روايات

رواية ظل السحاب الفصل السابع 7 بقلم آية حسن

   رواية ظل السحاب الفصل السابع 7 بقلم آية حسن

رواية ظل السحاب البارت السابع

رواية ظل السحاب الجزء السابع

رواية ظل السحاب الحلقة السابعة

: لا مؤاخذة يا مِستر، ممكن الدرس النهاردة يبقى عن الردح!
كانت تجلس ع الدكة ف وسط زملائها، وأمامهم المدرس ..
تعجب: ردح؟…
ثم استنكر كلماتها: وبعدين إيه مستر دي؟ وكمان درس؟ جرا إيه يا فريدة، من امتى ف الـ English Class بنتكلم عربي أصلاً؟
: اللاه! أمال عايزنا نتبرى من أصلنا يا أستاذ؟
زم شفتيه: طب انتي عايزة إيه دلوقتي !!
: علمنا كلمات سوقية، عايزة فيفي عبده أوربا لما بتردح
قهقه الطلاب الموجودين بالصف، ليرد المدرس باستهجان
: هو انتي فاكرة نفسك ف حارة الجرابيع؟
وقفت: أيوة … قصدي علمنا وخلاص
: ماينفعش، ثم إن الأجانب مش بيردحوا
استنكرت: نعم ياخويا؟!
رفع حاجبيه مندهشًا، لتردف بسرعة: لا مؤاخذة .. بس معلش خلي الموضوع خاص بالشليح!
أشار إليها: ماشي يا فريدة، اقعدي بقا خلينا نخلص
لتجلس ثم تهمس لها نرمين الجالسة بالقرب منها: عايزة تشوحي لمين يا فيري؟
: هقولك لما نخرج من كهف المجانين دة
حاولت كتم ضحكاتها، ليحذرها المدرس: نرمين
حمحمت ثم اعتدلت ف جلستها وبدأت بالإنصات والتركيز
______
بالنادي الرياضي ارتدى مراد ملابس رياضية، متوجهًا صوب الحلبة .. ارتدى معصمًا أسودًا ف يديه ثم وقف أمام المدرب الياباني المختص بالفنون القتالية.. ليبدآن بالمعركة التدريبية..
: هل تريد اليوم تعلم الدفاع عن النفس؟
: لا، بل حركات التفتيت.
قالها بحزم ثم رفع يديه إشارة له بالبدأ .. تحركا الإثنان ف حركة دائرية، ليدفع المدرب مراد ف صدره ع حين غفلة، دون توقع منه، حتى اصطدم بحديدة الحلبة ليسقط متألمًا ..
: هل أنت بخير؟
أومأ برأسه .. ثم مد المدرب يده ليساعده ع النهوض، لكنه أبى، ووقف مرة أخرى ع قدميه ..
مراد: لنكمل!
المدرب رفع يده حتى يمسك بعنقه، لكن مراد كان أسرع وأمسك ذراعه وقام بلويه واضعًا إياه ع كتفه بعد أن استدار بظهره،
لينكزه بكوعه بقوة حتى تراجع المدرب للخلف ..
همس مراد بين أنفاسه المتسارعة: هل أنت بخير؟
لينهض بسرعة ويبدآن اللعب بحركات أسرع .. مراد يحاول الدفاع، حتى لا يلمسه لكن الآخر أقوى ومهاراته أعلى، يلمسه بين الحين والآخر،
كاد ليغلب لكن مراد قد عرقله ف قدمه أوقعه أرضًا..
ابتسم مراد ليقول: أنت خاسر!
: ليس بعد عزيزي
نهض مرة أخرى، وقد لمس جزء من رقبته بطرف إصبعه الإبهام، وقبل أن يضغط عليها قال
: أنا ع استعداد تام أن أنهي حياتك الآن!
ليعقد مراد حاجبيه بتعجب، ويعتدل من قامته ليشرح الآخر
: هذه الحركة تسمى بـ «بوشي كين»، عندما توكز أحدهم بطرف هذا الإصبع ف رقبته، فإنك ع وشك أن تدمر العصب الموصول بهذا الجزء… أي من الممكن أن تسبب شلل أو حتى تؤدي إلى الموت!!
اقترب منه ليهمس: وأنا حقًا أود ذلك…
ليهبط من الحلبة ويهتف: ألقاك في المرة القادمة، جاكي!
: بانتظارك.
________
تجلس بالساحة الخارجية وهي تقوم بتقشير البطاطا، أمام حاسوبها، مشغلة الناطق اللغوي لبعض الكلمات مرددة إياهم..
: انتي بتعملي إيه؟
رفعت بصرها لتراه أمامها، لتقف وتهتف: trivial, sucker, Foolish
: نعــم؟؟؟!
صاح بحنحرة منفتحة بعد أن سبته، لترد بنبرة مرتعشة: لا دة أنا كنت بحفظ الكلمات وكدة!
: وهم بقا بيعلموكي ف الكورس ازاي تشتمي؟
تهكم ثم قالت: أه .. لا .. بص احنا لازم نعرف كل الكلام بتاع البلاد التانية عشان لو حد منهم فكر يشتمنا نعرف نرد، ولا إيه؟
ابتسمت ببلاهة وهي تشير إلى رأسها، ثم تمتم: ماشي يا ناصحة .. إيه كل اللي عاملاه ف التراس دة؟
سأل بعد أن انتبه الخضروات والعلب البلاستيكية تملأ المكان حولها
جلست وهي تتابع التقطيع: أنا بحب اشتغل ف الفَسَحة عشان أشم هوا، ولا عايزني أتصنم ف قلب المطبخ عشان يجيلي كرشة نفس؟
: ولزومه إيه العك دة كله؟
وقفت مرة أخرى وهي ترفع بالسكين أمامه: لا علمك تجرح قلبي مسمحلكش!
استهجن: أجرح قلبك؟
أماءت: أيوة، مش بتوصف طبخي بالعك، كدة انت بتغلط فيا وممكن أوريك العك اللي بجد
قالت محذرة، ليرفع أحد حاجبيه وهو ينظر للسكين، لتنزلها بسرعة ويقول
: خلصي بسرعة اللي ف إيدك، عشان معاد الغدا
: أنا قدامي ساعتين، تلاتة، أربعة كدة لغاية ما أخلص
هتف: والله؟
: أيوة، وغير كدة الساعة مجاتش 1 أصلاً .. انت إيه اللي رجعك بدري؟
صاح بحنق: انتي هتشاركيني؟!!!!
دق هاتفه لتشيح الأخرى بيدها متمتمة ببعض الكلمات الغير مفهومة .. رد مراد ع جواله الذي لم يكف عن الرنين ..
: أيوة يا عم شفيق
: سلملي عليه
قالت ببلاهة، ليرمقها بنظرة أسكتتها..
: ازاي الكلام دة! .. كمان هجم ع محمود .. طب انا جاي حالاً، سلام
: ف حاجة ؟
سؤال فضولي سرى ع لسانها دون استيعاب، ليعقد حاجبيه
: متسأليش ف اللي مايخصكيش!
: جاتك نيلة عليك وع شكلك
همست من تحت أسنانها، ثم قال..
: بعد ما تخلصي نضفي مكانك، عشان مابحبش اقعد ف مكان متوسخ
أنهى أمره ثم رحل .. تمتمت مقلدة أياه بطريقة مضحكة.. ثم جاءت إليها إحدى العاملات
: تحبي أساعدك؟
: جاية بعد ما خلصت
سخرت لتردف الأخرى: مش انتي اللي طلبتي ماحدش يعمل معاكي حاجة!.
: تقوموا ما تصدقوا كدة! .. شيلي خلينا نخلص ورانا حاجات كتير
_______
وصل مراد الشركة ثم صعد للطابق العلوي، والدماء صاعدة ع وجهه، بملامح منتفخة، تقول بأن اليوم لن يمرق ع خير…
عماد يحاول منع معتز مما يفعله: معتز بيه، اللي بتعمله دة غلط، ومراد باشا مش هيعديهالك! وبعدين انت بتدور إيه عندك ف الأدراج؟
ليصرخ ف وجهه: مالكش دعوة، وأنا مش بخاف من حد
العم شفيق: يابني عيب، دة مهما كان ابن عمك!
قال من بين أسنانه: ابن عمي هو اللي طردني، ثم إنت بالذات متدخلش، عشان كل اللي حصل دة أكيد بسببك! طبعاً مهو معينك جاسوس علينا…
هتف بحدة ليدفع مراد بالباب بقوة حتى كسره .. يقف بملامح يضخ فيها الدماء، ويخرج من أذنيه الدخان غضبًا ..
سار باندفاع حتى أمسك بمقدمة ثيابه، وجره من خلف المكتب ليتمتم بنبرة جعلت دماغ معتز تقف عن الوعي
: انت بترفع صوتك ع عم شفيق؟ يعني انت كبرت لدرجة تفرد جناحك ع اللي أكبر منك؟ .. أنا مش قولتلك متعتبش المكتب دة تاني؟
ازدادت نبضات قلبه بربكة .. ثم دفعه ف صدره دفعة ليست قوية، كاد ان يقع ع الأرض لكنه استند إلي مقعد خلفه..
معتز نحيلًا بالنسبة لـ مراد الذي كان ضخمًا وطويلًا قباله..
هتف بصرخة هزت بدنه: أنا هفضل قصاد عمايلك وهرتلتك دي كل يوم! مفيش غيرك انشغل بيه!!
العم شفيق: هدي نفسك يا مراد، لسة صغير
: أنا مش صغير
صاح، ثم مقه مراد بطرف عينيه، ليتوتر من نظرته
: طب أقسم بالله، لو لمحتك ف أي حتة سواء ف الشركة أو المصنع لكون كاسر رجلك الاتنين عشان تقعد ف بيتكم محترم نفسك .. غور يلا من هنا
صرخ به لينهض بسرعة من مكانه مغادرًا ف الحال، قبل أن يعطه نظرة حاقدة..
: انت لازم تقول لأبوه ع اللي حصل دة!
نمت ابتسامة ساخرة ع جانب ثغره ليردف: إذا كان أبوه بيشجعه ع عمايله دي، وفاكر إن له حق هنا!
تنهد مراد ليعطِ إشاره لـ عماد: شوف إيه موجود عندك يا عماد مخليه يدور عليه!
فتح عماد ادراج المكتب ليخرج بعض المستندات، ويتقدم مراد ثم يقرأها..
ضحك بسخرية: معتز طلع بيسرقني فعلاً…
ثم قلب بباقي الأوراق: دة كمان عامل صفقات مشبوهة ع حسي .. وعمي زعلان أوي اني غلطت ف تربيته!
العم شفيق بدهشة بعد أن تطلع إلى المستندات: دي مصيبة يا مراد، لو حد شاف الورق دة هيدينك انت!
: دي غلطتي إني اعتمدت ع عيل زيه، وسمحتله يتصرف ف الشركة كإنها ملكه!
تمتم مراد ناظرًا للفراغ بحزن، ليربت شفيق ع كتفه
: ما تضايقش نفسك، أكيد معتز مكانش داري باللي بيعمله، وزي ما قولت دلع أبوه فيه هو اللي عمل كدة، وخلاه مش عارف يفرق ما بين الصح والغلط !.
أومأ برأسه ويقول لـ عماد: لم كل حاجة هنا يا عماد، متخليش ولا ورقة تخصه أو تخصني، لأني ما اضمنش إنه ما يرجعش يدور تاني عليهم! .. اقولك فضي المكتب كله!
: تحت أمرك، بس سؤال بسيط…
وقف ليسمعه ثم أردف بسؤاله: هو انت ايه خلاك تمضي ع الصفقات المشبوهة دي؟
ملأ صدره بالهواء ثم زفره بقوة مستنكرًا هذا السؤال الأحمق، ليقول بحالمية
: عماد
: نعم!
ابتسم ليتمتم مراد: مش عايز.. أسمع صوتك مرة تانية!
أربكته تلك النظرة ثم هز رأسه بسرعة، ليكمل توضيب باقي الأوراق ..
: اتفضل يا عم شفيق أوصلك ف طريقي!
أشار له ثم خرجا سويًا من المكتب..
_____
: مدام عفاف، احنا نضفنا الدور اللي فوق كله، ما عدا طبعاً أوضة مراد باشا!
صاحت بها واحدة من طاقم العاملين، ثم تقول عفاف
: كويس، روحي بقا نضفي التراس مكان ما اشتغلت فريدة!
امرتها ثم خرجت لتلبي طلبها .. كانت فريدة بالمطبخ تتابع حديثهما، لتخرج وتسأل عفاف
: بقولك يا ست عفاف، ألا قوليلي إيه حكاية أوضة مراد دي؟
لترد ببساطة: ولا حكاية ولا حاجة، هو محرج ع أي حد من الشغالين ينضفوها، أو حتى يدخلها!
: وه…!
اندهشت لتجيب الأخرى: هو دة اللي حصل!
همست ف عقلها: يا ترى ليه مش عايز حد يخشها! يكونشي شغال ف الممنوعات!
_______
تجلس بالردهة بـ بيتها مع جدتها أمام التلفاز يشاهدون مسرحية «العيال كبرت»
قهقها سويًا ع مشهد كوميدي من “سعيد صالح” .. ثم رن هاتف فريدة، ليظهر اسم نرمين ع الشاشة
تأففت: رخمة أوي، نرمين
أخذته ثم دخلت حجرتها لترد: بتتصلي ليه دلوقتي؟
: ومالك يختي مضايقة كدة؟
: عشان فصيلة، كنت بتفرج ع مسرحية!
: طب يختي اقفلي التلفزيون، وروحي ذاكري فيه امتحان،
زمت شفتيها: مش بقولك فصيلة! .. امتحان دة إيه بقا؟
: هادي عامل امتحان مفاجئ تقييمي يشوف مستوانا!
: أه يا جزمة يا معفنة، وتلاقيكي عارفة من بدري ومقولتيش!
: والله أبداً دة هو متصل بيا من شوية كدة والكلام جاب بعضه، فقولت اتصل أقولك!
: طبعاً مانتي الجو بقا، دة كمان تلاقي باعتلك الامتحان كله
ضحكت: مش للدرجة .. يلا سلام يا بتاعة الردح
قهقهت نرمين بقوة ثم أغلقت الأخرى الخط بحنق
_______
تقف أمام الدرج شاردة، حائرة تود الصعود لـ غرفة مراد .. الفضول يأكلها تريد أن تعرف هذا السر الذي يجعله يحذر أي أحد بالتقرب منها..
ترى ماذا يوجد بها حتى يمنع الجميع من دخولها .. عقلها يحرضها ع الصعود واقتحامها فورًا حتى يهدأ من تفكيره!
اللعنة ما هذا الفضول، حتمًا سيجعلها تقع في المصائب … حسمت أمرها لتصعد، مهما يحدث لن تعبأ.. إن أمسكها ستقول له أنها لم تكن تعرف،
 فهي لا تتحمل كثرة الأسئلة التي تدور برأسها، ثم أن هذه فرصة مناسبة الجميع مشغولون وهو ليس بالمنزل، ستلقي نظرة بسرعة وتهبط دون علم أحد
وضعت قدمها ع الدرج وبدأت بالصعود منصتة لعقلها فقط، ضاربة بتحذيرات العاملين عرض الحائط..
وصلت عند الحجرة المقصورة ثم قبضت ع المقبض وتفتح الباب..
وما أن انفتح الباب توسعت عينيها بشدة ………….
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ظل السحاب )

اترك رد