Uncategorized

نوفيلا إنذار بالقتل الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة مالك

 نوفيلا إنذار بالقتل الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة مالك

نوفيلا إنذار بالقتل الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة مالك

نوفيلا إنذار بالقتل الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة مالك

مر أكثر من أسبوعين تحسنت خلالهما صحة “مني” و انتقلت لغرفة أخرى غير العناية، بينما ظل “عبد الحميد” على وضعه بل حالته النفسية السيئة ذادت من تدهور صحته فظل داخل العناية، و منعوا عنه الزيارة نهائيًا، حتي الشرطة لم تستطيع أخذ أقواله إلى الآن،
الوحيد الذي تمكن من رؤيته هو “يوسف”  بحكم مهنته كطبيب، كان غرضه ظاهر أمام أعين “آية” التي ترمقه بنظرة استحقار، بعدما قام بتهديدها بشقيقها فور خروجه من غرفة والدها، أرغمها على أرتداء تلك الحلقة الذهبية مرة أخرى على مضض بقلب يعتصر ألمًا من نظرة “نوح” لها حينها،
أصبحت حبيسة غرفتها، حتي والديها لم تذهب لهما سوي تلك المرة التي كانت بها برفقة “نوح” لم تراهما من وقتها، تكتفي بالاطمئنان عليهما عن طريق” رقية” فحالتها هي أيضًا تدهورت للغاية بسبب انقطاعها عن الغذاء، و عادت للهروب من واقعها بنومها المتواصل.. 
بينما يتمزق قلب “نوح” من شدة إشتياقه لها، يقف كل ليلة أمام منزلها بالساعات لعله يلمح طيفها حتي من خلف زجاج شرفتها، كان قلبه المتيم بها يشعر بمدي حزنها و ضعفها رغم أنه لا يعلم ماذا حدث معاها، أوصلها إلى المستشفى، و هبطت هي برفقة “رقية” و قام بصف سيارته، و عندما دلف خلفهما وقف مصدومًا و هو يراها تضع تلك الحلقة التي تربطها بذلك ال “يوسف” ،
تطلعت له بأعين انهمرت منها العبرات، و أختفت من أمامه قبل أن يفوق من صدمته، 
غيابها عنه كل هذا الوقت كاد أن يفقده عقله، و للحظة فكر أن يقتحم منزلها حتي يطمئن عليها بنفسه، و لعلها تخبره بسبب اختفاءها المفاجئ، و أرتدائها لتلك الحلقة الذهبية التي أدمت قلبه ثانيةً..
منذ بكرة الصباح، قبل حتي أن تشرق الشمس يقف “نوح” هنا مكانه أسفل منزلها، مستند على دراجته البخاريه، عينيه مثبته على شرفتها..
“واحشتيني يا آية.. هتجنن عليكي”..
أردف بها محدثًا نفسه و هو يعقد ذراعيه حول كنزته، و معطفه الجلد الأسود، ثيابه تلك التي كان يرتديها بأول لقاء له بجميلته الحزينه،
منذ غيابها و هو لا يرتدي سواهما، يشعر أنهما يحملان عبقها، و دفء جسدها يحاوطه حين يرتديهما..
أخرج هاتفه من جيب سرواله الجينز، و قام بطلب رقمها الذي أخذه من شقيقته “ندي” و طلبها للمرة التي لا يعلم عددها، و لكنه مغلق كالعادة..
“يا آية أرحمي قلبي”..
تفوه بها بصوت عالِ بل جن جنونه و كاد أن يصرخ بجملته هذه لربما تصل لسمعها، و ترأف بحاله و تفتح باب شرفتها المغلق و تجعله يلمحها و لو نظرة عابرة يهدأ بها لهيب قلبه، و تعيد له أنفاسه..
إلا أن رنين هاتفه أوقفه عما كان ينوي فعله، أطبق جفنيه بعنف، و قد وصل شوقه لها لزروته، و حسم أمره لن يغادر من أمام منزلها اليوم إلا بعدما يراها و ليكن ما يكن..
“أيوة يا أم نوح”.. قالها بصوت يملؤه الحزن، و الألم..
حاولت “تهانى” السيطرة على بكائها، و تحدثت بلهفة و قلب مفتور على عزيزها..
“أنت فين يا نوح.. كل دا بتصلي الفجر يا ابني؟!”..
أخذ “نوح” نفس عميق، و زفره على مهلٍ و هو يقول.. 
“أنا كويس يا أمي.. متقلقيش عليا،و بعدين إحنا بقينا الصبح خلاص فهطلع على الشغل على طول”..
“دا أنا كنت عايزاك في حاجة مهمة”..غمغمت بها “تهاني” و صمتت لبرهةٍ و تابعت بتنهيدة..
” أنا أجازة انهارده من العيادة و عايزاك تاخدني أنا و أخواتك البنات تودينا ل آية علشان نطمن عليها”..
ظهرت الفرحة الغامرة على ملامح “نوح”  فوالدته كانت رافضة الذهاب إليها بعدما علمت أنها عادت لخطيبها..
“أجهزو و أنا هاجي أخدكم حالاً”..
نطق بها و هو يصعد على ظهر دراجته، و يستعد للقيادة، شهقت” تهانى “بصوت خافت مرددة بدهشة..
” تيجي تاخدنا دلوقتي يا نوح؟!..حد يروح يزور حد الساعة 6 أصبح يا ابني!!!”..
“يا أمي آية بتبقي لوحدها في البيت طول النهار.. أخوها بينزل الشغل الساعة 7 و مرات أخوها بتروح المستشفى لوالدتها بتفضل معاها و هي بتفضل لوحدها”..
صمت للحظة و تابع بأسف..
“أنا فكرت كتير أوي اطلعلها اطمن عليها “..
” تهاني ” بتعقل.. ” لا يا حبيبي.. أوعى يا ابنى تطلع للبنت و هي لوحدها في البيت.. عيب و ميصحش أبدًا. أنت عندك اخوات بنات يا ابني.. حطهم قدام عينك “..
“قدام عنيا من غير ما تقولي.. علشان كده مرضتش اطلعلها يا أم نوح”..
قالها و هو يتحرك بدراجته بعدما ألقي نظرة أخيرة على شرفتها المغلقة..
” يله أجهزو أنا جاي في الطريق”..
حركت” تهاني ” رأسها بيأس من إصرار ابنها و هي تقول بقلة حيلة..
” أمري لله.. حاضر يا حبيبي”..
…………………………………….. لا حول ولا قوة إلا بالله ????……..
.. بشقة إسلام..
لم يغمض ل “إسلام” جفن، ظل مستيقظ طيلة الليل بجوار زوجته النائمة بوجهه ظاهر عليه التعب و الإجهاد الشديد، قلبه مرتعد من القادم بسبب رفض والده لرؤيته حتي الآن، و قد أيقن انه لن ولم يسامحه عن ما فعله معاهم، حتي شقيقته تتجنبه طيلة الوقت، و لو رأها صدفة خارج غرفتها تنظر له نظرة تعتصر قلبه، نظرتها له يملؤها الخوف الشديد، و لها كل الحق في هذا..
رفع يده و مسد على شعر زوجته بمنتهي الرفق حتي لا يوقظها، يتأمل ملامحها بلهفة عاشق قبل أن يميل بوجهه على وجنتيها و اقتنص قبلة عميقة زلزلت كيانه دفعه واحدة، و انتفض قلبه انتفاضة لا تحدث إلا مع زوجته معشوقة روحه التي اشتاقها حد الجنون..
همهمت هي بغنج أثناء نومها وقد ظنت أنها تحلم به إحدي أحلامها، فهو دومًا بطل كل أحلامها مدمدمة بأسمه ..
“اممم إسلام “..
“حبيبة إسلام أنتي يا رقية”.. همس بها فوق شفتيها تمامًا، هنا أدركت أن ما تعيشه حقيقة ليس حلم، ففتحت عينيها بلهفة لتقابل عينيه الدامعة التي ترمقها بنظرة دبت الرعب بأوصالها..
“إسلام.. مالك يا حبيبي”..
قالتها و هي تحتضن وجهه بين يديها، نظر هو لعينيها، و ظل صامتًا للحظات و بهمس بالكاد يسمع قال..
“أنا بحبك يا رقية.. علشان كده “..
نظرت له تحثه على استكمال حديثه،أغمض عينيه بعنف من نظرتها المرتعدة التي أعتصرت فؤاده و تابع بأسف..
“هطلقك و اديكي حريتك و كل حقوقك هتوصلك” .. 
ألقي جملته و ابتعد عنها، و هب و اقفًا فهرولت خلفه.. 
“أنت بتقول أيه يا إسلام؟.. عايز تطلقني!!”..
نطقت بها “رقية” بصوت مرتجف وقد أمتلئت عينيها بالعبرات،
كان الحزن يغلف قلب “إسلام” قبل ملامحه الظاهر بها مدي قهره و يائسه، فبتعد بعينيه عن عينيها التي ترمقه بنظرات منذهلة، و تحدث بجمود مصطنع قائلاً..
“دا حقك يا رقية.. أنا مش هظلمك معايا أكتر من كده”..
ابتلع لعابه بصعوبة مكملاً بأسف..
“أنا مقدرتش أكون ليكي الزوج اللي حلمتي بيه..مقدرتش اخليكي تكملي تعليمك، و خت منك دهبك و جهازك بعتهم”..
صمت لبرهةٍ و نظر لعينيها التي تنهمر منها العبرات بغزارة و تابع بغصة مريرة..
” قصرت معاكي في كل حاجة.. حتي حقك الشرعي مني كزوج مقصر فيه”..
جملته هذه جعلت قلبها ينبض بجنون بين ضلوعها، تعالت وتيرة أنفاسها حين رأته يقترب منها، و رفع يديه احتضن وجهها بين كفيه، و بدأ يزيل دموعها بأصابعه بمنتهي الرقة وهو يتنقل بنظره بين عينيها وشفتيها مكملاً بلهفة و إشتياق شديد..
” بقالي 8شهور و 13 يوم ملمستكيش يا رقية”..
انبلجت ابتسامة خجولة على ملامح “رقية” رغم بكائها و همست بستحياء..
“حاسبهم بالشهر واليوم؟!”..
“و الدقيقة و الثواني كمان”.. همس بها و هو يستند بجبهته على جبهتها، رفعت هي يدها و تمسكت بكنزته بضعف متمتمة ببكاء..
“لدرجة دي بتحبنى؟ “..
تنهد” إسلام ” بتعب وهو يجيبها.. ” بحبك لدرجة هحرم نفسي منك يا رقية.. كفايا عليكي اللي حصلك بسببي لحد كده.. أنتي شايفة بنفسك أبويا مش عايز يسامحني، و لا يشوف وشي حتي،و حاسس أنه هيبلغ عني بنفسه.. بس أنا مش فارق معايا اي حاجة والله يا رقية غير أنه يخف ويبقي كويس، و أنتي كمان تستهلي كل الحلو اللي في الدنيا و أنا وحش.. وحش أوي يا حبيبتي.. مستهلكيش”..
ارتمت” رقية” داخل حضنه تبكي بنحيب فضمها هو لصدره ، حوطها بذراعيه بلهفة..
” متقولش على نفسك كده.. أنت في عنيا أحسن راجل في الدنيا كلها، و عمري ما اتمنيت غيرك أنت يا إسلام”..
اجهشت بالبكاء أكثر و بصعوبة تابعت من بين شهقاتها..
” بحلفك بالله أوعى تطلقني.. أنا بحبك أوي أوي و مقدرش أعيش لحظة واحدة من غيرك”..
“أنا خايف عليكي!!”..رفعت يدها وضعتها علي فمه تمنعه من تكملة حديثه، و تطلعت لعينيه بعينيها الباكية بنظرة بعثرت مشاعره..
” خايف عليا يبقي تخبيني جوه حضنك”..
همست بها و هي تندس داخل حضنه و تضمه لها بكل قوتها، تمسحت بوجهها بين حنايا صدره كالقطة الوديعة مكملة..
” دا مكاني اللي بحس فيه بالأمان”..
ذاد من ضمها له حتي باتت قدميها لم تعد لامسة الأرض، و سار بها قاصدًا فراشهما و هو يهمس لها..
” واحشتيني.. واحشتيني فوق ما تتخيلي يا رقية”..
دفنت وجهها بعنقه، و همست بأنفاس ساخنة.. متلاحقه على بشرته افقدته صوابه أكثر..
“أنت أكتر يا قلب رقية”..
……………………………………… لا إله إلا الله ????……….
.. بالمستشفى..
تم إبلاغ الشرطة من قبل الطبيب المشرف على حالة” عبد الحميد ” بتحسن حالته، و يمكن استجوابه، فحضرت قوة من القسم في الحال.
كانت “مني” تجلس بجوار زوجها على كرسيي متحرك نظرًا لحالتها التي لم تتماثل الشفاء بعد، و لكنها تأبي أن تتركه، تظل برفقته أكبر وقت ممكن، و قد أملت عليه ما يقوله للشرطة، و لكن قلبها سقط أرضًا حين لمحت الغضب العارم يحتل قسمات وجهه..
“ها يا حاج عبد الحميد مين اللي عمل فيك كده؟”..
قالها الظابط يعيد سؤاله ثانياً على سمع “عبد الحميد” الصامت، و عينيه على زوجته التي تستجديه بأعينها الباكية مرددة..
“رد على حضرة الظابط يا أخويا”..
نطقت بها “مني” بصوت جاهدت لأخراجة طبيعيًا، و لكنه خرج مرتجف بعض الشيء..
و لكن” عبد الحميد ” ظل على وضعه بل أن عينيه بدأت تزرف الدموع دون بكاء، فنفجرت مني باكية وهي تقول موجهه حديثها للظابط..
“اعذرنا يا سعادة البيه.. اصل اللي حصلنا كان صعب أوي”..
الظابط بتفهم.. ” أنا مقدر يا حاجة، و علشان كده سبتك مع الحج و أنا بحقق معاه”.. نظر ل “عبد الحميد ” و تابع بعملية.. “بس لازم تتكلم و تساعدنا يا حاج عبد الحميد علشان نقدر نقبض على اللي عمل فيكم كده”..
“هقولك مين اللي عمل فينا كده يا حضرة الظابط”..
نطق بها “عبد الحميد” بصوت متعب، و لكنه غاضب دب الفزع و الهلع بقلب” مني” التي ارتجف بدنها بقوة حتي أصبحت أسنانها تصطك ببعضهم بعنف..
…………………………………….. سبحان الله ????…….
” آية “..
ايقاظها صوت جرس الباب فنهضت بكسل، و سارت بضعف نحو باب الشقة فتحته و من ثم شهقت بفرحة حين وجدت “تهانى و ابنتيها” أمامها..
“طنط تهاني”.. قالتها و هي تقترب منها وتعانقها بقوة، و عينيها تبحث عن منقذها..
“ازيك يا آية.. عاملة أيه يا بنتي”..
قالتها “تهانى ” وهي تبادلها عناقها بحنان…
“الحمد لله على كل حال”.. نطقت بها “آية” بصوت اختنق بالبكاء، و ابتعدت عنها و عانقت” ندي و نهاد” واحدة تلو الأخرى مرددة بترحاب..
“أهلاً وسهلاً اتفضلوا” ..
“لا أهلاً و لا سهلاً يا ست يويو يلي رقمك اللي اديتهولي دايمًا مقفول”..
نطقت بها” ندي ”  بعتاب، فبتسمت لها” آية “ابتسامة حزينه متمتمة..
” أنا اللي قافلة التليفون يا ندي.. اعذريني غصب عني والله”..
وضعت”ندي” هاتف بيدها، و هي تربت عليها بحنو مرددة بشقاوة..
“ولا يهمك.. أبيه نوح جبلك تليفون مفتوح و هو على السماعة على فكرة عايز يطمن عليكي “..
توردت وجنتي “آية” بحمرة قاتمة، و أمسكت الهاتف بلهفة فشلت في اخفائها، و تنقلت بنظرها بينهم بأعين جاحظة وهي تقول.. “نوح على التليفون؟!!”..
“أيوة.. قال إن اخوكي اكيد راح الشغل فمرديش يطلع معانا.. ردي عليه يا بنتي”.. نطقت بها” تهاني”  و هي تجلس على أقرب اريكة بجوار ابنتيها..
حبست” آية ” أنفاسها، و رفعت يدها التي بها الهاتف على أذنها ببطء، تسارعت نبضات قلبها حين وصل لسمعها صوت أنفاس “نوح” المتهدجة، و من ثم صوته المدمر يهمس بأسمها قائلاً..
“آية.. أخرجي البلكونة أنا تحت البيت”..
صمت لوهله و تابع بشتياق..
“عايز أشوفك”..
هرولت مندفعة بخطي راكضة نحو أقرب نافذة و فتحتها دون انتبهها لهيئتها، و شعرها المنسدل على وجهها، و منامتها الفيروزي الشتوية، وقفت خلف الستار تبحث بقلبها قبل عينيها عنه..
كان “نوح” يسير ذهابًا و إيابًا بتوتر، و نفاذ صبر حتي أخيراً لمح جميلته، فتوقف عن السير و عينيه مثبته عليها ترمقها بنظرته العاشقة التي تدفعها للإنهيار..
“أنتي كويسة؟!”..
قالها بقلق حين لمح نظرتها التي تستجديه أن لا يتركها، و بهمس من بين شهقاتها قالت..
“لا.. أنا مش كويسة يا نوح”..
“فيكي أيه يا عيون يا نوح”.. قالها “نوح” بقلب ملتاع، و هو يكور قبضة يده ويعتصرها بعنف، و يجاهد بصعوبة بالغة حتي لا يقطع المسافة بينه وبينها راكضًا و يخطفها داخل حضنه بعناق محموم ربما يحطم عظامها..
همت “آية” بالرد عليه إلا انها شهقت بصدمة حين لمحت سيارة “يوسف ” تقف بالقرب من منزلها .. 
يتبع…..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول النوفيلا : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!