Uncategorized

رواية الطبيبة والعنيد الفصل الثامن 8 بقلم نورا عبدالعزيز

 رواية الطبيبة والعنيد الفصل الثامن 8 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية الطبيبة والعنيد الفصل الثامن 8 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية الطبيبة والعنيد الفصل الثامن 8 بقلم نورا عبدالعزيز

” حيـــرة قلــب ” ___
تمر الأيام و “مروان” حالته الجسدية فى تقدم بالعلاج والتمارين ولكن حالته النفسية تسوء رغم مجهودات “نور” معه بسبب غياب حبيبته ويظل شبحها يلازمه دومًا، يستجب للعلاج الطبى لتتحسن قدمه ويمارس التمارين كما ينصحه الطبيب فقط ليذهب لحبيبته ويخبرها بأنه يريد خطبتها من جديد وإنه لم يعد عاجزًا بل بكامل صحته ولياقته كما أحبته، ظلت “نور” بجانبه تتدعمه وتسانده فى أوقات علاجه بصدر رحب فحالته كانت بمثابة تحدى لها، تتطور الأمر حتى استطاع إن يمشى على قدميه بدون مساعدة من أحد أو إن يحتاج إلى عكازه ولكن ليس بقدر إن يذهب إلى الشركة أو إن يخرج من بيته ، تسير قدمه لكن بها جزء من العرج قليلًا فمنذ أشهر وهو لم يسير عليها،
وأيضًا مع مرور تلك الأيام لم يكن ينتظم على علاجه فقط بل كان مُنتظم على تعاطى المخدرات بأنتظام دون إن يعلم أحد شيء عن هذا الأمر حتى جاء يوم ودخلت “نور” عليه بعفوية وتقول برحب:-
-صباح الخـ…….
لم تكمل جملتها حين صُدمت بما رأته، جالسًا بغرفته مع صديقه سبب كل الدمار الذي أجتاحه “أحمد” كان يتعاطى المخدرات دون تردد وكأنه أعتاد عليها ففى واقع الأمر هو أعتاد على أدمانها فتلعثمت “نور” بسؤالها مما تراه وكأنها غير مُصدقة ما تراه:-
– ايه دا ؟؟؟؟؟
حدق “أحمد” بجمالها وفتانتها وقال بأنبهار:-
– مين دى؟؟
صرخت “نور” مُتجاهلة هذا الحثالة وصوتها هز جدران القصر بأكمله:-
– أيه القرف ده؟
جاء “معتز” بصحبة والدته على صوتها ليصدموا مما رأوا فقالت بأغتياظ:-
– تعالو شوفوا البيه المحترم بيعمل ايه؟
نظروا له بذهول لتُصيبهم الصدمة مما يفعلوا “مروان” فتقدم “أحمد” ليقول:-
– يا جماعة….
صرخت “نور” بوجهه بعنف شديد:-
– أنت ليك عين تتكلم، محدش دخله القرف دا غيرك، هو ميعرفش يخرج يجيبها
طرده “معتز” من المنزل، فسألته “أمنية” بتلعثم:-
– يا أمى أنا…..
صُدم بصفعة قوية منها على وجهه لتُصدم “نور” وتضع يديها على فمها وهكذا “معتز”، أخذها” معتز” بعيدًا عن اخاه وقال:-
– اهدى يا ماما
صرخت “أمنية” به بضيق شديد:-
– قولت عليك هتعقل بعد ما غارت الزفتة بتاعتك اللى كانت عوجك معاها وهتفوق لشغلك وحياتك بس الظاهر انى كنت غلطانة روحت جبلتى الأسخن منها، مخدرات بتشم يا مروان، حسبى الله ونعم الوكيل ….
حدثها “معتز” بلطف:-
– أهدى يا ماما اللى أتكسر يتصلح
دفعته “أمنية” بغضب بعيدًا عنها صارخة بهما الاثنين:-
– ابعد عنى.. انتوا هتجيبوا أجلى قريب
خرجت غاضبة من الغرفة وتبكى من ابنها الذى كل مدى تسوء حالته، نظر “مروان” لـ “نور” بغضب فتجاهلته وذهبت للفراش أخذت المخدرات ثم خرجت من غرفتها
سأله “معتز” بضيق:-
– ليه عملت كدة يا مروان من امتى وإحنا لينا فى الطريق العوج ده
أجابه “مروان” بياس وغضب:-
– من ساعة ما شوفت وجع محدش يقدر يستحمله كانت الحاجة الوحيدة اللى بتسكن الوجع ده، مش أحسن ما أموت بوجعى
اتاه صوتها من جهة الباب:-
-وأنت كدة مموتش
نظرا “مروان” و “معتز” لها فصرخ “مروان” بها مُشتاطًا غضبًا منها:-
-أنتِ مالكيش دعوة، أنا بقولك اهو، وأمشى اطلعى برا أنا مش عاوز اشوفك
تجاهلت “نور” حديثه وقالت بحدة:-
-اتفضل يا أستاذ معتز وأقفل الباب وراك
صرخ “مروان” بأختناق بها ومُشتاطًا غضبًا من تجاهلها :
– أنتِ مبتسمعيش
نفذ “معتز” طلبها بقلق فهى الأن بصحبة مُدمن لم يشعر بافعاله حتى إذا وصل لقتلها، رمقته “نور” بأختناق وقال:-
– يكون فى علمك إن أنا هنا عشان أعالجك مش أدمرك ودى هتكون آخر مرة تشم فيها القرف دا، ومش بمزاجك وإن مكنش عشان خاطرى فعشان خاطر أمك اللى هتموت بسبب خوفها عليك، أوعى تكون فاكر إن نادين ممكن تبص لواحد مدمن ده لا هى ولا غيرها ممكن تبص للمدمن
صرخ “مروان” بغضب وضجر :-
– اخرسى بقى
أجابته “نور” بأغتياظ شديد :-
– تؤتؤ مش هخرس وتفتكر اللى سابتك وأنت فى سرير المرض اللى مؤكد إن بالعلاج هتخف ممكن تبصلك وأنت مدمن يعنى هتصرف اللى وراك واللى قدامك على المخدرات، ده غير إن صحتك هتكون فى النازل وغير بردو إنك هتكون شبه الميت.. هيظهر تحت عينك سواد وعقلك هتكون دايمًا غائب عن الوعى مش حاسس باللى حواليك جسمك ضعيف مش هتقدر حتى تدافع عن نفسك عشان تدافع عنها، فوق وشوف أنت بتعمل إيه أنت بتدمر كل حاجه كل أحلامك…
وتتركه وتخرج وهى تفكر بشيء أهم مما قالته وقد حسمت أمرها بأنقذه حتى وأن رفض الخضوع لها وابى أن تروضه بالقوة..
جلست معهم “نور” فى الصالون والصمت حل على الجميع فى هذا الموقف والدموع تسيل من جفنى “أمنية” مُشفقة على حال ابنها الذي يتدمر كل يوم ويذهب من السيء للأسوء، فقطعت “نور” صمتهم وقالت:-
– أمل، فى اوضة فى الجنينة لوحدها كدة دى بتاعت مين؟
أجابتها “أمنيه” بنبرة حزينة:-
-دى بتاعت المرحوم والد مروان معمولة على مستوى عالية من التقنية مبيدخلهاش غيره…
صمتت “نور” قليلًا وهى تفكر جيدًا ثم وجهت حديثها إلى “أمل”:-
– تمام اوووى كدة، عايزكى يا أمل تنضفيها كويس وأنا هعمل الباقى
سألتها” أمنية” بفضول وتعجب من حديثها:-
– أنتِ ناوية على ايه يا دكتورة نور
نظرت “نور” تجاه غرفته المُغلقة وبداخلها شعور بالفشل فى علاجه فأجابتها بجدية وأصرار:-
– ناوية اعالجه، أنا عمرى ما فشلت فى علاج حد ولا وصل الحال مع اى مريض ليا للحالة دى ولجوه للأدمان
جففت “أمنية” دموعها بأمل ولو قليل فى أعادة ابنها لطبيعته ثم سألتها بحماس:-
-وهتعرفى يا دكتورة
أومأت “نور” لها بنعم وقالت:-
– متقلقيش كله على الله
اومأت “أمنية” بتفائل لها فتابعت “نور” حديثها قائلة:-
– بس تساعدونى؟… لأن فترة العلاج هتكون صعبة جدًا ومُجهدة علينا كلنا خصوصًا أنكم رافضين انه يروح مصحة…
تحدث “معتز” بقلق قائلًا:-
-الصحافة والإعلام مش هيسكتوا لو وصلهم خبر زى دا ومروان مش أى حد، خبر زى دا هيكون الضربة القاضية لمروان
اومأت له بتفهم ثم قالت:-
– أن شاء الله ميحصلش حاجة وحشة ونقدر نساعده.. أنا هروح المصحة دلوقت اسال دكتور اعرفه على أفضل طريقة علاج له
وقف “معتز” من مكانه وقال:-
– أنا جاي معاكى…
رحل الأثنين معًا بعد ان استاذن من “أمنية” ومنعوها من فتح الباب له، خرجا من القصر وصعد “معتز” لسيارته وبجانبه “نور” لينطلق إلى المصحة باحثًا عن طريقة لعلاج أخاه
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بداخل احد المطاعم فى فندق، فى حالة من الهدوء والموسيقى الاجنبى تعم المكان فى أحد الطاولات كان “عثمان” و”نادين” جالسين بطاولتهم يتناولوا الطعام معًا تحت اشراف طاقم العمل، قهقه “عثمان” بسخرية على حديث “نادين” وقال:-
– ههههههه أنا مش مصدق إنك عملتى كدة، معقول كل دا يطلع من الوش الملاكى دا
رفعت حاجبها له وسألته بتعجب:-
– ليه يعنى؟
غمر “عثمان” لها وهو يحاول مسك يدها بلطف وقال:-
– اصل مش باين عليكى، اللى يشوفك يقول ملاك وأنتِ….
قطعته “نادين” وهى تترك الشوكة من يدها بحده ناظرة له وتسأله :-
– أنا ايه
تمكن “عثمان” من مسك يدها بلطف وقال بدلالية:-
– قمر
جذبت “نادين” يدها منه بالقوة وأختناق وقالت:-
– عارفة، فين حسابى؟!
أخرج “عثمان” من جيبه ظرف يحتوى على 100000 ويعطيهم لها فنظرت للظرف بشك لتسأله قبل ان تلمسه:-
– دول كام؟
أجابها “عثمان” بجدية قائلاً :-
– 100000
أعادت “نادين” الظرف له وقالت بأستكنار ونبرة غليظة:-
– إحنا أتفاقنا كان على 150 يبقى تدينى الـ 150
أخرج لها ظرف اخر لتاخذ الأثنين وهى تقول بأشمئزاز:-
– ما كان من الأول لازم تفاصل…
☆☆☆☆☆☆☆☆
وصلت “نور” المصحة بصحبة “معتز” وقصدت المصعد إلى طابق معين، دخلت إلى مكتب الطبيب وحدثته بالأمر لتقول بجدية:-
– يعنى علاج الإدمان من الهيروين عمومًا يأخد وقت قد ايه يا دكتور
أجابها الطبيب:-
– على حسب لو المريض مُدمن من فترة طويلة ممكن يأخد العلاج شهور، لان المخ بيفزر نوع مادة معين بنسبة معينه للجسم الانسان الطبيعى المدمن بقا لما بياخد الهيروين أو أى نوع مخدرات عموما كده هو بيزود المادة دى لان المخدرات بتحتوى على المادة دى فالتالى المخ بيبطل يفزر ومع الوقت بيتوقف وده اللى بيخلى المريض عصبى جدا وشرس لحظه ما يلاقيش المخدرات دى وممكن يقتل عشانها
سأله “معتز” بقلق :-
– طب لو بقاله شهور بسيطة يعنى شهرين
اجابه الطبيب بجدية :-
– لا ده علاجه اسهل بكتير ممكن يأخد اسابيع على حسب تشخيصي للحالة لانه فى البداية وتقدر تعالجه فى البيت لو هتقدر تمنعه لكن لحظة ما يتمنع عنها هى اللى هتخليه عصبى لكن هيستجيب للعلاج وهتبدأ تظهر عليه أعراض الأنسحاب ودا طبيعى زى الم فى العضلات واضطرابات فى النوم الغثيان وتشنجات، أسهال وغثيان وقىء…. كل دا هيظهر عليه عادى متقلقوش دا كمان ممكن يظهر عليه اعراض نفسية زى الاكتئاب والقلق ، العلاج هيبدا بمرحلة طرد السموم من الجسم ثم مرحلة التأهيل النفسي السلوكى ودى مهمة جدًا بقدر مرحلة طرد السموم
نور: طب والاكل بتاعه
اجابها الطبيب:-
– هنحاول نقدمله اكل غذائى بمستوى السيروتونين، أكل فيه نسبة كربوهيدرات وبروتين برضو زى الفول والعدس والبطاطس، وهنبعد هن اى أكل فى فيتامين ب وأنا هكتبلك الأكل وبعض انواع العلاج اللى يستخدمها
تبسمت “نور” له مُشكورة وقالت:-
– يا ريت يا دكتور اكون شاكرة لحضرتك
دون 3 ورقات كاملة لها بهم الطعام وبعض النصائح والارشادات ثم أخذت الأوراق واستاذنت منه ثم أنصرفت من المكتب ووصعدت السيارة مع “معتز” ليسألها بقلق:-
– هنعمل ايه؟
– هنعمل كل اللى دكتور قال عليه، هنعالجه يا معتز
قالتها وهى تنظر للأمام حاسمة أمرها دون تردد أو قلق، ضغط “معتز” على محرك السيارة وهو يُتمتم:-
– محدش هيقدر على مروان ده عصبى جدًا
أجابته “نور” وهى تقرأ الاوراق بعينيها:-
– أنا أقدر
نظر لهذه الفتاة التى تتحدث بثقة كبيرة دون ان ترجف لها عين أو تردد فى الأجابة حتى انها لا تستغرق وقت فى التفكير، تُجيبه بثقة هائلة ليقول:-
– ربنا يستر
ردت “نور” عليه:-
– معلش بقى توصلنى البيت الأول فى طريقك….
☆☆☆☆☆☆☆
___ شقة حسن الرواى ___
كانت “شيماء” بأنتظار “نور” منذ مدة فقالت بضجر من تأخير صديقتها:-
– لا يا عمه ده بنتك كدة بتستعبط بقى
اجابها “حسن” وهو يأخذ الهاتف من فوق الطاولة:-
– انا كلمتها قالت جاية هحاول تانى
وقفت “شيماء” من مقعدها وقالت بضجر :-
– انا كدة هتأخر همشى وابقى أجى للهانم تانى
وقف “حسن” معها وقال بحرج:-
– طيب يا بنتى براحتك
خرجت “شيماء” من شقتها ونزلت حتى خرجت من العمارة لتجد سيارة بيضاء تتوقف أمامها وتنزل “نور” منها فصرخت “شيماء” بها قائلة:-
– هو أنتِ كل ده فى الطريق، بقالى ساعة مستنية الهانم لما اتنفخت شاى وكيك من عمه حسن
نكزتها “نور” فى خاصرتها باحراج وقالت:-
– ايه مبتفصليش اسكتي .
وتنحنى للنافذة شاكرة لـ “معتز” :-
– متشكر جدا يا استاذ معتز على التوصيلة تعبتك
تبسم “معتز” لها بتكلف وأردف :-
-لا شكر على واجب يا دكتورة، إحنا اللى متشكرين على مجهوداتك معانا وأسفين لأزعاجك
اومات له بنعم لينطلق بسيارته فاستدارت لصديقتها وقالت:-
– تعالى نتطلع
رفضت “شيماء” باختناق وقالت:-
– ليه موريش غيرك أنا ماشيه عشان اتاخرت
سألتها “نور” بسخرية:-
– وايه اللى جابك أصلا مش النهاردة اجازتك
ضحكت “شيماء” بنفس القدر من السخرية وقالت:-
– اصلى مش قادرة على بُعدك حتى فى أجازتى.. انا ماشية
قطع شجارهما المُعتاد ظهور “زياد” من العدم يقول بعفوية مازحًا معهم:-
– عووووو
هتفت “نور” ببرود قاتل:-
– يامى
على عكس صديقتها التى تبسمت وقالت بعفوية:-
– ازيك يا زيزو
اجابها وهو يحدق بـ “نور” دون حياء:-
– تمام وأنتِ يا دكتورة؟
أجابته برحب شديد:-
– بخير الحمد لله
تبسم بلطف ودقات قلبه تناديها وحدها فقال بحب ونبرة ناعمة:-
– وأنتِ يا نور عاملة ايه؟
رغم حبها الساكن فى قلبه لكن بقلبها هى كان البرود والاشمئزاز يسكنان له فقط، لم تحمل له اى شيء من الرحب او الحب حتى أنها لم تستطيع التعامل معه بعفويتها او ان تهديه بسمتها التى تنشرها بحب لمرضاها فتذكرت وجه “مروان” الذي لم تكف عن رسمة البسمة له والمناقرة معه بعفوية، لم تمل من الشجار معه او غيظه، شردت بوجه هذا الرجل مُتجاهلة الأجابة على رجل اخر يعشق وجودها وكل أمانيه أن تهديه ولو بسمة واحدة فى اليوم..
نظر “زياد” إلى “شيماء” بحرج شديد من تجاهل “نور” له وعدم الأجابة عليه فشعرت “شيماء” بالحرج من اجله لتقول:-
– طب استاذن انا
فاقت “نور” من شرودها فى هذا الـ “مروان” العنيد الذي طال عالجه لتقول بأختناق:-
-مع السلامة وأنا كمان هطلع عشان عندى شغل الصبح
رحلت “شيماء” ليستوقفها “زياد” حين مسك معصمها بلطف وقال بنبرة ناعمة:-
– مش هتقوليلى اتفضل
جذبت “نور” يدها من قبضته وقالت بضيق:-
– رجاءًا متكررش تانى عشان رد فعلى مش هيعجبك وعن أذنك عشان أنا راجعة من شغلى تعبانة ومخنوقة ومش طايقة اشوف حد وعايزة أتخمد
كانت تحدثه بطريقة مُشمئزة وتعابير وجه حادة ثم صعدت تاركة خلف رجل هائمًا فى عشقها وعقلها شاردًا فى رجل اقتحمه دون سابق أنذار وعلى حافة الهاوية بأفعاله…
__________________
كان “معتز” يقود سيارته فى طريق عودته ليرن هاتفه بأسم “نجلاء فاجاب عليها قائلاً:-
– أهلا يا عروسة
– أزيك يا معتز
أومأ لها بنعم وهو يقول:-
– اممم كويس،، خشي فى الموضوع عاوزة ايه مش عادتك تتصلى
اجابته” نجلاء” بنبرة هادئة:-
– ممكن اخد بكرة اجازة
اتسعت عينيه بذهول من طلبها وقال بجدية:-
– ليه؟ هى الجوازة تمت
سألته “نجلاء” بلطف:-
– أنت عاوزها تتم يا معتز
أجابها ببرود وهو ينظر للطريق:-
– وأنا مالى هو انا اللى هتجوز
تاففت بضيق من بروده وقالت:-
– اه بفكر اوافق الراجل محترم وعاوزانى وبيعرف يقول انه عاوزانى
اجابها ببرود أكثر وكأنه لم ينتبه لغضبها:-
– اموت واعرف ايه اللى عجبه فيكى، دا أنتِ شبه الراجل وأربعة وعشرين ساعة لابسة جينز وعاملة شعرك ديل حصان كأنك فى مدرسة، إلا عمرى ما شوفتك حاطة روج.. كته نيلة اهبل وهيدبس.. ما علينا مفيش أجازاتك بكرة تكونى على مكتبك… عارفة يا نجلاء 8 بالدقيقة لو ملاقتكيش قدامى هعلقك
تعجبت لحديثه اهو يراها بمثابة رجل، يحكم عليها من طريقة لبسها وهيئتها الخارجية لذلك لم يشعر بمشاعرها نحوه الذي تكنها له، فقالت بضيق:-
– معتز تسمح لي اقولك أنك مستفز وأنا غلطانة أنى كلمتك اصلا
قالتها واغلقت الخط فى وجهه ليهتف بغضب سافر:-
– أنتِ بتقفلى الخط فى وشي، نهارك مش فايت يا نجلاء.. قال عاوزة تتجوز قال، اتعمى فى نظره دا كمان ….
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
___ قصـر الهـــوارى ___
ظل “مروان” حبيس فى غرفته وعقله لم يكف عن التفكير فى حديث هذه الطبيبة العنيفة التى ضغطت بكل قوتها على جرح قلبه لكى ينزف مُجددًا على الرغم من انها يجب ان تعالجه لكنها من دهورت حالته وحالة قلبه حين ذكرت اسمه محبوبته، كان يفكر فيما قالته وكيف حبيبته ستتقبل عودته وهو مدمن هكذا؟ امرأة رفضت وجوده هو رجل اعمال صالح ستقبل به وهو مُدمن يتعاطى هذه السموم؟ ، ظل يفكر ويفكر فى حديثها الحاد الذي كان اشبه بسيف مسموم غرس فى قلبه ليطعنه حتى الموت..
ظل يفكر والوقت يمر عليه سجين فى غرفته لا سبيل له سوى التفكير حتى فقد سيطرته على اعصابه ولم يتحمل الوجع وقهرة الفراق، غضب “مروان” بشدة وبدأ بمسك زجاجه المياه الموجود على الكمودينو المجاور له ورمى بها فى المرآة لينكسر الزجاج مُدمرًا صورته المُنعكسة فيه وكأنه يكره رؤية وجهه، بدات حالة من الأهتياج تصيبه ويكسر كل شيء بالغرفة بعكازه وهو يصرخ من الوجع وألم قلبه بكل قوته وصوته يهز جدران القصر بأكمله حتى سمع “معتز” صوته من الأعلى وهو يصرخ وصوت تكسير الاشياء فنزل للاسفل مُسرعًا فى مُنتصف الليل وخلفه والدته القلق دب فى قلوبهم وحاول أن يدخل الغرفة ولكنه وجد الباب مغلق من الداخل وهو بالخارج مع والدته يسمعون صوت صراخه وتكسيره للغرفة لكنه فى واقع الأمر كان يرى صورة “نادين” فيضربها بعكازه محاولًا التخلص منها وهو لا يدرك بأنه يكسر غرفته وما يراه ما هو إلا شبح من صُنع خياله
حدثه “معتز” بذعر :-
– أفتح يا مروان …افتح خلينى أدخل
اردفت “امنية” ببكاء :-
– افتح يا بنى حرام اللى بتعملوا فينا وفيك ده
حاول “مُعتز” كسر الباب لكن لا جدوى من المحاولة ففشل فأستعان بأله حادة جلبتها “أمل”…
_____________
وقف”مروان” فى منتصف الغرف غاضب وهائج كالثور الذى لا يستطيع السيطرة على نفسه وعلى غضبه امامه ابتسامتها فقد اشتاق لها بقوة وهو لا يستطيع رؤيتها ولا يقدر على التخلص منها هو واقف بين مفترق طرق لا يقدر على أختيار احدهما فعلقت قدمه فى المفترق ، اصابه الدوران فى رأسه حتى فقد السيطرة على عقله وفقد توازن جسده ليسقط بمنتصف الغرفة فاقدًا للوعى…….
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!