Uncategorized

رواية المقهورة الفصل الأول 1 بقلم سيد داوود المطعني

 رواية المقهورة الفصل الأول 1 بقلم سيد داوود المطعني
رواية المقهورة الفصل الأول 1 بقلم سيد داوود المطعني

رواية المقهورة الفصل الأول 1 بقلم سيد داوود المطعني

_ هو انتي مفيش عندك دم يا ولية ولا ايه؟
_ ليه يا بنتي بتقولي كده، حرام عليكي أنا أد أمك..
_ يا ولية أنا زهقت منك، أمشي من هنا يلا .. 
(الست عايدة عينها بدأت تدمع .. حاسة بالإهانة، كرامتها بدأت تتبهدل من مرات ابنها، والتانية واقفة لها على الباب مش عايزاها تدخل)
_ يا بنتي حرام عليكي، أنا ليا تلات ساعات في الطريق ومشيت على رجلي مسافة طويلة لما عرفت إن ابني هنا..
_ ابنك ليه أسبوع هنا، ولو كان عايز يشوفك، كان راح لك لحد عندك في البيت، لكن هو مش عايز يشوف خلقتك …. يلا بقى غوري من هنا، أنا عاملة عملية ومش قادرة أناكف معاكي.
(ايه القسوة اللي بتتعامل بيها دنيا مع أم جوزها)
عايدة واقفة والدموع هتتفجر من عينها، لأنها سامعة صوت ابنها جوة بيضحك وبيهزر، لكن مراته بتمنعها من الدخول..
عايدة هزت دماغها، وكانت مليانة حزن وأسى وهي بتبص على دنيا، اللي واقفة شمتانة فيها..
_ ابني كان كويس، كان مطيع، كان هادي، بس من يوم ما اتجوزك وحاله اتغير .. حرمتيني منه … روحي يا بنتي … إلهي ربنا يحرمك من كلمة ماما زي ما حرمتيني من ابني..
(دنيا بتضحك عليها بسخرية)
_ يحرمني من كلمة ماما ازاي يا ولية، ده أنا لسة مخلفة عيل زي القمر، وهجيب غيره وغيره .. يلا يا حبيبتي من هنا شرفتينا..
(دنيا بتقفل الباب بقوة في وش عايدة، الأم المسكينة، اللي جاية من مشوار طويل علشان تشوف ابنها)
عايدة بصت ع الباب وعيونها بتخر دموع، ونزلت من على السلم وهي بتبكي بصوت مسموع..
كانت فرحانة أوي إنها هتشوف ابنها الكبير، اللي ليه سنة ونص من يوم ما اتجوز وقطع علاقته بيها..
كان نفسها تشوف ابنها وتاخده في حضنها رغم كل اللي حصل..
كانت بتتمنى تشوف حفيدها، وتحضنه وتبوسه، وتخلي المية ترجع لمجاريها..
لكن المستبدة اللي اسمها دنيا، سبب كل المشاكل واقفة للمرة المليون بين جوزها وبين أمه واخواته.
(عايدة نازلة على السلم وهي بتبكي، وبتدعي على دنيا، دعوات شديدة، قاسية، لدرجة إنها مش عارفة نفسها بتدعي بتقول ايه)
_ ربنا ينتقم منك يا دنيا .. ربنا يحرمك من الأولاد زي ما حرمتيني من ابني .. ربنا يحرمك من سماع كلمة ماما زي ما حرمتيني من ابني .. ربنا ينتقم منك يا دنيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عايدة ماشية في الطريق، راجعة مش شايفة حاجة قدامها، لدرجة نسيت تركب أي مواصلات..
سايبة رجلها تمشي لوحدها، مشوار طويل وهي تايهة، وبتبكي، وتدعي على دنيا..
ماشية بتتكلم مع نفسها..
_ أعمل ايه يا ربي؟ وأقول لهشام ابني ايه؟ أكيد هشام هيسألني كنتي فين؟ أكيد هيعرف اني كنت عند أخوه .. ولادي هيزعلوا إني رحت له..
أعمل ايه ياربي .. ربنا ينتقم منك يا دنيا
وقبل ما توصل البيت بمسافة صغيرة، أغمى عليها في نص الشارع..
الناس بدأت تجري عليها، ورفعوها مع بعض، وأخدوها على بيتها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بيت أهل دنيا..
كان فريد قاعد وسط أهل مراته، بيضحك ويهزر مع كل اللي حواليه..
أبو دنيا وأمها وأخواتها، وصوتهم عالي جايب لآخر الشارع.
فريد بيبص على دنيا مراته بيكلمها.
_ أنا هروح أسلم على أمي واخواتي يا دنيا بالليل، هسلم عليهم قبل ما أسافر.
(دنيا سمعته بيقول كده، وانفجرت فيه)
_ نعم يا فريد .. أمك واخواتك مين دول اللي تسلم عليهم ..تروح لهم ازاي وهما عارفين إني ولدت، وعارفين انك هنا، ومفيش حد فيهم فكر ييجي يقول لك مبروك أول طفل ليك.
_ أكيد ميعرفوش يا دنيا.
(دنيا بتوسع عينها وتبص له بغضب)
_ لا عارفين يا فريد .. الست جارتهم كانت هنا الصبح، و دي بتحكي لهم عن كل حاجة
_ يا دنيا مش هينفع .. أنا ليا سنة ونص مشفتش أمي.
(دنيا بتزعق فيه بغضب)
_ فرررريد .. اسمع الكلام، دول ناس استغلاليين .. عايزين يستغلوا فلوسك، عايزينك تصرف عليهم
_ متقوليش كده يا دنيا دول أهلي.
_ ما تسمع الكلام يا فريد بلا أهلي بلا زمالك .. ولا انت عايز تعصبني، والعصبية دي خطر على ابنك.
_ لا لا لا .. ولا تتعصبي ولا حاجة .. أنا هقوم أجهز شنطتي أحسن 
_ وانا بقول كده بردو، علشان لما ييجي ميعاد السفر تكون جاهز يا حبيبي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بيت عايدة، كان ولادها حواليها بيفوقوها، هشام وخالد وسهيلة..
هشام كان في أواخرالعشرينات من عمرمه، وكان متعصب خالص، وحاسس إن أمه راحت هناك، واتعرضت لكلام سخيف..
سهيلة في منتصف العشرينات وكل همها إن أمها تفوق.
وخالد طالب في ثانوية، مش عايز غير شوية هدوء في البيت علشان يعرف يركز، ومش فارق معاه حاجة.
(عايدة بدأت تفوق، وتبص حواليها، وبتهرب بعينها من هشام، وسهيلة بتجري عليها تحضنها)
_ يا حبيبتي يا ماما .. الحمد لله انك بخير
(عايدة عيونها بتذرف دموع كتير وهي ساكتة، وبتهرب من عين هشام)
_ قومي يا ماما قومي 
(عايدة بتبص على هشام .. بتتمنى إنه ما يعاتبها ع اللي هي عملته ولا يسألها كنتي فين)
_ انتي مش عايزة تبصي عليا ليه يا ماما؟ هو انا زعلتك في حاجة؟
(عايدة بتهز راسها من غير ما تتكلم، بمعنى كلمة لاء .. مفيش زعل)
_ أومال مش عايزة تبصي لي ليه؟
(عايدة مش بتتكلم)
_ تمام يا ماما أنا كده فهمت .. علشان أنا أكتر حد حافظك في البيت كله، وأكيد انتي روحتي عند زفتة الطين اللي اسمها دنيا دي، علشان تشوفي الدلدول ابنك الكبير
(عايدة بتصرخ فيه علشان يسكت)
_ خلاااص .. مش قادرة استحمل كلام تاني.
_ أنا مش هضغط عليكي يا ماما، مش هعاتبك، ولا هقولك بتعملي كده ليه في نفسك وفينا … بس أقسم بالله، لأخليهم كلهم يندموا ع الموقف ده، ومن غير ما أعرف عملوا معاكي ايه.
(هشام خارج برة مندفع، وعينه مليانة شر)
عايدة بتنادي عليه مع البكاء.
_ يا هشااااااااااااام .. أرجوك يا ابني متتعبنيش أكتر من كده.
(عايدة أغمى عليها تاني، وسهيلة صرخت، وهشام رجع جري .. وكان عارف إن أمه مش مغمى عليها، بس هي عملت كده علشان تخليه يرجع)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بيت أهل دنيا..
فريد بيجهز شنطته، ودنيا بتحكي لأمها ع اللي حصل، وشايلة الطفل الصغير بين إيديها.
_ دي ولية مقرفة، قال جاية تسلم على ابنها، وتشوف حفيدها..
_ الحمد لله إن فريد مسمعش صوتها، وإلا كان هيخرج لها، ومش بعيد يروح يقعد عندها يومين.
_ مستحيل أخليه يقعد معاهم، ده ممكن يسيب لهم فلوس كتير.. والفلوس دي من حقي أنا وابني.
_ كويس انه هيسافر خلاص، علشان متقعدش تقرفنا كل شوية الست اللي اسمها عايدة دي.
_ دي مقرفة بشكل يا ماما .. تصوري ان الست دي كانت بتدعي عليا..
_ ان شالله تنشك في قلبها .. دعت عليكي بإيه الولية الفقرية دي
_ قالت لي ربنا يحرمك من كلمة ماما، زي ما حرمتيني من ابني
(الأم بتضحك)
_ الست دي شكلها اتجننت، هيحرمك من الأمومة ازاي، واهو ابنك، زي القمر المنور.
(فريد طالع بشنطتها هدومه، بيركنها على جنب في الصالة، وبيبص على ابنه … لاحظ إنه بيستفرغ حاجات لونها أبيض من بؤه)
_ الولد ماله يا دنيا؟
_ ماله يا فريد ما اهو كويس 
(دنيا بتبص على ابنها، لاحظت إنه بيستفرغ حاجات لونها أبيض كتير من بؤه، ومبهدل الدنيا، وهي مش حاسة بحاجة)
دنيا بدأت تصرخ، وقامت تعدل نفسها، وتخلي أمها تشوفه
_ شوفي كده يا ماما .. ده بيرجع ليه كده..
(جسم الطفل بدأ يسخن، وصدره بيطلع وينزل، ومش بيبطل ترجيع)
دنيا بتصرخ، والكل أخدوه ونزلوا بيه جري على أقرب دكتور أطفال والولد مش بيبطل ترجيع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عيادة الأطفال..
(الدكتور شاف الطفل، وراح بسرعة ضرب له حقنة لوقف الترجيع، وبص على دنيا يسألها)
_ آخر مرة الطفل رضع فيها امتى؟
_ من حوالي ساعة يا دكتور..
_ أنا شاكك إن لبن الرضاعة مسمم.
_ مسمم ازاي يا دكتور؟
_ هو بيرضع طبيعي ولا صناعي.
_ طبيعي يا دكتور
_ يبقى لازم تعملي تحاليل حالا، وهكتب له على لبن يمشي عليه لحد ما نتأكد
(دنيا هتتجنن .. الطفل له أسبوع مش بيشتكي، وبيستجيب للرضاعة، ومفيش أي مشاكل، ايه اللي حصل له النهاردة)
دنيا بتشيل ابنها، وفريد بياخد الروشتة، والورقة اللي فيها التحاليل المطلوبة، ولسة بيخرجوا من باب الكشف .. كان الطفل مات في إيد دنيا.
(دنيا بتصرخ)
_ ابني يادكتور .. شوف ابني ماله.
(الدكتور بيبص عليه، وبيرفع راسه بكل أسى وبيبص لهم)
_ ربنا يشفعه فيكم ان شاء الله، ويعوضكم عنه.
_ ابني مات … لاااا .. مستحيل يا دكتور .. ده كان كويس.. مستحيل يكون مات..
(دنيا كانت هتتجنن عليه، مش متخيلة انه كان بين إيديها ليه أسبوع، وفجأة يموت منها)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع ……
لقراءة الفصل الثانى : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد