Uncategorized

رواية أتحداك أنا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أميرة مدحت

  رواية أتحداك أنا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أميرة مدحت

رواية أتحداك أنا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أميرة مدحت

رواية أتحداك أنا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أميرة مدحت

نظراتــه الحادة بثت بداخلها نوعًا من الخوف، بجانب إرتجافة جسدها من كم المفاجآت التي تلقتها، مع الهواء البارد الذي ساعد على إرتجافتها، بلعت ريقها بصعوبة قبل أن تنظر مكان دخول “ديف” لتجد أنه مازال يختبئ بالداخل، تنفست بعمق قبل أن تقبض على يده تدخله المنزل، وهي تهمس بصوتٍ راجي:
-أرجوك تهدا، في واحد مجون هنا، جاي يعاقبني لما سافرت من هنا وغبت الفترة دي كلها.
سألها بصوتٍ شرس وهو يحدق في عينيها مباشرةً:
-ليه؟!.. بيعاقبك بأي حق؟!..
نظرت له بتوتر قبل أن تغمض عينيها وهي تجيبه بهمسٍ:
-شايفني ملكــه.
أتسعت عيونــه بغضبٍ يكاد أن يحرق الأخضر واليابس، وقبل أن يتحرك بخطى متجهمة للداخل كي يبحث عنه، وجدها تقف من أمامه من جديد وهي تقول بحدة مفاجئة:
-مراد، أهدا، إحنا في عملية متنساش، كدا هتبوظ كل حاجة.
رمقها بنظراتٍ نارية وهو يوبخها:
-أومال عوزاني أسكت؟!.. ده جه للموت برجليه.
نظرت حولها بخوف قبل أن تحيط وجنتيه براحتي يديها تهمس له برجاءً ناعم:
-حياتنا هتتعرض للخطر يا مراد، أرجوك أمسك نفسك، وأستخبى في أي أوضة غير إللي هناك دي.
قالت كلماتها الأخيرة وهي تشير بعينيها نحو الغرفة التي يقبع فيها “ديف” محاولًا أن يستمع إلى ما يحدث في الخارج ولكن عاجزًا عن ذلك بسبب صوتهم الخفيض. حاول “مراد” تهدئه نفسه، يشعر أنه أقل من ثانية وسيدخل يقتله، تابعت ببسمة صغيرة:
أدخل جوا، وأنا هحاول أخرجه، ولو فشلت، تبقى تطلع وتحاول تلم الموضوع، يالا.
قبضت على يده تجذبه للداخل بقوة وهي تنظر نحو غرفة “ديف” بقلق، أستجاب لها “مراد” رغم تلك النيران التي تشتعل في قلبـه، تحرك بصمتٍ تام حتى دخل تلك الغرفة الصغيرة وأغلق الباب متنهدًا بغضب حارق مكبوت وبشدة.
تحركت “لينا” بخطى راكضة نحو باب منزلها ثم فتحته قبل أن تغلقه بقوة، كي يستمع “ديف” ويخرج معتقدًا أن الزائر قد خرج ولم يدخل، وبالفعل خرج “ديف” يصيح بحدة:
-من كان الطارق؟!..
دنت منه “لينا” قبل أن تهدر فيه بصوتٍ عال:
-ليس من شأنك، وبدون حديث طويل أخرج من هننا، قبل أن أطلب لك الشرطة، وقتها هي من ستتعامل معك.
أقترب منها قبل أن يقبض على فكها بعنف يهمس لها بحروفٍ مشددة:
-يبدو يا حوريتي الصغيرة أنكِ قليلة الأدب، ولكن لا تقلقي فأنا هنا بدءًا من الآن.
كانت عيناها باردة وتنظر له، في حين أرخى “ديف” قبضة يده قبل أن يهمس بخفوت منبهر:
-أتعلمين أنكِ جميلة، بل فاتنة، سأحرص أن تكوني تحت عيناي دائمًا.
همست ببصوتٍ خفض شرس:
-أخرج من هنا، وإلا وقتها تتحمل نتيجة أفعالك.
سألها بصوتٍ بارد:
-أهذا تهديد؟!..
أومأت برأسها وهي تخبره بصراحةٍ:
-أجل، فلتخشى من ال العواقب وتلك المصائب التي ستهبط عليك كالأمطار الغزيرة، فتلك التصرفات لا تصدر إلا من المجانين.
صمت طويل دام وقبل أن تستوعب كان يصفعها مرة أخرى بعنف، وهو يهدر بلهجة مخيفة:
-ألم أقل أنكِ قليلة الأدب، التهديد لا يستخدم لي، ومن اليوم سترين وجهًا غير ذلك الوجه العاشق.
حدقت فيه بعينين واسعتين وهي تتحسس تلك الصفعة، لم يسبق أن يصفعها أحدهم سوى والدها،ولكن قبل أن تنتقم منه وجدت “مراد” يخرج من الغرفة صافقًا الباب خلفه بقوة، ألتفت أثرها “ديف” وعيناه واسعتان بذهول وهو يتسائل:
-من أين جئت يا هذا؟!..
تقدم “مراد” نحوه بسرعة وهو يرسل له نظراتٍ نارية، قبل أن يلكمه في فكه ليسقط الآخر بقوة على الأرض، دنى “مراد” إلى مستواه يمسكه من ياقة قميصه جارًا إياه إلى الأعلى قليلًا ليقوم بلكمه مرة أخرى، وهو يهدر:
-أولًا، تقتحم منزلها، ولكن أحذر ماذا، تقتحم منزل أخطر فتاة يمكن أن تراها.
أنهى كلامه تزامنًا مع نزول قبضة يده القوية على فك الآخر الذي يعاني من ألم قبضتهِ، تابع “مراد” كلماته بلهجة عنيفة.. متشددة:
-ثانيًا، تصفعها بكل وقاحة، طالبًا إياها أن تتأدب؟!..
ظل يلكمه بقوة مفرغًا غضبه به لأنه تجرأ على صفع “لينا”، ولكن الأخير أستجمع قوته ليدفعه إلى الوراء ليسقط “مراد”  على المزهريات الزجاجية مصدرة صوت تحطم زجاج قوي. في حين ظلت “لينا” واقفة تشاهد ما يحدث بعينين مذهولتين.
تقدم منه “ديف” ليقوم بتسديد لكمة على فك “مراد”، لتنشق شفته السفلى على أثرها، أستقام “مراد بطوله المهيب وعيناه تقدحان شرًا، ولكن قبل أن يقترب منه وجد عصى البيسبول تهبط على رأس “ديف” ضاربة إياه بقوة ليسقط فاقدًا الوعي، ليجد “لينا” تلقى العصى وهي تنظر له بملامح جامدة قبل أن تنظر له بعينين لامعتين.
تقدم “مراد” إليها يسحبها جسدها إلى حضنه الواسع، ليطوق ذراعيه على خصرها النحيف ويمسد شعرها الطويل بكف يده الأخرى هامسًا في أذنها بحنان:
-أحنا بخير.
صمت قليلًا يستنشق عبيرها الهادئ، لترتخي عضلات جسده المتصلبة بسبب الموقف، تراجع للخلف يتأمل تلك الأصابع المحفورة على وجهها، ليشتد لهيب عينيه، سحب نفسًا عميقًا قبل أن يتفت برأسه حينما أستمع إلى صوت سيارة الشرطة تقترب من المنزل، ليعود النظر إلى “لينا” التي أرسلت له نظرات إستفهامية، ليجيبها بهدوء:
-أتصلت بالبوليس وقت ما دخلت الأوضة، كنت عارف أن الموضوع مش هيعدي.
أومأت برأسها دون أن تتكلم قبل أن يتركها متوجهًا نحو باب المنزل يفتحه للشرطة، سامحًا لهم بالدخول، تبادل الشرطيان نظرات الأستفهام حينما رأوا “ديف” ملقي على الأرض فاقدًا وعيه، لتقول “لينا” بصوتٍ بارد عكس عيناها تمامًا:
-لقد أقتحم منزلي.
نظر لها “مراد” بوجهٍ متجهم، فهو يعلم ذلك جيدًا، وذلك السبب جعله يأتي إليها، تقدم أحد الشرطيان لينزل إلى مستوى “ديف” يقيد يديه، في حين الآخر أخرج دفتر صغير وقلم وهو يقول بصيغة آمرة:
-أحتاج إلى معلوماتٍ أكثر.
إنتبه “مراد” إلى تلك النقطة جيدًا وأنتظر ما ستقوله بفضول قوي، ليجدها تدنو منهم ونظراتها على “ديف” وهي تجيبه بصوتٍ متعب:
-منذ فترة، صارت تأتيني رسائل غريبة، من مجهول يعبر عن إعجابه، لكني لم أهتم، وحينما كنت أتأخر بسبب العمل في الشركة، بات يرسل لي رسائل متوعدة، حتى تفاجآت اليوم بوجوده إلى المنزل حينما عدت من السفر.
أنحنى الشرطي ليسحب هاتف “ديف” من جيبه، وبالفعل حينما فتحه وجد الكثير من تلك الرسائل الغريبة، وغير ذلك الكثبير من الصور لها وهي تخرج من المنزل أو في العمل!..
تمتم الضابط بلهجة جادة:
-لا تخافي يا آنسة، سيعاقب بالتأكيد، عن أذنكم.
قال كلمته الأخيرة وهو يغلق الجدفتر في حين كان يحمل الشرطي الآخر جسد “ديف” قبل أن يخرجا من المنزل، أقترب “مراد” منها وهو يقول بلهجة صارمة:
-موبايلك؟!..
مد يده لها وهو يوجه لها نظراته الثابتة، فلم تجد حلًا سوى أن تعطيه الهاتف، أخذ هاتفها بسرعة من بين يديها، ليفتحه متجهًا إلى خانة الرسائل، ضاغطًا على الرقم الغير مدون بأسم، ليقرأ كل رسائله بتمعن، شعر أنه يسير على جمرات من النار، ومكان قلبه يحترق بشدة من ذلك الغضب الحارق، رفع رأسه نحوها يهدر فيها بغضب:
-أنتي غبية؟!.. غبية لدرجة أنك لما تشوفي رسايل زي دي متروحيش متقدميش أي بلاغ؟!..
نظرت له بعيون حزينة.. شعر بنغزة عنيفة في قلبه من نظراتها، فهمس بصوتٍ خفيض مؤلم:
-لغاية إمتى هتفضلي تخبي عليا وكأني غريب؟!..
هزت رأسها بالسلب وهي تقول ببسمة ساخرة:
-أنا عمري ما أعتبرتك غريب، بالعكس أنت الأقرب ليا من روحي حتى، روحي إللي أنت أذيتها في يوم من الأيام، بس هاتلي مرة أعدنا فيها زي العشاق الطبيعين وأعدنا نتكلم في مواضيع عادية.
أشاح وجهه بعيدًا عنها، لتتابع وهي تشعر بنبضات قلبها تتعالى بصراخٍ مؤلم مكتوم:
-أنا حياتي كلها صراعات، وأنت بردو كدا، مش بنعرف نحكي عن إللي جوانا بسبب إللي بنواجهه، حتى لما حبيتك، حبيتك في المواجهة دي، وقتت ما أعترفت بحبك ليا، أعترفت بعد ما دخلت صراع ومواجهة تانية.
نظرت له بعينين دامعتين وهي تهدر فجأة بغضب وكأنها تفرغ جزء بسيط، بسيط جدًا من الموجود بداخلها:
-فـ إياك تفكر تلومني، إياك، إياك تيجي تقولي ليه مقولتيش، لأن أصلًا في حياتنا مفيش وقت نتكلم، في وقت نقتل ونعمل حاجات غير مشروعة وبس.
رمقها “مراد” بعيون ثابتة رغم ذلك الجنون الموجود في ملامحه، تحرك نحوها يقف قبالتها ثم رفع يده يهمس لها بخفوت:
-أنا مش بلومك يا لينا، بس أنا بقولك دلوقتي إياكِ تنهاري، هانت.
سحب نفسًا عميقًا قبل أن يضيف بصوتٍ عميق:
-متنهاريش دلوقتي، أستني نعدي من إللي إحنا فيه ده وبعدها أبقي أنهاري في حضني.
أومأت برأسها وهي تحاول أن تظل ثابتة، في حين ظل واقفًا ينظر لها بملامح جامدة محاولًا أن لا يحتضنها ويدخلها قلبه كي تسكن فيه إلى الأبد، بعيد عن الألم الذي أصبح صديقها.
******
بعد مرور ثلاثة أيام، وتحديدًا في بريطانيا، وقفت “لينا” أمام فندق كبير، واضعة هاتف على أذنها وهي تتحدث بصوتٍ غاضب:
-حسنًا، أنه الآن أوشك على الوصول، وستراه بعينيك وأنا أقتله، ولكن تابع دون أن تتدخل فضلًا.
أنهت مكالمتها وهي تضع الهاتف بجيب بنطالها، فهي هنا اليوم كي تنفذ مهمتها وهي قتله!.. تحركت نحو داخل الفندق، وأستقلت المصعد، حتى وصلت بعد فترة إلى سطح المبنى، بدون أن يراها أحد، وبثبات غريب جلست على السور، وجدته يصف سيارته ويترجل منها، بعد فترة إستمعت إلى صوته الهادر وهو يوبخها:
-أنتي أعدة على السور، أنزلي يا لينا من عندك وإلا هتندمي على ردة فعلي.
نظرت له بشقاوة وهي تقول:
-أنت عارف إني مش بخاف، لو بتخاف إنت، يبقى تمشي.
كانت تعلم أن ذلك سيجعله غاضبًا ولكن الغريب، أنه أقترب منها بهدوء وجلس بجوارها على السور، ظل الصمت صديقهما لفترة طويلة قبل أن تقول “لينا” بصوتٍ مهزوز:
-أنت عارف إني بحبك؟!..
نظر لها وهو يجيبها مؤكدًا:
-عارف، وأنتي عارفة إني بعشقك، مش بحبك وبس.
إبتسمت له بحب وهي تخبره:
-مهما كان إللي حصل بينا فأوعى للحظة تتخيل أني مش بحبك بجد.
ألتمعت عيونها بلدموع، وبالفعل أنهمرت أول دمعة حارة على وجنتها، قطب “مراد” جبينه بقلق وهو يسألها:
-مالك يا لينا، فيكي إيه؟!..
-مفيش حاجة.
قالتها وهي تلف جسدها كي تهبط من على السور، وقبل أن يهبط “مراد” هتفت فجأة:
-لأ، خليك مكانك.
ظل جالسًا ينظر لها بعدم فهم، فأقتربت منه كي تقف قبالته، كان ملتفت برأسه فقط، فـ حاولت أن تستقيم أكثر قبل أن تقبل جبينــه برقة، مع دموع أخرى هبطت على وجنتيه.
أستمعوا فجأة إلى صوت الكثير من الرجال يتحركون، فـ أبتعدت عنه تنظر لتلك الرجال والذي كان برفقتهم اليد “هوزن” مبتسمًا بتشفي.
نظر لها “مراد” بإستغراب وهو يسألها بحدة:
-هو في إيه يا لينا؟!..
أقتربت منه “لينا” وهي تقول بصوتٍ حار مع دموعها الحارة التي كانت تهبط:
-أنا آسفة، بس مش هقدر أضحي بحياتي، مهما كان حبي ليك مش هيبقى أد حبي لحياتي.
رفع رأسه قليلًا وقبل أن يستوعب وجدها تدفعه بيديها نحو صدره، فـ أرتد جسده إلى الوراء، سقط جسده بأكمله إلا أنه أمسك طرف السور بيديه وبقوة جبارة، نظر لها بصدمة وذلك الخذل أعترى تعبيرات وجهه، تقدم “هوزن” نحوهما وهو يراه على وشك الموت قبل أن يقول بلهجة متشفية:
-إنها نهايتك، أما بالنسبة لمحبوبتك، فهي أصبحت ملكي الآن.
نظرت له “لينا” بدموع وهي ترتجف وكأنها لم تستمع إلى كلمات “هوزن” قبل أن تقول له بهمسٍ:
-أنا آسفة.
حاول “مراد” أن يستمد قوته كي يصعد على السور ولكن فشلت محاولاته، بل العكس، بدأت يداه تنزلق حتى كاد أن يقع أكثر من مرة، فقال “هوزن” ببسمة قاسية:
-هنا، نستطيع أن نقول وداعًا.
قال كلمته من هنا ليجد يداي “مراد” تنزلق، وبالفعل أنزلقت يداه تاركًا جسده إلى الهواء الحر، سقط جسده من سطح الفندق حتى سقط على الزجاج المغلف من فوق والذي عليه أسم الفندق الفاخر، لتسقط جثته على الأرض فارقًا الحياة، وتتعالى صيحات من حوله.
يتبع…..
لقراءة الفصل الرابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد