Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم فاطمة أحمد

 رواية ملك للقاسي الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم فاطمة أحمد

و ماهي الحقيقة ؟
__________________
” ليتني ذرات تراب تنتثر على يديك الحسان او قطرات مطر تداعب وجهك الفتان او ربما بعض الهواء يمر عبر ثغرك بحرية و أمان ، ارحمي ضعفي فوجودك يسبب لي الإفتتان “
تقف في المطبخ تعد سلطة الفواكه المفضلة بالنسبة لها في نشاط غاب عنها الفترة الماضية و عيناها تراقب القدر على الموقد ، بعد حديثها مع ادم صباح اليوم قررت ان لا تترك نفسها الحزن و اليأس و تجعل زوجها ينهمك في التفكير بها يكفيه التعب الذي عاشه بسببها في الأيام الماضية الآن ستقف على قدميها و تتصدى لكل هلو*ساتها و كوا*بيسها لن تدع المرض ينتهك طمأنينتها و حياتها اكثر من هذا.
رتبت السفرة و رصت الأطباق التي و الطعام الذي ساعدتها حنان في تحضيره ثم صعدت الى غرفتها تستحم ارتدت فستان بيتي مريح باللون الأحمر يصل الى ركبتيها و سرحت شعرها بشكل جميل و حددت عسليتيها بالكحل و أخيرا إبتسمت وهي تطالع هيأتها برضا و وجنتيها اللتين إحمرتا بفعل الحمام الدافئ الذي أخذته منذ قليل ، نزلت و ذهبت الى غرفة المكتب ف ادم يجلس هناك منذ ساعات طويلة ينجز أعماله بتركيز لدرجة لم ينتبه الى دخولها الآن.
حمحمت يارا و تمتمت برقة :
– حبيبي العشا جاهز تعالى تاكل.
همهم بإنشغال دون ان ينظر لها :
– مش جعان كلي انتي و خدي دواكي انا مشغول دلوقتي.
تجهم وجهها بعبوس و قالت :
– مش هاكل من غيرك !
زفر بضيق و رفع رأسه مرددا :
– قولتلك مشغول و….
توقف ادم عن الكلام عند رؤية مظهرها المهلك لقلبه و شعر برغبته بها تتأجج داخله حتى لم يعد قادرا على التحمل أكثر ، سحقا هل كان عليها ارتداء ما يظهر مفا*تنها الآن و تطلي شفتيها باللون الذي لم يفشل يوما في جذبه و لماذا تظهر رقبتها المرمرية تلك بسخاء لماذا تأنقت وهي تعلم تمام العلم انه مشتاق لها حد النخاع.
– ايه مش هتجي ؟
همست بها في مكر وقد رفعت احدى حاجبيها  كنوع من التقليد لحركته المستفزة فتنحنح و غمغم بصلابة :
– اخلص اللي ف ايدي بس.
اومأت و غادرت وبعد دقائق وجدته يحتضنها و يضع يده على بطنها المنتفخة و وجهه مدفون في عنقها ينقله لشعرها يشمه ثم يعود و يطبع شفتاه على بشرتها متأوها :
– ريحة الفراولة وحشتني.
ابتسمت يارا بظفر و خجل فهي استحمت بالشامبو الذي يعشق رائحته لكنها عبست قليلا متمتمة وهي تزيح يديه عنها :
– دلوقتي وحشتك ومن شويا انشغلت عني و مهتميتش بيا انت بتحب شغلك اكتر مني.
مد ادم يده بحرية على جسدها ثم أدارها له و همس بصوت متهدج نتيجة تأثره بقربها :
– مفيش حاجة بتشغلني عن طفلتي الجميلة ده اولا … ثانيا ديه اخر مرة تبعدي ايدي عنك بالطريقة ديه فاهمة والا هعمل تصرف مش هيعجبك يا يارا … مفهوم ؟
هزت رأسها بطاعة و أسبلت عينيها ليضحك بخفة :
– مش هتأثري عليا بالتصرفات ديه على فكرة و يلا ناكل عشان جعان.
ابتسمت الأخيرة و جلست تمزح معه و تضع في فمه بعض قطع من الفواكه حتى اختفت ابتسامتها فجأة و حلت محلها انقباضات عكست أ*لمها الجسدي ، الصداع عاودها مجددا ورغم انه ليس بقوة آلامها السابقة الا انها تضايقت و انزعجت بشكل مريب فزفرت بصوت عال و رمت الملعقة من يدها ثم نهضت وهي تترنح و تحاول جاهدة لكي لا تسقط. 
تأهب ادم ووقف أمامها يسألها بترقب :
– في ايه حاسة بوجع ؟
رمشت يارا مرتين قبل ان تضع يديها على أذنيها تمنع وصول صوت الهمسات و الضحكات اللعوب لها و تبدأ بهز رأسها في هستيرية مريضة ولم تلبث تصرخ بإنهيار :
– راسي وجعاني يا ادم !
أدرك ادم انها تتعرض لنو*بة مجددا فأمسكها بحذر و أبعدها عن الطاولة التي تحمل أدوات حادة خشية من ان تؤذي نفسها بها و هتف بطمأنة :
– حبيبتي اهدي و خلينا نطلع فوق عشان اديكي علاجك.
صرخت يارا بشراسة و دفعته عنها بقوة :
– مش هينفع وجعي مش هيختفي انا  …. انا هفضل اتوجع كده وو اتخيل لحد لما ابقى مجنونة ! 
ارتجف صوتها بغتة وهي تضع يديها على صدره ترجوه بلهفة :
– الوجع مش هيختفي غير لما اخد الحبوب اللي متعودة عليها هي الوحيدة اللي بتريحني ارجوك يا ادم خليني اخدها …
اتسعت عيناه بدهشة و انقبضت ملامحه هاتفا :
– ديه مبتريحكيش هي بتؤ*ذيكي اكتر بتديكي راحة مؤقتة بس بعدين بتخلي حالتك أسو*ء ….
قطع كلامه عندما انحنت يارا تضحك بصوت عال شابه الاختناق بفعل دموعها و تهترف بكلمات غير مفهومة لتشهق بعنف و تندفع له تسدد لكمات عشوائية على صدره و كتفيه وحتى وجهه صائحة :
– كدب كدب الحبوب ديه بتريحني انت مش عارف انا بحس ب ايه لما اخدهم مش عارف قد ايييه انا بتوووجع يا ادم ارجوك ابوس ايدك قولي الدوا فين اديهولي ارجوووك.
ظل جسده ثابتا ولم يهتز شعرة من ضرباتها الضعيفة حتى ملامحه كانت جامدة لكن الله وحده يعلم كم أن قلبه يحتر*ق عليها في هذه اللحظة و يود الصراخ و البكاء معها لعل نير*انه تنطفئ لكن أنى له ذلك وقد وعد نفسه بأن يتصلب ليستطيع معالجتها ….. زاد جنو*ن يارا من هدوئه و خيل لها بشكل ما أنه يتجاهل ألمها و يستهزئ منها فتصاعد غضبها أضعاف و زاد ألمها لتبدأ بتكسير ما حولها مزمجرة بجنون :
– انت مش فااااهمني لييييه ليه دايما بترفض اللي بقوله ليه مش مقدر ألمي يا ادم انت بتقول انك بتحبني بس في نفس الوقت مش راضي تديلي الدوا ليييه لييييه !!
واصلت تكسير ما حولها و ادم يحاول السيطرة عليها امسكها من الخلف و ثبتها لكن مع حركتها المتسارعة سقط على الأريكة مستلقيا و يارا فوقه ظهرها يقابل صدره بقيت تصرخ و تحاول الابتعاد عنه و تطويقه لها يحول دون ذلك حتى استسلمت و بدأت تفقد وعيها تدريجيا و همساتها تخبت :
– الوجع هيمو*تني … مش قادرة اتحمله …..
رافقت دمو*عها آخر كلمة نطقتها لتسقط على ذراع ادم فيشعر بإحتر*اق عيناه المهددتان بأسقاط الدمو*ع ايضا الا انه تمالك نفسه و دفن رأسه في عنقها من الخلف متذكرا كلام الطبيب عن تعرضها لنو*بات في بعض الأحيان ورغم هذا ستتعالج كليا و تعود مثل السابق …. حسنا ان لم يحدث هذا سيجن ادم حتما !
اعتدل في جلسته و نهض برفق لكي لا يؤ*ذيها حملها بين يديه و صعد الى غرفتهما ووضعها على الفراش و دثرها جيدا خو*فا عليها من البرد ، نزل الى غرفة مكتبه و فتح الخزنة الخاصة به و ظل يطالع السلا*ح الموجود داخلها بحدة قبل ان يأخذه و يعبئه بالرصا*ص هامسا :
– انا مش هستحملهم اكتر من كده هروح اخلص عليهم و اللي يحصل يحصل بقى مبقاش يهمني.
ازاح جاكيته و علق المسد*س في حزام بنطاله من الخلف متأهبا لإرتكاب جر*يمة لن يندم عليها لكن رنين هاتفه المتكرر جعله يبتعد قليلا عن تفكيره ففتح الخط متحدثا بخشونة :
– ايوة يا ادهم !
– انت فين ؟ عايز نتكلم شويا.
وصله صوت ابن عمه الجدي فتنهد ادم متمتما بحزم :
– مش دلوقتي انا طالع خليها لوقت تاني.
انتبه ادهم الى صوته فعقد حاجباه مترقبا :
– رايح فين ؟ رد عليا انت رايح فين اوعى يكون اللي فبالي.
فقد قدرته على مسك أعصابه ليصرخ بجنون :
؛ ايوة انا رايح البلد عشان اقت*ل ال***** ولاد ال**** و اخلص منهم ارتحت ؟ سيبني في حالي.
كاد يغلق لكن سارع الآخر في الكلام :
– ادم انت اعصابك تعبانة ومش في عقلك عارف انك متنرفز بس لو قتلتهم مش هتاخد حقك بالعكس هتبقى انت المجر*م و تتحاسب و مراتك تتعذب اكتر اهدى و روق شويا اوعى تعمل حاجة تقلب الموازين و تندم عليها.
– قولت انا ….
قاطعه ادهم بتريث :
– يا سيدي انت بس تعالى ولو مقتنعتش اعمل اللي عايزه قابلني في **** بعد نص ساعة انا مستنيك.
تأفف ادم بضيق و صعد الى الغرفة وجد يارا مزالت نائمة فتنهد براحة مطمئنا ، هي لن تستيقظ الا بعد ساعات طويلة لذلك يستطيع الخروج و مع هذا سيحرص على العودة باكرا لكي لا تذعر اذا استيقظت ولم تجده.
________________________
في منزل الضابط مروان.
استلقت على فراشها و ابتسامة تعلو شفتيها ثم همست بدلال :
– معقول بتحبني للدرجة ديه لا انا مش مصدقاك الصراحة يا مازن.
إبتسم متأثرا بصوتها الذي يشبه المعزوفات الموسيقية و أجاب بصوت محب :
– وانا مش مصدق انك معايا يا ملاكي.
ضحكت رتاج بخجل و أردفت :
– انا متعودتش على الكلام ده منك شويا و هتلاقيني مسجلة المكالمة و بعتاها للموظفين بتوع الشركة عشان يشوفو مديرهم بيقول ايه للسكرتيرة بتاعته.
– و ماله مش مهم انا كتبت كتابي عليكي من يومين و بقيتي مراتي لا عيب ولا حر*ام.
– اممم ماشي يا عم الجريء انا مضطرة اقفل دلوقتي لأن بكره عندي شغل كتير انت عارف خطوبة اختي بعد يومين ولازم اجهزلها و اه انت معزوم حبيبي.
اومأ مازن وودعها مغلقا الخط قبل ان يحاول الاتصال ب ادم و كالعادة لم يستطع الوصول اليه ، زفر بحنق و تمتم متوعدا :
– لينا قعدة يا صاحبي مش عندى غير لما تعرفني بكل حاجة بتحصل معاك.
اما عند رتاج ف انتفضت بفزع عندما فتح الباب بقوة وصاحت :
– في ايه ؟
طالعتها تقي بغيظ و رمت الوسادة عليها صارخة :
– انا خطوبتي بعد يومين !
نظرت له لعدة ثوان و خافت من نطق كلام يغضب شقيقتها الكبرى أكثر ف التزمت الصمت اما الأخرى اقتربت منها و هزت كتفيها بعصبية :
– انا هتخطب بعد يومين يا رتاج !
رسمت ابتسامة مرتبكة على وجهها و رددت :
– طيب … الف مبروك ؟ 
اغمضت تقي عينيها بقسو*ة و ضغطت على شفتيها بنهضت اختها هاتفة بخوف :
– انتي بتتحولي ولا ايه طيب قوليلي لازم اقول ايه و هقوله.
لم تسمع منها ردا بل نزلت دموعها و همست بصوت مختنق :
– آسر مش هيجي و يعتذر وانا هضطر الغي الخطوبة لأني اساسا لسه على ذمته …. انا كلمت رهف و قولتلها اكتر من مرة اني هعمل خطوبتي و اتوقعت الخبر يوصل ل آسر و يجي بسرعة و …. 
جلست رتاج بجانبها و سألتها بتأثر :
– يعني لو جه و اعتذر هتسامحيه يا تقي ؟ هتسامحيه على كسرة قلبك و راسك اللي نزلتيه قدام الناس هتسامحيه على السنتين اللي عدت وانتي فاكرة انه خانك هتسامحيه لأنه طلقك و سابك مرمية في مشفى فبلد غريبة و مشي ؟
نزلت عبراتها اكثر و ردت بصوت مختنق :
– مش عارفة … بس اللي اعرفه اني لسه بحب آسر و عارفة انه بيحبني رغم غلطه الكبير و تفكيره الغبي ف انه يسيبني عشان هو مبيخلفش رغم كل حاجة انا مبقدرش انساه ولا احب غيره انا … انا …
– هشش خلاص اهدي اهدي.
قاطعتها وهي تسحبها لأحضانها تعانقها مربتة عليها :
– اهدي يا حبيبتي كل حاجة هتبقى كويسة ولو مجاش و اعتذر و اعترفلك بالحقيقة خليه يغور في دا*هية ان شاء الله عنه ما حالك ولو عايزة تلغي الخطوبة تعالي نروح ل ابيه مروان و نقوله انك لسه على ذمة جوزك.
هزت رأسها بنفي وهي في حضنها :
– انا لا هلغي الخطوبة ولا هقول حاجة لمروان لو آسر مجاليش والله العظيم لأفضحه في المحاكم و اخلي اللي ما ببسوى يتفرج عليه اهه.
ضحكت رتاج و قبلت وجنتها كنوع من المواساة :
– كنتي بتقولي عليا مجنونة بس مفيش أجن منك الله يهديكي و يريح قلبك يا حبيبتي.
من جهة أخرى كان مروان يقف عند باب الغرفة يستمع لحوارهما بالصدفة بعدما جاء ليطمئن على شقيقتيه ، جز على اسنانه و تنهد بحنق لماذا لم يأتي ذلك المدعو آسر بعد ؟ لقد ساعده في مشكلته و البارحة القى القبض على رولا بتهمة الإخلال بالآداب العامة و خيرها بين ان تقضي سنتين في السجن بسبب تهد*يدها لزوجها بمقاطعهما الحميمية او تتخلى عن كل شيء و تسافر الى امريكا دون عودة.
و بالطبع اختارت رولا الذهاب و سلمت متعلقات آسر تاركة علاقات دمرتها بسبب أنا*نيتها و حبها المهو*وس.
زفر مروان و همس بتوعد :
– والله لو عرفت انك كنت بتستغلني عشان تخلص من مشكلتك لأخليك تندم على اليوم اللي اتولدت فيه والله لأ*قتلك يا ****.
_________________________
– خلاص انت هديت و حطيت عقلك في راسك ؟
قالها ادهم وهو يستلقي على المساحة الخضراء براحة فهذا المكان لم يفشل يوما في جعله يشعر بالسلام و الاطمئنان.
طالعه ادم بوجوم مغمغما :
– لو القضية ديه متحلتش في اسرع وقت هحقق العدالة بنفسي و اروح اقت*لهم ولو خدت فيها اعدا*م مش هيهمني.
ابتسم ادهم و نهض يربت على كتفه :
– انت بتحب يارا يالا كنت عارف انك هتحبها في يوم من الأيام الاوزعة ديه مفيش حد مبيحبهاش حتى لما كنت تقول ديه طفلة ومش مناسبة ليا كنت بضحك عليك ع الساكت عشان متزعلش مني.
رمقه بطرف عينه و علق على كلامه ساخرا :
– على اساس مش انت اللي كنت رافض تحب بنت قاتل ابوك الأمريكية و في الاخر حبيتها و اتجوزتها و قريبا هتجبلك بنوتة …. صحيح أمك لسه رافضة علاقتك بيها ؟
تجهم وجهه و حملقةفي الفراغ هاتفا :
– مبقدرش الومها يا ادم مش سهل عليها تقتنع ببنت اللي حرمها من جوزها و يتم عيالها ومع ذلك ماما مبتأ*ذيهاش يعني احيانا بتقرب و احيانا تبعد مرات بتقعد معانا و تسألها عن احتياجاتها و مرات ترفض تبصلها بس متأكد قلبها هيصفى ل لارا في يوم من الأيام …. حتى انا مكنش سهل عليا اعرف ان البنت اللي حبيتها طلعت بنت قا*تل ابويا جر*حت قلبها و خليتها تعيط و بسببي هربت مني و عملت حا*دث.
اغمض عيناه يسترجع المشهد المعلق في ذهنه يوم علم أن لارا هي ابنة ماجد و أخبرها بقسو*ة انها لا تهمه وهو يحتجزها في منزله إجبارا عنه بل و يمقتها بشدة ايضا … لن ينسى دمو*عها تلك و كيف ركبت سيارتها و قادتها بسرعة جنونية حتى اصطدمت في شاحنة و كادت تخسر حياتها ….  تأوه و نفث دخان سجارته فقال ادم بنبرة رخيمة :
– في اليوم اياه انت اتصلت بيا وكنت سكران و بتعيط و بتقولي انا السبب في اللي حصلها ومش هسامح نفسي لو ماتت …. ساعتها عرفت انك خلاص وقعت في الحب هههه مش مصدق نفسي اني قاعد بكلمك ف الموضوع ده حاجة تكشف الصراحة.
قالها ادم وهو يدعس على سجارته و يخرج أخرى ف ابتسم ابن عمه متسائلا :
– مش انت بطلت تشرب سجاير من فترة طويلة ايه اللي رجعك ليها.
لوى شفتيه بوجوم وهو يطالع السجارة بين يديه …. عادة سيئة أدمن عليها منذ سنين طويلة و استطاع الإقلاع عنها لكن اليوم وو بعد  3 سنوات هاهو يدخن واحدة تلوى الأخرى دون توقف يفرغ فيها غضبه و حزنه و اشتياقه و كل مشاعره التي يجب عليه طمسها الآن.
نفث الدخان من فمه متمتما :
– انا بشرب السجاير في اسوء ايامي يعني لما تحصل حاجة مقدرش احلها بدخن و برتاح. 
قهقه ادهم بخفة و أخرج الولاعة الخاصة به من جيبه مرددا :
– اوعى يشوفك عمي ابراهيم وانت بتشرب لأنه هيزعل منك بس لما تعوز سجاير اطلب مني وانا هديهالك.
رفع حاجبه مستهزئا منه :
– ده بدل ما تمنعني !
انطلقت ضحكاته الرجولية تعم المكان ثم غمزه بتلاعب :
– محدش بيقدر يمنعك عن حاجة انت عايزها ده اولا و ثانيا انا انسان مشش كويس على فكرة و صديق سيء يعني بقدر اعزمك على خمرة لو عايز بس انا بطلتها من فترة نسيت اقولك.
هز ادم كتفه وتفكيره مشغول في شيء اخر :
– الله يثبتك ….. انا خدت قرار.
انتبه له و استقام في جلسته وقد عادت له جديته :
– قرار ايه مش احنا اتفقنا تنسى موضوع القت*ل ده اسمعني كويس لو ارتكبت جر*يمة مش هقدر اساعدك و هضطر القي القبض عليك انت ابن عمي و زي اخويا اه بس لو طلعت عن السيطرة ف انا مستعد اوقفك. 
هز رأسه ببطئ و همس :
– انا هعترف ليارا بكل حاجة …. اول ما ارجع ع البيت هقولها ان عمها هو اللي قت*ل ابوها و حاول يقت*لني و بعت شاب يدخلها عربيته غصب و غير الادوية بتاعتها و خلاها تنز*ف ….. مهما حصل ف انا كش هتراجع عن قراري يا ادهم هقولها ع كل حاجة و احد منها وعد تسكت بس المهم مخبيش عنها حقيقة الناس اللي بتحبهم !!
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع والأربعون : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!