Uncategorized

رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

إجتمع “زيد” بكامل أسرته فى غرفة الضيافه وقد إذداد دهشه من حضور “بلال” بينهم رغم عقابه 
تحاشى النظر  تجاه “جده فايز ” الذى ترأس الجلسه خشية من رؤيته غضبه الذى بات يكنه له بعد آخر 
لقاء بينهما وأثر المشادات بينهم لازل قائم لكنه لم يمنع نفسه من السؤال عن سبب حضور “بلال” بينهم :
_ بلال إنت جيت إزاى ؟
كان “بلال” متردد فى إجابته يخشى أن يتلفظ بلفظ قد لا يعجب جده ويقلب الأمر ضده،  بعد ثوان 
أجاب بشكل متقطع :
_ بابا ..جابنى 
نظر “زيد ” بإتجاه عمه “عماد” والذى لم يغفل عن إغاظته بقوته ونفوذ قراره فى هذا المنزل ليشعره 
بالاقليه وعدم الاهتمام بنظراته الهازئه والمعتده بنفسه ظل يبارزه “زيد” بعيناه  ولم يزيح  نظره عنه 
حمحمت جده “فايز ” جعلت “عماد” هو من يلتف عنه خشية من ملاحظته للامر،إنتبه الجميع 
وتأهب  لحديثه لقد إتضح من إصراره على جمعهم أن الامر هام للغايه إعتدلوا فى جلستهم حيث 
بدأ حديثه بإسم بلال بضيق :
_ بــلال … عايز يصلح غلطه 
إرتعب “بلال” من نطق إسمه فى بادئ الحديثه وكأنه سيصدر عليه حكم الاعدام ،سكت “فايز” قليلا 
 ليجذب إنتباه “زيد” كان يتمنى أن يشاركه فى هذا القرار لانه كان الوحيد الذى علم برغبة والدها
 فى زواجها تمنى لو أنهم ليسوا على خلاف ليتشاور معه   كما إعتاد ولأنه يعجب 
كثيرا بطريقه تفكيره ، لكن خرجت الامور بينهما عن السيطره وسيعرف برأيه امام الجميع  .
أكمل وهو يسحب انفاسه بهدوء  :
_ عايز يتجوز بنت عمه وإحنا كلنا عيله مع بعضنا كل واحد يقول رأيه  وكويس إن “صبا” مش موجوده 
عشان كل واحد يقول رأيه بحريه من غير ما نجرحها وكمان ما حدش يبلغها حاجه من بعيد أو قريب 
كان يشدد من كلماته وهو ينظر إلى “ونيسه” ثم  أنهى حديثه بـ :
_ نبدأ بـ يحيى 
إذدراء “زيد” ريقه وهو يراه يتجاهه متعمدا ويعاقبه  بتهميشه وهذا ما لاحظه الجميع لقد كانت 
الاولويه دائما ل”زيد” لكنه تماسك حتى يشمت به أحد .
بالنسبه ل “يحيى “نداء جده له وإفتتاح  الجلسه بإسمه وأخذ رأيه شئ عظيم بالنسبه له جعله يشد ظهره
ويشعر بحجم كبيرومكانه هائلا كانت من قبل لأخيه الأكبرإبتسم وهو يجيب فى سرعه :
_ طبعا موافق الف الف مبروك يا اخويا 
لم يعجب” فايز” حماس “يحيى” فى إجابته فهو يثبت أنه لازال صغيرا على التفكير بحكمه والتريس 
فى أخذ القرار ،ارتسما على فمه  ابتسامه صغيره  وغير نظرته بإتجاه “عماد” وهتفت :
_ طبعا الفكره فكرتك فإنت ما عندكش مانع 
هم ليجيبه “عماد” لكنه تجاهله وسأل “ونيسه” ببرود :
_ وإنتى يا ونيسه رائيك إيه ؟
طرح سؤاله وهو يعرف إجابته فهى  كانت تتململ فى جلستها لتتمالك نفسها من إعلان رفضها 
القاطع  حتى عن  طرح الموضوع ولن تبدل كلماتها مهما حدث أجابته بوضوح :
_ مش موافقه  وعمرى ما هوافق ولوحكمت إنى أطلق من …….
قاطعها “فايز” بصوته الحاد والغاضب:
_ ونيسه…. سألتك عن رائيك وبس  الجواز والطلاق مش على كيفك 
إذدرائت ريقها وإبتلعت لسانها فهى تعرف جيدا ان حتى أمنية خلاصها لن تحققها وليس لها يد بالامر 
مَن تتزوج من عائلة الواصل لا تكون سوى دميه بيد “فايز الواصل” وجودها تماما يلغى .
بقى “زيد” صامتا يدعى الثبات وهو بداخله يخشي إلتفاته جده لمحادثته، تأخر فى توجيه الحديث له وبقيت
نظراته معلقه إلى “ونيسه” مما جعل “زيد” يرفع وجهه بإتجاه ليتأكد أنه لم يتجاهله وعلى فجأه ودون أن 
يتوقع نظر تجاه ووقعت عينه فى عينه الحاده لم يرمش له رمش وهو ينظر إليه، تبادلوا النظرات  معا 
بصمت خيم على الجميع حتى بات الكل يعرف أن “فايز” على خلاف واضح مع “زيد” ومابقى للشك مكان 
ثوان مرت كالدهر حتى نبث فم “فايز” بسؤلا مقتصر بإستياء :
_ وإنت ؟
عبث قليلا بخصلات شعره المتدليه على وجبهته ليعيدها للخلف ثم أومئ رأسه بهدوء وأجاب دون أن يترف له جفن :
_ موافق طبعا الف الف مبروك يا بلال 
لكم جده الارض بعصاه الذهبيه معلنا غضبه من إجابته هو الوحيد الذى كان ينتظر معارضته 
لعلمه السابق بأن والدها يريد إختيار زوج مناسب وبلال غير مناسب بالمره ،إجتاحه غضب 
من سلبيه “زيد” وعدم الوقوف بصفه كما إعتاده ،أنتبه الجميع لهذا الغضب وأصبحوا فى قلق 
مما ينوى “فايز الواصل ” هذا  الذئب الهَرم ،صاح بإنفعال :
_أغبيه كل اللى قال موافق غبى 
صعق كلا من “عماد” وبلال ” أما “زيد” فكان غير مهتم بينما “ونيسه ” بدأت تطمئن أن رغبتها 
ستٌنفذ لذا إبتسمت وإنتظرت مرور العاصفه بصمت 
إسترسل “فايز” غضبه وهو يقول ل”بلال ” بحنق :
_ صبا عايزه حد اقوى منها عشان تسمع كلامه وتبقى تحت طوعه وإنت يا بلال ومن غير مجامله 
عيل وأى كلمه توديك وتجيبك  مش أجوزهالك وأبقى خسرت راجل لانها هتعرف تقوم بالدورين 
إنفجر الدم فى وجه “بلال” وهو يستمع إلى رأئ جده الصادم به  لم يرفضه فقط بل قلل من شأنه 
فتمتم متعلثما :
_ يــعنى …إيــ…ـــه ؟
ضيق “فايز” عينه ليوضح بإشمئزاز :
_ يعنى اللى سمعته …صبا أرجل منك خاصتا بعد الموقف إللى عملته معاها  انا روحت شفت 
كامير المحل يومها وشفت إتصرفت إزاى 
هى لما حست إن العين عليكم  خافت ومشيت إنما إنت كنت عارف إللى هيحصل وأخدتها 
تدخل “عماد” بقلق من قرار “أبيه” القادم :
_ يا حاج بس ,,,,,
قاطعه بشراسه :
_ مافيش كلام تانى وإذا كان على إبنك خليه فى حضنك بس قوله يحترم نفسه ويحترم البيت 
اللى هو فيه 
كادت “ونيسه” تقفز من الفرحه لموافقه الاخيره على بقاء والدها ونجاحها فى إقصاء فكره 
زواج والدها من أخطر إمرأة تعرفها 
إلتف “فايز” لينهر “زيد ” بحده :
_ وإنت كمان ما كنتش عارف كدا ولا خلاص ما بقتش عايز تبقى كبير العيله دى ؟
مط “زيد” شفاه ليرد بـ دبلوماسيه  رهيبه :
_ اللى تشوفه يا جدى أكيد انت عارف أكتر مننا كلنا وكلمتك تمشى علينا كلنا 
نبث فم “فايز” بإبتسامه ساخره وهو يرد عليه بضيق من إستمرار جفائهم :
_ كنت بحسبك أعقل من كدا 
ثم زعق بغضب ساحق:
_ كلكم ما بتفهموش كلكم ما عندكوش عقل 
إستمتع “عماد” بالمشاده التى بينهم  متجاهلا صياح والده فيهم كلهم لكنه كان متأكد انه يقصد 
“زيد” تحديدا ولم يهبأ بزيجه إبنه  من “صبا” فلم تكن غايته الزواج بل بقائه بالمنزل 
إستعد “زيد” للنهوض وهو يستأذن بإتزان :
_ ممكن أطلع انام ؟
رمقه “فايز ” بحنق وصاح بضيق لم يختفى :
_ كلوا هيطلع ينام… مــعـــادا إنــــت !
عض طرف شفاه وهو ينظر إلى جانبه متفاديا نظراته الحاده وقسوته الموجهه إليه دونا عن الكل 
نهضوا جميعا  وخلت القاعه إلا من “زيد” وجده “ساد الصمت بعدما إختفى صوت أقدامهم 
وأصبح  المكان آمن  تماما لحديثهما بدأ  نهض  “جده “من مكانه ووقف بوجه وهم  بالحديث 
معاتبا إياه :
_ هااا نويت تصغر بنفسك 
يعرف إلى ما يرمى لكن التقليب فى الذكريات الماضيه كان يؤلمه خاصتا أنه إنتظر منه أن يراعى 
مدى جرحه من فعلت عمه وكذلك إتباع اومره فى عدم إخبار والدته بالامر وحفظ السر
زفر أنفاسه فقد كان على وشك الاختناق من ذكرياته المؤلمه التى عانى منها وحده ،فى نفس الوقت 
كان مجبر على إجابة “جده ” حتى يكتفى من نظراته الائمه التى يرميها إليه  فقال بصوت متعب:
_ أنا ما كانش اقدر أرفض قدامهم لو رفضت اخويا هيزعل منى وعارف إنك مش هتوافق
فسيبت حضرتك تتكلم كلامك هيكون مقبول . 
كان “فايز” غاضبا من نفسه لاخبار “بلال ” بحقيقته أو بنظريته  بهذه الصراحه التى تجرج 
وأيضا غاضب من “زيد” الذى لم يسانده فى قراره أمامهم حتى لا يضطر لجرح مشاعر حفيده 
إستدار عنه وهو يهتف بلوم :
_ ولو كنت إديت أى حجه إن شاء الله حتى دراسته كنت خففت عنى إنت عارف إن ابوها عايز يجوزها 
وسايب الموضوع فى رقبتى أنا 
حرك رأسه ليوافقه الرأى وهو يجبيه :
_ عارف وعارف كمان إن بلال ما ينفعش وإن عمى حسين لو صدر منه شئ هيلومك إنت 
فى الآخر 
أشار إليه “فايز” وقد نبث فمه بأبتسامه ماكره :
_ بس انا إختارتلها عريس حلو 
عاينه “زيد” بقلق وسأله مستفسرا :
_ مين دا ؟
إمتنع عن إجابته وقال :
_ لما ترجع لعقلك هبقى أقولك 
سأله “زيد” وقد تضاعف القلق بداخله من أن يزداد الخلاف بينهم فيخسر “جده” للابد 
وهو الذى يعتبره أبيه الروحى وسنده فى الحياه :
_ وإنت عايزنى أرجع لعقلى إزى يا جدى؟ 
بدى كمن وضع له الفخ ليخبره ببساطه  وبجديه :
_ تسمع كلامى   يا تتجوز نهى يا ترجع “مريم”  لستها
كاد أن يفلت غضبه أمامه فهو يعلم أن الحالين غير مناسبين له فهتف وقد نفذ صبره:
_ تانى ياجدى الموضوع دا مش هيتحل بالطرقتين  دول …وبعدين إشمعنا انا مارضيتش 
ترجعنى لستى ورفضت أتربى بعيد عنك ولوقتى عايز مريم تخرج برا بيتك وتتربى بعيد عنى 
اجابه بضيق من معانده رأسه اليابس الذى يتعبه فى الفتره الأخيره :
_أمك ضحت عشانك إنت كمان عايز مريم ضحى عشانها 
صاح بضيق :
_ انتحر يعنى 
صاح به جده يسأله  :
_ هو جوازك من نهى إنتحار؟ 
بادله  “زيد” السؤال بسؤال :
_ هو إحنا لسه هنعيده ؟
إصتدم بأعين جده الغاضبه فهدء من نفسه حتى لا يغضبه من جديد لكنه لن ينفذ ابدا رغبته 
فى الزواج مرة اخرى  من أى إمراه كانت  نظم أنفاسه حتى يسيطر على إنفعاله وقال بهدوء :
_ خلاص سيب الموضوع على جنب … مين العريس اللى اختارته لصبا ؟
لوح له دون إهتمام وقال بغموض :
_ هتعرف لما يجى يتقدم وان شاء الله هيجى قريب 
زفر “زيد” ونهض من مكانه يبدوا أن “جده” لن يرضى عنه إلا لو نفذ  رغبته من “نهى” وهذا
 لا ينوى فعله مما يوحى أن خلافهم سيظل ممتدد لفتره طويله 
______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____
“فى اليوم التالى فى بيت حكيم “
إجتمعت “صبا” من جديد على طاولة الافطار معهم لكنها كانت غاضبه من إيقاظها فى الصباح 
الباكر فهى لاتحب هذا  ولم تعتاده وضعت يدها على وجنتها وهى تشعر بالنعاس يثقل رأسها
 كان “حكيم” يلاحظ هذا مما جعله يهتف مرفقا بها :
_ بتصحيها لي يا بثينه كنتى سيبها لما تصحى وتفطر براحتها 
هدرت “بثينه ” بفظاظه :
_ واحضرلها فطار تانى مخصوص هو انا كنت هشتغلها خدامه ولا ايه؟
صوتهم جعل “صبا ” تتملل بضيق فى جلستها بانزعاج من ردود عمتها الغير مرحبه 
اصدرت صوت إعتراض بفمها سبق قولها :
_ تؤ …خلاص انا كدا كدا همشى بكرا كفايه لحد كدا
اسرع “حكيم ” بالتغطيه على حديث زوجته فقال مبتسما :
_ لا  تمشى إزاى؟ عمتك ما تقصدتش هى بس عشان إيد لوحدها فهى بتتعب معانا 
نهضت “صبا” من مكانها وهتفت دون اكتراث:
_ انا هطلع انام مش عايزه افطر إبقوا صحونى ع الغداء 
غادرتهم فهتفت “بثينه” بصوت جهور قاصده أن تسمعها :
_ يا سلام دا فعلا هبقى خدامه ليها 
اشار “حكيم ” لها بالسكوت محذرا اياها من إزعاجها حتى يصل لمبتغاه ثم اشار إلى إبنه 
“عامر” الذى كان منهمك بتناول الطعام وقال :
_قوم وراها صالحها 
نهض “عامر” يٌعدل من قميصه  ويجذب ياقته بتفاخر ظنا منه أن يستطيع أن يوقع بها فى كلمه واحده 
 وتبعها حيث غابت باصرار .
وصلت “صبا” إلى باب غرفتها وهمت لتفتح الباب فمنعها نداء “عامر ” بـ :
_ صبا إستنى عايزك 
إلتفت بإتجاه وقد لاحظت إبتسامته الغريبه التى تعتلى وجهه دون سبب واضح لكن أثار النعاس 
كانت اكبر من أن تحاول فهم سبب ابتسامته 
وقف قبالها دون أن تختفى ابتسامته ليقول :
_ ما تزعليش من امى هى فرحانه بيكى بس مش بتبين وانا كمان فرحان بيكى وابويا 
أومأت دون إهتمام واستدارت نحو غرفتها فأسرع لإيقافها :
_ مش هتمشي مش كدا دا انا حتى مش رايح الشغل عشانك 
وضعت يدها على كتفه لتربت بهدوء وبعفويه لا تقصد بها شئ:
_ لاء روح إنت شغلك انا عايزه اقعد مع نفسى 
أعجب بشده بوضع يدها على كتفه وظن   أنها تفاعلت معه بل ورأسه ذهبت بعيدا 
قال متحمسا :
_ لاء إنتى إدخلى نامى وأنا هستناكى تصحى براحتك إن شاء لبكره 
لم يكن لديها طاقه لمجادلته فإستدارت عنه لتدخل غرفتها دون إجابه يفعل ما يفعله المهم أن يتركها 
تنام الآن …
______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____
“فى قصر الواصل “
بكاء “مريم ” لم يهدا من الأمس ترفض بشكل غريب أى مصالحه من “زيد” وأى لعبه مزاجها 
سئ حتى انها طوال اليل تبكى دون سبب مما جعل “زيد” يستيقظ باكر ويبدل ملابسه ليذهب بها إلى 
الطبيب حملها بين ذراعيه وهو يسألها بإرهاق :
_ مالك بس يا مريم ؟
لم تكف عن البكاء فزاد شكه أنها مريضه بالفعل ظل يتحسس جبهتها وبقلق ويجب نفسه :
_ إنتى مش سخنه اومال فى إيه ؟
طرقات الباب ملئت  الغرفه فناد :
_ إدخل 
ولجت “نجلاء” إليه وقد إستمعت إلى صوت بكاء مريم من قبل أن تدخل وعندما رأته يرتدى 
ملابسه ضرب قلبها الخوف أن يتركها بهذه الحاله معها وتقضى اليوم كله فى عذاب بكائها 
فسألته بقلق :
_ هو حضرتك هتمشى ؟
نظر بإتجاه “مريم ” وهتف بإستياء:
_ هأخد مريم واروح للدكتور مش عارف مالها طول اليل ما نيمتنيش 
نظرت “نجلاء” بإتجاهها وقالت بتاثر :
_ مش عارفه مالها من إمبارح من ساعة ما ست صبا مشيت وهى مزاجها مش رايق
إستمع “زيد” إلى إسمها وومض فى رأسه سريعا الاجابه لقد تعلقت مريم بصبا وهذا 
أسوء ما قد يصيب طفل يتيم، دس يده فى خصلات شعره ليرفعه للاعلى ويؤنب نفسه  كان عليه
أن ينتبه إلى هذه النقطه ولن يترك ابنته فى يد شخص مؤقت تعتاده فيرحل وصبا كانت أكبر خطأ 
خرج من الغرفه وهو يحملها بين يده ويحاول جذب إنتباها إليه بالحديث :
_تعالى يا حبيبة بابا نروح نتفسح بالعربيه ونجيب لعب ماشى يا مريومه 
لم تستجيب ابدا وظلت على نفس حالتها فقرر ان يتاكد إن ما كانت مريضه أو بالفعل تفتقد صبا 
______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____
“بعد ساعات” 
فتحت “صبا” باب غرفتها ترتدى عبايتها السوداء ذات الاكمام المربوطه تتزين بزينه رقيقه 
وتضع عطرا فواح لم تترك شئ إلا وأعطته حقه ووقته فى إصباغه وإظهاره بالشكل المثالى 
وما إن خطت إلى الدرج حتى وجدت “عامر” خلفها يهتف بفرح :
_ اخيرا صحيتى 
فزعت من ظهوره المفاجئ وصاحت بخوف:
_ خضتنى 
ابتسم لها وقال دون إكتراث :
_ المهم إنى لحقتك 
حركت رأسها واجابته بتعجب :
_ يعنى انا كنت هروح فين ما انا  قاعده 
وضع يده على كتفها ليقول :
_ انا عارف انك مش هتروحى بس انا كنت قاعد عشانك 
لاحظت يده الممتده فأزحتها بيدها وهدرت بتشنج :
_ ياريتك ما قعدت 
ضحك بصوت عالى غير مهتم بحديثها، تجاهل تماما نبرة الرفض التى بين السطور 
وهتف وهو يضع يده على ظهرها  :
_تعالى نقعد مع بعض شويه 
رفعت إحدى حاجبيها من إصراره على استخدام يده ودفعته بعيدا عنها وصاحت به :
_    مش عايزه اقعد معاك 
كاد ينفعل من اسلوبها الفظ معه فسأل بضيق :
_ وانا اقعد مع مين بقولك قاعد عشانك ؟
طوت ذراعيها امام صدرها وهتفت ببرود وتشنج  :
_روح اقعد مع امك 
صرعلى اسنانه فتركته وغادرت لتذهب إلى مقدمه المنزل وتجلس فى الهواء الطلق 
الذى جربته من قبل تبعها “عامر ”  مصرا على التقرب إليها لكنه كان متعجبا من 
معاملتها الجافه بعكس الصباح  لم يفقد الامل لكنه كان متعجل .
______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____
“فى سيارة زيد”
بعد كشف دقيق …
تأكد “زيد” من أن صحة إبنته على  ما يرام وأن ليس بجسدها ما يدعو لكل هذا الصراخ 
وبرغم من ذلك إذداد غبطه لم يكن بحسبانه ما حدث من سنوات وهو يشغل كل وقتها 
يتفهم حالتها النفسيه ومزاجها السيئ  لكن الآن بات عاجز تماما أمام حالتها الصعبه لم 
تلتفت لشئ ولم يغيرها شئ كلما عرض عليها لعبه أو حلوى تزداد فى البكاء ضمها إلى
 صدره بحنان وهو يحكيها متحيرا :
_ مالك بس يا حبيتى ؟
يخشى بشده ان يصيبها مكروه من كثرة البكاء رغما عنه تلفظ بما يفكر :
_ إنتى عايزه صبا ؟
إبتعدت عنه وكفت عن البكاء وتمتمت بتشنج وبصعوبه :
_ صاصااا  اممم صاصا 
إتسعت عيناها بذهول من تجاوبها معه وأيضا محاولتها الضعيفه بالحديث رغم أنها حتى الان لم تنطق 
بإسمه كان أقصى ما تقدمه كلمة بابا ،لم يجد مفر من اللجوء إلى “صبا “حتى وإن كانت رغبته بعدم الاقتراب
من “مريم ” حتى لا تكون العواقب وخيمه إلا أن رضائها الآن بات شبه مستحيل فكان عليه أن يرضح لطلبها 
حتى ولو على حساب نفسه أدار سيارته وإنطلق نحو جهتها دون أن يفكر مرة أخرى إبنته أكبر من كبريائه 
وأكبر من إحراجه أمامها بعدما تشاجر معها فى آخر لقاء.
