Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم فاطمة أحمد

  رواية ملك للقاسي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم فاطمة أحمد

– ابيه ادم اقدر ادخل ؟
صوت انثوي طفولي اخترق قوقعة الصمت التي دخلها الشاب ذو ال 22 عاما بعدما أخذ كتابا و جلس على فراشه يقرأه بتمعن ، رفع رأسه هاتفا بتعجب :
– يارا انتي بتعملي ايه هنا ؟ ادخلي.
خطت بقدميها خطواتها البطيئة وهي تخفي يديها خلف ظهرها و شعرها الأسود منسدل لأسفل كتفيها بفوضوية يغطي جزءا من جبينها و وجنتها ، طالعته و ابتسمت ببراءة :
– حضرتك عيد ميلادك كان من يومين وانا مجبتلكش هدية لاني معرفتش اجبلك ايه وانت عندك كل حاجة.
هز رأسه وهو يحاول رؤية ما تخفيه خلفها :
– ايوة وبعدين.
رمشت عيناها بتردد ثم حسمت أمرها و اخرجت منديلا حريريا باللون الرمادي الفاتح و مطرز في أسفله بخيوط زهرية على شكل حرف “A” … وضعت المنديل بيده و رددت :
– انا لقيت المنديل ده في اوضة بابا هو قالي انه كان ل ماما الله يرحمها وانا طلبت منه اخده و وافق ، خليت طنط حنان تكتب الحرف الاول من اسمك عليه عشان يبقى ذكرى.
صفقت بيديها في حماس مترقبة ردة فعله :
– عجبتك الهدية يا ابيه ؟
تلمس المنديل الحريري بأصابعه ثم غمغم في هدوء :
– ايوة الهدية عجبتني اوي بس انتي جبتيلي المنديل بتاع مامتك معقول ؟ مكنتش اعرف اني غالي عندك للدرجة ديه. 
اخفضت رأسها و هزت كتفيها مجيبة :
– حضرتك صحيح بتزعقلنا كتير انا و رهف بس انت حنين لانك بتودينا الملاهي كل اسبوع و بتجيبلنا حاجات حلوة و المرة اللي فاتت لما انا وقعت الفازة بتاعت طنط مديحة حملت نفسك المسؤولية عشان متضر*بنيش فقررت اهديك حاجة غالية عليا … هتاخد بالك عليها يا ابيه ادم صح ؟
اومأ مبتسما و اردف :
– هحتفظ بالمنديل ده لحد اخر يوم فعمري ولو فمرة انتي طلبتيه هتلاقيه جاهز.
ضحكت يارا بطفولية :
– حتى لما تكبر و تبقى عجوز وانا ابقى ست كبيرة زي تيتا ؟
– ايوة.
– و هتخلي بالك مني انا كمان ؟
سألته وهي تتأرجح بقدميها من اعلى سريره فرد عليها ادم بنبرة جادة :
– وانتي كمان هخلي بالي منك….. 
بدأ صوت طنين رتيب مزعج بإختراق حاجز وعيه رويدا رويدا لينتزع برعونة خلايا جسده من سباتها العميق ويدقّ أبواب حواسه بابا بابا معلنا عن وجوب عودته إلى عالم الأحياء بحلوه و مرّه….ارتعش جفناه في محاولة مرهقة لرفع الستار عن عينيه ، لينجح أخيرا فيستقبله سقف الغرفة الأبيض ..أخذ يحدّق به لوهلة بدون إدراك ليشعر فجأة بيد دافئة تغمر يده ليلحق بها وجه والده الذي كان يحوم بقلق فوق رأسه وهو يهتف بارتياح :
– ابني انت صحيت الحمد لله يارب انا هطلع اطمن العيلة عليك و انادي الدكتور ارتاح انت و متتعبش نفسك.
همّ بالإبتعاد إلّا أنّه شعر بأصابع ادم وهي تلتفّ حول معصمه بقوّة تلاها صوته الخاوي وهو يسأله :
– ايه اللي حصلي انا مش فاكر حاجة.
سرت قشعريرة في جسد ابراهيم وماتت الحروف على لسانه وهو يشخص بعينيه نحو ابنه الراقد على سرير المستشفى ، مر يوم كامل على الحادثة التي تعرض لها ابنه إثر اصاب*ته برصا*صة طائشة خرجت من سلاح احد عديمي المسؤولية الذين كانوا يقيمون احتفالا في الشارع ، لا يزال يتذكر ذلك المساء المشؤ*وم عندما كان يجلس مع زوجته حنان و اتصل به والده يخبره انه تم اطلاق النا*ر على ادم و الحمد لله الف مرة ان الاصابة كانت عرضية لم تصب العظام و الأعصاب و الا كان وضعه خطيرا – حسب كلام الطبيب -.
تناهى له صوت إبنه وهو ينتفض فجأة بعدما تذكر ماحدث … اقتناؤه هدية لزوجته .. الزحام الغريب في الشارع الذي منع سيارته من العبور…. اطلاق النا*ر على صدره من مكان بعيد … صوت صراخ يارا الخائف و … المتأ*لم ! نظر ادم له و صاح :
– يارا فين ؟؟
 ازدرد لعابه بصعوبة وأجابه بصوت أجش قائلا :
– هي كويسة و قاعدة ف الاوضة اللي جمبك و امك معاها …. حصل معاها نز*يف و….
توقف ليسأله ادم بتوجس :
– البيبي ؟
شعر ابراهيم بخوفه على زوجته و طفله ف ابتسم مطمئنا :
– البيبي بخير الحمد لله الدكتورة قالت النزي*ف حصل بسبب التعب و الضغط و قدرو ينقذوه.
 أطلقت أصابع ادم سراح معصم والده لتنقضّ على إبرة المصل المغذّي المثبتّة داخل عروقه وتنتشلها بعن*ف لتسيل مكانها الدم*اء على طول ذراعه حرّة طليقة و قبل أن يتسنّى ل ابراهيم باستيعاب ما يجري حتّى، هبّ ادم من مكانه لينزل ساقه على الأرض بسرعة فيفقد توازنه في لحظتها ويهوي جسده إلى الأمام فتلقفه والده بلهفة وخوف وهو يهتف جزعا :
– انت رايح فين يا ابني انت لسه تعبان.
تأوه بألم مكتوم وهو يضع يده على مكان اصابته مجيبا :
– مش هفضل نايم كده انا عايز اطمن على يارا….
*** قبل قليل.
في الغرفة المجاورة للغرفة التي يقطن بها ادم.
حملقت فيها الجدة بيأس مرددة :
– يا حفيدتي افهمي ادم زين و نايم دلوجت من تأثير المهدئات هتروحي تجعدي جمبه تعملي ايه ؟ ليه منشفة دماغك اياك استني يفوج و نبجى ندخل نطمن عليه انتي كمان تعبانة.
هزت رأسهة بالرفض :
– انا بتعب اكتر لما اكون بعيدة عنه يا تيتا الدكتورة طمنتنا على البيبي اساسا و بقالي نايمة يوم كامل مش عايزة ادم يصحى و ميلاقنيش جمبه.
دخلت حنان اليها و جلست بوهن :
– يارا الله يخليكي اقعدي عاقلة احنا كلنا قلقانين على ادم بس انتي كمان لازم تاخدي بالك على نفسك و البيبي عشان لما جوزك يصحى ميشيلش همك اقعدي يا حبيبتي ولما يصحى هوديكي ليه بنفسي متتعبنيش اكتر مانا تعبانة.
ارتجفت شفتاها بحزن وهمست :
– اسفة يا طنط مش قصدي ادايقك والله انا بس خايفة عليه.
صمتت تتذكر ليلة الحادث عندما نزف*ت و فقدت وعيها ، وعندما افاقت وجدت نفسها في المشفى و طمأنوها بأن الجنين بخير لكن يجب عليها ان ترتاح ولا تتعرض لأي ضغط او جهد بدني…..
Flash back
( اغمضت عيناها تحمد الله مرارا و تكرارا على نجاة طفلها و فجأة تناهت لذاكرتها آخر احداث عاشتها و صوت اطلاق الن*ار الذي اخترق أذنيها بقس*وة ، شهقت و هبت جالسة :
– ادم فين ؟ انا سمعت صوت سلا*ح وهو وقع بعدها اا انا كنت بناديه بس ادم مردش عليا و… و… ادم فييين حد يرد عليا !!!
امسكتها زهرة من كتفيها تهدؤها :
– ادم بخير يا حبيبتي متخفيش حفيدي جوي و هيفوج و يبجى زين.
سليم بجدية حارصا على تبسيط الحقيقة قدر الامكان :
– في ناس كانت بتحتفل و من غير جصد طلعت من سلاح واحد فيهم رصاصة طايشة و جت ف ادم بس الحمد لله الإصابة سطحية و الدكاترة طلعوها من جسمه….. )
افاقت من شرودها على صوت الباب وهو يفتح و رهف تدخل بلهفة :
– ابيه ادم صحي يا ماما و بابا موجود معاه.
تهللت اساريرهم بشكر اما يارا ف ازاحت الغطاء عنها و هرعت الى غرفته محاولة تثبيت توازنها و عدم السقوط على الارض ، فتحت الباب لتجد ادم يحاول الخروج و والده يمنعه :
– يا ابني حرام عليك نفسك والله ميصحش اللي بتعمله ده.
تشنج وجهه بجفاء عقيم :
– انا مش هطمن على يارا غير لما اشوفها بنفسي و اتأكد انها كويسة.
– ادم !!
نادته بصوتها المختنق ف استدار اليها بسرعة و عيناه تجري على جسدها تتفحصها اذا كانت بخير … تنهد بلوعة لتركض له يارا و تنقض عليه تحتضنه بقوة باكية :
– ادم…. ادم انت كويس انت صحيت اا انا كنت هموت من الخوف عليك لما سمعت صوت السلاح و قالولي اتصاوبت كنت …. كنت…
وضع اصبعه على شفتيها ثم أسند جبينه على جبينها هامسا وهو يحاول تهدئتها من انفعالاتها :
– اهدي اهدي انا كويس طول مانا شايفك قدامي … قوليلي انتي كويسة حاسة بوجع الدكتورة قالت ايه ؟
قاطعتهما حنان التي دخلت و هرعت اليه تحضنه بمشاعر أمومية فياضة و تقبل وجهه بلا هوادة :
– يا حبيبي يا ابني الحمد لله انك بخير قلبي كان هيقف لما سمعت الخبر طمني عليك حاسس بوجع و دوخة طيب ااا….
قاطعها ادم مقبلا يدها و يبتسم ليهدى لهفتها الفطرية كأي ام تخشى على صغارها :
– انا بخير وواقف قدامك اهو يا ماما اهدي يا حبيبتي.
نزلت دموعها اكثر وقد سمحت لنفسها بالكشف عن ذعرها و قلقها الذي اخفته لا لشيء فقط لكي لا تخيف يارا أكثر و تزيد حالتها سوءا ، بقدر حبها ل إبنتها و إبنها البكر فإن حبها لزوجته لا يقل عليهما ابدا …. ابتسمت و ساعدته في الجلوس على السرير وبجانبها يارا ، بعد مرور الوقت سأل ادم بجدية :
– جدي سليم و عمي و ابنه فين مجمش يطمنو عليا ليه ؟
رد عليه ابراهيم :
– جدك قضى الليلة في المشفى هنا وبعدين مشي مع عمك عشان يشوفو مين اللي ضربك بالنا*ر قال ان الموضوع مش هيعدي من غير حساب.
تذكر ادم الحادث و تلك الرصا*صة الطائشة التي اخترق*ت جسده بقوة ، لولا انه لم يرى بعينيه صاحب المس*دس المنصدم و الناس تتهافت عليه تريد اسعافه لكان قد أجزم بأنهم حاولوا قت*له ، هذه ثاني مرة ينجوا فيها من المو*ت بأعجوبة و ربما تكون اخر مرة فهو لا يعلم اذا كان سيتعرض له احدهم مستقبلا و ينجح في قتله !!
______________________
خرج الجد من المجلس الذي أقامه و جمع فيه كبار عائلات الصعيد و الأشخاص الذين كانوا في ذلك الحفل المش*ؤوم و تسببوا بإصابة حفيده ، و صرح بصرامة ان هذا الحا*دث لن يمر مرور الكرام فحتى لو لم يشأ أن يزج صاحب السلا*ح في السجن آخذا بعين الاعتبار ان له عائلة اضافة الى انها كانت دون قصد…. الا انه توعده بحساب شديد سيجعله يعزف عن حمل الأسل*حة و الاحتفال طوال حياته.
وصله اتصال من إبنه ان ادم افاق و اصبح بصحة جيدة فتنهد بإرتياح :
– الف حمد و شكر يارب …. اني جاي المشفى دلوجت يا ولدي اطمن على ادم و بكره بإذن الله حنعمل وليمة كبيرة على شرف حفيدي و مرته و ندبح عجول نوزعها على اهل البلد مهيفضلش واحد نايم وهو جعان.
تهلل ابراهيم سعيدا بهذه الفكرة :
– ربنا يخليك لينا يا حج.
نظر عمر لوالده وهمس له بغيظ :
– اني مستغرب من ادم ده عنده سبع ارواح كل ما يجع في مصيبة يطلع منها كيف الشعرة من العجين … المرة ديه احنا مأذيناهوش جت من عند ربنا بس نجى من المو*ت للمرة التانية يا بوي.
تنفس علي بحدة مجيبا :
– حتى لو المرادي مكنش لينا دخل بس اني مهسكتلوش على اللي عمله ادم اتحداني و سرج مني حجي في الإدارة و اني ححاسبه بس في الوجت المناسب.
****
في المستشفى.
بعد جاء الجد و اطمن عليه أخبرهم بأنه سيقيم الوليمة مساء الغد و رغم اعتراض ادم في البداية الا انه وافق ممتعضا ، ظل ابراهيم و زوجته في الغرفة معه يتسامرون قليلا حتى نطقت رهف وهي تحضنه :
– انا خفت عليك اوي يا ابيه.
ابتسم ووضع يده على كتفها يجذبها نحوه هاتفا :
– مفيش داعي للخوف انا بخير و قاعد قدامك بكامل صحتي الحمد لله اساسا كان لازم اصحى لان حتى وانا نايم صوتك و الرغي بتاعك وصلني.
ضحكت حنان عليها بينما شهقت رهف بحزن :
– ليه كده يا ابيه ده انا كنت ميتة من العياط على حضرتك و دعيتلك كتير اوي عشان تخف.
نظر لها ادم وقبل جبينها بحنية :
– بهزر معاكي يالا انا مين ليا غيرك يصدعني.
– بتتكلم جد يا ابيه ؟
هز رأسه بنعم ثم صفع مؤخرة رأسها :
– يلا قومي شوفي يارا بتعمل ايه ف الاوضة اللي جمبي و اطمني عليها و اسأليها لو عايزة حاجة.
وضعت يدها على مكان الضربة ضاحكة بأل*م طفيف و خرجت ، فنظر ابراهيم الى إبنه وعلى وجهه علامات الضيق :
– بما انك بقيت كويس لازم نتكلم في موضوع انا مردتش اتكلم قدام جدك و عمك من شويا.
تنهد ادم و أعاد رأسه للخلف ببرود :
– على عيني يا والدي العزيز حضرتك قول وانا بسمع.
– انت لما كلمتني من 3 ايام طلبت مني اعمل الوكالة ب اسمك عشان تساعد عمك في شغل الادارة وبكده تكون الأسهم مقسومة عليكو بالتساوي اومال ايه اللي انا سمعته من علي يا ابني انت خدت الوكالة ليك لوحدك و لغيت المشاريع اللي كانو بيشتغلو عليها ممكن افهم انت خدعتني ليه يا ادم ؟؟
رفع الاخير حاجبه متسائلا :
– هو السيد علي لحق يشتكيلك ماشاء الله اول ما شاف حضرتك جيت نط عليك من غير ما يستنى.
اجابه والده بصرامة :
– اولا احترم انك بتتكلم عن عمك ثانيا انا عرفت من الفرع اللي هنا باللي حصل قبل ما يوصلني خبر الحادثة بتاعتك و اتصلت عليه اسأله و قالي ع اللي حضرتك عملته ، رد عليا انت كدبت عليا و خلتني انقلك الأسهم بالخداع كده ليه ؟؟
تدخلت حنان بإرتباك محاولة تهدئة الوضع :
– أجلو الكلام ده لوقت تاني لما تبقو لوحديكم في البيت دلوقتي احنا ف المشفى ومش عايزين يارا تسمعكم وانتو بتتخانقو.
تجاهل ادم محاولتها الفاشلة في تهدئتهم و طالع والده مغمغما بخشونة :
– انا مخدعتكش طلبت منك تعمل الوكالة ب إسمي و نساعد بعض انا وعمي في الشغل بس مجبتش سيرة ولا لمحت ل إني هقسم الأسهم بالنص بيننا وبعدين انا محدش بيشتغل معايا الكل بيشتغل عندي و تحت أمري مش العكس اساسا رئاسة الادارة من حقي لاني الوحيد اللي تعبت عليها.
هدر ابراهيم بعصبية :
– كونك تعبت عليها ده ميديكش الحق تقرر لوحدك تعمل ايه بس الواضح اني دلعتك و سبتك تتصرف على هواك كتير لدرجة الغرور عمى عينيك و خلاك تتكبر على عمك اللي فمقام أبوك…. بس ديه اخر مرة يا ادم تعمل حاجة من غير ما ترجعلي انت فاهمني اخر مرة !!
فتح الباب فجأة و دخلت يارا تتساءل بهلع :
– فيه ايه صوتكم عالي كده ليه ادم انت كويس حاسس بحاجة بتوجعك ؟
قالتها وهي تقترب منه بتلهف تتفحصه فأجابها بعدما سعل عدة مرات :
– مفيش حاجة متقلقيش كنا بنتكلم على الشغل بس.
ادركت تماما ما سبب الشجار فتنهدت مردفة :
– مش وقت الشغل يا حبيبي لازم ترتاح دلوقتي.
خرج ابراهيم من الغرفة و تبعته حنان فاستدارت الاخيرة الى زوجها مهمهمة :
– عمو كان بيخانقك على قصة امبارح صح ؟
اومأ ادم بوجوم :
– ايوة وكان عايز ارجع الأسهم ل أخوه انتي عارفة قد ايه بيحبه و يحترمه وميقدرش على زعله حتى لو عحسابي.
تنهدت ووضعت يدها على وجهه تتلمس بأناملها لحيته الخفيفة هامسة :
– خلينا نرجع الإسكندرية يا ادم اساسا ملقيناش هنا غير الخناق و المشاكل هنرجع بعد ما انت تخف ماشي ؟
أمال رأسه وطبع قبلة على كف يدها متمتما :
– هنشوف الموضوع ده بعدين قوليلي انتي مدامك خفيتي مجيتيش تقعدي معايا هنا ليه كنتي بتعملي ايه ف الاوضة التانية ؟
هزت يارا كتفيها :
– يعني انا لما لقيتك مع باباك و مامتك و اختك فكرت ان قعدتك مع اهلك بتنفعك اكتر و قولت بلاش ادخل وسطيكو.
تجهمت ملامح ادم معلقا وقد احتدت نبرته :
– انتي بتقولي ايه اهلي هما اهلك و اختي هي اختك و اللي يخصني بيخصك انتي كمان اوعى اسمع الكلام ده تاني فاهمة !!
همهمت مبتسمة وهي تضع رأسها على صدره :
– حاضر يا حبيبي.
لف ادم يده على خصرها معلقا بمكر :
– ارجعي قولي حبيبي كده انا بحب اسمعها منك.
ضحكت بخجل و قالت :
– حبيبي و قلبي و روحي انا بحبك.
اخذ نفسا عميقا و قبل رأسها هاتفا :
– وانا بموت فيكي.
_______________________
في اليوم التالي.
خرج ادم و يارا من المشفى و ذهبا مع العائلة للمنزل ، اطمأنت عليه حنان و استدارت لزوجة إبنها متحدثة :
– انتو ارتاحو هنا لانكم تعبانين واحنا هنخلص كل حاجة تحت جدكم عامل وليمة كبيرة ماشاء الله على شرفكو انتو و حفيدي.
كادت تخرج لكن يارا اوقفتها :
– استني يا طنط انا نازلة معاكي مينفعش افضل قاعدة لازم اساعد شويا.
اعترض ادم بحدة :
– تنزلي ايه انتي مسمعتيش الدكتورة قالت ايه ؟
نظرت له برجاء :
– والله العظيم مش هتعب نفسي بس بس عايزة اعمل العصاير بلييز يا طنط قوليله حاجة.
ابتسمت و طالعت إبنها :
– خليها تنزل وانا بوعدك مش هسيبها تعمل مجهود كبير.
تأفف بضيق من عنادها و سمح لها بالذهاب ليبقى جالسا بمفرده ، فكر في أن يتصل بمازن لكن لم يرد له ان يقلق و يرتعب عليه عندما يسمع بحادثه لقد زارت السعادة حياته بعد وقت طويل من الحزن لن يفعل ادم شيئا يدمر هذه السعادة ، طرق الباب ودخل ابراهيم مبتسما :
– انا عايز اكلمك ممكن ؟
رد عليه بهدوء :
– طبعا بتقدر حضرتك مع اني عارف كلامك بيتضمن ايه …. شكل خناقة امبارح مملتش عين أخوك قام وزك عليا تجي تهزقني تاني.
وضع يده على كتفه إبنه مهمهما بصوت جاد :
– انا عارف اني غلطت امبارح لما كلمتك بالطريقة ديه وانت لسه تعبان و في المشفى بس فكرة انك تعصيني و متسمعش كلامي دايقتني ، ابني انت مهما كبرت ف انا هفضل ابوك اللي بيحبك و يخاف عليك و ينبهك لما تغلط و مش عايز الشيطان يدخل بينك و بين عمك يا حبيبي علي بيعتبرك زي ابنه و انا بعتبره فمقام أبويا لأنه الاكبر مني و الوحيد اللي فضل عايش من اخواتي هكون مبسوط لو علاقتك معاه اتصلحت …. انا عايزك ترجع تعمل الوكالة ب إسمه يا حبيبي و ترجعله المشاريع اللي لغيتها كفاية عليك فرع الإسكندرية و القاهرة متبقاش طماع ههه ولا ايه رايك.
لم يرد ادم رفض طلب والده مباشرة و عصيانه ليغضب عليه مثل ليلة البارحة لكن في نفس الوقت يستحيل ان يعيد ما أخذه منه ، ان كان علي يعتقد بأنه سيستطيع إعادة ما تلاشى من بين يديه عن طريق الإبتزاز العاطفي فهو مخطئ ادم الشافعي لا يتنازل عن رأيه وموقفه حتى لو وضعوا السيف على عنقه.
تنهد ورفع رأسه اليه :
– ماشي يا بابا أمرك.
تحولت نظراته للجدية التامة وهو يتابع :
– ومش عايزك تزعل يارا انا عرفت من عمتك مديحة انك اتخانقت معاها امبارح صوتكم كان واصل لآخر الشارع و اكيد انت عارف ان الخناقة ديه هي السبب فاللي حصلها.
– أمرك.
ابتسم برضا و قبل رأسه ثم غادر الغرفة ، بينما انتصب ادم واقفا بثبات و تلمس بخفة جرح صدره متأوها بضيق :
– المفاجأة اللي كنت محضرها ليارا باظت بسبب الحاد*ثة اللي استغربت منها المفروض عمي و ابنه هما اللي خططو يقتلوني بعد اللي عملته فيهم بس الواضح انهم بريئين … المرة ديه بس.
تخللت أصابعه خصلات شعره تعدلها ثم غادر الغرفة ، كان القصر يعج بالحركة و الضجيج بسبب الوليمة التي أعدها جده ورغم اعتراضه عليها الا ان سليم لا أحد يستطيع تغيير قراره وقد أصر على إقامتها ، مثله تماما لا أحد يقدر على جعله يعزف عن مخططاته و ربما هذه أكثر صفة ورثها عن جده الذي يذم هذه الصفة الموروثة !!
تنحنح و اتجه الى غرفة علي و دخل مباشرة دون ان يطرق ليجد عمر معه ، ابتسم بتهكم و علق :
– كويس انكو موجودين فنفس المكان عشان متعبش وانا بعيده على كل واحد فيكو.
اندفع عمر اليه بغضب :
– واه محدش علمك تدج ع الباب جبل ما تدخل يا ولد الاسكندرية ؟!
اوقفه علي و نظر للآخر متسائلا :
– خير يا ولد خوي ايه اللي جابك اهنيه ؟
ابتسم وتقدم منه بثقة :
– كنت ف اجتماع مع ابويا من كام دقيقة و طلب مني ارجعلك الوكالة و رئاسة الادارة و الأسهم عشان العيلة متدخلش فبعضها و انا…. وافقت.
قهقه عمر مستخفا به :
– انت اللي عندك طمع كبير ب الفلوس و الأملاك بتجول انك اتخليت عن اللي سرجته مننا بالخداع بالسهولة ديه ؟ 
مط شفته السفلية مجيبا :
– ايوة يا ابن عمي انا وافقت ليه الاستغراب ده ؟ حتى اني مستعد دلوقتي اجيب الورق و ارجع اكتب كل حاجة ب إسمك تحب اتصل بالمحامي بتاعي عشان يجي و نخلص الإجراءات ؟
قضب حاجباه بشدة و تشدق بنبرة رخيمة :
– وايه المقابل لكل ده ؟ بجصدك حتعمل ايه اياك بعد ما ترجع الأملاك ب إسمي اني و ولدي ؟
ضحك بخفة مرددا :
– في حاجة وحيدة بتعجبني فيك يا عمي وهي ان حضرتك مقتنع بمبدأ مفيش حاجة من غير مقابل و دايما بتفكر بمنطق عكس ابنك الغبي اللي ملهوش لازمة ده…. المهم زي مانا قولتلك هنقل الأسهم لإسمك بس بالمقابل هعرف العيلة كلها انك انت اللي بعت واحد *** يتعرض لمراتي و يركبها عربيته بالغصب و صورتهم و بعتلي الصور عشان اطلقها و اق*تل الولد ده.
انتفض عمر بقسوة و حدج والده متلعثما :
– اا انت بتجول ايه يا راجل اتجننت اياك !!
– ايه انتو مستغربين ازاي عرفت صح طبعا تفكيركم محدود ولحد دلوقتي انتو مبتعرفوش ادم الشافعي بيقدر يعمل ايه.
فقد علي اعصابه التي لطالما نجح في ضبطها ، و انقض على ادم يجذبه من ياقة قميصه صارخا :
– كدااب بتفتري على عمك ومش مستحي من نفسك كل ده مشان الفلوس بس اني مش خايف منك اساسا انت معندكش دليل واحد يثبت اللي بتجوله.
تعالت ضحكات ادم اكثر بشكل أراب الإثنان الآخرين و ظل يضحك حتى صمت و في ثواني تشنج وجهه وهو يهمس بحدة :
– كلامك صحيح انا معنديش دليل واحد فعلا لا عندي دلائل كتيرة و دليل على جريم*تك اللي حاولت تلزقها فيا.
ارتعدت جفونه للحظات قبل ان يراوغه :
– جريمة ايه كمان ؟
اقترب من وجهه و همهم بنبرة تحمل جل معاني التوعد و التهديد :
– محاولة قت*لك لمحمد مجدي عشان تغطي على افعالك يا عمي العزيز و كل ملفات اختلاس*ات ابنك تحت ايدي … ايه رايك ؟؟
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!