روايات

رواية ظل السحاب الفصل الرابع 4 بقلم آية حسن

 رواية ظل السحاب الفصل الرابع 4 بقلم آية حسن

رواية ظل السحاب البارت الرابع

رواية ظل السحاب الجزء الرابع

رواية ظل السحاب الحلقة الرابعة

دخل عز الدين، حجرة فريدة التي كانت نائمة في سلام وهدوء، ليجلس ع طرف الفراش، ويهزها برفق
: فريدة! انتي نايمة؟
غمغمت بنعاس: لا باخد غطسة ف الجونة! سيبني بقا لحسن أغر*ق.
لكزها ليهتف: فريدة…!
رفعت رأسها بفزع: بابا؟ .. ف إيه؟
نهضت من اضجاعها لتعتدل، ثم أردف عز: كنت عايز اتكلم معاكي بخصوص اللي قاله عم شفيق
جعدت جبينها لتنظر للساعة الموضوعة أعلى الحائط، ثم تتمتم باستنكار: جاي تكلمني ف موضوع عمو شفيق الساعة واحدة ونص يا والدي؟ هو طلب إيد تيته منك ولا إيه، ع العموم الراجل ما يتعيبش وبنتنا عبرت عن موافقتها بعينيها!
قالت مازحة فنهرها بضيق: انتي هتهزري يا فريدة، انتي ناسية اللي بتتكلمي عنها دي تبقى أمي، وجدتك؟
رفعت يدها على فمها لتغمغم بتثاءب: وأنا أعمل ايه بس، مهو حضرتك داخل عليا، وشكلك قلقان ومتوتر!
: مش قلقان، بس كنت بفكر فـ إنك ليه متروحيش تشتغلي عند مراد!
قال فجحظت عينيها: إيه؟ عاوزني أروح اشتغل تاني عنده بعد ما طردنا؟
: أيوة، وبعدين هو طردك إنتي مش أنا…
رد بغرور مصطنع، لتمط شفتيها وهي تعقد وجهها بحنق، ليتابع: ها قولتي ايه يا بنت عز!!
أزاحت الغطاء ثم نهضت عن الفراش، لتتحرك خطوتين إلى الأمام متجهمة الوجه .. غير راضية تمامًا عما يفكر فيه والدها.
: اسمعي يا فريدة، أنا شايف إن دة انسب حاجة عشان تعتذري عن غلطك!
استدارت بدهشة، أما زال مصممًا لكي تعتذر منه!
أردفت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها: ولو قولتلك يا بابا إني مش حابة أروح، ولا حتى عايزة أعتذر؛ عشان مش انا بس اللي غلطت، هو كمان اتصرف بتكبر!
: تصرفه دة كان رد ع اللي عملتيه!
أجاب بحدة ليمتعض وجهها، ثم تنهدت لتجيب بهدوء عكس ما يكمن بداخلها: هحاول أشوف مواعيدي
: مش تحاولي، انتي هتشوفي فعلاً .. يلا تصبحي ع خير.
تبعها مغادرًا، لترمي بجسدها ع الفراش بيأس، وهي ترسم ملامح باكية وتغمغم بقهرة، ثم أغلقت عينيها مستسلمة للنوم العميق.
______
يجلس بالمكتب أمام اللاب توب، منشغلًا ف عمله .. ليدلف رجلًا ع حين غرة، وينتبه إليه مراد ينظر له بعيون مستنكرة، ووجه عابس ينبع منه اللهيب..
وقف مراد ليهم بقول شئ لكن قاطعه صياح ذلك العجوز: انت بتطرد ابني من الشركة يا مراد!!
رد مراد محركًا جسده بلا مبالاة: أه طردته
امتعض وجهه، ثم تقدم بالقرب من المكتب ويسأل في عصبية: ليـه؟ انت هتتنطط علينا اكمنك اشتريت الشركة يعني؟
صاح الآخر محذرًا إياه: عمي! .. أنا عملت اللي بيملاه عليا ضميري .. وبعدين دة أنا كنت فاكرك جاي تشكرني، عشان بربيهولك!
هز عنقه ليردف مستهجنًا: ليه شايفه قليل تربية؟
ليتابعه بهتاف حانق: وصا*يع وعايش عالة ع كل اللي حواليه
زم عثمان الحديدي شفتيه، ثم قال: انت بتذلنا يعني ع الكام ملطوش اللي بناخدهم منك!
عقد مراد حاجبيه بضيق: بتقول ايه يا عمي؟ انا عمري ما ذليت حد، ولا عمري بتعالى عليكم.. لكن ابنك اتعدى حدوده، وكمان عمل مخالفات اتسببت ف أذ*ية العمال،
عشان كدة أمرته إنه ينزل المصنع، وأنت المفروض تنصحه يتراجع عن اللي بيعمله، مش تيجي تعاتبني!
تنهد متأففًا ليقول: ماشي يا مراد .. اعمل اللي عايزه، بس ابني مش هينزل يشتغل عامل ف مصنع؛ لأن ابن الأكابر حقه يقعد ع عرش والناس تديله تعظيم، مش يو*سخ إيده ف الشغل مع العمال اللي المفروض شغالين عنده!.
انهى حديثه ثم غادر المكتب غاضبًا .. حرك مراد رأسه باستهجان .. كان يظن الأب جيدًا، وسيتفهم الأمر، ويوبخ ابنه ع ما فعل، لكن بان أن شجرة الشوك لن تطرح إلا شوكًا!!
______
: لو سمحتي مكتب مراد بيه فين؟
كانت فريدة السائلة، جاءت بقدمها لحجره، ترى ما الذي تفكر فيه هذه الهوجاء؟ ..
ردت إحدى الموظفات بالشركة: فوق ف الدور التاني!
شكرتها .. ثم تحركت فريدة لتصعد الدرج، وتبدأ بالبحث عن مكتب مراد..
همهمت وهي تدور بعينيها ف الطابق: يا ترى فين مكتبك يا بعبوع أفندي!
: بتدوري ع حاجة يا آنسة؟
فوجئت بهذا الصوت أمامها، لتضع يدها ع قلبها فور فزعتها ..
: خضتيني يا اسمك إيه!
تحدثت الفتاة: انتي بتعملي إيه عندك؟ شايفاكي بتتلفتي حواليكي كتير!
ردت بحنق: يعني هكون بعمل ايه، بدور ع مكتب مدير المخروبة دي!
شهقت: مخروبة؟ .. وبعدين المكتب قدامك أهو، إيه مش شايفاه؟
قالت وهي تشير إلى مدخل بالجهة اليمنى، لتتابع فريدة إشارتها وترسم ابتسامة صفراء ع ثغرها، ثم تعود ببصرها إليها
: شكراً يختي
لتتركها وتذهب تجاه المدخل، لم تجد أحدًا يجلس ع المكتب، فلم تهتم بل تحركت نحو الباب وفتحته ع مصراعيه .. ليندهش ذلك الجالس على المقعد بوجودها أمامه ..
وقف باندفاع وهو يدب قدمه أرضًا ويهتف: انتي ازاي تدخلي كدة! ومين سمحلك أصلاً تخطي عتبة شركتي؟
تقدمت خطوتين للداخل: ومين هيمنعني أصلاً؟
قالت ببساطة، ليصك أسنانه بغيظ ويتمتم: أنا اللي همنعك! اتفضلي أخرجي برة
أشار بيده بعـ ـنف، لتقترب أكثر وتجلس ع المقعد أمامه غير عابئة، وتتحدث بهدوء زائف: بص يا بشمهندس، أنا مش جاية أشحت عشان تطردني، ولا أنت واخدها هواية! أهدى كدة وقول هديت عشان نعرف نتفاهم كناس متحضرة.
نظر لها غير مصدق .. أهذه مجنونة أم ماذا؟ عن أي هدوء تتكلم، وهي دائمًا ما تسبب بهيجا*نه ..
تنفس محاولًا التمسك ببعض الصبر: مفيش بينا تفاهم، عشان كدة بقولك خدي بعضك وأخرجي أحسن
ضغطت على أسنانها بقوة لتقف وتهتف بحنق: بقولك ايه، طالما انت مش طايقني كدة، عايزني أشتغل عندك ليه؟
رد باستنكار: إيه؟ أنا عايزك انتي تشتغلي عندي؟ .. طب دة لو انتي آخر واحدة ف الدنيا مستحيل أفكر في كدة!
لتنعر: نـعم؟ أمال مين اللي بعتلي عمو شفيق عشان يقنعني أوافق؟
عقد حاجبيه: عم شفيق جالك انتي!!
: أيوة استهبل ومثل عليا!
صاح بحدة أجفلتها: اخرسي، انتي مين عشان أخاف منك وأمثل عليكي!
دار بعينه يفكر كيف للعم شفيق أن يفعل هذا دون علمه، حاول جمع الخيوط ببعضها .. عماد رشحها له، والعم شفيق ذهب ليقنع إياها .. لم يعد غيرها حتى يحاولان تدبيسها له!
رفع ببصره ليقول: اسمعي اعتبري كل الكلام اللي قالهولك عم شفيق، كإنه ماتقالش؛ لأني أصلاً مش عايزك تشتغلي عندي!
لتعلو ابتسامة مرحة ع ثغرها: بجد؟ يعني انت خلاص شيلت الفكرة من دماغك؟
تعجب من فرحتها، ليجيب بحنق: أنا أصلاً مافكرتش فيها عشان أشيلها، ثم إني لو عاوزك؛ ماكنتش طردك من المصنع، زي العِرسة..
تمتمها من تحت أسنانه لتتسع عينيها: بقا أنا عرسة يا جلنف يا حرامي الأكل
صاح بجمود: بـــرة..
أشاحت بيدها بلا اهتمام، ثم ذهبت مغادرة .. جلس مراد بتأفف من فعلتها .. لا يصدق أن هناك فتاة بهذه الحماقة، لكن جل ما يفكر به هو لمَ العم شفيق حاول إقناعها لتعمل عنده؟..
_____
: والله يا عم عز هو دة اللي حصل، وسمعنا كمان إنه طرد معتز بيه من الشركة!
هتف أسامة الذي يجلس مع عز الدين بمنزله .. ليقول عز بوجه متبسم: أنا كنت متأكد إنه هيحل المشكلة، وانت برافو عليك يا أسامة إنك ما سكتش وقولت الحقيقة!
توسعت ابتسامته ليسأل باهتمام: أمال فين فريدة، من ساعة ما جيت وهي مش باينة؟
: راحت عند واحدة صحبتها، زمانها راجعة…
لينظر أمامه ويجدها تدخل من الباب: أهي جات!
لتظهر ابتسامة جلية ع وجه أسامة .. وألقت هي عليهم السلام
: ازيك يا أسامة؟
تبسم: الحمد لله! انتي عاملة إيه؟
: بخير
عز: شوفتي يا فريدة أسامة عمل إيه! راح لـ مراد وقاله ع كل المخالفات اللي كنا بنشتكي منها ف المصنع، وعرف مين وراها، وكمان زودله المرتب بتاعه
لم تهتم كثيرًا، لتتمتم مع نصف ابتسامة: مبروك
ليعقد أسامة حاجبيه: إيه مش مبسوطة ولا إيه؟
بطريقة محمد هنيدي ف فيلم «عسكر في المعسكر»، تمتمت بها فريدة وهي ترفع أحد حاجبيها: وأني مالي!
أسامة: إيه؟
قال ف تعجب لتصحح بسرعة: أقصد أكيد مبسوطة…
ثم أردفت مع ابتسامة صفراء: ياااه يا أسامة دة أنا هطير ف الفرحة يا راجل، عمل بطولي بجد!
شعر بالسخرية منها، لكن ع أي حال هو قد فعل شئ يثير دهشتها..
: استأذن أنا يا عم عز .. سلام يا فريدة
نهض معه عز ليوصله للباب، لتهتف هي بتهكم: ابقى تعالى كل يوم!
_______
هبط مراد لبهو الشركة وتقدم نحو مكتب العم شفيق، ثم دخل بعد أن طرق الباب ..
: أهلاً يا مراد يابني، منور المكتب
قالها بابتسامة، ليقابله الآخر بابتسامة صفراء ويردف: أنا كنت عايز أقولك إني طردت اللي اسمها فريدة دي للمرة التانية .. ومتشكر أوي إنك بتدور ع مصلحتي، بس أنا عارف إيه اللي عايزه وإيه اللي مش عايزه.
احتقنت الد*ماء ف وجه العم شفيق، ليتابعه تحرك مراد نحو الباب ف حنق، أوقفه العم شفيق بصوته
: استنى يا مراد…
تحرك من خلف المكتب ليقترب منه خطوتين، ويديره إليه ممسكًا بمعصمه: أنا مش فاهم انت بتعمل كدة ليه؟
لتنفلت منه صيحة جعلت أعين العم شفيق تتسع بدهشة: انا اللي مش عارف، انت بتعاندني ليه؟
أدرك مراد نفسه ليردف بهدوء: لو سمحت يا عم شفيق، بلاش تجبرني ع حاجة أنا مش عايزها
ليسأل بحيرة: وهي فريدة عيبها إيه بس، مهي كل المواصفات اللي عايزها فيها!
نفى بحنق: لا مش المواصفات اللي عايزها، وهي كمان مش حابة تشتغل عندي
: وانت عرفت منين؟
: هي كانت عندي، وقالتلي انك روحت تقنعها .. واضايقت بجد من تصرف حضرتك؛ اللي عملته من غير ما ترجعلي!
مسح ع ذراعه: سامحني يابني، ما فكرتش الموضوع ممكن يزعلك للدرجة دي!
أمسك مراد بيده ليمسد عليها: متقولش كدة، أنا عارف انك بتعمل كدة عشان تريحني، سامحني انت ع انفعالي غصب عني.
ثم قبل رأسه، ويربت الآخر ع منكبه بلطف
_____
تجلس فوق الفراش عاقدة ساقيها، وهي تتصفح الحاسوب المحمول الموضوع أمامها .. ليذهب عقلها ف مكانٍ آخر، حيث اليوم الذي ذهبت فيه لـ مراد،
لقد ثارت عليه عوضًا عن الإعتذار له، برغم أنها كانت تود فعل ذلك حقًا، بعدما أدركت فداحة ما فعلت، لكن هو السبب فقد تسبب ف انفعالها عندما قام بطردها للمرة الثانية..
نعم هي معترفة الآن أنها قد أخطأت بحقه مرتين، لكن كان من المفترض أن يستقبلها بلطف وصدر رحب، خاصةً أنها ذهبت إليه غير واضعة لنية سيئة ف قلبها له!!..
اللـ*عنة عليه أساسًا لا تريد رؤية وجهه ثانيةً، من يظن نفسه هذا المتكبر المغرور .. لم تفكر فيه بالأساس فليذهب للجـ*حيم هو وعمله..
______
: مراد باشا، أنا بجد مش عارف أقولك إيه، بس مش لاقي طباخ ينفع !
قال عماد الواقف أمام مراد الذي يجلس بالردهة أمام حاسوبه، ليرد في جفاء: مش عايز من وشك حاجة، روح من قدامي!
كاد ليتحدث لكن قاطعه بإشارة منه لكي يغادر .. تحرك ذاهبًا، لينصدم بوجود فريدة ..
اتسعت عينيه ليتمتم: انتي؟
رفع مراد بصره ليتفاجأ بوجودها أمامه، ثم وقف بجمود، والغيظ يفر من زمردتيه..
اقتربت هي نحوه بخطوات واهية، ليعقد مراد حاجبيه بضيق
: انتي ازاي…
: أنا آسفة
بترت هي حديثه بالإعتذار فورًا قبل أن يثور غضبًا، وجعلت الكلمة تنحبس في حلقه .. ليتعجب هو بل يندهش منها .. أما سمع حقًا أم يخيل إليه! .. وضعت ع الطاولة الزجاجية القدر الحافظ للطعام، ثم بدأت بالحديث متبسمة..
: الأكل دة أنا لسة عاملاه، أنا متأكدة إنه هيعجبك
عقد حاجبيه ثم ما لبث أن أردف: ودة بمناسبة إيه؟
: من غير مناسبة، اعتبرها فتح صفحة جديدة!
قالت ببساطة وهي ترفع كتفيها .. ليتلعثم مراد قليلًا
: أنا… مش محتاج فتح صفحات… أو يعني…
قاطعته بنبرة هادئة: بس النبي قبل الهدية!
لا يقدر على قول شئ .. كان حديثها هذه المرة رزينًا مرتبًا، لقد ثبتته كمان يقولون .. ناهيك عن هذا الأبله الواقف خلفها ينقل نظره بينها وبينه كأن لم يفهم ..
لينتبه إليه مراد ويهتف به: عماد!
فزع ثم هز رأسه وهو يرفع حاجبيه باذبهلال ويهمهم، تحاول فريدة كبح ضحكتها من شكله التائه…
مراد: هممم إيه؟ أنا مش قولتلك تروح؟
عماد: يعني خلاص هي اللي اخترتها؟
عقد حاجبيه ليهتف: مالكش دعوة انت، روح يلا
تحرك مغادرًا، وهمس بمرح: وأخيراً هرتاح من رحلة البحث عن الطباخ المميز .. يس يس
: مش هتاكل؟
سألت فأجاب: لما أجوع
بل هو جائع والرائحة اللذيذة تغريه أكثر، لكنه تريث .. ثم سأل..
: انتي عرفتي منين العنوان! هو عمي شفيق كلمك تاني؟
: لا هو مكلمنيش، بس أنا عرفت وخلاص
ضحك بداخله لبلاهتها، فمعرفة العنوان ليس بالأمر الصعب، ثم أنها كانت تعمل بالمصنع عنده، لابد أنها عرفت من أحد الموظفين! .. إنها حقًا غبية!
: تمام
: استأذن أنا، وأتمنى ما يبقاش فيه بينا تتش!
كادت الإلتفات لكن رفع بيده عفويًا، يوقفها: استني!!
نظرت له ثم هز كتفيه: رايحة فين؟
: ماشية
قالت ببساطة، ثم تمتم: هو مش خلاص مفيش تتش؟
استعار كلمتها، فأومأت برأسها ليكمل: لو مش هتمانعي ممكن…
بتر حديثه لينظر إليها، والتي عقدت حاجبيها دون فهم كاد ليردف لكن قاطعه صوت أنثوي صاخب من خلفهما
: مــراد!…………
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ظل السحاب )

‫2 تعليقات

اترك رد