Uncategorized

رواية وكأنها عذراء الفصل الاول 1 بقلم أسما السيد

 رواية وكأنها عذراء الفصل الاول 1 بقلم أسما السيد
رواية وكأنها عذراء الفصل الاول 1 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل الاول 1 بقلم أسما السيد

( دم البرايا)
من قال إن مصائرنا  متشابهة، وان كل الهوائل والفواجع التي  نقابلها في حياتنا جميعا تصل بنا لنقطة واحده…
مصائرنا جميعاً قد تتشابه بإيلامنا، لكنها ليست بذات الدرجة..
فقد لا نصل للنجاح الباهر، إلا بعد سلسلة  من  الخيبه والفشل، ولن نصل للسعاده الأبديه، الا بعد تجرع الندم والندم…
لذا لا تشكي هماً انت صاحبه لأحد…ولا تبكي جرحاً نال منك فاعله أيضاً لأحد…فلا أحد سيخفف عنك إلا من وضع البلاء…بطريقك، وزرع الشوك بقلبك، أنه ياعزيزي ..الله الواحد الاحد…
_ وكأنها عذراء…لم يلمسها أحد من قبل…أسما السيد…
_أرجوك يا بابا بلاش تعمل فيا كده…انا عاوزه اكمل تعليمي…بص شوف  يابابا انا جبت مجموع عالي السنه دي اهو حلو اوي …وان شاء الله اجتهد اكتر، وهجيب زيهم السنه اللي جايه ،  وأدخل أعلى كليه …انا هدخل سياسه واقتصاد زي ما انت عاوز يابابا…
قالتها بنحيب وهي تجفف دموعها وبيدها شهادتها الدراسيه…تمد يدها المرتجفه له بها برجاء أن يرأف بها …
نظرت لوالدتها برجاء أن تتحدث بأي حديث فهي تعلم أنه يستمع لها..، لكن لا فائدة يبدو أن الجميع اتفق عليها…
عاودت الحديث برجاء اكبر ونحيب أكثر…
 بلاش يا بابا..بالله عليك..تجوزني الراجل ده…
انا مبرتحش ليه، وبخاف منه، دا راجل خبيث، انا اشتكتلك منه ميت مره ..
لا احد يجيبها وكأنها هوا متحرك ، ومنذ متي هم يستمعون لها…
لطالما علمت أن والدها يبيع الغالي والنفيس من أجل المال…وذاك الرجل منذ اتي وهي تشمئز من التصاق والدها الدائم له….فرجل مثله غنيمة لرجل كأبي…
لم تجد مفر الا من غرس أنيابها بأبيها…وهي تدعي  بذاتها أن تنفع معه قوتها الواهيه ..
_ طب لعلمك …أنا لسه  تحت السن القانوني هتجوزني ازاي، …انا لسه ١٧ سنه يابابا…ولو أجبرتني هطلع علي القسم دلوقتي …وأقول انك عاوز تجوزني غصب عني….انا حره وزمن العبيد بتاعكم ده…وجو الصعيد اللي عايشلي فيه مش هيمشي عليا…
صفعه قويه من والدها اخرستها، وأسقطها أرضاً، عاودت البكاء مره أخري  علي أثر قهرتها وحزنها..
_ أخرسي ياقليله الحيا..من ميتا من في بنات في سلو عيلتنا بتختار تتجوز مين ولا بتعترض علي اللي بنختارو ليها…
هم أن يضربها مجدداً، إلا أن والدته قد تطوعت أخيرا للحديث عنه، وهي تغمز بعينها لزوجها، وكأنها تخبره أن ينتظر…
ينتظر أن تقنع كبش الفدا خاصته..
_ اسمعي يابت أنتِ الراجل ماهيعيبوش غير جيبه…وما دام راجل امنيح خلاص…جه اوان انك اتجوزتي..انا متجوزه بوكي وانا عمري قد عمرك …
كم كرهت في تلك اللحظة والدتها وكرهت تلك العادات العقيمة التي تربوا عليها …وجعلت عقولهم منصبه فقط علي جمع المال…
_ يالا يابت أنتِ جومي من جدامي..جبر يلم العفش…
بكت…وبكت بحرقة…وهي تهتف بقهر مجدداً..
_ يابابا بس ..انت… ازاي عرفت أنه راجل منيح..هو عشان غني وباين عليه الفلوس يبقي خلاص…..الفلوس مش كل حاجه يابابا…
دا لسه جاي المنطقة من شهرين…
وكمان دا راجل كبير في السن..أرجوك يابابا بلاش ..بلاش ابوس ايدك…انا بخاف منه…هو انا مش صعبانه عليك..مش بنتك انا…
_ وانا قولت خلاص  خلصنا اديت الراجل كلمه، والليله هياجي المحامي نكتب عليكِ عرفي لحد ما تمي السن الج(ق)انوني، ويتجوزك رسمي..كل البنته اهنه ، و في البلد بيتجوزو أكده…ياكش أنتِ خلقه عاد..ولا تكونيش بنت بارم ديله..
_ باااه بالسرعه دي ياأحمد…؟؟
هتفت  بها زينب والدتها  بتلك الكلمات بصدمه لأول مره منذ بداية الحديث..وكأنه لم يتفقا علي تلك النقطة معا.. قبل أن يصيح احمد بغضب…
_ باااا في ايه ياحرمه، ما جولتلك الراجل مستعجل عاوز يلحق يخلافله حته عيل صغير،  العمر جري بيه ونسي يتجوز…وهو عمال يجمع بأموال…هتكون من سعد بتك وهناها، دا الراجل لسه واصل من أمريكا من وقت ما اشتري الفيلا اللي بتك هتكون ستها…
اغتاظت، كل كلمة تخرج منه تقتلها هي ليست بحاجة للأموال..ليست بحاجه إلا أن تكمل تعليمها وتعيش سنها كما رفقائها، ما ذنبها هي أن كان هو يعيش فقط علي الحلم برجوعه لعائلته التي تخلت عنه لسبب لا يعلمه غير اثناهم…
لا ذنب لها أنه رجل شحيح شاغله الأكبر جمع الاموال…ومصاحبه كل ذي نفوذ وسلطه…كم تكره سماحة والدها، وتكره حالها حينما يعايرها به زميلاتها بالصف …
هتفت بقوه، قوه نابعه من قهرها …
_ وانا مستحيل اتجوز الراجل ده..دا قدك في السن..ولو حكمت اقتل نفسي..انا بقولكم اهو…مش هتجوزه، مش هتجوزه…
_ أخرسي قبر يلمك…بنته قليلة الحيا..اجبلكم منين عاد…وكل خلفة امك بنته..قسما عظما لولاشي جابت الحته الواد لكنت رميتها، ورميتكم معاها…
_ أكده ياولد عمي…
_ بلا ولد عمي..بلا ولد خالي كانت جوازه الهم والغم…لولا خوفي من نار اجهنم كنت وأدتكم ..جبر يلمكم كلياتكن
كانت هذه كلمات والدها الحاده بعد سلسلة صفعات علي وجهها…
وهي مازالت كما هي ثابته تتلقي الصفعات بأعين متسعه علي آخرها ودموع تسيل بصمت..
لم تكن تتوقع بأقصى احلامها أن الأموال الطائله التي عرضها ذاك العجوز علي والدها ستجعل منه ذاك الرجل الحقود …
أو قد تخرج من قلبه رجلُ اخر وأده منذ زمن…ولكن لا…ليحدث ما يحدث لن تستسلم لهم…
ستفعل المستحيل…لتبقي  علي مستقبلها..
_________
_ مالك ياجدي…؟؟
_ مفيش يابتي…جلبي شاغلني علي فارس بجاله كتير منزلش أجازه…وجلبي متوغوش عليه.. 
هتف بتلك الكلمات الحاج عبدالرحمن البدري..لزوجة ابنة بدريه…
_ ولا تأخير ولا حاجه ياعمي…يااكش انت بس اللي أتوحشته ياعمي…
_ بتجولي فيها يابتي… والله عندك حق يابدريه…الواد ده مهما يغيب بيوحشني..
صمتت بدريه قليلا شارده…
 _ بااه مالك يابتي…فيكي شي..
ضغطت بدريه شفتيها وهي تدعو الله في سرها أن يكون ما استمعت إليه من شقيقة زوجها حقاً…
_ بدي اجولك شي ياعمي..بس توعدني ماتجيب سيره لحد اني اني اللي خبرتك..احسن راجيه تجتلني وانت عارف مافي بيني وبينها عمار أبدا…
_ جولي يابتي وغوشتيني… ايش في..؟؟
_ الحكايه ياعمي اني بالصدفه وراجيه عندينا من يومين سمعتها بتحكي  بالتلافون مع حامد سلفي …وبتجوله…
_ باه…بااه..باااه…حامد…حامد امتا رجع من بلاد بره…ليش ماخبرتيني يا بدريه من ساعتها…
كانت هذه كلمات الجد المصدومه..
قبل أن يصيح بصوت جهوري علي من بالبيت بأكمله، وبدريه تلطم خديها برعب من شقيقة زوجها، وما ستفعله..
__________
_ يالا يابنتي اخرجي أبوكي مستني بره والناس امعاه، ابوس ايدك يابنتي متحرجهوش…متفكريش بنفسك بس…فكري باخواتك واخوكِ الصغير ده…
الفلوس دي اللي دفعها الراجل مهرك…هي اللي هتعيشنا علي وش الدنيا..بعد سنين فقر وهروب وحرمان يابتي…دول عوضنا..يرضيكِ نفضل طول العمر هربانين من بلد لبلد أكده… 
ستجن …كل حديثهم عن العوض، والحرمان…وماذا عنها، وعن مصيرها، وما ستلاقيه علي يد ذاك العجوز الكهنه..
_ عوض ايه؟؟…أنتِ ياماما اللي بتقولي كده…انا نفسي اعرف هروب ايه اللي بتتكلمي عنه..وفقر ايه…انا تعبت منكم…انا استحاله اتجوزه…ولو خرجت هقول كده..انا لسه قاصر وهتشوفو انا هعمل ايه…
_ قصدك ايه يابت بطني …هتفضحي أبوكي…
_ ماهو انتو هتجننوني …ياامي فلوس ايه…احنا احسن من ناس كتير اوي….بناكل وبنشرب وعايشين ومستورين اهو…في ايه بقي
..في ايه؟؟
قالت ليليا تلك الكلمات بدموع وهي تمحيها بكف يدها بطفوله …كما الاطفال تماما…ولكن صفعه أخري قويه من يد والدها الذي دلف فجأة،  ووعيد لها بحرمانها من تكمله تعليمها أن رفضت، وفضحته…كانت كفيلة بعكوفها عن إصرارها بالرفض ….
سحبها والدها بالغصب، بعد تهديده لها بطلاق والدتها …ورميها بهم..
“الحياه دائما لم تكن اختيارات بالنسبة لها…بل سلسلة تنازلات لعينه …وفقط لأنها فتاة، واكبر أشقائها”
_______
مال فارس بجذعه يلتقط أنفاسه ، بعد مداهمه عنيفه مع أفراد عصابه اخذت منهم وقتا طويلا كي استطاعوا أخيرا القبض علي زعيمهم…
_ مبارك يافارس..عاش يابطل…بطوله جديده هتنضم لبطولاتك…
ابتسم فارس بتعب، وهو يستقيم يخلع عنه سلاحه…
_ أخيرا انتهينا من المهمه الجملي دي يااخي…الواحد اتوحش البلد اوي…
_ انت بتقول فيها …ومين سمعك…
ياسياده المقدم…تليفونك ياسياده المقدم…
_ ________
انتهي كل شيء بلمح البصر..وأصبحت ببيت لا تعلم عن صاحبه أي شيء…إلا أن  أنه ذاك الرجل المقزز التي طالما نظر لها بخبث…وكأنها فريسته…
وبدأ أول فصل من  فصول معاناتها..
_______
_ في ايه يابوي…..
_ غيتني ياولدي..خيك رايح يجيد النار من جديد…مع عيلة السباعي…
_________
_ أرجوكي ..أرجوكي…ابعدي عني ياخالتي فاطمه ..
_ علي عيني ياست البنات…بس انتي عارفه دي شغلتي..
نظرت ليليا لها بقهر…ولذلك الذي يقف بجوارها ينظر لها بحده…ارعبتها…
قبل أن يصرخ بهم…
_ جولت خلصينا ياست انت….
_ حاضر…حاضر يابيه..يالا يابتي…ارخي نفسك…خلينا نخلص …
نظرت لها الدايه فاطمه بحزن عليها، قبل أن تدفعها ليليا بقوه بقدمها…
وتحاول الفرار من بين يديها…
_ لا..لا…ابعدي ابوس رجلك…لو عاوز اتفضل خليك راجل…وخد اللي انت عاوزه انت مني…
كانت هذه آخر كلمات خرجت من شفتيها، قبل أن تتلقي صفعه أخري من يد ذاك الرجل المزعوم أنه زوجها…صفعه سقطت علي أثرها أرضا مغشيا عليها…
_ يالهوي…يالهوي البت ماتت ياسعاده البيه…بت ياليلي..يابتي..
_ أخرسي ياست أنتِ..وكملي اللي شغلك، والا…..
_ حاضر ..حاضر…ياميلة بختك يابتي…علي عيني يابنتي..منك لله ياإحمد..
كانت هذه آخر كلمات الدايه فاطمه قبل أن تقوم بعملها ….
وتطلق ليليا صرخه قويه، جعلت ذلك الرجل يضحك بأعلي صوته…
دقائق وخرجت الدايه، تحمل بين يدها قطعه بيضاء ملونه بالدماء…مردفه بصوت مختنق من كثرة البكاء علي تلك الطفله..
_ كده تمت مهمتي يابيه البنت صاغ سليم…بختم ربها…
فوتك بعافيه…
التقط حامد  المنديل بظفر ومد يده برزمه من الأموال لها..
_ شيل فلوسك يابيه…حد الله بيني وبين دم البرايا…
______
تبكي بنحيب وهي تلملم الفراش حول جسدها الذي اغتصب بلا رحمه، دماء عذريتها أغرقت الفراش ، وتلونت عيناها بدموع الخيبه، والألم..
، وذاك الرجل ، يقف ثابتا، ينظر لها بشماته،  ويتلاعب بشاربيه …
اتسعت عيناها بصدمه،وهي تستمع لكلماته التي يلقيها علي والدها الذي رفع هاتفه.  واتصل به  مردفا بكل شماته، وسخريه..
_ أكده نبقي خالصين ياولد السباعي، ودم خيتي وعرضها، اخته من بتك ..
فكرك مهما تهرب من قدرك هيفارقك…طول عمرك غبي وبتعبد القرش يا إحمد …ويااجل القرشانات بيعت خيتي، وسرقت عرضها، ويااجل القرشانات برديك بعت بتك، لراجل جدك…
كل الفلوس اللي خدتها مذوره، والراجل اللي عقد علي بنتك اني اللي مأجره….
بدك تعرف مين أني…..
_ أنا حامد عبدالرحمن البدري ..أكيد سمعت عني…
كانت هذه آخر كلمات استمعت لها ليليا قبل أن يقهقه ذاك الرجل بصخب، ويقترب منها مجددا..لقد انتقم منها بأبشع الطرق…
_ أرجوك ابعد عني…وسيبني في حالي انت عملت ليه فيا كده، انا ذنبي ايه…ذنبي ايه…الله ينتقم منكم..
حرام عليكم …انا مش زي بنتك…
_ أخرسي..يافا..ج.ر.ه…استحاله تكوني بنتي، ولو عندي بنت هتكون أشرف من الشرف..مش زايك عاطله…وأبوكي راجل نجس ..احمدي ربنا اني مقتلتكيش كيف مااجتل خيتي
_
كانت هذه آخر كلمات خرجت من شفتيه قبل أن يدب بها روح الثأر وتستقيم ململمه شتات نفسها، وتسحب تلك المزهريه….وتنال منه….وتثأر لعرضها…
يتبع…
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!