روايات

رواية تناديه سيدي الفصل الخامس 5 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي الفصل الخامس 5 بقلم شيماء الجريدي

رواية تناديه سيدي البارت الخامس

رواية تناديه سيدي الجزء الخامس

رواية تناديه سيدي الحلقة الخامسة

شركة إيهاب رأفت)
جلس ايهاب رأفت على مكتبه  يتابع أعماله وبينما كان يراجع ملف احدى صفقاته المشبوهة ارتفع رنين هاتفه نظر الى شاشة هاتفه ليجد رقما مجهولا  اجاب فى فضول ليأتيه رد المتصل عل الجانب الأخر وكان صوتا أنثويا جذابا
-الوو  حضرتك إيهاب بيه
-ايوة أنا مين معايا
-لما نتقابل النهاردة هتعرف
-نتقابل ع طول كدة
-أشوفك النهاردة الساعة 5 في ستاربكس بااااي
أغلق الهاتف وهو يفكر من تكون هذه الفتاة وماذا تريد منه؟
(الفندق)
فى صباح اليوم التالى استيقظت شمس وهى تشعر بسعادة كبيرة تغمرها فاليوم ولأول مرة منذ زمن بعيد ستداعب مياه البحر أصابع قدميها نهضت من فراشها لتتوضأ وتؤدى فريضة الصبح ثم ذهبت لتنتقى شيئا جديدا من الملابس التى أحضرها لها زيدان بتوصية من زياد
ختارت بنطالا باللون الزيتونى من القماش الفضفاض وكنزة  واسعة طويلة تماثله فى اللون وحجابا من نفس اللون ولكن بدرجة مختلفة  نظرت لنفسها فى المرآة وهى تشعر بسعادة كبيرة .
طرق الباب وعلمت دون أن تسأل أنه زياد فتحت له وهى تبتسم قائلة
-صباح الخير يازياد
دار زياد حولها وهو يطلق صفيرا طويلا ويتأملها بدهشة وإعجاب
-أنتى النهاردة حلوة أوي ياشمس
خجلت شمس وقالت :
-البركة في زيدان بيه كتر خيره
-يا خبر أنا كنت هنسى بابي بعتلك الفون ده بيقولك خليه معاكي عشان لو حصل حاجة أو تهنا من بعض
لم تصدق شمس نفسها فهى لم تحصل على هاتفا من قبل ولا تعرف كيفية التعامل مع هذا النوع من الهواتف الذكية ولكن زياد طمئنها بأنه سوف يقوم بتعليمها كيفية استخدامه ، تابعت شمس تصفيف شعر زينة وتجهيزها للنزول الى الشاطئ ، وبعدما تناولوا جميعا طعام الافطار حضر زيدان  لاصطحابهم ذهبوا معا سيرا على الأقدام فالشاطئ  قريبا من الفندق ، من يراهم معا سيعتقد أنهم أسرة واحدة فشمس كانت تسير وهي تشعر  بثقة كبيرة فى النفس  والفضل يعود لسيدها هى تعلم جيدا أنه أحضر لها كل هذه الملابس ليس شفقة منه عليها فهو رجل عملى وليس لديه مساحة لهذا النوع من المشاعر الانسانية ولكن بالطبع رجلا فى مثل مكانته يجب أن يحافظ على مظهره أمام الناس فحتى مربية أطفاله يجب أن تكون حسنة المظهر  ولائقة للظهور معه فى مثل هذه الأماكن . اخيرا وصلوا الى الشاطئ وكالعادة وجدوا أن زيدان  قد قام مسبقا بحجز المقاعد والمظلات أشار لهم بالجلوس ولكن زياد لم يستطع صبرا فأصر على نزول البحر قبل أى شئ
نظر زيدان  الى شمس قائلا :
-شمس خلي بالك من زينة كويس وماتروحيش بعيد
-اشمعنى زياد يابابي أنا كمان عايزة أنزل معاك
-معلش ياحبيبة بابي مش هعرف أخلي بالي منكم انتو الاتنين خليكي مع شمس وأنا شوية هطلع زياد وهنزل معاكِ
-لا عايزة أنزل معاك انت وزياد
اقترب منها وقد أخفض صوته قائلا :
-طيب ينفع تسيبي شمس لوحدها انتي عارفة هي بتخاف من المية ومابتعرفش تعوم خليكي معاها بقى و خلي بالك منها أوك
-أوك يابابي أنا هقعد معاها لحد ماتطلعو بس بعد زياد الدور عليا بقى
-حااضر ياقلب بابي
ابتسمت شمس لهذا الحديث الطريف وأمسكت بيد زينة وذهبت معها ليجلسا على رمال الشاطئ تلهوان معا ، رفعت بصرها لوهلة في اتجاه المظلة الخاصة بهم لتجد  زيدان يخلع قميصه ويلقى به على المقعد فأدارت زجهها سريعا متحاشية النظر إليه
امسك زيدان  بيد زياد وسارا معا الى البحر وبقيت زينة مع شمس على الشاطئ تلهوان وتصنعان قلاعا من الرمال .
(ستاربكس)
جلس ايهاب  رأفت ينتظر صاحبة المكالمة المجهولة وهو يتلفت حوله حتى فاجئه صوت من خلفه
-هاااي هوبا ، كنت عارفة إنك مابتقدرش تقاوم الستات و هتيجي جري
-مش معقول غادة هانم رشوان بنفسها إيه المفاجأة دي
-ازيك يا ايهاب أخبارك إيه
– أنا تمام بس إيه الى فكرك بيا أعتقد أخر مرة قولتيلي إنك مش عايزة يكون في بينا علاقة من أي نوع
-أنا قولت كدة
-إيه تحبي أفكرك ، فاكرة لما قابلتك في النادي و …
flash back
-ممكن أعرف إنت بتطاردني في كل مكان ليه
-ما قولتلك قبل كدة إني معجب بيكي وعايز نقرب من بعض أكتر
-إيهاب من فضلك إحنا كل علاقتنا ببعض إن ابن عمك متجوز أختي وبس
-طيب ما أنا عايز علاقتنا تبقى أكبر من كدة ياغادة أرجوكي إديني فرصة بس ،  أنا معجب بيكي جدا و من أول مرة شوفتك فيها ومش قادر أطلعك من دماغي
-الكلام ده تروح تقوله لواحدة من الى بتجري وراهم لحد ماتزهق منهم
-إنتي حاجة تانية ياغادة إديني فرصة واحدة وأوعدك إني هخليكي تحبيني
-حب ايه ياهوبا ، شوف بقى إحنا الاتنين عارفين كويس إن أنا وإنت مش بتوع حب ونحنحة ففكك بقى من جو الصعبانيات والرومانسية الخايبة  دي عشان مش لايقين عليك
-ده أخر كلام عندك يعني
-لا أخر كلام عندي إن مش عايزة يكون في بينا علاقة من أي نوع ولا حتى أصحاب وياريت بقى تحرمني من الصدف المترتبة دي عشان أنا زهقت ، باااي
flash back
-يااااه يا هوبا دا أنت قلبك إسود أوي إنت لسة فاكرهالي
-أديكي قولتي بنفسك قلبي إسود
-طيب خلينا نتكلم جد بقى ، أنا عايزة منك خدمة
-تحت أمرك يا برنسيس غادة خير
-عايزة أتجوز زيدان
-حد قالك إني مأذون
-مش عايزة استظراف أنا عايزاك تساعدني أتجوزه بأسرع ما يمكن في مقابل إني أخليك تاخد مصنع الحديد بتاع اسكندرية الى هتموت عليه إيه رأيك في الصفقة دي
-يا سلام ازاي بقى ، هو انت ِ هتتجوزيه ولا هتحجري عليه .
-لما أبقى مرات زيدان هعرف أسيطر عليه وعلى أملاكه أنا هعرف ازاي أخليه يثق فيا ويسلمني كل حاجة في إيدي وساعتها المصنع هيبقى بتاعك (غمزته بخبث) وحاجات تانية كتير
-ده اسمه إيه بقى ثقة بالنفس ولا غرور ، إنتي كدة بتلعبي بالنار ياغادة إنتي مش قد زيدان ده دماغه سم ولو شم خبر بالكلام ده ممكن يأذيكي
-أفهم من كدة إنك هتقوله
-لا طبعا
-طيب يبقى خلاص هيعرف منين
-ولنفرض إن كل الهري ده بجد أنا بقى دخلي إيه وهساعدك إزاي أنا وزيدان أكتر إتنين على كوكب الأرض بيكرهوا بعض
-أنا كل الي محتجاه إن أخباره تكون عندي أول بأول عايزة عين فى البيت وعين في الشركة تنقلي كل أسراره
وأعتقد إن حاجة زي دي سهلة عليك ، ماقولتليش صحيح أخبار الأسطى( علي) إيه ياترى أخوه لسة شغال سواق بردو عند زيدان (ابتسمت ابتسامة خبيثة)
-انتي عرفتي الكلام ده منين
-أنا أعرف أوصل لأي حاجة أنا عايزاها. اسمع مني يا إيهاب وخلينا مع بعض إنت تاخد المصنع وأنا أخد زيدان وإحنا الإتنين نطلع كسبانين
-طيب سيبيني أفكر شوية
-مفيش وقت رد عليا دلوقتي موافق ولا لا
– أوكِ ياغادة أنا معاكِ بس عارفة لو رجعتي في كلامك أو لعبتي أي لعبة لحسابك من ورايا هخليكي تندمي على اليوم الي شوفتيني فيه
-من غير تهديد ياهوبا أنا قد كلامي وبكرة تشوف ، أنا لازم أمشي دلوقتي باااي(قامت من مجلسها وهي تلقي له قبلة في الهواء وعلى وجهها إبتسامة خبيثة)
-يا خوفي ياغادة أمشي وراكي أندم بس مصنع الحديد يستاهل المخاطرة بردو ، ماشي يابنت رشوان أما أشوف أخرتها إيه معاكي
(شاطئ البحر)
جلست شمس تلعب مع زينة برمال الشاطئ الناعمة فزينة كانت تذهب الى البحر لتملأ دلوها الصغير  وتعود لتملأ الحفرة التى صنعتها مع شمس بماء البحر كانت شمس مستمتعة باللعب ربما أكثر من زينة فهى لم تتمكن يوما من عيش طفولتها تنبهت من شرودها على رذاذ من الماء يغرق وجهها وثيابها فشهقت شمس من المفاجأة لتجد زينة تقف بالقرب منها تبتسم بمرح شديد وهى تصوب نحوها مسدسا بلاستيكيا مملوءا بالماء
-كدة بردو ياعفريتة غرقتيني مية طب تعالي بقى
أخذت شمس تركض خلف زينة وهما تضحكان وكانت كلما اقتربت منها تصرخ ضاحكة وشمس تطالبها بألا تبتعد حتى لا يضلا طريق العودة ، ظلتا تلهوان على الشاطئ فى مرح شديد وفجأة تنبهت شمس أنهما قد ابتعدتا كثيرا
-استني يا زينة احنا بعدنا أوي تعالي نرجع أحسن باباكي وزياد زمانهم طلعوا من المية وبيدوروا علينا
أمسكت شمس يد الطفلة وسارت مرة أخرى فى اتجاه المظلة الخاصة بهم وعندما وصلت أخيرا إكتشفت أنها قد أخطأت المقعد غير معقول هل ضلت الطريق  فالمكان كبير وكل المظلات متشابهة بدأت شمس تشعر بالارتباك والتوتر شددت قبضة يدها على يد زينة فهى فى مكان غريب وبعيد ولا تدري كيف تتصرف ظلت تتلفت حولها يمينا ويسارا علها تستطيع العودة بمفردها مرة أخرى ولكن لا فائدة كلما سارت عدة خطوات تجد نفسها قد ابتعدت أكثر أخذ الخوف يتسلل إلى نفسها فقد كانت تخشى ردة فعل زيدان  عندما يكتشف أنها قد ضلت الطريق والأسوأ من هذا أنها نسيت الهاتف الذى أحضره لها من أجل موقف كهذا وقعت أسيرة للحيرة والقلق أين تذهب وماذا تفعل هى حتى لا تتذكر اسم الفندق الذى يقيمون به إنها حقا بورطة كبيرة وبينما هى شاردة فى أفكارها سمعت صوتا رجوليا أجشا يأتى من خلفها يقول في غضب
 -ايه الى جابكم هنا وازاي تتحركوا من المكان من غير إذني
 التفتت شمس لتجد زيدان يقف أمامها لا يرتدي سوى السروال الخاص بالسباحة وقطرات من الماء تتساقط على جسده الضخم وخصلات شعره الفاحمة تلتصق بجبينه ليبدو أشبه بأحد  التماثيل الإغريقية القديمة
حاولت شمس التحدث لكنه أسكتها بإشارة من يده فلزمت الصمت حمل زينة وأدار ظهره لها وسار في إتجاه الفندق وما كان من شمس إلا أن تتبعه في صمت وهي تحاول توقع نوع العقاب الذي سينزله بها ترى هل سيخصم من راتبها أم سيكتفي بتأنيبها فقط أو الأسوأ ربما صرفها من العمل ظلت تفكر وتفكر والدموع تتجمع في عينيها حتى كادت تحجب عنها الرؤية ، مسحت دموعها في ظهر كفيها وأكملت الطريق خلف زيدان حتى وصلا إلى الفندق أعطاها شمس لتحممها و تغير لها ملابسها وبعد أقل من ساعة أتى زياد لحجرتها يخبرها أن والده يريدها في حجرته ، علمت شمس أن وقت العقاب قد حان وظلت تدعو الله أن يترفق بها خاصة وأن هذا هو أول خطأ لها منذ أن عملت لديه طرقت على الباب الفاصل بين الحجرتين بخوف وسمعت صوته وقد أصبح أقل حدة عن ذي قبل يدعوها للدخول دخلت لتجد زيدان وقد ارتدى ملابسه كاملة كان يبدو في غاية الأناقة والوسامة رغم صرامة ملامحه
-أقدر أعرف إيه الي يخليكي تبعدي المسافة دي كلها إنتو كان خلاص فاضل شوية وتطلعو برة القرية خالص كنتي واخدة البنت ورايحة على فين
-أااانا ياففففندم غصب عني والله أنا بس اتلخبطت كل الشماسي الي ع الشط شبه بعض وممما عرفتش أرجع
كانت شمس تتحدث بحروف متلعثمة وهي تبكي  وترتجف خوفا فهي تخشى ردة فعل زيدان لأبعد الحدود
-مدام انتي ماتعرفيش حاجة في المكان بتاخدي زينة وتقومي تمشي ليه هو أنا جايب معايا 3 أطفال جاية تتمشي حضرتك ناسية إنك في شغل
-يا فففندم أاااا
-مش عايز أسمع حاجة إنتي مخصوم منك..
-إستنى يابابي شمس مظلومة (اندفع زياد إلى الحجرة دون إستئذان )
-زياد إزاي تدخل كدة من غير إستئذان
-أنا أسف يابابي بس شمس مش غلطانة الحق على زينة هي إللي طلعت تجري وشمس خافت لا تروح بعيد جريت وراها وزينة بدل ماتقف وترجع معاها جريت أكتر وخلت شمس تجري وراها لحد ما تاهت وماعرفتش ترجع تاني
في هذه اللحظة ظهرت زينة من خلف زياد وهي مطأطأة الرأس وتبكي قائلة :
-أنا أسفة يابابي أنا كنت بلعب مع شمس مش كان قصدي أروح بعيد بليز مش تزعقلها .
-اتفضلو برة انتو الاتنين مش عايز كلام
-حاضر يابابي يلا يازينة
-بس يازياد ….
-يلا يازينة شمس قالتلنا لازم دايما نسمع كلام بابي
انتبه زيدان لهذه الجملة الأخيرة على لسان زياد ، راقب طفليه وهما يخرجان من الحجرة ثم التفت إلى شمس قائلا بحدة :
-مش معنى ان زينة خلتك تجري وراها إنك كدة معفية من المسئولية إنتي بردو غلطتي بس ياترى عارفة غلطتك إيه ؟
هزت رأسها يمينا ويسارا بمعنى أنها لا تعرف فأكمل حديثه قائلا :
-أنا مش بعتلك فون مع زياد عشان لو حصل موقف زي ده أقدر أعرف أوصلك بتتحركي من غيره ليه
-أنا أسفة يافندم بس أصلي لسة مش متعودة عليه أصل عمري ما كان عندي موبايل قبل كدة ونسيته في الشنطة ووقت مازينة جريت أنا مافكرتش جريت وراها قبل ماتتوه مني ومعرفش ألاقيها
-عموما الي يشفعلك عندي إن دي أول غلطة ليكي من أول ما اشتغلتي عندي بس بحذرك لو اتكررت تاني هيكون عقابك قاسي جداااا
-حححاضر يافندم أوعد حضرتك انها أول وأخر مرة
-تمام اتفضلي انتي دلوقتي وخلي الولاد معاكي لاني هشتغل شوية ومش عايز ازعاج
– حااضر يافندم ، عن اذن حضرتك.
بجرد أن خرجت شمس من الحجرة أمسك هاتفه ليجري بعض الإتصالات ليصدح برنين متواصل
(فيلا حسام )
كان حسام جالسا في شرفة حجرته  يمسك بهاتفه ليتصل بزيدان ليأتيه صوت الطرف الأخر قائلا :
-ابن حلال كنت لسة هتصل بيك
– القلوب عند بعضها يا زيدان باشا ، ها طمني أخبار الموزز إيه.
-موزز في عينك هو أنا فاضي للهبل ده
-جتك نيلة قفل
-شكرا يامحترم بطل تفاهة بقى وخلينا في شغلنا طمني عملت إيه في موضوع الأرض
-بعتلك التفاصيل كلها على الإيميل
-طيب تمام هفتح دلوقتي وأشوف ، صحيح آدم أخباره إيه
-تمام الحمد لله بقاله أسبوع عند جدته ورايح أهو عشان أجيبه النهاردة وحشني والله ابن اللمضة ده
-ربنا يخليهولك يا حسام
– يارب يا زيدان ده هو اللي باقيلي من الدنيا أخر ذكرى فاضلة من المرحوم أخويا
-الله يرحمه  كان راجل بجد ، طيب أسيبك أنا بقى دلوقتي يدوب ألحق أخلص الشغل اللي ورايا عشان هنزل بالليل أفسح الولاد
-مش عارف أنا أجازة إيه دي اللي نصها شغل دي
-الحق عليا بساعدك بدل ما أسيب كله على دماغك
-فيك الخير ياخويا  يلا سلام
ظل حسام جالسا مكانه وقد وقع بصره على إحدى ألعاب  ابن أخيه ذلك الطفل المسكين الذي فقد والديه دفعة واحدة ولم يكن وقتها قد تجاوز الثالثة من عمره بعد ولولا أنه يوم الحادث أصر على أن يقضي اليوم معه لكان لحق بأبويه .
بعد الحادث إتفق مع جدة آدم لأمه أن يتولى هو رعاية الطفل فهي سيدة مسنة وتحتاج لمن يعتني بها فماذا عن رعاية طفل صغير مثل آدم ، خمسة أعوام كاملة مرت على وفاة أخيه الأكبر والذي كان بمثابة والده ، فقد كان دائم الإعتناء به لم يشعره يوما بأنه يتيم الأب فقد كان له أبا وأخا وصديقا ويوم وفاته كانت وكأنه قد فقد عائلته كلها فقد أصبح وحيدا لا سند ولا داعم له في هذه الحياة القاسية ولكن عزاءه الوحيد هو آدم ذلك الطفل الرائع الذي عوضه عن أجمل إحساس في العالم ، إحساس الأبوة الذي حُرم منه  تنهد بحرقة وألم وهو يتذكر حياته منذ خمسة أعوام مضت وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيه حتى تناهى لأذنيه صوت هاتفه وتلك النغمة الطفولية والتي يميز بها أن المتصل هو ابن أخيه العزيز
-حبيب بابي وحشتني يا دوما
-وإنت كمان يابابي وحشتني أوووي تعالى بقى عشان نروح أنا زهقت تيتة مش بتلعب معايا ولا بتحكيلي حواديت زيك
-عيب كدة يا لمض دي تيتة بتحبك قد الدنيا وعموما بطل زن أنا هغير بس وجايلك ع طول وعاملك مفاجأة جامدة جدا
-اوك يابابي أنا مستنيك يلا تعالى بقى
-حاضر ياقلب بابي
(الفندق)
بمجرد أن خرجت شمس من الحجرة ودخلت لحجرتها تنفست الصعداء فقد كاد قلبها أن يتوقف من الخوف ، نظرت أمامها لتجد زينة وقد تكومت على نفسها وهي جالسة على أرضية الحجرة تبكي ، ذهبت اليها بلهفة وهي تسألها :
-في إيه يازينة بتعيطي ليه حبيبتي
-زياد قالي إن بابي هيخليكي تمشي بسببي أنا مش عايزاكي تمشي ياشمس خليكي معايا  أنا بحبك
-ماتخافيش ياحبيبتي زيدان بيه سامحنى خلاص
 وزياد العفريت ده كان بيخوفك بس ماتقلقيش ياروح شمس أنا هفضل معاكي لحد ماتبقي عروسة زي القمر
-طيب هو انتي زعلانة مني
-لا ياحبيبتي أنا عمري ما أزعل منك أبدا أبدا
قبلتها بحنان وهي تلقي نظرة عتاب على زياد الذي جلس على طرف الفراش وهو يتصنع اللعب على جهاز الأيباد الخاص به ويكتم الضحك على سذاجة أخته الصغيرة ، أعادت شمس النظر لزينة وقد غمزتها بخبث وكأن زينة قد فهمت ماتفكر به شمس وانقضا الإثنتان على زياد تدغدغانه في مرح وزياد يصرخ ضاحكا يتوسلهما أن تتوقفا ، كم تشعر شمس أنها تعود طفلة صغيرة عندما تكون بصحبتهم ترى هل ستظل فعلا معهم حتى يوم زفاف زينة أم ستتغير الأمور في المستقبل .
يتبع…
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية تناديه سيدي)

اترك رد