Uncategorized

رواية أتحداك أنا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أميرة مدحت

 رواية أتحداك أنا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أميرة مدحت

رواية أتحداك أنا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أميرة مدحت

رواية أتحداك أنا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أميرة مدحت

جلست بجوار “مراد” وهي توزع نظراتها المدهوشة عليه وعلى “آريان” الذي جلس على الأريكة بإريحية، مسح على شعره وهو يغمغم بثقة:
-يعني الواحد كدا يقدر يعيش في أمان خلاص زي البني آدمين؟!..
تلألأت عيناها وهي تهمس بشرود:
-إحنا أنتصرنا يا آريان، زي ما خططنا، الحرب كانت طويلة وصعبة، المهم النهاية كانت لينا إحنا.
إبتسم “مراد” لأجلها قبل أن يتسائل بهدوء:
-طب سؤال مهم، ليه طلبوكي أنتي بالأسم وأهتموا بيكي أنتي لما هربتي، عكس آريان تمامًا، مكنش في نفس اخطر.
أعتدل “آريان” في جلسته وهو يجيبه:
-لينا كانت بتتعامل معاهم وجهًا لوجه، كانت في الأسبوع بتسافر 3 مرات لدول مختلفة، إنما أنا كنت بتعامل مع راس المافيا، والباقي بمكالمات، عكس لينا، إللي كانت تعرف عنهم كل حاجة، نقطة قوتهم وضعفهم، تفتكر بقى يهتموا بمين؟!..
هز “مراد” رأسه بخفة وهو ينظر أمامه بشرود، إنتبه إلى سؤال “لينا” الخبيث الموجه لـ”آريان”:
-إيه أخبارك مع مريم؟!..
إبتسم تلقائيًا وهو يقول بحماس بائن:
-أول ما هخرج من عندكم، هروحلها جري وأعترفلها قبل ما تضيع مني.
أتسعت إبتسامتها وهي تقول بصدق:
-بجد أتمنى متضيعهاش من إيديك، مش سهل تلاقي حد تحبه ويفهمك.
تنهد “آريان” وهو يتسائل بمشاعر كتضاربة:
-هو إحنا ليه بنبقى ضعاف أوي كدا قدام حد بنحبه؟!..
تلك المرة رد عليه “مراد” بثقة وهو يشير بيده:
-أنت قولتها بنفسك، علشان “بنحبه”، دينا صادق كانت بتقول: الحب مش ضعف بس لو مضعفتش قدام حبك تبقى محبتش.
سحب نفسًا عميقًا قبل أن ينظر لـ”لينا” للحظاتٍ وهو يتابع مبتسمًا:
-الفكرة هتفضل دايمًا في إنك تختار الشخص إللي يقدر الضعف ده، ويحترمه ومايستغلوش.
تتمت “لينا” بهمسٍ وهي تنظر له:
-الحب مخيف.
رمقها “مراد” بحنق وهو يجيب:
-الحب مخيف فعلًا، وخصوًا لما أكون بحب واحدة معتوهة زيك.
رفعت حواجبها إلى الأعلى وهي تقول بحدة:
-أنا مش معتوهة.
رفع حاجبه الأيمن وهو يلتفت بكامل جسده إليها قائلًا بغيظ:
-أنا لسه قايل بحبك، وكل إللي سمعتيه هو معتوهة؟!..
ظلعت رافعة حاجبيها إلى الأعلى قبل أن تقول له بتهديد:
-أنت أصلًا أد الكلمة دي؟!..
كان “آريان” مستمتعًا كثيرًا بحديثهما معًا، ولكن لهجة “لينا” جعلته يرتاب، فقال بتوتر:
-لينا حبيبتي فوقي ده مراد، مش واحد من البلطجية إللي بنتعامل معاهم!!..
ألتفت “مراد” إليه برأسه وهو يهدر فيه بغضب:
-حبيبتك مين ياض؟!.. فــوق وشوف إنت بتقول إيه.
أتسعت عيناه وهو ينظر له بصدمة، همس لنفسه وهو يعتدل في جلسته:
-لأ أنا من رأيي أقطع علاقي بـ لينا، لأن حواراتها كترت.
رفعت “لينا” ذقنها قليلًا وهي تسأله بتهكم:
-إيه ده إيه ده؟!.. أنت طلعت بتغير بقى وكدا؟!..
إبتسم لها إبتسامة جانبية وهو يقول:
-الغيرة، آه.. الغيرة بتوجع البطن وبتقفل اليوم وبتغمق كل حاجة في حياتنا، بس حقيقي الموضوع مش بإيدي ولا بإيد أي راجل، محدش حابب يتعب نفسه، بس هي قلوبنا كدا مبتقبلش الهوا على الشخص إللي بنحبه، مش بيمشي معانا أنتي بتتعاملي مع مين بظبط، غصب عننا لما بنسمع لسانكم بينطق اسم حد تاني مهما كان مين بنغير.
تعالت دقات قلبها الصغير وهي تنظر بوجنتين حمراوتين من الخجل لـ”آريان” الذي كان يضحك عليهما وهو يمني نفسه بلقاء كهذا مع حبيبة قلبـه، أومئ برأسه وهو يقول بتعجب:
-بقيت فيلسوف يا مراد، من إمتى وبقيت كدا؟!..
أرجع “مراد” ظهره للخلف وهو يجيبه بجدية:
-لو حد كان جالي من 6 شهور وقالي أنت هتحب بالطريقة دي، مكنتش هصدق، كنت هقول أنه مجنون، أنا أعدت أبني حاجات كتير في ليالي طويلة، وجت هي بمنتهى البساطة هدتهم، وأعدت جوا قلبي، وغضب عني قلبي دقلها بعيوبها قبل مميزاتها.
نظر “آريان” لـ”لينا” للحظة قبل أن يسأله بفضول:
-وإيه هي عيوبها؟!..
-أنا لما عرفت لينا، عرفتها أنها بنت أبوها، ماشية في ظله وفي سكته، مش نفس سكتي، برغم إللي بنيته جوايا بإني محبش وغير كدا واجبي يمنعني بده، إلا أني مقدرتش، وفعلًا قلبي دقلها، وغير كدا من عيوبها الكبيرة وإللي ساعات بحس أنها هتنهي علاقتنا هي أنها مش صريحة في كل حاجة، ممكن عشان خايفة عليك، فتسكت عن حقايق ومتقولش، بس حظها الزفت أن يجي يوم ويتعرف كل حاجة، فبالتالي بيحصل عدم ثقة في العلاقة.
هتفت “لينا” بنزقٍ وهي تنظر له بتجهم:
-يا سلام، وأنت بقى ملاك صح!؟..
أجابها بإبتسامة واثقة وهو يعقد ساعديه أمام صدره الضخم:
-لأ عيبي أني متسرع، بس أن شاء الله بعد ما شخصية زيك دخلت حياتي هبقى أتعلمت صبر أيوب.
أشار “آريان” بيده وهو يقول بتأكيد:
-في دي معاك حق.
نظرت له “لينا” بصدمة وهي تعاتبه:
-كدا يا رينو؟!..
شهقت “لينا” بخوف وهي تجد “مراد” يقبض على يدها بقوة يجذبها نحوه وهو يهمس له همسٍ خطير:
-إحنا قولنا إيه؟!.. واضح أنك مش ناوية تيجي عدل، تحبي آآ…
قاطعتــــه “لينا” بلهفة وهي تبتسم له بخوف:
-خلاص يا مراد، حرمت، هاخد بالي من كلامي.
وجدت في عينيه بريق مزيج ما بين الغضب والخطر معًا، بلعت ريقها بصعوبة وهي تراه يترك يدها، لتعتدل في جلستها بتوتر، في حين جلس “آريان” مبهورًا بما يراه وهو يهمس بداخله:
-عشت وشفتك يا لينا بتخافي، ياااااه على الحب، أهو جه إللي هيربيكي من أول وجديد يا لينا يا بنت الصاوي.
*****
بعد مرور يومان، عاد “مراد” إلى مصر ولكن تلك المرة وبرفقته “لينا”، وقد قرر في ذلك اليوم أصطحابها إلى منزله ويدعو شقيقته وزوجها إلى عشاءً لطيف، حتى تتعرف كل واحدة منهما على الأخرى، ربما يكونا أصدقاء!..
ولكن ظهر عكس ذلك، حينما جلست “لينا” بجوار “مراد” على الأريكة، وقبالتها شقيقته “دينا” وصديقه “أدهم”، ظلت “لينا” جالسة بثقة ولكن تعبيرات وجهها جامدة وهي ترى كرهًا غريبًا في عيني “دينا”، بلعت ريقها بمرار خفي وقد علمت جيدًا كيف ستكون معاملتها هنا، وتأكدت من ذلك حينما وجدتها تقول لـ”مراد” بصوتٍ يملؤه الحنق:
-مراد إنت واثق من قرارك، بأنك تتجوز واحدة كان أبوها أكبر تاجر مخدرات؟!..
إبتسم “مراد” لشقيقته وهو يقول بثقة:
-أنا مش هلاقي زيها، وبعدين لينا مش ماشية في سكة أبوها وإلا زمانها كانت معاه.
تابع وهو ينظر إلى تعبيرات وجه “لينا” الجامدة:
-أنا لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي واحدة زيها.
إبتسمت “دينا” بغيظ وهي تقول:
-ربنا يتمم بخير.
ثم نظرت لـ”لينا” بإحتقارٍ خفي، قبل أن تبتسم ببرود وهي تقول:
-ممكن يا لينا تقومي معايا، تساعديني في تحضير الأكل.
حركت “لينا” رأسها بهدوء قبل أن تنهض من على الأريكة، متوجهه خلف “دينا” إل حيث الغرفة الطعام، في حين ظل “مراد” ينظر إلى طيفها بقلق لا يعلم مصدره، ولكن حينما قرأ تعبيرات وجه “أدهم” المتوترة، علم من أين جاء مصدر القلق.
*****
كانت تقوم بتقطيع الطماطم بمهارة، بعد أن قامت بمساعدتها في الكثير من الطعام، وهي تحاول أن تظل باردة، قبل أن تنفجر بها بسب أسلوبها المثير للأستفزاز، أستمعت إلى سؤالها الساخر وه تقف خلفها قائلة:
-غريبة واحدة زيك ليها في شغل المطبخ.
ألتفتت إليها وهي تسألها بقوة:
-ومالها بقى الواحدة إللي زيي؟!..
إبتسمت لها “دينا” بإحتقار وهي تقول:
-أنتي عارفة أنا أبويا كان مين؟!.. أنا أبويا كان النائب العام، ومراد ظابط في مكافحة المخدرات، وأنتي بقى أبوكي مين وأنتي مين؟!..
كانت “لينا” تنظر لها بعينين حمراوتين، تحاول التغلب على ذلك الغضب الذي على وشك حرق روحها حية، تابع الأخيرة بصوتٍ ساخر:
-عارفة أنتي مين؟!.. أنتي أبوكي يبقى أكبر تاجر مخدرات، وأمك الله أعلم، بس إللي تفضل مع شخص زي ده تفتكري هتبقى عاملة إزاي، وأنتي كان بيوصل بيكي الوقاحة أنك تدخلي للرجالة في أوضة النوم، ولا داعي أني أقول أن أكيد حتى لو كنتي بتمنعي حد يقربلك، بس أكيد حصل تجاوزات، أنتي عارفة إحنا بنقول إيه على الناس إللي زي كدا هنا بما إنك كنتِ عايشة برا؟!..
كانت عينيها قد أتسعت قليلًا بعدما جائت بسيرة والدتها، والدتها التي ظلت تحارب والدها حتى تظل نظيفة وفي النهاية قتلت على يديه وهي واقفة عاجزة عن فعل أي شيء، رمقتها بعيون قاسية وهي تتنظر كلمتها، لتتفاجئ بكلمتها التي كانت كالصاعقة وهي:
-بنسميها عاهـ..رة، بنمسيها عاهـ..رة وبتفضل كدا لغاية ما تموت، ده غير إنك قتـ..الة قتلـ..ة أحسنلك تبعدي عن مراد، وإلا هخليكي تتمني الموت يا عـ..
شهقت “دينا” بصدمة وهي ترى “لينا” تندفع نحوها تقبض على ذراعها ثم قامت بلويه خلف ظهرها، كانت عيناها قاسيتين وهي ترى تعبيرات وجهها المذهولة وهي تقول بحدة:
-سيبي أيدي، أنتي أتجننتي ولا إيه؟!..
همست “لينا” في أذنها بصوتٍ مخيف:
-وعشان أنا قتالـ..ة قتـ..لة، فإحذري شري، وأن كان على الموت، فإللي زيي الموت بيبقى عايش معاهم، وأنا هفضل فخورة بنفسي، لأني عديت من إللي شوفته، خليكي أنتي في نفسك يا بنت سيادة النائب العام.
قالت آخر كلمة وهي تدفعها إلى الأمام، ألتفتت إليها “دينا” تنظر لها بحقدٍ قبل أن تخرج من بخطى غاضبة، في حين ظلت “لينا” واقفة في مكانها تنظر أثر وقوفها بعينين لامعتين، الغضب والحزن، الألم، يحرقون روحها ببطء مرة أخرى، ألتفتت تسند يديها الأثنين على الطاولة وهي تهمس لنفسها بذهول:
-راحة تجيب سيرة أمي، تعرفي أنتي إيه؟!.. محدش عارف حاجة، محدش عارف أنا شوفت إيه في حياتي.
توقفت عن الكلام وهي تهمس لذاتها بصدمة مؤلمة:
-أنا عـ..اهرة؟!.. بقى أنا كدا!!.. عـ..اهرة!..
-لينا؟!..
ألتفتت “لينا” إليه وهي تنظر بعينين مذهولتين دامعتين، تصلب في مكانه وهو يراها بذلك الضعف، أقترب منها وهو يقول بخوف:
-لينا، مالك؟!.. في إيه؟!..
أختنق صوتها وهي تسأله بصدمة:
-أنا عـ..اهرة يا مراد؟!.. أنا عـ..اهرة؟!..
جحظت عيناه بذهولٍ صادم، قبل أن يتخذ أي موقف، وجدهها تغمض عيونها، وما أن دنى منها، حتى وقعت فاقدة الوعي بين أحضانه، غير واعية لصوته الصارخ بإسمها بفزع، ونبضات قلبه المرتعبة عليها.
يتبع…..
لقراءة الفصل السابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!