Uncategorized

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل السادس 6 بقلم سارة بركات

 نوفيلا المغرورة والقروي الفصل السادس 6 بقلم سارة بركات
نوفيلا المغرورة والقروي الفصل السادس 6 بقلم سارة بركات

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل السادس 6 بقلم سارة بركات

كانت قاعدة في أوضتها بتبص لصورتها هي ويحيى مع بعض ومبتسمة بحب وبتفتكر إصراره إنه يطبع صورتها من موبايلها عشان يبصلها وهو غايب عنها .. ضحكت ضحكة خفيفة بسبب إنه حسسها إنهم في زمن قديم … إتنهدت بحزن بسبب إنها نفسها تتصل بيه وتتطمن عليه وتسمع صوته بس مش حابه تزعجه وهو مع مامته وأخته .. حاولت تبعد فكرة إنها تكلمه بس معرفتش لحد ما قررت تبعتله رسالة نصية ..
“ممكن نتكلم شويه؟”
عقدت حواجبها بسبب إن واضح أوي إنها محتاجة تكلمه ومدلوقة عليه .. مسحت الرسالة وفكرت في نص تاني وبدأت تكتب ..
“لما تكون فاضي كلمني”
إبتسمت بإنتصار وبعتت الرسالة وحطت الموبايل جنبها..
………………..
سهير بإستفسار ليحيى:”هي مش دي ممثلة؟”
يحيى بهدوء:” لا يما .. دي نور، زميلتي في الجامعة.”
سهير بعدم إستيعاب:”إنت بتجول إيه؟؟؟ إنت عايز تتجوز دي؟؟؟ لا وألف لا .. يستحيل، أني مش موافجة أبدًا.”
يحيى بإستفسار:”ليه يما؟؟؟”
سهير بقلق وهي بتبصله:”عشان دي مش شبهنا .. دي مش محجبة وشبه الممثلين إللي بيلبسوا عريان ومافيش حد يجدر عليهم، ميعرفوش حاجة عن دينهم … بيلعبوا بمشاعر غيرهم ومابيهمهمش حد … وشايفين الكل تحت رجلهم .. يا ضنايا دي أكيد بتضحك عليك وبتلعب بمشاعرك.”
يحيى كان لسه هيتكلم لقى ياسمين بتصحى وبتفرك في عيونها بسبب صوت مامتهم العالي … إتكلم بهدوء لياسمين ..
يحيى:”ياسمين.”
فتحت عيونها بنعاس وبصتله ببراءة ..
يحيى بإبتسامة هادية:”روحي نامي جوا .. عشان ماتصحيش على صوت حكاوينا أنا وأمّا.”
هزت راسها بنعاس وسندها لحد ما قامت ودخلت أوضتها بنعاس، يحيى لما إطمن إنها دخلت أوضتها بص لمامته بهدوء …
يحيى برجاء:”طول ما هنتكلم بصوت عالي، يبجى مش هيكون في بينا مجال للتفاهم يما … ممكن تسمعيني؟”
سهير بغضب مكبوت:”جول إللي عندك.”
يحيى بهدوء:”ليه حكمتي عليها كده؟؟ ليه ماستنتيش أتكلم عنها؟؟؟ من مجرد صورة جدرتي تتهميها بكل ده؟؟ ليه مستنتيش أجول إنها بنت طيبة وجميلة وبتحب الخير للناس؟؟ ليه ماستنتيش أجول إنها بتغير من نفسها للأحسن مش عشاني لا عشان نفسها، هي مش بتلبس عريان زي مابتجولي … * نظرته ليها إتحولت للحزن* ليه ماستنتيش أجول إني بحبها يمّا ومش جادر على فراجها ولا هجدر؟ هي كمان بتحبني وناويين نجضي حياتنا كلها سوا وهنغير من بعض للأحسن وهنبجى أجوى مع بعض، ماتحكميش عليها غير لما تجابليها هتلاجيها طيبة جوي.”
سهير سكتت ومش عارفة تردد عليه تقوله إيه … مشتتة بين تفكيرها إللي إتعودت عليه وكلام إبنها حبيبها وروح قلبها .. 
يحيى:”سكتي ليه يما؟”
سهير بتشتت:”بس … بس … دي مش محجبة ياضنايا!!”
يحيى بإبتسامة وحنان:”أني معاها خطوة بخطوة .. عايزها تتحجب عشان ده إللي ربنا أمر بيه، مش عشان أنا عايز كده … أنا بحاول أجنعها بطرج تانية ومن غير ماتحس .. نور بتجبل التغيير وبتحبه لما تكون مجتنعة بيه.”
إستناها تتكلم بس متكلمتش .. كانت بتبصله بحيرة ومش عارفة تقول إيه …
يحيى:”جولتي إيه يمّا؟”
سهير بإستسلام:”إللي تشوفه يا ضنايا .. أني واثجة فيك وفي تربيتك.”
يحيى إبتسم وباس إيد مامته وضمها لحضنه ..
يحيى:”ربنا يباركلي فيكي يا أجمل أم في الدنيا، مش ناوية تجابليها؟”
 سهير بإبتسامة وهي بتبصله:”أني مايهمنيش غير سعادتك إنت وبس، وهجابلها بإذن ربنا لما تروح تخطبها خلاص.”
يحيى إبتسملها بحب وباس راسها بس إنتبه على موبايله إللي رن رنة بسيطة فيما معناه وصله رسالة.. فتح الموبايل وبص للرسالة تحت عيون مامته ..
“لما تكون فاضي كلمني”
يحيى إبتسم وعيونه جات في عيون مامته إللي بتبصله بشك ..
يحيى:”أني هروح أنام بجا يمّا مش هتعوزي حاجة؟”
سهير وهي رافعة حاجبها:”لا ياضنايا، تصبح على خير.”
يحيى:”وإنتي من أهله.”
قام من على الأرض ولسه هيخرج من الصالة .. وقفه صوتها ..
سهير:”يحيى.”
يحيى لف وبصلها بإستفسار ..
سهير بمغزى:”إنت عندك أخت يا ضنايا … وقبل كل ده متغضبش ربنا، صونها كويس.”
يحيى بإبتسامة:”ماتجلجيش يمّا.”
خرج من الصالة وراح لأوضته وبدأ يتصل بيها .. وهي فتحت بسرعة وردت بلهفة ..
نور:”ألو.”
يحيى بإبتسامة:”إتأخرت عليكي؟”
نور بتوتر حاولت تداريه:”لا خالص متأخرتش.”
يحيى بإبتسامة:”طمنيني عليكي إنتي كويسة؟”
نور بإبتسامة:”الحمدلله.”
يحيى:”عملتي إيه في يومك بقا؟”
بدأت تحكيله يومها بالتفصيل الممل …
نور:”وإنت بقا؟ يومك كان عامل إزاي؟”
يحيى بتنهيدة:”رجعت البلد، وقعدت مع أمي وأختي .. *إبتسم* وصحيح أنا حكيت لأمي عنك.”
نور بإنتباه:”قالتلك إيه؟”
يحيى بحب:”حبتك جدا وقعدت تدعيلنا.”
نور بفرحة:”بجد؟”
يحيى:”بجد.”
فرحتها مكانتش سايعاها وهو مكنش حابب يضايقها بسبب كلام مامته عنها فحب يجمل الموضوع .. الإتنين فضلوا ساكتين شويه لحد ما يحيى قرر يتكلم كان متردد يسألها السؤال ده من زمان …
يحيى:”نور، بتصلي؟”
نور عقدت حواجبها بسبب سؤاله ده وسكتت لإنها مش لاقيه رد …
يحيى بهدوء وتفهم:”ممكن تتكلمي بأريحية.”
إتنهدت عميقة وبصت قدامها بشرود …
نور بشرود:”لا.”
يحيى بتفهم:”ليه؟”
نور بإحراج:”عشان …. عشان … معرفش.”
يحيى بإستفسار:”ماتعرفيش إيه؟”
نور:”عشان معرفش.”
يحيى بتفهم:”طب مفكرتيش قبل كده تصلي؟ يعني مابحثتيش على النت وحاولتي تتعلمي؟”
نور:”لا مجاش في بالي خالص، ومابعرفش أتعلم حاجة من على النت.”
يحيى بهدوء:”خلاص انا هعلمك لما أرجع علطول، وصدقيني لما تصلي هترتاحي كتير جدا، هتلاقي الراحة في الصلاة، عندك أنا لما بصلي ببقى مرتاح كده ومش شايل هم حاجة، ده غير إن الصلاة بتقربني من ربنا أكتر ومن خلالها بدعي لربنا بدعوات كتير والحمدلله في دعوات بتستجاب، بس إللي مش بيستجاب بعرف إنه أكيد مش خير ليا.”
نور بإستفسار:”يعني، لو صليت ودعيت بالحاجة إللي أنا عايزاها هتستجاب؟”
يحيى:”أيوه هتستجاب لو هي خير ليكي.” 
نور بإبتسامة:”ماشي، مستنياك تعلمني.”
عدا الوقت وهما بيتكلموا مع بعض لحد ماراحوا في النوم ….. مرت الأيام وقربهم بيزيد، وحبهم لبعض بيقوى .. لحد ما إنتهت الأجازة على خير … 
يحيى وهو بيبوس إيد مامته:”هتوحشيني جوي يا ست الكل.”
سهير:”وإنت كمان يا ضنايا خد بالك من نفسك.”
يحيى:”حاضر يمّا.”
*نوفيلا المغرورة والقروي …. بقلم سارة بركات”
عيونه جات على ياسمين إللي بتعيط قرب منها وضمها لحضنه ..
يحيى:”هتوحشيني.”
ياسمين بدموع:”وإنت كمان يا أبية هتوحشني جوي، ماتنساش تتصل بيا وتكلمني كل يوم.”
يحيى وهو بيبصلها وبيمسح دموعها:”حاضر، ماتجلجيش .. هتصل بيكي كل يوم ونتكلم سوا، ماتعيطيش بجا.”
هزت راسها وهو إبتسملهم مرة أخيرة ومشي من البيت .. وبعد مرور فترة بسيطة .. ركب عربية القاهرة وإتصل بنور … 
يحيى بإبتسامة:”أنا خلاص إتحركت.”
نور:”وأنا شويه وهنزل.”
يحيى:”برده مصممة توصليني؟”
نور بإصرار:”أه مصممة .. بقالي كتير مش بشوفك.”
يحيى بإستسلام:”تمام، ماشي.”
بمرور الوقت … كانت مستنياه في المكان إللي إتفقوا عليه وهي قاعدة في عربيتها وبتبص حواليها عشان تلمحه وإنتبهت إن في ميكروباص مقرب ناحية المكان إللي هي فيه والباب إتفتح ويحيى نزل منه .. إبتسمت بفرحة ونزلت بسرعة من العربية وهو إبتسملها لما لقاها بتقرب ناحيته بس إتفاجئ بيه وهي بتضمه … يحيى برّق وبعدها غمض عيونه وبعدها عنه براحه .. لوهلة إستغربت إنه بعدها عنه زي مابتستغرب علطول بس بررت إنه تعبان من السفر زي ما دايما بتبرر ليه … إبتسمتله بحب وبصت في عيونه …
نور:”وحشتني أوي، أخيرا شوفتك.”
يحيى بإبتسامة مصطنعة وعدم إرتياح:”وإنتي كمان .. *غير الموضوع* .. يلا بقا عشان بجد محتاج أرتاح.”
نور بإستفسار:”هو إحنا مش هنخرج سوأ؟”
يحيى بإبتسامة:”معلش خليها وقت تاني أنا محتاج أرتاح شويه.”
نور بإبتسامة خفيفة:”أوكي، إللي تحبه.” 
ركبت العربية وفتحتله شنطة العربية إتنهد وحط شنطته فيها وقفل العربية وراح قعد جنبها … نور كانت مبتسمة إبتسامة خفيفة طول الطريق وكل شويه بتبصله وبتبتسمله كإنها مش مصدقة عيونها إنه قدامها .. وهو كان بيبصلها بإبتسامة وفي نفس الوقت بيفكر في قربها … أكيد لازم يتكلم معاها في الموضوع ده ويخليها تقتنع إنه حرام لما ييجى الوقت المناسب … إنتبه لما هي إتكلمت …
نور:”ممكن أقولك حاجة؟”
يحيى:”أكيد.”
نور بإبتسامة وهي بتبصله:”أنا كنت عايزاك تيجي معايا النهاردة عشان أشتري كذا outfit  لإني زهقت من إللي عندي وعايزة أغير في الإستايل شويه، فكنت عايزاك تختارلي، بس للأسف إنت رجعت من السفر وتعبان، فممكن نخليها وقت تاني مافيش مشكلة.”
يحيى كان لسه هيتكلم بس جه على باله “يا دلوقتي يا إما مافيش” … 
يحيى بإبتسامة:”خلاص ماشي، مافيش مشكلة  … يلا بينا.”
نور بإندهاش:”بجد؟ هنروح؟”
يحيى:”أيوه هنروح، يلا بينا بقا عشان أختارلك أحلى لبس.”
نور بإبتسامة:”أوك.”
إتحركت لإتجاه مول كبير ويحيى كان مبتسم وهو ملاحظ إنبساطها حاسس إنه مرتاح بسبب إنه كده خلاص هي في الطريق الصح … بعد مرور فترة بسيطة … كانوا بيتمشوا جنب بعض في المول وبيبصوا حواليهم على محلات معينة لحد ما إنتبه لنور إللي قربت ناحية محل .. بص للباترينه الخاصة بيه لقى إن اللبس مقطع وبحمالات وحاجات تانية غريبة ومتنفعش بالنسباله …
يحيى:”نور إنتي رايحه فين؟”
بصتله بإستفسار …
يحيى وهو بيشاور على اللبس من بره:”إنتي مش شايفه اللبس هنا عامل إزاي؟”
نور بلامبالاة:”عادي،هندخل ندور على أي حاجة ممكن تناسبني ولو مالقتش نشوف غيره.”
يحيى:”بس…..”
قطع كلامه دخول نور للمحل … دخل وراها ولقاها بتتفرج على الهدوم إللي بالنسباله مينفعش يشوفها لابساهم أبدا …  وبعد فرجة كبيرة بصتله بإستسلام ..
نور:”مش لاقيه أي حاجة مغطية، يلا نشوف غيره.”
إبتسامته كبرت وخرجوا هما الإتنين من المحل وبعد وقت من لفتهم يحيى إبتسم لما لقى محل محجبات .. قرب ناحيته وهي مشيت وراه ودخلوا المحل … 
نور بإستفسار:”هنعمل إيه هنا؟”
يحيى:”تعالي بس نشوف ونتفرج.”
نور بعدم فهم:”أوك.”
يحيى بدأ يدور في الهدوم المعروضة وإنتبه لبلوزة طويلة لبعد الركبة وجميلة جدا وأدها وعرضها على نور …
يحيى بإبتسامة:”إيه رأيك؟؟”
نور بإستفسار وهي معقدة حواجبها:”إنت عايزني ألبس ده؟”
يحيى بإبتسامة:”وليه ماتلبسيهوش؟؟ ده هيكون عليكي جميل جدا .. وأهو تغيير في الإستايل … يعني بدل ماتلبسي بلوزة قصيرة فوق بنطلون هتلبسي برده بلوزة طويلة وفوق بنطلون برده … إيه رأيك؟”
نور بصت للبلوزة بتشتت وبعدها بصت ليحيى إللي بيبصلها بتشجيع … وإتنهدت بإستسلام ودخلت تقيس البلوزة في البروفة … أما يحيى كان بيلف في المحل كله وبيجبلها إستايلات أقرب من البلوزة إللي هتلبسها … لحد ما جابلها كمية كبيرة وهي كانت بتقيس كل حاجة وبتخرج من البروفة عشان توريه، وهو كان مبتسم برضا لكل حاجة هي قاستها، لوهلة عجبها الإستايلات إللي بيجيبهالها وأحيانا مش بيعجبها حاجات معينة … أخدت اللبس إللي عجبها وخرجت من المحل مع يحيى .. 
يحيى بإستفسار:”عجبوكي؟؟”
نور بإبتسامة:”أكيد.”
يحيى إبتسم إبتسامة خفيفة وبص قدامه لفت إنتباهه محل لبس رجالي … كان كلها إستايلات شيك قرب ناحية المحل وبص للفاترينة لقى إن الحاجة الواحدة بتمن الإيجار إللي بيدفعه شهريا في السكن … إتنهد تنهيدة بسيطة ولسه هيمشي لقى نور واقفة قدامه بتبصله بإستفسار ..
نور:”في إيه؟”
يحيى بإبتسامة:”لا مافيش، يلا نروح.”
عيونها جات على الطقم إللي كان بيبصله وبعدها بصتله … 
نور بتفهم:”لو على الأقل مش هتجيبه، إدخل قيسه وأهو تجربه بس مش هتشتريه.”
يحيى بإستفسار وعدم إستيعاب:”إنتي عايزاني أجربه وأنا عارف إني مش هشتريه أصلا؟!! .. إللي هو داخل أجرب وخلاص؟؟؟”
نور بلامبالاه:”أه عادي، كتير أوي بيعملوا كده.”
يحيى كان لسه هيتكلم مسكت إيده وسحبته ناحية المحل … 
يحيى:”نور مايصحش كده.”
نور برجاء:”يلا يا يحيى جرب.” 
إتنهد بإستسلام وهز راسه ودخلوا المحل … كان واقف محرج وهو بيبص للهدوم وخاصة الأسعار …
نور وهي ملاحظة إحراجه:”إنت جاي تقيس مش تشتري.”
راحت جابت الطقم إللي كان بيتفرج عليه وإدتهوله وهو بيبصلها بإرتباك أول مرة يعمل حاجة زي دي …
نور بتشجيع وهي بتشاور على البروفة:”يلا إدخل.”
هز راسه ودخل البروفة وبعد مرور دقيقتين خرج وهو بيعدل في كُم القميص بإحراج وتوتر وفي نفس الوقت بيعدل في نضارته … بصتله من فوق لتحت .. كان الطقم عبارة عن بنطلون بيج وقميص أوف وايت وفوقه بلوفر كحلي … كان بالنسبالها شخص مثالي بس حست إنه تاقصه حاجة واحدة قربت منه بهدوء وهو من إحراجه مانتبهش إنها بتقرب لحد ماوقفت قدامه، إستغرب إنها واقفه قدامه وبتبصله بحب … 
نور:”ناقص حاجة واحدة.”
يحيى بإستغراب من قربها:”إيه هي؟”
وقفت على أطراف صوابعها عشان تطوله ونكشتله شعره إللي كان على جنب واحد، وشالت النظارة بتاعته …
نور بإبتسامة:”كده أحسن.”
يحيى بلع ريقه بتوتر بسبب إنه مش شايف حاجة وفي نفس الوقت حاسس بيها قريبه جدا منه لإن أنفاسها بتيجي عليه …
يحيى:”هاتي النظارة.”
نور بإستفسار:”ليه؟؟ شكلك حلو أوي كده.”
عقد حواجبه ولسه هيتكلم ..
نور بإستسلام:”أوك، خلاص.”
لبسته النظارة وهو بعد عنها ورجع البروفة تاني … عيونه جات على المراية إللي هو ظاهر فيها عجبه تسريحة شعره بس قرر إنه يغير هدومه .. ونور فضلت مستنياه لحد ما خرج .. وبالفعل خرج وهو شايل الطقم في إيده … وراح يوديه للشاب في المحل بس نورا راحت وراه وبدأت تتكلم قبل ماهو يتكلم …
نور:”إحنا عايزين الطقم ده.”
يحيى بصلها بصدمة وعدم فهم …
؟؟:”تمام يا فندم إتفضلي، عند الكاشير وحاسبوا هناك.”
نور إبتسمتله ولسه هتروح للكاشير يحيى مسكها من دراعها بغضب …
يحيى بإستفسار:”إنتي هتعملي إيه؟”
نور بإبتسامة:”هشتريه ليك عشان عجبك.”
يحيى بضيق:”لا شكرا مش عايز حاجة.”
نور بصت حواليها في المحل واللي بيشتغلوا هناك كانوا بيبصولهم …
نور وهي بتبصله:”يحيى ماتحرجنيش قدامهم.”
يحيى بغضب مكتوم:”إنتي إللي مينفعش تحرجيني قدامهم *أخد نفس عميق وإبتسم إبتسامة مصطنعة* .. مش عاجبني يا حبيبتي تعالي نشوف غيره.”
بص للشاب إللي كان بيجهز الطقم ..
يحيى بهدوء:”شكرا.”
خرج بهدوء من المحل ونور واقفة في مكانها مش مستوعبه إنه رفض .. خرجت وراه وهو كان ماشي في طريق الخروج من المول وهي بتحاول توصله …
نور:”يحيى.”
وقف في مكانه وبصلها بضيق …
نور:”مالك في إيه؟”
يحيى بذهول:”مالي؟ّ!!! إنتي مش شايفة إنك أحرجتيني قدام الكل؟؟؟ ولا إنتي بتستعبطي عليا؟”
نور:”أنا ما أحرجتكش ولا حاجة هو بس الطقم عجبك وحبيت أجبهولك هدية.”
يحيى:”متشكر .. بس مش عايز حاجة.”
مشي وخرج من المول ووقف إستناها تخرج … وبالفعل خرجت وراه وكانت لسه هتتكلم …
يحيى:”إفتحيلي شنطة العربية.”
نور بهدوء:”يا يحيى أنا بس….”
يحيى:”نور .. بعد إذنك إفتحيلي الشنطة.”
نور برجاء وهي بتقرب منه:”متزعلش مني طيب … أنا غلطانة طيب.”
يحيى فضل يبصلها كتير وبعدها إتنهد بإستسلام …
يحيى:”طيب، أنا محتاج أروح عشان فعلا تعبان.”
نور:”حاضر، هنروح علطول، بس أهم حاجة متكونش زعلان مني.”
يحيى بتنهيدة:”مش زعلان بس الموقف يضايق.”
نور:”طب ممكن تفك التكشيرة دي؟”
يحيى إبتسم إبتسامة خفيفة وهي إتنهدت بإرتياح وركبوا العربية وبدأت تتحرك …
………………………………….
في شقة ريم:
كانت قاعد على ترابيزة السفرة وبياكلوا هي ورشدي في صمت وبتفكر تقوله على حملها إزاي ؟؟؟ هي لحد الآن مقررتش تقوله … يمكن عشان مش ضامنه رد فعله؟؟ وليه يرفض الطفل؟؟ ماهو عنده نور وبيحبها … أكيد هيفرح لما يلاقي طفل تاني هييجي.. أكيد … فاقت من إللي هي فيه لما رشدي قام من مكانه ..
رشدي:”أنا لازم أمشي ياحبيبتي، عشان متأخرش.”
ريم بحزن مصطنع:”بس أنا مالحقتش أشبع منك.”
قرب منها وباس راسها …
رشدي وهو بيبص في عيونها:”معلش ياحبيبتي، تتعوض مرة تانية.”
ريم:”طيب، بس في حاجة عايزة أكلمك فيها.”
رشدي بإستفسار:”إيه هي؟”
ريم بإبتسامة وهي بتمسك إيده وبتبص في عيونه:”أنا حامل في الشهر التالت.”
لحظة … إتنين … تلاته …. عدوا بهدوء لحد ما ملامح رشدي كلها إتحولت للغضب كإنه إستوعب كلامها …
رشدي بغضب:”حامل؟؟!!”
ريم بتوتر من تغيره المفاجئ:”اه حامل، مالك يا رشدي في إيه؟”
رشدي مسكها من دراعها وقومها من مكانها وزعق فيها بغضب ..
رشدي:”إنتي تنزليه فورا.”
ريم بعدم إستيعاب:”أنزله؟!”
رشدي:”أيوه هتنزليه يا ريم … وإلا هقتله أنا بنفسي.”
ريم:”إنت بتقول إيه؟”
رشدي بغضب أكبر:”زي ماسمعتي … ويكون في علمك .. نور هي بنتي الوحيدة .. وهتفضل الوحيدة .. إعقلي يا ريم بدل ما تعرفي شغلي معاكي هيكون عامل إزاي.”
ريم حاولت تتحكم في غضبها منه وبينت إنها مصدومة …
ريم:”إنت مش عايز تخلف مني؟”
رشدي وهو معقد حواجبه:”لا، مش عايز … إنتي مراتي اه .. بس لحاجة تانية مش للخلفة.”
ريم بصتله بعدم فهم وبعدها إستوعبت هو يقصد إيه …
رشدي:”في خلال 48 ساعة تبلغيني إن خلاص الطفل نزل.”
سابها ومشي من غير مايستنى رد منها … أما هي قعدت على كرسي بصدمة وذهول وبعدها ملامحها إتحولت لغضب شديد ..
ريم بوعيد:”هتشوف أيام عمرك ماهتشوفها يا رشدي.”
قامت من مكانها وأخدت موبايلها وعملت مكالمة لأكثر شخص بيكره رشدي وهو عدوه في المجال إللي هما فيه، وبعد عدة رنات ..
؟؟:”فكرتي؟”
ريم بغضب:”أنا معاك … رشدي لازم يتدمر … لازم تاخد منه كل حاجة، وماتنساش نسبتي.”
؟؟:”عين العقل، ماتقلقيش هتصرف وهخليه يخسر كل حاجة، مش انا إللي هياخد مني صفقة واحد زي رشدي.”
……………………………………….
وصلوا قدام السكن ويحيى نزل من العربية تحت عيونها إللي بتبصله بحب وبتتمنى لو يفضلوا مع بعض دايما … 
يحيى:”خدي بالك من نفسك وكلميني لما تروحي.”
نور بإبتسامة:”حاضر.”
إتحركت بعربيتها تحت عيونه أما هو إتنهد تنهيدة بسيطة وطلع للسكن وسلم على زيد وفريد وشهاب … وراح لأوضته عشان يرتاح … مرت الأيام بين يحيى ونور وحبهم هما الإتنين لبعض بيزيد ده غير إنه علمها الصلاة وشرحلها كل ركن من أركان الصلاة وبقت بتصلي وبالفعل حست بإرتياح شديد زي مايحيى قالها بس كانت بتقطع في الصلاة .. كان في عيون حقودة دايما بتتابعهم في كل مكان هما بيروحوه وده كان جاسر …. يحيى مكالماته مع مامته وأخته مستمرة وفي كل مكالمة مامته بتوصيه دايما إنه مايغضبش ربنا، رشدي إنشغل كتير في شغله وقابله صفقة هتكسبه أضعاف مايملك دخلها وراهن فيها على كل الأملاك إللي بإسمه كل حاجة هما يملكوها بمعنى أصح … ريم بلغت رشدي إنها أجهضت الطفل وكانت ممثلة الحزن ولكن من جواها كانت بتخطط تخطيط كبير وكل خطة ليها خطة بديلة، و في نفس الوقت بتحاول تتجنب مقابلاتها مع رشدي، لدرجة إنها طلبت منه يجيب سكرتيرة بدالها عشان هتقعد في البيت وهو إقتنع بكلامها وجاب واحدة مكانها في الشغل، وبتحاول على قد ما تقدر تشجعه في الصفقة دي بالذات ورشدي كان مبسوط إنها بتشجعه وواقفة جنبه ولكن ما خفي كان أعظم ….. نور كانت قاعدة بتبص ليحيى إللي مبتسملها وهو قاعد بيشرحلها في السنتر وبعد ما خلص …
يحيى بإستفسار:”مالك؟”
نور بملل:”عايزة أغير جو .. مباقتش حابه جو المذاكرة ممكن نخرج نعمل أي حاجة نغير بيها الروتين ده.”
يحيى بإبتسامة:”ليكي عليا أخرجك وأفسحك في أي مكان تقوليلي عليه، بس نحدد يوم وننزل.”
نور بملل:”أنا عايزة حاجة مختلفة.”
يحيى بحيرة:”طب قولي إنتي عايزة إيه؟”
نور بإبتسامة:” أنا سمعت إنكم هتعملوا الfun day  بتاعكم في السخنة إيه رأيك نطلع؟”
يحيى وهو معقد حواجبه:”أنا مش طالع أصلا .. دي رحلة تافهة الكل بيرقص فيها وبيهيص.”
نور برجاء:”بس عشان خاطري أنا عايزة أروح أغير جو معاك.”
يحيى:”بس يا نور أنا ماليش في الحاجات دي بالذات.”
نور برجاء:”بليز نفسي أروح البحر أوي يا يحيى .. أنا هفضل طول الوقت هناك في البحر .. يلا إشترك وخدني معاك كمرافق.”
يحيى بصلها بتشتت وتردد …
نور برجاء أذاب قلبه:”بليز .. نروح بس نقضي يوم هناك مع بعض.”
ييحيى بتنهيدة صعبة:”ربنا يستر، بس مافيش نزول بحر.”
نور بعدم فهم:”يعني إيه؟”
يحيى:”هو كده.”
نور وهي بتسايره:”أوك مافيش مشكلة.”
………………………..
في العين السخنة:
نزلوا من الأوتوبيس وهو شايل شنط ونور ماشيه جنبه بإبتسامة كبيرة مسيطرة عليها من وقت ما إتحركوا من قدام الكلية لحد أما وصلوا … دخلوا القرية إللي فيها الحفلة وكان واصلهم صوت أغاني عالية جدا … نور قربت من ودن يحيى عشان يسمعها وهي بتتكلم ..
نور:”أنا هروح ال toilet ، شويه وراجعة.”
هز راسه ليها وهو فضل واقف في مكانه بيبص بإحراج للمكان حواليه … أول مرة تقريبا يفضل في مكان صاخب زي ده … أي نعم دول زملائه في الكلية بس هنا الوضع مختلف … الكل بدأ يرقص ويهيصوا ويسقفوا ويتصوروا كتير .. لكن هو كان مرتبك ومتوتر وواقف مستني نور لإنه مش متعود على أجواء الصخب دي .. إنتبه لنور إللي حطت إيديها على كتفه .. إنتبه إنها غيرت هدومها هي كمان لحاجة مريحة أكتر زي الكل…
نور بإستفسار:”إنت مغيرتش ليه؟”
يحيى بإستفسار:”أنا هغير ليه؟”
نور:” عشان نرقص براحتنا.”
يحيى وهو معقد حواجبه بضيق:”ومين قال إننا هنرقص؟”
نور:”إحنا جايين نغير جو شويه ومنه نفك عن المود إللي إحنا فيه ده.”
يحيى:”مافيش رقص يا نور … يلا ورايا.”
مشي بضيق وهي مشيت وراه بإستسلام لحد ما وقف قدام الشط وحط الشنط إللي في إيده على ترابيزة وقعد على كرسي وهي قعدت على كرسي تاني على الترابيزة دي … 
يحيى بإبتسامة:”شايفه البحر حلو إزاي؟ شايفة الجو جميل إزاى؟”
نور بإمتعاض وهي بتبص على كل إللي بيعوموا في البحر:”اه شايفة.”
يحيى بإبتسامة:”بذمتك مش الجو حلو كده.”
نور:”أنا عايزة أنزل البحر.”
يحيى بضيق وهو بيبصلها:”لا.”
نور:”لا ليه؟ هاه؟”
يحيى بغيرة:”هو كده، ويلا عشان ناكل.”
فتح الشنطة إللي معاه وأخد منها سندوتشات كان عاملها ليهم عشان ياكلوا ..  قدملها علبة السندوتشات، بصتله وفضلت ساكته وما أخدتش منه حاجة …
يحيى:”ماتاخدي يا نور.”
نور بقمصة:”مش جعانة.”
يحيى:”لا إنتي جعانة … ماتكذبيش.”
إتنهدت بضيق وأخدت واحد وبدأت تاكله .. أعجبت بأكله جدا وبصتله بإنبهار .. يحيى كان مركز في أكله بس إنتبه لنور إللي بتبصله بعدم تصديق …
نور:”إنت إللي عامل الأكل ده؟”
يحيى بعدم فهم:”اه أنا .. ليه في حاجة؟ الكبدة وحشة؟”
نور بإبتسامة:”لا جميلة أوي .. إنت بتعمل أكل حلو أوي يا يحيى.”
يحيى بإبتسامة وفخر:”شوفتي بقا .. عشان تعرفي إنك مش هتتجوزي واحد قليل، هعلمك الطبيخ برده.”
نور إبتسمت بحب وبعدها بصت للبحر وهي بتاكل وبعد ما خلصت ..
نور:”تعرف إن الدفعة إللي قبلك علطول حصل فيها حوار كبير هنا في القرية دي؟”
يحيى بإستفهام وهو بيبصلها:”بمعنى؟”
نور:”إنت ماتعرفش ولا إيه؟”
يحيى بحيرة:”لا.”
نور:”الموضوع ده كان حديث الجامعة السنة إللي فاتت … بس أنا واثقة إنها مظلومة.”
يحيى بإستفسار:”هي مين؟ وإيه الموضوع؟”
نور:”بيقولوا إن في واحد كان بيحب واحدة و إللي فهمته إن البنت دي إكتشفت إن حبيبها بيخونها مع واحدة تانية هنا في البيت ده *بتشاورله على بيت مهجور بعيد جدا عن الشط بمسافات* … المهم البنت دي مش فاكرة إسمها بصراحة، مسكت البنت التانية من شعرها وشدتها وراها لحد ماوصلوا قدام الطلبة هنا .. والتانية بتصرخ وكانت مقهورة كإنها مكانتش بتعمل ده برضاها … بس انا حاسة إنها مظلومة .. الفكرة إني معرفش حاجة عنهم من وقتها … إختفوا كلهم .. حتى البنت دي معرفش مكانها .. بس مش عارفة هما إزاي فصلوها والدفعة أصلا عملت ال fun day  بعد الإمتحانات علطول؟؟!!”
يحيى فضل يبصلها كتير وبيفكر … 
يحيى:”إيه الفيلم المرعب ده؟”
نور بتنهيدة:”زي ماقولت مرعب … أكيد الموضوع ده وراه تزوير وحاجات تانية كتير إحنا في غنى عنها.” 
يحيى بإبتسامة:”حلوة التحليلات دي … إحنا بعد كده نسميكي المفتش نور.”
نور بضحكة خفيفة:”بطل تتريق عليا.”
يحيى:” لا بجد .. عمالة بتحللي في مواقف كتير وأنا قاعد جنبك وحاسس إني بتعلم منك.”
نور بإبتسامة:”طب هات كمان sandwich  عشان جوعت أكتر.”
إدالها سنديتش وفضلوا هما الإتنين يتكلموا وهما قاعدين في مكانهم وإتصوروا كتير من موبايل نور .. بمرور الوقت … كان البحر مبقاش في ناس تقريبا وكانوا قربوا على وقت المغرب وكانت الشمس لسه بتبدأ تغرب .. نور قامت من مكانها وبصت للشمس تحت عيون يحيى إللي قام من مكانه هو كمان ووقف جنبها …
نور بإبتسامة:”تعرف يايحيى، أنا من يوم ما قابلتك وأنا مباقتش عايزة حاجة غير إنك تكون معايا دايما.”
يحيى بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:”أنا دايما معاكي ومش هسيبك أبدا.”
نور بنظرة رجاء:”توعدنى؟”
يحيى بإبتسامة:”مش محتاج وعد .. أنا هفضل معاكي ومش هسيبك.”
نور:”بعد ما تخلص علطول، هكلم بابي عنك وأنا واثقة إنه هيوافق.”
يحيى بإبتسامة:”وده إللي أنا عاوزه .. عشان أقدر أخدك بعيد عن كل الناس ونبدأ حياتنا ونأسسها سوا مع بعض.”
نور بحب وهي بتبص في عيونه:”أكيد … *نبرتها إتحولت لرجاء* …. ممكن أطلب منك طلب بقا؟”
يحيى:”أكيد.”
نور برجاء:”ممكن أنزل البحر؟”
يحيى:”قولتلك لا.”
نور:”بليييييز.”
يحيى بتشتت:”مش هينفع الشمس قربت تغرب … ولسه الكل بيحتفل هنا.”
نور:”ماحدش هيشوفني هروح بعيد … *شاورتله على مكان في الشط بعيد مافيهوش حد* … هروح هناك.”
يحيى إتنهد بإستسلام وهز راسه … وهي أتنططت من الفرحة وجريت بسرعة ناحية المكان إللي شاورتله عليه ودخلت المياة وهو جري وراها عشان ياخد باله هل حد مركز معاها ولا لا … وبالفعل وقف على الشط وتابعها بعيونه وهي بتعوم بإستمتاع وفرحة وفي نفس الوقت عيونه على دفعته إللي موجودين عند الإستيدج بيحتفلوا .. 
نور بصوت مسموع:”البحر جميل أوي يا يحيى … تعالى إنزل.”
يحيى:”لا أنا كده كويس، يلا خلصي إنتي بس.”
نور:”لا تعالى، يلا.”
لكن يحيى أصر على رفضه … 
نور:”أوك برحتك.”
يحيى فضل متابعها شويه عيونه جات على دفعته تاني وبعدها بص لنور تاني في قلب البحر لكنه ملقهاش … إستناها تظهر من تحت المياة لكنه مش لاقيها … قلق وخاف جدا لتكون غرقت وبدأ ينادي ..
يحيى بصوت عالي:”نور.”
مردتش عليه ومظهرتش …  قرب ناحية البحر وبدأ يدور عليها بعيونه … 
يحيى بخوف:”نور.”
مظهرتش …
نزل المياة ومهتمش لهدومه إللي إتغرقت ولا إهتم لأي حاجة المهم إنه يلاقيها لحد ما المياة وصلت لنص جسمه … 
يحيى:”نور، إنتي فين؟”
وفجأة خرجت من المياة وراه …
نور:”بخ.”
إتنفض وبصلها بفزع …
نور بضحكة عالية من مظهره:”إنت شوفت عفريت.”
يحيى بقلق وهو بيبصلها وبيقرب منها:”خضتيني عليكي، إنتي كويسه حصلك حاجة؟”
نور إبتسمت بحب وهي ملاحظه قربه منها …
يحيى:”كنتي فين؟”
نور:”كنت تحت المياة.”
يحيى:”أنا قلقت وخوفت عليكي لما إختفيتي، بعد كده ماتبقيش تختفي، بحس إن قلبي بيوجعني.”
نور بحب وهي بتبص في عيونه وبتقرب منه أكتر:”وإيه تاني؟”
يحيى وهو بيبص في عيونها:”بحس إني مش هعرف أتنفس من غيرك، إنتي بقيتي كل حياتي يا نور.”
مكنش في بينهم أي مسافة والشمس كانت بتغرب في الوقت ده … مما خلا مظهرهم جميل جدا … 
نور بصدق:”يحيى، أنا بحبك.”
يحيى كان لسه هيتكلم لقى نور مسكت وشه بين إيديها وقربت منه وبدأت تبوسه .. يحيى كان مصدوم بسبب الموقف ده … عقله وقف عن التفكير تمامًا كإنه عاجز … بعدت عنه مسافة بسيطة وبصت في عيونه بحب …. ضعف … لحظة ضعف … حب يعيشها … يعيش لحظة من خلالها يعرف قد إيه هو حابب تكون حبيبته بين إيديه وفي حضنه؟؟ … كان بيتمنى دايما إنه يتجوزها عشان تبقى في حضنه … بس لحظة الضعف دي خلته عايز يجرب … قرب منها وبدأ يبوسها بلهفة وعشق … لقى إن اللحظة دي جميلة جدا … لحظة خلته في منتهي السعادة عشان حبيبته معاه …. بس فجأة جه على باله مامته وأخته وقبل كل ده ربنا … إتنفض بعيد عنها ونور إستغربت بُعده …
يحيى وهو بينهج بخوف:”أنا آسف … مينفعش يحصل ده بيني وبينك .. حرام .. حرام يا نور .. أنا عندي أخت، أنا آسف، أختي لا.”
نور بصتله بإستغراب وعدم فهم ولسه هتتكلم ..
يحيى:”أنا هستناكي، عند بوابة القرية، وغيري هدومك بسرعة حاولي ماتظهريش قدام الناس.”
خرج بسرعة من المياة وهي كانت واقفة في مكانها ومش مستوعبة إحساسها بالخذلان من بُعده عنها … دمعة نزلت من عيونها وأخدت نفس عميق وبصت للشمس إللي خلاص غربت وخرجت من المياة … حاولت تبعد عن عيون الناس نظرا لإن الهدوم كان محددة جسمها بسبب المياة أخدت هدوم ليها وراحت الحمام …يحيى خرج من حمام الرجالة وهو لابس بنطلون بيتي وتي شيرت وشعره كان مبتهدل ومش متسرح بسبب المياة … وأخد حاجته وحاجة نور وإنتظرها عند بوابة القرية لإن الكل خلاص بقا بيبدأوا يخرجوا من القرية … خرجت من الحمام وهي ضامه نفسها وبتبص قدامها بشرود وراحت عند بوابة القرية وتجاهلت يحيى إللي واقف مستنيها .. إستغرب إنها سابته جري وراها …
يحيى:”نور.”
تجاهلته تمامًا ومردتش عليه وقف قدامها ..
يحيى:”في إيه؟”
نور بإستغراب وهي بتبص في عيونه:”إنت بجد بتسألني في إيه؟”
يحيى سكت لإنه عارف هي تقصد إيه …
نور:”أنا مش عارفة أفهم أنا إزاي عايشة الإحساس ده؟؟؟ إحساس الرفض أول مرة في حياتي أعيشه.”
يحيى:”إنتي فاهمة غلط … إللي حصل بينا ده يا نور حرام .. الرسول صلى الله عليه وسلم قال .. *لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ* صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم … يعني يانور أنا مكنش ينفع أعمل كده … لإني خوفت … خوفت من عقاب ربنا … ده غير إني عايز الحاجة دي في الحلال .. وخايف تترد في أختي … عشان *كما تدين تدان* … ودي حاجة مهمة جدا، كنت غلطان إني إتأخرت في إني أقولهالك .. بس ده وقته … ماينفعش أمسك إيدك … ماينفعش نقرب من بعض حتى.”
نور:” إنت بتقول إيه؟؟ إنت هتبعد عني؟”
يحيى بتوضيح:”مقصدش .. قصدي مش هبعد عنك بس مافيش تقارب بينا ولا تلامس.”
نور فضلت بصاله كتير بس سكتت ماتكلمتش وراحت للباص ويحيى  إتنهد بإستسلام ومشي وراها … دخلت قعدت في الباص وهو قعد جنبها بس سايب بينهم مسافة كالعادة … ونور كل ده مابتتكلمش ولا بتبصله … إتنهد بضيق بسبب الموقف إللي حصل بينهم وبيتمنى إنه مكنش ضعف على الأقل مايحطهاش في الموقف ده … بس قرر يتكلم …
يحيى:”من تعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه.”
نور بصتله لما قال الجملة دي …
يحيى بحزن:”عشان كده مش عايز أخسرك … عايز نفضل دايما مع بعض .. خلاص هانت كلها شهر وهتخرج وهتقدملك إن شاء الله، مش عايز الحلم ده يروح مني، بلاش يانور على الأقل ربنا يباركلنا في حياتنا بعد الجواز … مش عايز نبعد أبدا عن بعض، عشان كده بحافظ عليكي.”
نور إبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتبصله …
يحيى:”فهمتي ليه بعدت؟”
هزت راسها وهو إتنهد بإرتياح …
نور:”بس أنا ماكنتش أعرف كل ده .. أنا……”
يحيى بتفهم وهو بيقاطعها:”فاهمك … عشان كده قولتلك، وأنا آسف الغلط من عندي أنا إتأخرت في إني أقولك الكلام ده.”
نور بإبتسامة:”ماتعتذرش مافيش بيني وبينك إعتذار … أنا خلاص فهمت كل حاجة .. فهمت ليه ماكنتش بتقرب مني من البداية … فهمت كل حاجة.”
يحيى بإبتسامة:”ربنا يديمك في حياتي أجمل نعمة.”
نور أمنت على كلامه وبصت لشباك الأوتوبيس بإبتسامة … حاسة إنها مرتاحة .. بتتعلم أكتر وبتحب كل يوم الشخص إللي بيعلمها أكتر … “يحيى” ………………
بعد مرور شهرين:
يحيى كان قاعد في السكن ومعاه زيد وبس بسبب إن الإمتحانات خلصت والنتيجة ظهرت لكنه قاعد عشان حفلة التخرج بكرة وبعدها هيطلب نور من باباها علطول، وطبعا وجودة في القاهرة لحد دلوقتي بسبب إصرار نور إنه يفضل معاها وقت أطول السنة دي قبل ما يسافر … إنتبه إن زيد بيتكلم معاه …
زيد:”إيه يابني سرحان في إيه؟”
يحيى بتنهيدة:”مش عارف متوتر ومحتار … بكرة أهم يوم في حياتي … اليوم إللي هتيجي فيه أمي وأختي يشوفوني وأنا بتخرج وهعرفهم على الإنسانة إللي حبيتها … *إبتسم إبتسامة جميلة* … حاسس إن الفرحة مش سيعاني بجد … دنيتي خلاص إكتملت، وأنا خلاص مش عايز حاجة من الدنيا دي تاني.”
زيد بإبتسامة:”أنا مبسوط جدا عشانك يا يحيى … ربنا يتمملكم على خير.”
يحيى:”آمين، إنت بقا فرحك إمتى؟”
زيد:”شهرين بالظبط إن شاء الله، هستناك إنت ونور تحضروا.”
يحيى بإبتسامة:”إن شاء الله ماتقلقش، هجيبها معايا.”
زيد كمل شغله ويحيى كان سرحان في اليوم بتاع بكرة ده وبيتمنى من ربنا إنه يعدي على خير وكل إللي بيتمناه يتحقق…. نور خرجت من محل بدل وهي ماسكة شنطة كبيرة مما يتضح إنها بدلة رجالي شيك جدا نظرا للمحل إللي هي خارجة منه وكل ده تحت عيون جاسر إللي بيبصلها بغل وكان واضح عليه التفكير لحد ما إبتسم بشر … 
جاسر:”هانت.”
إتحركت بعربيتها وهو كمان إتحرك بعربيته …
في اليوم التالي:
يحيى كان قاعد في قاعة الجامعة بين الطلاب ولابس قميص وبنطلون عشان ومتوتر عشان الكل كانوا لابسين بدل وهو الوحيد إللي كان لابس طقم … وفي نفس الوقت مستغرب نور إتأخرت كده ليه؟؟ .. عيونه جات على مامته وأخته إللي شاوروله بفرحة وفخر وهو إبتسملهم في المقابل ورجع بص لزملائه إللي بيستلموا شهاداتهم ودروعهم … إنتبه لموبايله إللي بيرن .. رد بسرعة لما لقاها نور ..
يحيى:”أيوه إنتي فين؟”
نور:”أنا في القاعة مش لاقياك يا حبيبي.”
يحيى بص حواليه ولقاها واقفه فوق بعيد جدا بجوار الكراسي الخاصة بالأهالي … شاورلها .. وهي بصتله ..
نور:”عايزة أقابلك.”
يحيى:”خليها طيب بعد ما أستلم الحاجة.”
نور:”لا دلوقتي، يلا عايزاك بره .”
في نفس التوقيت:
جاسر كان بيبص لعربية نور إللي راكنه بره القاعة وفي إيده علبه كبيرة وكان معاه شلة من زمايله، كانوا بيراقبوا الدنيا وهل في حد منتبه للي جاسر بيعمله ولا لا … فتح سوستة شنطة البدلة وفتح العلبة ودهن البدلة كلها من البودرة دي …. وبعد ما خلص عدل كل حاجة وكأن شيئًا لم يكن ودخل القاعة … يحيى خرج من باب القاعة السفلي إللي كان فيه وطلع لنور لقاها واقفه عند باب القاعة العلوي ومبتسمة بحب …
نور:”أنا عايزة أقولك على حاجة؟”
يحيى بإستفسار:”حاجة إيه؟”
نور بحب وهي بتبص في عيونه:”أنا قررت أتحجب.”
يحيى إتفاجئ وإندهش من قرارها وفي نفس الوقت مشتت عايز يلحق يدخل القاعة تاني … 
نور:”إنت ساكت ليه؟”
يحيى بحب وفرحة:”ده أجمل خبر سمعته في حياتي.”
نور:”ممكن بقا أطلب منك طلب؟”
يحيى:”أكيد طبعا، إطلبي.”
نور:”ممكن تلبس البدلة إللي أنا جايبهالك.”
يحيى بإستغراب:”بدلة؟”
نور بحب:”أنا جبتلك بدلة للحفلة هدية التخرج بتاعتك، ممكن تلبسها؟”
يحيى:”بس…..”
نور برجاء وهي بتقاطعه:”عشان خاطري … ممكن تلبسها يا يحيى، دي هديتي ليك، على الأقل إقبل دي.”
بصلها بتشتت وفي نفس الوقت قدامه عدة أسامي لسه إتنهد بإستسلام وهي فرحت وخرجت بره القاعة وهو خرج وراها …
نور بفرحة وهي بتقدمله البدلة:”إدخل ال toilet  يلا وإلبسها أنا واثقة إنها هتكون مناسبة جدا عليك.”
يحيى بإبتسامة:”ماشي، وأنا واثق في كده.”
أخد البدلة ودخل الحمام وبدأ يغير هدومه وبعد ما لبس خرج من الحمام … لقى نور واقفة مستنياه بإبتسامة كبيرة بسبب شكله المهندم .. قربت منه بحب وبدأت تعدله الكرافات وهي بتبص في عيونه وهو مبتسملها بحب وفي نفس مش حاسس بإرتياح نهائي في البدلة دي … حاسس بحكة غير طبيعية في جسمه … 
نور بحب وهي بتبص في عيونه:”أنا خلاص خلصت.”
يحيى بعدم إرتياح وإبتسامة مصطنعة:”أنا هنزل .. ماتمشيش هاه؟؟ أمي وأختي هنا .. لازم تتعرفي عليهم.”
هزت راسها وهو دخل القاعة تاني وقعد في مكانه بعدم إرتياح وغصب عنه بدأ يهرش في جسمه .. جاسر وزمايله عيونهم على يحيى إللي بدأ يهرش وإبتسامة  النصر كانت على وش جاسر إن خلاص كده إللي هو كان بيخطط ليه نفذه ولسه حاجة واحدة بس … عيونه جات على نور إللي واقفه بتبص ليحيى بعيونه كلها شغف وفخر بس لما لقته بيتحرك كتير في مكانه إستغربت … هو ماله؟؟؟ … خمس طلاب طلعوا للمسرح ومن ضمنهم يحيى إللي كان آخر واحد وبيهرش غضب عنه لدرجة إنه لفت إنتباه كل إللي موجودين في القاعة … نور حست إن في حاجة غلط هي مش فاهماها … إسم يحيى جه …
؟؟:”يحيى عطية محمود متولي.”
مشي على المسرح وهو بيهرش بشكل غريب وهنا فجأة وقع عليه جردل مياة .. مش عارفين منين … وصدى صوت في القاعة هو إللي كان ظاهر بس …
جاسر بصوت مسموع:”عشان تعرفوا إن الفلاح لما بيتمدن بيجيب لأهله العار، برافو يا نور.”
في إللي ضحك على يحيى وفي إللي زعل عشانه، ونور دموعها نزلت من إللي حصل ده … يحيى كان بيبص للكل بذهول وعيونه جات في عيون أمه وأخته إللي مصدومين من إللي حصله … بس إنتبه إن إسم نور كان إتذكر في الآخر … نور عيونها جات على جاسر إللي وقف جنبها ومبسوط جدا …
جاسر:”إيه رأيك؟”
نور بصتله بغضب والدموع بتنزل من عيونها:”إنت أحقر بني آدم شوفته في حياتي.”
خرجت من القاعة بسرعة عشان تنزل ليحيى القاعة السفلية، جاسر عيونه جات في عيون يحيى إللي شافه واقف مع نور وبيبصلهم بعدم إستيعاب وبعدها خرج من القاعة السفلية عشان يعرف ويفهم إيه إللي بيحصل حواليه … جاسر إبتسم بشر وخرج بسرعة من القاعة ومسكها من دراعها قبل ماتنزل …
جاسر:”رايحاله ليه؟؟؟ مش خطتنا نجحت.”
نور لفت ليه وبصتله بغضب، إنتبه إن يحيى بيطلع على السلالم وبسرعة إتكلم عشان يحيى يقف ويسمع كلامهم …
جاسر:”مش كان إتفاقنا إنك توقعيه عشان نفرج عليه الجامعة كلها.”
يحيى وقف مذهول من إللي هو سمعه ده وحاسس إنه مش قادر يسمع تاني، إتمنى إنه يبقى أصم عشان مايسمعش باقي الكلام وللأسف دموعه نزلت بحسرة لإنه إتخدع … وماحدش إنتبه إن إللي سمعهم كمان كانت أم يحيى وأخته لإنهم خرجوا من القاعة العلوية بعد ما يحيى خرج … 
نور بدموع وغضب:”اللعبة إنتهت من زمان يا جاسر وأنا قولتلك كده، إفهم بقا.”
جاسر وهو بيمثل عدم الفهم:”لعبة إيه يانور؟ ده إنتي لسه قايلالي إمبارح إنك هتظبطي الدنيا وتشتري بدله ليه وتحطي بودرة الهرش فيها.”
 نور بعدم إستيعاب:”إنت بتقول إيه؟؟”
يحيى حط إيده على قلبه بصدمتة من حبيبته إللي آمنلها .. حبيبته إللي كانت كل دنيته … إللي إعتبرها خلاص زوجته وخطوته الأخيره كانت خلصت خلاص وكان هيتقدملها … حاسس إن الدنيا إتهدت حواليه بس تحامل على نفسه وطلع السلم بهدوء …
جاسر كان لسه هيتكلم …
سهير بصراخ ودموع على إبنها وهي بتقرب منها:”بجى إنتي إللي تعملي في ضنايا كده يا مجصوفة الرجبة … منك لله … حسبي الله ونعم الوكيل فيكي … بهدلتي ضنايا.”
نور دموعها زادت بسبب إنها مش فاهمة حاجة وبتبصلهم بتوهان .. سهير كانت قربت من نور ولسه هتضربها إتفاجئت بيحيى إللي بيبصلها ودموعه بتنزل على الرغم من إن ملامحه مفيهاش أي تعبير ..
يحيى بهدوء على الرغم من دموعه إللي بتنزل ومش بيبص لنور أبدا:”يلا يمّا نمشي من هنا.”
سهير بدموع وصراخ:”لا .. أني لازم أخد حجك ياضنايا … لازم تموت في إيدي.”
يحيى بتأكيد وهو بيمسكها أكتر:”يلا يمّا نمشي، ياسمين خدي أمك وإمشي إستنوني بره.”
ياسمين مسكت إيد أمها بدموع وسهير حاولت تتحكم في غضبها بس ماقدرتش وخرجت من القاعة … لكن يحيى كان بيبص قدامه بملامح خالية من أي تعبير على الرغم من دموعه إللي بتنزل بإستمرار .. 
نور برجاء ودموع وهي بتقرب منه:”ماتصدقهوش يا يحيى … هو بيكذب … صدقني أنا بحبك وماحبتش في حياتي قدك .. أنا مكنش ليا غيرك.”
يحيى مط شفايفه بسخرية وحزن من رجاءها إللي إكتشف إنه خدعة … والكلمة الوحيدة إللي نطقها …
يحيى بصوت مهزوز:”ليه؟”
نور بدموع:”محصلش يا يحيى … محصلش … صدقني كل ده محصلش.”
إتنفضت بفزع بسبب صوته الجهوري ..
يحيى:”ليه؟”
نور بشهقات بسبب دموعها إللي زادت:”أنا حاولت كتير أقولك .. حاولت كتير أقولك على إتفاقي مع جاسر .. بس إنت قولتلي مش عايز تعرف حاجة.”
يحيى بعدم إستيعاب:”يعني كل ده كان لعبة؟”
نور هزت راسها ب “اه ” .. بس هزتها تاني ب “لا” بسرعة …
نور بدموع:”الحاجة الوحيدة الحقيقة إللى كانت في حياتي هو حبي ليك يا يحيى.” 
يحيى كان لسه هيتكلم … سمع صوتها في مكالمة بص لمصدر الصوت … لقى إنها الميكروفونات … 
جاسر بإستفسار:”إيه الأخبار؟”
نور بإبتسامة كبيرة:”وقع خلاص.”
ومكالمات كتير أوي بينها وبين جاسر بيتكلموا فيها عن إنهم يوقعوا يحيى …. 
……………………………………….
يحيى ضحك .. ضحك بقهرة ووجع لإنه إتخدع .. قلبة الطيب هو إللي صورله إنها هتتغير و هتبقى إنسانه كويسة .. مثلت عليه وخدعته كويس جدا … 
يحيى بصعوبة:”يا خسارة .. يا خسارة فوقت متأخر … فوقت بعد ما إتخدعت فيكي … بتمنى إن عمري ما قابلتك ولا حبيتك … الكل كان بيحذرني منك وأنا كنت بقولهم .. *إبتسم بحزن على نفسه* … لا نور طيبة جدا … وبتحب الخير للناس … حتى أمي بنفسها قالتلي إنتي متنفعيناش .. بس أنا إللي أقنعتها بيكي وأتمنى إني ماكنتش عرفت أقنعها … * ضحك بحسرة* …. برافو عليكي … إيه إللي المفروض يتعمل تاني؟”
بص لجاسر إللي بيبصله وهو مبتسم …
يحيى:”إتفقت معاها على إيه تاني؟”
جاسر:”كده خلاص أخدت حقي منك.”
مشي وسابهم ويحيى بص لنور إللي بتبكي بشدة وبتبصله برجاء ..
يحيى:”من النهاردة….”
نور ببكاء وهي بتقاطعه:”لا … لا … لا يا يحيى … أنا ماقدرش أعيش من غيرك، أرجوك ماتقولهاش.”
يحيى بملامح ميته وهو بيبص في عيونها:”يحيى مات .. كانت فرصة سعيدة.”
خرج من القاعة .. وراح لمامته وأخته ومشيوا ومبصش وراه أبداً … لكن نور كانت بتحاول تصرخ عشان يرجعلها مايسيبهاش … خلاص كل حاجة راحت منها .. حلمها معاه راح … حاولت تصرخ بأعلى صوتها وبالفعل صرخت …
نور:”يحيى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!”
وفجأة الدنيا إسودت حواليها بسبب الصدمة  إللي هي فيها بس كانت بتحاول تقاوم عشان تخرج وراه لكنها وقعت على الأرض وغابت عن الوعي ….
……………………………………..
في نفس التوقيت:
رشدي كان قاعد في مكتبه مركز في شغله بس إنتبه على مكالمة التليفون إللي جاتله رد بلهفة لإن دي اخبار من البنك إللي هو بيتعامل معاه ….
رشدي بلهفة:”ألو.”
؟؟:”رشدي بيه؟”
رشدي بعشم:”أيوه أنا … إيه أخبار الصفقة؟ كسبتها صح؟”
؟؟ بحزن:”للأسف .. الصفقة راحت من إيدك و البنك حجز على كل أملاكك، أنا آسف … هيتم إرسال رسالة من البنك بالإخلاء من الفيلا وشقتك إللي في المهندسين بكرة والإخلاء هيكون في خلال 10 أيام .. ربنا يصبرك.”
قفل المكالمة من غير مايستني رد منه ورشدي كان قاعد مصدوم في مكانه وحاسس إن الدنيا ضاقت بيه … قرب يفقد النفس .. لا بل هو بيفقده فعلا … فتح زرار قميصه عشان يقدر يتنفس بهدوء لكنه ماقدرش وبسبب الصدمة جاتله ذبحة، خلته يموت في مكتبه إللي طول عمره كان مضحي بحياته ووقته كله فيه ….
 ……………………………………..
بعد مرور عدة أيام …
نور كانت بتبص لأوضتها بشرود وهي لابسه اللون الأسود حزنًا على فراق باباها وفي نفس الوقت ماسكة رسالة الإخلاء وماسكة رسالة تانية من مامتها “دولت”.. إللي مكتوب فيها …
“أنا مش هقدر أعيش في القرف ده بعد كده، منه لله باباكي هو إللي خسرني كل حاجة”
دموعها نزلت وهي بتبص للسقف بشرود، وبصت للرسالة الأخيرة إللي كانت عبارة عن بالرفد من الجامعة بسبب التسيب إللي حصل منها هي وزميلها يوم حفلة التخرج … خسرت يحيى .. باباها … مامتها … تعليمها … باقت وحيدة .. وحيدة تمامًا …. يحيى مابيردش عليها من وقتها وقفل موبايله بعدها بيوم … يحيى سابها لوحدها … مكنش قد كلامه معاها .. قالها إنه عمره مايسيبها ويغيرها براحة … راحت فتحت الدولاب وبصت لهدومها القديمة إللي كانت بتلبسهم قبل ما تعرفه .. أخدت واحد عريان ولبسته وحطت ميك أب صارخ على وشها، وخرجت من الفيلا وركبت عربيتها إللي آخر مرة هتركبها وإتحركت في إتجاه المكان إللي هتخرج فيه كبتها … بعد مرور فترة بسيطة … وصلت للملهى الليلي ودخلته وراحت للبار وطلبت المشروب إللي ربنا حرمه …. وبالفعل شربته ومرة ورا والتانية لحد ما سكرت تمامًا دفعت كل إللي كان في جيبها …… وراحت للي بيرقصوا ورقصت …
وصلت للملهى الليلي ودخلته وراحت للبار وطلبت المشروب إللي ربنا حرمه …. وبالفعل شربته ومرة ورا والتانية لحد ما سكرت تمامًا دفعت كل إللي كان في جيبها …… وراحت للي بيرقصوا ورقصت بينهم وشاب قرب منها وبدأ يرقص معاها بس بعدها نور زقته وخرجت بسرعة من المكان ده وراحت لمكان عشان تتقيأ كل إللي هي شربته … كانت الدنيا بتدور حواليها، لقت نفسها تعبت أكتر ومحتاجة تنام .. راحت لعربيتها وبدأت تسوقها بتشوش منها بس قدرت توصل بصعوبة للفيلا  إللي هتفضي فيها آخر أيامها … كانت بتمشي بتتمطوح وفي نفس الوقت الكحل بتاعها كان سايح بسبب دموعها إللي مش بتبطل تنزل، ولسه هتقرب ناحية الباب إنتبهت لشنطة موجودة قدام الباب وكان مفتوح جزء منها … قربت من الشنطة جدا وبتحاول تركز لقت طفل رضيع قدامها كان نايم بهدوء .. فتحت الشنطة بعدم فهم وإستيعاب لقت جواب موجود على الطفل ده … فتحت الجواب بتعب وبصت للكلام …….
” خطتي خلصت خلاص، فمبقاش ليه لازمه … شوفيلك صرفة في أخوكي، طبعا إنتي عارفة أنا مين.”
نور بصلت للطفل بذهول وعدم إستيعاب ورجعت قرأت الجواب تاني … وبعدها بصت للطفل … وقعدت بركبتها على الأرض وبدأت تبكي بقهرة … بس بكائها هدي لما الرضيع ده بدأ يبكي .. مكانتش عارفة تعمله إيه تسيبه وتدخل في الجو ده ولا تعمل إيه؟؟؟؟ … لحد ما قررت .. أخدته في حضنها ودخلت الفيلا وهي بتحاول ماتتمايلش عشان الطفل مايقعش من إيديها وقفلت باب الفيلا وراها …………..
*خسرت … خسارتي كانت صعبة … بس يمكن يكون ورا الصعوبة دي حاجة معرفهاش … حاجة أول مرة أشوفها وأحس بيها … إحساس كبير بالمسئولية حسيته يومها حسيت إني لازم أعافر عشانه،لإن البصة في عيونه حياة.” 
إبتسمت إبتسامة خفيفة وحب لتذكرها أخوها الصغير *بلال*، قفلت الأجندة وإنتبهت لزميلتها إللي بتناديلها ….
؟؟:”يلا يا نور عشان الزباين دخلوا المطعم.”
نور بإبتسامة وغرورماخسرتهوش أبدا وبتعدل حجابها:”أنا جاهزة.”
………………………………………………………………
يتبع ……
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد