Uncategorized

اسكريبت وأنا الأحق الجزء الأول 1 بقلم مريم وليد

 اسكريبت وأنا الأحق الجزء الأول 1 بقلم مريم وليد
اسكريبت وأنا الأحق الجزء الأول 1 بقلم مريم وليد

اسكريبت وأنا الأحق الجزء الأول 1 بقلم مريم وليد

– أيوه يعني هوَ أنا كل ما هكتِب ورقتين هقطعهم؟ 
دَخل عليا لقاني قاعدة علىٰ الأرض وقدامي تلات كوبايات قهوة، وقاعدة وسط ورق كتير.
– يا نهارِك أبيض يا مريم! كل ده ورق يا بنتي؟
بصيت لُه وعيطت:
– عارِف يا يوسِف لو مسكتش دلوقتِ؟ اصلًا مش عارفة أزاي هروح أعرِض فكرة حلقتي بكرة علىٰ صاحِب القناة، والكل بيقول إنه مش لطيف ومش طيب.
قعد جنبي ومسِك ايدي وباسها:
– مريومة قلب يوسِف قادرة تخلص الورق ده لو هديت، هبعت أجيب أدهم لإنه هيقدَّر يساعدِك عني، ونقعد أحنا التلاتة نِناقش موضوع الحلقة ونكتبه، اتفقنا؟
هزيت راسي بـ “آه”، ويوسِف راح ينادي أدهم، يوسِف يبقىٰ أخويا وأدهم يبقىٰ صاحبنا وجارنا، بس ممكن نقول إننا متربين معَ بعض وملناش غير بعض، يوسِف عادةً بيغير عليا من أي حد حتىٰ أدهم، بس أدهم كونه متخرِج مِن صحافة فهيساعدني وعشان كده يوسِف بعت يجيبه، دي آخر سنة ليا وممكن نقول إن ده زي بحث عادي بس كوني متوترة مش هعرف أعمل شيء لوحدي، لبست الإسدال وقعدت.
شوية وأدهم دخل معَ يوسِف:
– هو أيه كمية القهوة دي؟ أنتِ عبيطة يا مريم!
بصيت ليوسِف:
– هو جاي علشان يساعدني ولا يديني دَرس!
يوسِف بص لي وبعدين بص لُه، فأتكلِم:
– سيبك مِنها يا يوسِف مزعلتش، محدش هيزعَل مِن طفلة.
حقيقي أكتر شيء مُمكِن يعصبني في الكون إن حد يفكر إني طفلة، أو يعاملني علىٰ أني طفلة، أنا كبيرة وعاقلة وقادرة علىٰ تحمُل المسؤولية و.. بَبص لقيتني بعيط.
ابتسم وجيه قعد قدامي:
– خلاص أسِف، مش طفلة، أنا اللي طفل ومُهزق كمان، متزعليش، يلا بقىٰ نخلص اللي ورانا؟ هاا ايه هيَ فكرتك!
هديت وبدأت أتكلم: 
– مش حابة حوار الحلقة أو البرنامِج بتاعي يكون عادي لا، حابة أساعِد الناس، أقسمه لفقرات، أتكلم فيه عن المشاكِل اللي بيسببها بُعد الأهالي عَن ابنائهم أو الندبات اللي بتبقىٰ في قلوبهم نتيجة الخناقات، وإن زي ما الأهالي بتتعب الابناء بتتعب وبتكتئب بالأخص في فترة المُراهقة، أناقِش العيب قبل الحرام وإن كل العيب حرام بس مش كل الحرام عيب عِندنا، ولو مشينا بالحرام عمرنا ما هنعمل العيب، كذا قضية وكذا شيء. 
ابتسم ليّ، ومسِك ورقة وقلم:
– تعرفي تكتبِ اللي قولتيه حالًا منغير ولا حرف زيادة؟
بصيت للورقة والقلم، مسكتهم وبدأت أدَوِن اللي قولته، بدأنا نتناقش وأكتب، ويوسِف طلب مني أعمل عصير وارجع، وفعلًا عملت ده، قعدنا ساعتين بنفكر ونتناقِش لحد ما وصلت لنهاية الحلقة. 
– عايزة تسميها أيه؟ 
لوهلة حسيت بشيء غريب ومعرفتش أختار أسم مُناسِب، كإن كل الأسماء طارِت فجأة، قعدت مركزة وبفكر شوية، وبعدين أتكلمت مرة واحدة:
– نحنُ أيضًا نعيش!
ابتسم ليّ:
– لطيف ده يا واد يا مريوم، مُنتظِر تيجي تقوليلي قُبِلت.
ابتسمت لُه وليوسِف:
– شكرًا جدًا يا أدهم لمُساعدتك ليا، وشكرًا ليك يا يوسِف، بحبك.
يوسِف باس راسي:
– وأنا كمان يا عيوني بحبِك.
***
طلعت تاني يوم علىٰ المحطة، لقيت ناس بتتكلم عن إن كل البنات أترفَضِت، فَسمعت بِنت بتتكلم:
– مش معنىٰ إن أستاذ تميم غَني ومغرور، إنُّه يرفضنا كلنا.
وبِنت ردِّت عليها:
– هوَ معروف عنه كده، ايه اللي جدّ يعني؟
لوَهله أترعَبت، خُفت أترِفض زيهم، واللي رفَض كُلّ دول هيقبلني أنا ليه؟
– مَريَم محمد حامِد.
قلبي كان هيتخلِع مِن مكانه، قومت وقفت وعدَلت الخِمار وبصيت قدامي ودخَلت، رُغم توتري إلا إني وبكُل ثقة وقفت ودخَلت، لقيت شخص باصص مِن الشباك لما دخلت شاورلي فقعَدت، بص ليّ، كان شكله حلو، بس شكله جادّ اوي لدرجة ترعِب، ابتسمت وأتكلمت:
–  مَريم مُحَمد، 21 سنة، رابعة اعلام قِسم صحافة، عادةً بشوف إن لازم كُلّ شيء بنعملُه يكون مُختلِف ولطيف، وعشان كده قررت تكون الحلقة مُختلِفة.
مديت ايدي بالملف، فَبص عليه وشاورلي أكمل:
– حبيت الحلقة تكون إجتماعية وتناقِش موضوع يخُص المراهِقين والابناء، اللي العالم كله أهمل وجودهم واصبح بيتعامل بشكل غير لائق وغير صحيح، زي توعية للأهالي وما إلىٰ ذَلِك، لما فكَرت في اسم حسيت إن الأسم اللي قدام حضرتَك يليق بالحلقة «نحنُ ايضًا نعيش».
خلصت كلام فَبصلي:
– عظيم يا مريم، بس قوليلي لو كان الكلام علىٰ برنامِج كامل هتخليه للمراهقين! الناس مش هتمِل؟
سكتت خمس ثواني كُنت بفكر، بعدين أتكلمت:
– لا، اكيد لا.
– مينفعش يكون الموضوع كامل عن المراهقين يا فندم، لازم نغَير، نتكلم في كذا شيء، مثلًا: المشاكل العامة والخاصة، وكيفية مُكافحة الامراض الإدمانية، ونوَّعي بالأثار السلبية لكُلّ شيء واي شيء، المشاكل اللي بتحصل في البيت وأثرها علىٰ الاطفال..
كُنت هكمِّل فاتكلِم:
– كفاية.
ابتسم وكمِل:
– افكارِك مش وحشة، ومش تقليدية اوي برضوا، بس برضوا غير كافية، مش هقول إنك مش شاطرة أو أو أو..، بس مُمكِن توريني لو هتقدمي حلقة هتكون أزاي!
أتوترت شوية، فابتسم:
– أعتبري نفسِك لوحدك يا مريم في المكتب، تعالي أقعدي مكاني وأتكلمِ.
بعدين ابتسم:
– يلا!
حاولت أهدىٰ وقومت وقفت، وقعدت مكانه وقعد علىٰ كنبة في الاوضة:
– واثِق إنك هتأدي كويس، ده الشيء الوحيد اللي هيخليكِ تتقبلي.
هديت وسكتت دقيقة وبعدين ابتسمت وغمضت عيني، أفتكرت أمبارح وتعب أدهم ويوسِف معايا، فتحت عيني فشوفت تميم مُبتسِم، أتكلمت:
– أهلًا بيكم في برنامِجنا الجديد..
سكتت ثواني وكمِلت:
– أهلًا بيكم في برنامِجنا الجديد «مُشكلة وحلّ»، كل يوم هنتكلِم عن مُشكلة بتواجهِنا في حياتِنا، مِن أطفال، ومُراهقين، وكِبار، عادةً بتواجهنا مشاكل كبيرة وبنُطلُق عليها «مُشكلة صغيرة، وبنكبرها» لإننا مش بنعطي المُشكلة قدرَها الحقيقي، تيجي نجرّب ندي لكل مشكلة قدرَها، عشان نقدَّر بُكلّ عقل نحلها!
سكتت:
– مش عارفة أكمل يا أستاذ، مش محضَرة أي شيء.
قام وقِف فقومت رجعت مكاني، قعد قدامي:
– هنرُّد عليكِ بكره يا مريم، مُقابلة لطيفة، وموَفقة بإذن الله.
ابتسم، فخرجت، كنت خايفة متقبِلش، روحت لقيت أدهم ويوسِف مستنين، بصيت لُهم:
– مترفضتش، بس متقبلتش، قال هنرد بكره.
أدهم أتكلم:
– الإنترڤيو كان عامل أزاي؟
حكيت لُهم اللي حصَل، فَيوسِف ابتسم:
– شيء مُبَشر يا مريم الحقيقة، مش وحِش.
ابتسمت ودخَلت اوضتي، أتوضيت وصليت ونمت، شوية ولقيت التليفون بيرن فرَديت، لقيت صوت راجل غريب:
– مين؟
– تميم.
– مين تميم يعني، لو بتاع المكوة أطلع يوسف برا، مش فيقالك انا نايمة.
سمعت صوت ضحك:
– ما تفوقي يا انسة.
ركزت ثواني، هو قال ايه! تمـ تميم!!
قومت بسرعة وأتكلمت:
– أ أ أنـ أنا أسفة يا فندم.
– محصلش حاجة ولا يهمك، حبيت أكلمك بنفسي ابلغِك إنك قُبلتِ، خففي توتر شوية بس.
بَبُص على الفون لقيته قفَل، يعني ياربي شخص زي تميم هوَ اللي يكلمني؟ هو طويل، طويل أوي يشبه لأدهم في طوله، عيونه جريئة، علىٰ عكس أدهم اللي عيونه هادية، شبه البحر تبُصلهم تتوه، هوَ اصلًا بحر يتوِه، هو فيه ايه؟ ايه جاب تميم لأدهم دلوقتِ! قومت رنيت علىٰ روان:
– الحليوة قِبلني.
ضحكِت:
– الواد ده جدع وربنا، ما تشوفيلي شغلانة معاكِ يا مريوم يا قمر!
– روان هرزعِك حتة قلم يا بتاعة تِجارة أنتِ ياللي عايزة تشتغلي في صحافة!
– هو انتِ بتذليني؟
ضحِكت:
– بذلِك ازاي يا غبية! تيجي أشغلك معايا أنا أقدِم وأنتِ تغني.
ضحِكنا شوية وقفلت معاها، قومت صليت المغرب وكلمت يوسِف:
– تعالالي.
– لا إله إلا الله!
– جايين، جايينن.
كان صوت أدهم، فقفلت وضحِكت، شوية وجُم حكيتلهم اللي حصل، باركولي واليوم عدا.
***
صحيت تاني يوم لبست دريس جديد لونه أبيض وطرحة بينك، ابتسمت ونزلت أشتريت شوكولاتة وبسكويت وأنا ماشية وروحت المحطة، لقيت السكرتيرة:
– اهلًا يا جميلة، أدخلي استاذ تميم مُنتظرِك، أنا صفا.
ابتسمت:
– أهلًا بيكِ يا صفا، داخلة.
دخلت لقيته مُبتسِم، هوَ ازاي مغرور!
– جاهزة؟
ابتسمت:
– جاهزة، ومش هخَيب ظن حضرتك.
دخلت قدِمت الحلقة، والغريبة إني اكتشفت إنه مبسوط مِنها، كنت حاسة إني مش مأدية بشكل كافٍ، بس طلعت كويسة، نزلت من المحطة لقيت أدهم ويوسِف شوية وتميم نزِل:
– مريم!
بصيت لُه لقيته تميم، جيه وقِف جنبنا:
– فخور بيكِ وبالحلقة، وبكده أتوظفتِ اكيد معانا، امتحاناتك كمان أسبوعين هتخلصيها وهتبدأي شغل.
ابتسمت:
– شكرًا لِحضرتك يا أستاذ تميم.
بصيت لأدهم ويوسِف:
– ده يوسِف أخويا، وده أدهم جارنا و..
لقيت أدهم كمِل:
– خطيبها.. 
يتبع ……
لقراءة الجزء الثانى : اضغط هنا
لقراءة باقى أجزاء الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!