Uncategorized

رواية أتحداك أنا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أميرة مدحت

 رواية أتحداك أنا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أميرة مدحت

رواية أتحداك أنا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أميرة مدحت

رواية أتحداك أنا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أميرة مدحت

لم يكن هذا وقت للنظرات المحبة بينهما ولا وقت لمشاعر الإشتياق التي تشتعل بينهما، بينما هناك حرب في الخارج، والكثير ينتظر أن يقتلهما معًا، تنفست “لينا” بعمق وهي تهمس له بخفوت:
-إيه إللي جابك؟!..
ظل مطوقًا خصرها وهو يهمس بخشونة:
-الخطة أتغيرت، والقصر لازم يتحرق فورًا، لكن جثة هوزن مش هتبقى هنا وهتروح حتة تانية، وفي رجالة فوق بيقوموا بده، ولازم نخرج قبل ما الحريقة تحصل.
أغمضت عيونها بقوة وهي تشعر بكم الهائل من الضغوط قبل أن يسألها بجدية:
-جاهزة؟!..
أومأت برأسها وهي تفتح عينيها ليظهر بريق القوة.. العزم بهما، أرخى ذراعه عنهـــا ليجدها تتوجه نحو جثة رجل ما تأخذ من جواره سلاح كبير ما يسمى بالبندقية، إبتسمت إبتسامة جانبية وهي تنظر له نظرات ذات مغزى ليبادلها إبتسامة جادة., قاسية نوعًا ما وهو يمسك السلاح من نفس نوع ما تمسكه، ربت على كتفها هامسًا بصوتٍ أجش:
-خدي بالك من نفسك.
اومأت يرأسها قبل أن يخرج كل منهما من الغرفة، متوجهين نحو الأسفل وكل منهما يصيب من يقترب، حتى أستاطعت أخيرًا دخول مكتب “هوزن”؛ كي تبدأ بأخذ جميع ملفاته، أتجهت نحو الخزانة، وهي تخرج من جيبها عدة أشياء صغيرة وبدأت بالعمل على كيفية فتحها، رغم ذلك التوتر الذي تشعر به على “مراد” بسبب إشتباكه بمفرده وسط خمسة وعشرون رجلًا.
ظل هذا الحال لمدة دقائق معدودة، قبل أن تتوقف أصوات الطلقات فجأة، لترفع رأسها بقوة نحو الباب، بلعت ريقها بصعوبة وهي تستشعر أن هذا الهدوء ما هو إلا فخًا، نظرت إلى البندقية لتجد أن الرصاص أنتهى فباتت الآن في لحظة ضعف، ولكن يجب ألا تستسلم، أنتهت من جمع الفلاشات وأستطاعت تخبئتهم بداخل جيبها الصغير وهي تهمس:
-كدا كويس أوي.
وقبل أن تخرج لمحت تلك النيران التي تشعل في المكان، شهقت بقوة قبل أن تفتح الباب كي تستعد لهروب ولكن وجدت أربعة رجال يتقدمون نحوها، بدأت تتشابك معهم بحركاتٍ قوية، ولكن بدون سابق أنذار قام أحدهم بضربها بسلاحه على جانب من رأسها، لتقع على الأرض فاقدة الوعي.
*****
مرت خمسة عشر دقيقة دون جديد، ظل “مراد” يسير ذهابًا وإيابًا وعيناه لا تفارق حريق القصر الهائل، ليصرخ فجـاة بزميل له قائلًا بعنف:
-غزالي مخرجتش لغاية دلوقتي، أكيد حصل حاجة.
-أهدى يا مراد باشا وأحنا آآ..
ألتفت له “مراد” يهدر فيه بعصبية:
-أهدى إيه؟!.. أنا مش هسكت أكتر من كدا.
-هتعمل إيه يا باشا، يا مراد باشا رايح فين بس.
ركض نحو البوابة الخلفية، دفعه بقوة لتخرج سخونة بشعة من الداخل، لم يهتم ودخل وهو يصرخ بإسمها، منعته النيران من الرؤية، وهذه الأبخرة السوداء السامة أصابت عينيه بالإحمرار والدموع، لم يظهر لها أثر وهو يبحث، بل كم جثث أصطدم بهم، لمح جسدها ملقي بجوار جثة أخرى من رجال “هوزن”.
توقف قلبه للحظات معدودة وتصلبت قدماه وهو يستشعر كم من الرعب الذي أجتاحه في تلك اللحظة، ركض إليها بخوفٍ وهو يصيح بإسمها قائلًا:
-لينا، لينا فوقي، لينــاااااا.
تفحص ذراعيها بـ يديه، وجسدها بعينيه ليرى إن كان هناك دماء أم لا خشيًا أن تون أصيب بطلق ناري، تنفس بعمق وهو يرى وجهها شاحبًا ملوثًا ببعض الشحوم السوداء، فأخذ يهز رأسها وهو يقول بحرقة:
-لينا، فوقي يا لينا، فوي عشاني.
أقترب بأذنه من أنفها، فأحس بسخونة أنفاسها الضعيفة، أمسك رأسها ومسح على بشرتها وهو يهمس:
-لينا، سمعاني؟!.. أعملي أي حاجة وحياتي عندك.
أحتضن رأسها الثقيلة بين ذراعيه وأستند برأسه على رأسها وهو يتمتم بصوت أشبه بالأنين:
-جاية دلوقتي وتقعي، ليه كدا طيب، ليه؟!..
وأخيرًا قرر النهوض، الذهاب بها إلى سيارة الإسعاف التي تقبع بداخل المدخل السري لهذا القصر، ركض بها بقلبٍ منتفض من الخوف حتى وصل بها إلى سيارة الإسعاف، كاد أن يقترب أحد زملائه كي يساعده في حملها ليصيح فه بحدة:
-محدش هيلمسها.
تراجع للخلف بحرج، ليدخل “مراد” بها إلى سيارة الإسعاف، وسحب جهاز التنفس كي يضعه على فمها، مسح على رأسها وهو يخبرها بتأكيد:
-ماتقلقيش، الحرب خلصت خلاص.
نظر لزملائه الذين ينتظرون الأوامر منه كـ قائدهم، ليشير بيده وهو يقول بصرامة:
-مهمتنا أنتهت، يالا نتحرك من هنا من غير ما حد يشوفنا زي ما جينا من غير ما حد يحس ولا يشوفنا.
-تمام يا فندم، يالا يا رجالة.
أغلق أحدهم باب السيارة، ليعاود النظر إلى ملامحها الشاحبة، همس لها بصوتٍ خفيض وهو يتأملها بعيون معذبة:
-خلاص يا لينا، الصعب عدا، أوعدك أن الجاي هو الخير إللي كنتي مستنياه من زمان.
*****
في مساء اليوم التالي، تحرك “حاتم” نحو باب المنزل بعد أن أستمع إلى رنينه، سرعان ما إبتسم وهو يرى “جاسر” وفي يده باقة من الورد وعلبة –ذات حجم متوسط- شوكلاتة، أحتضنه بذراٍ واحدة، قبل أن يقول له بترحيب:
-أدخل يا جاسر، نورت والله.
توجه نحو غرفة الصالون ليجلسان هناك، في حين كانت “ريما” واقفة تحاول أن تستمع ما يقولون، وهي في حالة مزيج ما بين الصدمة والذهول بعدما نفذ حديثه وأتى كي يتقدم لها، أستمعت إلى صوت شقيقها وهو يقول بجدية:
-أنا أصلًا كنت ناوي أكلمك عشان نتقابل.
عقد “جاسر” ما بين حاجبيه وهو يسأله:
-إشمعنا، خير؟!..
أطلق زفير طويل قبل أن يسأله بوجهٍ جامد:
-لينا الثاوي كانت بتشتغل عندي، ولما نزلنا مصر عشان نحضر فرح أدهم ودينا، من يومها أختفت، وبعدين أكتشفت أن ليها علاقة مع مراد، عاوز أعرف إيه سر أخفائها على الأقل.
أومئ “جاسر” برأسه وهو يجيبه بإبتسامة هادئة:
-مراد ولينا، قصتهم غريبة شوية، هو قابلها بشخصية بنت أمكبر تاجر مخدرات، وهو دراع أبوها، يعني ظابط متخفي، مع الوقت حصلت شرارة الحب، الأتنين نسخة من بعض، في الشخصية، والمكر، وطريقة الحب، والأهم.. هو تحدي كل واحد فيهم للتاني.
صمت قليلًا، قبل أن يتابع بهدوء رزين:
-وبعدها كل واحد أكتشف حقيقة التاني بس متأخر، بعد ما كسروا بعض، أضطرت تهرب برا لأن المافيا مكنتش هتسبها، ودي كانت أوامر عليها، و مراد أفتكر أنها ماتت ودخل في حالة كآبة، بس في النهعاية أول ما شفها في الفرح وبعدها أختفى هو و هي، لدرجة أن لا أنا ولا أخته ولا أدهم نعرف عنه حاجة.
إبتسم “حاتم” بإرتياح وهو يقول:
-في معانا كبيرة، عشان كدا مش ناوي لا أتجوز ولا حتى أحب.
ضحك “جاسر” قبل أن يقول بنظراتٍ متلهفة رغم عمق صوته:
-حيث كدا بقى، أنا طالب إيد أختك، الآنسة “ريما”.
أتسعت إبتسامة “حاتم” وهو يقول له بصراحةٍ:
-أنا عن نفسي معنديش مانع، بس الرأي رأيها.
بعد عدة دقائق، جلست “ريما” أمامـه وهي تنظر لأسفل بتوتر، مستشعرة نظراته التي تخترقها بسهولة، حاولت أن تهدأ ولكن فشلت خاصة مع سؤاله الهادئ:
-إيه يا ريما، عاوزة تعرفي عني إيه؟!..
رفعت وجهها إليه وهي تقول بهدوءٍ مرتبك:
-أنت عرفت من أخويا أني مكنتش عاوزة أدخل في التجربة الجواز دلوقتي خالص.
-بس أنا عايزك يا ريما، وبوعدك أن طول ما أنا فيا نفس هحققلك إللي نفسك فيه.
صمت قليلًا قبل أن يقول بشغف:
-صلي أستخارة، وإحنا هناخد وقت نتعرف فيه على بعض أكتر، عشان متندميش على قرارك.
هي بالفعل قامت بصلاة الأستخارة، ومن العجيب أن هناك راحة غريبة تجتاحها، نكست رأسها وهي تقول بتوتر:
-بس بيقولوا أنك شخص صعب ومش سهل التعامل معاك.
هز كتفيه وهو يقول ببساطة:
عادي، الوش الخشب بيبان للكل، بس اللين لحبايبي.
شعرت بالخجل من كلماته الصريحة الموجهه لها، سمعته يقول بتساؤل بصوته العميق:
-هنحدد إمتى ميعاد الخطوبة؟!..
-آيـ.. إيه؟!
-أ..خ.. ط..ب.. ك؟!..
*****
فتحت “لينا” عينيها بتثاقل وهي تشعر بذلك الصداع القوي أثر تلك الضربة القاسية، أعتدلت في جلستها وهي تضع يدها على رأسها متأهوه، قبل أن تدرك أنها بمنزل غريب ولكن جميل.. جميل جدًا.
فتح “مراد” باب الغرفة وبيده كوب من الماء، إبتسامة حنونة وزينت شفتيه وهو يسألها بإهتمام:
-صباح الخير يا لينا، أحسن دلوقتي؟!..
وضع الكوب على الكومود وهو يضيف بجدية:
-أنا جبتلك مسكن والماية، شوفي محتاجة إيه تاني، محتاجة تاكلي؟!..
-محتجالك إنت.
رفع عينيه المدهوشتين نحوها قبل أن يعاود الإبتسام ثم جلس بجوارها على طرف الفراش، قبض على كف يدها وهو يخبرها مؤكدًا:
-أنا دايمًا جنبك.
إبتسمت “لينا” بحنو قبل أن تقول بخفوت:
-كان قلبي مرعوب لحظة ما زقيتك من على السطح.
-دي كانت خطة، وأنا وأنتي واللواء سامي، أتفقنا على الخطة دي لماا قولتيلي توقعك بأنهم هيطلبوا موتي في حالة لو رجعتلهم.
-بس بردو، هو الموضوع كان صعب عليا، أنا زقيتك وإيدي بتترعش.
-يا لينا، الموضوع كان مترتب، أول ما تزقيني، همسك أطراف السور بإيديا، الأوضة أللي قدام رجليا هيفتحوا البلكونة، ويوصلوا الحزام بتاعي بحبل سميك، وأول ما أفلت إيدي، هقع آه، بس الحبل مكمل ولونه أسود، ومتنيش أن أحنا كنا بليل، فمش هيشوفوا الحبل الأسود ده، وكدا كدا كنا حاطين جثة تحت على الإزاز الغامق إللي عليه اسم الفندق، أول ما جسمي أندفع تحت، الإزاز أتكسر والجثة المزيفة وقعته على أنه أنا، وأنا لحقت أقف في جنب وأشيل الحبل، فين الخطورة؟!..
-طب وموضوع المشرحة؟!..
أجابها بإبتسامة جادة وهو ينظر في نقطة فراغ:
-كنت عارف أنهم مش هيطمنوا إلا لما يشوفوا جثي، فقدرت أتفق أنا ورجالتي على الموضوع ده، وفعلًا نمت في المشرحة على أني ميت بعد ما عملنا في آثار في جمسي عنيفة بسبب الوقعة، ده غير الهالات السوداء وكدا.
تنهدت بعمق وهي تسأله بتوتر:
-يعني الحرب أنتهت؟!..
هز رأسه وهو يرفع يدها يقبله بنعومة قائلًا بثقة:
-تيجي نهرب؟!..
-ياريت، أنا تعبت أوي خلاص.
نظر لها بألم خفي قبل أن يقول:
-ماتخفيش، الجاي خير ليكي، كفاية حزن وتعب يا لينا.
لمعت عينيها بالدموع وهي تهمس بتعب:
-فعلًا كفاية أوي.
-بالمناسبة، قومي يالا غيري هدومك، عشان في واحد مستنيكي برا.
قطبت جبينها بقلق:
-ده مين ده؟!..
خمسة عشر دقيقة، خرجت “لينا” الغرفة وهي تنظر إلى ذلك النز الذي أكثر من رائع، شردت قليلًا وهي تتسائل عن ماذا سيكون منزلها الجديد هي و”مراد” معًا، حركت رأسها بالسلب وهي تحاول أن تنتبه على مما هو قادم، تحركت نحو غرفة الصالون لتجد “مراد” يجلس برفقة ذلك الضيف، أتسعت عيونها بصدمة وهي تنظر له بإبتسامة واسعة:
-آريان؟!..
هب “آريان” واقفًا وهو يقول ببسمة صغيرة:
-جيتلك بعد ما خلصت الحرب، وبقيتي في أمان مع مراد.
يتبع…..
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!