Uncategorized

رواية قلبة لا يبالي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم هدير نور

  رواية قلبة لا يبالي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم هدير نور

رواية قلبة لا يبالي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم هدير نور

رواية قلبة لا يبالي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم هدير نور

قاطعت شهيره جملتها عندما شاهدت داليدا تقترب منهم بوجه شاحب تجر حقيبه ضخمه خلفها
حتي وقفت امام داغر تتطلع اليه بصمت لكنه ابعد نظره عنها بحده بينما وقفت تراقب شهيره ما يحدث بينهم باعين كالصقر..
همست داليدا بصوت مرتجف
= انا همشي زي ما امرتني ….
لتكمل و هي تضغط علي حروف باقي جملتها
=يا داغر بيه……
هتفت شهيره وهي تتصنع الحزن بينما ترمق داليدا بنظره تمتلئ بالشماته
=و هتروحي فين انتي مالكيش اي حد…
قاطعتها داليدا بحده
=هروح في داهيه..مالكيش دعوه انتي……
لكنها فجأه اطلقت صرخه متألمه ملقيه الحقيبه من يدها علي الارض ممسكه ببطنها و هي تصرخ بصوت اعلي مما جعل داغر يستدير اليها قائلاً بارتباك
=في ايه مالك….؟
صرخت داليدا بألم اكبر وهي تبكي منتحبه
=شكلي بولد….مش قادره
صاحت شهيره وهي تخبر داغر =اتصل بطاهر خليه يجي يخدها يوديها للمستشفي……
لكن داليدا امسكت بيد داغر تتشبث بها وهي تبكي
=علشان خاطري…لا متسبنيش لوحدي…
وقف داغر يتطلع اليها بارتباك ينقل نظره منها الي شهيره التي كانت علامات الرفض و الغضب تملئ وجهها.. هتف بحده بينما يتراجع للخلف بعيداً عن يد داليدا التي كانت تتشبث به
=اجي معاكي ليه و انا مالي….
ليكمل بغضب وهو يلتفت الي شهيره
=ما تشوفي جوزك الزفت ده فين خاليه يجي يشيل بلوته…
تغضن وجه داليدا بألم بينما تطلق صرخه مدويه و قد ازداد بها الالم مما جعل شهيره تهمهم بارتباك و هي تنوي الصعود للاعلي حتي تجلب هاتفها
=هطلع اجيب تليفوني… و هكلمه يجي…
لكن صرخت داليدا باكيه وهي تتجه نحو داغر تمسك بيده بقوه
=ابوس ايدك ..متسبنيش…
لتكمل صارخه بقوه اكبر
= خدني المستسفي مش قادره بموت…
ارتبك داغر عدة لحظات قبل ان يزفر باستسلام واضعاً يده علي ظهرها دافعاً اياها برفق نحو الباب و هو يهتف الي شهيره الواقفه تراقبهم بوجه غاضب
=كلمي سي زفت…خاليه يحصلني علي المستشفي….
اندفعت شهيره نحوهم قائله بارتباك
=طيب استني يا داغر 5 دقايق هغير هدومي و هاجي معاكوا……
قاطعتها داليدا صارخه برفض من بين شهقات ألامها
=لا متجيش معايا…انتي بالذات ….متجيش معايا….
هتف داغر بغضب و نفاذ صبر
=خلاص يا شهيره…هاتيجي تعملي ايه ما انتي فاهمه اللي فيها لا انتي ولا هي بطيقوا بعض… كلمي جوزك يجي المستشفي خليني اخلص من الليله دي….
وقفت شهيره تراقب بقلق داغر بينما يقود داليدا الي الخارج نحو سيارته باعين تلتمع بالخبث و السعاده هامسه
=خلاص مفضلش علي الحلو غير تكه…كده فاضل الفلوس اللي هخدها منه و نطير من هنا…
ثم التفت صاعده نحو غرفتها حتي تأتي بهاتفها حتي تحدث زوجها…
ساعد داغر داليدا التي كانت لازالت تصرخ متألمه وهي تمسك ببطنها المنتفخه علي الصعود الي السياره ليصعد جالساً بجانبها امراً السائق بالانطلاق متناولاً هاتفه علي الفور
=ايوه يا مرتضي….الهانم بتاعتك بتولد..
ليكمل بصوت اعلي عندما بدأت صراخات داليدا المتألمه ترتفع
=انجز…ربع ساعه و القيك قدامي في المستشفي…انا مش ناقص بلاوي….
اغلق الهاتف واضعاً اياه بجيبه قبل ان يلتف الي داليدا الجالسه بجانبه و لازالت تصرخ متألمه قائلاً
=ما خلاص يا ديدا… كفايه صريخ انتي ما صدقتي…
ضربته داليدا بكتفه و هي تتصنع الغضب
=مش انت اللي قولتلي امبارح اعمل كده..علشان يصدقوا اني بولد بجد…..
ابتسم داغر مقرباً اياها بجانبه
لكنه انتبه الي متولي الذي كان يقود السياره و هو يبتسم
=خير يا متولي في حاجه…؟!
اجابه متولي وهو يهز رأسه…
=ابداً يا باشا…بس فرحان ان حضرتك رجعتلنا بالسلامه ربنا ما يحرمكوا من بعض ابداً….
ليكمل سريعاً وهو يقود السياره
=الامانه اللي حضرتك وصتني عليها وصلت خلاص…و طاهر الرجاله بتوعنا مستنينه عند المستشفي اول ما يوصل هيخدوه علي هناك برضو…
ربت داغر علي كتفه قائلاً باستحسان
=كنت عارف انكوا قدها خدنا بقي علي فيلا التجمع…
اومأ متولي برأسه بطاعه بينما تراجع داغر للخلف ضاغطاً علي زر بجانب مقعده ليرتفع الزجاج الذي يفصل بينهم و بينه…
امسك داغر علي الفور بذراع داليدا جاذباً اياها لتجلس فوق ساقيه دافناً وجهه بعنقها يقبله بحنان..
=حرام عليكي يا داليدا كل ده صويت انا روحي راحت….ما بالك لو بتولدي بجد بقي هتعملي فيا ايه
مررت داليدا يدها بشعره متنعمه بملمسه الحريري بين اصابعها
= انت اللي قولتلي اعملي نفسك هتولدي….وطبيعي اصوت اومال هضحك يعني….
التوت شفتي داغر بابتسامه واسعه و هو يراقب باعين تلتمع بالشغف عصبيتها تلك…فهو من قام باخبارها ان تفعل ذلك بالفعل حتي يستطع اخراجها من ذلك المنزل بعد ان عادت اليه ذاكرته بليلة امس…
……فلاش باك…….
بعد ان انهارت داليدا و فقدت الوعي بغرفة الاستقبال افاقت بعد فتره لا تعلم مدتها كم كانت نهضت علي قدميها المرتجفه و قد بدأت تتذاكر كلمات داغر القاسيه و طرده لها فقد كان يعتقد انها علي علاقه بذاك الحقير الذي يدعي طاهر…
صعدت الدرج بخطوات بطيئه و عقل شارد لا تعلم ما الذي يجد عليها فهي لا يمكنها تركه وحيداً معهم وتذهب كما لا يمكنها اقناعه ببقاءها هنا فقد كانت نظراته له الاخيره تمتلئ بالكره و الاحتقار….
دلفت الي غرفة الحضانه التي اعدتها بيدها هي و زوجها من اجل استقبال طفلهم انهارت جالسه علي الارض متفجره في البكاء و شهقاتها تمزق السكون من حولها و قد سيطرة عليها اليأس بان داغر لن يتذكرها ولن يتذكر طفلهم نهائياً… و بانه سيظل فاقد لذاكرته تلك ابي الابد…
جلست تستند بظهرها الي الحائط بينما رأسها يستند علي فراش صغيرها الذي اشتراه داغرمفاجأً اياها به تذكرت فرحتهم بهذا اليوم مما جعل غصه من الالم تكاد تمزق قلبها اغمضت عينيها تبكي بصمت محاوله ايجاد حل لمأزقها هذا…
!!!***!!!***!!!!
بعد مرور ساعه…
عاد داغر الي القصر بعد ان قضي الساعات الفائته بقيادة سيارته حتي يهدأ الغضب والالم المشتعل بداخل صدره لكنه فور ان وصل الي الجناح الشرقي من القصر المخصص له وجد ان احدي الغرف التي تجاور جناحه بابها موارباً بينما الضوء ينبعث منها مما جعله ذلك يتعجب فتلك الغرف فارغهو لااحد يتجرئ الدخول اليها
دفع الباب و دلف الي الغرفه التي ما ان رأها شعره بقلبه يخفق بصدره بجنون و ألم قاسي دب في رأسه و قد بدأت تتدافع امام عينيه صور متداخلة مشوشه لتلك الغرفة..
فقد كانت معده لطفل ما…
اخذ يمرر عينيه بها متفحصاً اياها و الالم في رأسه يزداد و يكاد يفجر رأسه الي نصفين حتي وقعت عينيه علي رسمه لزوجين من الفيله و صغيرهم يدور من حولهم يلعب بمرح…
امسك رأسه بقوه و صوت امرأه يتردد في رأسه
=انا و انت…و يامن……
انهار جالساً علي الارض و هو يمسك برأسه بقوه و ذلك الصوت لا يكف عن التردد في رأسه معذباً اياه…
لكنه تجمد في مكانه بصدمه عندما رفع رأسه و رأي تلك المرأه الجالسه علي الارض بزواية الغرفه بينما رأسها يستند علي مهد مخصص لطفل و قد كانت غارقه بالنوم…
شاهد باعين متسعه شعرها الاحمر الناري الذي يغطي وجهها ليعلم انها تلك المرأه من حلمه….
اقترب منها يزيح باصابع مرتجفه شعرها من فوق وجهها….
شعر بقلبه يرتجف بداخله فور رؤيته وجهها هذا..
لينقشع اخيراً الضباب الذي كان يغلف عقله طوال الاسابيع الماضيه ليحل محله تلك المعلومات التي فقدتها ذاكرته…
كانت الاحداث تمر في عقله كفيلم سريع من اتفاقه مع مرتضي. خالها….لزواجه منها..و سوء ظنه بها لوقوعه بحبها رأساً علي عقب…و اتمامهم لزواجهم ..لعطلتهم بروسيا و حملها بطفلهم..لكل تلك اللاحظات السعيده و الحزينه بعلاقتهم…
مرر يده بحنان علي وجهها يتلمس ملامحها وهو يهمس بصوت مختنق متألم
=داليدا…..
استيقظت داليدا تفتح عينيها بفزع فور شعورها بلمسته تلك معتقده ان طاهر من يلمسها لكن فور ان رأت داغر من يقبع فوقها شعرت بالراحه تسري بداخها و قد هدئ ذعرها …
لكن عند رؤيتها للالم و الحزن المرتسم علي وجهه انتابها القلق عليه همست بصوت حاولت جعله مستقراً حتي لا تظهر له قلقها هذا
=داغر بيه..انت كويس…فيـ……
لكن ابتلعت باقي جملتها عندما جذبها الي صدره يضمها بقوه اليه دافناً وجهه بعنقها و هو يهمس بصوت ممزق
=قلب داغر…و دنيته…و حياته كلها…
شعرت داليدا بقلبها يقصف داخل صدرها و قد بدأ الامل ينبض بداخلها همست بتردد بصوت ضعيف
=انت.. الذاكره رجعتلك ….؟!
اومأ برأسه الذي لا يزال مدفوناً بعنقها مما جعلها تنفجر باكيه تحيط جسده بذراعيها تضمه اليها تتشبث به بكل قوتها و هي تهمس شاكره الله من بين شهقات بكائها…
رفع رأسه عن عنقها يضغطه علي بطنها المنتفخه مقبلاً اياه قبلات متتاليه متلهفه وهو يهمس بشغف
=يامن…يامن….
مررت داليدا اصابعها المرتعشه برأسه المستنده علي بطنها و قلبها يرتجف فرحاً و راحه و هي تسمعه يردد اسم طفلهم اخيراً…
رفع رأسه دافناً اياه مره اخري بعنقها الذي اخذ يقبله بحنان بينما شدد من احتضانه لها
لكن تجمدت داليدا عندما شعرت برطوبه فوق عنقها لتعلم بانه يبكى شعرت بقلبها يهتز داخل صدرها عندما سمعته يهمس بصوت منكسر ضغيف
=سامحيني يا حبيبتي انا اسف….
ليكمل بصوت متحشرج معذب يتخلله الندم و الحسره
=و الله كان غصب عني…مش عارف ازاي نسيت كل اللي بنا…
اخذت تبكي هى الاخرى بينما تمرر يدها بحنان فوق ظهره حتى يهدئ مخففه عنه ظلوا على هذا الوضع عدة دقائق. .
قبل ان يرفع داغر رأسه بحده يتطلع اليها باعين تلتمع بالغضب العاصف فور تذكره للمشهد الذي رأه اليوم و تسبب في طرده لها متذكراً طاهر و ما كان يحاول فعله بها بالاسفل فقد كان وقتها يظن انها كما قالت له شهيره عشيقته لذا ظن ما يحدث بينهم برضاها لكن الان فهم ما كان يحاول ذلك الملعون فعله بها
=طاهر…كان بيحاول يعتدي عليكي مش كده…
اومأت داليدا رأسها بالموافقه هامسه بتردد
=و مش …مش اول مره يحاول يتعدي عليا او يتحرش بيا……
قرب داغر وجهه من وجهها مزمجراً بشراسه و هو يتفحصها بنظراته المشتعله وقد اصبحت الدماء تعصف بداخله
=يعني ايه مش اول مره..يتحرش بيكي؟
تطلعت داليدا الي وجهه بخوف فقد كانت عينيه محتقنه بالنيران بينما وجهه كان محتد بغضب عاصف لكنها رغم ذلك استجمعت شجاعتها و اخذت تخبره بكل ما فعله بها من محاولته للتحرش بها بالمطبخ ليلاً ببداية زواجهم الي محاولته التعدي عليها بغرفتها و ضربها له بالسكين و اشعاله للنيران بالمكتبه و محاولته لقتلها و تهديدها…
لكنها توقفت تبتلع لعابها بصعوبه فور ان حدقها بنظرة حاده جعلت قلبها يرتجف خوفاً عندما قاطعها بقسوه مغمغماً بخشونه و عصبيه مفرطه
=كل ده….كل ده و مفكرتيش ولو للمره تقوليلي…….
حدقت فى وجهه بخوف من لهيب الغضب الذى يلتمع بعينيه وهي تحيبه بصوت مهتز لاهث
=خوفت في الاول انك متصدقنيش…وانك تفتكر ان انا اللي بغريه خصوصاً وان وقتها اكتشفت انك اتجوزتني لي..و اتفاقك مع خالي و ظنك فيا اني…….
قاطعها داغر بقسوه و غضب
=و لما تممنا جوازنا و كل حاجه ما بنا بقت كويسه….برضو كنت خايفه…..
هزت داليدا رأسها قائله بصوت مرتعش و اعين ملتمعه بالدموع
=ايوه كنت خايفه…كنت خايفه عليك…خايفه تتهور و تقتله….
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما رأته ينتفض واقفاً يتجه نحو الباب بخطوات مشتعله وهو يصرخ بشراسه
=و ده اللي هيحصل فعلاً و ديني ما هيطلع عليه صبح هقتله هو و الكلبه مراته…..
اسرعت داليدا بالنهوض علي قدميها رغم ثقل وزنها بسبب حملها و الصعوبه التي تواجهها الا انها نهضت مسرعه تلحق به تجذبه من ذراعه واقفه امام الباب تسد الطريق عليه مانعه اياه من الخروج صرخ داغر بها بحده جعلت عروق عنقه تنتفض
=ابعدي يا داليدا….
وضعت يديها فوق صدره تمنعه عندما حاول دفعها بعيداً عن الباب هاتفه بهستريه بينما بدأت الدموع تنهمر بغزاره علي وجنتيها..
=علشان خاطري…علشان خاطري..و خاطر يامن…يامن اللي كلها كام يوم وهايجي الدنيا…
لتكمل سريعاً عندما حاول تجاوزها و الخروج
=عايزه يجي الدنيا بدل ما يلاقيك مستنيه .. يلاقيك مرمي في السجن علشان خاطر واحد زباله زي ده..ميستهلش…
القت بجسدها عليه تحيط خصره بذراعيها و هي تهمس برجاء و خوف
=علشان خاطري..اهدي و فكر قبل ما تعمل حاجه تندم عليها…هناخد حقنا منهم لكن بالعقل……
زفر داغر بحده بينما يحيط جسدها يضمها اليه مربتاًً علي ظهرها بلطف عندما بدأ جسدها بالارتجاف قائلاً باستسلام و قد اثر به خوفها وبكائها هذا
=خلاص…خلاص اهدي يا حبيبتي..
ليكمل من بين اسنانه بقسوه
=بس و ديني….لأخليه يتمني الموت و ميطولوش…. الموت هيبقي رحمه له بكتير من اللي هعمله فيه….
عندما استكان ارتجاف جسدها رفع و جهها اليه يسألها ذاك السؤال الذي حيره
=ليه عملتي نفسك خدامه وليه مقولتليش انك مراتي…حتي لو مش فاكرك بس عندك قسيمة جوازنا و حاجات كتير تثبت جوازنا….
مررت داليدا يدها علي خده بحنان
=دكتور عزت مانعني ان اقولك و فهمني ان لو قولتلك اني مراتك او فكرتك باي حاجه انت ناسيها بالعافيه هتدخل في غيبوبه تاني…..
قاطعها داغر و هو مقطب الوجه..
=عزت.. ؟! ازاي يقولك كده….مع ان لما روحت لدكتور تاني النهارده قالي من المهم ان اللي حواليا يتكلموا معايا عن كل حاجه انا ناسيها يبقي ازاي عزت يقول كده و ليه يقولك متعرفنيش انك مراتي….و ليه لما سالته عنك قالي انه كان بيشوفك بتخدمي في القصر قبل الحادثه…
صمت قليلاً يفكر قبل ان يهتف من بين اسنانه بقسوه
=يا ابن الكلب…يا زباله حتي انت كمان….
تشبثت داليدا بقميصه مغمغمه باستفهام
=في ايه يا حبيبي…؟!
طبع علي جبينها قبله حنونه
=مفيش حاجه يا حبيبتي…هفهمك كل حاجه بس مش دلوقتي….
ليكمل وهو ينحني يحملها بين ذراعيه
=دلوقتي انتي محتاجه تنامي و ترتاحي…
ثم خرج من غرفه الحضانه ليدلف الي جناحهم الخاص و هو لا يزال يحملها متجهاً بها علي الفور نحو الحمام..
غمغمت داليدا باعتراض
=بتعمل ايه يا داغر…؟!
انزلها علي قدميها بلطف من ثم بدأ بنزع ملابسها مجيباً اياها بينما يزرع قبلات حنونه علي كامل وجهها…
=هحمي حبيبتي…و ادلعها…و اعوضها عن التعب اللي شافته الايام اللي فاتت…
ليكمل زافراً بحنق وغضب
=مش قادر اصدق…انك كنت عماله تخدمي في شوية الكلاب اللي تحت..بس وديني لهدفعهم تمن ده و غالي اوي…
اسندت داليدا رأسها علي صدره محيطه خصره بذراعيها تحتضنه بقوه كما لو كانت لا يمكنها الكف عن احتضانه و الشعور به بين ذراعيها من جديد همست بصوت مرتجف
=مش مهم اي حاجه المهم انك معايا و بخير…ده عندي بالدنيا و ما فيها…
قبل داغر رأسها بحنان قبل ان يدفعها برفق داخل كابينة الاستحمام حيث قام بنزع ملابسه هو الاخر قبل ان يدلفوا سوياً اسفل المياه التي كانت تندفع من كل اتجاه مغرقه اياهم تناول داغر سائل الاستحمام و افرغ منه كميه كبيره بيده من ثم بدأ بغسل جسد و شعر داليدا و ما ان انتهي تناولت هي سائل الاستحمام تفرك جسده به و ما ان انتهت..انحنت عليه واضعه شفتيها فوق صدره موضع قلبه تطبع عليه قبله حنونه بينما تحيط خصره بذراعها تحتضنه بقوه غير قادره علي مقاومه الدموع التي اخذت تنسدل من عينيها فهي لم تكن ستسطع ان تكمل حياتها بدونه…اخذ داغر يربت علي ظهرها محاولاً تهدئتها بينما يطبع قبلات متتاليه حنونه فوق رأسها…
و بعد ان هدئت ابعدها عنه بلطف حاملاً اياها لخارج كبينة الاستحمام متناولاً منشفه كبيره بدأ يجفف جسدها وشعرها بها و هو يطبع قبلات عميقه و سريعه في ذات الوقت فوق شفتيها هامساً لها عن مدي اشتياقه و حبه لها من ثم حملها خارجاً بها الي غرفة النوم واضعاً اياها بحنان فوق الفراش يضمها اليه حيث غرقا سوياً ببحر شغفهم الذي هجروه طوال فتره مرضه..
!!!***!!!***!!!
بعد مرور بعض الوقت ..
مرر داغر يده بحنان علي ظهر داليدا المستلقيه بين ذراعيه تدفن وجهها بعنقه بينما ذراعها يلتف حول خصره و ساقها فوق ساقه محاصره اياه كما لو كانت تخشي ان يختفي..
همس برفق مقبلاً رأسها
=ديدا انتي نمتي…؟
اصدرت همهمه منخفضه تدل علي استيقاظها مما جعله يرفع وجهها اليه قائلاً بهدوء وهو يتأمل وجهها الناعس
=حبيبتي عايزك تسمعي اللي هقوله دلوقتي و تفهميه كويس لان اي غلطه هضيع كل اللي هنعمله…
فور سماع داليدا كلماته تلك اختفي نعاسها و اخذت تستمع باهتمام الي ما يرغب بفعله لكي يقع بشهيره و طاهر و عندما انتهي باخبارها بكل شئ غمغمت باعتراض
=طيب ليه هتخليني اسيب البيت و امشي… انا مينفعش اسيبك مع العقارب دول لوحدك…
ابعد داغر شعرها المتناثر فوق عينيها الي خلف اذنها بينما يجيبها بهدوء
=مينفعش اسيبك معاهم في نفس البيت يا حبيبتي بعد كل اللي عملوه…و اللي اكيد ناوين لسه يعملوه..انا خايف عليكي…
قاطعته داليدا بحده و هي ترجع رأسها للخلف بعيداً عن لمسة يده و قد انفجر اخيراً الضغط الذي كانت تعاني منه منذ بداية وقوع الحادث له
=انا مش ضعيفه يا داغر ..انت عارف انا استحملت ايه الفتره اللي فاتت علشان ماسيبكش لوحدك معاهم….
عارف كنت بموت ازاي من خوفي عليك كل ما كنت بشوفك معاهم و انا عارفه انك مش فاكر وساختهم و مأمن لهم..
ازاي كان اكلك.. شربك كنت بعمله بايديا علشان خايفه لحد فيهم يحطلك حاجه فيه زي ما عملوا معايا….ازاي كنت بتسحب كل يوم الفجر افتح باب اوضتك اطمن انك نايم..وانك كويس علشان خايفه يكون حد فيهم اذاك وانت نايم
اكملت بصوت مختنق و قد بدأت دموعها تنهمر بغزاره وقد عاد اليها شعور خوفها وفزعها عليه
=عارف احساسي وانا لوحدي وسطهم.. لدرجة اخر ما يأست اتصلت بزكي علشان يرجع و يبقي معاك علشان ده الشخص الوحيد اللي كنت واثقه فيه لانك انت بتثق فيه..بس تليفوناته كلها كانت مقفوله و معرفتش اوصله….و اضطريت اتحمل كل ده لوحدي علشانك فمتجيش دلوقتي تقولي اسيبك وامشي تواجه كل ده لوحدك…..
كان داغر يستمع اليها و قلبه يرتجف بداخله لا يصدق ما واجهته و تحملته من اجله متذكراً طعامه التي كانت تصر بوضعه امامه بنفسها حتي المياه…و القهوه…وتلك المرات التي دخل بها الي غرفته ليجدها ممسكه بدوائه بالتأكيد كانت تتأكد منه…و موقف القهوه التي القته بعيداً عندما ناولته اياه داليدا…
قرب وجهه منها مقبلاً و جهها بحنان موزعاً قبلاته عليه قبل ان يسند جبهته فوق جبهتها متشرباً بشغف انفاسها الحاره قبل ان يغمغم بصوت اجش مليئ بالعاطفه
=عارف انك تقدري علي كل حاجه و انك بـ100 راجل و واثق فيكي…..
ليكمل ممرراً يده علي جانب رأسها بحنان
=بس انا لو سبتك هنا وسطهم لحد ما اشوف هتصرف ازاي معاهم وقتها انا اللي هبقي ضعيف…خوفي و قلقي عليكي مش هيخلوني مركز في اي حاجه…انا عايز ابقي مطمن عليكي…و كمان فكري في يامن هتأمني عليه وسطهم ازاي….
قاطعته داليدا بينما ترفع ذراعها وتحيط عنقه به
=و انت هتستني عليهم ليه يا داغر ما تخلص منهم علي طول و تطردهم ….
هز رأسه قائلاً باصرار
=لما اجيب اخرهم الاول…و متنسيش خالك الكلب اللي هرب علي ليبيا لازم اجيبه هو كمان ..لازم اصبر علشان اخلص عليهم من جذورهم…
ليكمل وهو يتطلع الي عينيها الدامعه
=علشان كده لازم ابقي مطمن عليكي..هتعقدي في فيلا التجمع لحد ما تولدي و اكون انا خلصت الليله دي…..
همست داليدا بصوت مرتجف
=هتسبني لوحدي هناك يا داغر افرض جالي الطلق وانت مش معايا….
قاطعها داغر علي الفور و قد تأثر من الخوف المرتسم علي وجهه
=هبقي معاكي يا حبيبتي طبعاً…انا نفسي مقدرش اسيبك لوحدك…هااا موافقه يا حبيبتي..؟!
اومأت داليدا رأسها بالموافقه وهي تغمغم بتردد
=مـ…ـوافقه..و امري لله
لتكمل سريعاً محاوله ايجاد حل يراضيها
=طيب ما تحاول تتصل انت بزكي اكيد معاك رقم الفيلا بتاعتك اللي هو فيها وخليه يرجع مصر يبقي معاك علشان ابقي مطمنه عليك….
ابتسم داغر فور سماعه كلماتها القلقه تلك احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه حتي اصبحت ملتصقه به
=زكي لسه في اجازته اسبوع مش هينفع اقوله سيب اجازتك و انزل…
ليكمل مغمغماً بمرح محاولاً اخراجها من حالتها القلقه تلك
=بعدين انا قدها و قدود مش واثقه في جوزك ولا ايه يا ست داليدا…
ابتسمت داليدا مجيبه اياه و هي تطبع علي خده قبله سريعه
=لا طبعاً واثقه…
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت جسد داغر ينتفض بخفه بجانبها و هو يهتف بمرح بينما يضع يده فوق بطنها المنتخفه برفق متحسساً ركلات طفله
=ابنك بيضربني…شكله هيطلع مفتري زيك و هيهرني عض
ابتسمت داليدا قائله و هي ترفع حاجبها بمشاغبه
=تصدق وحشني اني اعضك اوي….
ثم اسرعت باطباق اسنانها علي كتفه تعضه برفق مما جعل داغر ينفجر ضاحكاً..بينما كان قلب داليدا يرقص فرحاً لدي سماعها ضحكته تلك…
دلكت بيدها اثر عضتها علي كتفه وهي تغمغم بطريقه حالمه
=تعرف اني كان واحشني صوت ضحكتك اوي….كنت علي طول مكشر…و كل ما اقرب منك تتعامل معايا زي كأني عدوتك….
قرب داغر وجهه منها متأملاً بشغف ملامحها الرائعه
=علشان كنت بتأثر بيكي…رغم اني كنت ناسيكي لكن قلبي فضل فاكرك..و ده كان مجنني مكنتش بقدر ابقي معاكي في مكان واحد…
ثم صمت ولم يخبرها السبب الاخر لتعامله معها بجفاء بانه كان يعتقدها عشيقة طاهر كما اخبرته شهيره حتي لا يتسبب في أذيتها و مضايقتها….
مرر يده علي جانب جسدها العاري قائلاً بينما ينظر الي الساعه المعلقه بالحائط حيث كانت تشير الي السادسه صباحاً
=يلا يا حبيبتي…علشان ترجعي اوضتك قبل ما حد يصحي و يشوفك و انتي خارجه من هنا..انا هفضل مستني برا يعني متخفيش…عايزك اول ما تشوفي شهيره واقفه معايا تخرجي و يبقي معاكي شنطتك جهزي فيها كل لبسك و لبس يامن…
اومأت داليدا بالموافقه حملها برفق نحو الحمام…تحمموا سريعاً و ارتدوا ملابسهم..خرج داغر اولاً من الغرفه وهبط الي الاسفل لتتبعه داليدا التي دلفت مباشرة الي غرفتها بالاسفل المخصصه للخدم…بينما ظل داغر مكانه ببهو القصر ينتظر قدوم شهيره حتي يبدأ خطته…..
……نهاية الفلاش باك….
اعتدلت داليدا علي ساق داغر بينما السياره تقودهم نحو الفيلا التي ستقيم بها لحين انتهاءه من تنفيذ خطته….
مررت اصابعها بشعره لكنه امسك بيدها مانعاً اياها من فعل ذلك مغمغماً بتحذير
=داليدا اعقلي…علشان متولي معانا في العربيه…
هزت كتفيها قائله ببرائه
=و انا عملت ايه دلوقتي….
ثم رفعت يديها مره اخري تمرر اصابعها في شعره مشعثه اياه مما جعله يزفر بحنق و هو يقبض علي يديها بيده هاتفاً بصرامه…..
=قولت اعقلي….
اقتربت داليدا من اذنه هامسه بشقاوه
=اعقلي…و لا اقلعي..
غمغم داغر بصدمه وهو يطلق ضحكه قصيره اجشه
=بقيتي قليلة الادب…
همست داليدا باذنه بسخريه
=البركه فيك….
لتكمل سريعاً وهي تشير برأسها نحو الزجاج الاسود الذي يفصل بينهم و بين متولي
=بعدين الازاز مرفوع بنا و بين متولي محبكها ليه بقي…
لم يجبها داغر حيث ظل صامتاً بينما كانت داليدا تحاول استفزازه بتلاعبها بازرار قميصه..وتمرير اظافرها علي وجهه برفق لكنه رغم ذلك ظل داغر بمكانه ثابتاً غير مبدياً ردة فعل مقاوماً بصعوبه رغبته في الضحك مما جعلها تزفر بحنق وتستسلم اخيراً…
لكنها فجأه و دون سابق انذار اصدرت صرخه متألمه و هي تمسك بطنها هاتفه بتوجع
=الحقني يا داغر….
نظر اليها داغر قائلاً ببرود
=العبي غيرها…..
لكنه ابتلع باقي جملته عندما انفجرت باكيه و قد احمر وجهها من شدة الالم المرتسم بوضوح علي وجهها مما جعل قلبه يسقط داخل صدره
=داليدا انتي بتولدي بجد…..
اجابته صرختها المتألمه مما جعله يسرع بالضغط علي زر الاتصال الداخلي امراً متولي بالتوجه الي مشفي الطبيب الذي كانت داليدا تتابع معه حملها قبل الحادث فقد كان يعلم حالتها جيداً..
صرخت داليدا و قد اشتد الالم بها
=مش قادره…مش قادره يا داغر هموت….
احتضنها داغر بقوه هامساً بصوت مختنق وهو يقاوم الخوف الذي سيطر عليه شاعراً بالعجز و هو يراها تتألم بهذا الشكل و لا يستطع فعل شيء يخفف المها هذا
=بعد الشر عليكي يا حبيبتي…احنا خلاص 5 دقايق ونبقي المستشفي …
لكنها هزت رأسها باكيه وقد كان الالم يزداد بطريقه لم تعد تحتملها مما جعل داغر يفتح الزجاج الفاصل هاتفاً بمتولي و هو يكاد يخرج عن سيطرته
=سوق باقصي سرعه…
اومأ متولي الذي اربكه هو الاخر صراخ داليدا المتألمه
بينما ظل داغر محتضناً اياها بين ذراعيه يحاول تهدئتها رغم قصف قلبه الذي يدوي بداخله من الخوف عليها..
و فور وصولهم للمشفي حملها بين ذراعيه مسرعاً نحو داخل المشفي حيث استقبله الطبيب الخاص بها الذي اتصل به في الطريق و اخبره بحالتها…
بعد مرور ساعة…
كانت داليدا مستلقيه بغرفة العمليات الخاصة بالولاده تصرخ متألمه و الطبيب يحثها على الدفع بقوه اكبر
بينما كان داغر واقفاً بجانبها يمسك بيدها فقد اصر ان يدخل معها الغرفة المخصقه لعملية التوليد رافضاً تركها بمفردها..
كان قلبه ينقبض داخل صدره بألم كلما استمع الى صراخاتها المتألمه تلك فقد كان يعلم انها تتألم بشده..
صاحت وهى تبكى متألمه تتمسك بيده اكثر
=داغر .. خلاص مبقتش قادره……
انحنى مقبلاً جبينها و هو يربت فوق رأسها بحنان غير قادراً علي النطق بحرفاً واحداً شاعراً بالذنب يتخلله فهو السبب فمعاناتها تلك لكنه انتفض فازعاً عندما صرخت بالم و هى تحاول الدفع حتى تخرج طفلها…
همس في اذنها محاولاً تهدئتها و هو يربت فوق رأسها بحنان و قد وصل هو الاخر الي حافة اعصابه
=هانت يا حبيبتي استحملي… استحملي علشان خاطر يامن….
ثم اخذ يحثها على التنفس بانتظام و الدفع بقوه اكبر اخذت داليدا تنفذ ما يقوله وهى تضغط على يده بشكل مؤلم تستمد من قوتها حتى صدح اخيراً فى الارجاء صوت صراخ طفلهم الذي اعلن وصوله للحياه…
بعد مرور ساعه…
كانت داليدا مستلقيه بتعب فوق الفراش المخصص بغرفتها بالمشفي انحنى داغر مقبلاً جبين زوجته و هو يحمل طفلهم الصغير بين ذراعيه هامساً بصوت اجش
=حمد لله على السلامه يا حبيبتى …
اجابته بصوت مرتجف متعب وهى تضع يدها فوق خده تتحسه بحنان مدركه مدي المعاناه التي مر بها اثناء ولادتها..
=الله يسلمك يا حبيبى…
لتكمل و هى تضحك بسعاده متأمله طفلهم هامسه اسمه بشغف
=يامن…
وضعه داغر بلطف بين ذراعيها لتضمه الي صدرها بحنان بينما تتأمل طفلها باعين تلتمع بالحنان و الحب همست وهي ترفع عينيها الي داغر الذي كان هو الاخر عينيه مسلطه علي طفله بفخر و حب
= شعره اسود زيك…
مرر داغر اصبعه بحنان فوق رأس طفله متحسساً شعره الحريري..و هو يهمهم
=ان شاء الله المره الجايه تبقي بنوته و تاخد شعرك…
غمغمت داليدا بسخريه ممازحه رغم تعبها
=يا دي شعري اللي هيجننك….
جلس داغر بجانبها علي الفراش مقبلاً اعلي رأسها
=مش شعرك بس اللي مجنني..انتي كلك علي بعضك مجنناني …
اشرق وجهها بابتسامه واسعه عندما انحني يهمس باذنها بصوت ممتلئ بالشغف
=بحبك يا شعلتي…..
قربت شفتيها من خده مقبله اياه برفق وهي تهمس
=و انا بموت فيك يا قلب و روح شعلتك….
!!!***!!!***!!!
بعد مرور ساعه…
كان داغر واقفاً باحدي المصانع المهجوره التابعه له…
فبعد ان اطمئن ان زوجته و طفله غارقا بالنوم خرج لكي ينهي مهمته الضروريه تلك سريعاً حيث امر متولي بان يبقي هو و العديد من الحرس امام غرفة داليدا بالمشفي مانعين اي شخص من الدخول اليها لحين عودته فهو لن يتأخر كثيراً..
دخل المكان بعد عدة لحظات رجلين ضخمين من رجال داغر يسحبون طاهر الذى كان يبدو بحاله يرثي لها فقد كان وجهه متورماً يملئه.الدماء…و عينيه منغلقه من اثر تورم الكدمات الزرقاء والسوداء التي بجفتيه كما كانت ملابسه ممزقه فقد كان يبدو عليه الحطام كما لو ان سيارة مسرعة قامت بدهسه عدة مرات
دفعه احدى الرجال بقسوة مما جعله يسقط بحده راكعاً اسفل قدم داغر حاول النهوض ببطئ متمسكاً بساق داغر و هو يتمتم بصوت مرتجف ضعيف
=داغر…داغر شوفت عملوا فيا ايه..
دفعه داغر في صدره بساقه بقسوه مما جعله يسقط علي الارض منبطحاً علي ظهره و هو يتأوه من الالم…
ضغط داغر بحذاءه علي صدره و هو يزمجر بشراسه مرعبه
=عارف الضرب ده كله كان ايه يا طاهر…ده جزاء بس انك كدبت عليا….
شحب وجه طاهر فور ادراكه ان داغر قد عادت اليه الذاكره صاح بخوف وهو يحاول التقاط انفاسه بصعوبه بسبب قدم داغر التي يضغطها علي صدره بقسوه
=شهيره هي السبب في كل حاجه و الله انا ماليش ذنب….
اومأ داغر برأسه قائلاً بهدوء
=مصدقك….
ليكمل و هو يرفع قدمه من فوق صدره سامحا ً له بالتنفس…
=علشان كده احكيلي بقي شهيره كانت ناويه تعمل ايه في داليدا بعد ما تولد….
بدأ طاهر بتردد باخباره بكل شيئ ثماخبره عن عرض شهيره عليه باخذ داليدا بعد ولادتها والتمتع بها ثم قتلها لكي يسوء اكثر من صورة شهيره حتي يجعلها تتحمل كامل المسئوليه.
هز داغر رأسه قائلاً بهدوء مصطنع يعاكس بركان الغضب المشتعل بداخله
=يعني كانت ناويه تاخد ابني وتكتبه باسمها وتهرب و تديك مراتي كهديه فوق البايعه مش كده…ده غير طبعاً الفلوس اللي كانت ناويه تاخدها مني….
اومأ طاهر رأسه بالايجاب بصمت بينما يمسح بعض الدماء المنزلقه من فمه…
ظل داغر صامتاً عدة لحظات قبل ان يناول طاهر هاتفه الذي اخذه منه الرجال عند امساكهم به بالمشفي
=اتصل بها…و قولها اللي هقولوهلك بالحرف الواحد..
اخذ طاهر يستمع الي داغر باهتمام و هو يهز رأسه بالطاعه محاولاً تنفيذ له كل ما يرغبه حتي يجعله يتركه يرحل…فقد كان يعلم ان الحرب اصبحت بينه و بين شهيره…
اتصل طاهر بشهيره لكي يخبرها ما اخبره به داغر..صدح صوتها الحاد من مكبر الصوت بالهاتف
=انت فين يا زفت انت….بقالي اكتر من 4 ساعات بحاول اتصل بك….
اجابها طاهر بهدوء
=كنت مع داليدا وهي بتولد وكانوا مانعين تليفونات جوا….
قاطعته شهيره بحده
=هااا طمني الزفته دي ولدت.. و جابت ايه..؟!
غمغم طاهر مجيباً عليها بتردد وهي يتطلع نحو داغر الذي كان يستمع الي محادثتهم تلك بوجه محتد محتقن بالغضب
=جابت ولد….
هتفت شهيره بغضب
=و لما هي ولدت مجبتهوش عندي ليه….زي ما اتفقنا و فين داغر لسه معاك في المستشفي… ؟!
اجابها طاهر سريعاً
=لا..لا داغر سابها علي طول و مشي مستناش حتي لما تولد اما الواد ..
ليكمل وهو يبتلع لعابه بصعوبه
=فانا خدته و خدت داليدا و طلعت بهم علي الاسكندريه….
صرخت شهيره وهي تسبه بالفاظ قاسيه ليقاطعها طاهر بتردد و هو يتطلع بخوف نحو داغر
=اهدي…مش انتي قولتي أاقضي يومين معاها بعد ما تولد..انا هقضي معاها اسبوعين في اسكتدريه تكوني انتي خدتي الفلوس اللي عايزها من داغر و نأجر حد يخلص عليها بعد كده نسافر انا و انتي و نورا والطفل الصغير علي برا بعد ما نسجله باسمنا…
ظلت شهيره صامته علي الطرف الاخر عدة لحظات قبل ان تغمغم
=ماشي يا طاهر هسيبك براحتك و بمزاجك…بس اعرف اسبوعين و يوم هكون انا بنفسي اللي قايله لداغر علي كل حاجه وهخليه يقلب الدنيا عليك و يجيبك…..
همهم طاهر بالموافقه قبل ان يغلق الهاتف معها…اخذ منه احدي رجال داغر الهاتف مره اخري..
بينما رفع طاهر نظره الي داغر قائلاً
=انا نفذت كل اللي قولتلي عليه اهو…سبني امشي بقي..و انا اوعدك اني هخرج من هنا هطلع علي اقرب مطار و هسافر برا مصر و مش هتشوف وشي…..
قاطعه داغر وهو يبتسم بشراسه بينما يتجه نحوه وهو ينزع سترة بدلته ويثني اكمام قميصه
=اخص عليك يا طاهر عايز تمشي من غير ما نخلص باقي حسابنا…
ابتلع طاهر لعابه بخوف وهو يحاول التراجع بظهره الي الخلف وقد بث الرعب بداخله مظهر داغر ذلك
=حساب ايه…انا مش نفذت اللي انت عايزه…..
اندفع نحوه داغر يجذبه من ياقة قميصه وهو يهمس باذنه بفحيح قاسي
=ايه نسيت تحرشك بمراتي ولا محاولتك في انك تغتصبها…
شحب وجه طاهر حتي اصبح كشحوب الاموات هم ان يدافع عن نفسه لكن داغر لم يدعه يكمل جملته حيث اخذ يسدد له لكمات قويه متتالية بوجهه اسالت الدماء من انفه و فمه و قد اعماه غضبه.. يسبه بافظع الشتائم لاكماً اياه في معدته بقدمه متجاهلاً صراخاته المستغيثه المتألمه ظل داغر يسدد له الضربات حتي اصبح طاهر شبه فاقد للوعي…
ابتعد عنه هاتفاً بقسوه لاحدي الرجال
=هاتلي الكلب التاني…
ذهب الرجل و عاد بعد عدة دقائق يدفع امامه الطبيب عزت الذي كان حال وجه وجسده لا يختلف كثيراً عن حال جسد طاهر الدامي …
انحني داغر علي طاهر الذي كان يفتح عينيه بصعوبه…
=هديتي التانيه ليك…..
ليكمل و هو يشير نحو عزت الواقف بجسد مرتجف من الخوف
=اتفقت مع الدكتور عزت يعملك عمليه بسيطه كده….من العمليات الوسخه اللي متعود يعملها….
هتف طاهر بذعر و هو يحاول النهوض لكنه عجز بسبب ضعف جسده
=عملية ايه.. ؟!
اجابه داغر بينما يشير لرجاله لكي يرفعون طاهر من الارض
=عمليه هتريحك و تريح الستات من تحرشك الوسخ…
صرخ طاهر باقصي صوت لديه
=ابوس ايدك يا داغر كله الا كده…كل الا كده….
اشار الي الرجال ليدخلونه الي الغرفه المعده بالاجهزه المخصصه لاجراء تلك العمليه دافعين عزت للداخل هو الاخر لكي يقوم بها متجاهلاً صراخات طاهر التي كان تهز ارجاء المكان….
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا

اترك رد