Uncategorized

رواية عروسي الكاذبة الفصل السابع عشر 17 بقلم ساره علي

 رواية عروسي الكاذبة الفصل السابع عشر 17 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل السابع عشر 17 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل السابع عشر 17 بقلم ساره علي

بعد مرور ثلاثة ايام ..
وقفت ميرا امام رولا تهتف بها بضيق :
” عايزة اخرج يا رولا .. انا مش هفضل محبوسة كده كتير .. ارجوكِ خليه يسمحلي اخرج ويرجعلي فوني ..”
ردت رولا بلا مبالاة :
“انا مليش دعوة فكل ده .. روحي انتي قوليله لو تقدري ..”
هتفت ميرا بيأس :
” هي بقت كده يا رولا .. ؟!”
أجابتها رولا وهي تقف امامها :
” ايوه بقت كده .. بعد اللي عملتيه بقت كده ..”
رمقتها ميرا بنظرات حزينة ثم همت بالخرج لتهتف رولا بها :
” ده انتِ حتى مفكرتيش تعتذري …. بلاش تعتذري .. معترفتيش بغلطك حتى ..”
رمقتها ميرا بنظرات باردة وهي ترد :
” عشان انا مغلطتش .. كفاية كدب لحد كده .. خلي الناس كلها تعرف الحقيقة ..”
” ميرا اسمعي ..”
قاطعتها ميرا بإصرار محاولة السيطرة على تلك الدموع التي ترقرقت داخل عينيها :
” ارجوكِ كفاية .. مش عايزة اسمع نصايح منكم وانتوا معشتوش اللي انا عشته ولا جربتوه .. انتوا مش عارفين انا حاسه بإيه .. عشان كده بلاش تتكلموا وانتوا بره الصورة .. مش عايشين نفس الشعرر..” 
تطلعت رولا اليها بشفقة بينما خرجت ميرا مسرعة من مكانها لتغمض رولا عينيها بوجع وهي تفكر انه منذ رحيل والدتها والأمور تزداد سوءا ..
تنهدت وهي تحمل هاتفها وتتجه الى الطابق السفلي تجاه مكتب والدها ..
وجدته هناك كالعادة لتدلف وهي تلقي التحية بإقتضاب فيهتف عامر بها :
” كويس انك جيتي .. “
” فيه حاجة ..؟!”
سألتها بهدوء ليطلب منها :
” تعالي اقعدي ..”
تقدمت نحوه وجلست امامه تنظر اليه بتعجب ليقول بجدية :
” أيمن ابن عمتك طلب ايدك ..”
كست الدهشة ملامحها رغما عنها لتسأل بعدم استيعاب :
” أيمن ..؟! “
اومأ برأسه لتكمل بضيق :
” غريبة يعني ..؟! “
سألها والدها بدهشة :
” غريبة ليه ..؟!”
تنهدت وهي تهتف بضيق :
” غريبة انوا يخطب الخطيبة السابقة  لابن خاله .. “
رد عامر غير مبالي بما قالته :
” ده اللي حصل .. ثانيا فيها ايه يعني ..؟! خطوبة وانتهت من سنين .. هو اتجوز وعاش حياته وانتي لازم تعيشي حياتك ..”
قاطعته بضيق :
” انا مش عايزة اتجوز .. ويوم ما اتجوز هتجوز واحد بره العيلةُ دي .. ثانيا معقول عمتي موافقة عالموضوع ده .. ؟!”
هز عامر رأسه وهو يجيبها :
” معرفش بس اكيد موافقة .. ثانيا انتي خطبوكِ من بره العيلة كتير ورفضتي .. آخرتها ايه ..؟! انتي عندك ثمانية وعشرين سنة .. متخرجة من اكتر من سبع سنين .. لا كملتي فشغل ولا فجوازة ..”
قاطعته بإنفعال :
” آخرتها اني مش هتجوز عشان كبرت .. انا اصلا مش حابة اتجوز .. ويوم ما هتجوز هختار الشخص بقلبي قبل عقلي .. واكيد مش هيكون من العيلة دي ابدا لاني مش هكرز اغلاط الماضي ..”
توقفت اخيرا عن حديثها تكتم انفعالها ليتطلع اليها بنظرات حزينة جراء كل ما مرت به بينما أكملت هي مغيرة الموضوع :
” ميرا محتاجة تخرج .. بقالك ثلاث ايام حابسها .. مينفعش كده ..”
صمت عامر للحظات قليلة قبل ان يهتف وهو يفتح درج مكتبه ويخرج منه هاتفه ويمنحها اياه :
” خدي ادهولها .. مسمحولها تخرج بس ترجع قبل الساعة سبعة .. وبلاش تتحداني لانوا عقابي هيكون اشد المرة دي .. وحطي فبالك انا اكتفيت بالعقوبة دي خوفا على نفسيتها اللي مش ناقصة تتدمر اكتر ..”
حملت رولا هاتفها وخرجت دون رد متجهة الى غرفة ميرا ..
طرقت على الباب ودلفت الى الداخل لتجد ميرا تهتف بها بحزن :
” مش عايزة اسمع اي كلام منك انتِ بالذات يا رولا .. بلاش علاقتي بيكِ تتدمر زي الباقي ..”
تقدمت نحوها دون ان ترد ووضعت الهاتف امامها وهتفت ببرود مصطنع :
” بابا بيقولك ترجعي قبل الساعة سبعة وإلا مش هيرحمك ..”
تطلعت ميرا اليها بدهشة قبل ان تقفز نحوها وتحتضنها لتبتسم رولا رغم حزنها منها فتبتعد ميرا عنها وهي تكمل بحماس :
” اروح بقى اجهز نفسي عشان البنات ..”
قاطعتها رولا بتحذير :
” مش هوصيكِ يا ميرا .. “
ردت ميرا بصدق :
” متقلقيش .. مش هعمل حاجة غلط المرة دي عالاقل .. مش ناوية اتعاقب تاني .. اطمني ..”
ابتسمت رولا بينما اتجهت ميرا الى الحمام لتأخذ حماما سريعا قبل البدء بتغيير ملابسها ..
………………………………………………………..
اوقفت جنى سيارتها قريبا من محل الورود وهي تفكر ان اليوم جمعة وبالتأكيد ذلك الشاب سوف يزور المحل كما سمعت ..
ظلت داخل سيارتها تتابع كل شخص يدخل تنتظر قدومه ..
مرت ساعتين قضتها بملل شديد لكن فضولها اجبرها على البقاء ..
واخيرا وجدته يهبط بعد ساعتين ونصف متجها الى المحل لتهتف بضيق :
” وجاي على نفسك كده ليه ..؟! ما كنت تأخرت لنص الليل ..”
ظلت في سيارتها تنتظر خروجه لتجده يخرج بعدها  وهو يحمل نفس باقة الورود لتهتف داخلها بدهشة :
” هي حبيبته هتطلع ميته ولا ايه .. ؟! مهو مش معقول كل يومين ثلاثة نفس الورد ..”
ثم حركت سيارتها خلفه حينما رن هاتفها فأجابته وهي تركز بعينيها على الطريق فيأتيها صوت الشاب يقول :
” انتِ فين ..؟!”
ردت بسرعة :
” فالمقبرة ..”
ليصيح الشاب مدهوشا :
” فين ..؟!”
فتتفاجئ بممدوح يوقف سيارته في كراج احد الكافيهات فترفع حاجبها وهي تتمتم بدهشة :
” ده مطلعش بيروح المقبرة ..”
سمعها الشاب فهتف بها :
” مقبرة ايه ..؟!”
ردت عليه بضيق :
” ملكش دعوة يا ابراهيم ..”
ثم اردفت وقد لمعت عينيها بحماس :
” ولا اقولك ليك دعوة .. هبعتلك دلوقتي لوكيشن مطعم حلو اوي اكتشفته جديد .. تعال بقى بسرعة عشان عازماك عالغدا..”
رد ابراهيم بسخرية :
” عازماني مرة واحدة .. ماشي يا ستي هجيلك .. اما نشوف اخرتها ..”
ثم اغلق الهاتف لتبقى هي في سيارتها بالقرب من كراج المطعم  تنتظر ابراهيم قبل ان تقرر الولوج قبله فتدخل سيارتها في الكراج وتتجه بعدها الى المطعم ..
دلفت الى المطعم وهي تبحث بعينيها عنه .. تقدمت نحو احدى الطاولات البعيدة دون ان تنتبه الى الطاولة التي بجانبها فتسمع فتاة تهتف بعدم تصديق جعلت جنى تلتفت نحوها تنوي شتمها لولا أنها تراجعت في اخر لحظة وهي تراه امامها فتتطلع بصدمة اليها وهي تفكر ان المستحيل ان يكون كل هذا الحب والرومانسية لتلك الحرباء ..
افاقت من شرودها على صوت الفتاة تهتف بسعادة مفتعلة :
” لا مش مصدقة نفسي .. جنى بنفسها قدامي .. بعد السنين دي كلها ..”
أجابتها جنى بضيق مخفي :
 ” هاي جاسي .. “
لترد جاسي بحماس مصطنع :
” هاي جنيتا .. عاملة ايه ..؟!”
ردت جنى بإبتسامة مصطنعة متجاهلة لفظها لهذا اللقب الذي تكرهه عن ظهر قلب :
” بخير .. انتِ عاملة ايه ..؟!”
أجابتها جاسي بمرح :
” تمام اوي .. “
ثم التفت تعرفها الى ممدوح :
” اعرفك ده ممدوح .. my love ..”
رمقته جنى بطرف عينيها وقالت :
“اهلا ..”
ثم التفتت نحو جنى تهتف بها :
” دي جنى .. صاحبتي من ايام المدرسة ..”
هز ممدوح رأسه وهو يجيب بعدم اكتراث :
” اهلا بيك ..”
همت جنى بالرحيل وهي تهتف :
” عن اذنك … “
لكن جاسي قاطعتها بسرعة :
” هتروحين فين ..؟! تعالي اقعدي معانا .. “
همت بالرد لكن أشارت الى احدهم :
” اهو حتى صاحب ممدوح جه .. يعني مش هتبقي عزول ..”
اغمض ممدوح عينيه بنفاذ صبر بينما همت جنى بالرد عليها وشتمها لا محالة ..
لكنها سمعت صوت متحمس غير مصدق يهتف بها متجاهلا صديقه الذي جاء لأجله :
” لا مش معقول .. جيني هنا .. اكيد فيه حد داعيلي ..”
اندفعت جنى نحوه تحتضنه بقوة متجاهلة نظرات ممدوح المندهشة فهو يعلم ان صديقه ليس لديه حبيبة لكن يبدو ان جنى حبيبته ..
هتفت جنى بعدما ابتعدت عنهه :
” حسحس مرة واحدة .. ده ايه الصدف السعيدة دي ..”
قاطعها وهو يضربها على رأسها بخفة متجاهلا ممدوح الذي غمغم بتهكم :
” حسحس .. عاشت الاسامي ..”
هتف حسام بسرعة :
” لمي لسانك بدل ما اقطعهولك ..”
ثم القى بعدها التحية على ممدوح و جاسمين قبل ان يجذب جنى من يدها ويجلسها امامه هاتفا بها :
” اخبار طنط نورا وانكل عمر ايه ..؟!”
اجابته وهي تنظر الى جاسي بطرف عينيها :
” كويسين ..”
ليكمل بدوره :
” واخوانك عاملة ايه ..؟! خاصة البارد ..”
ضحكت رغما عنها وردت :
” مش طايقك كالعادة ..”
” بيغير مني ..”
قالها حسام بغرور مصطنع بينما اكمل وهو يشير الى ممدوح :
” انت تعرف عيلة جنى يا ممدوح .. جنى تبقى اخت جوليا مرات كمال اخويا .. يعني اخت باسل لو فاكره ..”
سيطرت الدهشة على ملامح ممدوح للحظات قبل ان تختفي ويحل محلها الوجوم فيرد بضيق خفي :
” اه فاكره .. “
 ابتسمت جنى وهي تهتف بعدم تصديق :
” واو انت تعرف باسل ..”
رد حسام نيابة عنه :
” ايوه .. مهو باسل كان صحبي وممدوح اقرب صديق ليا من الطفولة فعرفوا بعض  عن طريقي ..”
ثم أكمل وهو يسألها :
” هو صحيح عامل ايه ..؟! تعرفي انوا اخوكِ ندل اوي .. مش بيتصل ابدا ..”
قاطعته جنى بتحذير :
” لم حسانك يا حسام ..”
قاطعها متهكما :
 ” هخاف انا كده ..”
ثم اردف بجدية :
” لا بجد عامل ايه ..؟! “
مطت شفتيها وهي تجيب :
” عادي بس مشغول .. اصله طلق مراته ..”
لم يمنع ممدوح نفسه من الانتباه لحديثها ليهتف حسام بسخرية :
” وايه الجديد ..؟! مهو من ساعة ما تجوزها عايز يطلقها ..”
ردت جنى بجدية :
” بس المرة دي طلقها خلاص ..”
” اوعي يكون زعلان .. ؟!”
سألها بتهكم لترد وهي تضحك :
” زعلان ..ده عاوز يعمل من كتر السعادة حفلة بمناسبة  
 طلاقه  ..”
سمعت صوت جاسي تسألها بفضول :
” هو مش كان متجوز ماريا عدلي ..”
قاطعتها جنى :
” ايوه .. بس طلقها خلاص ..”
” خدت الشر وراحت ..”
قالها حسام ممازحا لترد جنى بجدية :
” المهم مترجعش .. “
سألتها جاسي بفضول :
” ليه ..؟! دي ست جميلة وشيك ..”
ردت جنى بسخرية :
” جميلة اوي .. خصوصا من جوه ..”
ليهتف حسام بدوره بينما ممدوح ما زال  متجاهلا الصمت :
” طب وجومانة وعمر .. نظامهم ايه ..؟!”
أجابته جنى :
” عادي .. مش مهتمين .. “
نظر ممدوح اليهما بدهشة وهو يفكر ان باسل لديه طفلين ايضا بينما انتبه لحسام وهو يقول :
” ربنا يعوضه بأحسن منها ..”
رد جنى بتأكيد :
” ان شاءالله .. هو يستحق وحدة احسن منها بكتير .. “
” طبعا مين يشهد للعريس ..”
قالها حسام ساخرا لترد جنى بجدية :
” اخته طبعا .. بس ده مش اي عريس .. ده عريس كامل الاوصاف ..”
” يخربيت الغرور اللي عندكم انتِ وتوأمك..”
ضحكت بقوة قبل ان تجد احدهم يقترب منها فتهتف به وهي تحييه بحرارة :
 ” هيما .. تعال ..”
تقدم الشاب نحوها فحيته بحرارة ليرفع ممدوح حاجبه بتعجب وهو يفكر انها لم تترك شاب دون ان تحتضنه بينما رمقها حسام بضيق قبل ان يهتف بضجر :
” مش كفاية سلامات واحضان .. هو جاي من العمرة ..”
نظر اليه ممدوح بسخرية فكيف يسمع لحبيبته ان تحتضن اخر هكذا بينما عرفت جنى ابراهيم على الجميع لتقول بعدها وهي تحمل حقيبتها فهي حقا تريد الهرب من جاسي المزعجة وممدوح البارد :
” انا مضطرة اروح بقى .. صحابي مستنيني بره ..”
ثم سحبت ابراهيم المندهش من كفه بعدما ودعتهم ليلتفت حسام الى جاسي التي هتفت به :
” مكنتش اعرف انك بتعرف جنى يا  حسام ..”
رد حسام بهدوء :
” اعرفها من وقت ما كانت طفلة .. بس انتي تعرفيها منين ..؟!”
اجابته جاسي :
” انا كنت صديقتها فالمدرسة ..”
” غريبة .. مشفتكيش ولا مرة معاها ..”
لترد جاسي وهي تهز كتفيها بعدم اكتراث :
” اصلنا بعدنا فترة طويلة ..”
هز حسام رأسه متفهما بينما اندمج في حديثه مع ممدوح الذي اختفى وجومه اخيرا وعاد لطبيعته ..
………………………………………………………
اوقفت شيري سيارتها امام احد اشهر مراكز التأهيل في البلاد ..
التفتت نحو ميرنا الشاردة تسألها بإهتمام :
” جاهزة ..؟!”
تطلعت ميرنا اليها بصمت للحظات قبل ان تهز رأسها وهي ترد بهدوء :
” جاهزة ..”
ابتسمت شيري وهي تضغط على يديها بدعم وتقول :
” احنه هنبتدي فأول خطوة واهم خطوة وأصعبهم .. انتِ خدتِ قرار صعب جدا كتير قبلك فشلوا انه ياخدوه ..”
ابتسمت ميرنا رغم شعور الحزن العميق الذي يحتل كيانها بينما قالت شيري بجدية :
” ننزل دلوقتي .. هعرفك على المكان اللي هيعجبك جدا .. “
” ماشي ..”
قالتها ميرنا بجدية لتفتح شيري الباب وتهبط منها وتفعل ميرنا المثل ..
سارت ميرنا بجانب شيري التي كان يرحب بها كل من يراها فتقابل هي تحيتهم بسعادة جلية وإبتسامة صادقة..
انتهت شيري من تعريفها على المكتب لتطلب منها الولوج الى الغرفة التي ستمكث بها الفترة القادمة ..
دلفت ميرنا الى الغرفة وأخذت تتأملها بإعجاب قبل ان تهتف بها :
” جميلة اوي ..”
ابتسمت شيري وردت :
” كويس انها عجبتك ..”
جذب انتباه ميرنا باقة ورد رائعة موضوعة على الطاولة فتقدمت نحوها بحماس وحملتها وهي تقرب انفها منها تستنشق عطرها بإفتنان قبل ان تهتف :
” واو تجنن ..”
ردت شيري بجدية محاولة عدم الحديث في موضوع الورد :
” فيه حمام ملحق .. والأوضة زي مانتِ شايفة متكاملة ولو ناقصك حاجة بردوا قوليلي .. “
ردت ميرنا بصدق : 
” مفيش حاجة ناقصة اطمني .. “
ابتسمت شيري وردت بعدما اتجهت تفتح الباب :
” هدومك وصلت ..”
تقدم العامل الى الداخل وهو يسحب خلفه حقيبة ميرنا وخلفه عامل اخر يحمل علبة شوكولاته مستطيلة ..
تطلعت اليها شيري بتوتر وقالت وهي بعدما اخفت توترها بمهارة :
” كويس انك جبت الشوكولاته ومتأخرتش ..”
تطلعت ميرنا الى العلبة وقالت بدهشة :
” شوكولاته ..”
حملت شيري العلبة وشكرته قبل ان تتقدم نحو ميرنا وتعطيها العلبة وهي تهتف بحماس :
” جبتلك شوكولاته يا ستي .. “
ابتسمت ميرنا وقالت بسعادة :
” تعبتي نفسك اوي يا شيري ..”
لتضحك شيري وترد :
” مفيش تعب ولا حاجة ..”
ثم اردفت وهي تهتف بها :
” دلوقتي انا هسيبك ترتاحي .. تغيري هدومك وترتاحي والغدا كمان ساعة .. الاسبوعين اللي جايين مفيش علاج نفسي .. كفاية علاج الادمان .. بعدها لو وضعك استقر نبتدي العلاج النفسي ..”
سألتها ميرنا بأمل :
” يعني ممكن اتعالج من الادمان خلال اسبوعين ..”
قاطعتها شيري بجدية :
” تتعالجي نهائي صعب .. بس اعراض الانسحاب هتخف بعد اسبوعين ..”
سألتها ميرنا بقلق :
” هي الاعراض هتبقى صعبة اوي ..”
أجابتها شيري بجدية :
” حتى لو صعبة .. فهي صعوبتها فأول فترة .. خصوصا اول عشر ايام .. بعدها هتخف .. انتِ خليكِ فاكرة انوا علاجك هياخد كم شهر وبعدها مش هتحتاجي مهدئات تاني .. “
أومأت ميرنا برأسها وبدأت تشعر بالقلق من حديثها لتكمل شيري :
” فيه دكاترة هنا هيتابعوا معاكِ .. هتاخدي ادوية تساعدك وكمان نظلم غذائي محدد .. الفترة دي انا هكتفي بزيارتك من غير ما اتدخل فالعلاج  لاني مش مسؤولة  عن علاجك من الادمان لكن زي ما قلتلك اول ما تخف الاعراض واحس انك مستعدة للخطوة الجاية هنبتدي علاج نفسي ..”
ابتسمت ميرنا وشكرتها بإمتنان لتودعها شيري وترحل متجهة الى مكتب مدير المكان ..
رحب المدير بها ثم سألها عما اذا كانت ميرنا تحتاج اي شيء فأخبرته ان كل شيء جيد حتى الان ثم اكملت :
” انا عارفة انوا علاجها هيبقى صعب فالاول ..”
قاطعها المدير بجدية :
“المشكله انها كانت بتاخد نوع المهدئات اللي بيشتغل على الجهاز العصبي المركزي بالكامل .. النوع اللي بيخلي الشخص كأنه داخل فغيبوبه ومش واعي الي بيعمله .. والنوع ده خطير جدا .. احنه نحمد ربنا انها معمتلش حاجة صعبة بسبب الحبوب دي ..”
ثم اكمل :
” والمشكله انها مدمنة عليها من سنين .. انا مش عارف عيلتها كانوا فين ..مستحيل محدش كان ملاحظ اي اعراض عليها .. الاعراض بتبقى واضحة لاي حد ..”
ردت شيري :
” للاسف هي كانت مقيمة بره بعيد عن اهلها ..”
اومأ برأسه متفهما ثم قال :
” عالعموم العلاج هياخد وقت .. انا هبعتلها احسن دكتور هنا .. كنت حابب انتِ اللي تعالجيها بس لسه بدري عليكِ ..”
ابتسمت بخفة وهي تجيبه :
” للاسف مش هينفع .. انا لسه يادوب ابتديت دراسة فالمجال ده من كام شهر .. محتاجة اتوسع اكتر واشوف حالات كتير قبل ما اتحمل مسؤولية مريض بالكامل .. ثانيا انا هتولى علاجها النفسي ..”
قاطعها المدير :
” اه طبعا .. ده تخصصك بقى .. “
ابتسمت وهي تنهض من مكانها وتشكره وتوصيه عدة مرات على ميرنا قبل ان تودعه خارجة من المكان وهي تنوي ان تأتي مساءا الى ميرنا كي تطمئن عليها ..
………………………………………………..
دلف باسل الى المستودع الذي وضع به نزار منذ ثلاثة ايام طالبا من رجاله ان يقوموا بتأديبه لكن حذرهم في نفس الوقت من أن يصيبوه بعاهة مستديمه ..
تأمل باسل نزار المقيد والذي كان ينظر اليه بغضب مخيف ليتقدم نحوه فيسمعه يهتف به :
” واخيرا شفتك .. مش كنت اولى تضربني بنفسك بدل رجالتك ..”
رد باسل ببرود :
” مبحبش اوسخ ايدي ..”
ثم اكمل وهو يسأله بتهكم :
” بس ايه رأيك فالخدمة هنا ..؟! عجبتك مش كده ..؟!”
رد نزار بنفس التهكم :
” خدمة فايف ستارز ..”
ضحك باسل وهو يكمل :
” اخليهالك سڤن ستارز لو تحب .. انت بردوا مش اي حد ..”
ثم احتدت عيناه وهو يرمقه بنظرات حارقة قبل ان يجذبه من تيشرته ويسأله :
” فين الفيديو ..؟!”
سألته نزار مدعيا عدم الفهم :
” فيديو ايه ..؟!”
” الفيديو يا روح أمك .. “
قالها باسل بغضب قبل ان يكمل بصوت متوعد :
” تقولي حالا الفيديو فين و إلا وحياة اغلى حاجة لا اكون معلقك .. ده انا لو قتلتك دلوقتي ودفنتك محدش هيسأل فيك .. يعني متكابرش ..”
رمقه نزار وهو يهتف :
” انا مسحته .. اللي كنت عايز اعمله عملته .. الفيديو وصل لأخوها ده المطلوب وانا مكنتش عايز اكتر من كده ..”
لكمه باسل على وجهه بقوة قبل ان يهتف بعصبية شديدة :
” دي كانت مراتك يا وسخ ..”
رد نزار متجاهلا الالم الذي سيطر عليه بعد اللكمة :
” اديك قولتها بنفسك .. مراتي .. مراتي اللي نامت معاك ..”
صاح باسل بغضب :
” مع اني مش مضطر أبررلك بس حط فبالك انوا انا وميرنا مستحيل نعمل حاجة بالقذارة دي ..”
رد نزار متهكما :
” امال اللي بالفيديو ده كان ايه  ..؟! كنتوا بتعملوا ايه ..؟! ايه كنت بتعالج شفايفها يا حرام ..”
اندفع باسل نحوه يلكمه بقوة عدة مرات قبل ان يبتعد عنه ليجد وجهه تنزف  منه الدماء بينما عينيه تنظران اليه بقوة ليهتف به ببرود :
” مكنش ليه لزوم توسخ نفسك يا باسل بيه .. خصوصا انوا الفيديو اتحذف .. “
ابتسم باسل وهو يرد :
” اتحذف او لا دي حاجة انا هعرفها .. مع انوا لو طلعت بتكدب هتشوف انا هعمل ايه ..”
ثم اردف بعدما نادى على احد رجاله والذي تقدم وهو يحمل معه ورقة وقلم  وضعهما امام نزار الذي تطلع اليهما بغيظ قبل ان يسأل باسل :
” ايه ده …؟!”
رمقته باسل بنظراته وهو يرد بصرامة :
” ورقة طلاق .. امضي يلا ..”
سأله نزار متهكما :
” ايه مستعجل اوي عشان تتجوزها .. ؟! طب ما تاخدها عادي من غير جواز ..”
جذبه باسل من تيشرته وهتف بتهكم :
” ليه فاكرني زيك ولا فاكرها زي ليزا لا سامح الله ..؟!”
رد نزار :
” لا فاكرها عشيقتك اللي نامت معاك وانا يادوب مطلقها شفوي .. “
رمقه باسل بنظرات محتقرة وهو يهتف بعدم تصديق :
” انت ازاي قادر تكون بالقذارة دي ..؟! انت عارف اوي انها مش كده ..؟!”
قاطعه نزار بضحكات خافتة وهو يهتف بنبرة دنيئة :
” دي وحدة هربت من اهلها .. لو هي مش كده امال مين اللي كده ..؟! دي وحدة مفيش أوسخ ولا أغبى منها ..”
قاطعه باسل بلكمة عنيفة جعلته يترنح بقوة بينما باسل يهتف بنفور :
” هي مش وسخة بس غبية ممكن .. غبية عشان وثقت فواحد وسخ زيك ..”
رمقه نزار بنظرات متهكمة وهو يرد :
” وانت هتبقى اغبى منها لو وثقت فيها ..”
ثم حمل القلم بضعف ووضع توقيعه على ورقة الطلاق ثم نهض من مكانه ليتقدم نحو باسل بعدما مسك دماءه وقال :
” نصيحة مني ليك .. بلاش تتجوزها .. خليها عشيقتك وبس .. ده زياده عليها اصلا .. وكده كده هي هتكون ليك حتى لو ببلاش .. اه ومتنساش تاخد بالك من الحبوب اللي بتاخدها اصلها بتخليها مغيبة عن الوعي وممكن تلخبط بينك وبين واحد تاني زي ما لغبطت فيك وافتكرتك انا ..”
لم يتحمل باسل حديثه فهجم عليه يضربه بقوة وفي داخله رغبة شديدة بتقطيعه الى عدة اجزاء ..
ظل يضربه بلا وعي دون ان يهتم حتى لفقدانه الوعي منذ البداية ..
انتهى منه اخيرا ليرمق رجاله اللذين كانوا يتابعونه بثبات وكأنه ليس على وشك قتل احدهم فهتف بهم :
” لن يخرج من هنا ابدا حتى أخبركم بهذا .. لا تعطوه حاليا سوى الماء ..”
ثم نظر اليه وهتف بقرف :
” خليك هنا زي الكلب لحد ما اخليكِ مش عارف ترفع عينك فوش حد ..”
بصق عليه وألقى نظرة يملؤها الإشمئزاز قبل ان يتحرك خارج المكان بينما اتجه الرجال خلفه تاركين نزار ممددا على الارضية فاقدا الوعي تماما ..
…………………………………………………………….
كانت جومانة تجلس بجانب رانيا التي اخدت تحدثها عن عدة امور ..
لاحظت رانيا شرودها فهتفت بمكر :
” هو عند البسين ..”
تنحنت جومانة بحرج وقالت :
” مين قالك اني عاوزة اعرف هو فين ..؟!”
رمقتها رانيا بنظرات ساخرة وقالت :
” مفضوحة اوي على فكرة ..”
أشاحت جومانة وجهها بضيق بينما ضحكت رانيا بخفة وهي تقوم وتقول بنبرة ذات مغزى :
” هروح اعمل حاجة نشربها ..”
تأملتها جومانة وهي تبتعد وفكرت انها أجلت مجيئها اول البارحة بسبب عدم رغبتها برؤيته خاصة بعد حديثها مع ماريا وقد قررت انها لن تراه مهما حدث ..
لكن سرعان ما غيرت رأيها حيث اتصلت برانيا  واخبرتها انها قادمة اليوم وقد  رحبت رانيا بها بحرارة واخبرتها أنه لحسن الحظ اياد هنا ..
نهضت من مكانها وقد قررت ان تراه من بعيد بعدما أجبرها فضولها على ذلك رغم محاولاتها الشديدة لكبحه ..
وقفت تتأمله من بعيد وهو جالس امام حماس السباحة يتناول مشروبه المعتاد بينما ينظر الى المكان أمامه بشرود ..
نظرت الى صدره العاري بعضلاته الجذابة لتحمر وجنتيها خجلا وهي تتخيل نفسها تلمسها وشعرت بحرارة تتدفق الى جسدها ..
ابتلعت ريقها وهي تتذكر كلام صديقتها ميري وهي تحذرها من كثرة التفكير والاهتمام المبالغ به والذي ربما يتحول الى حب حقيقي يؤلمها فهو بكل الاحوال لا يناسبها ويكبرها بأعوام عديدة ..
 زفرت انفاسها وهي تفكر انها كانت تشمئز منه طوال اليومين الفائتين بعدما علمت انه عشيق ماريا وحتى بعدما علمت حقيقة انها ليست والدتها لم تستطع منع شعور الازدراء نحوه وهي تفكر إنه عشيق إمرأة متزوجة ..
لطالما رأته شيئا كبيرا مميزا مختلفا يستحق خالص الحب والاعجاب مما جعل حقيقته تلك تصدمها لكن المشكله أن كل هذه المشاعر السيئة تبخرت ما إن رأته أمامها ونظرت الى عينيه الزرقاوين اللتين جعلتها تشعر كأنها ترى عينين زرقاوين لأول مرة بالرغم من كونها تنتمي لأسرة اشتهر افرادها  بالعيون الزرق ومن ضمنهم  هي ..
تقدمت نحوه بتردد ليلتفت ينظر اليها للحظة قبل ان يعاود النظر الى الامام لتتنحنح وهي تسحب الكرسي وتجلس جانبه وسط صمت تام بينما هي تتأمله بإفتنان وقد نست كرهها له ..
تخضبت وجنتيها بحمرة شديدة حينما التفت لها ورأها وهي تتأمله بهذه الطريقة ليهز رأسه بعدم اكتراث وهو يعاود النظر امامه لتنفخ أنفاسها بضيق مسموع  ثم تسأله بصوت رقيق :
” هو انت لسه زعلان مني ..؟!”
أجابها بهدوء وهو يلتفت نحوها وينظر الى عينيها اللتان تتأملانه بإفتنان يعرفه جيدا وقد قابل الكثير منه من قبل :
” مفيش حد بيزعل من طفلة ..”
احتقنت ملامحها وهي ترد :
” مبحبش انك تستهزء بيا ..”
رمقها بنظرات متعجبة وهو يهتف بصدق :
“مين قال اني بستهزء ..؟! مانتِ فعلا طفلة .. وحتى لو مكنتش طفلة ففرق السن اللي بينا يخليكِ بالنسبالي طفلة ..”
رد عليه بتهور دون ان تدرك مغزى كلماتها :
” عشان اصغر منك ب١٩ سنة .. طب ما صحبتك القديمه كانت اصغر منك ب١٤ ..”
 رفع حاجبه مندهشا من جرأتها لتتطلع اليه بعدم فهم قبل ان تستوعب حجم ما تفوهت به فهي اخبرته بكل وقاحة أنه ارتبط قبلها بفتاة تصغره بأعوام كثيرة بمعنى اخر هي تخبره انه لا مانع من ارتباطه بها هي ايضا ..
” مش فاكر اني ارتبطت فوحدة اصغر مني للدرجة دي ..”
قالها متهكما لترد بهجوم :
” ازاي ..؟! الكلام ده من ثلاث سنين .. الكل اتكلم عن علاقتك بيهه .. “
قاطعها بملل :
” اه تقصدي الممثلة الشقرا ..”
مطت شفتيها وهي تومأ برأسها ليجيبها :
” لا دي كانت حاجة مختلفة .. وكانت اصغر مني بعشر سنين مش ١٤ ..”
” ازاي ..؟!”
سألته بدهشة ليرمقها بطرف عينيه قبل ان يجيب :
” انا عندي ٣١ سنة مش ٣٥ زي ما الصحافة والويكيبيديا بتقول ..”
” قول والله ..”
قالتها وهي تقفز من مكانها بحماس ليرمقها بتعجب وهو يردد بذهول :
” اهدي يا بنتي ..”
قاطعته بسعادة وهي تصفق بيديها :
” وااو ده احلى خبر .. انا مش مصدقة نفسي ..”
ابتسم في داخله بتهكم وهو يفكر انها ساذجة للحد الذي يجعلها تفكر ان نقصان فرق السنوات بينهما سوف يساعدها في لفت انتباهه بينما فهي تظن ان ١٥ عام افضل بكثير من ١٩ ..
صاح بها بنفاذ صبر من نوبة الجنون التي تلبستها :
” ما تقعدي بقى ..”
ابتلعت ريقها وهي تهتف اخيرا رغم توترها :
” ممكن تغنيلي اغنية انا بحبها اوي ونفسي اسمعها بصوتك …”
” اغنية ..؟!”
سألها مندهشا لترد بسرعة وحماس :
” اها اغنية قارئة الفنجان لعبد الحليم .. اصلي بحبها اوي … خصوصا المقطع التاني بحسه شبهي ..”
ابتسم رغما عنه ثم قال بمكر :
” لا انا هغنيلك بس حاجة على مزاجي ..”
ثم غنى لها مقطعا من احد اغانيه الجديدة والتي لا يعرف عنها احدا والغريب انها كانت تتحدث عن فتاة تعجب بكل شاب وسيم تراه ..
احتدت ملامحها وهمت بالرد لكنها سمعت صوت رانيا تقترب منهما وهي تضع العصير امامها وتهتف :
” وااو دي اغنية جديدة صح .. ؟! على فكرة يا جومانة اياد مش بيقول مقطع واحد من اغانيه اللي اللي بيجهزها لأي حد مهما كان ..”
لم تجبها بينما اكملت رانيا :
” تعرف يا اياد انوا جومانة صوتها حلو اوي ..”
سألها اياد :
” بجد صوتك حلو ..”
نظرت اليها جومانة بتوعد بينما ابتسمت رانيا وقالت :
” والله حلو جدا بس هي مش راضية تصدق ده ..”
قاطعتها جومانة :
” مش اوي .. رانيا بتبالغ ..”
رد اياد بجدية :
” طب سمعينا ونشوف رانيا بتبالغ ولا لا ..؟!”
رمقت رانيا بنظراتها المشتعلة بينما  قال اياد :
” بتبصيلها كده ليه ..؟! ما تغني هو انا هاكلك .. ولا انتِ خايفة تغني قدامي و مش واثقة بنفسك ..”
ردت عليه بإستفزاز :
” واخاف ليه هو انت العندليب ..؟!”
ثم اكملت بحرج :
” بس مش واثقة فصوتي ..”
ضحك بخفة وهو يقول :
” يا ستي اعتبري نفسك بتدندني عادي .. ده انا بسمع بنات بيغنوا بأصوات تلوث السمع وعادي ..”
ابتسمت جومانة وقالت :
” اغنية ايه ..؟!عربي ولا اجنبي ..”
رد اياد :
” ياريت عربي .. “
تنحنت وبدأت تدندن بصوت خافت احدى الاغاني التي تحبها ..
لو فعلا بتهمك راحتي زي ما بتقول !
كان المفروض لما تشوفني .. تفهم على طول !!
انك طول ما انت بعيد عني .. العمر بيجري و يسرقني و وجعي بيطول !!
قاطعها اياد :
” علي صوتك شوية .. “
رمقته جومانة بنظراتها وشعرت بسعادة داخلية انه مهتم لهذة الدرجة بسماع صوتها فأكملت بصوت بدأ يرتفع تدريجيا :
لو فعلاً بتهمك راحتى زى مابتقول !
كان المفروض لماتشوفني .. تفهم علطول !!
إنك طول مانت بعيد عنى .. العمر بيجرى ويسرقني ووجعي بيطول !!
كفاياك اعذار .. و لاخر مرة هقولهالك ؟!
كفاياك اعذار .. مش دايما هنسى و هصفالك !
ع الوضع دة لا .. الجاي مش خير
و لو هطول .. نهايتنا خليها في بالك !
هتيجي في يوم .. هتلاقي نتيجة اهمالك !!
عايشها وحيد .. و الجرح كبير !!
كان اياد يستمع اليها بصمت لكن احساسها قد مس قلبه فهتف بسرعة ما ان توقفت عن الغناء :
” هايل بجد ..”
ليصدح صوت عالي يقول:
” واو مين اللي بتغني دي ..؟! صوتها هايل ..”
التفتت جومانة لتجد بيرلا مديرة اعماله تتقدم نحوهم وهي تكمل بعدما قبلت اياد من وجنتيه بحرارة :
” ايه قررت تكتشف مواهب ولا ايه ..؟!”
رمقها اياد بنظراته الهادئة بينما حيت هي رانيا ثم التفت الى جومانة تنظر اليها وهي تسأل رانيا عنها مدعية عدم معرفتها :
” مش تعرفينا يا رانيا ..”
ردت رانيا بتهكم :
” دي جومانة صحبتي وصاحبة العيدميلاد اللي اياد غنى فيه .. لحقتي تنسيها ..”
حييتها بيرلا بإبتسامة وديعة وقال :
” سوري نسيت .. اصل شكلك كان مختلف .. مكانش باين انك بيبي فيس اوي كده .. “
رمقتها جومانة بنظرات حادة بينما سألتها بيرلا بفضول :
” هو انتِ عندك كام سنة صحيح  ..  ؟!”
لترد جومانة بضيق واضح :
” كملت ١٦ ..”
لتهتف بيرلا بدهشة :
” ١٦ سنة .. وجابولك اياد منصور .. امال ففرحك هيجيبولك ايه ..؟!”
ردت جومانة متهكمة :
” تايلور سويفت ..”
ضحكت بيرلا بقوة ثم قالت بتهكم :
” دمك خفيف ..”
ثم اردفت مشيرة لاياد الصامت بملامح هادئة :
” بقيت بتحيي حفلات اطفال يا اياد ..”
تشنجت ملامح جومانة وهي تصيح بها :
” اطفال فعينك .. انا مسمحلكيش تتكلمي عني كده ..”
ردت بيرلا بعدم تصديق :
” ايه ده ..؟! فيه ايه ..؟! ما تهدي شوية .. انا كنت بهزر عادي ..”
صاحت جومانة بغضب متجاهلة محاولات رانيا لتهدئتها :
” وتهزري معايا بتاع ايه ..؟! انتِ تعرفيني منين عشان تهزري معايا ..؟!”
‏” Oh ,  you are so crazy “
قالتها بيرلا وهي ترمقها بنظرات المستفزة لتتسع عيني جومانة فتحمل قدح العصير خاصتها وترميه في وجهها ثم تحمل الاخر وتفعل نفس الشي وهي تهتف بها :
” انا مجنونة .. طب انا هوريكِ المجنونة هتبقى ايه ..؟!”
ثم ابتعدت عنها بنية الخروج من المكان لكن بيرلا كانت اسرع منها وهي تجذبها بذراعها وتدفعها نحو المسبح وهي تصرخ بها :
” وانا بردوا هوريكِ بردوا هعمل ايه ..؟!”
كان اياد يتطلع الى ما حدث بدهشة قبل ان يتجمد مكانه وهو يسمع صوت رانيا تصرخ :
” ينهار اسود .. جومانة مبتعرفش تعوم ..”
…………………………………………………………..
كانت ميرا تجلس في السيارة التي يقودها السائق الخاص في العائلة حيث تقلب في الأيباد خاصتها بينما صوت الاغاني داخل السيارة مرتفعة للغاية ..
جاءتها رسالة من رقم غريب تحوي فيديو فجحظت عينيها وهي تتطلع الى ما داخل الفيديو قبل ان تشعر برغبة في التقيؤ ..
رن الهاتف على الفور بنفس الرقم فطلبت من السائق التوقف ثم خرجت من السيارة واجابت وهي تصرخ به :
” عاوز ايه يا حقير ..؟! “
جاءه صوته الذي تكرهه عن ظهر قلب :
” تعالي فالعنوان اللي عندك وهنتفاهم .. “
صاحت بغضب :
” مش هاجي ..”
رد بتهكم :
” ماشي .. انتي بلاش تجي وانا هنشرلك الفيديو ده فكل مكان..”
صاحت وقد هطلت الدموع من عينيها بغزارة :
” مانت هتفضح نفسك كمان ..”
رد ببرود :
” انا راجل وضعفت انما انتِ ايه ..”
هطلت دموعها بغزارة وقالت : 
” حرام عليك .. “
رد بتأفف :
” من الاخر كده .. يا اما تجي وقت ما اعوزك يا اما الفيديو ده هتلاقي فكل مكان .. وساعتها مش انتي لوحدك هتتفضحي .. لا ابوك واختك .. وانتوا اصلا مش ناقصين فضايح .. كفاية عمايل اختك ..”
ابتلعت ريقها وهتفت بصوت متحشرج :
” بس انا مش كده وانت عارف ده كويس ..”
رد ببرود :
” انا مليش فده .. انا مستنيك فالعنوان ده بكره الصبح عشان عارف انوا عمي مش هيسمحلك تتأخري .. بكره تكوني هناك زي القطة الوديعة .. ماشي .. باي يا قطتي ..”
اغمضت عينيها وهي تشعر بحرقة شديدة في قلبها وهي تتخيل نفسها غدا بين احضانه ملكا له ..
جلست على الرصيف تبكي بلا وعي قبل ان تشعر بالسائق امامها يسألها :
” فيكِ حاجة يا بنتي ..؟! اتصل بعامر بيه او انسة رولا ..”
رمقته بعينين حمراوين قبل ان تهز رأسها نفيا وتعاود البكاء من جديد ..
دلف باسل الى المنزل شاعرا بتعب وارهاق شديدين ..
اتجه الى صالة الجلوس ليجد روبي تجلس لوحدها هناك ..
القى التحية وجلس مقابلها لتهتف به :
” كويس آنك جيت .. “
سألها بجدية :
” خير فيه حاجة ..؟!”
أجابته :
” عمتو كل شوية تكلمني عن الخطوبة .. وانا مش عارفة اعمل ايه .. اساسا انا خايفة تقول لماما .. انا اقنعتها بصعوبة تأجل الموضوع لحد ما مشاكلك مع ماريا تتحل .. بس خايفة تغلط قدامها …”
قال باسل بأسف :
” انا اسف يا روبي .. انا حاسس اني ورطتك معايا ..”
قاطعته بصدق :
” متقولش كده .. انا كنت حابه اساعدك .. مش عشانك بس .. لا عشاني بردوا .. انا بس زعلانه اننا بنخدع عمتي ..”
قال باسل :
” انا كمان زعلان .. بس مش هينفع اقولها الحقيقة دلوقتي .. لو قلتلها هضطر اكشف اسباب الكذبه دي .. وانا مش عايز اكشف اي حاجة ..”
أومأت روبي برأسها متفهمة وقالت :
” معاك حق .. خلينا نستنى فترة كمان .. “
سمعا صوت جرس الباب يرن ثم وجدا فؤاد يلج اليهم بعد لحظات لينهض باسل ويحييه بحرارة ..
ابتعد فؤاد عنه ونظر الى روبي التي كانت لا تنظر اليه فهي أخذت تعبث بهاتفها ..
حمام باسل بينما هتف فؤاد مجبرا :
” ازيك يا روبي ..؟!”
” بخير ..”
أجابته بإقتضاب لينظر  اليه باسل بنظرات ذات مغزى ففهم فؤاد انه يريد تصليح موقفه مع روبي ..
هم فؤاد بالحديث لكن صوت رنين هاتف باسل أوقفه والذي أجاب على الفور ليستمع الى صوت المتصل فيخبره أنه أتي ..
اغلق الهاتف وقال بجدية :
” انا لازم اروح دلوقتي .. “
ثم أشار الى فؤاد :
” خليك هنا .. مش هطول ..”
وتركه دون ان يستمع الى رده ..
نظر فؤاد الى روبي التي ما زالت تعبث بهاتفها  بوجوم ..
اتجه نحو الكنبة وجلس عليها منتظرا صديقه ان يأتي ..
بعد حوالي خمس دقائق من الصمت نهضت روبي وهي تنوي التوجه الى غرفتها لكن صوت فؤاد يهتف بها :
” استني ..”
توقفت في مكانها دون ان تستدير نحوه ..
اخذت نفسا عميقا وهي تفكر انها لا تود النظر في وجهه لكنها ضغطت على اعصابها والتفتت نحوه ترمقه بنطراتها الجامدة فزفر أنفاسه بقوة تهتف على مضض :
” انا اسف .. “
هزت رأسها بعدم اكتراث ثم تحركت متجهة الى الغرفة ليشعر بالغيظ من تجاهلها له ..
نهض من مكانه وقرر ان يرحل ليتفاجئ بنورا امامه ترحب به ..
حياها بود ثم اعتذر منها متعللا انه لديه حالة طارئة في المشفى ورحل ..
………………………………………………………………
فتحت جومانة عينيها أخيرا لتتفاجئ برانيا تجلس بجانبها تنظر اليها بقلق ..
ابتلعت ريقها وهي تحاول الاعتدال في جلستها لتساعدها رانيا في ذلك وهي تهتف :
” على مهلك ..”
ثم أردفت متسائلة وهي تنظر الى وجهها الشاحب وعينيها الزائغتين :
” انتِ كويسة ..؟!”
أومأت برأسها وهي تسألها بصوت مبحوح :
” هو ايه اللي حصل ..؟!”
أجابتها رانيا بجدية :
” بعد ما وقعتي فالبسين اياد انقذك .. كان مغمى عليك ..”
سألتها جومانة بصوت مرتجف :
” اياد انقذني ..؟؟”
أومأت رانيا برأسها وهي تجيبها :
” ايوه .. انا اول ما صرخت انك مش بتعرفي تعومي رمى نفسه وراكِ عشان يخرجك ..”
اغمضت جومانة عينيها وهي تشعر بالوهن الشديد …
عادت وفتحتهما عندما تذكرت انها بقيت هنا لفترة طويلة وقالت :
” انا لازم اروح .. اتأخرت اوي ..” 
” ماشي ..بس غيري هدومك الاول ..”
قالتها رانيا وهي تعطيها قطعتين من ملابسها اخذتها جومانة بعدما شكرتها بإمتنان ..
اتجهت الى الحمام كي ترتديها ..
خرجت بعد لحظات واتجهت الى رانيا التي قالت وهي تعطيها المشط :
” سرحي شعرك ..”
ثم اكملت بجدية :
” تعرفي انوا اياد اتخانق مع بيرلا وطردها ..”
تطلعت جومانة اليها وسألتها بدهشة :
” بجد ..؟! ليه ..؟؟”
ابتسمت رانيا وردت :
” عشانك .. اتعصب عليها عشان زقتك فقامت هي كمان  مسكتتش وردت عليه ودايقته بالكلام .. علي صوتهم بعدها فقام طردها .. “
قالت جومانة بحرج :
” مكنتش حابة يتخانقوا بسببي ..”
قاطعتها رانيا :
” لا طبعا .. مش بسببك .. هما اصلا بقالهم فترة مختلفين .. والموقف بتاع النهاردة أنهى كل حاجة .. تقدري تقولي اياد كان مستني حجة عشان ينهي شغله معاها ..”
تطلعت اليها جومانة بصمت للحظات قبل ان تبدأ بتسريح شعرها ..
انتهت من تسريح شعرها وحملت هاتفها لتجد باسل اتصل بها عدة مرات ولم ترد ..
شعرت بالخوف فإتصلت به بسرعة فيأتيها صوته الحاد يسألها :
” انتِ فين ..؟!”
أجابته جومانة بتوتر :
” انا فبيت رانيا .. هروح دلوقتي ..”
قاطعها بحزم :
” خليكِ .. انا اللي جاي ..”
ثم اغلق الهاتف دون ان يستمع الى ردها لتجد رانيا تسألها :
” اوعي يكون اتعصب عليكِ ..؟؟”
أجابتها جومانة وهي تهز رأسها نفيا :
” لا ابدا .. بس قالي انوا جاي ..”
ثم اكملت :
” انا هخرج استناه بره فالجنينة ..”
قالت رانيا بسرعة :
” تمام وانا هعمل حاجة والحقك ..”
خرجت جومانة من غرفة رانيا واتجهت نحو الطابق السفلي لتخرج الى الحديقة ..
قبل ان تخرج سمعت صوت اياد يهتف بإحدهم :
” انتِ اتجننتِ .. يعني يوم ما افكر هفكر فدي ..”
شعرت انها المقصودة وقد تأكدت ظنونها وهو يكمل :
” دي طفلة .. عارفة يعني ايه طفلة ..؟! يعني انا اسيب كل الستات اللي حواليا واللي بيتنافسوا فالجمال والانوثة وأبص لدي ..”
لمعت عينيها بدموع حبيسة وشعور الاهانة يخنقها بقوة لتستمع اليه اخيرا بما جعلها تخرج بسرعة الى الحديقة :
” اديكِ قولتيها .. مراهقة وبتدلع .. زيها زي كتير بنات عندهم نفس التفاهة .. بينبهروا بأي ذكر فبطاقة ..”
لم ينتبه اياد الى وجودها  فأكمل بعدما رحلت بعيدا :
” انا والله فاهم ده .. حد قالك اني عيان عشان أحب طفلة ..؟! الفكرة بس اني متفهم سنها ومشاعر المراهقة اللي عندها .. “
ثم تنهد وقال :
” بس ميمنعش انوا صوتها حلو ..”
انهى اخيرا مكالمته قائلا :
” تمام اروح انا بقى  .. باي ..”
اما في الخارج كانت جومانة تحترف غضبا وشعور البغض نحوه سيطر عليها بقوة لتهتف بصوت متوعد :
” انا هوريكِ يا اياد يا منصور .. ان ما خليتك تجري ورايا من مكان لمكان مبقاش انا جومانة صفوان ..”
…………………………………………………………….
ظلت جومانة في مكانها تشتغل غصبا حينما رن هاتفها بإسم باسل فخرجت مسرعة لتجد اياد في وجهها يبتسم لها ويسألها :
” بقيتي احسن ..؟!”
نظرت الى وجهه الوسيم بكره جاهدت كي تخفيه وهي تجيبه :
” اها الحمد لله ..”
” رايحة فين ..؟!”
سألها بحاجتين معقودين لترد بهدوء :
” عمي جه عشان ياخذني ..”
ثم سمعا صوت جرس الباب يرن ليتجه اياد نحو الباب ويفتحها فيتفاجئ به باسل الذي رمقه بنظرات جامدة قبل ان يهتف ببرود :
” مساء الخير ..”
اجابه اياد بعدم اهتمام :
” مساء النور ..”
جاءت جومانة خلف اياد وقالت :
” انا جاهزة يا انكل ..”
قال باسل بسرعة :
” يلا بينا ..”
التفتت جومانة نحو اياد تخبره :
” سلملي على رانيا .. ملحقتش اسلم عليها ..”
ثم سارت خلف باسل الذي سألها بغضب مكتوم :
” من امتى والبيه هنا ..؟؟”
سألته بخوف :
” تقصد اياد ..؟!”
رد بعصبية :
” ايوه زفت .. هو فيه غيره ..”
أجابته كاذبة :
” جه من شوية .. وانا اصلا كنت فوق مع رانيا فأوضتها .. شفته دلوقتي لما نزلت تحت استناك ..”
توقف في مكانه ينظر لها بجمود قبل ان يهتف بصرامة :
” البني ادم مش عاوزك تتواصلي معاه نهائي .. حتى سلام مش عايز ..”
” ليه ..؟!”
سألته بتردد ليلتفت نحوها مرة اخرى ينظر اليها بقوة فتقول بسرعة  :
” خلاص .. مش هتواصل معاه نهائي ..،”
ثم سارت خلفه دون حديث ..
………………………………………………………………
في صباح اليوم التالي ..
دلف باسل الى مكتبه ..
جلس على المكتب وعاد برأسه الى الخلف مغمضا عينيه ..
ظل على هذه الحال لأكثر من عشر دقائق قبل ان تتصل سكرتيرته به تخبره ان هناك ضيفة تريد رؤيته ..
سمح لها بالدخول ففوجئ بليزا تدلف اليه وتتقدم نحوه وهي تهتف :
” فين نزار ..؟! عملت فيه ايه ..؟!”
رد باسل ببرود :
” بربيهولك عشان يعرف يكون اب ..”
سألته بغضب :
” انت  عرفت منين اصلا اني حامل ..؟!”
أجابها بسخرية :
” عيب يا ليزي .. مش انا اللي اتسأل السؤال ده .. انا اعرف كل حاجة ..”
قاطعته بضيق :
” طب انت عاوز ايه مننا ..؟! سبنا فحالنا بقى ..”
رد باسل بتهكم :
” المفروض انا اللي اسأل السؤال ده على فكرة .. بصي يا ليزي الموضوع بسيط .. عشيقك يتربى ويشيلني ويشيل ميرنا من دماغه كله هيبقى تمام ..”
سألته ليزا مستهزءة :
” ويا ترى لو نزار شالها من دماغه .. هي هتشيله ..”
نظر اليها بإبتسامة جامدة سرعان ما اختفت وهو يقول :
” سؤال مهم وذكي .. جوابي هيكون ابعدي جوزك عننا وليكِ عليا مش هخليها تبصله بصة وحدة حتى لو شافته بالصدفة ..”
 رمقته بنظرات حانقة وسألته :
” نزار هيخرج امتى ..؟!”
ليجيبها بهدوء :
” بعد ما اربيه كويس ..”
صاحت بعدما نفذ صبرها :
” فيه ايه ..؟! انت مش من حقك تعمل كده .. كل ده عشان ميرنا .. متاخدها بعيد وتخلصنا ..”
قال بصوت هادئ :
” انا هعدي كلامك عشان انتِ ست وفوق كل ده حامل ..”
ثم اكمل بتحذير :
” بس نصيحة ليكِ اخرجي حالا ومتفكريش تجي تاني ..
بدل ما ازود جرعات التربية لعشيقك ..”
كزت على اسنانها بغيظ وخرجت بحنق ليجد هاتفه يرن باسم شيري فيجيبها بسرعة وهو يسألها :
” كل حاجة تمام ..؟!”
بينما اخذت شيري تسرد له ما جهزته لأجل مفاجئة ميرنا ..
انهت شيري حديثها وقالت :
” استنى ابعتلك صورة ليها ..”
تطلع باسل الى الهاتف بترقب حينما وصلت الصورة ففتحها متأملًا كل إنش في وجهها بحب ..
تنهد بحرارة ثم طرأت على باله فكرة تردد بها كثيرا لكنه حسم أمره وقرر ان يجازف وينفذها ..
اتصل بسكرتيرته يخبرها :
” احجزي لي تذكرة ذهاب وعودة الى مصر .. اريد اول رحلة ذاهبة الى هناك وسوف ابقى هناك ليوم واحد فقط لا غير ..”
ثم اغلق الهاتف وتنهد بحرارة ..
……………………………………………………….
هبطت ميرا من سيارة الاجرة واخذت تتأمل العمارة بنظرات مرتعبة..
لم تستطع ان تفعل شيئا سوى تنفيذ ما قاله .. 
فهي تعرف جيدا ان عصيانها لأوامره تعني دخولها هي و والدها واختها في جحيم لا ينتهي ..
هي ليست مهمة .. لكن والدها ورولا لا والف لا .. لن تسمح  لأي مخلوق ان يمسهما ..
سارت بخطوات مترددة الى السلم وصعدته متجهة الى الطابق الثاني حيث يوجد هو ..
طرقت على الباب ليفتحها لها وهو يبتسم بسخرية ..
رمقته بنظرات حادة ودلفت الى الداخل ليتجه خلفها يسألها بتهكم :
” برافو انك قدرتي تجي ..”
اغمضت عينيها وهي تتذكر كذبتها على رولا حينما اخبرتها انها ستذهب الى النادي للتدرب على حصة السباحة مدعية انها عادت وانضمت الى دروس السباحة ..
التفتت نحوه ترمقه بنظرات كارهة قبل ان تقول :
” عايز ايه يا راشد ..؟! مش مكفيك اللي عملته زمان ..؟!”
قاطعها بنظرات راغبة :
” عايزك .. مرة واحدة مش كفاية يا ميرا .. عايزك لدرجة صعب تتخيلها ..”
” بس كفاية ..”
صرختها بوجع وهي تحتضن جسدها بيديها لتجده يهتف بها :
” انا مش فاهم انتِ رافضة ليه .. كده كده مش هتفرق معاكِ .. انتِ مش بنت .. وفوق كل ده مش معروفلك اب ولا ام .. متمسكه بالمثاليات الفارغة دي ليه ..”
نظرت اليه بصمت وعينين حمراوين ليقترب منها محركا إبهامه على رقبتها البيضاء بينما شفتيها اشعلت بداخله رغبة مخيفة ..
هزت رأسها بعنف وقالت :
” معاك حق .. متمسكه بشرفي ليه وهو ضاع معاك من زمان ..”
رمقته بنظراته ليجدها تبتعد عنه وتبدأ بفك ازرار قميصها وخلعه ليظهر اسفله تيشرت اسود ذو حمالات رفيعه جعل بياضها الناصع يبرز اكثر فتزاد شهوته ناحيتها اكثر ..
جذبها نحوه في عناق جعلها على وشك التقيأ ..
حاولت ان تتقبل ذلك لكنه لم تستطع فدفعته بعيدا عنها وهي تهتف :
” لا لا مش هقدر .. انا لازم اروح ..”
لكنه كان اسرع منها وجذبها من ذراعها مقبلا شفتيها بقبلة حاولت كثيرا ان تتملص منها دون فائدة ..
ابتعد عنها اخيرا متأملا شفتيها اللتين تحويان على شقوق صغيرة بسبب قبلته العنيفة ..
همت بالتحرك لكنه اوقفها وهو يهمس لها :
” قبل ما تتهوري وتروحي فكري فعمي ورولا ..”
تجمدت في مكانها وقد تذكرت سبب وجودها هنا فإبتسم بتهكم قبل ان يقول :
” برافو .. كده تعجبيني ..” 
ثم اقترب من رقبتها يقبلها بتروي بينما هي تقف بين يديه كالصنم ..
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد