Uncategorized

رواية نار وهدان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد

 رواية نار وهدان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد

ولج عادل إلى أخته وردة بغرفتها فوجدها تبكي.
عادل بغضب …إيه يا فال الشوم أنتِ لساكِ چاعدة وملبستيش فستانك ،ده عريسك چه برا من بدري ومستنيكِ .
والمأذون چه وكتبنا الكتاب ومعايا الورق أهو أمضي .
فصرخت وردة…لاااااااااه مش همضي ؟؟؟
فقبض عادل على يديه غضبا وضم شفتيه إنذارا بالفتك بها ثم أردف…يعني إيه مش هتمضي ؟ 
هو لعب عيال ولا إيه ؟ 
ولا عايزة تچرسينا بين الخلچ؟
ده عريس كل بنات النچع هيحسدوكِ عليه .
وتعالي شوفي الناس وچفة كيف برا حواليه.
وعمال يوزع لحمة على الناس كأنه دابح عچول النچع كلها .
وكله عمال يبوس في يده  ويدعيله ، ده صيته في يوم واحد غلب صيت العمدة سالم في زماناته .
وبعد كل ده هتچولي مش همضي ، لا ده أنا أطخك وأخلص منك أحسن .
أجهشت وردة بالبكاء ، فلا أحد يعلم ما تخفيه داخل قلبها ، لا أحد يعلم مصدر هذه الأموال االحرام  .
وكيف سيكون حال الناس إذا ما علموا أنه ابن الجبل ، هل سيستمرون في الدعاء له .
لتنظر وردة للسماء وكأنها تنتظر رحمة الله بها مردفة…يارب أنت عالم بحالي ، وأنا آه أحبه من چلبي ، بس مش عايزة أعيش معاه في الحرام ، أعمل إيه ، أعمل إيه ؟
هتف عادل بصوت حاد …والله  لو ممضيتيش  لعـنزع شعرك ده شعرة شعرة بيدى دي.
وردة…مش همضي ولو عملت إيه ؟؟
فتقدم منها عادل والشرر يتطاير من عينيه فأمسك  بشعرها  بقوة حتى كاد أن يقتلعه في يده ، فصرخت وردة 
من الألم ….آااااااه .
حرام عليك ، سبني!؟.
عادل …مش هسيبك غير لما تمضي .
وردة بغصة مريرة …أمري لله همضي ،وربنا بچا يتولاني برحمته .
فمضت وردة ، ثم أمرها عادل… چدامك خمس دچايچ تكوني غسلتي وشك العكر ده ولبستي الفستان وذوچتي نفسك هبابة ، عشان تفتحي نفسه عليكِ شوية، حريم عايزة الچتل والله ، حاچة نكد ، چبر يلمك .
ثم خرج ليتركها تصارع وحدها الحرب الداخلية التي تعاني منها .
فقامت من جلستها ثم ذهبت لتتوضأ وتصلي ركعتين لله ، تطلب من اللّه النجاة  فجاءها هاتف …أن أبشري سيقر الله عينيك قريبا ولكن كوني صبورة ولا تقنطي من رحمة الله، فاستبشرت  خيرا ، ونظرت لذلك الفستان الأبيض الجميل الذي لطالما حلمت أن ترتديه لـ وهدان قبل أن تعلم حقيقته ،وها هي الآن ستلبسه له ولكن بقلب غير ذلك القلب .
فرددت …اللهم هون .
ولج إليها أخواتها البنات وأطلقوا الزغاريد فرحا عندما رأوها بالفستان الأبيض كبّرت ولاء …الله أكبر عليكِ
 يا وردة ، زي الچمر ،ربنا يحرصك من العين ويسعدك يا بت أبوي .
تنهدت وردة متمتمة …يارب .
ولاء…بس مش كنتِ تزودي الأحمر شوية ، عشان عريسك إكده يتلغبط لما يشوفك .
ضحكت وردة مردفة…لا معيزهوش يتلغبط وإكده حلو ، مش رايدة ذنوب كتير ،كفاية اللي عندينا.
ولاء…أنتِ ٱكده بردك چمر ، ربنا يتمم بخير .
…………….
 طرق عادل الباب ودخل وكان وبرفقته وهدان المتأنق ببذلة سوداء راقية ،ولكن قلبه كان ينتفض خوفا من أن تصده وردة ولا تبادله الحب الذي اشتاق له منذ رآها .