______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____
“فى بيت بثينه”
قد إذدات غضبا وضيق من ضحكات “حكيم ” مع “صبا” وجلوسه المستمر معها فى مقدمه المنزل 
توشك على اقتلاعها من مكانها وإلقائها فى البحيره لتنتهى منها ومن شرها حاولت كثير فى كبج 
جماح غضبها تجاها لكن كانت تفشل حتى إنطلقت نحوهم بغضب عارم   لتجلس معهم بشكل 
مستفز وغاضب  نظرت “صبا” إلى حكيم ” بشك من تصرفها الغريب  فمط شفتيه بابتسامه
عاديه حتى تطمئن ساد الصمت حتى هتفت “بثينه” بحنق :
_ ايه سكتوا ليه ؟ 
تحمحم “حكيم” قبل أن  يجيبها  باللين :
_ عملتي لنا غداء ايه يا بثينه ؟
لم تهدأ من سؤاله  الذى بدى ودى وهدرت بإعتراض وعصبيه :
_ والله هو انا بقيت خدامه خلاص  
اشاح “حكيم ” بوجه عنها وهو يزفر ضيقه مستدعيا الهدوء لكنها لحقت بحديثها 
بمكر :
_ تعالى يا صبا اقفى معايا فى المطبخ 
لم تخفى “صبا” اعتراضها على ما تقول وهتفت فى جديه :
_ لاء طبعا انا مش بعرف اطبخ ولا بفهم فيه 
نهضت “بثينه ” من مكانها وامسكت بمعصم “صبا” قائله باصرار :
_ تعالى أعلمك 
جذبتها عنوه لتمضى الاخرى معها بانزعاج من تصرفاتها الغريبه والغير مطمئنه 
ولجت إلى المطبخ واشارت إلى الاطباق التى تحتاج إلى جلى وهتفت أمره :
_ ما بتعرفيش تطبخى إغسلى المواعين 
لم تخفى ايضا إشمئزازها وضيقها من كل هذا فهى لم تحب اعمال المنزل ولم تقبل فى يوم 
على آيا منها وكثيرا ما  عاقبتها زوجة ابيها لعدم الامتثال لأومرها إن تغيبت الخادمه عنهم 
فى يوم كانت تقبل بأى عقاب إلا دخول المطبخ والضرب ،دفعتها “بثينه ” فى كتفها كى تحسها 
على التحرك :
_ يلا خلصى عشان اعلمك الطبيخ
بدأت مرغمه فى تنفيذ ما قالته بضجر قد ظهر هذا التضرر على طريقة تعاملها مع الاوانى 
“بعد مده قصيره “
توقفت سياره “زيد” امام منزل عمته ترجل منها وهو يحتضن إبنته بين يديه وتوجه للداخل إستقبله 
“حكيم ” بحفاوة ظهرت فى صوته ويده الممدوده :
_ أهلا اهلا  نورت الدنيا كلها   عاش من شافك يا زيد 
بالداخل 
فور سماع إسم “زيد” وصوته تركت ما بيدها وفزعت للخارج تاركه عمتها تناديها 
بضيق :
_ يا بت  يا بت إ نتى  تعالى هنا 
ومع استمرار منادتها وعدم استجابتها وهرولتها السريعه للخارج جعلت “بثينه” تتبعها للخارج وهى 
تلعنها قائله :
_ يجيلك خابط فى دماغك  يا بعيده 
وصلت “صبا” إلى “زيد” وقد تأكدت من حضوره بأم عينيها لم تخفى ابتسامتها  وكأنه اتى خصيصا 
لنجدتها من هنا واتسعت ابتسامتها اكثر لرؤيتها “مريم” بين ييده  تحركت صوبهم بسرعه بالغه 
وبحماس شديد هتفت  :
_ انت جيت ؟
رفع أحد حاجبيه واجاب مستنكرا :
_  لاء لسه ما جتش هو إنتى كنتى مستنيانى ولا حاجه ؟
أدركت بلاهة سؤالها وعدلت من طريقتها لتهتف :
_ لاء بس….
قاطعتها “مريم” التى إلتفت على إثر صوتها وغادرت حضن والدها لتقفز إلى احضانها تلقفتها “صبا” 
بسعاده ورحبت بضمتها برفق وحنان إلى صدرها وهى تقول :
_ وحشتينى 
شعر “زيد” بالراحه عندما إستكانت طفلته بعد بكاء طويل .
______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____
“فى المساء”
إتصلت “ونيسه” ب”بثينه” لتزف إليها البشرى والتى استقبلتها وبثينه بسعاده:
_يا الف بركه يا الف بركه والله اخويا عماد ما طلع سهل وعرف يجيب بلال تانى 
صوت “ونيسه” كان مبتهج وهى تحادثها :
_دا انا كان قلبى هيوقف لو كان ابوكى وافق على جوازه من بنت بشرى 
وكأنها  تذكرتها فسألت عنها :
_ الا بصحيح عامله ايه عندك 
زفرت “بثبنه” بضيق :
_ على اخرى حكيم قاعدلها فى البيت الموضوع دا مضايقنى 
صاحت الاخرى معترضه:
_ ما تفتحى عينك انتى تايه عن بشرى ووساوسها ودى بنتها دى لعنه زيها ربنا ينجينا منها ويعدى 
مدتها بسلام 
قالت “بثينه ” بشرود :
_ مدتها شكلها قاعده على قلبنا طول العمر
لم تسمعها “ونيسه ” جيدا فسألتها بصوت عال :
_ إيه بتقولى ايه ؟
إنتبهت “بثينه” إلى ما تقول وغيرت مجرى الحديث لترد عليها بإعتدال :
_ بقولك أهى ملهيه فى “مريم” بنت زيد ” من  الصبح 
صاحت “ونيسه” بدهشه وقد غزاها شك عميق :
_ إيه اللى جاب زيد ومريم عندكم ؟ دا كان رايح يوديها للدكتور
أجابتها “بثينه” يغير إهتمام :
_ وانا إيه عرفنى هو إبنى ولا إبنك عموما هو جاب البنت ومشى وقال لحكيم هيجى ياخدها باليل 
وهو راجع من الشغل   
هتفت “ونيسه” وقد إتضح على نبرتها الضيق :
_ ماشى خلاص هو حر يعمل اللى يعملوا 
أنهت معها المكالمه سريعا وظلت “بثينه” مكانها تنقر بأصابعها على يد الكرسي الذى تسند عليه 
تفكر فى عرض “حكيم” وفكرة زواج صبا  لإبنها نعم الثروة شئ مغرى ووهبها أفضل الاماكن فى المدينه 
سيجعل الجميع يتسابق لخطبتها لكن هى الوحيده التى لا ترغب بها لا تفكر بالعقل ابدا 
إنما تغلبها عاطفتها والكراهيه تعمى عيناها كانت تبغض أمها أشد البغض وأتت نسخه ثانيه 
منها أشد فتنه وأكثر عنادا ومؤخرا إذدات نفوذا .
أنتفضت من شرودها على ضحكاتها المجلجله “هى ومريم” التى تصدح بأركان البيت ،إشدد غضبها 
فور سماع ضحكاتها وكأنها تخبرها انها دوما ستكون الرابحه .
___________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد __________ 
“فى المساء” 
تجهزت “صبا” لترحل فوروصول “زيد” ومع “مريم ” مهما كان وضع القصر هناك فهو أفضل 
من الوضع الممل الذى شهدته هنا وخاصتا محاصرة “عمتها ” لها طوال الوقت .
حملت حقيبتها وحدثت “مريم” بمرح:
_ يلا بينا نرجع البيت 
كانت تقفز الصغيره دون حديث لتعلن موافقتها دون نطق ،لكن أصرت “صبا” على نطق الاجابه 
لذلك حفزتها بطفوله “مريم” :
_ مريم بليززز  قولى أى حاجه 
طالعتها الطفله بأعين متشتته فكررت “صبا” محايلتها :
_ أرجوكى قولى ماشى أوكى  أى حاجه ,,,
ومع إستمرار صمتها هدرت “صبا” بتحذير :
_هزعل  منك 
دقيقه كامله قضتها فى صمت ثم هتفت متعلثمه :
_ أوكى
قفزت “صبا” من مكانها وهى تصفق بسعاده لتحفزه أكثر بتشجيع :
_ شطورره  مريم حلوه وشطوره    حلوه حلوه 
ظلت تقفزبمرح ومريم تتفاعل معها وتكرر كلماتها التى أعجبتها :
_ أوكى أوكى أوكى 
وهذا ما جعل “صبا” تقفز اكثر وتسعد بتفاعلها صوت بواق سياره “زيد” العالى 
جعلها تهرول وهى تقول بحماس:
_ بابا جه  
سريعا امسكت حقيبتها وهرولت وهى تمسك بيد “مريم” وركضت فى الرواق 
وخطت على الدرج بسرعه هائله لتتقابل معه عند المدخل وسط دهشة “بثينه” وحكيم ” وعامر”
الذين كانوا مجتمعين فى الخارج ضم “حكيم” حاجبيه من رؤية  حقائبها التى تحملها والتى تفضح 
عن نيتها فى المغادره ،فسأل بإندهاش :
_إي دا يا صبا إنتى ماشيه ولا إيه ؟
كانت تنظر بإتجاه “زيد” وإبتسامتها البلهاء  التى لا سبب لها مستمره لم تحيد عنه وهى ترد :
_ لاء أنا هروح مع زيد 
مسح “زيد” طرف أنفه وأشاح بوجه عنها وهو يتمتم فى نفسه بضيق :
_ آه يا هبله هتشبهينا 
نظرت “بثينه ” بإتجاها وقالت بتعجب :
_ فى إي يا بت بشرى مالك ؟
إلتفت لها لتقول بضيق وتحدى :
_ إى هيكون فى إيه ؟عايزه أمشى 
 تدخل “عامر” ليحادثها بلطف :
_ إحنا لسه ما شبعناش منك يا صبا كنتى اقعدى شويه كمان 
رمقه “زيد” نظرة ساخره لا يعرف لها سبب لكنه شعر بالضيق الطفيف 
تمسكت “بثينه” بيدها لتدفعها للداخل قائله بحده :
_ لاء هتقعدى إمشى إدخلى جوا 
أبت التزحزح ودفعت يدها عنها بعنف وهى تقول بإصرار :
_ لاء مش هدخل أنا همشى مع زيد 
إحتدت “عمتها” من إصرارها فى المغادره دون رغبتها فأمسكت ذراعها وأدرت أطرافها لتؤلمها 
بغل وهى تقول من بين أسنانها :
_ قولتلك خشى جوا 
صرخت “صبا” متألمه من قرصتها المباغته :
_ أأأه ايدى إيدى 
أثارت إنتبه “حكيم وعامر ” متسائلين بقلق :
_ مالك يا صبا ؟
_  فى إي يا بنتى ؟
تفحصها  “زيد” جيد ليحاول فهم سبب صراخها 
وسارعت “بثينه” لتغطى على فعلتها :
_ أيوا أيوا إتكهنى بقى 
نظرت “صبا”  لها وقد إتسعت عينها بدهشه من تحولها وكأنها لم تفعل شئ، وغده تكذب
بكل صدق هتفت بحنق :
_ انا بتكاهن إنتى ….
قاطعتها “بثينه” لتقول ببرائه :
_ يا بنتى مش شايفه إنتى بتعملى إيه ؟ هو حد زعلك دا إحنا شيلينك  على كفوف الراحه 
وأضاف “حكيم ” :
_ والله دى منورانا 
صرت “صبا” على أسنانها من فرط كذبها لم تسعى لتوضيح موقفها ولم تريد أخذ حقها الآن 
هتفت بصوت واضح وبإصرار شديد :
_ أنا عايزه أمشى ..عشان انا عايزه كدا حد عنده مانع 
اشار “زيد” لها لتبعه دون إضافه شئ، تبعته بهدوء وبيدها مريم لايهم ما حدث من قليل المهم 
أنها حصلت على ما تريد إستقلت سيارته وجلست بالامام ووضعت “مريم ” أعلى قدميها وضمتها 
إليها بعمق وكأنها  تدفن وجعها والمها بها ،دقائق حتى جلس “زيد” جوارها  فإبتعدت عنها وحتى لا تبكى 
امامه أمسكت هاتفها لتفتح لا ئحه الموسيقى وتضغط على احدهم :
_ مجنون ودماغى طاقه هربانه منى يا بروا 
وبدأت تندمج معها “مريم” وتتحرك امامها وتحرك يدها للاعلى ، فنفض “زيد” رأسه بيأس من جنونها 
ولم يمنعها هذه المره بسبب “مريم” التى تتفاعل معها بسعاده لم يراها من قبل ومع حركاتها العشؤائيه 
إنكشفت ذراعيها لتظهر العلامه الزرقاء التى تسببت فيها عمتها 
لاحظ أثناء إلتفاته بقعه شاذه عكس بشرتها البيضاء تواسط ساعدها  فتسأل بدهشه ودون أى تفكير :
_ من إى اللى فى دراعك دا ؟
إرتبكت من مباغته ورفعت اكمامها لتغطى ما ظهر منها وتحاول تجاهل السؤال بالكامل هى أيضا غاضبه
منه ومن أسلوبه الفظ فى معاملتها  فى آخر لقاء بينهم طال صمتها لتعطيه أجابه دون نطق أنها لن تحادثه 
بسب شجاره الذى دفعها لمغادرة المنزل عادت للرقص  مع “مريم ” وتجاهله  ليزفر بضيق من صمتها
 لأول مرة يريد أن يحدثها ولأول مرة يفتح من جهته حديث فقال بجديه وهو يتمسك بالمقود ويقبض عليه بشده :
_عرفت إنك زعلانه عشان كلمتك بطريقه وحشه بس أنا ما فهمتش سبب جملة “أنا وأخويا على إبن عمى “
اللى قولتيها من غير داعى 
شعرت بالغضب  إجتاح قلبها وظهر هذا بسهوله على صفحة وجهها فإندفعت بوجه تصيح بلا توقف:
_ عشان أخوك قالى إنكوا مش عايزنى وأمك كمان بتقول عليا شر واللى عامله فيها عمتى وعزمانى عندها 
عملتلى أوحش معامله واللى فى إيدى دا منها ولما صرخت ما كنتش بدلع كان بسبب ضوافرها  اللى غرستهم 
فى إيدى أنتوا كلكم  بتكرهوا امى لكن ربنا بلاكم بالأدهى منها  ولو عايزين تنتقموا منها فيا هنتقم أنا منكم كلكم 
واللى يجى على سكتى يستحمل.
ضم حاجبيه وإستنكر عدائها الشديد رغم أن كل ما قالته مؤلم ،لكن طريقتها كانت خاطئه تماما ومع الشخص الخطأ
اوقف السياره بشكل مفاجئ لترتطم بكامل جسدها للامام لكنها تداركت الأمر سريعا  لتضم “مريم” إلى أحضانها 
حتى تفاديها من هذه الصدمه القويه التى من الممكن أن تؤذى رأسها صرخت بإسمها فى فزع :
_ مريم 
فأطفأت كل نيرانه التى إشتعلت بسببها وأوشكت على إلتهامها إذدرء ريقه ليسيطر على إنفعاله عندما وجدها تحتضن
“مريم” بين ذراعيها وتميل برأسها فوفها حتى لا تتأذى هدء تماما وإنتابه القليل من تأنيب الضمير على فزعها 
فسأل بهدوء :
_ إنتى كويسه ؟
نظمت أنفاسها وإستعادت قوتها لتخبره بزنق :
_ ايوا كويسه 
رغم أسلوبها الفظ الذى يثير حفيظته إلا أنه سأل بلطف :
_ إتعشيتى 
فى التو شعرت بالجوع الشديد الذى كانت تدثره فى الغناء والصخب،لكن عزة نفسها منعتها فردت بضيق:
_ مش عايزه أكل 
نظر أمامه ثم رفع كتفيه وهو يقول دون إكتراث :
_ إنتى حره كنت هعشيكى بيتزا من اللى بتحبيها  
 عضت طرف شفاها وجاهدت أن لا تبدى تشوقها إلى هذا النوع من الطعام الذى إعتادته وأصبح بعيدا 
عن منتاول يدها  شعر بهاوتفهم شعورها دون أن ينتظر إجابتها تقدم بسيارته وهتف مبتسما :
_ مش مهم هجيب لمريم 
****************جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا يا سمينا أحمد **********
بعد مده 
عاد “زيد” إلى القصر وقد إشترى لهم “بيتزا” وتناولوها معا بالسياره اوقف سيارته 
وقال وهو يحاول لملمت ما بقى من حاويات :
_ عمرى ما أكلت  فى عربيتى بس عشان خاطر مريم 
التفت “صبا” له وهى تحادثه بسخريه :
_ على أساس إنك ما أكلتش معانا 
حرك رأسه وهو يجيبها :
_ كنت بجاملكم بس 
فتحت باب السياره وهى تردد كلماته بسخريه وتقلد صوته :
_ كنت بجاملكم  انت اكل تلاته لوحدك 
سمعها وهتف مستنكرا :
ـ البت بتعد عليا 
اتجهت نحو باب القصر الداخلى وهى تحتضن “مريم” وتلاعبها وتغنى لها بطفوله :
_ هنا مقص وهنا مقص هنا عرايس بترص 
كانت “مريم” تتفاعل معها بشكل ملحوظ وتنصت لكل ما تقوله بإهتمام ،ولجت للداخل 
ووجدت “ونيسه ” تجلس فى اريكاتها المعتاده وتحدق لها ببرود دون أدنى ترحيب أو حفاوه
 عيناها كانت تخبرها انها ترفض وجودها وايضا تتمنى عدم عودتها لكنها لا تحرك ساكنا 
كادت تتجاوزها وتصعد غرفتها دون محادثتها لكن صوت جدها العميق الذى نادها بحفاوة 
ودهشه فى آن واحد :
_ صبا حمد لله على السلامه 
توقفت ودارت على عقبيها لترد ندائه :
_ نعم يا جدو
إقترب منها وهو يخطو بخطوات مسموعه مستخدما عكازه الذهبى وسأل وهو يضيق عينه :
_ إيه رجعك بالسرعه ى من عند عمتك 
تعجبت من سؤاله لكنها اجابته بفضول :
_ أنت ما كنتش عايزنى أجى ولا إيه ؟
اشار لها بالجلوس وتجاهل سؤالها معبرا عن إستياؤه من إجابتها :
_ إقعدى 
اتخذت أقرب أريكه وضمت مريم إلى جوارها فى البدايه كانت قلقه من معاملته الغامضه 
لكن فور دخول “زيد” أمره هو الاخر بالجلوس جلس فى المقابل ثم جلس “فايز” هو الاخر 
سأله  بضيق خشية من أن يكون فعل هذا الامر دون علمه    :
_ إنت روحت جبت صبا ؟   
اجاب “زيد” :
_ لاء انا روحت لعمتى وبعدين صبا هى اللى قررت تيجى معايا 
سكوت “ونيسه” كان كالبركان الخامل غاضبه بشده من تصرفات زيد ومن عودة صبا 
خاصتا فى وجود ولدها “بلال” والذى تسببت فى نفيه 
تطرق جده إلى احاديث اخرى عن العمل فأصيبت “صبا” بالضجر ،اخرجت هاتفها وبدأت بإستخدامه 
لالتقاط بعض الصور مع “مريم”  والتى تحمست كثيرا التقطت صور عده باشكال مختلفه حتى استخدمت 
احد البرامج التى تضيف اشكال إلى الصور واستعملت هذا التطبيق المرح والذى يضيف اجزاء من الحيوانات للوجه 
طرق فى ذهنها فكره مجنونه أن تدير الكامير الخاصه بالهاتف تجاه الموجودين وبدأت بتغير الاقنعه والفلاتر
 على وجوهم هذا جعل “مريم” تطلق ضحكات عاليه أدهشت الحاضرين من الغير معتاد لمريم الضحك 
فكيف بكل هذه القهقات إستمرت “صبا” بتحويل الجميع إلى دمى  حيث إستخدمت تاج الورود إلى “زيد”
 وقناع الافعى ل”ونيسه ” والاسد كان من نصيب “فايز ” وعادت الكره بأشكال مختلفه لتضحك مريم وتعبث 
بوجوه الحاضرين قاطعها جدها فيما تفعل عندما شعر بعدم إهتمامها بما يقول كما انها 
تضج المجلس بضحكات “مريم” وتشتت إنتباهم ،ناد إياها :
_ صبا عايزه تطلعى تنامى؟…. إطلعى
همت بالنهوض وكأن جاء حكم البراءه بالنسبه لها ،أجابت بنبره يملؤها الارهاق :
_ ايو فعلا تعبانه جدا وعايزه انام  
سمح لها بأن حرك رأسه بالموافقه وعاد إلى “زيد” يحادثه عن إجرائات العمل وما ينوى “زيد” فعله 
وخطته فى فتح فروع اخرى لمعرض الاخشاب بمكان اخر أكثر حداثه 
***********جميع الحقوق محفوظه لدى  الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ************
صعدت “صبا” واتجهت نحو غرفة “زيد” لتترك “مريم” فى غرفته والتى بدى عليها هى الاخرى 
الارهاق والرغبه الشديده بالنوم مثلها تماما هذه المرة إقتحمت غرفته بإطمئنان واتجهت صوب الفراش 
لتضع “مريم” فوقه تمسكت “مريم” بعنقها فسألتها “صبا ” :
_انتى عايزانى اقعد معاكى كمان 
تؤمى “مريم” برأسها وبنظراتها البريئه دعوتا للبقاء بإغراء طفولى لايقاوم فصعدت إلى جوارها وأسندت
ظهرها الى الفراش ومدتت قدمها وامسكت الهاتف من جديد لتتصفح الصور التى إلتقطتها للجميع بالاسفل
 وتضحك هى و”مريم”  حتى غلبهم النوم وغفوا سويا و يد “مريم” متشبثه بعنق “صبا ” ساد الصمت 
وسقط الهاتف الى جوارها وإستسلمت “صبا ” معها للنوم دون الانتباه أنها إحتلت فراش “زيد” 
بعد مده …………………………’’’
دخل “زيد” غرفته  أوصد من خلف الباب  اخيرا سيرتاح من عناء طوال اليوم 
شرع فى فك أزرار قميصه لكن يده توقفت فجأه عندما تصادم بوجود “صبا ” فوق فراشه وبأحضانها
 “مريم ” أذهلته الصدمه ووضع يده بسرعه فوق جبهته 
ليفكر كيف سيخرج من هذه الورطه لحظات  أنقذ نفسه من هذا الشتات وإقترب بحذر منها ونادها بهدوء:
_ صبا …قومى 
لم يجد منها استجابه وكأنها فى غيبوبه تامه نقر بطراف اصابعه فوق كتفها وهو يقول :
_  مش هينفع تباتى  هنا فى الاوضه 
  التفت “صبا”  بإتجاه “مريم” وحاوطت كامل جسدها عندها أدرك هو انها لن تستجيب زفر بضيق 
من عدم استجابتها لكنه لاحظ هاتفها الملقى بإهمال إلى جوارها وصورته بأحد الاقنعه الغير مناسبه 
والمهينه له على سطح هاتفها امسكه بين يديه وتصفح سريعا الصور والتى التقطت له من قريب
وقد فهم سبب ضحكاتها هى ومريم بالاسفل عندها إشتعلت وجنتيه وشعر بالغضب من تصرفاتها الهوجاء 
والصبينيه والتى تدل أن تلك المرأة بعقل طفله فى عمر إبنته “مريم” صر على اسنانه وهتف متوعدا  :
_ ماشى ,,,,, باتى بقى هنا,,,,,,  إن مـا كـــنـت أطــــلـــع الـــبــــلاء عـــلـــى جــــتــتـــك 
يتبع…
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!