاء من الشرح فضل واقف في الأوضة إللي كان فيها وإنتظر خروج الطلبة وأخد كتاب خاص بسنة أولي من شنطته وكان عبارة عن كتاب المحاسبة وبدأ يراجع فيه لحد ما نور تيجي في ميعادها .. بعد مرور فترة بسيطة .. نور نزلت من عربيتها إللي مركونة قدام السنتر ودخلته وبدأت تدور بعيونها على يحيى بس ملقتهوش .. راحت ناحية السكرتيرة وسألتها عنه .. السكرتيرة شاروتلها على الأوضة إللي هو موجود فيها .. دخلت الأوضة لقته قاعد مركز في الكتاب إللي في إيده .. بس إنتبه لما هي حمحمت … عيونه جات في عيونها .. حاول يتحكم في إبتسامته إللي كانت هتظهر لما شافها وبالفعل قدر وخلا ملامحه جامدة وبدأ يتعامل برسمية زي ما قرر ..
يحيى بجدية:”إتفضلي.”
نور إستغربت نبرته بس كانت ملامحها هاديه . إبتسمت إبتسامة خفيفة وقعدت على كرسي ويحيى حمحم وبدأ يتكلم ..
يحيى بجدية:”أنا هبدأ أشرح الأسس المحاسبيه فعايزك تركزي معايا كويس لإن دي أهم حاجة في المحاسبة بشكل عام ولو مفهمتيش حاجة منها يبقى مش هتعرفي تفهمي حاجة في المحاسبة بعد كده.”
نور بإبتسامة:”أوك تمام .. بس ممكن تفك التكشيرة دي؟ وبطل تهددني بشكل غير مباشر كده.”
يحيى وهو بيمثل الجمود:”أنا مش مكشر ولا حاجة يا آنسة نور، ممكن نبدأ.”
نور فضلت تبصله كتير وهي مبتسمة وبتستفسر بينها وبين نفسها إيه إللي حصل عشان يتعامل معاها بالشكل ده … بس على مين ..
نور بتنهيدة وهي بتبص في عيونه:”أوك يلا نبدأ.”
يحيى حس بالخجل وبعد عيونه عنها وإدالها ظهره وراح ناحية السبورة ولسه هيكتب …
نور:”إنت مش هتشرحلي في الكشكول؟”
يحيى وهو بيبلع ريقه بتوتر وهو مديلها ظهره:”لا … على السبورة أحسن.”
نور بإبتسامة:”أوك، مافيش مشكلة.”
كتب العنوان وبدأ يرسم مخططات خاصة بتقسيمة المادة ولف وبص لمكان بعيد عنها وبدأ يشرح، كان طول الوقت نفسه يسألها عن أحوالها وهل هي باقت كويسه ولا لا؟ بس كان بيحاول يمنع نفسه من كده … كانت بتبصله ومستغربه هو ليه مش بيبصلها ومش منتبهه لشرحه أبدًا … فاقت على صوته ..
يحيى وهو بيبصلها:”إنتي معايا؟”
نور:”أيوه.”
يحيى:”طب كنت بقول إيه؟”
نور سكتت ومعرفتش ترد عليه … يحيى نفخ وبدأ يشرح من تاني … نور إنتبهت لإستايل لبسه إللي دايما بيضايقها قعدت تفكر شويه إيه الإستايل إللي ممكن يليق بيه وبتتخيله بإستايلات مختلفة وبتشوف هيكون شكله حلو في أنهي إستايل؟؟ ….
يحيى بإستفسار:”فهمتي؟”
إنتبهت على سؤاله ليها … بصتله بإستفهام ..
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:”إيه هو المدين وإيه هو الدائن؟”
نور بصتله بعدم فهم وبتفكر في السؤال ده بس مش عارفة ترد … يحيى نفخ بنفاذ صبر وراح جاب كرسي وقعدت قدامها وفتح كشكول من معاه وبدأ يشرح … نور إبتسمت من حركته دي، كان شبه الأطفال الصغيرة بالنسبالها … يحيى كان بيشرحلها على الكشكول وبيحاول ميبصلهاش لإنه مش قادر يتحكم في إبتسامته وهو بيبص في وشها كإنها سبب لإبتسامته، أو إنه حتى يتعامل معاها بشكل عفوي زي ما إتعامل معاها إمبارح … وهو على قد مايقدر بيحاول يسطح علاقته بيها … إللي بينه وبينها هو الشرح وبس، ده إللي كان بيحاول يقنع نفسه بيه، كانت سرحانه وبتبص لملامحه من الجنب وده إللي ظاهر ليها لإنه كان بيبص في الكشكول وبيشرح … ملامحه كانت غريبة وجميلة بالنسبالها .. كان لطيف جدا .. إنتبهت لما رفع راسه وعيونه العسلي جات في عيونها . حمحم بإحراج وبص للكشكول تاني وسألها ..
يحيى:”فهمتي؟”
نور بضحكة خفيفة:”لا مفهمتش.”
رفع عيونه وهو معقد حواجبه وهي ضحكت على شكله .. كان متضايق بسبب إنها مش فاهمة حاجة شرح كذا مرة نفس الحاجة ومفهمتهاش .. وإللي إستفزه أكتر إنها بتضحك .. هبد الكشكول ونفخ بضيق ..
يحيى بإنزعاج وهو بيبص في عيونها:”بصي بقا للكشكول وركزي معايا، أنا بقالي نص ساعة بشرح في نفس النقطة.”
نور بهدوء وإبتسامة:”حاضر هبص في الكشكول.”
بصت للكشكول ويحيى أخد نفس عميق وبدأ يشرح ونور فعلا مكانتش فاهمة الكلام إللي بيتقال ده أو مش عارفة تستوعبه … يعني إيه مدين ودائن أصلا؟؟ .. إيه المسميات الغريبة دي؟!! …
يحيى إتنهد بإرتياح وبصلها .. عيونه جات في عيونها ..
يحيى بإبتسامة:”كده تمام؟”
نور هزت راسها ب “لا” بهدوء …
يحيى بصلها وهو بيعض شفايفه ومعقد حواجبه بتفكير … يفهمها إزاي؟؟؟ ده شرح بكل الطرق إللي يقدر يشرح بيها … طب يفهمها إزاي؟؟ إزاي؟؟؟!!! … كانت بتحاول تكتم ضحكتها بسبب شكله الظريف .. أول مرة تقابل حد ظريف كده .. يحيى قلع نظارته النظر ومسحها وبيحاول يفكر هيشرحلها إزاي؟؟ وفي نفس الوقت بيبص في إتجاهها بس مش شايفها بوضوح … عيونها جات في عيونه العسلية .. إنتبهت وشافت قد إيه عيونه جميلة .. وحست بس إنه ناقص يرفع شعره وتكون الصورة إكتملت بالنسبالها .. فاقت من إللي هي فيه لما لبس نظارته ..
يحيى بتنهيدة:”لقيتها.”
بصتله بإستفسار …
يحيى بإستفسار:”معاكي أغنية *اه لو لعبت يا زهر*؟”
نور بإستغراب:”أيوه .. ليه؟”
يحيى:”عارفاها يعني؟”
نور:”اه سمعتها.”
يحيى بإستفسار وهو رافع حاجبه:”فاهماها؟”
نور بإستغراب:”أه.”
يحيى بإبتسامة وتلقائية:”حلو جدا … بصي بقا في الكشكول وركزى معايا بقا عشان بقالى أكتر من ساعة بشرحلك الفرق بين الدائن والمدين.”
بدأ يكتب في الكشكول ….
*الدائن >> إللى له قرش ما بينامشي*
*المدين >> ما بالك بقا بإللي عليه*
كتب الجملتين دول في الكشكول ورفع راسه بيستفهم هي فهمتها ولا لا؟؟ …
نور بصت للجملتين دول وبتحاول تربط التعريفين ببعض وبعدها إبتسمت لإنها فهمتهم .. ورفعت راسها .. عيونها جات في عيونه إللي بتبصلها بإستفسار وإحراج في نفس الوقت …
نور بإبتسامة:”فهمتها.”
يحيى سعادته كانت لا توصف بسبب إنها فهمتها أخيرًا .. نور كانت بتضحك على طريقته دي … يحيى كمل شرحه بحماس ونور المرة دي كانت مركزة وفاهمة كل حاجة بتتقال لإنها فهمت الأهم منه هو … بعد مرور فترة بسيطة …
يحيى بإبتسامة:”إحنا كده خلصنا الحاجة المهمة في المنهج فعلا، كل إللي جاي هيكون عبارة عن مسائل وفي كل مسألة نقطة جديدة .. يعنى 6 نقاط وأنا كده شرحتلك الأساس في المسائل كلها بشكل عام.”
نور بإبتسامة:”أوك.”
يحيى قفل الكشكول وبصلها .. وقدمهولها بهدوء … أخدت الكشكول منه وإبتسمت وفتحت شنطتها وأخدت مبلغ منه وقدمتهوله .. يحيى أخده منها بإحراج وقام من مكانه وبدأ يجهز شنطته عشان يمشي … نور قامت من مكانها بسرعة وقربت ناحيته لحد ما وقفت وراه … يحيى بعد ما خلص لف عشان يمشي .. إتفزع لما لقى نور في وشه …
يحيى بتوتر وهو بيرجع خطوات للخلف:”في إيه؟”
نور بإبتسامة وهي بتقرب منه:”كنت عايزة أقولك حاجة بمناسبة إمبارح.”
يحيى بإستفسار وإحراج من قربها:”إيه هي؟”
نور:”أنا كنت تعبانة إمبارح، بس إنت كنت موجود معايا ودي حاجة أسعدتني.”
يحيى بإرتباك:”عادي .. محصلش حاجة لكل ده، المهم إنك كويسه.”
نور:”تمام.”
كان متوقع إنها هتمشي بس إستغرب لما لقاها كملت كلام …
نور:”إنت بقا بتحاول تتجنبني من ساعة ما جيت ليه؟ أظن إن إحنا بقينا أصحاب … مينفعش تتجنبني كده.”
يحيى وهو بيبلع ريقه بتوتر:”أصحاب؟!”
نور بإبتسامة:”أيوه أصحاب .. إنت كنت موجود في وقت أنا كنت مخنوقة فيه وخلتني أخرج من إللي أنا فيه .. فإحنا كده خلاص بقينا أصحاب.”
بصلها بتشتت … ومحتار في كلامها .. وبيقارن بين كلام زيد وبين طريقة تعاملها معاه وشايف إنها طيبة أوي ووحيدة عكس كلام زيد تمامًا … شايف إن زيد غلطان في كلامه عنها …
نور:”أنا فهمت النهاردة كويس جدا … وعارفة إن هيكون ليا مستقبل كبير معاك.”
يحيى خدوده وودانه إحمرت من كلامها ده غير إن قلبه بيدق بشدة بسبب وجودهم مع بعض في مكان لوحدهم من البداية لحد دلوقتي … قربت كذا خطوة ناحيته لحد مابقى في فاصل بسيط بينهم ويحيى كان وراه الحيطة وبيبلع ريقه بإرتباك وتوتر ..
نور بإبتسامة ونبرة رقيقة وهي بتبص في عيونه:”أنا معتمدة عليك في كل حاجة يا يحيى.”
يحيى هز راسه بسرعة .. بصتله لفترة بسيطة وإبتسمتله وبعدت عنه ولسه هتخرج …
يحيى بتصرف سريع:”نور.”
غمض عيونه وجز على أسنانه بسبب تسرعه ده … بصتله بإستفسار ..
يحيى بتوتر حاول يداريه:”إبقي طمنيني عليكي لما تروحي.”
إبتسمتله إبتسامة رقيقة خلت قلبه يدق بشكل كبير وهزت راسها و خرجت من الأوضة وبعدها خرجت من السنتر وركبت عربيتها، فتحت موبايلها وبدأت تتصل بجاسر …
جاسر بإستفسار:”إيه الأخبار؟”
نور بإبتسامة كبيرة:”وقع خلاص.”
……………………………………………………………
يتبع ……
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد