Uncategorized

رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثامن 8 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثامن 8 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثامن 8 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثامن 8 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

إلى أقرب “مطعم ” أخذها “زيد” وإشترى لها بيتزا كانت سعيده جدا أنها تتناول بيتزا بعد مده طويلها
قضتها فى تناول طعام منزلى تقليدى كانت من عشاق الوجبات السريعه وإشتاقت فعلا لها لكن من
ضمن القواعد التى تطبقها “ونيسه” أن لا يدخل المنزل أى وجبات خارجيه نهائى وهذا شامل اولادها
لم تفكر فى شئ وهى تلتهمها بنهم ولم تلاحظ حتى متابعته لها حتى تذكرت شئ معين فطرحته وهى
تلوك الطعام بين فكيها :
_ إنت إزاى عرفت إنى بحب البيتزا والكريب
ظل على نفس ثباته واجاب بهدوء وثبات :
_ انا ما اعرفش إنتى بتحبى إيه ولا مهتم أصلا باللى بتحبيه
توقف الطعام فى حلقها وقد إستائت من رده الجاف وبرودة أحاسيسه لمواجهة فتاه بهذا الجفاء
والغطرسه ،حاول تصحيح ما قاله عندما لاحظ توقفها عن الطعام فأردف بنفس التعبير الغير مبالى :
_ اكيد حد بعقليتك دى بيحب حاجات زى كدا
تركت ما بيدها ومسحت اطراف أصابعها وهى تقول:
_ لاء ما تحاولش إنت جيت تكحلها عمتها
نهضت من جلستها فتحركت عينه منها وهو يجلس بمكانه ثم هتف أمرا :
_ إقعدى
لم تنصاع لأومره وهتفت بضيق :
_ شبعت
ثبت نظراته على وجهها وقد ظهر الغضب على عيناه محذرا إياها من الرفض ووضعه فى موقف
محرج خاصتا أنها وقفت وقد لاحظ الجميع هذا ، أمرها بشده رغم خفوت صوته :
_ إقعدى مكانه ولما تكونى فى مكان عام مع شخص اوعك تقفى وهو قاعد وبذات انا إياكى تتخطينى
جلست مرة أخرى وتحدثت بعصبيه شديده لأومره المستمره والتى ما عادت تطيقها :
_ هو انا جاريه عندك جايبها من سوق العبيد اقعدى ما تلبسيش كدا اقفلى الاغانى اقفلى الشباك
ايه فى ايه حد قالك انك اشترتنى ؟
اشار بعينيه الى كلا الجانبين وقد إنفعل لانفعالها وهتف محذرا :
_ وكمان صوتك ما يعلاش
وقبل ان تستأنف عصبيتها أردف هو بحزم شديد :
_ اياكى تقولى حاجه تانى الناس ابتدت تبص علينا صحيح إحنا مش فى البلد
لكن المكان دا بأجيلوا كتير ما تشوهيش صورتى وخلى بالك انا قائد الرحله وممكن فى أى وقت
ألغيها ونرجع تانى لو حسيتك ممكن ما تلتزميش بقوانينى
صرت على أسنانها من فرط الغضب تكاد تقلب عليه الطاوله بما فيها أغضبها بشكل غير
مسبوق كما فعلت هى ايضا به لكنها كانت مرغمه للإذعان له هذه الفرصه لا تعلم متى
تتكرر سحقت كلماتها أسفل أسنانها وهى تسأله :
_ وإيه هى القوانين يا سيادة المستشار
لم يهتم لعصبيتها التى تخفيها ولا لإستهزائها الجلى المهم أنها إنصاعت وهذا مؤشر جيد
مع عنيده مثلها،دس يده إلى جيبه وأخرج علبة تبغ وتناول منها احد الفافات، إندهشت من بروده
تاره وتاره أخرى من معرفتها لإعتياده على التدخين ،تأنى هو فى إجابتها حتى أشعل ما بيده وبدأ
يسحب أنفاسها بهدوء أخيرا قال وهو يخرج الدخان من فمه :
_ صوتك ما يعلاش دى أهم حاجه بلاش أى تصرف يلفت النظر لينا ولما ندخل المول ما تبعديش عنى
وممنوع هئ ومهئ وحاجات الهبل اللى بطق فى دماغك فجأه دى إسألى قبل ما تتحركى وفوق دا تسمعى
الكلام
تسألت بإستهجاء :
_ ياسلام كل دا عشان حتة مشوار
إنشغل بنفث دخان سيجارته وهتف ببرود إعتاده :
_ خلاص يلا بينا يرجع
يعرف أنها مجبره لكى تظفر بجوله ممتعه بالنسبه لها بعد ما عرفت ملل القصر حق المعرفه نظرت له
بضيق فقال بجديه :
_ مقابل دا هجبلك اللى إنتى عايزاه ومش هستعجلك ولو سمعتى الكلام هغديكى فى مكان أحسن من دا
مخالطة رأفته مع شدته و الحزم تشتت عقلها ، لم تعش من قبل هذا الحزم ولم تشعر بأن هناك شخص
واحد على هذه الكره الارضيه يهتم لأمرها حتى والدها ولم يستخدم معها احد الحزم للحفاظ على مظهرها
امام الناس لذا ما يفعله “زيد” غريب بل أعجوبة حياتها لكنها مجبره على الالتزام .
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد________
“فى القصر “
عادت “بثينه” صباجا إلى “ونيسه” لتحتسي معها كوبا من الشاى وتتحدث معها فى أمر هام
بدل ملامح “ونيسه” وزادها صدمه عندما كررت كلامها بصدمه :
_ بتقولى إيه ابوكى انهارده كان فى الشهر العقارى
اجابة “بثينه ” وهى تحترق وتلطم فخذيها بحسره:
_ ايوا يا ختى جوزى قابله هناك وقال إيه رايح يكتب لبت بشرى املاك
شوفتى المرار الطافح اللى جاه علينا
تحركت “ونيسه “فى مكانها بعصبيه قائله :
_ دا معملهاش مع حد غير “زيد” بس “زيد” حاجه تانيه “زيد “ابوه ميت
التفت لها “بثينه” وصاحت بها غاضبه :
_احنا هنفضل قاعدين كدا نولول ومالنا وحالنا وعيالنا بيروحوا بسبب حتة بت عرفت تاكل عقله
“ونيسه “كادت أن تطلطم وجنتيها وهى ترد عليها :
_ نعمل ايه نعمل ايه ؟
فتحت “بثينه” عيناها وهدرت بشر:
_ لازم تغور فى داهيه بأسرع وقت وبأى طريقه
هزت “وونيسه” رأسها قائله بجديه :
_ انا معاكى فى أى حاجه دا بعد عملتها مع بلال عايزه امحيها بأستيكه
سألتها وكأنها إنتبهت لشئ ما كان غائب عنها :
_ قولتى لأخوكى عماد
أجابتها “بثينه ” :
_ ايوا وقالى لما يجى هيتصرف
قالت “ونيسه ” بزنق :
_ وهو يعنى هيعمل إيه ؟ دا ما قدرش يفتح بقه وأبوا بيطرد إبنه يا حسره قلبى عليك يا إبنى
هتفت “بثينه” لتهدئها :
_ إصبرى بس أهو يبقى معانا وعلى فكره هو قال هيروح لبلال إنهارده وهياخده أكل وحاجات
وهيبات معاه كمان
وكأن قلب “ونيسه ” إرتوى لا شئ أعز عليها من أولادها مهما غلت قيمته أولادها عندها فى مكانه
عاليه نسيت ما بدر منه صباحا وهتفت متهلله :
_ بجد ربنا يهديه ويرضى يبات معاه يومين
ضيقت عينها بثينه وسألتها بعدما فهمت شئ من طريقتها فى الحديث عنه :
_ شكلكم اتخانقتوا ,,,,,, تانى يا ونيسه مش هتكبرى بقى
اشاحت “ونيسه ” وجهها منها خجلا وضيق لا تريد التحدث عن الامر مهما تحدثت لن يفهمها أحد
ولن تكون عندها القدره لشرح كل ما تشعر به “احيانا الصمت يكن راحه كبيره من مجادلات البشر فيما لايعلمون “
________جميع الحقوق محفوظه لدى بقلم سنيوريتا ياسمينا “الكاتبه”______
“فى متجر الملابس “
بدأت “صبا” جولتها مع “زيد” اتخذ جهه معينه وبعد مرور كم هائل من متاجر الملابس الصيفيه
الجميله والشبابيه وجدت نفسها فى فى قسم العبايات السوداء وملابس لا تناسب مرحلتها العمريه بالمره
إنفرج فمها وتوقفت مكانهاو شهقت بصدمه جعلته يتراجع عن خطواته التى سبقها بها متسائلا بجديه :
_ فى إيه ؟ وقفتى ليه؟
نظرت له مصدومه من إصراره على التقدم وسألته بدهشه:
_ إنت مش عارف إنت جايبنى فين ؟
نظر أمامه دون إهتمام وأجاب بإستفزاز :
_ اه عارف
ضم حاجبيه وأردف بإستهزاء:
_ هو أنتى كنتى مفكره إنى هجبلك مايوهات ولا حاجه
ضربت الارض بقدمها وإشتعلت جنونا عندما صرحت بسخريه وضجر :
_ لما البس دا وانا فى عز شبابى هلبس إيه وانا أرمله
استدار عنها وهو يقول بجديه :
_ دا الموجود ومافيش غيروا
ركضت لتقف بوجه فجأه وبغته جعلته يتراجع لحفظ المسافه نظر لها بقوه متسائلا :
_ هنرجع تانى لشغل العيال؟ إحنا إتفقنا على إيه ؟
نفضت رأسها بكبرياء وقالت بطفوله :
_ إنت قولت لو سمعت كلامك هتجبلى اللى انا عايزاه
قاطعها بأن أوضح :
_ إلا فى اللبس إحنا جاين عشان نجبلك لبس يسترك مش لبس المصايف اللى جايباه معاكى
زمت شفاها بيأس،إقناع هذا العنيد مهمه مستحيله لكن هناك فكره جيده لتمرح ولو قليلا
رفعت أحد حاجبيها وهتفت بإصرار :
_ خلاص طالما دا إختيارك يبقى هات الللى إنت عايزه أنا هروح أشترى حاجات شخصيه وأرجع
من المحل اللى جانبك
رغم محاولة إحراجها له بإيجاد حجه مناسبه للانفصال عنه لكنه بالطبع لن يتركها تبتعد عن نظره
فى مكان واسع كهذا إن ضيعها تصبح كإبره فى كومه قش اشار بذقنه للداخل قائلا :
_ على جوا لما نخلص هنا هبقى أوديكى تشترى اللى إنتى عايزها
وضعت يدها سريعا على فمها واعطته نظره بريئه لتصنع الخجل قائله :
_ بقولك حاجات شخصيه إزاى يعنى تيجى معايا ؟
نفخ بضيق واشاح بوجه عنها وقوفها امامه بات يزعجه وصاح بنفاذ صبر:
_ هبقى استناكى برا يلااا امشى قدامى .
صرت على اسنانها وركلت الارض من جديد وتحركت من امامه لتعنته كثير فى رأسها
لكن لسانها كان صامت، تولى عنها المهمه بالكامل لقد اختار لها الكثير من الملابس الفضفاضه
السوداء هى كانت مجرد اداه للقياس كلما وجدت قطعه واحده بمقاس مناسب يعترض، حتى وقفت امامه
من جديد متمسكه بإحدى القطع قالت وهى تلتف حول نفسها :
_ مالها دى ما مظبوطه أهى
أجاب بإصرار وهو يجلس امامها على احد الكراسى القصيره الموجوده بجانب غرفه القياس :
_ ما هى عشان مظبوطه ما تنفعش
امسكت برأسها وكادت تصرخ من فرط التشدد الذى يجبرها عليه لتقول بزنق :
_ يعنى ال99 قطعه اللى حبتهم على مزاجك كلهم اكبر نمرتين عن مقاسى يا مفترى
والقطعه دى هى مش عايز تجيبها
زفر وهو يقول :
_ ضيقه
_ مظبوطه
اكد بعناد وهو يحذرها بعيناه من مجادلته فيما يراه :
_ قولت ضيقه
وضعت يدها فى جنبيها وإقتربت منه ومالت إليه بجرأه لتقول بتحدى والعناد يقطر من كلماتها :
_ هأخدها يا زيد وإلا هشتكى لجدو
رفع أحد حاجبيه وسأل بسخريه :
_ بتهددينى ؟
إقتربت أكثر دون إكتراث لتكرر عنادها دون أن تخشى شئ :
_ أه
الحقيقه أنه قاوم ان لا يفعل بها أول فعل جال برأسه لكنه أشاح وجه عنها وهتف بإنصياع غاضب
رغم مرونته :
_ خلاص خديها ابقى نامى بيها
اخيرا ابتعدت عنه لتعود الى غرفه القياس قائله بإنتصار :
_ قال أنام بيها قال دا انا عندى بجاماتى وأرنايبى قمر
نفخ انفاسه دفعه واحده كادت تخرجه عن طوره لكن جيد أنه مازال يحتفظ بعقله امام كتلة الجنون
والجاذبيه هذه ,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,خرجت من هذا القسم اخيرا
وإتجهت إلى قسم الادوات التجميليه بالفعل إنتظرها “زيد” بالخارج
وظلت هى تتجول بالداخل القسم الواحيد القادر على نسيانها العالم بأكمله إنتقلت من شئ لشئ
وجربت أشياء عده وإختارت ألون جديده لاحمر الشفاه وكذالك طلاء الاظافر وانتقت عطور لاحصر لها
ومرطبات البشرة ذات رائحه نفاذه التى تعشقها و إنتقت زيوت وشامبوهات خاصه للعنايه بالشعر المعجد
هؤلاء إشترتهم خصصا ل”مريم” لقد ظلت برأسها لكى تعود إليها محمله بهدايا وكل ما ينفعها، ساعات قضتها
بالداخل دون الشعور بالوقت حتى سأم “زيد” من إنتظارها ودخل إليها،ظل يبحث عنها بالمكان حتى لمح ظهرها
من بعيد هرول تجاها بضيق من تبطأها أمام رفوف الكريمات وعلى فجأه أتى من خلفها ليناديها بقسوة :
_ إيه دا كل دا بتعملى إيه ؟
انتفض من مباغته واسقطت ما بيدها سريعا تهشمت العبوه تماما وأحدثت ضجيج جذب على أثرها الانظار
أجفل هو من ذلك فوضعت يدها على جانبى رأسها وقد إنتابها رعب من أن تعاقب كما إعتادت من وهى صغيره
لازال الماضى قادر على إفساد أكثر لحظاتها إستمتاعا لتقول برعب جلى ودون تفكير :
_ أنا أسفه
تعجب من إعتذارها الذى لا داعى له خاصتا وهو المتسبب لكنه لم يدقق بالامر كثيرا لقد كان همه
الوحيد هو الخروج وإصراف نظر الجميع عنهم هتف دون إكتراث:
_ ولا يهمك هدفع تمنها
عاد من جديد لطرح نفس السؤال :
_ اتاخرتى كدا ليه ؟
اجابتة بعدما استعادت توازنها :
ـ كنت بشترى حاجات
امسك بحقيبه المتجر التى انتقت بها عدد هائل من المنتجات المتنوعه والمختلفه ألقى نظره سريعه
لكل ما تبضعته ونظر حوله ليقول بسخريه :
ـ سيبتلهم إيه فى المحل بقى ؟
رفعت حاجبيها دون إكتراث وقالت بتفاخر :
– جدو قالى إشترى اللى إنتى عايزه
تعجب من اصراها على التحامى بجدها طوال الوقت على الرغم انه بالامس من أفلتها من يده ومن عقابه
بعدما كانت تحت رحمته لا حول لها ولا قوه :
– كدا على البركه
امسك من يدها الحقيبه المعدانيه ليحملها لاحظ اسم كريم تصفيف للشعر المجعد يستخدمه لنفسه فسألها
بعفويه :
_ إنتى جايبه الكريم دا لمين ؟ إنتى شعرك ناعم مش محتاج الكريم دا ؟
ضمت حاجبيها وقد إندهشت من ملاحظته لنوع شعرها ،شعر فورا بالحرج عندما طالعته بمثل هذه
النظره الغريبه وعلامات الشك المريبه فجعلته يبرر :
_ انا اقصد إنى بستخدمه لشعرى، دا بتاع الشعر الكيرلى
هتفت على مضض دون أن تنظر اليه :
_ جايباه لمريم وارجوك ما تقلبش فى الحاجات فى حاجات مش هتبسط لما تشوفها
نفخ بضيق ودفع إليها الحقيبه المعدنيه من جديد لتحملها بنفسها وسبقها للخارج فتبعته
وقبل أن تخرج نهائيا من المكان رأت إمراه تقاطعه تبدو كعارضات الازياء ولاحظت انه
يتجاوب معها فأسرعت فى خطواتها حتى تعرف ماذا تريد ومن هى بالنسبه له ليقف ويحادثها
“زيد الواصل” بهذه الأريحيه فورإقترابها إنقطع حديثهم حيث إختفت إبتسامه الشابه وهى تنظر بإتجاه
“صبا” متسائله بفضول :
_ من دى يا زيد؟
اجاب وهو يلقى نظره خاطفه إلى جواره :
_ دى بنت عمى حسين
ابتسمت الاخرى على مضض ومدت يدها لتصافحها قائله :
_ فرصه سعيده
اجابت صبا برود:
_ انا اسعد
شرعت الاخرى فى المغادره وهى تناوله كرت صغير مذهب الاطراف :
_ ارقامى كلها عليه لو مش هاشوفك قريب ياريت أسمع صوتك
التقطت منها الكارت وهو يبتسم ابتسامه خفيفه قائلا بذوق :
_ اكيد يا ميرى
غادرتهم الاخرى وبقيت “صبا” تنظر له نظرات شك أيعقل أن يكون “زيد” الذى يدعى الزهد
يحاول تكوين علاقات نسائيه من خارج العائله ولما لاء وقد إعترف صباحا أنه يأتى هنا كثيرا
الشك غزى قلبها وشدة ملاحظته كل التفاصيل الدقيقه حتى بنوع شعرها أقلقتها ليس على نفسها
بل كل تفكيرها كان يصب تجاه “مريم” ماذا سيكون مصيرها إن تزوج ابيها بأخرى سوف تعيش
نفس المعاناه التى عاشتها مع زوجه ابيها ستذوق ويلالت لا تتمناها ابدا لها ،مع شرود رأسها لم تلاحظ
نداء “زيد” المتكرر لها حتى وقف بوجهها وقال بتعصب :
_ انتى يا بنتى انتى مش سمعانى ؟
ردت”صبا” بشرود :
_هاا
كرر بضيق :
_ عايزه حاجه تانى ولا نمشى ؟
نفضت رأسها لتستجمع شتات عقلها وتجيب :
_ ايوا عايزه شيكولاته وحاجات من الماركت
وقبل ان بستدير عنها سألته بدهاء:
ـ مين دى اللى كانت بتكلمك
رمقها بإستعلاء وكأن ليس من حقها أن تعرف فأردفت محاولة اخفاء فضولها :
ـ اصل هى عطيتك الكارت بتاعها مافيش حاجه يعنى لو قولتى اصلا عادى انا كمان
لو حد إدانى كارت إنت مش هتوافق مش احنا ولاد عم برضوا
استدار عنها ليقول دون إكتراث :
ـ اطمنى لو حد عبرك وإداكى مارت مش هسألك.
تقدم امامها ليلبى رغبتها الطفوليه انتقلت بين الارفف لتنتقى لها ولمريم بعض الاشياء المميزه
التى جربتها من قبل وكانت بمثابة هرمون سعاده لم تكتفى بهذا بل انتقلت إلى متجر الالعاب الخاص
بالاطفال وقبل ان تدلف للداخل سأل “زيد” بسخريه :
_ هو حتى دا كمان ما سلمش منك عايزه ايه من هنا ؟
وقفت لتجيبه بضيق لقد بدأت لا تستصيغ جداله وتحكماته بها :
_ عايزه حاجات لمريم
طالعها بدهشه لثوان ثم إختفت ليحل محلها الضجر من إهتمامها الزائد بطفلته :
_ طيب يا ستى شكرا مريم عندها كتير
قالت باصرار:
_ اللى عندها مش مفيد انا هجبلها حاجات مفيده تنمى مهارتها
رد عليها بجفاء:
_ لاء يبقى انتى فعلا ماشوفتيش السطح بتاعنا
كادت تجن من عجرفته وتكبره لو لم تجرب من قبل سخائه فى دفع مبالغ طائله دون ضجر
أو لوم لأجزمت انه بخيل كان عليها إقناعه بأى طريقه وكان الهدوء اقصر طريق :
_ من فضلك ممكن تدخل تنقى معايا واللى موجود عندها تبلغنى بيه
لم يكن يرفض هدؤئها وطريقتها المهذبه فى الطلب لم يعتاد عليها بهذا التهذيب وقبول رغبتها
سيكون بمثابه محفز جيدا للاستمرار بهذه الطريقه، سمح لها وتابع اختيارتها بالفعل كان تركيزها
على العاب ذات فائده لتنمية الحواس اغلبها لم يكن موجود لديها تبادلت معه بعض الاراء واندمج
معها وهى تشاركه ما يخص ابنته لم يسبق ان شارك احد هذا الامر إنتقى لها الالوان التى تحبها
إبنته وساعدها فى اختيار الدمى التى تفضلها “مريم” وحقيقى أنه كان من داخله سعيد جدا
لمشاركتها الحنونه التى جعلته يشعر انه ليس وحده من يتحمل مسؤلية طفلته التى بقيت له من الحياه
اخيرا إنتقى هو دميه صناعه يدويه ذات عيون واسعه عسليه اللون تحمل شعر حقيقى باللون البنى
وثغر كحبه الكرز تأملها كثيرا وتلاعب بخصلاتها بين أطراف أصابعه وشرد بها كثيرا حتى سأله
البائع :
– حضرتك هتشترى دى كمان ؟
أجاب على الفورودون تردد :
_ أيوا
بالفعل وضعها البائع فى صندوق خشبى صغير مبطن بالستان و يشبه الفراش المكسى بخامه اخرى
ثقيله تحتها طبقه سميكه من الاسفنج كانت “صبا ” فى الوقت هذا منشغله ببعض الكتب وتنتقى
قصص قصيره للاطفال ولم تلاحظ ما إشتراه “زيد” وحده ودون تدخل منها
اخيرا انتهت وطالبته بالغداء الذى وعدها به إن نفذت كل أومره وعلى الرحب وافق ليذهب بها
إلى أحد المطاعم الراقيه بالمنطقه وتركها تختار ما تشاء وتنتقى كل ما تحبه من لوحة الطعام
بعد مده قصيره استغلتها “صبا” فى إلتقاط بعض الصور لنفسها بأوضاع مختلفه وتعبيرات مختطله
وكأنها توثق لحظات حياتها بجميع مراحلها لاحظ “زيد” ما تفعل لكنه تظاهر بالانشغال بالنظر
الى شاشة هاتفه ومتابعة اعماله التى تلاحقت عبر الرسائل الخاصه دقائق وأتت وجبتها الساخنه
وعلى إثرها رفع “زيد” رأسه عن شاشه هاتفه فإعتدلت سريعا لتنكر ما كانت تفعله وتستقيم بإعتدال
لتتاول طعامها معه فى صمت ,,,,
_ زيد اخبارك إيه وحشنى ؟
كان تدخل من صوت خشن ماكر رغم حميمه ما يقول رفع “زيد” وجه نحو مصدر الصوت
إنه إبن عم جده “رياض” رجل كبير فى العمر لكنه فى منتهى الشباب العالم باسره يكبر وهو
كما هو لا يوجد بوجه أى خط تعبيرى لعدم إصداره أى ردة فعل لأى موقف الكثير يحسده
على شبابه الدائم وبروده اعصابه عينه كانت كالمرصاد وبسرعه شديده إلتقط “صبا” المهتمه
بطعامها الآن ربما منحته نظره خاطفه دون إهتمام لكنها كانت قادره على إعادته خمسين عاما للخلف
صافحه “زيد” وإهتم بأن يحجب نظره عنها لكن الاخر ابتسم وسأل ببرود :
_ جدك اخباره إيه ؟
باقتضاب شديد رد “زيد” :
_كويس
لم يمنع فضوله من النفاذ والسؤال الذى يخمن إجابته قبل أن يطرحه :
_مين اللى معاك دى ؟
لو كان بإمكان “زيد” أن لا يجيبه لفعل لكن نظراته المُصره تعرف الاجابه قبل نطقها لذا اخباره
من عدمه لن يشكل فارق خاصتا ل”رياض” تنحى “زيد” من وجه ليقدمها له قائلا بضيق :
_ صبا بنت عمى حسين
تجاوزه “رياض” ليقترب منها وقد لاحظت “صبا” لمعت عيناه ولهفته وهو يمد يده ليلتقط يدها
هاتفا بدهشه :
_ بنت “بشرى” اجمل ست مرت على الارض وعلى قلبى
وضع يدها بين يديه وطالعها بإنبهار كأنه يعاين جوهره ثمينه عيناه فقط هى التى كانت تتحرك
بينما هو ثابت كالتمثال الرخامى سألت “صبا” بدهشه ممثاثله لدهشته :
_ انت تعرف ماما ؟
اجاب بسعاده :
_ إلا اعرفها دى بشرى تعرفى انك نسخه تانيه منها بس هى كانت الاصل
انهى جملته بإبتسامه جعلتها تبتسم ،ابتسامتها اللذيذه التى تجعل عينها تختفى وترفع وجنتيها
التفاحيه لأعلى لم يرى “زيد” هذه الابتسامه الآثره من قبل ابتسامتها هذه تحمل الكون أجمع
ذنب إختفائها مع شرد “زيد” بها إندمج “رياض” وإنفرد بصبا ليحاكيها ولمده ثوان معدوده
قد كون معها علاقه وطيته انتهت بأن وضع الكارت الخاص به بين راحت يدها قائلا بسعاده :
_ لو إحتاجتى أى حاجه كلمينى
التف “رياض” لزيد”ليشكره :
_ شكرا ليك يا زيد
لكن “زيد” أوقف وتشبث بذراعه ليمنعه من الذهاب و بصوت منخفض شديد التحذير أخبره :
_ خلى بالك جدى مش هيرحمك لو لعبت فى عقلها
ابتسم الاخر نصف ابتسامه ماكره ورد عليه بثقه :
_ دا متوقف عليها هى
غادره فورا دون إهدار المزيد من الوقت ليعود للجلوس على الطاوله ويستمع ل”صبا” وهى
تمدحه قائله :
_ لطيف اوى عمو رياض
حذرها “زيد ” بلهجه قاطعه :
_ اوعى يخدعك المظاهر
عادت لالتهام طعامها وهى تقول دون إكتراث:
_ على الاقل لاقيت حد بيحب أمى فى البلد دى
لوحت له بالكارت لتخبره أنها هى الاخرى حصلت على كارت مثله حركه كيديه صادفها بها القدر
فلم يستطيع “زيد” ان يأكل أو حتى مناقشتها هناك اشياء مهما منعت الانسان عنها سيظل متعلقا
بها بحماقته، تماما مثل التحذيرات الخطره فوق علب التبغ الجميع يعرف خطورتها لكن مدمنيها
لايعيرون إهتمام لمخاطرها ,,,,,,
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!