Uncategorized

اسكريبت لمن تكون الجزء الثالث 3 والأخير بقلم مريم وليد

 اسكريبت لمن تكون الجزء الثالث 3 بقلم مريم وليد
اسكريبت لمن تكون الجزء الثالث 3 بقلم مريم وليد

اسكريبت لمن تكون الجزء الثالث 3 والأخير بقلم مريم وليد

– أنا هكتِب علىٰ نور.
بصيت ورايا لقيته مُراد، فتَحت عيوني بِصدمة ونفي:
– مُستـ.. مُستحيل أعمل ده، أنا مش هعمل كده.
قرب مِني ومَدِّلي إيده:
– تعالي..
رفَعت لُه عيني ودموعي كانت بِتسابِق بعدها، شيء بيمنعني أمِّد إيدي وشيء تاني بيقولي روحي، مُراد غير ومش هيسيبك علىٰ الأقل نتدارك الكارثة اللي وقعتِ فيها.
“بارك اللهُ لكُما وبارك عليكُما وجمع بينكُم في خيرٍ إن شاء الله.”
فرحة الكُل مِش موجودة، حتىٰ عُمر وروكان، مِنه لِله زين مِنه لله علىٰ كسر فرحتهم حتىٰ مِش فرحتي، كان كسرني لِوحدي.. بس ليه يكسر أهلي!
– أروَح معاكِ!
حاولت ابتسِم:
– وعُمر؟ روحي يا روكان الله يهديكِ، الله يرضىٰ عنِّك بلاش النظرة دي مِنك.
حضنتني وعيطت:
– صدقيني مش مِسمحاه.
“وكأن دموعي مِثل السيِّل، فواللهِ ليست سهلةً أنّ يتقَطع فُؤادي لِعزيزٍ حزين، ولا مِن السهل أن يتخطىٰ قلبي حادثًا أليم، فواللهِ وتاللهِ وبِاللهِ لستُ مُسامِحًا لهُ وأراهُ عِند اللهِ كخصيم.”
– هكون بِخير يا روكان، بس أرجوكِ أسنديني.
مُراد قرب مِني ومسِك إيدي:
– كفياكِ عياط، عارِف إن اللي بيحصَل صعب.. بَس صدقيني هحاوِل أكون صديق وسنَد لِحين يحينُ الله لِغيِّر ذلك.
بصيت لُه وشاوِرت براسي معَ ابتسامة خرجت بالعافية، ركبنا في العربية كل واحدة ومشينا، روحت أنا ومُراد لِبيته اللي كان مجهِزه من فترة طويلة كان بسيط.. بسيط جِدًا، فيه عَفش طاغي عليه صفار زمان ولكِنه جديد، البيت بشبِه لِبيوت السبعينات، وكمان في زَرع لمحته في البلكونة الصغيرة، أوضتين وصالة، فيه شاشة صُغيرة كمان، كُل ده عرِفته وأنا بلف بعيوني وبصوَّر الحيطان والعَفش في أول نظرة.
– مِش أحسن حاجة بس مُمـ..
– ده جميل أوي.
بصيت لُه وكمِّلت بِابتسامة بسيطة:
– شكرًا، فين أوضتي؟
شاوِرلي علىٰ أوضة:
– دي كانت هتكون أوضتي وفيها مكتبة وبتاع، فأعتقِد مُناسبة ليكِ أكتر يا نور.
جيت أشيل شنطتي مسِكها قبلي:
– متتعبيش نفسك..
دخَّل الشنطة الأوضة وأنا دخلت وراه، كانت لطيفة أوي، تِشبه أحلامي، وكأنها معمولة خصوصًا لِأجلي.
– غيري وتعالي ناكل قبل ما تنامي.
– مش قادرة.
بَصِلي ورفع حاجبه:
– هتاكلي يا نور.
– مُراد مِش قادرة.
ابتسَـم بِهدوء:
– طيب غيري وبعدين نشوف.
أكتفيت بِابتسامة، خرج فقفلت الباب وراه وبدأت أغيَّر هدومي، لِبست بيچامة هادية وفردت شعري بشكل عادي، مسحت الميكب وغسلت وشي وأتوضيت وصليت، شوية ولقيت الباب بيخبَّط.
– أدخُل.
دخَّل من الباب:
– نور أنـ..
كان لِسه هيكمِل فسِكت، فضِل باصِصلي شوية وبعدين كمِل:
– أنتِ حلوة أوي.
ابتسَـمت:
– شكرًا.
بَص الناحية التانية وبعدين بَصِلي:
– آ آ طيب الأكل!
– مِش قـ…
قرَب ناحيتي وشدِّني:
– شششش مِش عايز رَغي كتير يا سِت نور، هتاكلي يعني هتاكلي مش بمزاجك هوَ.
فضلت باصة عليه وهو بيتكلِم وبعدين أتشجَعت وأتكلمت:
– أنتَ ليه عملت كل ده عشاني يا مُراد.
مسِك حِتة بانية وحطها في بوقي:
– عشان بحبك يا ستي، عندك سبب أقوىٰ.
كحيت وأنا بحاوِل أبلع الأكل وكمِّلت:
– بتحبني!
كمِّل بِابتسامة:
– من زمان كمان.
– وليه سِكتت كُل ده؟
سِكت ثواني وكمِّل:
– اليوم اللي كنت هتقدملك فيه عرِفت إنك موافقة على زين فيه.
مُراد بيحبِني أنا! ولما هو بيحبني مجربش يتقدِّملي ليه! ده أنا كُنت دايمًا بفوَّق عقلي لما أحسُّه بيميل وأقوله لا، كُله إلا مُراد.. بيعتبرك أخته.
– الأوقات خلصت يا مُراد، مجِتش غير يومها!
– لو جيت قبلها كُنتِ هتقبليني!
بصيت لِبعيد وكمِلت:
– جايز، لكِن خلاص كِده كِده بقينا سوا.
رَد بِصوت جدِّي شوية:
– بقيت مفروض عليكِ!
حسيت بِزعل في نبرِة صوته، ابتسَـمت وسيبته وقُمت:
– تسلَم يا مُراد.
صَعب تتأقلَم علىٰ وضع مفروض عليك، صعب تشوف وتحِس مشاعر مُختلِفة بِناس مُختلفة، صعب قلبك يتأقلم معَ ناس غير ناس، حتىٰ ولو قلبك في يوم كان رايدهُم، بس هوَ دَّق لِحد تاني، في يوم.. لا في لحظة تتكتِب علىٰ أسم حد تاني.
“فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي.”
– صباح الخير.
تجاهَل كلامي ورَد بِبرود:
– صباح النور.
قرَبت مِنه بِعدم فِهم:
– هو فيه حاجة؟
رفَع حاجبه وابتسَـم بِبرود:
– شايفة فيه حاجة! معتقِدش.. صح؟
سِكتت فكمِل:
– محتاجين نُحط حدود ومباديء لِعلاقِتنا.
ابتسَـمت وقعدت علىٰ كُرسي السُفرة:
– مُراد، أحنا مِش في رواية، ولا قِصة، ولا فيلم، مِش بحدوتة هتبدأ بِأتنين متجوزين بِالغلط وبعدين هيدوبوا في حُب بعض في المُهلة اللي هيحطوها لِبعض قبل ما يتطلقوا، أحنا في واقِع يا مُراد، لازِم دايمًا تحُط ده في بالك.. أحنا آه ظروف جوازنا مُختلفة ولكِننا أتجوزنا ومعتقِدش إنك مغصوب عليَّا، أنا بَس في صدمة وهفوق مِنها، أنا مش هحط حدود ولا عايزة أتطَّلق، أنا مِش هخرِب بيت مجربتش أعمَّره، أحاول أبني البيت علىٰ أُسُس وبعدين نبقىٰ نشوف هنعمِل إيه.
كان واقِف مصدوم مِن كلامي، الصدمة كانت باينة في ساعته اللي وقعت قبل ما يلبِسها، شيلت الساعة مِن علىٰ الأرض ومديتهاله وابتسَـمت:
– فِطرت؟
– تيجي نقضِي اليوم سوا!
ابتسَـمت وهمَّست:
– فكرة لطيفة، تعالىٰ أعمِّلك فِطار، عليَّا حبِة بيض مقلي وجبنة إنمَّا إيه خُرافة.
ضحِك:
– أنتِ حلوة أوي.
– أنا عارفة كده كده.
زعلانة! مصدومة! عظيم، بس ده بقىٰ جوزي وليه حقوق عليَّا، أنا مبكرههوش، ومِش بس كده لا فيه قابلية إني أحبه كمان، الطريقة اللي أتهَجرت بيها صعبة، بس هو كان سانِدني وسحَبني وقتها! مِش لُه عليَّا برضوا! مينفَعش نوقَف قلوبنا وحياتنا علىٰ حدَّث مهما كانت صعوبته، آه صعب أوي أوي ولازم ناخد وقتنا في الحُزن، بس ليلة مِش كفاية نحزَن فيها وبعدين نصحىٰ نمسح دموعنا ونواجه العالم بِكل حُب وقوة! مفيش إنسان حزين قوي، لازم يكون جواك طاقة لمواجهة العالم، ومفيش حزن هيواجه آسىٰ.
– آمم إيه رأيك روبانزِل!
ضحِك وهوَ بيفتح التليفزيون:
– أمَّا أنا محمِّلك كام حلقة مِن إسبونچ بوب إنما إيه! خُرافة.
ضحِكت وقعدت جنبه وأنا بحُط الفِشار جنبنا.. كُنَّا قاعدين بِنتفرج ونضحك، وكأن مكنش فيه شيء حاصِل من يوم واحِد بس، بنهزَر ونخبَّط كفوفنا في بعض، هيَ الدُنيا هتحتاج إيه غير شخص يشاركك كل ده؟
– نور!
بصيت لُه فكمِّل:
– مُمكن أقولك حاجة ومتزعليش مِني!
شاورتله بِآه فكمِّل:
– أنا بحبك.
أثَر الكلمة علىٰ قلبي كان مُختلِف، هو عشان حلالي ولا علشان هوَ مُراد! مِش عارفة بس أنا مبسوطة.. ميِّلت علىٰ كتفه ودي حركة مِش بعملها غير ما أكون مِطمِّنة:
– مِش هزعل لما تحبِني.
– هتحبيني في يوم!
– أنتَ تستاهِل كُل الحُب يا مُراد.
“يبدو أنَّ هُناك قصة جديدة تبدأ، قصة جميِّلة، أبطالها أصدقائنا.. فيالها مِن فُرصةٍ لِنفرَحَ معًا.”
***
– نوري!
بصيت لُه وأنا بربُطله الكرافتة:
– نعم يا حبيبي.
ابتسَـم بِهدوء وهوَ بيبوس جبيني:
– مَرّ ست شهور علىٰ جوازنا يا حِلو.
ضحِكت بِخفة وأنا بمسِك إيده وبحُط إيدي علىٰ بطني:
– وأحلىٰ أدهوم هيجي لِلدُنيا كمان سِتة كمان!
ضحِك وهوَ بيتبِّت في إيدي:
– أحلىٰ أُمُ أدهوم.
– مُراادد!
– نوورر..
ضحِكنا، شوية ووصِلنا عند ماما فوفا مامت مُراد وروكَان، كانت روكَا وعُمر عند ماما.
– يا هلا ويا غلىٰ بِالبطيخة التانية.
ضحِكت وأنا ببوس فوفا:
– عُمر، بتعرَف تسكُت!
لقيت مُراد بيبُصلي مِن ورا فكمِلت:
– ولا أقولك، هسكُت أنا.
أخدت روكَان في حُضني:
– صديقي صديقي اللي مهما الدُنيا رمِّتنا بنفضَل سوا؟
حضنتني وهيَ بِتضحك:
– أحلىٰ نور ينوَّر عتمِة دُنيتي!
الدنيا مليَّانة مصاعِب ومشاكِل، ذِكريات بتودينا وتجيبنا وتاخدنا، بنفقِد أعزّ ما لينا، ويفضَل سندنا جنبنا، بنتحاوِط بِناس حلوة، ولكِن مبيسكَرش مرارة الأيام قد صاحِب.
– نور عايزة أشرَب.
– لما تتشلي حاضر هقوم أجبلك.
ضحكِت:
– مانا حامِل يا ولية!
– فعلًا! وأنا مركِبة بطيخة في بطني صح.
لقيت عُمر بيمِّدلها المية وهوَ بيبتسِـم:
– أحلىٰ مية لِأحلىٰ ريكو.
ضحكتله بحُبّ:
– أحلىٰ عمور.
– لِماذاا نحنُ هُناا!
– سُؤالٌ صعب سُؤالٌ صعب.
ضحِكت أنا وهيَ، والباب المُهزق رَن وفظَعنا.
قُمت عشان أفتَح الباب لقيت مُراد واقِف باصِص لِلباب بِصدمة.
– مين يا مُراد!
مردِش فقربت منه وفتحت الباب، عيوني كانت رافضة تصدَّق اللي شيفاه! هوَ ليه راجِع أصلًا وليه فكَر يرجع وليه قرر يجي، مية سُؤال طاردوني بمُجرَّد ما شوفته.
– أنتَ!
بَص لِبطني بصدمة:
– حامِل!
– آه يا زين.
قرَب مني وبَصِلي وعيونه مليانة ندَّم:
– نور، نور أنا لسه بحبك، كان غصب عني.. دُنيتي وقفت، ماما.. ماما كانت رافضة الجوازة وقالتلي يا أنا يا هيَ، نور سامحيني.. أتطلقي ونرجع، أنا واثِق إنك بتحبيني.
بَبُص لقيت مُراد بَاصِصلي، وقِفت جنبه ومسِكت إيده:
– زين، أنا واحدة مِتجوزة، وبحب جوزي.. اللي مامته رافضة حد مِش هيعلقه بيه، مش هيخطبه ويستنىٰ الفرح ويسيبه ويكسَر فرحته، ووِسط كُل ده محدِش سندني غيره يا زين، عارِف هوَ مين! 
بصيت لِمُراد وأنا عيوني بتلمَع بِحُب وفخر:
– مُراد، مُراد اللي حبِّني بدون مُقابِل، اللي لو قولتله عَندي عيب يقولي دي ميزة، لو قولتله أوحشيت يقولي قمر في عيوني، اللي لما بتعَب بيسهَر جنبي، لهفة مُراد، حُب مُراد، عيون مُراد…
ابتسَـمت وأنا بَشدِّد علىٰ إيده:
– أنا يمكِن أول مرة أقولها، وأول مرة حد يسمعها، بس أنا بحِب مُراد ومُستعدة أعيش حياتي كُلها لُه ومعاه.
كان باصِصلي وعيونه فرحانة، كان مبسوط، ومُبتسِـم، مُراد حلو أوي! 
– زين! أنتَ أختارت تمشي، وأحنا هنختار إنك مترجعش.
كان عُمر، قرَب منه بِزعل وعتَب:
– ده أنا كُنت صاحبك يا زين، صاحبك يا جدع! مفكرتِش تسأل عني، مفكرتش حتىٰ تبُّص وراك، جاي بعد سِت شهور؟ يعني ١٨٣ يوم! تخيَّل مِمكِن يتغيَّر فيهُم إيه دول، كام شخص حييِّ وكام شخص مات! 
إتنهِد:
– أمشي يا زين.
بَصِلنا بَصة أخيرة وبعدين ابتسَـم بِهدوء:
– أنا ماشي، بَس مُمكن تسامحوني! أتمنَّىٰ تكونوا كُلكم بِخير ومبسوطين.
مِشي، بعد صِراع بين روحنا كلنا مِشي.. رجِع حيِّ شيء حاولنا نعديه وبعدين مِشي، بَس لِلحق! لُه كُل الحُب والشُكر والتقدير.. أكدِّلي إني بحب مُراد.
***
– أعااااا بولاادد
كان بيجري بيَّا وأنا بصوَّت وعُمر وروكَان بيجروا ورانا.
– ولدوها بسرعة بسرعة…
الدكتور بَصله:
– طيب أخرُج برا حضرتك!
– لا لا هقف معاكم.
بَصِله ورفع حاجبه:
– برا بقول..
لسه مكملوش كلامهم سِمعنا صوت صويت:
– عُمااااااااررررر..
مُراد بَص برا وجِري، بقىٰ واقِف في النُص بيبُص عليَّا شوية وعلىٰ روكان شوية، أنا أصوت وهيَ تصوَّت.
– واااااءءء.
– وااءء!
ضحِكنا عليهم وهُم بيعيطوا.
– أدهم!
ضحِكت بِخفة:
– أيوه أدهم.
روكَان بَصِت لِعُمر بِهدوء:
– هسميها مَريم.
باص جبين البنت:
– أحلىٰ مريم.
“رُب أنَّ الخيِّر كان بِك، ولكَ ومعكَ.. فأنتَ قدَّري ونصيبي.”
تمت
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!