Uncategorized

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثلاثون 30 والأخير بقلم آية العربي

 رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثلاثون 30 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثلاثون 30 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثلاثون 30 والأخير بقلم آية العربي

ارتعبت حياة واستحوز الخوف على قلبها عندما رأت جسد والدها ينتفض هكذا .
اردفت بخوف _ بابا .
نهض كلٍ من اسلام وسارة وعمران ينظرون مثلها حتى ان اسلام ضرب بقبضة يده على الزجاج بغضب وسارة التى اجهشت فى البكاء .
اسرع اسلام الى الباب المغلق يضربه بعنف وعمران يحاول منعه … عاد الى النافذة عندما نادته سارة فوجد الطبيب الذى كان بالداخل يفحص والده ويكشف عن نبضاته ينظر لساعته وهو ممسك بمعصمه ويتأكد من نظرة عيناه وقد هدأ جسد احمد .
اشار لهم الطبيب بإماءة بسيطة تهدأهم وبالفعل هدأت قلوب الجميع وخرج لهم الطبيب بعد الفحص مردفاً بابتسامة هادئة _ الحمد لله هو تمام وعدينا الخطر …. طبعا هو فاق بس لان الجرح لسة فى الاول لازم نديله مسكن قوى علشان ميتألمش … هنسيبه يومين كمان فى العناية وبعدها هننقله على اوضة تقدروا وقتها تطمنوا عليه .
تنهد الجميع براحة بينما اردف اسلام _ طيب ماينفعش ادخل اشوفه ! 
اردف الطبيب برسمية _ للاسف ممنوع تماماً انه يتكلم لمدة طويلة لان ده هيسبب ألم جامد ليه …. الجرح مش سهل خالص … حتى هو طلب يشوف حد اسمه حياة بس لاننا يهمنا صحته رفضنا اي مقابلة حالياً … لما وضعه يستقر اكيد تقدروا تطمنوا عليه .
عندما نطق الطبيب اسمها ورغبة والدها فى لقاءها ارتعش قلبها واهتز بعنف … لما يريدها ! … هل سيلومها على ما حدث معه ام سيطلب مسامحتها له … اما اسلام فجلس يمسح على وجهه بتعب … نظرت له حياة بحنو … اتجهت تجلس بجواره مردفة وهى تربط على كتفيه بدعم _ اسلام ! … الحمد لله هو كويس … والخطر زال من عليه … يالا قوم روح ارتاح انت وسارة وانا هفضل معاه .
تنهد مطولاً ثم نظر اليها مردفاً بتعجب _ انتى ازاي قادرة تكونى كدة ! … ازاي بجد قادرة تواسيني وتواسي سارة وترضي الكل وتسامحى بابا وتزعلى على ماما ! … حياة انتى بشر زينا … حقك تكرهي ومتسمحيش اللى ظلمك … حياة احنا اللى المفروض نطلب منك تسامحينا وندعمك ونعوضك مادياً ومعنوياً عن كل اللى عيشتيه … انا بجد مش قادر اصدق انتى كدة ازاي ! .
ابتسمت حياة بخفوت مردفة _ زعلت … وكرهت يا اسلام … واتحرق دمى كتير اوى واتعذبت كتير ياما … بس فى الاخر ملقتش ده بيرجع عليا بأي فايدة … لقيت ان السعادة فى الرضا … وعلشان اكون احسن لازم اغسل قلبي من اى مشاعر سيئة … لقيت ان الاحسن ليا انى اسامح واعدى …
نظر لها بفخر وسعادة يربت على كفها بحنو مردفاً _ انا فخور ان عندى اخت زيك .
تحمحم عمران يردف بغيظ _ احم … انا بقول كفاية عليك كدة يا اسلام وتروح ترتاح .
نظر له اسلام مردفاً بمغزى _ ارتاح ! … تسلم يا ابن عمى فيك الخير .
وقف اسلام يردف وهو يطالع سارة _ يالا يا سارة نروح نرتاح شوية ونرجع .
اومأت له وودعا حياة وعمران وغادرا بينما جلس عمران بجانب حياة يناولها كف يده مردفاً بغيرة وحب ومشاكسة _ خدى امسكى ايدي انا كمان .
تعجبت تنظر له باستفهام ولكنها ضحكت عندما ادركت مغزى حديثه مردفة وهى تتناول كف يده قبل ان تقبل باطنه بحب _ لاء دى تتباس .
ارضت حركتها قلبه العاشق فنظر لها بحب ثم تنهد بعمق مردفاً _ هتعملي فى قلبي ايه تانى ! .
ابتسمت بحب مردفة بتساؤل _ قولي بقى ايه حكاية الرحلة السياحية دى ؟
تناول كفها بين يديه واردف بترقب وهدوء _ بصي يا ستى … انا وانتى معملناش شهر عسل ولا حتة خرجنا سوا فسحة عادية فأنا قررت لما نطمن على عمى نطلع انا وانتى على اسوان … ايه رأيك ؟
تعجبت حياة مردفة بغرابة _ اشمعنى اسوان يا عمران ! 
نظر لها بترقب مردفاً _ لاننا هنزور دكتور مجدى يعقوب … علشان نطمن اكتر .
نظرت له مطولاً ثم اومأت بصمت فأكمل _ صدقيني الموضوع ميقلقش … متخافيش .
ابتسمت له واردفت بحب _ صدقنى مش خايفة … طول ما انت معايا انا مطمنة …. خلينا زى ما ترسى ندقلها ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
بعد يومين فى الجيم حيث ينتظر يحيى سنا ابنته حتى تخرج من تدريب الجمباز …
خرجت سنا مشبكة يديها مع يد بسنت التى خرجت معها بعدما انتهت من تدريبها للاطفال اليوم ..
اردفت الطفلة بسعادة _ باااابي … مس بسنت قالتلى انى شطورة واتعملت بسرعة .
ضحك يحيى الذى كان يجلس فى الكافتيريا الخاصة بالمكان ووقف يردف بسعادة _ ممتاز … وطبعا الفضل لمس بسنت هى اللى كابتن هايلة .
ابتسمت بسنت برزانة مردفة _ ميرسي يا استاذ يحيى بس فعلا سنا شطورة جدااا … وانا بحبها جداا … 
كانت تتكلم وهى تنظر للصغيرة التى تطالعها بحب … تلك الصغيرة التى كانت بحاجة لحنان حتى مع وجود امها وها هي تجده عند تلك المدربة ..
اردف يحيى وهو يشير لابنته _ يالا يا سنسن علشان هروحك واروح شغلى .
اومأت الطفلة وهى تودع بسنت وخرجت مع والدها كذلك خرجت بسنت متجهة الى سيارتها التى تبعد امتار قليلة عن سيارة يحيى ..
ركب يحيى وابنته واستعدا للمغادرة ولكن يحيى لاحظ احدهم الذى اوقف بسنت مانعاً اياها من المغادرة ويبدو عليه الغضب ..
اردفت الصغيرة _ يالا يا بابي .
كان يحيى ينظر عبر الزجاج الى ما يحدث امامه مردفاً بهدوء _ تمام يا حبيبتى ثوانى ..
تابع حركات ذلك الشخص وعندما وجد الحوار يشتد بينهما ويبدو على بسنت الانفعال .. اردف وهو يفك حزامه ويستعد للنزول _ سنا … خليكي هنا متنزليش ثوانى وراجعلك .
اومات الطفلة ونزل يحيى متجهاً حيث يقفان واردف بترقب _ خير يا كابتن فيه حاجة ! 
نظر له ذلك الرجل مردفاً بحدة _ وانت مالك انت بتدخل فى اللى ميخصكش ليه !
نظرت له بسنت بضيق مردفة تنظر ليحيى _ مافيش حاجة يا استاذ يحيى اتفضل انت .
تجاهل حديثها مردفاً لهذا الرجل _ ممكن اعرف انت مين ؟
نظر له الرجل مردفاً بثقة كاذبة _ انا جوزها … مين بقى حضرتك ! 
نظرت له بسنت مردفة بحدة _ انت مش جوزى انا انفصلت عنك .
نظر لها مردفاً بغضب وصراخ _ قلتلك انا مطلقتكيش … انتى اللى روحتى خلعتى نفسك … وانا مش موافق على الكلام ده .
نظرت له بغضب مردفة امام نظرات يحيى _ انت عايز ايه بالضبط …ولا هتفكر انى صيدة سهلة وماليش حد وهسكتلك ! …. احسنلك تبعد عنى انا سبتلك الدنيا كلها هناك ونزلت مصر علشان ارتاح منك … ابعد عنى بقى … كفاية اوى اللى انت عملته فيا وفى حسن جوز اختى .
كادت ان تركب سيارتها ولكنها شدها بعنف يحاول منعها امام نظرات يحيى الذى تملك الغضب منه وفى لحظة كان يلكم هذا الشخص لكمة قوية على وجهه جعلته يترنح مبتعداً عن سيارة بسنت .
اما بسنت فصرخت واضعة يدها على فمها تنظر بصدمة ويحيى يعيد لكمته مردفاً بحدة _ قَالت لك ابعد عنها … يبقى تبعد وتسمع الكلام .
ارتعبت بسنت من رد فعل طليقها الذى نظر ليحيى يغضب وجنون … كاد ان يهجم عليه ولكن اسرعت بسنت تقف امامه تمنعه مردفة بخوف _ خلاص يا سامح حقك عليا … استاذ يحيى هيمشي وهنتكلم .
لفت نظرها ليحيى تنظر له بخوف مردفة _ امشي انت يا استاذ يحيى لو سمحت .
نظر له بتعجب ثم اومأ وتصنع المغادرة فابتسم الاخر بخبث وهو يمسح جانب فمه الذى ينذف متوعداً 
نظر هو لبسنت مردفاً بشماتة _ ايوة كدة اعقلي … يالا يا حبيبتى .
خطى باتجاه سيارتها ليركب ولكن يحيى عاد وامسك يد بسنت وسحبها عائدا الى سيارته تحت نظرات الاخر الذى اتسعت بغضب بينما بسنت تسير برعب خلفه لا تفهم شيئا .
وصل لسيارته وفتح الباب مردفاً بلغة امرة _ ادخلى اركبي جنب سنا واياكى تخرجى .
اغلق الباب عليهما وعاد مجددا لهذا الشخص الذى ينظر له بغضب مردفاً بتهديد _ احسنلك تسيبنا نمشي والا متعرفش ايه اللى ممكن يحصلك .
اقترب منه يحيى مردفاً بثقة وفحيح _ احسنلك تمشي لوحدك … وانا مش بهدد انا بتكلم جد … شايف المكان اللى هناك ده … ده تبعي … واقل واحد هناك بيتدرب كمال اجسام … لك ان تتخيل ايه اللى هيحصلك لو طلبتهم وقلتلهم ان فيه واحد مخنث بيتعرض لكابتن شغالة تحت حمايتهم … متحاولش تقرب من بسنت لا من قريب ولا من بعيد ولو انت راجل اوى روح كلم رجالتها … غور من وشي .
نظر سامح طليق بسنت ليحيى بغضب وحقد مردفاً وهو يغادر _ ماشي … انا هخليك تندم .
غادر برعب من هيأة يحيى التى لا ابشر بخير بينما عاد يحيى الى سيارته التى ركبها ينظر لبسنت التى ترتعش برعب مردفاً باطمئنان _ اهدى خلاص مشى .
هزت رأسها برعب مردفة وهى تحتضن سنا بجوارها _ انت متعرفش ده يقدر يعمل ايه … ده كان هيقتل حسن جوز اختى … مكنش لازم تقفله .
نظر لها مردفاً بهدوء _ بالعكس … اللى زي ده جبان ومحتاج حد يقفله … اهدى خالص وانا هوصلك مكان ما انتى حابة .
اومأت بخوف وشردت تفكر فيما ممكن ان يحدث … عليها تغيير عنوانها بأسرع وقت والا وصل لمنزلها كما وصل لمقر عملها ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《
فى المشفى تقف سارة مع حياة ينتظران خروج والدهما من العناية الى غرفة عادية .
اردفت حياة بغمزة وابتسامة _ عندى ليكي خبر حلو .
ترقبت سارة مردفة _ بجد … طب ما تقولي يا حياة دانا بقيت بيوحشنى اوى الاخبار الحلوة .
مالت حياة على اذنها مردفة بخبث _ صلوحة فسخ خطوبته … اللهم لا شماتة .
نظرت لها سارة بزهول وقد تسارعت نبضات قلبها مردفة بتعجب _ انتى بتقولي ايه يا حياة ! … بجد .. طب ليه ؟
انكمشت ملامحها مردفة بغيظ _ واحنا مالنا ليه ! … متفقوش مع بعض … المهم انه عرف غلطته وسابها … وهو دلوقتى فى حالة حزن ولازم حد يطيب خاطره .
قالتها وهى تغمز لها بطرف عيناها فأردفت سارة بكبرياء _ حزن ! … يبقى كان بيحبها يا حياة … وانا مقدرش ابدااا افكر فى واحد قلبه مع غيري .
تنهدت حياة مردفة بصدق وهدوء _ اسمعيني يا سارة … هو فعلا صالح كان بيحب الشكل العام لسالي … بس لما ارتبط بيها ملقاش فيها الصفات اللى تناسبه … علشان كدة هو فسخ خطوبته … وهو فى حالة حزن لانه شايف انه اتخدع … وانا مش بقولك تقربي منه .. لاء طبعا … انا قصدى تفتحيله قلبك … تحسسيه من غير اى كلام او لفت انتباه بأن فيه بنات تستاهل تتحب .
نظرت لها سارة بشرود وقاطع نظراتهم خروج احمد مع الممرضين على ترولي لحمل المرضى متجهين الى غرفة عادية وهو ما زال نائماً .
وقفت سارة ومعها حياة كذلك يوسف واسلام اللذان يقفان بعيداً نسبياً ومشوا جميعاً خلفه حيث الغرفة .
جاء عمران ايضاً وانضم اليهم يقف بجانب حياة التى تترقب استيقاظ والدها فى اي وقت .
بعد ان اراحوه على فراشه اردف الطبيب الي الجميع _ هو هيفوق كمان نص ساعة بالضبط لما مفعول المسكن يبدأ يروح … هيتألم شوية علشان كدة حاولوا محدش يتعبوا فى الكلام … والانسة حياة ياريت هى اول واحدة تكلمه زى ما هو طلب .
تحمحم عمران مردفاً بغيظ _ احم مدام يا دكتور … مدام حياة !
نظر له الطبيب بغرابة بينما اكمل _ المدام حياة … المهم بلاش حد يتعبه … وانا بلغت الضابط المسئول عن التحقيق انه يقدر يدلي بإفادته وهو جاي فى الطريق .
اومأ الجميع وخرج الطبيب بينما جلسوا ينتظران استيقاظه وجلس عمران بجانب حياة فى ركنٍ ما يردف بغيظ وهو يميل عليها _ عجبك كدة … كل اللى يشوفك يفكرك أنسة وانتى صغيرة وعسولة كدة جتك الارف … آنسة ازاي ! … دي حتى عيبة فى حقي .
ضحكت حياة مردفة بهدوء وصوت منخفض _ متقولش كدة يا عمورى دانت سيد الرجالة .
ارضا اعترافها غريزته مردفاً بعمق وهو ينظر حوله _ تيجي نروح ! .
ابتسمت مردفة بمشاكسة _ لاء … وبطل بقى عيب كدة .
تحمحم يظهر جديته مردفاً بصوت عالى _ احم … منورين يا جماعة .
بعد نصف ساعة افاق احمد وبدأ يتمتم بتعب وارهاق مردفاً اسماً واحداً فقط كان هو ما يشغل عقله حتى فى غيبوبته _ حياة .
تنبهت له جيداً واهتز قلبها تنظر له بخوف … اسرع الجميع عليه مردفين بسعادة _ حمدالله على السلامة .
سعل ببطء مردفاً يعيد نداؤه _ فين حياة ! 
اردف يوسف بسعادة وحنو _ حياة هنا اهى يا احمد … اطمن هى بخير .
كانت تقف خلف يوسف محتضنة عمران بقوة كأنها تخشى السقوط … اردف احمد بألم _ عايز اتكلم معاها .
اومأ يوسف ونظر لسارة واسلام اللذان يقفان على الجهة الاخرى من الفراش حوله … 
اردف اسلام بهدوء _ حاضر يا بابا … ارتاح انت بس وبعدين اتكلم .
اردف احمد بتعب وتصميم _ انا مش هرتاح غير لما اتكلم مع حياة … خلوها تيجي .
اومات سارة مردفة بسعادة ممزوجة بالدموع _ حاضر يا بابا .. حاضر .
بدأ الجميع فى الخروج حتى يعطوا لهما مساحة الحديث بينما حياة تقف تتمسك فى ذراع عمران وهو لا يريد تركها … 
اردف يوسف وهو يقف على حافة الباب _ عمران ! … سيب حياة تعد وتعالى .
اومأ لوالده واردف بهمس لحياة _ متخافيش … انا جنبك بس الاحسن تتكلموا لوحدكوا .
اومأت له تبتلع لعابها ونظرت اليه وهو يغادر كأنها لا تريد ان يتركها ولكنها مجبرة ..
غاب عن عيناها فألتفتت تطالع احمد بتوتر ثم اقتربت منه وبدأت تفرك اصابعها مردفة بتلعثم _ حمد … الله على سلامتك .
سعل قليلا مردفاً بهدوء وتألم _ الله يسلمك يا عمرى … اعدى يا حياة .
جلست بترقب بجواره تنظر له بحنين … فأقل كلمة تقال لها تحن لها تلك الرقيقة … فعندما اردف كلمة عمرى هدأ قلبها وحن له ..
تنهد احمد متألماً يردف بصدق وهدوء شديد _ حياة …. يا بنتى الغالية … حياتى اللى ضيعتها بايدي … حقك عليا … حقك على قلبي … صدقيني ولا يوم نمته مرتاح طول حياتى من وقت ما اتخليت عنك … ولا يوم ضميري ريحنى … ولا يوم قلبي اطمن يا حياة … أسف يا بنتى … أسف وعارف انها متنفعش تتقال بس دي اللى حيلتى … أسف على عمرك وحياتك وشبابك … انا لو كنت مت كنت هبقى مرتاح … انا كتبتك على اسمى يا حياة … كنت موكل المحامى يرفع قضية اثبات نسب وكتبتك على اسمى … وحقك وكل املاكك اتسجلت بأسمك فى حساب فى البنك … كل ده عملته من غير ما اقول لحد لانى كنت خايف عليكي … مكنتش اعرف ان البنى ادمة اللى للاسف ام ولادى ممكن تفكر تعمل كدة …. من رحمة ربنا بيا انى سمعتها … كدة انا حاسس ان ربنا قابل توبتى … لو مكنتش سمعتها كنت هموت وانا حي واتعذب ببعدك … سامحيني واغفريلي ذنوبي اللى ملهاش غفران بس انا طمعان في حنيتك اللى قالولي عنها … 
مدت حياة يدها بتردد تلتقط يده بين كفيها … ارادت ان تتلمس يد والدها لاول مرة فى حياتها كالطفل الذي يستكشف ابيه … نظرت ليده بين كفيها بدموع … رفعت نظرها له واردفت بتحشرج _ قوم واقف على رجلك تانى علشان هتعيشنى ال ٢٢ سنة اللى عشتهم بعيد عنك تانى … وكل ده فى شهر … ازاي معرفش اتصرف انت بقى ..
نظر لها بتعجب ودموع ترقرقت فى عيناه وقد شقت ابتسامة هادئة وجه المرهق مردفاً بسعادة _ حاضر … مش بس شهر … هعوضك من دلوقتى لحد اخر يوم فى عمرى … حاضر يا دلوعتى .
مالت على كتفه بهدوء وحنو وقد شعت ابتسامة رائعة على وجهها وغلفت السعادة قلبها الصغير … لم تستطع الرد او لا تريد … يكفيه حديثاً حتى لا يتعب … ستكتفي بهذا الكلام .
طرقات خفيفة على الباب ارغمتها على الخروج من شعورها مردفة وهى تعتدل _ ادخل .
فتح عمران الباب يدخل رأسه مردفاً _ حياة ! … صالح برة جاي ياخد اقوال عمي .
اومأت حياة ووقفت تميل على والدها مردفة بهدوء _ انا هخرج برة لحد ما تخلصوا وارجعلك … حاول متتعبش نفسك .
اومأ بسعادة وبرغم ألمه الحاد الا انه لا يشعر به من فرط سعادته لمسامحتها له .
كان قد أتى صالح فى الخارج والقى السلام على الحضور ولفت نظره تلك السارة التى شغلت تفكيره مؤخراً منذ ان كانت منهارة على والدتها … كان ينظر اليها بتخفى بينما هى كانت تحاول ان تظهر ثابتة امامه لا تعطى اي رد فعل … اما عمران فيلاحظ نظرات صديقه الخفية ويبتسم بتخفى .
اردف صالح بتحمحم _ احم … انا جاي علشان اخد اقوال احمد بيه … بلغونى انى اقدر اتكلم معاه … فيه حد عنده ؟ 
اومأ عمران مردفاً _ ايوة حياة جوة … انا هناديلها ..
وكأن فرصته جاءت ليرى حياته ويطمئن عليها فأسرع يطرق الباب ويخبرها بوجود صالح .
بينما اسرعت سارة الى صالح تسأله بخوف مردفة _ لو سمحت يا حضرة الضابط .
توقف صالح ينتظرها بترقب فأردفت وهى تقف امامه _ هى ماما ممكن تتعاقب ! 
مسح صالح على وجه مردفاً بهدوء _ انسة سارة ده يتوقف على اقوال والدك … وطبعا انتى عارفة ان العدالة لازم تاخد مجراها .
اردفت بحزن ودموع وانكسار _ لو ع العدالة فصدقنى اتحققت جدااا … بس بلاش سجن … كفاية عليها اللى هي فيه .
تنهد بضيق بسبب دموعها التى تأثره مردفاً بأسف _ ياريتنى اقدر اعمل حاجة … بس اطمنى … خير ان شاء الله .
اقترب اسلام من شقيقته يحتضنها بذراعيه مردفاً بحنو _ اهدى يا سارة … متقلقيش .
نظرت لاخيها بحزن ثم لفت نظرها الى صالح الذى يطالعها بأسف مردفة _ اتفضل شوف شغلك .
دلف صالح الى الغرفة مسرعاً حتى يهرب من دموعها ونظراتها … لا يعرف ما به ولكنه حزين لحزنها … تلك الفتاة الهادئة الطباع على عكس من احبها شكلا ثم وجدها لا ترغب به … بالاساس اجبرت عليه ولم يعلم ذلك الا عندما ابلغ اخيها بفسخ خطبته منها … الان يتأكله الندم لتسرعه … عليه اتخاذ الامور بحكمة وهدوء اكثر من ذلك حتى لا يندم … عليه ان يسأل عمران عن ابنه عمه جيداً … يظنها طيبة وحنونة مثل اختها … ستتقبل والده وتحبها خصوصاً انها الان بحاجة امٍ حنونة وتلك السيدة ام صالح هى الاكثر مناسبة لهذا المكان ..
اما حياة فقبل خروجها اردفت لابيها وهى تميل عليه بحنو _ مالوش داعى تذكر اسم الفت هانم فى التحقيق … الفت هانم حصلها شلل فى جسمها كله وهى دلوقتى فى دار الرعاية … على الاقل علشان خاطر اسلام وسارة … لو سمحت يا بابا ..
نظر لها بعيون نادمة وسعادة … لقد نادته بابا ! … اومأ دون شعور وغادرت هي بينما القى صالح السلام وجلس يستجوبه .
خرجت حياة برفقة عمران الذى اجلسها وجلس يردف بفضول _ ها اتكلمتوا في ايه ؟
ضيقت عيناها مستفهمة بمكر _ في ايه ازاي ؟
تنهد عمران مردفاً بحماس _ يعنى قالك ايه وقولتيله ايه ؟ .. كدة يعنى .
ابتسمت حياة مردفة بهدوء _ حلينا الموضوع …
ضيق عيناه مردفاً _ بس كدة ! ..
اومأت له ومالت عليه مردفة _ لما نروح هقولك ..
بعد حوالى نصف ساعة خرج صالح من غرفة احمد ينظر الى سارة نظرات ذات مغزى وهو يقف يتحدث مع يوسف مردفاً _ احمد بيه تنازل عن حقه ومعترفش بأي حاجة سمعها .
اومأ يوسف بهدوء مردفاً بحكمة _ هو ده الاحسن يابنى .
اتجه صالح الى سارة مردفاً بحنو وهدوء _ اطمنى يا أنسة سارة … مامتك مش هتتعاقب .
نظرت لعينه واردفت بثقة وانكسار _ هى بتتعاقب الوقتى … صدقنى السجن كان هيبقى اهون مليون مرة من اللى بتمر بيه .
لما يتألم لاجلها ! … لما لا يحب تلك النظرات المنكسرة ! … لما يريد ضمها وطمأنتها ؟
تحمحم بحرج يردف تحت نظرات حياة وعمران الخبيثة _ احم … طيب عن اذنكوا لازم ارجع القسم .
خطى من امامهم وعندما مر من امام عمران سمعه يردف بخبث وهدوء _ مع السلامة يا ابو قلب كبير .
رمقه صالح بنظره ذات مغزى ضحكت على اثرها حياة فغادر صالح بحرج ..
《》《》《》《》《》《》《》 《》《》《》
بعد اسبوع تجلس حياة وسط شقيقها وعمران تحاول اقناعه بتلك العروس جارة صديقتها مردفة _ اسمع بس منى يا اسلام … البت قمر وادب واخلاق … بس يا حبيبتى ملهاش حظ … صدقنى طيبة اوى … وابوها راجل طيب زى البلسم … وافق بقى .
اردف اسلام بعدم اقتناع _ يا حياة متتعبيش نفسك معايا … انا مش حابب اتجوز … انا مافيش واحدة هتتحمل اطباعي .
اردف عمران بغيظ وحدة _ متوافق بقى يا اخى نهيت قلبها معاك اللا … خلينا نطلع السفرية اللى مش ناويين نطلعها دي .
نظرت له حياة مردفة بحنق _ عمران اسكت بقى .
لفت نظرها الى شقيقها مجددا تردف باقناع _ طب تشوفها ! … يمكن تغير رأيك … هاخدك ونروح لمروة وعوف زيارة وتشوفها كأنها صدفة .
اردف عمران بتعجب _ اه يا سوسة … خطة حلوة وافق يا اسلام .
نظر له اسلام بحنق ثم نظر الى حياة مردفاً بحيرة _ طيب وافردى هى موافقتش … يبقى انا موقفى ايه ؟ .
اردف عمران بتأكيد _ في دي معاك حق … لو شافتك اكيد مش هتوافق .
نظرت له حياة بغيظ وتكشير كي تسكته ثم نظرت لاسلام مردفة بابتسامة مغيرة تفاصيل وجهها _ لاء هتوافق …. هو انت في حد يقدر يقاوم وسامتك يا سولي .
ضيق عمران عينه مردفاً بحنق وغضب _ نعم ! … ليه بقى ياختى ان شاء الله … جيمس بوند ولا كريستيانو رونالدو … بصي عليا انا عيونى ملونة واعجبك .
نظرت حياة واسلام اليه مردفان فى نفس الوقت _ برااااا .
انتفض عمران يقف ينظر لهما بحنق قبل ان يغادر صافعاً الباب خلفه ..
هزت حياة رأسها بقلة حيلة يبدو انه غضب … التفتت الى اسلام تنظر له بحنق بسبب حزن عمرانها مردفة بنفاذ صبر _ اسمع بقى … بكرة هنروح لمروة … وده اخر كلام عندى … انت سامع .
نظر لها متعجباً وللعجب اكثر اومأ لها بصمت فابتسمت برضا ووقفت متجهة للخارج كي تراضي ذلك الطفل الصغير الذى اصبح يغار ويغضب وبشدة .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى غرفة المكتب الخاصة بيوسف طرق يحيى الباب فسمح له والده بالدخول ..
دخل يظهر على وجهه التوتر فأردف يوسف _ تعالي يا يحيى اعد … خير فيه خاجة ؟ 
اتجه يحيى يجلس امام والده وبدأ بفرك اصابعه مردفاً بترقب _ كنت عايز حضرتك فى موضوع كدة .
ترقب يوسف مردفاً _ خير يا يحيى قول يا حبيبي ..
تشجع يحيى واردف بترقب _ بابا … انا نويت ارتبط .
ضيق يوسف عيناه مردفاً بتعجب _ ترتبط ! … بمين ؟ … وبسرعة كدة ! 
تحمحم يحيى مردفاً باقناع _ صدقنى يا بابا ده اسلم حل وصلتله … الاولاد محتاجين ام بجد … محتاجين حد حنين يراعيهم … انا عارف ان ماما ثريا وحضرتك مش مقصرين بس اكيد هيبقى احساسهم مختلف لو انا ارتبط بحد مناسب .
ترقب يوسف مردفاً بتساؤل _ وياترى لقيت الحد ده ؟
نظر يوسف الى والده بتوتر ثم نظر ارضاً مردفاً باحترام _ ايوة يا بابا … كابتن بسنت مدربة الجمباز عند عمران .
نظر له يوسف مطولاً ثم شقت ابتسامة عريضة وجهه وهو يردف _ يا زين ما اخترت … البنت دى ممتازة … وكفاية انها اخت مرات حسن صاحب اخوك .
تعجب يحيى مردفاً بتأكد _ بجد يا بابا … حضرتك عارفها ! 
اومأ يوسف مردفاً بثقة _ مش اوى بس انا بفهم كويس اوى فى معادن الناس … قولي هى مطلقة صح ؟
اومأ يحيى مردفاً _ ايوة يا بابا مطلقة … وانا حابب ارتبط بيها باسرع وقت … لان بصراحة طليقها بيحاول يعملها مشاكل … واكيد لو اتجوزنا مش هيقدر يقربلها .
وقف يوسف والتفت الى ابنه يربط على كتفه مؤيداً _ عين العقل يا يحيى … موافق يابنى … ربنا يجعلها جوازة الدهر ويجعل سعادتك وسعادة اولادك معاها .
وقف يحيى يتناول كف والده مردفاً بسعادة _ طول مانت راضي عنى حياتى هتبقى حلوة يا بابا ..
احتضنه والده بحب وهو يربط على ظهره … ابتعد يردف _ بلغ اخوك يكلم حسن وهنروح نطلب ايدها منه .
اومأ يحيى بفرحة وخرج مسرعاً يخبر شقيقه الذى وجده يجلس فى بهو الفيلا بشرود
اقترب منه يحيى مردفاً بترقب _ عمران ! … ينفع نتكلم .
افسح عمران مكاناً لشقيقه وهو يشير بيده _ اه طبعا يا يحيى تعالى .
جلس يحيى بجانبه يردف بهدوء _ انا نويت اتقدم لبسنت يا عمران … وبلغت بابا وهو موافق … وقالي ابلغك تكلم حسن تاخد منه معاد .
نظر عمران الى شقيقه بتعجب ثم فرحة مردفاً وهو يحتضنه _ مبروك يا يحيى … مبروك يا اخويا … عنيا انا هتصل على حسن حالا وهاخد منه معاد .
فرح يحيى لفرحة اهله له مردفاً براحة _ تسلم يا اخويا … تسلم .
ابتعد يحيى يردف وهو يقف ليغادر _ طيب انا هروح اجيب سنا وابلغ بسنت ..
اومأ له عمران بسعادة بينما اتجهت اليه حياة بعدما غادر يحيى واتجهت تجلس بجانبه مردفة بدلال وهى تتلاعب فى ياقة قميصه بجرأة لم تعهدها _ عمورى … انت زعلان .
ابتعد بحنق طفولي يردف وهو يتصنع الحزن _ انتى شايفة ايه ! 
اقتربت منه اكثر مردفة بدلال انثوى _ شايفة ان حبيبي عايزنى اراضيه .
خرج يوسف من مكتبه فانتفضت حياة تبتعد هاربة من امامهم متجهة للاعلي حيث غرفتها بحرج .
ابتسم يوسف بخبث بينما اغتاظ عمران واردف بتأفأف _ حبكت يعنى تخرج الوقتى ! … كان فاضل على الحلو غلوة ..
ضحك يوسف واردف مشاكساً _ ههههه اطلع يا اخويا فوق فى جناحك العنايل دي متتعملش هنا .
وقف عمران يردف بتأييد وهو يصعد للاعلي _ انت صح يا باشا … معاك حق .
صعد عمران الى جناحه بينما اتجه يوسف للحديقة حيث تجلس ثريا برفقة اسماء والصغار يمرحون سويا بحب .
دلف عمران جناحه يبحث بعينه الى ان وجدها تقف امام المرآة تفك حجابها … نظر لها بحب ولكنه تصنع الحزن واتجه يجلس على الفراش بعبث كاذب كي تعاود مراضاته ..
نظرت له من خلال المرآة وابتسمت بمكر وهى تلتفت اليه بعدما ازالت حجابها _ انت لسة زعلان ! 
نظر لها اردف نفس الجواب _ انتى شايفة ايه ؟
هزت كتفيها مردفة وهى تمط شفتاها _ مش عارفة يا عمران … على العموم انا هغير هدومى وانزل تانى لان رحيم وحشنى جدااا .
اومأ لها يراقب حركاتها وهى تخلع ثيابها وتتجه لخزانتها تخرج احد القمصان القصيرة الناعمة وتتعمد ان تريه اياه ثم تمر من امامه باغراء متجهة الى المرحاض ..
اغلقت الباب وهو يبتلع لعابه ويحاول التماسك كي تبادر هي بصلحه ولا يعلم ما تخطط تلك تلك الصغيرة الشقية ..
جلس على الفراش بتوتر يتنظرها … خرجت ترتدى ذلك القميص الذى اشعل رغبته ووتر حركته فأصبح يتقلب على جمر من نار مردفاً لها وهى تتعمد تجاهله وتتحرك فى الغرفة بعفوية وتحاول تجفيف خصلات شعرها _ احم … هو انتى لسة زعلانة ! 
نظرت له بتعجب واردفت بمراوغة _ لاء هزعل ليه ؟ … هو انت عملت حاجة تزعل ؟
اردف وهو يقف ويتجه اليها لم يعد يحتمل دلالها الزائد … لف يده حول خصرها يقربه اليها … مال على رقبتها يتنفس رائحتها بسكر وهو يلثم منحنى رقبتها بحب اغمضت عيناها على اثره تستمتع بحركاته التى اثرتها ..
اردف وهو يقبل عنقها بحب وامتلاء _ قلبتى الآية يا قطة … حركة ذكية منك … بس بردو انا الكسبان .
ضحكت بدلال وهى تلف يدها حول رقبته مردفة بهمس فى اذنه _ بصالحك بطريقتى يا عمورى .
ابتسم برضا وبدأ يقبلها بحب ولذة مستمتعاً بحلاله وهو يعتصرها بتملك ويتوه معها فى عالم خاص بهما حيث لا يوجد فى سمائه سواهم ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند سارة التى خرجت من غرفة والدها بعدما اطعمته وجبته التى اوصى بها الطبيب وغادرت بعدما تاكدت من نومه … فلقد عاد امس الى منزله بعد قضاء قرابة ال ١٠ ايام فى المشفي وها هو تتحس حالته رويداً رويداً .
ذهبت الى المطبخ تحمل صنية الطعام وتضع الصحون فى مكان الجلي الخاص بهم حتى انها كادت ان تجليهم ولكن منعها رنين هاتفها ..
جففت يداها واتجهت لترى المتصل فوجدته رقماً غير مسجل لديها … فتحت الخط واردفت بترقب _ الو ! .
اتاها صوت اهتز على اثره قلبها بعنف وهو يقول _انسة سارة … اخبارك ايه ؟
تنهدت بعمق مردفة بدون مراوغة _ صالح بيه ! … خير … عرفت رقمى منين ؟
ابتسم لصالح برضا لمعرفتها هويته مردفاً بترقب _ بيتهيألى انى ضابط ! … انا بس كنت حابب اعرفك انى ناوى ازور عمى احمد واسلام النهاردة لو امكن … وهجيب معايا والدتى وعمران .
بدأ قلبها يدق بعنق لا تستطيع تحمله من فرط السعادة … اردفت بصوت حاولت جعله هادئ _ احم … بخصوص ايه ؟
اردف صالح بترقب وجرأة _ هطلب ايدك يا عروستى .
اغلقت الخط سريعاً ووضعت يدها على قلبها الذى ينبض بصخب مردفة بسعادة وزهول _ اهدى … اهدى يا سارة … حياة ! … لازم تكون جنبي .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
اتى المساء واستعدتا سارة وحياة لهذا اللقاء … اردفت سارة باعتراض _ لاء يا حياة قولتلك مش هحط روج .
حياة وهى تقرب منها احمر الشفاه كي تضع لها _ لاء هتحطى يا سارة يالا بقى .
تنهدت سارة بضيق ثم استسلمت وتركتها تفعل ما تريد … وضعت لها حياة القليل من احمر الشفاه ولم تضع اي مستحضرات تجميل اخرى لقد اكتفت ملامحها الناعمة بهذا فقط .
نظرت لها حياة مردفة بفرحة _ قمر يا ناس …ربنا يفرح قلبك يا سارة يارب .
دق جرس الفيلا فاتجه اسلام يفتح الباب وكان القادم هو صالح ووالدته وعمران … بينما كان فى انتظارهم احمد الذى يجلس على المقعد بحذر ويوسف الذى اتى اليه واسلام .
رحب بهم اسلام ودلفوا جميعا الى غرفة الصالون حيث يجلس احمد … سلموا عليه متمنيين له الشفاء وجلس الجميع مصطفين حول المقاعد يلقون التحية والتعارف على بعضهم ..
اردفت تلك السيدة بحكمة وطيبة _ احنا جايين النهاردة ناخد قمركوا تنور سمانا … ونطلب ايديها على سنة الله ورسوله لابنى صالح الراجل الصالح .
ابتسم يوسف على تلك الكلمات ونظر لشقيقه الذى يبتسم ايضا مردفاً بهدوء _ يا ستى احنا تحت امرك .
اردفت السيدة بحنو ورتابة _ الامر لله يابنى متقولش كدة … بس انا ليا طلب .
نظر صالح لامه مردفاً بهدوء _ ماما لو سمحتى .
رتبت على كفه بحنو ثم اكملت مردفة _ انا مش عايزاها تكسر قلبه … صالح طيب وقلبه زى الحليب ولما بيحب بيحب بجد … انا اضمنلك انه هيحط بنتكوا في عينيه … ولو يوم زعلها او قل منها هيلاقيني واقفاله … انا مرضاش كسر الخاطر وعارفة ان الولايا غلابة …. بس هى كمان تحطه فى عينها … ولو عايزة تعيش بعيد انا معنديش مانع المهم اسمع عنهم انهم بخير .
اعجب الجميع بحديثها واردف يوسف بتأكيد وحكمة _ اطمنى يا ست ام صالح … سارة بنت اخويا مافيش اطيب منها … وانتى على راسنا كلنا قبل صالح ذات نفسه .
ابتسمت بسعادة ورضا مردفة _ طيب نشوف قمرنا بقى .
اومأ الجميع ووقف عمران يردف بحماس _ انا هناديلهم ..
هو بالاساس كان يشتاق لحياته واتخذها حجة كي يراها عن قرب ..
اوقفه اسلام يردف بهدوء _ استنى يا عمران خليك انت لانك متعرفش انهى اوضة .
جلس عمران يغيظ بينما ابتسم اسلام بخبث وخرج ينادي لسارة وحياة ..
بعد دقائق دلف اسلام تتبعه حياة بسعادة وبجانبها تدلف سارة بخجل ظاهراً على ملامحها ..
رفع عمران نظره الى معشوقته كأنه هو من تقدم لخطبتها ونظر صالح لسارة نظرة اربكتها ..
اتجهت تمد يدها لتلك السيدة تسلم عليها مردفة بهدوء ورزانة _ اهلا بحضرتك .
ابتسمت السيدة بحنو مردفة وهى تربط على كفها _ بسم الله ماشاء الله ..
ابتسمت لها سارة واتجهت تمد يدها بالسلام لصالح الذى وقف يمد لها يده بحب … امسك كفها بغرض السلام ولكن اطال الاحتفاظ به مما جعلها ترتبك وتحاول سحب يدها بهدوء .
سمح لها حتى لا تخجل اكثر وجلست وسطهم وبجانبها حياة واتجه عمران مسرعا يجلس بجانب حياته ..
اردف يوسف متسائلاً بحنو _ سارة … حبيبتى صالح جاي يطلب ايدك … انتى رأيك ايه ؟
ابتسمت ونظرت ارضاً بخجل مردفة بصوت هادى _ اللي تشوفوه يا عمي .
اومأ يوسف مردفاً بعدما اخذ موافقة اخيه _ يبقى نقرأ الفاتحة .
تم قراءة الفاتحة بينهما وتم تحديد الخطبة بعد اسبوعين حتى يعود عمران وحياة من رحلتهما الى اسوان .
خرج الجميع لبهو الفيلا تاركين بعد المساحة لصالح وسارة ان يتعرفوا عن قرب ..
جلس صالح ينظر لسارة التى بدأت تفرك اصابعها بتوتر مردفاً بهدوء _ ايه يا عروستى متوترة ليه … شكلك عملتى كدة فعلا .
رفعت نظرها اليه مردفة باستفهام _ عملت ايه ؟! .
ضحك مردفاً بمزاح _ اصل لما بنلاقي متهم متوتر كدة يبقى معناها انه فعلا مذنب .
اتسعت عيناها وفرغ فاهها لمقصده ثم ما لبثت حتى ضحكت بهدوء مردفة وقد زال توترها _ واضح ان لغة الحوار بينا هيكون ده نظامها … ولا ايه يا حضرة الضابط ! 
اردف معجباً بها ممازحاً _ ايه يا عروستى ! … مش مهم الحوار … المهم القلوب .
ابتسمت بخجل مردفة بتوتر مجدداً _ شكراً ربنا يخليك .
نظر لها بصدمة مردفاً _ الله يخليني ! … واضح ان قلبي هيتنهى معاكى يا سارة .
ابتسمت تردف بقليل من الجرأة _ عندك مانع يا حضرة الضابط .
رفع يده الى رأسه يمثل التحية مردفاً بمرح _ علم وينفذ يا باشا .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى اليوم التالى اصطحبت حياة اسلام الى منزل مروة بعدما اخبرت مروة وعوف بالامر .
ذهب معهما ايضاً عمران الذى لم يتركها تذهب معه ابداً …
كانوا يذهبون بسيارة اسلام … يجلس اسلام خلف مقعد القيادة ويجاوره عمران وتجلس حياة فى الخلف ..
اردفت حياة باقناع _ اسلام … اوعى تحرجنى …. احنا هنادى على البنت كأنى عايزة اسلم عليها … وانت هتشوفها وبس كدة ..
تأفأف اسلام مردفاً بضيق _ انا مش فاهم يا حياة انتى جبرانى على الجواز ليه … انا مش عايز يا ستى … انا مش حاسس انى لازم اتجوز يعنى .
اردف عمران بحدة له _ الحق عليها ياخويا عايزة تطمن عليك … انا مش فاهم ده بدل ما تشكرها ! .
نظر له اسلام بغيظ وهو يقود بينما اردفت حياة بحنو _ يا اسلام … اسمع بس منى … شوفها لو معجبتكش نمشي ولا كأنى قلتلك حاجة … ماشي ؟
نظر لها عبر المرآة مردفاً بضيق _ ماشي يا حياة … انا عارف انى مش هقتنع بس بعدها تنسى فكرة الجواز دى نهائي … ماشي .
اردف عمران بحدة مجددا _ متزعقلهاش … ما ان شالله عنك ما اتجوزت اللا .
اردف اسلام وحياة فى نفس الوقت _ عمران اسكت انت .
انصدم عمران ولف نظره الى حياة مردفاً بصدمة _ كدة يا حياة ! … عايزانى ازعل ! … ووقتها هغضب وهتضطرى تراضيني بنفس الطريقة .
قالها وهو يغمز لها فاتسعت عيناها تلكزه فى كتفه حتى لا ينتبه اسلام الذى ابتسم بخبث فقد فهم عليهما ولكنه ادعى عدم الفهم ..
وصلوا اخيرا تحت منزل عوف الذى نزل يستقبلهم بترحاب وصعدوا معه الى منزله 
رحبت بهم مروة وجلسوا جميعا فى الصالة وبعد الترحاب وتقديم الضيافة هاتفت مروة الفتاة التى تدعى ورد واستدعتها بحجة ان حياة تريد رؤيتها والتعرف عليها ..
بعد ربع ساعة اتت الفتاة وطرقت الباب فاتجهت مروة تفتح لها بترحاب مردفة _ يا اهلا يا اهلا اتفضلي يا وردتى .
دخلت الفتاة وعندما لاحظت وجود اشخاص ارتبكت وكادت ان تعود مردفة بخجل _ مروة انتى عندك حد غريب … طيب انا همشي ..
شدتها مروة مردفة بحماس _ لاء محدش غريب دي حياة وجوزها واخوها … ادخلى بس .
دهلت الفتاة مضطرة بخجل واتجهت حيث يجلس الجميع تنظر ارضاً بخجل ومنذ ان رفع اسلام نظره اليها تاه فى ملامحها البريئة الجميلة حتى انه لم يعد يشعر بشئ من حوله ..
القت الفتاة السلام ووقفت حياة ترحب بها مبتسمة بحماس _ اهلا يا ورد … عاملة ايه ؟ …
ابتسمت لها ورد بخجل وجلست بجانب حياة بتوتر … ناولتها مروة الضيافة واردفت حياة تعرفها على الحضور مردفة وهى تشير على عمرانها بسعادة وفخر _ ده عمران جوزى .
ثم اشارت الى ذلك الذى ينظر ببلاهة منذ ان دلفت مردفة _ وده اسلام اخويا .
قام اسلام مسرعا يمد يده اليها بدون سابق انذار مردفاً بتيه _ اهلا يا انسة ورد … ممكن اتعرف على الوالد ! 
نظر الجميع بصدمة الى بعضهما وتحول وجه الفتاة الى الاحمر القانى بسبب خجلها ولم تعد تعرف ماذا عليها ان تفعل بينما اردف عمران بمرح وهو يطالع حياة _ ههههه انا كنت عارف انه مجنون مصدقتنيش ..
بعدما بيوم كان اسلام بعدها امام والد رود الذى رحب بهم حيث ذهب معه عمران ويوسف وتم طلب يد الفتاة التى ولاول مرة بعد زمن وافقت على اسلام يبدو انها اعجبت به .
اخبر اسلام والدها عن وضع والده الصحى والذى تم تأجيل الخطبة مع خطبة شقيقته حتى يتثنى له الحضور وايضاً يعود عمران وحياة من رحلتهما ..
بعد يومين كان عمران وحياة فى طريقهم عبر اليخت المتجه الى اسوان يشق طريقه فى نهر النيل بمنظر يخطف الانفاس ..
يجلس عمران يحتضن حياة فى مكان هادئ فى مقدمة اليخت الذى يحمل الكثير من مختلف الاجناس الذين يأتون الى مصر بغرض السياحة والاستمتاع بآثارها ومناظرها الرائعة .
كانت هى تستمتع بما تراه لاول مرة وهو يحتضنها بتملك مردفاً بحب وهمس _ مبسوطة يا حياتى ؟ 
رفعت رأسها تقبل وجنته مردفة بسعادة ظاهرة _ جداااا .
ابتسم برضا وقبل وجنتها ايضاً وشرد الاثنان فى مظهر النيل الخلاب وعلى ضفافه ينظران الى المعابد التى يعرفها عليها عمران وتنظر هى لها بانبهار ..
بعد رحلة رائعة وشيقة استمتعت حياة بها كثيراً وصل اليخت الى مرساه ونزل عمران وانزل حياته واتجها معاً الى الفندق الذى سيقطنان فيه فترة رحلتهم ..
وصلا الى الفندق الذى تم الحجز فيه مسبقاً وصعدا الى جناحهم وقد قررا الاغتسال والنوم وتكملة رحلتهم فى الصباح الباكر ..
فى الصباح استيقظ عمران وحياة ايضاً … تجهزا اثنانهما لتلك المفاجأة التى يحضرها لها عمران حيث يذهبان الى تلك السيدة الجميلة ام ابراهيم التى يعرفها عمران منذ سنوات عدة عندما اتى مع صديقه حسن وبعض الاصدقاء … تلك السيدة التى تمتلك مطعماً صغيراً على ضفاف النيل وتصنع به اشهى الاكلات ..
وصل عمران وحياة الى هذا المطعم ودلفوا … سأل عن تلك السيدة التى ما ان راته عرفته على الفور وقد رحبت به وبحياة ترحاب يليق بهما كنا اعدت لهما طبق عمران المميز وهو (الكاشيد ) الذى لا يتقنه جيداً الا اهل النوبة .
بعدها اصطحب عمران حياة الى اجمل المناطق فى النوبة حيث البيوت المزينة بنقوش ملونة تخطف الانظار وايضاً تعرفت على اهل النوبة الكرام الذين يتسمون بالطيبة والألفة ..
بعدها اتجها حيث معهد دكتور مجدى يعقوب وقابله بشخصه وعاين حياة واخبرهما ان حالتها مستقرة ولا داعى لاي قلق وعليهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي مع مراعاة اخذ بعض الادوية التى دونها لها .
عاد عمران مع حياة الى الفندق بعد يوم حافل وقضى ليلة من اجمل لياليهم سوياً حيث غمرها مجددا يعشقه وشغفه بها واثرته هى برقتها ودلالها ونعومتها وهكذا كانت رحلتهما طوال فترة ال ١٠ ايام .
عاد الثنائي الى القاهرة واتجه فوراً الى الفيلا حيث اشتاقت حياة الى رحيم الصغير بشدة … حتى انها كانت تريد اصطحابه معها ولكن يوسف اعترض مؤكداً انه سيكون بخير وعليهما قضاء رحلتهما سويا بمفردهما ..
تم التجهيز لخطبة اسلام وسارة فى حديقة فيلا يوسف الذى اصر على ذلك وسط فرحة الجميع وانشغالهم بالتحضيرات كما تم الاتفاق على عقد قران يحيى وبسنت بعد شهر من الان حيث تم طلبها من حسن صديق عمران الذى رحب بالامر بعدما اخذ موافقتها ..
بعد عامين من تلك الاحداث يجلس عمران على طرف السرير بجانب حياته يحتضنها بعشق وهى تحتضن صغيريتها التى انجبتها اليوم بسعادة … تطالعها بعشق فهى ثمرة حبهما التى ستكبر بينهما بسعادة ..
قبل مقدمة رأسها بحب متنهداً براحة وهو يردف _ هتسميها ايه يا حياتى ؟
نظرت له بحب مردفة _ هسميها مريم .
تمت بحمد الله 

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!