عادل …يلا يا عروسة .
ثم حدث وهدان بقوله…خش خش يا وهدان بيه ، متكسفش محدش خالع رأسه .
فولج وهدان إليها واتسعت عيناه فرحا عندما رآها في ثوبها الأبيض ،فكانت كالبدر في تمامه ، فابتسم واقترب منها بهدوء هامسا …مبروك يا وردة .
وردة بخجل …الله يبارك فيك.
ثم قبلها وهدان بين عينيها فارتعدت أوصالها وشعرت بسخونة إجتاحت جسدها ، فأمسك بيديها مردفا…لا اثبتي إكده ،هو أنا لسه عملت حاچة .
فنزعت وردة يدها بغضب مردفة …متلمسنيش وإلا مش هسكت وهچول كل حاچة .
أغمض وهدان عينيه ألما وحدّث نفسه ..مفيش فايدة اللي كنت خايف منيه حوصل ، أعمل إيه بس ؟
هحاول أكون لطيف معاها ومفقدش أعصابي عشان تلين .
وهدان بلطف …مأظنش ههون عليكِ ، لإنك عتحبيني ، أنا حاسس بكده ، مهما حولتي تظهري غير إكده .
فلمعت عيني وردة بالدموع لتحدث نفسها …أيوه عحبك ، حب يكفي العالم كله يا چلب وردة ، ولو كان غيرك ، كنت موت نفسي ، لكن أنت اللي في العين والچلب وربنا يهديك وتبطل الحرام .
ثم سارت معه وردة للخارج ، وما أن رآهم الناس ، حتى أطلقت النساء الزغاريد فرحا وأطلق بعض الرجال الأعيرة النارية تهللا برؤيتهم .
وذاع صيت وهدان في الكفر حتى وصل إلى بيت العمدة عطية .
عطية للغفير …مين وهدان ده اللي ظهر في النچع  فجأة إكده يا ولا .
و واخد كل الصيت ده والناس هتحبه يمكن أكتر مني.
الغفير…العفو يا عمدة ، ده محدش حب عمدة قبلك ولا بعدك چد محبوك أنت عشان طيب وعتحب الخير وهتحكم بين الناس بالعدل ، مش كيف اللي كانوا چبلك .
لتتدخل نچية بقولها بصوت حاد …أنت عتچول إيه أنت ؟
العمودية چبليه كانت ليها مچامها وناسها يا طور أنت .
لكن الطبطبة بتاعته خلت الناس ، تشوف نفسها وبالدليل أهو الناس هطبل لواحد غريب عن البلد منعرفهوش .
انفعل عطية بقوله …اللهم طولك يا روح .
يارب صبرني.
نچية…بچا إكده يا عطية ، على العموم أنا هسكت عشان بتي ، بس نصيحة مني ، شوف الراچل ده وأُچعد معاه ، واعرف إيه چراره چبل متلاچي فچأة صيته علي أكتر من إكده ومش بعيد يسحب الكرسي من تحت رچلك والناس تخليه هو العمدة .
فكاد عطية أن ينفجر غيظا ، وانسحبت نچية للداخل قبل أن ينطق أي كلمة أخرى ، بعد أن تيقنت أنها وصلت
 لغرضها وضربت على الحديد وهو ساخن كما يقولون .
عطية …أستغفر الله العظيم ، مش عارف الست دي معچونة بمية عفاريت ولا إيه ؟؟
والله لولا مكانة زهرة عندي وكومان أنها ست كبيرة كنت وريتها مين العمدة ؟؟
ثم صمت للحظات وفكر مليا في كلامها فأصابته غصة بقلبه خوفا على مكانته بين الناس ، من أن ينزعها هذا الرجل الغامض حقا .
معچول وهدان ده ، في لحظة يضيع كل اللي أنا عملته .
وياخد مكاني اللي تعبت فيه بچهدي.
لا لا ، أعوذ بالله من الشيطان الرچيم .
بس زي مچالت لازم أشوفه وأتحدت معاه وأشوف دماغه إيه ؟ 
فصاح في الغفير …أنت يا زفت ، روح بلغ وهدان ده إني عايزه يشرفني إهنه في بيت العمدة .
الغفير…أمرك يا چناب العمدة.
ثم أسرع الغفير إلى وهدان فوجده يركب سيارته مع عروسه وردة .
الغفير بأنفاس متقطعة من أثر الركض…يا وهدان بيه يا وهدان بيه .
وهدان …إيه عايز إيه ؟ وأنت مين؟؟
الغفير…أنا غفير عمدة البلد عطية .
فتنهد وهدان بغيظ محدثا نفسه …آه ده اللي أخد مكاني ،مفروض أنا اللي أكون العمدة بدل أبوي المزعوم .
بس النصيب ،بس هرچع وهاخد مكاني غصبا عنه .
وهدان …أهلا _ والمطلوب مني ؟
الغفير…العمدة عايز يشوف حضرتك في الدوار .
وهدان …يشوفني ، والله عال .
طيب چوله أني اليوم مش فاضي ،زى ما أنت شايف عريس .
ولما أنزل الصعيد تاني أبچا أچابله إن شاء الله .
الغفير بفرحة…ألف ألف مبروك ، وعچبال البكاري يا بيه .
وهدان …الله يبارك فيك .
ثم انطلق وهدان نحو القاهرة مع وردة .
وعاد الغفير العمدة يخبره بما حدث .
عطية…كيف يعني ميرضاش يچي ،خلاص يعني العروسة هتطير .
أكده ميعمليش مچام ، لا أنا إكده هخاف فعلا ، ده شكله مهيمهوش حد واصل ،ربنا يستر .
  …………
وبعد السفر الطويل وصل وهدان الذي حاول بكل الطرق أن يلتمس كلمة واحدة من وردة طوال الطريق ولكنها
 إلتزمت الصمت وكأنها في دنيا أخرى تماما وعالم آخر غير عالمه الذي يعيش فيه .
وعندما وصل كان الجميع في استقباله قمر ووالدته وإخوته .
فاستقبلته والدته بالزغاريد وكانت المفأجاة أنّ حديقة الفيلا كانت مجهزة لحفل من الزينة والأنوار والبلالين المضيئة بجانب تورتة من عدة أدوار على منضدة مزينة بالورود .
كما اشتغل الدي چي بأغاني أفراح منها…
دقوا المزاهر يلا.. يأهل البيت تعالوا
جمع وفق والله.. وصدقوا اللي قالوا
عين الحسود فيها عود يا حلاوة..
عريس قمر وعروسته نقاوة..
واحنا الليلة دى كدنا الأعادي
…..
ابتسم وهدان لتلك المفاجأة التي أدخلت الفرح على قلبه الحزين ، كما ابتسمت وردة ، فابتسم الكون كله لبهاء ابتسامتها العذبة .
ثم تساءلت …مين الست دي يا وهدان اللي هتچولها يمه ؟
أنت مش أمك اللي كانت في الچبل .
فتمتم  وهدان بصوت منخفض  …أرجوكِ متچبيش كلمة الچبل چدامها خالص ، ودي أمي الحچيچية وكانت مرت العمدة زمان وأنا يا ستي طلعت ابن العمدة تصوري .
ابتسمت وردة …بچد ، كيف ده ؟
وهدان…آه بچد ، أما كيف فدي حكاية طويلة لما نطلع چوضتنا هحكهالك .
إستنكرت وردة قوله فرددت …چوضتنا !!
أنت متصور أني هچعد معاك في أوضة وحدة ، لا طبعا ، أنا صوح بچيت مرتك ، لكن مهتمسنيش طول ما أنت مصمم على الحرام .
اندهش وهدان قائلا …كيف ده ؟؟
مفكرتيش اللي معانا هيچولوا إيه ؟
كيف يعني عريس وعروسه هينام كل منهم لحاله؟
هيچوزوا كيف بالمراسلة .
وردة …مليش دعوة عاد .
وهدان …لا إكده كتير چوي چوي يا بنت الناس .
فجاءت إليهم قمر مبتسمة…إيه يا عرايس ، هتوسوسوا كتير إكده ؟
خليها لما تطلعوا چوضتكم عاد .
دلوك عايزين نهيص ، أمسك يد عروستك يا وهدان ورچصها يلا على وحدة ونص .
فابتسم وهدان بغيظ…دي ترچص دي ؟ دي عايزة چنازة وتشبع فيها لطم .
ثم اقترب زين من قمر هامسا لها …إيه العسل ده كله يا قمراية ؟
متيچى نعملها الليلة زيهم .
وقد راقب إقتراب  زين من قمر ( أسامة ) فاشتعلت نار الغيرة في قلبه ورمقها بنظرة غاضبة ، فلمحته قمر
 لترتبك وتتراجع للوراء مرتبكة ، لتنهر زين بقولها …أنت اتچننت متچربش مني تاني إكده ، ونعملها إيه ؟ 
أنا ميت مرة أچولك أنت أخوي وبس ؟ إفهم بچا وشوف حالك بعيد عني.
تلون وجه زين بالقهر والحزن ثم ابتعد عنها ، وغادر المكان بأجمعه .
وعندما وجده أسامة يغادر المكان ،أشار لـ قمر لتأتي إليه في غفلة إنشغال المدعوين بالفرح .
فذهبت إليه على مضض لإنها تعلم من نظراته إليها إنه سيعنفها، ولكنها باغتته بقولها …إيه يا عم الحاچ أسامة ، شكلك مبچتش چادر على بعدي ، وده أكيد من حلاوتي طبعا المغطية على العروسة ذات نفسها .
أسامة بغيظ…منا عارف أنك حلوة ولو بإيدي أخفيكِ عن العالم كله عشان محدش يشوفك غيري.
قمر بدلال …الله عليك يا حبيب والديك .
هتغير عليه يا سمسم  ؟؟
أسامة وقد ذاب حبا في تلك المچنونة…آه طبعا يا عيون سمسم. 
وكان بيقولك إيه الزفت ده وهيتلزق فيكِ ليه كده ؟؟
قمر بمكر لكي تلعب بأعصابه …عادي يعني ، كان عيچول عايز يچوزني؟
فجحظت عيني أسامة ثم هتف بحدة …لا وديني لأكون مسيح دمه الليلة .إزاي يا هانم ده ؟
أنتِ نسيتي إنك مچوزة ، ولا عيعجبك هو ومبسوطة  بكلامه .
قمر بغضب …أظن يعني لو كان عچبني كنت إچوزته ولبست الفستان اللي هتحلم بيه كل بنت في اليوم ده وعملنا فرح كبير جدام الناس كلاتها .
ثم دمعت عيني قمر ، فأشفق عليها أسامة وشعر بالندم لما قاله وتسبب في أذى مشاعرها .
فتمتم قائلا…قمر حبيبتي ، متزعليش مني ، أنا مقصدش حاجة ، ده كله بس عشان بحبك زيادة شوية وبغير عليكِ من نسمة الهوا الطاير اللي هتحرك خصلات شعرك دي
فابتسمت قمر مردفة…وأنا هعشچك يا أسامة .
بس متزعلنيش تاني بچا .
أسامة…لا أبداً ، وأنا أقدر أزعل حبيبة قلبي .
بس أنا خايف تندمي على جوازنا بالشكل ده ، بس بأكد وعدي ليكِ لما أستقر كده وربنا يفتح عليه ، هعملك أحلى فرح وهتلبسي الفستان الأبيض .
قمر بمكر …أنا فعلا ندمت …!
ففتح أسامة فمه وزاغت عينيه وكاد قلبه أن يتوقف ولمعت عيناه ولكنها استكملت قولها سريعا بعد أن شعرت بصدمته من قولها… أنا ندمت إني چيت كلمتك ، عشان معدتش قادرة أستحمل عيونك الحلوة دي وأنت بتكلمني ، عشان بدوب بسرعة ومش قادرة طبعا أرمي نفسي في حضنك عشان محدش يعرف أننا متچوزين .
فتحول حزن أسامة لفرح هامسا…ياما نفسي أصرخ وأقول دي حبيبتي ومراتي وآخدك في حضني قدام الناس كلها .
قمر …إن شاء الله يچي اليوم ده يا چلب قمر .
ودلوك بزيادة عاد حديت ، عشان محدش ياخد باله منينا .
أسامة..ماشي بس أنا لازم أشوفك بكرة ضروري في الشقة ، مش هقدر أصبر أكثر من كده .
قمر وقد احمرت وجنتيها خجلا …بس يا چليل الرباية .
أسامة …هتيچي؟.
قمر …هحاول ، ويلا سلام .
أسامة …سلام يا قمري.
وعندما غادرته .
تابع أسامة …مكنتش فاكر أن كل يوم أحبها أكثر من الأول كده ، ربنا يقدرني وأسعدها ويجي اليوم اللي نعلن جوازنا للعالم كله .
………
بدور بفرحة للعرسان…يلا يا حبايبي اطلعوا چوضتكم وألف ألف مبروك ، ربنا يهنيكم ويسعدكم وأشيل عوضكم .
فقبل وهدان يد والدته بحنو …يارب يا أمي .
ووجدت وردة نفسها هي الأخرى تقبلها بحب ، فقد ارتاح قلبها لتلك المرأة ذات الوجه البشوش الذي يشع حبا وحنانا .
وهدان …يلا بينا يا وردتي .
حاولت وردة اِفلات يدها من يده ولكنه شد عليها بقوة قائلا بغمز …يستحيل أسيبك ، يستحيل .
فطاوعته وردة رغما عنه وقلبها يدق بعنف ، فهي لا تتخيل أن يغلق عليهما بابا واحد .
لا لن يستطيع أن يقترب منها طالما أن قلبه مازال معلق بكل ما حرمه الله ، لن تعطيه نفسها إلا إذا تاب وأناب إلى الله .
ولج وهدان لغرفته وتبعته وردة على خجل .
عرف وهدان أن والدته قامت بترتيب غرفته على أجمل وجه ونثرت الورود على الفراش .
كما أعدت لهم طعام عشاء تفوح منه رائحة شهية لا تقاوم .
فاستنشقها وهدان قائلا …الله الله على ريحة الوكل تچنن .
وهدان …تعالي يلا ناكل الأول يا وردتي.
عشان چعان چوي چوي .
وردة بعبوس …لا إتفضل كل أنت أنا مش چعانة. 
وهدان …كيف يعني أنتِ مش چعانة ؟
أنتِ مأكلتيش حاچة واصل يا بنت الناس طول الطريق الطويل ده .
حرام عليكِ نفسك إكده .
وردة…حرام عليك أنت ، تملى معدتي من حرام ، أنت مسمعتش قول رسول الله صل الله عليه وسلم :”أعيذُكَ باللَّهِ
 يا كعبُ بنَ عُجرةَ من أمراءَ يَكونونَ من بعدي فمن غشِيَ أبوابَهم فصدَّقَهم في كذبِهم وأعانَهم على ظُلمِهم فليسَ منِّي ولستُ منهُ ولا يرِدُ عليَّ الحوضَ ومن غشيَ أبوابَهم أو لم يغشَ ولم يصدِّقهم في كذبِهم ولم يُعِنهم على ظلمِهم فَهوَ منِّي وأنا منهُ وسيَرِدُ عليَّ الحوضَ يا كعبُ بنَ عُجرةَ الصَّلاةُ برهانٌ والصَّومُ جنَّةٌ حصينةٌ والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ يا كعبُ بنَ عُجرةَ إنَّهُ لا يربو لحمٌ نبتَ من سحتٍ إلَّا كانتِ النَّارُ أولى بِهِ
الراوي : كعب بن عجرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
يعني كل واحد هيتغذى بالحرام النار أولى بيه .
أطلق وهدان زفيرا غاضبا من فمه …وبعدين معاكِ ، أنا چولت مهفهمش عاد في الحديت ده ، بس اللي أفهمه أن حرام عليكِ نفسك تچوعيها إكده .
إكده ممكن تموتي من غير وكل .
وردة…صوح ، وعشان إكده أنا غصبا عني لازم آكل بس هاكل على چد اللي يبچيني على قيد الحياة مش بنهم وشبع .
وهدان …أنا مش فاهم حاچة واصل .
وردة ..ياريتك تفهم ، عشان أقدر أنا أعيش معاك .
ثم تركته وتوجهت للمرحاض .
وهدان …رايحة فين ؟ 
وهتسبيني لحالي ولا إيه ؟؟
وردة…هدخل الحمام بعد إذنك وهتوضا وأصلي لمغرب والعشا مع بعض عشان كنا على سفر .
فتح فمه وهدان ببلاهة مردفا …هتصلي ؟؟
كيف الصلاة دي ؟
آه اللي هشوفهم دول هيچفوا ويوطوا إكده ويسجدوا .
بس معرفش هيچولوا إيه ؟
ووردة بصدمة …أنت قصدك انك عمرك مركعت لله ركعة واحدة ولا حافظ أي حاچة من كتاب ربنا .
وهدان …لا ونعرف إزاي يا وردة وأنا محدش علمني؟
وردة ..خلاص أنا هعلمك .
وهدان ضاحكا بسخرية…يعني زي مبيچولوا بعد ما شاب ودوه الكتاب .
بصي أنا مش همنعك عشان عحبك ، روحي أنتِ صلي بس متغبيش عشان أنا چعان چوي چوي ومش هاكل غير لما تاكلي معايا .
وردة…چولتلك كل أنت .
وهدان…لا مش هاكل ، ولو هموت بچا عشان تتحملي أنتِ ذمبي.
وردة …لا مچدرش .
وهدان مبتسما …يعني عتحبيني ومش عايزاني أموت .
فخجلت وردة ونكست رأسها قائلة،… أنا هدخل أغير هدومي و أصلي .
وهدان غامزا لها…طيب تحبي أساعدك ؟
فعبست وردة مردفة…لا أنا هساعد حالي.
وهدان …ماشي يا چميل ، مسيرك تحتچني.
فولجت وردة للمرحاض وحاولت مرارا وتكرارا أن تقوم بسحب سحاب الفستان ولكنها لم تستطع حتى طال بها الوقت في المرحاض فشعر وهدان بالقلق وقام وطرق الباب عليها متسائلا …حبيبتى أنتِ كويسة ؟
اتأخرتي ليه عاد كل ده ؟
طمنيني .
ففتحت وردة الباب وعندما رآها مازالت بالفستان فهم الأمر فضحك .
فاحمرت وجنتيها خجلا والتفتت بدون أن تتحدث واشارت بيديها لسحاب الفستان .
فمد وهدان يده إليها وما أن لمس جسدها حتى ارتجفت ولكنها حاولت الصمود وما أن فتح جزء يسير منها 
حتى دارت له مردفة بحدة…كفاية إكده أنا هكمل .
ثم أغلقت فيها وجهه الباب .
فضحك وهدان مردفا…مچنونة بس عحبك چوي چوي .
….
بدلت وردة ملابسها بإسدال للصلاة وخرجت لتصلي .
رآها وهدان بالإسدال فتعجب قائلا …إيه ده ؟
أنا أعرف العرايس في اليوم ده هيلبسوا حچات چصيرة إكده بريش .
مهيتغطوش إكده ، هو أنتِ رايحة تعزي .
يا مراراك الطافح يا وهدان .
كتمت وردة ضحكاتها مردفة… چصدك رايحة أصلي .
لازم الست تستر جسدها كله إلا الوچه والكفين في الصلاة عشان ربنا يتقبل منها .
وهدان ….طيب يا حاچة ، متنسيش تدعلنا .
وردة…أكيد هدعيلك ربنا يتوب عليك ويشرح صدرك .
ثم افترشت وردة سجادة الصلاة ووكبرت للصلاة .
وعيني وهدان لا تفارقانها ويترقب كل خطوة تقوم بها .
حتى إذا بدأت في ترتيل الفاتحة وبضع آيات من الذكر الحكيم بصوتها الندي ، لمعت عينيه بالدموع وحدث نفسه…ياه صوتها جميل چوي ، والكلام اللي هتچوله حلو چوي ، مش خابر ليه چلبى إهتز إكده ليه ؟؟
بس خلي بالك يا وهدان ، هي سكتها غير سكتك 
فخليك فس طريچك أحسن عشان تچدر يكون ليك مكان زين في العالم ده وتچدر ترچع حچك لكن شغل المشايخ ده مش هيچبلك حاچة .
وأنا يستحيل أرچع للفقر وچلة الچيمة تاني .
فمن سيكون له الفوز في تلك المعركة بين الحق والباطل ؟
هل ستأثر وردة على وهدان ؟ 
أم سترضخ له هو ؟؟
قمر وأسامة هل سيستمر حبهما أم سيحدث ما لم يكن في الحسبان .
أظن الترابط بين أحداث الماضي والحاضر كفيلة بالرد على هذه الأسئلة ????????
غلطانة أنا كنت مفروض أخليها ماضي بس وادوخكوا بس كنت عا
يزاكم تعيشوا معايا وتتوقعوا الأحداث
طيبة يا أنااااا????????????
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!