Uncategorized

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية العربي

 رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية العربي

تجلس حياة فى جناحها ويجلس بجانبها رحيم ينشغل بتلك اللعبة بينما تجلس امامها مروة تنظر لها باشتياق مردفة _ وحشتيني اوى يا بت يا حياة … تعرفي انا كنت زعلانة منك ومكنتش ناوية اكلمك تانى … بس مهونتيش عليا .
تنهدت حياة مردفة باعتذار _ حقك عليا يا مروة انا فعلا غلطانة ليكي … بس غصب عنى حصلى امور كتير بجد مكنتش قادرة حتى اتكلم فى الفون … طمنيني انتى عاملة ايه !… والبت نور الشقية دى شكلها هتشرفنا قريب ؟.
ابتسمت مروة وهى تضع يدها على رحمها مردفة بحب وحنين _ لسة شوية … مانتى لو بتسألى كنتى عرفتى … تعرفي انا لولا عوف هو اللى بلغنى بلي حصل وقالي اجى اقف جنبك انا كنت عملتلك بلوك .
اتسعت عين حياة مردفة باندهاش _ بلوك ! … كدة يا مروة هي حصلت … على العموم حقك عليا يا ستى .
تنهدت مروة مغيرة حديثها تردف _ هو عامل ايه ! … قصدى ابوكى بقى احسن ؟ 
نظرت لها حياة بترقب ثم اومأت بصمت … اردفت مروة تستكمل _ تعرفي عوف بيقول انه وقف قدام الحرامى ده قبل ما الطلقة كانت بعد الشر توصلك … العمال فى الجيم بيحكوا عن الموضوع … وشايفين ان اللى حصله ده عدل ربنا … بس بردو صعب عليا … كله من الحية مراته يالا اهى مرمية دلوقتى وزى ما عملت فيكي اتعمل فيها .
انكمش وجه حياة واردفت بطيبة _ اللهم لا شماتة يا مروة … هتصدقيني لو قلتلك انها صعبت عليا جدااا … لو كنتى شوفتى نظرتها والمسعفين بينزلوها من الاسعاف … كلها كسرة وزهول ورهبة … انا فعلا شفقت عليها … هى مهما كان غريبة وانا بالنسبة ليها بنت ضرتها … لكن ابويا يا مروة ! … الانسان الوحيد اللى كنت متخيلش انى اسامحه طول عمرى … ولا اسلام وسارة يا مروة … نفسي اعمل علشانهم اي حاجة … هما دلوقتى حالتهم صعبة اوى …. نفسي افرح سارة واسلام .
تنهدت مروة مردفة بتساؤل _ اللا قوليلي يا حياة هو اسلام اخوكى مرتبط بحد ؟ … او بيحب يعنى ولا حاجة ! .
ضيقت حياة عيناها مردفة بتعجب _ لاء . ليه ؟ 
اومأت مروة مردفة _ تعرفي عم محمود جارى … عنده بنت فلقة قمر … ادب واخلاق وتعليم عالي … فى اخر سنة اداب … بس يا حبيبتى كان اتكتب كتابها على واحد واطى وعريسها هرب قبل الفرح بيوم … ولما سألوا ودوروا لقوه مفضي الشقة اللى اتفرشت واخد كل حاجة منها وهرب ومحدش عرف يوصله … واطلقت من المحكمة بس يا حبيبتى من يومها وهى بترفض اي عريس يتقدملها … ياريت تبقي من نصيب اسلام … تبقى العقربة الفت دى دعياله .
ترقبت حياة مستفهمة _ مش بتقولي بترفض العرسان يا مروة … هتقبل باخويا يعنى ! … وبعدين اسلام بيتهيألى مش هيوافق فى موضوع ارتباط خالص دلوقتى .
اومأت مروة بحماس _ يا ستى انا حقنعها بس هو يوافق …. ياريت دانا قلبي عليه … لما تطمنوا على ابوكى … افتحى معاه الموضوع …. 
تنهدت مستكملة _ سيبك بقى من كل ده واتجدعنى …. عايزين نخاوى الواد ده .
تذكرت حياة امرها فشردت قليلا بوجه عابس جعل مروة تتعجب مردفة _ اللا  … بت يا حياة مالك ! … انتى مخبية عنى حاجة ؟
نظرت لها حياة بترقب مردفة بابتسامة هادئة _ لاء يا مروة … سرحت فى كلامك …. انا فعلا نفسي يا مروة … نفسي اوى … بس كل شئ بأوان … ربنا يقدم اللى فيه الخير .
اومأت مروة مؤيدة _ ونعم بالله … هو انتى هتروحى المستشفى النهاردة ؟
اومأت حياة مردفة _ ايوة … عمران بيخلص كام حاجة وراه وهييجي ياخدنى ونروح … وبردو هعدى على سارة واسلام اطمن عليهم .
اومات مروة ووقفت لتودعها فى تلك الاثناء طرق عمران الباب فسمحت له حياة بالدخول ..
دلف عمران يبتسم لمروة بهدوء مردفاً _ ازيك يا مروة  … اخبارك ايه ؟
اومأت مروة بهدوء _ الحمد لله بخير … عن اذنكوا … همشي انا يا حياة علشان متأخرش على عوف زمانه راجع من الشغل .
اردف عمران بترقب _ عوف تحت يا مروة … هو كان جاي ياخدك وانا قابلته فى الطريق وجينا سوا .
اومأت مروة بحماس وودعت حياة واخذت معها رحيم توصله لثريا كما طلب منها عمران ونزلت لزوجها الذى ينتظرها خارجاً ..
بينما اقترب عمران من حياة التى يظهر على ملامحها التعب مردفاً وهو يقترب منها ويسحبها لعنده بحب _ عاملة ايه ؟
اومأت وهى تبتعد بهدوء _ كويسة .
احس بها … هو يعلم جيداً سبب حزنها المضاعف … سيخبرها لكى ترتاح قليلاً ويزول هذا الشك الذى ولد بينهم .
ابتعدت قليلاً مردفة وهى تتجه الى خزانتها _ عمران … انا هغير هدومى علشان نروح المستشفى .
اتجه اليها يتناول معصمها مردفاً بهدوء _ حياة ! … ممكن نتكلم شوية ؟
نظرت له بتعجب وخوف مردفة _ الوقتى ! .
اومأ لها فاتجهت معه تجلس على الفراش وجلس هو بجانبها يمسك كفيها بين يديه يبث دعمه لها مردفاً بتوتر _ عايزة تعرفي انا حطيت لك حبوب منع الحمل ليه ؟
نظرت له مطولاً … تخاف من معرفة السبب ولكنها اومأت بهدوء … تنهد ساحباً شهيقاً طويلاً ثم اردف بحزن _ فاكرة لما وقعتى فى قسم الشرطة … لما روحنا على المستشفى وعملولك فحص شامل طلع فيه مشكلة صغيرة …. بس مش عايزك تقلقي خالص … الدكتور طمنى وقالى ان المشكلة دى هتتعالج بالادوية … ومافيش منها اي خوف وانها منتشرة جدااا … هو صحيح طلب منى نأجل موضوع  الخلفة شوية لما اطمن عليكي … بس بجد مافيش اي قلق ..
كانت تستمع له بهدوء عكس رعبها الداخلى … اردفت بتساؤل وملامح باردة _ مشكلة ايه ؟
نظر لها بقوة … ضغط على كفيها مردفا بحب وخوف وارتباك  _ عندك صمام ضيق … وده بسبب حمى روماتيزمية حصلت معاكى وانتى صغيرة وللاسف كان المفروض تاخدى ادوية مناسبة بس ده طبعا محصلش ….هنستمر على الادوية لفترة وهنتابع مع الدكتور اي جديد … وحتى انا علشان اطمن اكتر تواصلت مع دكتور مجدى يعقوب … وبعتله الايكو والرد وصلنى اننا نعيش حياتنا بشكل طبيعي جدا … وحتى مافيش داعي نأخر الحمل زى ما بلغنى الدكتور التاني 
كان ينتظر رد فعلها بحذر وخوف … ولكنها اردفت بهدوء وتعجب _ بس كدة ! 
اومأ مستغرباً فاكملت ضاحكة _ حرام عليك يا عمران … انا فكرت حاجة كبيرة … بس بسيطة الحمد لله … ده انا كنت متوقعة انى هيطلع عندى بلاوى … ده كدة يعتبر انا اقل واحدة حصلها مضاعفات من اللى فى الدار  … لو كنت شفت الاطفال اللى معانا فى الدار والحياة الصعبة اللى عشناها كنت هتتأكد اننا عايشين بستر ربنا … فعلا ربنا رحيم اوى … ايه يعنى صمام ضيق … المهم ان القلب شغال … واللى يأكدلي كدة ان بيدق ليك … بس ده ميمنعش انى ازعل اوى لانك كذبت عليا وكنت سبب فى كل الفوضى اللى حصلت  دي .
نظر لها بزهول … هل تقبلت الامر هكذا دون اي حزن او قهر ! … هذا جيد ولكنها تتمتع برضا غريب حقا … كيف لها ان تتقبل الامر بتلك السهولة ؟
اقترب منها وهو يضع وجهها بين كفيه مردفاً بتساؤل وقلق _ حياة !! … انتى كويسة  ! … يعنى بجد فاهمة كلامى ! .. انا عارف انى غلطت وغلطتى كان عقابها كبير اوووى … بس انا كنت خايف من لحظة معرفتك … كنت خايف اقولك تتعبي اكتر وتتوجعى …. كنت خايف جدااا عليكي وده  اللى خلانى عملت كدة .
اومأت بتفهم مردفة بابتسامة هادئة _ لاء طبعا … بالعكس انا لازم اشكر ربنا على حاجات كتير حلوة حصلت معايا واهمها انت .
نظر لها بحب … احتضن رأسها داخل صدره بحنين … يعتصرها بقوة مردفاً بثقة وصدق _ انتى اللى احسن حاجة حصلت فى عمرى كله … انتى حلو حياتى … انا بوعدك هنتخطى الازمة دي … انا كمان نفسي جدااا ربنا يرزقنى طفل منك … بنوتة تكون تشبهك بالمللي … وهكتفي بيكو انتى ورحيم وهي من الدنيا كلها … حياة انتى غالية عندى جدااا … عايزك دايما تضحكى … عايزك مبسوطة وعايز اعوضك اي خوف او حزن شوفتيه .
احتضنته بقوة هى الاخرى … تخفى وجهها داخل صدره … نزلت منها دمعة حارقة وكأنها جمرة نار نزلت على قلبه … ابعد رأسها يطالعها بصدمة وهى تحاول اخفاء وجهها عنه كي لا يراها …
صمت عن الحديث ولكنه مرر شفتيه على دموعها بحب وحزن وألم … يتفهم وضعها جيداً … قبّل بهدوء عيناها التى تبكى فتوقفت عن البكاء …نزل بشفتيه قليلا يقبل وجنتيها التى تنجرف من عليها الدموع فجفت … اتجه يقبل انفها بحب ثم نزل بشفتيه الى جانب فمها يقبله بهدوء اثار قشعريرة اسفل معدتها مردفاً بحب ولهفة واشتياق ورغبة حركت غريزته الرجولية بها _ هنسميها ايه ؟
عضت على شفتيها بخجل وتوتر وهى تلوى فمها بابتسامة خجولة من اثر مشاعره التى استحوذت على قلبها فطمأنته وااستحوذت على جسدها فخدرته  .
اردف برغبة وهو ما زال مقرباً شفتيه من فمها _ طب عايزة كام واحد ؟
ضحكت رغماً عنها مفرجة عن شفتيها الذى تناولهما فى قبلة شغوفة يبث بها عشقه وجنونه بها ولهفته عليها … تجاوبت معه ونست حزنها قليلا وهي تحسس على شعره بيديها بنعومة واغراء اهلكه وهو يتعمق فى قبلته اكثر مستمتعاً بفاكهته المحللة ..
اندمجا فى عالم خاص بهما … انساها هو ما مرت به فى الايام السابقة …نسى معها حالته وتشتته واصبح عاشقاً لها مرة اخرى فوق عشقه عشسقاً … فى كل مرة يقترب منها يمتلك ويكتشف جزءاً جديداً في قلبها … لقد كان يعيش في توتر وصراع بينه وبين نفسه … وقرر التواصل مع الجراح المشهور دكتور مجدى يعقوب وحين اتاه الرد تهللت اساريره … وصمم ان ينسيها الحزن ويبث لها عشقه وشغفه بها … 
بعد نصف ساعة تغمض حياة عيناها بخمول وهى تتوسط صدره وتنام عليه بطمأنينة وهو يأخذها بين ذراعه ويملس بيده على ذراعها مردفاً براحة وحب _ حياة ..
تمتمت بصمت فاكمل _ تحبي نروح نعيش في شقتنا ! .
فتحت عيناها مردفة بتساؤل _ ليه بتقول كدة ؟
تنهد مردفاً بحب _ يعنى لو حاسة انك مش مرتاحة هنا … او قلقانة او حاسة بضغط … كدة كدة الحمد لله اكتر اتنين كنت خايف عليكي منهم خدوا جزاءهم … فلو تحبي او ترتاحى انا معنديش مانع .
مالت بجزعها عليه مردفة بتعقل _ لاء يا عمران … انا مرتاحة هنا جدااا … هنا وسط عمى يوسف وماما ثريا … حتى يحيى والاولاد … انا معرفش اعيش لوحدى … انا بكون فرحانة وانا وسط عيلة واهل … وبعدين انا هنا قريبة من سارة واسلام كمان .
اومأ وهو يقبل جبينها بحب مردفاً _انا كمان زيك … مش حابب اسيب بابا وابعد … بس قلت اسألك لان ممكن تكون دى رغبتك .
اومأت تردف متذكرة _ عمران … افتكرت حاجة كنت عايزة اسألك عليها … هو صالح هيتجوز قريب ! 
تعجب عمران من سؤالها مردفاً _ وايه المناسبة ؟
تافأفت بحنق طفولي مردفة _ قول يا عمران بقى متجاوبش على سؤالي بسؤال .
تنهد مردفاً بطاعة _ حاضر يا ستى  … بس تقريبا كدة صالح مش هيكمل فى الخطوبة دي … هو قال انه مش مرتاح معاها … وانا كمان بصراحة مش مرتاحلها ..
اردفت بحماس وتسرع _ وانا كمان .
تعجب ينظر لها مردفاً بمشاكسة_ وانتى كمان ايه ! …هي حفلة .
اردفت بهدوء وتروى _ احم … قصدى يعنى انى مرتحتش ليها خالص … صالح مش كدة ابدا … صالح عايز بنوتة رقيقة وطيبة ومتواضعة … صالح يستاهل احسن من سالى الملزقة دي .
اغتاظ من حديثها المادح لصديقه قائلا بحدة _ حياة ! … مالكيش دعوة بحد غيري … ومتمدحيش فى حد غيري … تمام ! .
ضحكت بمرح مردفة برقة ودلال وهى تقبل وجنته  _ هههههه افهم بس … انا اقصد انه محتاج بنوتة تفهمه وحلوة زي سارة .
تعجب عمران مردفاً بتساؤل _ سارة ! 
اردفت حياة بحدة كاذبة _ ايوة سارة … مالها اختى دي ست البنات ويا سعده يا هناه اللى هيتجوزها … بجد يا عمران انا شايفة انهم لايقين على بعض جداا .
شرد عمران يفكر ثم اردف مؤيداً _ تعرفي … عندك حق فعلا … بس افرضى اختك ست البنات يا ترى هتوافق ! .
اردفت بحماس وفرحة _ ملكش دعوة انا هقنعها بس شوف انت صاحبك بس .
ضحك عليها مردفاً وهو يعتصرها يريد ادخالها بين ضلوعه بقوة _ ماشي … نشوفه … حاجة تانية يا حياة هانم ! 
ابتسمت بخجل مردفة براحة وطمأنينة  _ لاء … شكرا …. بس يالا بقى علشان نروح المستشفى .
اردف بخبث ومكر _ ماشي بس انا جعان .
اردفت ببراءة وهى تقف لتغادر _ طب يالا واكيد تحت عاملين الغدا .
امسكها من معصمها قبل ان تبتعد مردفاً وهو يسحبها للفراش مجدداً  ويعتليها _ لاء انا بحب اتغذى على الحلويات .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى المشفى تقف سارة مع شقيقها امام نافذة العناية يتطلعان الى جسد والدهما الموضوع تحت الاجهزة … لم يفق بعد ولكن حالته مطمئنة حيث اخبرهما الطبيب ان من الممكن افاقته فى اي وقت .
تنهدت سارة مردفة بحزن جلي على وجهها _ روح انت يااسلام وانا هفضل معاه … روح علشان تنام انت من امبارح منمتش .
مسح اسلام على وجهه بكف يده مردفاً بتنهيد وارهاق  _ مش مصدق يا سارة … فى لحظة كدة كل حاجة اتبدلت …. كنت بتمنى ماما تتقبل حياة وتعتذر ليها … كنت بتمنى تعترف بغلطها زمان … الفت هانم ! … الست القوية والعنيدة واللى عمرها ما اظهرت ضعفها قدام اي حد …. يبقى ده حالها …معقول ! … والّا بابا … وحالته اللى الله اعلم مصيره ايه … انا خايف يا سارة وحاسس ان ظهرى اتقسم .
ربتت سارة على كتفه بحنو مردفة بتروى وتريث _ تفاءل خير يا اسلام … اومال انا هستقوى بمين ! … انا مبقاش ليا غيرك دلوقتى … بابا هيبقى كويس متقلقش … وحياة هتسامحه هى قلبها ابيض وهتنسى اللى حصل زمان وانا وانت معاها …. فكر بايجابية هتلاقي كل الامور هتكون افضل … اما ماما بقى فأنا بجد مش عايزة افكر … كل اللى اقدر اقوله ان ربنا يتولاها ويسامحها … لحد دلوقتى مش قادرة اتخيل انها كانت عايزة تقتل حياة .
اومأ اسلام لاخته بصمت … فحقد والدته وكرهها لحياة جعلها تقبل على جريمة بشعة اوصلتها الى ما هى عليه الان وكتبت نهايتها بابشع طريقة تتخيلها .
وصلت حياة مع عمران اللى المشفى وولجت معه الى الرواق حيث يقف اسلام وسارة بآخره … 
اتجهت مسرعة الى سارة تحتضنها بقوة وحنين مردفة _ عاملة ايه النهاردة ! … وهو عامل ايه ؟
اومات سارة مردفة بهدوء وهى تبتعد قليلا _ الحمد لله يا حياة … بخير .
اتجهت حياة تحتضن اسلام تحت نظرات عمران المصدوم مردفة بحنو _ اسلام ! … ازيك يا حبيبي … عامل ايه 
بادلها العناق بأخوة وهو يربت على ظهرها بحنو مردفاً _ بخير طول مانتى بخير .
ابتعدت عنه وخطت تنظر لوالدها من خلال النافذة بينما نظر عمران لاسلام نظرة حارقة … هو الى الان لم يتقبل ان تحتضنه هكذا امام عينه … لا يتقبل فكرة عناقها لشخص غيره حتى لو كان يدعى شقيقها .
ابعد اسلام نظره عن عمران فهو يعلم ان ابن عمه متملك وغيور عندما يتوقف الامر عند حياة .
اما هى فوقفت تنظر بشرود الى والدها عبر النافذة … سقطت دمعة دافئة من عيناها … مسحتها حتى لا يراها احد … تنظر له وتحدث نفسها قائلة ( قوم بقى … قوم عايزة اطمن عليك واعاقبك … انا طلع عندى صمام ضيق ! … وقال بسبب انى متعالجتش وانا صغيرة ! … تفتكر لو كنت معاك واتربيت فى حضنك كنت عالجتنى ؟ … كنت اهتميت بيا ! … مظنش .. بس تعرف … اكيد كنت هبقى مختلفة عن طبيعتى … ممكن كنت تربيني على الانانية والغدر ! … او كنت تربيني على الخوف … او كنت تهملنى علشان خاطر مراتك … تعرف … كويس انى اتربيت فى ملجأ … يمكن ده سبب انى اتعرفت على عمى بطريقة تانية وقابلت عمران وحبيته … يمكن لو كنت معاك مكنش حصل كل ده … ولو على اللى شفته فأنا مش هقدر انساه … للاسف الجزء القاسي والسئ في حياتى صعب يتمحى … بس يكفى ان معايا حد بيحبنى زي عمران … هو هيداويني انا عارفة … قوم يا بابا … انا مسمحاك … مسمحاك لان حكمة ربنا فى انى اتربى فى ملجأ كانت ليا افضل اكيد من تربيتى فى وسط انسانة كارهة وجودى ومع اب ضعيف زيك … مسمحاك لانك كنت ضعيف لدرجة انى اشفق عليك … مسمحاك لانى عايزة انسى كل الحزن والوجع ده وابدأ من جديد ) .
كفكفت دمعة اخرى نزلت وهى تتكلم بداخلها تلك الكلمات …. رآى عمران حركة يدها فعلم انها تبكي … ذهب اليها يضع ذراعه على كتفيها بحب ودعم … وقفت تواليه ظهرها كي لا يرى دموعها …
نداها بصوت هادئ حنون _ حياة ! .
التفتت تنظر ارضاً فسحبها لعنده يحتضها بحنو ويربت على ظهرها مردفاً بطمأنينة _ كل حاجة هتبقى تمام … مش عايزك تبكى تانى … كفاية عليكي بقى … نصيبك من الحزن خلص …  وبعدين انا عاملك مفاجأة جامدة جداا  بس بعد ما نطمن على عمى .
هدأت قليلا مردفة بتساؤل وترقب وهى تبتعد وتنظر لعينه بحب _ ايه هي ! 
مال عليها يهمس فى اذنها بصوت هادئ _ رحلة سياحية … انا وانتى وبس .
اعتدل يغمز لها بطرف عينه فهزت رأسها يميناً ويساراً بقلة حيلة مردفة بهمس حتى لا يسمعها اسلام او سارة _ ده وقته يعنى ! .
مال عليها مجددا يردف بهمس ومكر _ خدى بالك انى لسة عريس … ده لولا اللى حصل واللى لسة بيحصل انا كنت عملت وسويت .
ابتعدت تنظر له بعيون متسعة تردف بزهول _ عمران …عيب كدة … احنا فى المستشفى .
وضع اصبعيه  يغلق فمه كالسحّاب دليل على صمته واسفه بطريقة كوميدية وابتعد عنها حتى لا يفقد تعقله اكثر من ذلك ..
عادت تنظر لوالدها الذى فجأة اهتز جسده بعنف مما جعل عيناها تتسع مردفة برعب _ بابا .
يتبع…..
لقراءة الفصل الثلاثون والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد