Uncategorized

رواية اقبلني كما أنا الحلقة الثامنة عشر 18 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

  رواية اقبلني كما أنا الحلقة الثامنة عشر 18 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما أنا الحلقة الثامنة عشر 18 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما أنا الحلقة الثامنة عشر 18 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

صاح لطفي باستفزاز: يا يحيى

أبتعد يحيى عن مكية ثم أقترب من الباب وقبل أن يفتحه حدثها بجدية: ماتخرجيش مهما حصل برا

أومأت رأسها بتوتر، تابع يحيى خروجه واغلاق الباب ليقترب من لطفي وهو يقول بصلابة: نعم يا عمي.. في حاجة؟

أبتسامة مزيفة على ثغر لطفي متعمدا قوله المستفز: هو في حد جوا؟

هز يحيى راسه وقال بجمود: لأ.. في حاجة حصلت؟

جلس لطفي على صخرة ثم نظر لأبن أخيه وتنهد في قوله: يعني يرضيك اللي أبوك عمله.. ده أنا أخوه ازاي يطردني من المزرعة

لوى يحيى فمه على مضض ليرد عليه بتأكيد: وأنت يرضيك يا عمي تدخل مواد مسرطنة للزرع

تصلب جسده ونهض مسرعة وقال بحزن مزيف: صدقني ماكنتش اعرف يا يحيى.. الناس اللي قالولي لما السماد ده يدخل المزرعة هيخلي الخضار والفواكه تكون صحية.. أستغلوا جهلي.. قول لأبوك انه يسامحني عشان أرجع للشغل

بالطبع يحيى متيقن بأنه يكذب ويرواغ أراد ان يبعده عن المشتل فقال مجاريا له: حاضر يا عمي هبقا اقوله

أبتسم لطفي ثم تابع بحزن مصطنع: شكرا يا ابني.. يعلم ربنا انا بحبك قد ايه.. ده أنت اعز من بنتي رواء

أبتسم بأصطناع له ولم يرد عليه ليلقي لطفي نظرة المشتل وهمس بلؤم: انا مش هأخرك على الورد بتاعك.. سلام يا يحيى

أدار لطفي جسده والابتسامة المكسورة أختفت لتظهر ابتسامة شيطانية حدث نفسه بوعيد: هقتلك انت وابوك وهمشي في جنازتكم بس الصبر

غادر لطفي مشتل الورد والخبث يتساقط من عينيه تبعته أعين يحيى حتى استقل سيارته ورحل عن ناظريه فرك في شعره ودلف لمكية

أنتفضت بهلع سرعان ما هدأت وهى تقول: مين اللي برا؟

أقترب منها وقال بصوت جاد: ماتشغليش بالك.. المهم روحي انتي دلوقتي

أبتسمت بخفوت وأحكمت امساك الوعاء الذي يحتوي على الزهور وقالت برضا: شكرا

رفع حاجبه وأردف بتساؤل: على ايه

زمت شفتيها وأكملت قولها: على كل حاجة

خرجت من المشتل وعلى ثغرها أبتسامة كبيرة للمرة الأولى يتم مصالحتها بكريقة تعجز عن الوصف، هل خاطرها غالي ليحيى لهذه الدرجة، الحال عنده شعر بالسعادة عند رؤيتها مبتسمة

…………………..

وصلت مكية لمنزلها بحماس وفرحة فتحت باب الشقة بصعوبة وحينما دلفت أغلقته بقدمها، رأتها هالة تعجبت من أبتسامتها لتسألها بحيرة: مين اللي جبلك الورد ده؟

ألتفت لها وأجابتها بأبتسامة: يحيى

رمشت هالة وتابعت سؤالها: يحيى مين؟

وضعت مكية الوعاء الزجاجي وصاحت مبتسمة: يحيى القاضي.. الدكتور اللي كنت باخد كورس تنمية بشرية وكان ساكن جنبنا في الدور

عقدت هالة حاجبيها بعدم فهم ثم قالت بتردد: انتي مش بتقولي انك بطلتي تروحي الكورس.. طب ليه يجبلك ورد؟

تعلثمت قليلاً فنطقت بهدوء مرتبك: آآ.. دكتور يحيى معاه مشتل ورد وهو شافني.. وقالي خديهم.. دعاية للمشتل بتاعه

أومأت هالة براسها وقالت بجدية: طب خليهم في الصالة هيكون أحلى

أتسعت مقلتي مكية ثم أردفت بنفي: لأ.. دول هيكونوا في أوضتي.. مش هعطلك سلام

دلفت لغرفتها تحت نظرات والدتها المتعجبة أقتربت مكية من مكتبها وأزاحت بذراعها الكتب لتقع في الارض ووضعت الوعاء عليه بأبتسامة

أمعنت النظر بالزهور الجميلة ذات الرائحة العبقة ثم همست من بين شفتيها: أنا بحبك اوي يا بدر وعمري ماهفضح سرك.. كل اللي بتعمله معايا ده أكدلي أنك انسان جدع وشهم.. بحبك.. يخربيت حلاوة أمك.. أنت جايب الحلاوة دي من فين؟

………………….

دلفت مودة للشقة بعد عودتها من المدرسة وضعت حقيبتها على الارض وقالت بتعب: جعانة يا ماما أوي

سارت هالة متوجهة للمطبخ وهى تقول بجدية: هحضر أكل ليكي انتي ومكية

تصلب وجهها وقالت برفض: لا يا ماما انا هاكل لوحدي.. مكية مابتكلمنيش

لوت هالة فمها بحنق اثر حديث أبنتها: انتي اللي غلطتي يا مودة لما فضحتي أختك ونزلتي صورها بالحجاب على النت

أردفت مودة بضيق شديد: وهى مش غلطت لما قلعت الحجاب؟

جزت على أسنانها وواصلت الكلام على مضض: وافرض غلطانة.. ربنا ساترها انتي ليه تفضحيها.. الناس اللي شتمت أختك مش شتمتها هى بس.. شتمتني انا وابوكي.. عيب اللي بتعمليه ده؟

وكمان ديما بتعايري فيها وعلى الوحمة.. وانتي عارفة أنها بتضايق.. أختك حبيبتك مالكيش غيرها هى ومريم.. روحي صالحيها في الأوضة

هتفت مودة بغيظ ممزوج بأستفزاز: لأ.. مش هروح ومش هاكل معاها أنا مابحابهاش

صرخت هالة بحدة: أحترمي نفسك وانتي بتتكلمي عن أختك الكبيرة.. غوري غيري هدومك.. قلة أدب

سارت بقدميها وهى تطرق الارض بغضب ثم دلفت لغرفتها وأغلقت خلفها الباب بعصبية، كانت تنصت مكية للحديث لتققر الخروج وسؤال شقيقتها عن تلك العداوة قتحت باب غرفة مودة ودلفت للداخل

التفتت مودة وقالت بنفاذ صبر: عاوزة ايه؟

جلست مكية على الفراش وهمست ببرود: وطي صوتك وانتي بتكلميني.. أنا مش طرشة بسمع كويس

ثم سألتها ببرود اكبر: ايه بقا سر الكره ليا هو انا كنت جيت جنبك

كان الفتيل الذي اشعل مودة لتصرخ بغضب: أشمعنا أنتي تكوني مشهورة رغم الوحمة اللي في وشك؟ ليه بتستغلي الناس بيها؟ انتي انانية اوي

تابعت مكية الحديث بهدوء بارد مستفز: انا يمكن كنت بستغل الناس بيها عشان الم فلورز بس من يوم ما سربتي الصور الناس اللي كانت بتشجعني

شتمتني وأنا عرفت انهم بيتعاطفوا شفقة.. وقتها عرفت اني مش هستنى من حد انه يقولي كلمة حلوة زي الشحاتة.. أنا حبيت نفسي اوي بالوحمة

نهضت مكية وقبل ان تهرج قالت لشقيقتها: مش عاوزة الشهرة ولا عاوزة تشجيع من حد.. انا بحب نفسي زي ما هي

ثم أغلقت خلفها الباب بهدوء وجلست تشاهد التلفاز بالصالة بدون اكتراث

………………….

في مطعم (الماريسكو)

دلف السكندر الى مكتب ابنه جايدن وتحدث بجدية: فين رفاييل؟

مط جايدن شفتيه بفتور قائلا بلامبلاة: معرفش

جلس السكندر على المقعد الذي قابلة مكتب أبنه ثم أستطرد بهدوء: مالك يا جايدن.. بقالك كام يوم متغير.. في حاجة شايلها في قلبك ونفسك تقولها

حرك جايدن راسه للجانبين وأردف بتنهيدة طويلة: لا يا بابا مافيش حاجة انا كويس

ربت على يد ابنه ونهض ثم قال بعزم: براحتك.. أنا هقعد تحت شوية وبعدين همشي.. سلام

لم ينتظر رد من أبنه وغادر صافقاً الباب خلفه ليخرج جايدن هاتفه من الدرج ويهاتف أخيه بعد دقائق هدر جايدن: أنت فين؟

…………………..

في المساء واقف رفائيل على الطريق والسيارة معطلة به هتف بحنق في الهاتف: في الطريق يا جايدن.. كاوتش العربية فرقع ومامعيش استبن.. ماتيجي تاخدني

أبعد رفائيل الهاتف من اذنه بدهشة: أنت بتقفل في وشي ليه؟ ايه الندالة دي

جلس على السيارة بضيق شديد لعل وعسى أحد يقابله في الطريق تناسى رفائيل نفسه بالعبث بالهاتف ليسمع صوت شاب يقول: محتاج مساعدة؟

رفع بصره له وانزله ثم عاود رفعه بهلع وعدم تصديق: ايه اللي انا شايفه ده؟!!

كرر الشاب سؤاله بتريث: محتاج مساعدة

أومأ رفائيل راسه فقفز من فوق السيارة وهو مستمر بالتحديق بالشاب أخيراً نطق بقول: فردة الكاوتش فرقعت لو معاك استبن هتكون عملت معروف معايا

أومأ الشاب برأسه وقام بفتح حقيبة السيارة ليهرج كاوتش وعدته أقترب رفائيل منه وعاونه بحمل المتاع جثى الشاب على ركبتيه وبادر في فك عجلة السيارة ورفائيل يمد له الأدوات بعد الأنتهاء نفض الشاب يديه ثم أسرع رفائيل بقول: شكرا خالص ليك

أومأ براسه وهو يقول: مافيش شكر.. دي حاجة بسيطة

ليمد رفائيل كفه وقال بجدية مصطنعة: رفاييل الخواجة

صافحه الشاب ونطق بجدية: تشرفنا.. وأنا يحيى القاضي

تعجب يحيى من تحديق رفائيل به فأردف بتنهيدة: طب أنا همشي

قاطع رفائيل بالقول بسرعة: آآ.. أستنى.. أنا حاسس اني شوفتك قبل كده

دقق يحيى النظر به لكنه لم يتذكره فقال بمرح: جايز.. الاسكندرية اوضة وصالة

أكمل رفائيل حديثه بأبتسامة: ابويا فاتح مطعم اسمه الماريسكو لو تعرفه؟ ابقا تعالى في يوم عشان نتقابل

توقف يحيى وتذكر اسم المطع آنذاك ثم أستأنف بتذكر: انا روحت المطعم ده قبل كده مع صاحبي.. ان شاء الله هاجي تاني عجبني الأكل

سأله رفائيل مستفهما: أنت جاي من الشغل؟

أومأ برأه وهو يمط شفتاه بجدية: آه.. أبويا صاحب مزارع القاضي للخضار والفواكه

صاح رفائيل مهللا عند ذكر الأسم: مزارع القاضي انا اعرفها كويس ديما بسمع عنها.. أنتو أكيد بتبيعوا بسعر الجملة؟

هز يحيى رأسه بموافقة فواصل رفائيل القول: أحنا اخر مرة أتخانقنا مع مزرعة تانية عشان الخضار بتاعها مش كويس.. يبقا نشتري الخضار والفواكه منكم.. هات رقم موبايلك ولا اقولك خد سجله

أعطاه هاتفه ليدون يحيى برقمه له أخذ رفائيل الهاتف مجدداً وأبتسم له: هبقا أرن عليك يا يحيى

بادله أبتسامة بسيطة ثم أستقل سيارته وغادر امام ناظريه تعحب رفائيل ليخبط كف على أخر: انا مش مصدق عنيا.. بس كل حاجة جايز.. يخلق من الشبه أربعين.. ده شبه جايدن وأمي بالظبط

……………………

وصل يحيى اسفل العمارة ثم صف سيارته ودلف لداخل المصعد عند وصوله للطابق الذي يمكث به تفاجأ بمكية جالسة على درجات السلم أبتسمت له

ثم سألها بفضول: بتعملي ايه هنا؟

أقتربت منه وعلى وجهها ابتسامة منقوشة فقالت بحب: كنت مستنياك عشان أقولك انا فرحانة انك ظهرت في حياتي.. اول مرة افرح بالشكل ده

لمعت برأس يحيى فكرة فأردف بحبور: أنا عاوز أوريكي مكان بحبه محدش يعرفه غيري انا

ركضت مكية للأعلى وهى تردد: هغير هدومي وهاجي معاك ثواني

دلفت لداخل الشقة وأسرعت في أرتداء ثيابها وقالت لوالدتها بأنها ستخرج لتحضر بعض الأشياء لدراستها وانها لن تتأخر عند نزولها للطابق الأرضي أعتقدت بأن يحيى ينتظرها بالسيارة

تفاجأت بأنه جالس على دراجة نارية باهظة ااثمن وممسك بيده خوذة متينة أقتربت والفضول يسأله بنظرات عينها: انت عندك موتسكل؟

أومأ رأسه بأبتسامة وشرع في قول: تعالي اركبي ومش هأخرك ساعة زمن

مد يده بالخوذة لتأخذها وترتديها ثم ركبت خلفه وأحكمت على رقبته بخوف شديد شعر بأنه سيختنق فأمسك بيديها ولفها حول خصره وقال بسخرية: أجمدي كده.. لسة ماتحركناش

رددت مكية بهلع: سوق براحة أنا اول مرة أركب موتسكل

أجابها بأستفزاز: انتي تؤمري يا بازروكسيا

أسرع يحيى بالقيادة وأنطلق بها لتصرخ بخوف: بـــــراااااااحـــــة.. انا خايفة اوي

لم يعبأ بحديثها وأستمر بالقيادة بسرعة فائقة حتى وصل الى “قلعة قايتباي” همس يحيى بحشرجة: وصلنا

أفلتت يديها ونظرت لمكان مظلم نسبيا فقالت بتعجب: احنا فين؟

ترجل يحيى من الدراجة النارية وأجابها بتلقائية: قلعة قايتباي.. تعالي

ترجلت خلفه بحذر ثم خلعت خوذتها ومدتها له، وضعها على الدراجة وأمسك كفها وسار بها ليتجولوا سويا، وصلوا عند البحر فجلس يحيى على الصخرة ومكية بجواره أردف يحيى بجدية: ده مكان من الامكان اللي بحب أزورها ديما

كانت مكية فرحة لتقول بأبتسامة: اسكندرية حلوة أوي.. زمان لما كنت باجي لجدي وجدتي ماكنتش بروح اماكن كتيرة زي دلوقتي… انا كده عرفت الأماكن اللي بتحب تقعد فيها، المزرعة والسنتر والمشتل والقلعة

زفر يحيى على مهل ثم حدق بمقلتيها ورد عليها بثقل: في مكان تاني لسة ماتعرفهوش

عقدت حاجبيها لتعصر مخها متذكرة شيء ولكن دون جدوى، فتابع يحيى بصلابة: المكان اللي لقوني فيه لما كنت عيل.. ديما بروحه

ضغطت مكية على كف يحيى تطمئنه وتربت عليه لا اراديا أبتسم لها بخفوت لتهمس بجدية: أنسى الماضي يا بدر.. عشان تعرف تعيش الأيام الحاضر والمستقبل

أردف بسخرية بسيطة: انا عايش في الايام اللي ياليتها تعود يوما

بللت شفتيها وقالت بتريث: أنت ليه رافض انك تتعالج.. ماتخفش يا بدر أنت مش محتاج دكتور نفسي انت هتتعالج زي اي مريض دوا

نظر يحيى في حدقتيها وتابع مستمر بالتحديق بعينها: النوبات جاتلي أكتر لما عرفتك انتي وسيف صاحبي.. يمكن عشان افتكرت حاجات محروم منها بس أنا بعرف أتأقلم معاها

وضعت مكية كفها على وجنة يحيى وهمست بصدق: أتعالج عشاني

ربت على ظهر يدها ثم أومأ رأسه لتقول بجدية: يعني ايه حب بالنسبالك؟

تحدث يحيى بصراحة: الحب.. نار بتحرق.. الحب بيحرق كل واحد بشكل مختلف احيانا وجع وألم لو اللي بتحبه مش موجود مابيكونش ليه لازمة

بيكون تقيل على واحد.. وأوقات مابيكونش ليه أهمية عشان لأنه بيكون روتين في حياتك سهل انك تتخلص منه.. وفي ناس معندهش حاجة اسمها حب بيكون رغبة والحب بريء منهم

بس الحب الحقيقي انك تحب حد لنفسه وتقبله زي ما هو وتتخانقوا على حاجات تافهة، كل ده بينتهي بالجواز لما تصحى بالليل وتحس بيه من الناحية التانية بتبص عليه بيكون هادي وبريء بتبوسه على خده براحة عشان مايصحاش وترجع تنام.. الحب أمان وغيرة

أبتسمت مكية على الحديث الرائع الذي لمس قلبها فاستطردت بتذكر: بخصوص الغيرة بقا.. بلاش تتكلم مع بنات انا صحيح ماشوفتكش بتكلم بنات بس ابعد عنهم وماتبتسمش عشان قلبي بيدق بسرعة

تلقائيا ابتسم يحيى وهو ينظر بوجها فسبب لها الخرج ولكن أخفته بقولها: وآآ

قاطعها يحيى بسخرية: حاضر وهلبس واسع وهدخل شعري جوا الطرحة

عضت شفتها السفلية بحرج ليقول بعزم: يلا عشان أروحك

نهض يحيى ومد يده ليرفع مكية وعاودوا امام القلعة ثم أستقل الدراجة وهى خلفه متشبثة برقبته ليكرر ما فعله وضع ذراعيها حول خصره

ثم أسرع ليعود للعمارة عند وصوله لها ترجلت مكية اولا وسألته بفضول: انت مش هتطلع فوق؟

أخذ منها الخوذة وأتكأ بكوعه عليها وقال بنفي: لأ هروح الڤيلا.. سلام

كان يتحرك ولكن أوقفته مكية بسرعة: طب أستنى أستنى.. أنت مش هتقولي خلي بالك من نفسك

رمقها بحنق ليقول باستخفاف: على اساس انك هتنامي على ضهر جمل.. أمشي يا مكية وركزي في كليتك ودراستك

أدار دراجته وأبتعد عنها وهى محدقة به وعلى وجهها شبح ابتسامة دلفت لمدخل العمارة ومن ثم المصعد

…………………..

بعد مرور اسبوع أنتظمت مكية بحضور كليتها بينما يحيى تابع عمله بالذهاب للمزرعة هو وفارس الذي استأذن بمغادرة المزرعة ليقابل رواء

جالسين بمطعم (الماريسكو) قطع الصمت فارس بهدوء: عاملة ايه يا رواء

أجابته بخفوت حزين: مش كويسة يا فارس نفسي بابا يوافق على جوازنا

ارتشف فارس العصير وابتسم في حديثه بمرح: براحة يا رواء انا بتكسف

جزت على اسنانها بغيظ ونطقت بنفاذ صبر: مش وقت هزار يا فارس اتكلم جد

هم بفتح فمه ليلجم لسانه عندما رأى جايدن يدلف لداخل المطعم أتسعت حدقتيه وردد بصدمة: مش معقول

رفعت رواء حاجبها بدهشة: هو ايه ده؟

تحدث بذهول وهو مستمر بالتحديق حتى أختفى: شبه يحيى

ألتفت خلفها ولكن لم تجده لتعاود النظر إليه على مضض: انا مش فاهمة حاجة.. مين ده اللي شبه يحيى

أمسك بكوباية العصير وتابع في قوله: يخلق من الشبه أربعين فعلا

…………………

أتفق يحيى أن يقابل مكية بعد خروجها من كليتها وكان الموعد في المغرب بعد أنتهائه من عمله لمدة اسبوع لم يراها او يستفزها لأنشغاله وأنشغالها

أستقل دراجته النارية وتوجه الى مشتل الورد خاصته عندما قارب الوصول اصدر هاتفه صوت معلنا عن رسالة أخرجه من جيبه الهاتف ونظر به

كانت رسالة لمكية تقول له: وحشتني

دون لها بعض الكلمات لتأتي سيارة من خلفه وتدفع يحيى بالدراجة بقوة فأرتطم بقوة على الأرض

نزفت الدماء الحارة على الأسفلت وفقد وعيه

………………….

صاح لطفي بسعادة في هاتفه: هى دي الاخبار اللي تفرح.. اصرفي فلوس كتيرة للرطالة يا شيبوب وبعدين هحاسبك

أغلق لطفي هاتفه بوجه شيبوب ثم دسه بداخل جيبه بدون اكتراث وهرول للاسفل ليصرخ بحزن مصطنع: الحق يا عاصم.. قتلوا يحيى.. قتلوه

بالاسفل جالس لطفي مع رواء وفارس، تابع في بكاءه المزيف: قتلوه.. قتلوا يحيى.. عمل حادثة يا عاصم

صرخ عاصم بغضب منكرا لجملته: انت بتقول ايه؟ مين قتل مين؟

اقترب لطفي منه واردف باهتياج: في ناس كلمتني وقالتلي.. يحيى عمل حادثة وحالته خطيرة بين الحيا والموت

رمقه عاصم بحدة ثم هدر به: أنت بتخرف تقول ايه؟ ابني عايش مامتش يا لطفي وآآ

لم يستطع اكمال حديثه ليقع على الارض حاول فارس امساكه وهو يهتف: يا خالي

……………………

كانت مكية بسيارة الاجرة توقف السائق عن القيادة فجأة سألته مكية بفضول: وقفت ليه؟ لسة فاضل شوية

حدثها وهو ينظر بالمرآة بعدم حيلة: مش هقدر أكمل أكتر من كده الحتة دي مقطوعة.. انتي تعرفي مين اصلا هنا؟ وجاية ليه؟

أخرجت من حقيبتها مبلغ من المال واعطته له ثم ترجلت من السيارة بضيق، أدار السائق سياؤته وغادر مسرعا من تلك المنطقة

سارت مكية بهلع في الطريق ولكن نظرت للسماء التي تحولت للون البرتقالي استمرت بالمشي وهى تعبث بهاتفها تعجبت من عدم رد يحيى لها

رفعت بصرها للطريق لتتفاجأ بدراجة يحيى النارية ملقية بعدم اهتمام مكسرة في بعض المناطق 

سارت إليها وقالت بقلق: يا ستار يارب.. موتسكل بدر بيعمل ايه هنا؟ طلعت عليه بلطجية؟

ثم نظرت للأمام فرأت شخص ممدد على الارض بدون اهتمام اقتربت منه بتوجس وهى تدعو الله بان يخيب ظنها، هتفت مكية بفزع: بدر

دنت إليه بعدم تصديق وهى ترى دمائها سائلة والجروح التي بوجهه لم تلمسه خشية أن يكون به كسور تابعت صياحها ببكاء: يا بدر فوق والله ماهسامحك لو مت

أمسكت هاتفها بسرعة وطلبت رقم للأسعاف وأخبرتهم بموقعها ببكاء ثم القته بجانبها رأت مكية هاتف يحيى قريب منه ألتقطته ونظرت لبصمة دمائه على الشاشة التي بها محادثته هو وهى

كانت كاتبة له: وحشتني

بينما مدون لها: وانتي كمان بحبك

ولكن لم يوافقه الحظ ليرسلها لها لطمت مكية على وجنتها ببكاء: انا بحبك يا بدر ومستحيل اسيبك تضيع من بين أيديا

………………….

وصل فارس بصحبة خاله عاصم الفاقد للوعي وخاله لطفي ورواء أجتمع الممرضين وتم اخذه لداخل غرفة ما، أبتعد لطفي عنهم بصعوبة ليهاتف

تربي مدافن عائلة القاضي بجمود: عملت اللي قولتلك عليه؟….. بقولك اخويا وابنه ماته افتح القبر ونضفوا النهاردة……. كده تعجبني انا جاي شوية

عاود الاقتراب من فارس ورواء وتظاهر الحزن والبكاء: هنلاقيها من فين ياربي؟ يحيى مات ومحدش عارف طريقه وعاصم بيودع ربنا يسلم

هتف فارس بضيق وهو يهاتف يحيى: أنا بتصل بيه

سمع صوت مكية تبكي: قوم يا بدر

اردف فارس بنبرة لهفة تناسى كل شيء: مين معايا وفين يحيى؟ 

انصطت مكية له ثم تابعت من بين شهقاتها: الحقني يحيى عمل حادثة عن مشتل الورد

أجابها بنبرة جادة: انا هاجي دلوقتي

هرول فارس للخروج من رواق المستشفى لتخرج طبيبة من غرفة عاصم وتقترب منهم بجدية: المريض اللي جوا أتعرض لجلطة دماغية خفيفة

شهقت رواء بصدمة ثم سالت دموعها فقال لطفي بحزن مصطنع: ربنا يقومك بالسلامة يا اخويا.. خليكي يا رواء مع عمك انا رايح مشوار وهاجي.. اتصلي بمامتك عشان تيجي

لم يستمع لباقي الحديث من الطبيبة وخرج مغادرا للمستشفى متوجها لمقابر العائلة عند وصوله كان الظلام غطا السماء دلف لداخل المبنى ولم يجد التربي فقال بغضب: راخ فين ده؟ انا منبه عليه يفتح القبر النهاردة

فتح لطفي كشاف هاتفه وسار للداخل فتفاجأ بقبر مفتوح سار بحرص لينزل على درجات السلم لم يخف من شيء ثم أشهر ضوء هاتفه بداخل القبر وقال بشماتة: جوزك وابنك يا منيرة هيونسوكي انتي ومالك النهاردة او بكرة بالكتير

تفاجأ لطفي بثلاث جثث موضوعة بجانب بعضها، اردف بعدم فهم: مين التالت ده؟ انا فاكر عاصم لما ماتوا رفض انه يدفن حد تاني غيرهم.. وقال هدفن معاهم.. بس مين ده

صاح التربي بحدة: لطفي بيه.. أتفضل أطلع برا دي حرمة ميت ماينفعش تدخل هنا

صعد لطفي درجات السلم وهو يردد: مين اللي في النص ده؟ 

خرج الرجل خلفه ثم قال بتلقائية: مراته وولاده الاتنين اللي ماتوا محروقين

نفض في رأسه بنفي ثم قال بتأكيد: ابنه يحيى عايش اللي مات مراته وابنه الصغير

عقد الرجل حاجبيه بدهشة فأستطرد قوله بتذكر: حضرتك بتتكلم عن مين؟ عاصم بيه مراته وأبنه الكبير يحيى والصغير مالك كلهم ماتوا ودي جثثهم أنا فاكر كويس يوم الدفنة لما جابهم من بلاد برا

أشاح لطفي وجه للجانب الاخر وقال بتفكير يعجز عن وصفه: يا ناس يحيى عايش

ثم تحولت نبرته للؤم والوعيد: لو الكلام ده صح يبقا عاصم عارف اني انا اللي قتلت مراته وابنه.. ويحيى اللي عاش وأتربى معانا مش يحيى.. واحد تاني.. انا لازم أتأكد

يتبع..

لقراءة الحلقة التاسعة عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية حب لا يفنى للكاتبة روفيدا السيد.

اترك رد

error: Content is protected !!