Uncategorized

رواية عروسي الكاذبة الفصل العاشر 10 بقلم ساره علي

       رواية عروسي الكاذبة الفصل العاشر 10 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل العاشر 10 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل العاشر 10 بقلم ساره علي

ضغط باسل على اعصابه وهو يهتف بصوت قوي :
” إياكِ يا ميرنا .. إياكِ تعمليها .. مفيش حاجة تستاهل انك تموتي نفسك بسببها .. “
كانت تتمسك بسور الشرفة بيديها من الخلف بينما قدميها تضغطان على ذلك السياج الضيق الذي تقفان عليه ..
تستمع الى كلماته بقلب يائس من كل شيء .. قلب فاض به الكيل ولم يعد بمقدوره النبض بالحياة ..
لقد فقدت كل شيء .. وأهم شيء وهو كرامتها ..كرامتها وكبريائها ..
لقد كان باسل الأمل الاخير لها .. كانت تدرك جيدا أنها حتى بوجود باسل لن تستعيد سابق عهدها فندوب ما حدث سوف تبقى داخلها لكنها على الاقل سوف تتغير .. سوف تكتسب الحياة من جديد بعد سنين عجاف ماتت بها ..
استمعت اليه يكمل بترجي :
” ارجوكِ يا ميرنا .. عشان خاطر ربنا .. بلاش يا ميرنا .. انتي لسه صغيره .. العمر قدامك ..”
صاحت بصوت مرتجف بائس :
” انا مش عايزة اعيش .. مش عايزة اكمل بالحياة دي .. مش عايزة ..انا كرهت حياتي ومش قادرة اكمل فيها ..”
قال اخيرا بعدما يئس من تراجعها :
” ارمي نفسك يا ميرنا .. بس لما ترمي نفسك وتموتي هتستحملي عقاب ربنا .. هتستحملي النار يا ميرنا .. المنتحر مصيره جهنم .. انتي واعية لده ..؟؟ مستوعباه ..؟!”
قال كلمته الاخيرة بصرخة قوية خرجت من اعماق قلبه وهو يعلم أنها على وشك أن ترتكب أفظع جريمه في حق نفسها ..
ضغطت على سور الشرفة بقوة أكبر وكلماته تتردد داخل اذنيها ولا تعرف كيف تذكرت أمر جارهم الشاب الصغير والذي انتحر بعد رسوبه في الثانويه العامه وحينها تذكرت كلمات والدتها مع أخيها حينما قال أنه ارتاح من العذاب الذي كان يحيا به لتصرخ والدتها به أن الانتحار يعني نار جهنم التي لا ترحم احدا .. وأن عذاب دنيا زائلة لا يقارن بعذاب آخرة أبدية ..
أفاقت من شرودها على صوت باسل وهو يتقدم نحوها بخطوات بطيئه ويقول :
” خليكِ عندك .. انا هساعدك ..”
اعتصرت السور بكفيها وهي تهز رأسها نفيا وتهتف بوجع :
” مش عايزة .. أخويا عرف مكاني وهيقتلني .. كده كده انا ميته .. وحتى لو مقتلنيش فهو مش هيرحمني .. هيعاقبني وانا مش هستحمل عقاب تاني اكتر من كده ..”
ثم اكملت ببكاء :
” انا مش هستحمل عقابه يا باسل .. انا تعاقبت بما فيه الكفاية ..”
قال باسل بقوة وثقة :
” محدش هيقربلك .. واخوكِ مش هيقدر يعملك حاجة طول منا موجود .. انا هتصرف معاه .. صدقيني ..”
منحته نظرة جانبيه خاطفة قبل ان تعود بنظرها الى الامام ليكمل بتوسل وهو يمد كف يده نحوها :
” هاتي ايدك وامسكي ايديا كويس ..”
نظرت الى كفه الممدود ناحيتها بتردد لتجده يقول :
” ارجوكِ يا ميرنا .. “
” مش عايزة ..”
قالتها بألم واكملت بخوف :
” مش عايزة اعيش .. خايفة ارجع للدنيا تاني .. خايفة ارجع اتعذب تاني .. اتعذب لوحدي ..”
” انا جنبك .. مش هسيبك ..”
هزت رأسها نفيا وعادت بنظرها الى الاسفل ليجدها تغمض عينيها وكأنها تستعد للسقوط ليهتف بنبرة عاجزة :
” انا بحبك ..”
لم يستطع ان يرى ملامح وجهها التي سيطر عليها الجمود لكنه لاحظ بوضوح تضاعف ضغط يديها على سور الشرف حتى أوشك جلد يديها على التمزق ..
هتف بصوت اعلى وقد كان الاعتراف بالحب هو طوق نجاتها الوحيد ؛
” انا بحبك يا ميرنا .. بحبك ومش هقدر اعيش من غيرك .. بلاش تسيبيني .. ارجوكِ ..”
هطلت الدموع من عينيها بغزارة وهي تستمع الى رجاءه الخالص لترفع وجهها نحو السماء بيأس فتسمعه يقول :
” ارجوكِ هاتي ايدك بقى ..”
التفتت نحوه وقد تجمعت الافكار داخل عقلها بدءا من حديث والدتها عن عقاب المنتحر وانتهاء باعتراف باسل بحبها وترجيه لها ألا تتركه ..
تلك الافكار جعلتها تفك قبضة احدى يديها من فوق السور بينما زادت من ضغط الاخرى لتسمعه يهتف بها بسرعة و خوف :
” خليكِ ماسكة فالسور كويس ..”
ثم مسك يدها الممدودة بلهفة قابضا عليها بقوة ..
ارتعبت ملامحها حينما وجدت نفسها مجبرة على عبور السور مرة اخرى لتتأمل السياج الواقفة عليه فتجده ضيقا لكنه كافي لوقوف قدميها والسير عليه بحذر ..
وكأن باسل قرأ افكارها فقال محاولة ازالة رعبها الواضح :
” متخافيش .. المسافة مكفياكِ .. بس امسكي فيا كويس وارفعي رجليكِ ..”
ثم مال نحوها محتضنا ظهرها من الخلف بذراعه الاخرى وهو يراقب قدمها التي ارتفعت عن الارض تحتها بحذر خوفا من تفقد توازنها .. كان متمسكا بها بكل قوته وقد ارتفعت نبضات قلبه وهو ينتظر عودتها الى الداخل بشكل كامل ولم تكن نبضات قلبها التي أصبحت تقرع كالطبول افضل ..
واخيرا عبرت مرة اخرى الى الداخل ليتلقى جسدها بالكامل بين احضانه فتتشبث به بلهفة ..
نظر الى وجهها يتفحصه بقلق لتتلاقى عينيها المذعورتين بعينيه الحريصتين فتفقد وعيها مباشرة بين احضانه ..
حملها مسرعا ووضعها على السرير ثم هم بالتحرك نحو المكتب حيث هاتفه الذي يريده كي يتصل بالطبيب ..
فوجئ بنزار الذي ما زال موجودا والذي نساه تماما بسبب ما حدث ..
كان نزار يرمقه بنظرات صامته وملامح وجه غير مقروءه لكنه استطاع ان يلاحظ ملامح وجهه التي ما زال يسيطر عليها الشحوب ..
تقدم باسل نحوه وقال بصوت هادئ لكنه مخيف يزعزع الأنفس :
” اتفضل بره .. وأحسنلك متورينيش وشك تاني لأني مش هرحمك ..”
نظر اليه نزار بقوة للحظات قبل ان يخرج من المكان ..
تحرك باسل نحو المكتب حيث حمل هاتفه واجرى اتصالا بفؤاد والذي أخبره أنه سيأتي حالا ..
ما ان اغلق هاتفه حتى فوجئ بالباب يفتح وروبي ابنة خاله تدخل اليه ليتطلع اليها بدهشة غير مستوعبا وجودها هنا في مكتبه ..
تلاقت الأعين بين نظرات مندهشة وأخرى معاتبة ..
قال باسل اخيرا وقد استوعب وجودها هنا أمامه بعد كل هذا السنوات ليهتف بنبرة عادية :
” اهلا روبي ..”
ثم اردف بهدوء :
” حمد لله على السلامه .. جيتي امتى ..؟!”
أجابته بنفس الهدوء :
” الله يسلمك يا زياد .. جيت امبارح وكنت مستنياك ترجع واشوفك .. المهم انت عامل ايه ..؟!”
ثم لمحت ميرنا على الكنبه فإلفتت نحوها مسرعة وشهقت قائلة :
” مين دي وبتعمل ايه هنا ..؟! “
ثم نظرت الى باسل وقالت بسرعة :
” مين دي يا باسل ..؟! وازاي تخليها كده ..؟!”
رمقها باسل بنظرات قاتمة وهو يقول :
” عفوا ..؟! أظن دي شركتي وانا حر اعمل فيها اللي عاوزه ..”
ابتلعت روبي ريقها بحرج لتجده يكمل بضيق :
” وانتِ ازاي اصلا دخلتي هنا من غير السكرتيره ..؟!”
همست بتردد :
” قلتلها اني بنت خالك .. “
قاطعها وهو ينادي على سكرتيره بصوت عالي والتي دخلت بسرعة فسألها :
” كيف تسمحين بدخول الانسة دون اذن مني ..؟!”
أجابته السكرتيره بصوت مرتجف :
” قالت انها ابنة خالك ..”
قاطعها بقوة وحزم :
” لا يهم .. حتى لو كانت أمي فلا يجب ان تدخل دون اذني .. ألا يكفي دخول المدام اولا ثم شخص اخر بعدها دون إستئذان ..”
ردت السكرتيره بسرعة :
” انا لا أعلم شيئا عن هذا الشخص الذي تتحدث عنه .. ربما كنت في الحمام حينما جاء حيث كنت هناك قبل قليل ..”
” اخرجي حالا وخطأ كهذا لن أقبل به بعد الان ..”
خرجت السكرتيره مسرعة تاركة روبي مع باسل حيث قالت هي :
” كل ده عشان دخلت مكتبك من غير إستئذان ..”
رد بجمود :
” اظن سمعتيني لما قلت مفيش حد بيدخل هنا من غير اذني حتى أمي ..”
نظر الى ميرنا ليجدها فتحت عينيها فيسرع نحوها غير مبالي بتلك الواقفة تتابعه بصدمة ليجلس بجانبها ممسكا بيدها قائلا بلهفة جعلت عيني روبي تحتدان بقوة :
” انتي كويسة ..؟!”
ابتلعت ريقها و سألته بصوت متحشرج :
” انت مكنتش بتكدب عليا قبل شوية ..؟! انت مش هتسيبني صح ..؟!”
اومأ برأسه وهو يجيبها بصدق :
” مش هسيبك .. بس انتِ ساعديني وخليكِ قوية ..”
ثم اكمل وهو يمرر أنامله داخل خصلات شعرها :
“انا هفضل جمبك يا ميرنا لحد ما ترجعي زي الاول واحسن ..”
‏” so romantic scene “
قالتها روبي بتهكم لتلتفت ميرنا نحوها تطالعها بتعجب فهي لم تنتبه من وجودها بينما لم يلتفت باسل الذي ما زال ممسكا بكف ميرنا نحوها بل أدار وجهها ناحيته وقال بهدوء وهو يحتضن وجهها بين كفيه :
” انا كلمت فؤاد وهو جاي دلوقتي .. خليكِ مكانك .. هروح اجيبلك عصير تشربيه ..”
أمسكت كفه وقالت بصوت ضعيف :
” مش عاوزة حاجة ..”
ثم اكملت بخفوت ورجاء :
” ممكن اروح البيت .. انا تعبانه جدا ..”
نظر الى وجهها المرهق بتمعن ثم قال :
” اكيد .. “
ثم أكمل بجدية :
” قومي يلا عشان اوصلك ..”
كان روبي تتابع ما يحدث بغضب شديد وهي ترى تجاهل باسل المتعمد لها حيث أخذ هو وتلك الفتاة يتصرفان كأنها غير موجوده ..
تلاقت عيناها بعيني ميرنا التي نهضت من مكانها وعدلت ملابسها لترميها بنظرات حارقة متوعدة أجفلت ميرنا قبل ان تنسحب خارجة من المكان ..
نظرت ميرنا بدهشة الى باسل الذي حمل هاتفه وقال بجدية :
” يلا نروح ..”
كانت مرهقة ولا توجد لديها الرغبة في سؤاله عن اي شيء فهي مرهقة بشدة ..
اتجهت خارج الشركة مع باسل الذي اتصل بفؤاد يخبره أنه لا داعي لمجيئه ..
ركبت سيارته لينطلق بها فتستند برأسها على النافذة مغمضة عينيها قبل ان تغفو بعمق ..
…………………………………………………………….
عاد نزار الى المنزل وهو يتآكل غيظا ..
بالرغم من سعادته لعدم حدوث اي شيء سيء لميرنا فرغم كل شيء هو ما زال يحبها وإن كره افعالها وتصرفاتها ..
لكنه يشعر بالغيظ من باسل الذي نجح في فعل كل ما فشل هو به ..
اغلق الباب خلفه ليجد ليزا امامه ترمقه بنظرات قلقة قبل ان تقول :
” كنت فين ..؟! وعملت ايه ..؟!”
خلع التيشرت الذي يرتديه وأخذ سيجارته وأشعلها داخل فمه ثم بدأ يدخنها دون ان يجيبها على سؤالها ..
اتجهت نحوه وجلست بجانبه تهتف بجدية :
” مش هترد عليا ..؟! طب طمني عالاقل ..”
قال بصوت قاتم :
” كانت هتنتحر .. ميرنا كانت هتموت بسببي ..”
نظرت اليه بعدم تصديق قبل ان يتشدق فمها بإبتسامة متهكمة وهي تقول :
” هي وصلت لكده ..؟! عشان تصدقني لما قلتلك انها مريضة وضروري تتعالج نفسيا ..”
رمقها بنظرات مشتعلة لتكمل بضيق :
” ايه ..؟! قلت حاجة غلط ..؟! مش هي دي الحقيقة ..؟! طب بذمتك دي تصرفات وحدة عاقلة ..؟! دي مريضة جدا و وضعها متأخر ..”
” هو انتي جاية تزودي عليا …؟!”
سألتها بملامح متجهمة لتقول بغضب :
” وانت مدايق كده ليه ..؟! ما اتكلم واقول اللي انا عاوزاه ..”
رد بقوة وتحذير :
” بلاش تتمادي فكلامك وتصرفاتك يا ليزا .. وميرنا بالذات ملكيش دعوة بيهه ..”
” لسه بتحبها ..؟!”
سألته بنظرات مشتعلة ليصمت فتكرر سؤالها بقوة وإصرار :
” بتحبها ..؟!”
صاح وهو يجيبها :
” ايوه بحبها .. بحبها وجدا كمان .. ارتحتِ ..؟!”
نهضت من مكانها وسألته بضعف ؛
” طب وانا ..؟!”
لم يرد عليها فأصرت على سؤالها حيث كررته وهي تقبض على يده :
” رد عليا .. طب وانا ..؟!”
” انتِ بتفهميني وبرتاح معاكِ ..بس ..”
توقف عن حديثه لتهمس بضيق وحقد :
” بس قلبك مش ليا .. قلبك ليها ..”
اومأ برأسه دون رد لتجذبه نحوها وتقبله بقوة بشكل فاجأه وصدمه لكنه تجاوب معها كما استطاعت ان تفعل دوما ..
بدأت تفك حزام بنطاله قبل ان تبتعد قليلا عنه وتهمس بثقة :
” وانا هخليك تنساها .. تنساها للابد وتحبني .. تحبني لوحدي ..”
ليعاود هو تقبيلها هذه المرة وقد أشعلت كلماتها وقبلاتها الرغبة داخله ..
………………………………………………………..
دلفت روبي الى الفيلا وصعدت الى صالة الجلوس بحثا عن خالتها لكنها تفاجئت بماريا هناك ..
همت بالخروج من المكان لكنها سمعت ماريا تقول وهي تنظر بإهتمام الى هاتفها :
” طنط نورا مش هنا … خرجت بعدك بشوية ومقالتش هترجع امتى ..”
التفتت روبي نحوها تسألها بضيق :
” وانت عرفتي منين اني بدور عليها ..؟!”
أجابتها ماريا وقد رفعت عينيها اخيرا عن هاتفها :
” مش محتاجة ذكاء .. واضح انك رحتي لباسل بعد ما بات امبارح بره الفيلا .. واضح انوا استقباله ليكِ مكانش مقبول فجيتي تشتكي لخالتك كالعادة ..”
” لا ذكية اوي ماشاءالله ..”
قالتها روبي ساخرة لتنهض ماريا من مكانها وتتجه نحوها تهتف ببرود :
” لو مكنتش ذكيه مكنتش فرقت بينك وبينه ..”
صاحت روبي بحقد :
” وبتقوليها بكل بجاحة .. انتِ ايه ..؟! حقيقي مشفتش زيك ..”
رمقتها ماريا بنظرات باردة وقالت بثقة مغيظة :
” ولا هتشوفي وحياتك .. “
قالت روبي بعدم تصديق :
” هو انتي مش بتتكسفي من عمايلك ..؟! لا بجد معندكيش ذرة خجل .. ؟! انت فرقتي باسل عني عشان عاوزاه ليكِ وانت اصلا مرات اخوه ..”
رمقتها ماريا بنظرات لامبالية وهي تهتف بملل :
” مرات اخوه او مرات خاله مش مهم .. المهم اني حققت اللي انا عاوزاه وبقيت مراته وطردتك بره حياته ..”
ضحكت روبي رغما عنها وقالت :
” طردتيني انا اه بس غيري مظنش ..”
سألتها ماريا بعدم فهم :
” تقصدي ايه ..؟!”
اجابتها روبي بخبث :
” ميرنا …”
اتسعت عينا ماريا للحظات قبل ان تسألها وقد استوعبت حديث روبي :
” انت تعرفيها منين ..؟!”
ردت روبي بنبرة ماكرة :
” لسه عارفاها النهاردة .. مش انا كنت عند باسل وكده .. شفتهم سوا .. فوضع يعني ..”
صمتت وهي تتابع وجه ماريا الذي يكاد ينفجر من شدة الغضب لتكمل :
” يعني انتِ فاهمه ..؟! بس للاسف قطعت عليهم اللحظات دي ..”
” ميرنا دي مجرد نزوة .. نزوة و هتنتهي زيها زي غيرها ..”
قالتها ماريا محاولة ادعاء الثقة رغم احتراق قلبها لكن روبي اكملت مما زاد اشتعالها وغضبها :
” اللي شفته ميقولش كده .. شكلها مش نزوة .. انا عمري ما شفت باسل مع وحدة كده .. نظرته .. كلامه .. خوفه .. كلها بتأكد انوا بيحبها ..”
ثم اكملت وهي ترمق ماريا بنظرات نافرة غير منتبهة لتلك التي كانت تتقدم نحوهم قبل ان تقف بجانب الباب منصدمة مما سمعته :
” بيحبها يا ماريا .. بيحبها هي ومحبكيش انتِ رغم كل محاولاتك .. عارفة ليه ..؟! لإنها مفيش رجل بيحب ست خاينة ..”
لمعت عينا ماريا بحقد بينما وضعت جومانة يدها على فمها وهي تسمع روبي اكمل :
” وانتِ مخنتيش جوزك وبس .. لا كنتي عاوزة تخونيه مع اخوه .. الراجل مات بسببك .. قتلتي بخيانتك لأكتر من مرة واخرها مع اخوه الصغير واللي رفضك بكل قسوة..”
” انا مش مستعده اسمع التخاريف دي ..”
قالتها وهي تنطلق خارج المكان لتتصنم في مكانها وهي تشاهد عينا جومانة تنظران اليها بصدمة قبل ان تتساقط منهما العبرات الحارقة ..
اتجهت جومانة مسرعة نحو الطابق العلوي تتبعها ماريا التي تصرخ عليها وتطلب منها ان تتوقف بينما خرجت روبي تنظر الى أثريهما لتهتف بخبث :
” ولسه يا ماريا .. انتِ لسه شفتي حاجة ..؟! انا هدفعك الجديد والقديم .. حتى لو باسل مش هيبقى ليا كفاية اني هنتقم منك ..”
…………………………………………………………………
اندفعت جومانة نحو غرفتها تتبعها ماريا التي صاحت بقوة :
” جومانة استني ..”
” اخرجي بره ..”
قالتها جومانة بصياح باكي لتقترب ماريا منها محاولة امتصاص غضبها وقالت :
” حبيبتي متصدقيش كلامها .. دي بتكدب .. عاوزة تشوه سمعتي .”
صاحت جومانة :
” مكانش فيه موجود عشان تشوه سمعتك قدامه .. انا بردوا سألت نفسي ازاي وافقت تتجوز انكل باسل بعد موت بابا بأقل من سنة .. ازاي قدرت تعملها ..؟! طلعتي عاوزاه ليكِ من زمان .. عينيكِ عليه .. لا وبابا كان عارف وساكت ومتحمل ..”
صرخت ماريا قائلة :
” ايوه بحبه .. وايه يعني ..؟! هو انا مش بني ادمه ..؟! مش من حقي احب ..؟!”
ابتلعت جومانة ريقها وقالت بصوت متحشرج :
” مش وانتي متجوزة ..؟! انتِ خنتي بابي .. خنتيه وقتلتيه بخيانتك ..”
رمقتها ماريا بنظرات حاقدة وقالت :
” هو بردوا محبنيش .. هو بردوا خاني .. ابوكِ عمره ما حبني .. ولا انا حبيته .. وهو كان عارف ده ..”
هزت رأسها نفيا وصرخت بعدم تصديق :
” انتِ ازاي قادرة تكوني كده ..؟! ازاي قادرة تتكلمي بالبساطة دي ..؟! دي خيانة .. فاهمة يعني ايه خيانة ..؟!”
ردت ماريا بغضب :
” خيانة خيانة .. هو انتوا مش بتزهقوا ..؟! حقيقي مش بتزهقوا من تكرار المواضيع .. انتوا مالكم ومالي ..سيبوني براحتي ..”
قالت جومانة بحقد :
” تعملي اللي انتي عاوزاه .. تولعي براحتك .. بس مش على حساب ابويا ..”
صفعتها ماريا بقوة وهي تقول بقسوة :
” انتِ حقيقي قليلة الادب ..”
تطلعت اليها جومانة بصدمة قبل ان تهتف بغضب وتوعد :
” ايوه قليلة الادب .. ولعلمك بقى انا هقول الحقيقة للكل .. وهخلي الكل يعرف انك خنتي بابي .. ومع أكتر من واحد كمان .. وخليهم يطردوكِ بقى ويخلصونا من شرك ..”
جذبتها ماريا من ذراعها وقالت :
” انت فعلا محتاجة اعادة تربية .. نسيتي اني إمك ..؟!”
ابتسمت جومانة بتهكم وقالت :
” امي ..؟! انت عمرك ما كنتِ امي .. ولا هتكوني .. الأم مش اللي تحمل وتجيب .. الأم شيء تاني انتي متعرفيهوش .. “
” ماشي يا جومانة ..”
قالتها ماريا وهي تسحب مفتاح الغرفة من مكانه وتغلق الباب بسرعة جيدا بالمفتاح لتصرخ جومانة :
” مهما عملتي هقول كل حاجة .. للكل واولهم جدو ..”
ثم عندما لم تستمع رد اخذت تضرب الباب بقوة وتصرخ بها تطالبها بفتح الباب لها قبل ان تنهار باكيه على ارضية الغرفة ..
…………………………………………………………..
وضع زياد ميرنا على السرير الموجود في احدى غرف شقته ..
تأملها وهي تنام براحة على السرير ليجذب الغطاء ويضعه عليها ..
ظل يتأملها لثوان قبل ان يأخذ دفتر ملاحظات وقلم ويدون عليه العبارة :
( عندي مشوار مهم لازم اعمله .. لما تصحي كلميني وانا هبعتلك اكل على هنا .. متفكريش فأي حاجة .. هفهمك كل حاجة لما اجي ..)
ترك لها الورقة أسفل هاتفها بعدما أخرجه من حقيبتها كي تنتبه لها ثم خرج من الشقة متجها الى احد الفنادق حيث يمكث اخو ميرنا والذي علم من سكرتيرته انه كان يسأل عنه حيث اتصلت سكرتيرته به تخبره بقدومه بعد خروجه مع ميرنا ..
ركب سيارته وقادها نحو الفندق الذي يمكث به مستعدا للمواجهة ..
هو يعلم ان الامر ليس سهلا لكنه سيواجه وهو مضطر لذلك ..
حاول ان ينحي جميع افكاره حول ما سوف يقوله ويطلبه اخوها منه بعيدا عن مرمى عقله ..
وصل بعد حوالي ثلث ساعة الى الفندق حيث هبط منه متجها الى الداخل ..
طلب من موظفة الاستعلامات ان تخبره عن قدومه لتشير اليه الى احد المطاعم حيث تقدم باسل هناك ليتفاجئ به ينهض من مكانه ناظرا اليه بغموض ليهتف بعدم تصديق :
” مكنتش متوقع انك اخو ميرنا .. انا قلت اكيد ده تشابه اسماء ..”
تقدم باسل نحوه ليتفاجئ بلكمة قوية تسقطه ارضا بينما تقدم الحارس نحوه لينهض من مكانه وهو يهتف بهم :
” حسنا لا شيء يدعو للقلق .. انه مجرد خلاف بسيط فنحن صديقان ..”
تطلع باسل اليه ليجد وجهه جامد لا يوجد به ذرة ندم لما فعله ليمسح الدماء التي سالت من أنفه ويقول بتهكم :
” حصل خير .. “
عاد الاخير وجذبه من ياقة قميصه قائلا :
” اختي فين يا باسل صفوان .. تجيبهالي حالا وإلا قسما بربي هخربها عليك ..”
بينما احتدت نظرات باسل والذي بدأ يفقد اعصابه على هذا المجنون الواقف أمامه ..
…………………………………………………………..
رفعت جومانة عينيها الباكيتين وهي تسمع صوت تدوير المفتاح في قفل الباب لتنهض من مكانها مسرعة حيث دلفت ماريا ورمقتها للحظات بنظرات قوية قبل ان تهتف بقوة :
” عاوز تقوليلهم الحقيقة .. قوليلهم .. بس خليكِ فاكرة انك هتفضحي نفسك قبل ما تفضحيني .. عارفة ليه ..؟!”
نظرت اليها جومانة بترقب لتكمل بقسوة :
” عشان ساعتها هيعرفوا الحقيقة وإنك مش بنته .. انتِ مش بنت باسم يا جومانة.. انتِ بنتي انا من واحد نمت معاه فالحرام .. عاوزة تقوليلهم قولي .. يلا مستنيه ايه .. بس ساعتها هتكوني دمرتي نفسك وفضحتي حقيقتك وسط الكل ..”
هزت رأسها نفيا وهي تهتف بصوت مرتجف :
” كدابة .. انتِ كدابة .. بتقولي كده عشان تقهريني .. عاوزة تأذيني زي ما دايما بتعملي ..”
صاحت ماريا :
” لا مش كدابه .. انتِ مش بنته .. انا اتجوزت باسم عشان كنت حامل فيكِ .. والبيه ابوكِ هرب وسابني .. فإضطريت اتجوزه عشان يسجلك على اسمه ..بس ده كان بمقابل على فكره .. يعني متفتكريش انوا كان ملاك ..”
اخذت نفسا واكملت :
” كان فمقابل اني اربي طفله من عشيقته .. كان عنده بنت وكان محتاج وحده يتجوزها ويسجلها على اسمها .. يعني كانت منفعة متبادلة .. بس بنته ماتت وانتي عشتي ..”
هزت رأسها نفيا وهي تقول :
” مستحيل .. مستحيل يكون مش ابويا .. ده كان بيحبني جدا .. ده كان بيعملي كل اللي نفسي بيه .. ازاي مش ابويا ..؟! ازاي ..؟!”
ابتسمت بتهكم وهي تقول :
” باسم طول عمره حنين .. وتقريبا كان بيعمل كده عشان شاف مدى كرهي وعدم تقبلي ليكِ .. وكمان عشان عوضتيه عن خساره بنته .. يعني كنتي بديل ليها من جهة وكان بيكسب فيكي ثواب ..”
تطلعت جومانة اليها بوهن وهي تشعر ان كل شيء حولها يساهم في قتلها ..
أطلقت صرخة قوية جعلتها تسقط ارضا فاقدة للوعي لتتقدم ماريا نحو بفع صارخة بإسمها ..
يتبع…
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
اقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد