Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم فاطمة أحمد

 رواية ملك للقاسي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم فاطمة أحمد

(1) : لعبة بشروطه !
___________________
لم يكن عليه الاستسلام لخطط ذلك الساف*ل عديم الرج*ولة و الإنفعال على حبيبته هكذا ، خاصة وانه يعلم تماما ما يطمح له ، و أن زوجته لن ترتكب الأخطاء بقصدها فهي لا تدرك نوايا الشخص الخبي*ثة المختبئة خلف قناع الود و الشهامة المرسومة أمامها ، زوجته رقيقة حساسة تتعامل بعفوية ناتجة عن طيبتها وعن سذاجتها احيانا تحسن الظن بالآخرين تصدقهم بسرعة و “تنكسر” بسرعة ، و هذا ما غفل عنه منذ ساعات عندما غرق في موج غيرته و انفجر بها غير آبه لتبريراتها و دموعها ، يا الله مالذي فعله كيف اصبح سريع الغض*ب بعدما كان يثير إستفزاز الآخرين بهدوء اعصابه ، لكن هذا ليس ذنبه فمنذ دخلت تلك الصغيرة قلبه تملكته ف إمتلكها ! بمجرد أن يتعلق اي موضوع بها يصبح على أهبة الاستعداد للإنفجار في وجه أي كان ، حتى هي !
زفر ومسح وجهه بخنق هامسا :
– انا جرحتها…. بسبب ال*** ده خليتها تعيط اووف اووف.
سمع آذان الفجر يصدح من المسجد القريب منهم فأغمض عيناه منتشيا بصوته و دعوة عباد الله لإقامة الصلاة ثم بدأ يردد الآذان خلفه حتى انتهى ، نهض متجها الى الجامع و في طريقه التقى بجده سليم فتابعا معا ، و بعد وقت كان ادم يدخل الى غرفتهما التي كانت في يوم من الأيام غرفته الخاصة الممنوع دخولها احد غير والديه…. لف انظاره في المكان ليجد يارا في الزاوية نائمة على سجادة الصلاة بأسدالها و تحتضن المصحف الشريف و من الإحمرار الذي كان أسفل عينيها علم انها قد بكت كثيرا.
تنهد بندم و حملها بين ذراعيه نزع أسدالها بهدوء وبطئ لكي لا يوقظها ثم استلقى بجانبها و احتضنها سامحا لجفنيه بالإنغلاق بعد ارهاقه الشديد…..
** في اليوم التالي.
استيقظ ادم و نظر أمامه فلم يجد يارا ، نظر الى ساعة هاتفه بسرعة و زفر بضيق :
– الساعة 11 الصبح الوقت بيعدي بسرعة هنا ازاي.
تثاءب بكسل و طلب احد الأرقام ليبتسم بعد سماع صوت الطرف الآخر الهاتف بغيظ :
– المستبد اللي عايز كسر رقبته بعتني لشرم ولما رجعت ملقتكش بقى كده يا ادم بتغفلني و تنزل البلد من غيري و مبتردش على اتصالاتي !
همهم ببرود قائلا :
– بطل نحنحة الحريم ديه و اجمد شويا و قولي انت خلصت الشغل ولا ايه.
– عيب عليك انت عارف ان مفيش صفقة بتعدي من تحت ايدي يالا و بالمناسبة عندي ليك اخبار حلوة.
– ايه هي ؟
تنهد مازن بسعادة مجيبا :
– انا قلت لرتاج اني بحبها و امبارح روحت لبيتهم و اتفقت مع اخوها على ميعاد مناسب عشان اجيب اهلي و اتقدملها رسمي…. انت بتعرف اخوها بيبقى مين يا ادم ؟ ده نفسه مروان الشناوي اللي كنا انا ووياه صحاب قبل ما اسافر ع امريكا و رتاج هي نفسها البنوتة اللي كنت بشوفها بتلعب ب الطين.
– ازاي يعني هي طلعت بتعرفك من زمان وانت مفتكرتهاش ؟ يا اخي ارحم نفسك من غباءك ده.
مازن بضيق :
– ادم بتقدر تقولي مبروك على الخطوبة بدل ما تشتمني كده ! المهم انت هترجع امتى انا لازم اعرفك على مروان هو ضابط وكده هتتفقو مع بعض هههه.
ابتسم ادم و اردف :
– لعلمك بقى انا بعرف الضابط مروان الشناوي و بتعامل معاه بخصوص قضية من يجي 3 شهور او اكتر.
رفع حاجباه بغباء :
– افندم انت بتعرفه منين و انهي قضية بتتكلم عليها ديه ، ده حتى قصة عمك و ابنه معداش عليها شهر يا اخي.
صمت قليلا يتأكد من عدم وجود احد يتنصت عليه ثم غمغم بجدية :
– ديه قضية سرية بيحقق فيها وانا مكنتش عايز حد يعرف بيها و دلوقتي انت بس اللي هحكيلك ، بص انا بقالي فترة طويلة شاكك ف ان حاد*ث عمي احمد ربنا يرحمه و الحاد*ث بتاعي مدبرين.
رمش مازن عدة مرات دون فهم :
– ااا ازاي انا مش فاهم يعني عمي احمد اللي هو عمك و ابو مراتك مات مقت*ول ؟ و حاولو يقت*لوك انت كمان ؟ ادم انت عارف نفسك بتقول ايه ؟؟
زفر بعمق معلقا :
– بعد الحادث اللي انا عملته سألت على الراجل اللي كان فعربية النقل و خبط فعربيتي و قالولي انه ات*صاب اصابات خفيفة رغم انه لازم تكون حالته اسوء من حالتي ساعتها لان الحادث كان فضيع مستحيل بشر ميتضرر*ش وبعدها الراجل ده  اختفى ساعتها بدأت اشك بس مرضيتش اقول لحد…. وراها بفترة قصيرة قررت اخد عربية عمي احمد اصلحها و واحد صاحبي وهو وبيشوفها قالي ان في خيوط مش معدولة كأن حد قاصد يبوظها.
– ايه ده بجد !
قالها مازن بصدمة فتابع الآخر :
– انا في اللحظة اياها بدأت اربط بين الحادث بتاعي و الحاد*ث بتاع عمي احمد و ازاي اتعرضناله بنفس الطريقة و قررت اعمل محضر سري و اتواصلت مع الضابط مروان و طلبت منه ومن الجهات العليا يحققو تحقيق سري يعني محدش من العيلة يعرف…. و بس كده.
هز رفيقه رأسه بعدم تصديق و تمتم :
– انا مش مستوعب اللي بسمعه والله…. طيب و قدرتو توصلو لحاجة ؟ بمعنى تاني انت شاكك في حد معين ؟
سأله بترقب فرد عليه ادم وقد اظلمت عيناه :
– ايوة انا شاكك بس مش هقول قبل ما نتأكد البوليس لسه ملقاش الراجل صاحب عربية النقل لما يلاقيه هنعرف كل حاجة ، مازن انا مش عايز جنس مخلوق يعرف بالكلام اللي قولتهولك ده ولما ارجع هبقى اكلمك ف التفاصيل يلا سلام.
اغلق الخط وبقي يطالعه محدثا نفسه :
– و لسه حادث محمد مجدي دخلناه في القضية هو كمان…. مع ان صعب عليا اتقبل الكلام ده بس احتمال كبير علي و عمر يبقو المسؤولين عن موت عمي احمد وكله عشان الفلوس !!
بلل شفتيه ثم دخل الى الحمام اغتسل سريعا و ارتدى ملابسه بنطال جينز اسود يعلوه قميص نبيتي و انتعل حذاء ابيض رياضي ، صفف شعره بعناية وهو يبتسم بخبث لأنه يعلم ما سيحدث بعد قليل.
*** في الأسفل.
تجلس يارا في صالة الاستقبال بجانب جدتها و عمتها مديحة و عيناها محاطتان بهالة من الحزن ، ادم لم يدخل الى الغرفة ليلة البارحة ظل في مكتبه وهي تبكي على فراشها حتى بعدما صلت انتظرته كثيرا رغم غض*بها منه ولم يأتي ، و في الصباح استيقظت لتجده نائما بعمق وكأنه لم يفعل شيئا بعد !!
هو لم يتغير ، لم يتخلى عن جفائه و بروده ، لم يتخلى عن كبريائه العقيم و قس*وته ، عندما يريد يأتي ويعاملها بلطف حتى يأخذ ما يريده و عندما ينتهي منها يحزنها و يكسرها و يتركها مرمية هكذا ، هل هذا هو حبه الذي كان يتحدث عنه ، هل ذلها و اهانتها يعتبران حبا !!
افاقت من شرودها على يد جدتها التي حطت على وجنتها بحنان :
– حفيدتي الجمر تفكيرها مشغول ف ايه ؟ بجالي ساعة بكلمك وانتي ولا هنا.
ردت سريعا معتذرة :
– اسفة يا تيتا انا بس تعبانة شويا ومش مركزة حضرتك كنتي بتقولي ايه ؟
ابتسمت وردت عليها بهدوء :
– كنت بجولك كويس اننا روحنا الصبح للمقبرة نزور ابوكي و امك.
دمعت عينا يارا و احساس الفقدان يحرق روحها :
– اه والله كويس وحشوني اوي يا تيتا من زمان لما… لما ماما كانت بتوحشني بروح استخبى فحضن بابا بس دلوقتي حتى هو مش موجود انا بقيت لوحدي مليش غير المس تراب القبر و ادعيلهم بالرحمة.
نزلت دموعها و بدأت بالبكاء ف احتضنتها زهرة بمواساة وهي اكثر من تحتاجها فهي فقدت اثنين من الأبناء و كبدها انحرق مرتين :
– اني وياكي يا بنتي كلنا وياكي جدك و أعمامك و مرات عمك و جوزك ادم كلنا بنحبك و نحب نشوفك فرحانة.
حانت منها نظرة وجهتها لأعلى بتلقائية لتجد ادم يقف و يطل عليها من شرفة الطابق الثاني…. اشاحت وجهها بسرعة و همهمت وهي تمسح دموعها :
– الله يخليكم ليا يا تيتا و يديمكو في حياتي.
بمجرد انهاء كلامها سمعت صوت صراخ غاضب بإسم زوجها انتفضت بخضة و هبت واقفة هي و زهرة و مديحة ثم اتجهت الى عمها تسأله بهلع :
– في ايه يا عمي ؟؟
بدت عليه العصبية الشديدة وهو يصرخ عليها :
– جوزك فين ؟؟
عقدت حاجبيها باستغراب و تمتمت :
– حضرتك بتسأل….
قاطعها بصراخ اشد :
– جووزك فيين !!
صدع صوته الخشن من بعيد :
– انا هنا مفيش داعي للزعيق ده. 
اقترب منه ادم وقد احتدت عيناه بسخط على عمه و ابنه :
– صوتك ميعلاش تاني على مراتي انا هنا قدامك قول انت عايز ايه خير.
علي بحنق سأله وكأنه يتهمه :
– انت كيف بتلغي الوكالة اللي عملهالي ابوك اتجننت اياك كيف جدرت تلغيها !!
ابتسم ببرود هاتفا :
– اهااا انت متنرفز بسبب الموضوع ده ، انا فكرت في حاجة خطيرة قلقتني ع الفاضي يا عمي….. يا سيدي انا اتصلت امبارح ب ابويا و طلبت منه ينقل رئاسة ادارة الفرع اللي في الصعيد ليا انا وهو وافق وانا بقى اول ما اتوليت الرئاسة لغيت وكالة حضرتك انت و ابنك و نقلتهم ليا لأني طماع بصراحة و مبرضاش بالقليل….. البحر بيحب الزيادة و الانسان بطبيعته مبيشبعش.
– ااادم !!
كان هذا صوت الجد سليم الغاضب تقدم منه و هدر بخشونة :
– انت كيف بتتصرف من دماغك اكده و مترجعليش نسيت ان  جدك و الأملاك و المناصب اللي بتتخانجو عليها ديه كلها ملكي ! 
رد عليه ادم بنبرة هادئة تحمل الصرامة :
– اعذرني يا جدي بس الفرع اللي هنا كله بتاع ابويا هو نقل الاسهم ليا برضاه و ده حقي انا مش بتخانق عليه ، حضرتك شوف مين اللي بيزعق و يشخط.
تورت يارا و تدخلت لتهدئ الوضع :
– جدو و عمو ممكن تهدو بس شويا اا…
قاطعها عمر بفضاضة وهو يرفع يده في وجهها كعلامة على التهديد :
– اسكتي يا وليه احنا معندناش حريم تدخل في كلام الرجالة.
فجأة وجد عمر نفسه يتأوه بألم عندما امسك ادم يده المرفوعة و ضغط عليها بقسوة هامسا :
– ايدك ديه لو اترفعت تاني بكسرها مش ادم الشافعي اللي واحد زيك يكلم مراته كده اوعى تغلط !
دفعه للخلف قاصدا اهانته و الإطاحة بقدره قبل ان يلتفت لعلي الذي قال :
– طيب الوكالة انتجلت ليك تجدر تفهمني لغيت مشروع دار الأيتام ليه الطمع عمى عينيك و جلبك للدرجة ديه ؟!
شهقت يارا بصدمة و تمتمت :
– ادم انت لغيت المشروع ….. اللي كان بابا بيخططله من وقت طويل قبل ما يموت ؟!!
سليم بحزم :
– الكلام ده صوح يا ادم ؟
أجابه عمر بغيظ :
– حفيدك المفضل سحب الفلوس اللي خدناها مشان المشروع ، الفلوس اللي هي من حجنا و حج بت عمي يارا بجت تحت تصرفه و لغى كل المشاريع اللي مضينا عليها ف اخر سنتين خدع عمي ابراهيم الطيب و خلاه مسؤول عن الفرع اللي هنا…. بني ادم طماع.
ساد الصمت لثوان قبل ان تقترب مديحة وتهمس ليارا بخبث :
– والله حلال على جوزك سيطر على فلوس العيلة وانتي كيف الغبية عملتيله وكالة يتصرف بفلوسك ابجي جابليني لو مرماكيش و اتجوز عليكي بعد ما يخلص غرضه منيكي.
استدار ادم ليارا ينظر اليها ، لم يهتم بإتهامات هذان الإثنان ولا بنظرات جده و جدته ، فقط طالعها يترقب رد فعلها لو اتهمه العالم و صدقته هي سيكفيه ، لا يريد رؤية نظرات الشك في عينيها مثلما رأته هي في عينيه ، اذا كانت يارا سامحته عن شكه بها ف ادم لن يستطيع تحمل ذلك الألم !
رفعت يارا رأسه ف اصطدمت بنظراته المترقبة والمترجية ، رمقته بعتاب ثم هتفت بصوت عال :
– لو سمحتو بطلو تتهمو ادم من غير دليل انا متأكدة انه لغى المشروع بسبب مقنع لاني اكتر واحدة بعرف قد ايه جوزي مهتم بتحقيق حلمي وحلم بابا …. اصلا هو مش لازم يبرر ادم دايما بيعمل الخطوة بحساب.
تنهد ادم بثقل وكأنه ازاح صخرة عن قلبه ليلتفت الى جده مغمغما :
– المشروع اللي بيتكلمو عليه انا لغيته و مضيت على مشروع اكبر منه يعني بدل التصميم الصغير انا خططت للأكبر و خصصت ميزانية اضخم بكتير ، و بالوكالة اللي عملتهالي يارا قررت إبني جامع بجزء من فلوس عمي الله يرحمه…. هو ده اللي انا عملته.
رمقته الأخيرة بدهشة تحولت الى حب و إمتنان ولولا غض*بها منه و خجلها كانت ستركض و تحضنه الآن ، ابتسمت داخلها لأن النزاع سينتهي لكنها اختفت بسرعة عندما سمعت ادم يردد :
– اما المشاريع اللي لغيتها ، ف انا ملغيتهاش بسبب قوي يعني مزاجي قالي بما اني بقيت رئيس الادارة هنا من حقي اعمل اللي بعوزه و الصراحة مشاريعكم ضعيفة مناسبتش زوقي قمت خفيتها من الوجود.
اندفع اليه علي و أمسكه من ياقة قميصه هامسا بحقد :
– حسابك كبر جوي يا ولد خوي اجسم بربي حتندم على وجفتك جصادي.
توقع الجميع انفعال ادم و غضبه بسبب تصرف عمه معه لكن على العكس تماما اظهر ابتسامته الباردة مكتفيا بنظرات استفزت الاخر اكثر….. حسنا لقد بدأت اللعبة الآن و ستستمر بشروطه فقط لا غيره ادم ترك المحت*الان يلهوان براحة وكان في كل مرة يغض النظر لكن الأذى هذه المرة ألحقاه بزوجته التي هي خط أحمر بالنسبة له ولن يغفر لمن يؤ*ذيه بها !!
(2) : ذلك الفقدان
______________________
بعد المشاجرة الكبيرة التي حدثت بين زوجها و عمها منذ ساعة و عدم توقفهم رغم طلبها هي و جدتها ، قررت الانسحاب و الصعود الى غرفتها قبل ان يغمى عليها من شدة هذا الضغط ، انها جالسة الآن على سريرها و تشعر بالإختناق ! كأن العالم بأجمع اتفق على إحزانها ، و هذه المرة عالمها كان زوجها ، الذي لا يتوانى لحظة عن جعلها تبكي !!
مسحت يارا دموعها عندما سمعت صوت الباب يفتح ثم اقترب وقع اقدامه ليقف امامها ….. رفعت رأسها اليه و طالعت ملامحه الجامدة حتى سألت بإستهزاء :
– في ايه انت خلصت منهم و جه دوري ؟؟
تنهد ادم و أمسكها من كتفيها لتنهض ، ابتسم و همس وهو يضم وجهها بين يديه :
– انا مبسوط اوي لأني شوفت ثقتك فيا ، صدقيني لو انتي مقولتيش تحت انك بتثقي في تصرفاتي مكنتش هبرر لأي حد !!
هزت رأسها بخفة متمتمة ، وقد بح صوتها من كثرة الانفعالات التي عاشتها :
– ايوة انا اديتك الثقة اللي انت شوفتها مش لايقة عليا ، انا وثقت فيك وانت شكيت فيا و كسرتني للمرة التانية امبارح بس انا مخذتلكش زي ماانت خذلتني.
– انا مشكيتش فيكي !
تمتم بهافي اعتراض جسيم و أكمل :
– انا مشكيتش فيكي يا يارا صدقيني اا انا بس…. فقدت اعصابي لما عرفت ان ال*** ده كان بيحاول … بيحاول يتقرب منك انا اتع*صبت من نفسي لاني سمحتله يبقى قريب منك طول الفترة ديه و اتنرفز*ت اكتر من جرأته اللي تخليه يجي أوضتك…. يارا انتي عارفة قد ايه انا بغير عليكي و فكرة انك كنتي محتاجة لعمر جننتني ومن غير ما احس زعقتلك بعرف اني غلطت لما سمحتله يستفزني و ممسكتش اعصابي بس والله اول ما هديت جيت عشان اعتذر بس لقيتك نايمة…. اسف !!
توقع ادم ان تلين وهي تستمع لكلماته المبررة و المعتذرة لكن رد فعلها صدمه وهي تصرخ بغضب :
– اعتذر…. قول اسف وانا هسامحك تاني… اغلط فيا و اجرحني و اعتذر وانا هسامحك تالت….. قضي طول عمرك وانت بتغلط وانا زي الهبلة هسامحك واقولك معلش حبيبي كلنا بنغلط !!
رمقته نظرة أخيرة و اتجهت الى الباب لتغادر لكن ادم لحقها و جذبها من ذراعها متجهما :
– انا اعتذرت منك وانتي عارفة انك الوحيدة اللي بقولها اسف عايزة ايه تاني ؟؟
افلتت يارا ذراعها منه و أجابته :
– تعرف ايه مشكلتك يا ادم ؟ انت واحد مغرور و شايف نفسك على الكل و مزاجك متقلب لازم الناس كلها تحترمك و تخاف منك وتعملك مليون مليون حساب لأنك ادم الشافعي ، فاكر نفسك معصوم و مبتغلطش ولو جه يوم واعتذرت فيه بتحس انك اتنازلت و عملت خير ف الانسان اللي انت غلطت معاه ….. انت مش عارف قد ايه جرحتني ليلة امبارح لما عيشتني لحظات حلوة وبعد ما خلصت مني قولتلي كلام بيوجع من غير ما تخليني اشرحلك و ف الاخر طلعت و سبتني لوحدي اقضي الليلة كلها عياط !!
ابتسم ادم بتهكم ساخر معلقا :
– تشرحيلي ايه بالضبط ؟ ايه اللي يخلي راجل يدخل اوضة ست متجوزة و تطلع تتفسح معاه كمان يا ترى ايه السبب اللي هسمعه دلوقتي يقنعني ان عصبيتي مكنش ليها داعي ؟؟؟
نزلت دمو*عها ثانية و هذه المرة كانت بسبب خيبة أملها لأنها شعرت بمدى خطئها عندما اعتقدت انه تغير حقا ، تنهدت يارا و اردفت :
– انا مش هضيع وقتي معاك فكر بالطريقة اللي انت بتحبها اقولك حاجة مدام حضرتك بتجمعني انا و عمر في نقطة واحدة يبقى ليك الحرية تفكر فينا احنا زي ماانت عايز.
تأوهت بأل*م فجأة عندما ضغط عليها ادم و زمجر بشر*اسة :
– متقوليش “احنا” ديه فاهمة اخر مرة بسمعك جمعتي اسمك و اسم ال**** ابن ***** في جملة واحدة اعتبارا من اللحظة ديه لو نطقتي اسمه حاف كده ف *** قرابتنا على العيلة كلها انا مش ههتم بالفضايح و هنزل احر*ق ال*** ده وهو حي.
تقلصت ملامحها بنفور من كمية الشتا*ئم التي تسمعها منه ثم تمتمت بقوة :
– اعمل اللي انت عايزه مش ههتم.
شعر ادم بشياطينه تتصاعد الى رأسه ولأنه يريد سماع تبريراتها التي تجدها مقنعة قربها منه و سألها :
– طيب انا امبارح غلطت لما مسمعتكيش ودلوقتي بطلب تبريرك…. قوليلي انتي ركبتي مع عمر ليه و مطلبتيش من جدي يوقفه عند حده ليه لما جه اوضتك اول مرة ؟ متسكتيش كده انا عايز اسمع جوابك يا يارا !!
التزمت الصمت متعمدة اثارة غض*به و جنونه اكثر ولكي تزيد الطين بلة عليه همست :
– مش قولتلك انت فكر براحتك وانا مش….
قاطعها ادم صار*خا :
– لااا بقولك ايه البرود و التجاهل ده مبينفعوش معايا لو انتي فاكرة انك ممكن تستفزيني ف…..
ترقبت انهاء جملته بإستهجان ليكتم ادم الباقي داخله ” لقد استفزني و أثارت جنوني حقا ” ، ومع ذلك حاول التمسك بثباته المعتاد فتمتم :
– انا هسألك لآخر مرة يا يارا و اتمنى تجاوبيني والا هاخد الجواب بنفسي من ال*** اللي عامل نفسه الواصي عليكي.
– انت مش طبيعي !
همست بها يارا وهي توليه ظهرها لكن سرعان ما شهقت ملتاعة عندما رأت ادم يلكم مقبض الباب بعن*ف فتتفجر الدم*اء بيده ، انتفضت بهلع و امسكت يده مرددة بلهفة خائفة :
– اا ادم انت عملت ايه… ايدك …. ايدك بتجيب دم ااا….
سحب يده بعناد مخفيا شعور الأل*م الذي احتل عضلات يده فجعله يعجز عن تحريكها ، رمقها بجمود قائلا :
– مفيش داعي تخافي عليا….. روحي خافي على عمك و ابنه اللي مبتحبيهمش يزعلو انا مش محتاجك.
فغرت فاهها بتعجب ثم أجابته بغضب :
– ده مش وقت مناسب لعندك و كبرياءك انا مبيهمنيش غيرك افهم بقى و سيبني اعقملك الجر*ح.
هز ادم رأسه بنفي :
– قولتلك مش عايز اوعى ايدك.
اطبقت جفونها بقوة قبل ان تفتحهما و تصرخ بثورة :
– خلاااص كفاية بقى انا زهقت منك ! فوق ما انت الغلطان واللي بتعمل مشاكل و بتظلمني جاي تلعب دور الضح*ية في ايه انت زعلان لأني رفضت اعتذارك كرامتك اتج*رحت صح ؟ خليها تتجر*ح زي ما انت جرح*تني ميت مرة و عيطت بسببك مليون مرة لو عايز تأذي نفسك انت حر مليش دعوة بيك !!
وضعت يديها على رأسها الذي داهمه الصداع مجددا و رددت بنحيب :
– انت امبارح عملت فيا اسوء من اللي عملته يوم اعتبرتني خاي*نة كلامك و غضبك حرقو*ني كل مرة بتتهمني من غير ما تخليني ابرر لما تعوزني بتقرب مني ولما تخلص بتبعد كأني حشرة او واحدة جايبها من الشارع مش مراتك ….. عايز تعرف امتى عمر جه اوضتي وليه انا وافقت اركب معاه العربية ؟
اشاح وجهه عنها بعصبية فتابعت :
– انا طول الشهرين اللي قضيتهم هنا كنت بعاني من الوجع النفسي اللي حضرتك سببتهولي و من التعب و الارهاق و الصداع و الدوخة و الترجيع مكنتش اقدر اتحرك لدرجة ان اغمى عليا مرتين من غير ما حد ياخد باله مني و ابن عمك هو الوحيد اللي شافني مرمية ع الأرض و أصر عليا اشوف دكتورة بس كنت برفض لاني مش عايزة حد يعرف بحملي اللي خبيته على الناس بسببك انت يا ادم سامعني بسببك انت الفترة اللي المفروض تبقى احلى فترة فحياتي كانت اسوء مرحلة بتعدي عليا وانا وحيدة و…. يتيمة مليش حد !
قبض على يده بقس*وة ولم يعد بإمكانه رؤية وجهها الباكي ف حادت عيناه بعيدا لكن يارا أجبرته على النظر اليها وهي تهتف بقوة :
– الحالة اللي انت شايفني فيها دلوقتي انا كنت بعيشها كل يوم ، كل لحظة وكل دقيقة وانا بعيدة عنك وعن صوتك و شايفة نظرات اللي حواليا كلهم بيسألو ادم سابها ليه ؟ ادم رماها ليه هي عملت ايه يا ترى زهق منها و من المسؤولية اللي نزلت عليه بعد ما ابوها مات ولا شاف غيرها ومبقتش تملي عينه ولا …. ولا لقاها بتخونه !
– اسكتي… اسكتي كفاية انا مش عايز اسمع حاجة.
همس بها ادم بهستيرية وكأنه مهووس ثم رفع يده المغطاة بالدم*اء و ضربها على الحائط مجددا وكأنه يعاقب نفسه على ما عانته زوجته بسببه ، ناظرته يارا بيأس لتهتف بعد ثوان صامتة :
– لما تيتا شافت حالتي وانا دافنة نفسي بين اربع حيطان اتصلت بيك بس انت مردتش عليها.. …. وضعي كان بيسوء كل يوم و قربت اتجنن بقيت بكلم نفسي و بهلوس ب اسمك ومع ذلك كتمت وجعي عن الكل مكنتش عايزة حد يشوفني وانا كده…. لغاية في يوم تيتا أصرت عليا اطلع معاها اشم شوية هوا انا طبعا رفضت بس هي جبرتني و خلتني اخرج معاها غصب و عمر جه معانا و لاحظ قد ايه حالتي وحشة و اتفاجأت بيه المسا بيخبط ع باب اوضتي و ف ايده فيتامينات قالي ان رغم عداءك انت وهو بس عمره ما هيرضى يشوف مرات ابن عمه تعبانة و يسكت حتى انه عرض عليا يوديني الاسكندرية و يصالحنا ع بعض لكن انا عمري ما كنت هرجعلك ….. فهمت يا ادم السبب اللي خلاك تشك فيا للمرة التانية…. قلبك ارتاح لما عرفت انا عانيت منك قد ايه بس هه ديه عينة صغيرة من اللي عشته انا لو فضلت احكيلك من هنا لبكره مش هخلص !!
صاحت بآخر جملة و أردفت :
– ورغم كده انا سامحتك اول ما عرفت انك كنت بتسأل عليا و قولتلي انك بتحبني…. و ياريت مسامحتكش لأن اللي زيك عايش في الشك و عمره ما هيتغير !!
انتفض ادم و عيناه حمراوتان بشدة و انفاسه متسارعة ، المو*ت كان ليكون أهون بكثير من سماع ما عانته يارا منه ، لقد كان يعتقد ان يارا ستبقى بأمان بعيدا عن جفائه و بروده حتى لو عاشت مع المدعو عمر تحت سقف واحد لم تكن لتدع له مجال ليقترب منها اساسا ، و الحال انها كانت في وضع الموت البطيء !
اطبق جفنيه بسرعة خوفا من ان يخونه ثباته فتنهمر دموعه على وجهه ، هذه ليست اول مرة يشعر فيها ادم بحق*ارته معها ، لكنها اول مرة يخجل فيها حتى من رفع عينيه بخاصتها !
وضع يده السليمة على عنقه يتنفس بقوة بعدما شعر بإختناقه و ضيق الغرفة عليه ، التف اليها على حين غرة و اندفع اليها مهمهما :
– انا اسف سامحيني اسف على كل لحظة وجع*تك فيها على كل لحظة عيطتي فيها بسببي والله العظيم انا متخليتش عنك كل يوم كنت بفكر اجيلك و اعتذر و اخدك معايا بس خوفي عليكي كان بيمنعني كنت خايف يأذوكي وانتي معايا … ايوة صح انا شكيت فيكي من شهور بس اقسم بربي ليلة امبارح مفكرتش للحظة انك خنتيني بالعكس انا اتضايقت من نفسي لاني عارف قد ايه انتي بريئة و بتنخدعي بالناس وممكن يبصولك بطريقة سيئة ومتاخديش بالك ، اتضايقت لانك تعبتي وانا بعيد عنك و مهتميتش بيكي ايوة غرت عليكي يا يارا انتي عارفة اني مبستحملش حد يبصلك بعين زايغة ولا يقرب منك حتى لو نيته كويسة بس مشكيتش فيكي بحلفلك بأغلى حاجة عندي اني بثق بأخلاقك و وفائك اكتر من نفسي صدقيني !!
أسند جبينه على جبينها بإرهاق متمتما بكلماته العاشقة و الواثقة بها و يارا تغمض عينيها دون ان تعلق بكلمة ، مرت دقائق حتى مسحت دموعها و أردفت وهي تتلمس يده المدماة بحذر :
– تعالى اعقملك جرح*ك احسن يلتهب.
لم يحرك ساكنا ولم يعترض ايضا ، لم تكن هذه المواجهة الاولى بينهما منذ لقائهما بعد غياب شهرين لكنها أكثر مواجهة استنزفت طاقته لدرجة لم يقوى فيها حتى على نطق كلمة اضافية !!
_______________________
في الاسكندرية.
خرجت تقي من منزلها و قررت التمشي على رمال الشاطئ في هذا الجو المشمس الذي لا يخلو من نسمات الهواء الباردة …. كانت تتحرك ببطئ و عيناها تتأملان أمواج البحر المتلاطمة تارة تشرد في آسر و تارة في كلامه الذي يلمح فيه عن شقيقها ” أخوكي اللي واثقة فيه ده اتأكدي ان لولا وجوده كنا انا وانتي عايشين مع بعض دلوقتي ” ، ترى ما العلاقة التي تربط بين آسر و مروان و ما شأنه ب إنفصالهما ؟؟ حسنا يكفي ، لا يكن هناك شخص السبب في طلاقهما غير آسر …. هو الذي خانها و رمى عليها يمين الطلاق بعدما اجهضت و تزوج عشيقته و بعد كل هذه السنوات يأتي و يطلب الغفران بل و يدعي ان حجته قوية و سيجعلها تسامحه اذا استمعت به ، فلتعترف الآن أنها لم ترى في حياتها رجلا عدي*م الخجل و الأدب مثل الذي احبته يوما !!
توقفت فجأة تطالع المرأة التي ظهرت امامها وعلى وجهها ابتسامة تحمل جل معاني الخب*ث و الغ*ل ولم تكن سوى عشيقة طليقها “رولا” ، تجمدت لوهلة و ارتبكت من رؤيتها فتقي لا تجيد الوقوف في وجه من يؤذ*يها كثيرا عكس أختها ، ورغم ذلك رفعت رأسها بثقة و رمقتها بإستهانة ، هي لم تفعل شيئا تخجل منه حتى تنحني ، الرجل الذي خدعها و هذه المرأة هما من عليهما الخجل !!
تقي ببرود :
– خير يا رولا … هتطمعي كمان ف الدقايق اللي بحب اريح فيهم و تطلعي فوشي !
ابتسمت و تأملتها من الأسفل لأعلى ب احتق*ار :
– لسه زي ما انتي متغيرتيش في السنين اللي عدت ديه خالص…. انتي لسه ست ميؤوس منها وبلا فايدة.
جزت على اسنانها بغيظ لكنها ضحكت و اجابتها :
– وانتي لسه زي ماانتي… حقي*رة و لبسك لبس واحدة بنت شوا*رع و بتلاقي المتعة ف انك تدايقي غيرك….. عايزة ايه يا رولا طلعتي فطريقي ليه ؟؟
اندهشت من جرأتها و كلامها الذي اخرسها و للحظة ندمت لأنها اعترضت طريقها ظنا منها انها تستطيع إيلا*مها…. ومع ذلك رسمت الغرور على وجهها و قالت :
– انا جاية اطلب منك ب احترام تبعدي عن جوزي و تبطلي تلزقي فيه. 
رفعت تقي حاجبها مستنكرة تفاهتها :
– الزق فجوزك ؟ مين آسر ؟ هههه انتي بتهزري باين بس للاسف معنديش مزاج اضحك دلوقتي.
تحركت لتتجاوزها لكن رولا جذبتها بقوة و قالت :
– انا عارفة انك عايزة تنتقمي مني و تاخدي جوزي و توجعيني زي ماانتي اتوجعتي من قبل ، بس صدقيني آسر ساعتها مكنش بيحبك هو اتجوزك عشان يغيظني بس مقدرش ينساني و الدليل ان بمجرد طلاقكم طلب نتجوز.
– تتجوزو بورقة عرفي !
نطقت بها تقي بسخرية و أكملت :
– واضح جدا ان آسر بيحبك و انتي متأكدة من حبه ليكي لدرجة بتراقبي الوقت اللي بخرج فيه من البيت عشان تلحقيني و تسمعيني الكلمتين دول ، بس اطمني انا مليش دعوة بحبيبك اساسا احنا اطلق…. احم احنا انفصلنا من وقت طويل بس هو اللي لسه بيجري ورايا مش العكس و انا بنصحك بدل ما تمشي ورا بنات الناس تروحي تلمي جوزك يا…. رولا المحترمة.
استشاطت من تلميحاتها و شعرت بالإه*انة فصاحت :
– جوزي بيحبني بس اللي زيك بيعرفو ازاي يوقعو راجل متجوز …. طبعا انتي دلوقتي بتقولي لنفسك آسر ندم و عايز يرجعلي بس الحقيقة يا تقي ان……
– رووولااا !!!
قاطعهما صوت رجولي خشن يصرخ بغض*ب ف التفت الإثنتان لمصدر الصوت ولم يكن سوى الرجل الذي جاءت هذه المتعجرفة لتنبهها بالإبتعاد عنه ، زفرت تقي بصبر نافذ و اردفت :
– انتو عايزين مني ايييه هااا عايزين ايه ؟ مش كفاية وجعتوني و خدتو مني اعز ما أملك و دمرتولي حياتي ايه اللي لسه معملتهوش فيا !!
اقترب آسر منها مبررا :
– تقي انا….
اوقفته بغضب وهي ترفع يدها في وجهه :
– اقف عندك اوعى تقرب خطوة تانية لا انت ولا مراتك ابعدوو عنني سييبوووني فحااالي !!
تفج*رت الدموع من عينيها بجنون و لولا انها تخاف الله و تتمسك بقشة صغيرة في الحياة لكانت رمت نفسها بين امواج البحر الذي امامها و غرقت و انتهت اوجاعها !! 
مررت يدها بقس*وة على وجهها المبلل ثم أكملت بتحذير :
– لو طلعتو انتو الاتنين فوشي تاني انا  …..
قاطعها آسر بلهفة :
– مفيش حاجة اسمها اتنين يا تقي…. انا قطعت ورقة العرفي اللي بيني و بين رولا و بقيت حر و هحكيلك على…..
رفضت سماع بقية كلامها فأوقفته برعونة :
– متحكليش مفيش حاجة بيننا تتحكى ابعدو عن طريقي اعملو اللي تحبوه بس بعيد عني.
رمقتهم نظرة اخيرة و غادرت المكان ، فطالع الأخير المرأة التي تقف امامها و سحبها من ذراعها مهددا اياها :
– انا مش عايز اشوف وشك تاني ولا تطلعي قدام تقي فاهمة احسن أندمك.
ابعدته عنها و ردت :
– انت شكلك ناسي انا مين وبقدر اعمل ايه متنساش شغلك كله تحت سيطرتي وو….
قاطعها آسر بقهقهة مريبة :
– هههههه انتي صدقتي نفسك ولا ايه معقول لسه فاكرة انك بتقدري تهدد*يني ؟ شكلك نسيتي يا بيبي فضاي*حك اللي قضيت حياتي بلمهم و اخبيهم عن الناس اسرارك كلها عندي ولو طلعتهم برا ممكن تاخدي فيها مؤبد.
اتسعت عيناها و تلجلجت وهي تتمتم :
– اا… اسرار…. اسرار ااا ايه اانت بتقول ايه.
ابتسم اسر بدهاء و انخفض الى وجهها هامسا :
– مثلا الاختلا*سات اللي كنتي بتعمليها انتي و العصا*بة بتاعتك في الشركة اللي كنا شغالين فيها ف نيويورك…. محاولة قت*لك لصاحبة الأوتيل اللي انتي كنتي عشيقة جوزها….. تزويرك للتحليل بتاعي ديه عينة صغيرة من جراي*مك و الدلائل كلها عندي انا بعد ما عرفت حقيقتك ال*** دورت على الماضي بتاعك و ماشاء الله قذار*تك عاملة صيت … اغلب الناس بتعرفك لأنك كنتي بتؤذ*يهم والصراحة انا متعبتش اوي وانا وبحاول معاهم يساعدوني.
هزت رأسها و سألته بتوجس :
– يعني… من الاخر انت…. عايز ايه ؟
ابتسم ثم غمغم بصوت قاتم :
– ابعدي عني و عن تقي … رجعي كل اللي خدتيه مني و سافري انا مش عايز اشوف وشك هنا تاني والا…
– تمام…. تمام….
رددتها رولا سريعا وهي بالكاد تأخذ انفاسها ، لم تتوقع ان يكون اسر بهذا المكر لقد أفسد بحركاته الغير متوقعة جميع خططها و حتما ستنفذ اوامره و تسافر …. لكن لا بد من القاء الض*ربة القاضية قبل رحيلها !!
________________________
في المساء.
توقف امام محل بيع المجوهرات و دلف بخطوات متزنة الى الداخل و عيناه تجولان في المكان ، استقبله صاحب المحل الذي تربطه تعاملات قديمة مع عائلة الشافعي و تكلم بلهجة اسكندرانية :
– اهلا و سهلا يا سيد ادم نورت المكان.
مد يده ليصافحه بجدية :
– اهلا يا سيد فرحات…. المكان منور ب أصحابه.
شكره بمجاملة ليسأله بفضول بعدما لمح يده الملفوفة بشاش طبي :
– سلامتك يا فندم حضرتك عملت حادث ؟
رد عليه بإختصار غير محبذ لذكر التفاصيل :
– حادث بسيط …. المهم انا كنت جاي اسأل على اللي وصيتك عليه من فترة يتمنى يكون جهز.
رد عليه بلباقة :
– طبعا يا فندم بس لو حضرتك متعبتش نفسك انا كنت هبعتهولك لعند باب بيتكم.
هز رأسه بثبات :
– حبيت اجي اشوف التصميم بنفسي و اتأكد ان كان زي اللي طلبته بالضبط…. الطقم ده لمراتي مش لأي حد لازم يبقى پيرفكت.
– من حقك يا فندم بتقدر تتأكد بنفسك.
وقف ادم يفتح العلبة بهدوء ليبتسم برضا بعدما رأى ما تخيله سابقا على يد حبيبته الناعمة يتجسد أمامه …. كانت إسوارة بتصميم عصري من الذهب الإيطالي تضفي رقة و رقي على يد من ترتديها ، و خاتم ذهبي رائع  مزين بأحجار الكريستال يسحر الأنظار لكن بالتأكيد سيزداد جمالا ان وضعه بنفسه في اصبع أميرته الجميلة …. حسنا هو يعلم انه لن يقدر على مصالحتها بجلب الهدايا لها ، لكن مؤكد ستفرح عندما تعلم ان الهدية من تصميمه اضافة الى انه كان يرغب بإهدائها شيئا قيما منذ وقت طويل.
تنحنح بخشونة و اعاد الطقم لعلبته الأنيقة ، دفع ثمنها عن طريق بطاقته الائتمانية ثم ركب سيارته ووضع العلبة بجانب باقة الورد متعددة الألوان التي رآها تليق بيارا…… او انها ليست بقيمتها ، فلا توجد وردة تبعث رائحة بهية كزوجته !!!
ابتسم على افكاره و شغل السيارة بأقصى سرعة لديه ليصل الى محبوبته التي رغم غضبها منه صباحا لم تتوانى عن معالجة يده بل وكانت تبكي وهي ترى جروحه وكلما تأوه شهقت معتذرة على إيلامه ، رباه اي خير فعله في حياته ليرزق ب فتاة مثلها دخلت حياته و أسرته ، انه الآن يحمد الله مرارا و تكرارا لكنه وافق على طلب عمه الغريب بالزواج من طفلة تصغره ب 10 ، لو لم يوافق لما عرف النور الى حياته طريقا !! حسنا هو يعد نفسه أنه سيتغير … سيحاول التحسن و التخلي عن قس*وته و غضبه و يرسم الضحكة على وجهها ثانية ، سيبتعدان عن كل ما يعيق طريق سعادتهما معا و طفلهما ايضا !
تتنهد ادم بشوق و اخرج هاتفه يطلب رقمها رن رن ثم فتح الخط و استقبله صوتها الناعم :
– ايوة يا ادم ؟
تنهد منتشيا بحرارة نطقها ل إسمه وغمغم :
– يارا … يارا …
قضبت حاجبيها و سألته :
– في حاجة ؟ انت بتتصل بيا ليه مش هتجي الليلة ديه ولا ايه ؟
بلل شفته هامسا بلوعة :
– لا انا جاي … و جايبلك معايا مفاجأة حلوة.
لم تستطع تمالك فضولها فقالت :
– و ايه هي المفاجأة ديه ؟
– مش هيبقى اسمها كده لو كشفتهالك دلوقتي انا هوصل بعد نص ساعة و…..
توقف عن الكلام و سمعت يارا صوت احتكاك عجلات السيارة في الأرض بقوة ثم شتي*مة تنفلت من لسانه ف نهضت و سألته وهي تضع يدها على بطنها المتأ*لم :
– في ايه يا ادم ؟
رد عليها بضيق وهو يرى جمهورا غفيرا متجمعا على هذه الطريق المعزولة قليلا يبدو انهم يحتفلون بشيء ما ، ربما زفاف او ماشابه فهذا نفس ما حدث يوم زواجه هو و يارا :
– بعتقد في فرح عاملينه هنا و الطريق مسدود انا هرجع الف.
كتمت يارا تأوهها الناتج عن تقلصات ببطنها ازدادت إي*لاما مع مرور الثواني و تمتمت :
– ماشي…. ااااه.
انتفض ادم مقعده و كاد قلبه يهوي على الأرض بعدما سمع صراخا*تها المتأ*لمة ، ارتفعت انفاسه و هدر بنبرة قلقة :
– يارا في ايه انتي كويسة حاسة بوجع انا سمعتك وانتي بتصوتي…. يارا…. يارا انتي سامعاني ؟
صرخ بجنون وهو لا يستطيع سماع شيء بسبب اصوات الاحتفالات حتى سيارته لا يستطيع تحريكها بسبب العرقلة لبتي تحدث….. صاح بنزق و قرر الخروج ليطلب منهم الابتعاد لكن….
بمجرد فتحه الباب ووضع قدميه على الارض صدع صوت اطلاق النار ليكتم ادم شهقته بعدما أحس ب الرصا*صة تخت*رق جسده ! ظل واقفا دون حراك حتى اظلمت عيناه و تهاوى بعدها جسده ليسقط على الارض و اخر ما سمعه صوت صرخات يارا الهاتفة ب إسمه !!
من جهة أخرى كانت يارا تتأوه بألم لكن عند سماعها صوت اطلاق النار تجمدت مكانها ، الصوت كان قريبا جدا ولوهلة اعتقدت ان الرصاصة اخترقت هاتفها لكن سماع صرخة ادم المكتومة و انقطاعه عنها فجأة جعلها تدرك ان روحها هي من أصيبت … و ليس جسدها !
سهقت بعمق قبل ان تصيح بجنون :
– ااادم …. ادم رد عليا انت سامعني اااادم !! ااااه ااااه !!
أسقطت الهاتف من يدها و انحنت الى الأمام بوج*ع كبير استوطن بطنها حاولت طلب المساعدة و جاهدت لفتح باب غرفتها و الخروج لإنقاذ طفلها…. و انقاذ زوجها !!
استندت على الحائط ووصلت صرخ*اتها الى الموجودين في الأسفل قبل ان تفر دمعتها للمرة الأخيرة و تسقط وسط بقع الدم*اء التي نزلت منها … مرددة اسمه فقط :
– ادم …
يتبع…
لقراءة الفصل الرابع والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد