Uncategorized

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية العربي

 رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية العربي

عم الهدوء فى جناح عمران وانتظمت انفاسه دليل على نومه …. تتوسط احضانه حياة ولكنها مستيقظة … تفكر بقلق وتعجب وتساؤل … ما الذى وضعه عمران فى العصير الخاص بها يا ترى ! … هل هي مريضة وهو لا يريد اخبارها !… هل معها مرض خطير ؟ … 
نظرت له بهدوء وجدته ينام بعمق ويدس رأسه فى صدرها بحنو … تململت من بين يده مما جعله يتقلب فى نومه متزحزحاً عنها … تصنمت تنظر له ظناً منها انه استيقظ ولكنه ينام بعمق ..
نزلت من على الفراش بهدوء شديد واتجهت الى ملابسه المعلقة على الشماعة الخشبية على الجهة الاخرى … تناولت بنطاله وفحصته بدقة فوجدت بداخله تلك العبوة التى اخفاها عنها …
اخرجتها بهدوء وهى تلتفت تنظر له … تناولتها واتجهت للمرحاض مسرعة ودلفته واغلقت الباب خلفها … نظرت للعلبة وقد بدأ قلبها يدق بعنف … نبضاته لم تهدأ منذ ان رأت هويتة تلك العلبة … اقراص مانعة للحمل ! … لما ؟ … هل يعطيها مانع للحمل منه ! .
وضعت كفها الصغير على قلبها تحاول السيطرة على الالم الذى ينتابها … بدأت عيناها فى ذرف الدموع بقوة … عقلها تتزاحم افكاره …
هل لا يريد اطفال منها ! .. ام انه يقلق على صغيره ! … هل ظنها قاسية وستهمله ؟ … لمااااذا ؟… لماذا وضع لها هذه الحبوب ؟ … ايريد ان يعيش مع صغيره على ذكرى زوجته السابقة ! … لا … لااا مستحيل عمران ليس هذا الشخص …. هو يحبها … ولكن كلامه فى قسم الشرطة ! … يدل على ماذا ؟ … هل يتخذها اماً لابنه فقط ! … لاااا … يالهي ستجن .
بعد وقت تاهت فيه بين افكارها … اخذت تكفف دموعها وتغسل وجهها بالماء ثم خرجت من المرحاض … وقفت تنظر له مطولاً … لا تعلم ماذا عليها ان تفعل …. هل توقظه وتسأله عن هذه الاقراص ؟ … ام ان الرؤية واضحة وقلبها الذى اعمى عيناها عن الحقيقة ؟
اتجهت الى ملابسه وضعت العلبة بداخلهم مجددا ثم عادت الى الفراش ببطء وتمددت عليه تنظر له بحزن وافكار متلاحمة وشك . 
تململ هو من نومه يسحبها لعنده يستنشقها بعمق مردفاً بنعاس _ حبيبتى كنتى فين ؟
دارت عيناها واردفت بتلعثم وتوتر _ انا … كنت فى الحمام .
اومأ لها ثم وضع رأسه فى تجويف عنقها ونام مجدداً اما هى فتتنفس ببطء وهى فى حيرة لا تعلم ماذا عليها ان تفعل معه غدا .
اتى الصباح وتسلل شعاع الشمس كاللص من خلف النافذة الى عين حياة التى  لم تغلق بعد … ما رأته امس جعلها مستيقظة الى الان …
بدأ عمران فى فتح عينه والتململ بجانبها وهى تطالعه بترقب … نظر لها متعجباً ثم اردف بتساؤل _ حياة ! … انتى صاحية من امتى ؟
نظرت له مطولاً بقلق وحيرة … ابعدت نظرها عنه وقامت لتغادر مردفة _ من شوية صغيرين .
امسك معصمها واعادها اليه متسائلا بشك وقلق _ حياة مالك فيكي ايه ؟ … فيه حاجة تعباكى ! … حاجة بتوجعك ؟ 
نظرت له بتعجب ثم اردفت وهى تطالعه بحيرة _ قولى انت يا عمران هو انا تعبانة ؟ ..
انكمشت ملامحه وجلس على الفراش يتحدث بمراوغة وهو يتطلع اليها _ ازاي يا حياة مش فاهم ؟! 
اردفت بعد تفكير _ انا اللى مش فاهمة يا عمران … من وقت ما وقعت فى القسم واخدتنى المستشفى وانت بتعاملنى زى الطفلة … خايف عليا جدا وبتديني الادوية بنفسك ودايما موجود معايا والنهاردة لما اضطريت تروح شغلك كنت بتكلمنى كل دقيقة … انا شايفة ان الوضع زايد شوية عن حده … ولا ايه ؟ … قولي يا عمران لو فيه حاجة عرفنى انا متعودة على الصدمات وبتقبلها عادى .
نظر لها بعمق … ايخبرها انها تعانى من ضيق فى الصمام وهذا بسبب مشكلة حدثت معها فى الصغر ولم تجد الاهتمام المناسب ! … وان الطبيب نصحه بتأجيل الانجاب … كيف ستستوعب ذلك … ان استوعبت مرضها لن تستوعب ابدااا فكرة تأخر الانجاب … فهذا حلم كل امرأة وخصوصا لو كانت مثل حياة … فتاة عاشت يتيمة مؤكد انها تريد اطفال وتريد ان تصبح اماً … كيف سيؤلمها وكيف سيتحمل ألمها ان اخبرها … ستحزن وسيتضرر قلبها الصغير اكثر … عليه ان يعالج موضوع قلبها اولاً ثم اخبارها بالامر عندما يخبره الطبيب انها جاهزة للحمل فى طفلٍ منه … لم يحتمل ابداً رؤية نظرة الالم والحزن والخيبة فى عيناها الجميلة تلك التى تنظر له بتساؤل ..
ابتسم لها واقترب منها بحب مردفاً وهو يجزبها لحضنه _ مافيش اي حاجة يا حبيبتى … هو غلط انى ادلع مراتى ولا ايه يا ناس … الاغماء حصل بسبب انك اتوترتى جامد ف اليوم ده ومافيش اسباب تانية … والادوية دى فيتامينات وبس … انا فى حياتى كلها مافيش اهم منك انتى ورحيم … مش عايز غيركوا فى حياتى يا حياتى .
ابتعدت عنه منتفضة تتسائل _ يعنى ايه مش عايز غيرنا يا عمران ! … يعنى مش حابب اننا نجيب اخ او اخت لرحيم ! 
توترت ملامحه وظهر ذلك على وجه مردفاً بحدة نوعا ما _ فيه ايه يا حياة هو انتى مالك النهاردة ! … انا قصدى انكم اهم حاجة عندى وطبعا حابب بس موضوع الخلفة دى سابق لاوانه احنا لسة متجوزين من ايام ورحيم لسة صغير ومحتاج رعاية .
نظرت له وقد بدأت تتأكد من شكوكها التى ليس لها اساس من الصحة … رسمت على وجهها ابتسامة لم تصل الى عيناها مردفة _ معاك حق يا حبيبي … يالا علشان ننزل نفطر .
قامت مسرعة قبل ان تخدعها عيناها وتبكى امامه تعلم انه لن يتركها وقتها … اتجهت الى المرحاض ودخلت واغلقته خلفها وسمحت لدموعها الحبيسة ان تسقط … الان اقتنعت انه يريدها اماً لطفله فقط وعشيقه له … لا يريد ان ينجب منها … يظنها ستهمل طفله ان انجبت …. مثله كأغلب الرجال وهى التى كانت تظنه سيد الرجال .
استغرقت فى المرحاض ربع ساعة اخذت فيهم حماماً دافئاً بعدما اوقفت دموعها وخرجت تتهرب من النظر اليه وهى ترتدى برنس الاستحمام الخاص بها وتلف حول رأسها منشفة صغيرة … 
وقف متجهاً اليها يحتضنها بقوة مما جعلها تشعر بالدفء برغم حزنها منه … اردف بهمس وهدوء _ طبعا حابب اوى يكون عندى طفل منك … دى امنية حياتى .
كانت ساكنه بين ذراعه تومئ بصمت … تعلم ان حديثه هذا بسبب تأكده من حزنها بعدما اخبرها حقيقة الامر … يحاول ارضاؤها بأي كلام … ولكنها قررت ما عليها فعله ..
كاد ان يبتعد ولكنها لفت ذراعيها حول خصره وهى تبادله العناق وكأنها لا تريد الابتعاد عنه ابداااا ..
ربت على ظهرها بحنو واردف بعشق _ ايه رأيك بلاها نزول ونخلينا قاعدين سوا هنا ونخلى اسماء تطلعلنا الفطار ؟ … انا شخصياً شايفها فكرة تحفة .
ابتعدت بهدوء تنظر له مطولاً ثم اردفت وهى تلف نظرها عنه _ مينفعش يا عمران … لازم ننزل كدة عيب فى حقهم وهما بيستنونا … وبعدين مش انت قولتلي امبارح انك هتاخذ سنا ويحيى معاك علشان هتشتركلها فى الجمباز عندك فى الصالة … يبقى لازم تروح علشان خاطر البنت متزعلش … كفاية عليها اوى اللى حصل الايام اللى فاتت .
اومأ مردفاً بقبول _ معاكى حق يا حبيبتى … انا كنت ناسي …. انا هدخل اخد شاور وننزل سوا … تمام ! 
اومأت له وبالفعل دخل هو الى المرحاض بينما هى وقفت تتطلع الى اثره بحزن … يكذب عليها ! … يا ليته حكى واخبرها …كانت ستتقبل الوضع … ولكنه يخفى عليها امراً كهذا … امرٍ خاص بهما معاً … لما يقرر عنها ويخفى عنها ! … لقد خيب امالها وبشدة …
خطت لخزانتها وابدلت ثيابها بأخرى مناسبة وحجاب رقيق ثم وقفت فى المكان المخصص للصلاة فى ركن الغرفة وادت فرضها الى ان انتهى عمران وخرج من المرحاض يبدل ثيابه ايضا مع مراعاة اصابة ذراعه الذى يضع عليه طبقة من البلاستيك لتعزل عنه الماء وطبعا ساعدته حياة فى ارتداء ملابسه .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
بعد ساعة غادر عمران مع شقيقه وابنته الى الصالة الرياضية … تتبعته حياة بنظراتها الى ان غادر .
دلفت تجلس مع ثريا فى بهو الفيلا وهى تلعب مع الصغار وكالعادة اتجه يوسف يجلس معهم مردفاً باهتمام عندما لاحظ ملامحها الحزينة _ حياة ! … مالك يا حبيبتى حد مزعلك ؟ … عمران عملك حاجة ؟ 
ابتسمت بهدوء مردفة _ لاء يا عمى متقلقش … عمران كويس معايا جدااا … بس انا اللى تعبانة شوية .
اردفت ثريا بحنو _ طب اطلعى يا حبيبة قلبي ارتاحى فوق … متتعبيش نفسك يا حياة .
اومأت لها حياة مردفة _ طيب عن اذنكوا .
وقفت لتغادر ولكنها اتجهت لرحيم الصغير وحملته تحتضنه بشدة وحنو وتقبله بعمق تحت نظرات يوسف المترقب … وضعته ارضاً ثم اتجهت لجناحها تصعد الدرج ويوسف يتابعها بنظراته مردفاً بترقب _ ثريا … حياة مخبية حاجة … خدى بالك منها … انا هقوم اروح شغلى  …. محتاجة حاجة منى ؟
نظرت له بود وامتنان مردفة _ تسلم .
غادر هو وظلت ثريا تلاعب الصغار اما ف الاعلى فقد اغلقت حياة الباب خلفها وامسكت هاتفها وضغطت ارقام معينة انتظرت الاجابة .
بعد ثوانى اتاها الرد فأردفت بحزن _ اسلام ! … انت فين ؟
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الصالة الرياضية الخاصة بعمران دلف وخلفه يحيى شقيقه وابنته … اتجه الى القسم الخاص بتدريب الجمباز واردف يشير _ كابتن بسنت .
جاءته هى من حيث كانت تقف بعيدة نسبياً تدرب الصغار … رحبت بود مردفة _ اهلا عمران بيه … اهلا يحيى بيه .
اردف عمران بهدوء وهو يقرب منها سنا الصغيرة _ اهلا بيكي يا بسنت … جبتلك يا ستى سنا بنت يحيى تدرب معاكى هنا … عايزها بعد شهرين بالضبط وتكون بيرفكت .
ضحكت بسنت بهدوء واردفت _ مش اوى كدة يا عمران بيه …. واحدة واحدة …. بس طبعا لو هى حابة الجمباز الوضع هيكون اسهل .
دنت تقترب منها مردفة بحنو _ قوليلي بقى يا سنسون انتى حابة الجمباز ؟
سفقت الطفلة بيديها مردفة بسعادة وحماس _ جدااا .
فرحت بسنت واردفت _ تمام … كدة كويس جدااا … بس بعد اذن يحيى بيه هنلتزم بمواعيد التدريب كويس جدا .
اردف يحيى بقبول _ حدديلي المواعيد بالضبط وان شاء الله هتكون عندك فى المعاد .
اومأت مردفة بتفهم _ كدة يبقى كله تمام … ودلوقتى هتسبولي سنا ساعة اعرفها ابجديات التمارين … 
اردف يحيى بقبول _ تمام … انا هنتظرها فى الكافي هنا .
اردف عمران مؤيداً _ تمام يا كابتن بسنت احنا برا لحد ما سنا تخلص .
اومأت بسنت واخدت الطفلة المتحمسة ودلفت تعرفها مبتدأ الامور اما عمران ويحيى اتجها يجلسان فى الكافتريا الخاصة بالمكان وانضم اليهم صالح الذى اتى بوجه عابث وجلس بجوارهم بعدما القى السلام .
تعجب عمران من حالته مردفاً _ صالح ! … انت كويس ..
اومأ صالح بصمت فيبدو انه لا يريد ان يتكلم امام يحيى عن امور خاصة به … احترم عمران رغبته وانتظر الا ان يغادر يحيى ثم يعيد سؤاله مجددا ..
بعد ساعة حكى فيها الثلاثة عن امور عدة منها قضية عبير الذى طمأنهم صالح بخصوصها مؤكداً ان لا مفر لها او لوالدها من الخروج منها ..
خرجت الطفلة من غرفة التدريب تقفز بسعادة مع المدربة متجهة الى والدها تبتسم مردفة _ باااابي … شوفت اتعلمت ايه ؟
ثم قامت بتمثيل اولى حركات الجمباز امام والدها الذى سفق لها بسعادة وفرحة وهو يرى ابتسامتها مردفاً _ وااااو … برافو يا سنا … انتى رائعة … وكمان كابتن بسنت مشكورة طبعا .
قالها وهو ينظر الى بسنت بامتنان فأردفت بحرج _ لاء طبعا ده شغلى … سنا هى اللى شطورة وبتتعلم بسرعة … هستناكى بكرة يا سنسون فى نفس المعاد .
اردف يحيى بهدوء _ اكيد ان شاء الله .
اومأت بسنت واردفت مستأذنة _ عن اذنكوا .
غادرت هى واردف يحيى وهو يتمسك بيد صغيرته _ طيب انا همشي بقى علشان اروح سنا وارجع على شغلي .
اردف عمران مبتسماً _ تمام يا يحيى … باي يا سنسون .
اشارت الطفلة بيدها لعمها وغادرت مع والدها بعدما ودع صالح ايضاً ..
جلس عمران مجدداً يتطلع الى صديقه بخبث مردفاً بترقب _ قول عملت فيك ايه تانى ؟
نظر له صالح مردفاً بضيق _ انا مبقتش عارف اعمل ايه تانى يا عمران ! … انا حاسس ان دى واحدة تانية غير اللى قبلتها اول مرة … لاء انا اللى غبي … برغم خبرتي فى شغلى الا ان قلبي حكم من اول مرة عليها … سالي متستاهلش حبي يا عمران …. هى لحد دلوقتى معملتش اي حاجة تحسسنى انها باقية عليا او عيزانى …. دى كأنها بتطفشنى .
تنهد عمران واردف مؤيداً _ معاك حق يا صاحبي … بصراحة انا مستغرب جدااا … كل مرة بتتكلم عن موقف بينكوا بلاقيك انت الجزء اللى بتضحى دايما على حساب نفسك وسعادتك وحتى هي مش حاسة بكدة … بالعكس شايفة كل اللى بتعمله قليل ومش من قيمتها .
تنهد عمران مستكملاً _ متزعلش منى يا صالح بس لما تسمعها منى احسن ما افضل ساكت … بس فعلا سالي متستاهلش حد زيك .
نظر صالح لصديقه بتمعن … طال شروده ثم اردف _ يمكن معاك حق … لو كان الامر كله متوقف عليا كنت يمكن اتهاونت … لكن يوصل لامى يبقى لازم اخد موقف … انا هكلم اخوها وننهى الحكاية دى وكل شئ قسمة ونصيب .
ربت عمران على ظهره مردفاً _ عين العقل يا صاحبي … كدة احسن ليك .
قاطعهما رنين هاتف عمران برقم ثريا … تعجب واجاب مردفاً _ ماما ! … خير يا امى حصل حاجة ؟
اردفت ثريا بصوت قلق _ عمران هي حياة جتلك ! … قالت انها تعبانة وطلعت ترتاح بس طلعت اشوفها دلوقتى ملقتهاش وخليت اسماء تدور عليها مش لاقيينها فى البيت كله .
قام مفزوعاً من مكانه يردف بقلبٍ قد سقط بين قدميه _ اومال راحت فين ؟ … وتعبانة ازااي مالها ؟
اردفت ثريا بضيق _ معرفش يا عمران … انا كنت مع الولاد وبعدين دخلت المطبخ والاولاد طلعوا مع اسماء يلعبوا فى الجنينة بس اسماء مشفتهاش خالص .
اردف وهو يخطو وخلفه صالح _ تمام يا ماما انا هتصرف .
اغلق وهاتفها فورا ولكن كما توقع هاتفها مغلق بدأ القلق يتسرب الى اوردته وهو يردف _ استغفر الله العظيم …. روحتى فين بس 
اردف صالح بترقب _ اهدى يا عمران … مش اول مرة حياة تعملها … هو انتو زعلتوا سوا ؟
فكر جيداً ثم اردف بحيرة _ لاء … بالعكس جدااا … بس هي الصبح كانت غريبة … لازم الاقيها يا صالح بسرعة …. انا همشي ممكن تكون راحت الشقة .
اومأ صالح مردفاً _ ابقى طمني .
ركب عمران سيارته وقاد مسرعا متجهاً الى شقتهما عله يجدها هناك كما يتوقع …. لماذا ذهبت هكذا … ماذا حدث … هل علمت بمرضها ؟ … مؤكد لا تعلم …. ممن ستعلم فى الاساس لا احد يعلم سواه .
وصل بسرعة قياسية الى مبنى عمارته … استقبله الحارس مرحباً … نزل عمران واردف بتساؤل _ مدام حياة فوق ؟ !
اردف الحارس _ لاء يا عمران بيه … محدش جه خالص من وقت الحادثة .
نظر له عمران بقلق ولكنه تخطاه صاعداً ليتأكد بنفسه … وصل للشقة ودلفها يبحث وينادى ولكنها ليست موجودة .
ضرب الحائط بقبضة يده بقوة ادى الى تألمه ولكنه لا يبالي فقط يقلق عليها وعلى حالها .
اخرج هاتفه وهاتفها مجدداً ولكنه هذه المرة وجد الهاتف يرن … ترقب وتسللت الراحة رويداً الى جسده .
فتح الخط فأردف بلهفة واضحة _ حياة !  …. تانى يا حياة تعملي فيا كدة تانى … انتى فين يا حياة قولي وانا هاجى اخدك .
تنهدت حياة واردفت وهى واقفة فى حديقة فيلا شقيقها مردفة _ انا كويسة يا عمران … محتاجة يومين اعد فيهم مع نفسي … متقلقش عليا .
تعجب مردفاً بسخرية _ لا واللهِ … بجد … اخلصي يا حياة وقولي انتى فين … يعنى ايه تعدى يومين مع نفسك … ليه ان شاء الله هو القاعدة معايا كئيبة للدرجادى ؟
تنهدت تردفت بضيق واختناق _ عمران … انت كذبت عليا … انت لو كنت جيت وقولتلي انك مش عايز اولاد كنت تفهمت الوضع … كنت هصبر واقنعك طبعاً … ازاااي قدرت تعمل معايا كدة يا عمران … ازاي قدرت تديني حبوب منع الحمل وتمثل عليا وانت باصص فى عيني كدة ! …. معقول مش عايز تخلف مني ؟
تصنم جسده وهو يستند على حائط شقته مردفاً باختناق وهو يفك كرافيته كي يسمح للهواء بالوصول الى رأتيه _ حياة ! … مش زي ما فهمتى …. صدقيني انا بتمنى حتة منك انتى … ده حلم بالنسبالي … انا عملت كدة لسبب تانى صدقيني … انا اسف انى خبيت عنك … بس بلاش تبعدي … مش هقدر اكمل ثانية وانا عارف انك زعلانة منى يا حياة … ارجعى وهنتكلم .
نزلت دموعها كالشلال واردفت بصوت متحشرج باكي _ قولي الاول ليه عملت كدة ؟ … قولي سبب يخليني ارجع … قول انك مش عايز تعيش معايا على ذكرى مراتك وعلشان اربي رحيم وبس ..
تنهد باختناق واردف وهو يجلس _ طب متبكيش علشان خاطرى … معقول ثقتك فيا مهزوزة كدة ! … والله العظيم بحبك … وعملت كدة من حبي صدقيني … بس تعالي وخليني جنبك وانا هحكيلك .
اختنقت فى البكاء واغلقت الخط واغلقت الهاتف بالكامل قبل ان يعيد اتصاله …وبالفعل اعاد اتصاله ولكنه مغلق فبكى عليها ومنها وقرر البحث الى ان يجدها لن يتركها مع حزنها ابداااا .
اما هى وقفت تبكى وتنظر للامام بشرود  … تفكر فى كلامه … خرج اليها من الداخل اسلام يربت على كتفيها بحنو مردفاً _ مش قلنا مافيش عياط تانى … روقي واهدى بقى … انا مش حابب اضغط عليكي بس كان الاحسن انك تتكلمى معاه .
تنهدت وكفكفت دموعها بكفها مردفة _ هيقنعنى انه مش غلطان وهستسلم طول ماهو جنبي … الاحسن ابعد شوية افكر كويس وهو يفكر … بس هو بيقول ان عنده سبب  …. تفتكر ايه هو السبب اللى خلاه يعمل كدة .
اردف اسلام بتفكير _ يبقى اكيد عنده سبب يا حياة … عمران اخر حاجة يعملها انه يزعلك … روقي بس وارتاحى خالص وتعالى يالا علشان نتغدى … الاكل اللى جبناه هيبرد .
اومأت بقبول وتحركت معه للداخل ولكن يقف فى البعيد هذا الشخص يراقبهم وهو يهاتف احدهم مردفاً _ تمام يا هانم … هما مع بعض دلوقتى .
اردفت الفت بحقد _ اظن انت عارف كويس هتعمل ايه … انا هكلم اسلام … بمجرد ما هو يخرج انت هتهجم على المكان وتخلص عليها … وتاخد شوية تحف على انتيكات علشان الموضوع يبان سرقة .. وخد بالك من الكاميرات .
اردف الشخص _ فهمت يا هانم … كله هيبقى تمام .
اغلقت معه وجلست تنظر للامام بابتسامة خبيثة … تتنهد براحة فأخيراً سترتاح من هذه اللقيطة الذى ينوى زوجها الاعتراف بها واعطاؤها حق اولادها .
اما فى الخارج فقد استمع احمد الى تلك المكالمة وهو يقف متجمداً … يريد ان يدخل اليها وينقض عليها يقتلها حتى تكف عن ابنته ولكنه لن يخاطر بحياة صغيرته مجدداً … سينقذها ثم يعود ليثأر من تلك الحية ويقطع رأسها .
اسرع للخارج يستقل سيارته ويحاول الاتصال على ابنه اسلام ولكنه لا يجيب عليه … حاول مرارا ولكن دون جدوى .
قرر مهاتفة عمران الذى اجاب باقتضاب مردفاً _ خير يا عمى ! 
اردف احمد متلهفاً وهو يقود بسرعة جنونية _ عمران … انت تعرف مكان فيلا اسلام صح … لازم تحصلنى هناك حالا …. بنتى هناك مع اسلام وحياتها فى خطر … الفت اتفقت مع واحد يموتها .
جن جنون عمران وفى لمح البصر كان يقود باتجاه فيلا اسلام مردفاً _ لو حصلها حاجة هقتلك انت ومراتك … انت سامع .
اغلق معه وهاتف صالح مردفاً بصراخ _ صااالح … تعالي بسرعة عند فيلا اسلام اللى كان خاطف فيها حياة قبل كدة … فيه هناك مجرم مأجرينه علشان يقتل حياة .
اغلق معه وقاد مسرعا وقلبه يلاحقه الى هناك … يندم ويلعن ويسب نفسه على عدم اخبارها حقيقة الامر …. يتخيل ان مكروها اصابها .. لن يسامح نفسه ان اصابها سوء … لو كان اخبرها بحقيقة مرضها لكانت الان فى حضنه ولم يلحق بها اذى ..
ضرب التارة بيده بعنف وهو يقود بسرعة … كذلك احمد يقود ويهاتف اسلام ولكن لا رد .
اما الفت التى لا تعلم ان احمد استمع اليها هاتفت اسلام من رقمٍ آخر غير رقمها فهى تعلم انه لن يجيب عليها ..
رد اسلام مردفاً بتساؤل _ الو !
اتاه صوتها التى جعلته باكى واردفت بخوف كاذب _ اسلام … الحقنى يا اسلام بباك وقع من ع السلم ومش قادرة احركه لوحدي … بسرعة يا اسلام الحقنى … وسارة مش هنا .
اغلق اسلام الذى بان عليه التوتر … نظرت له حياة مردفة بتساؤل _ فيه ايه يا اسلام !
اردف بترقب _ بابا وقع من ع السلم ومافيش حد في الفيلا غير ماما … محتاج مساعدة .
اردفت حياة بطيبة وحنو _ طب روح بسرعة يا اسلام انت … شوفوا محتاج ايه واعمله وانا هستناك هنا .
نظر لها بتردد ولكنها اردفت بتصميم _ يالا يا اسلام بسرعة … لازم تكون جنبه .
اومأ لها وبالفعل غادر مسرعاً واخذ سيارته وانطلق وقد وقع فى فخ والدته …
اما هذا الشخص فانتظر الى ان غادر وتسلل للداخل حيث حياة بمفردها … دخل عبر النافذة بطريقة ما حتى لا يعمل جهاز الانذار وبدأ يجهز السلاح الذى يحمله ويتسحب الى الداخل يبحث عنها ووجه ملثم حتى لا يظهر فى كاميرات المراقبة .
وصل احمد الى الفيلا قبل عمران نظراً لقربه من المكان … دلف مسرعا الى الداخل يطرق الباب بعنف مردفاً بصراخ _ حياااااة … افتحى يا حيااااة .
كانت حياة تجلس فى غرفة جانبية فاستمعت الى صراخه مما جعل نبضات قلبها تتسارع وتركض مسرعة تفتح الباب تنظر له بعين متسعة وهى تردف _ يعنى انت كويس موقعتش ولا حاجة ! … ودي تمثيلية علشان اسلام يمشى وانت تيجي صح ؟ … انت عايز منى ايه ؟
كاد ان يحدثها ولكنه لاحظ ذلك الشخص الذى يأتى من خلفها ويحمل سلاحاً يصوبه عليها فأسرع يسحبها ويقف هو امامه مما جعل الطلقة تخرج من سلاح الشخص مستهدفة صدر احمد بدلا عن صدر حياة ..
كل هذا حدث فى ثوانى معدودة جعل الشخص يفر هارباً ويسقط احمد بين يدى حياة التى لم تستوعب بعد ما حدث … 
نظرت لعيون والدها التى تغلق مبتسماً لنجاة ابنته مما جعلها تصرخ مناديةً _ بابااااا …
بدأت تتحسس ملامحه بقهر ودموع وصراخ … بدأت تستوعب ما حدث وانه انقذها وضحى بحياته … اردفت وهى تهز رأسها برفض وهستيرية _ لاء متسبنيش … متيتمنيش تاااانى …. فوووق انا محتجااااك …. انا لسة محاسبتكش … فوووق يا بابا علشااان خاطرى ..
ولكن احمد قد غاب تماما عن الوعى ودماؤه ملأت المكان … جاء عمران ونزل مسرعا ومنه الى الداخل ..
رأته فصرخت ببكاء _ عمررررران الحق بابا مااات يا عمرااان .
نظر لعمه ولها بزهول ثم اقترب منهما بخطوات مرتبكة … دنى من عمه وتحسس نبضه ولكنه نظر لها بتصنم جعلها تهز رأسها برعب وعدم تصديق 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد