روايات

رواية روح بلا مأوى الفصل الثالث 3 بقلم سارة فتحي

رواية روح بلا مأوى الفصل الثالث 3 بقلم سارة فتحي
رواية روح بلا مأوى البارت الثالث
رواية روح بلا مأوى الجزء الثالث
رواية روح بلا مأوى الفصل الثالث 3 بقلم سارة فتحي

رواية روح بلا مأوى الحلقة الثالثة

هل تعلم ماهو شعور العجز
هو ذلك الشعور الذى ينهش قلبك لكن لا تقدر مقاومته
*****
انهت يومها الدراسى وعادت سريعًا فى محاولة لصرف تفكيرها عن اسبابه الخفية للزواج منها التى تشغل تفكيرها فعرض بيلا مغرى
ولابد من التجهيز من الآن فحفل بهذا الحجم يجب
أن يكون على اعلى مستوى من جميع الجهات ولن
يكتمل إلا بطعام فاخر ولجت لغرفتها وابدلت ثيابها
 وعادت ثانيةٍ للمطبخ تفتح الأكياس  وتفرغ المحتويات
وبدأت تعد الطعام وهى تشعر بالسعادة فهذا الحفل
حتمًا سيعد خطوة مهمة لها وستتوالى العروض اكثر
عند هذه النقطة اشتعل حماسها اكثر وتقدمت نحو
الحاسوب واشغلت الاغانى على اعلى صوت  واندمجت
فى التحضير ولم تنتبه على الذى دلف من باب الشقة
وما أن دلف ارتسم على وجه الانزعاج حين داعبت انفه
روائح الطهى توجه نحو المطبخ وصاح من خلفها
قائلًا بخشونة :
– انتى بتهببى ايه كل صوت الاغانى دي وايه ريحة
الاكل اللى ملت البيت دية
استدارت بفزع من نبرة صوته ثم هتفت بحدة طفيفة :
– فى إيه خضتنى ؟!
حد يدخل كدة مرة واحدة .. بعدين مالها ريحة الأكل
ايه بتطبخوا فى بيتكم ببيرفيوم يعنى
تحولت ملامحه واتجه للحاسوب يغلقه قائلًا بقسوة :
– انتى ايه مفييش دم واحدة غيرك المفروض انها
طلعت حرامية تتكسف على دمها مفيش تربية
اهلك دول مبذلوش اى جهد فى تربيتك يعرفوكى
الصح من الغلط
شعرت بالاهانة فكلماته اخترقت روحها قبل اذنيها
تلألأت عيناها بدموع تشعر انها على وشك الأنهيار فرمقته بنظرة اخيره قبل  ان تندفع لغرفتها مغلقة الباب
خلفها بعنف
****
بعد مرور اكثر من ساعتين يجلس كلا من ضياء و كنان
فى مركز التجميل الخاص بهم لكنه مازال تحت التجهيز، جز كنان على اسنانه
هامسًا :
– ادينى بدور اهو من ساعة ما روحت المنطقة على
اى خيط يوصلنى بيه مش عارف .. بس بنزل الف
واقول انى محتاج شقة يمكن حد يدلنى عليه
مط ضياء شفتيه بملل وحاول استمالته قائلًا:
– ما كفاية بقى وعمو زهير عرف يظبط الموضوع
وهو مالوش دخل ولما يظهر السمسار هتعرفوا توصلوا
وخلينا نركز فى المركز اللى بنفتحه واللى عشانه
نزلنا من بره .. احنا لازم نتفق مع حد يصمم لينا
الافتتاح انا كنت سمعت عن شركه بتنظم حفلات
على اعلى مستوى
اجابه كنان بتذمر :
– فى اية ياضياء مالك حتة ايفينت مش هتعرف
تنظمه مش لقيت الشركه خلاص روح وشوف
مش كفاية عليا البلوي اللى فى البيت
ابتسم ضياء وهو يهمس بنبرة  لعوبة :
– سيبك بس جمل يابا الحج
هب كنان من مقعده واقفًا غالقًا زر سترته وصاح :
– تصدق بالله انت ما عندك دم .. ماتنساش انها على
ذمتى ياجدع انت
انصرف كنان بينما قطب ضياء حاجبيه مستنكرًا :
-هو انا قولت حاجه غلط ولا اية ؟!
****
فى المساء
عيناها غارقة فى النظر إلى السماء والنجوم لتشيح
بنظرها لتنظر إلى مصابيح الانارة فى الحديقة سمعت
اذنيها صوت طرق على الباب دلفت من الشرفة للداخل
فطالعت وجه والدتها قائلة :
– بيلا حبيبتى انتى لسة صاحية ؟!
ابتسمت بعذوبة قائلة :
– اه يا مامى لسه صاحية
جلست لبنى على حافة الفراش واشارت لابنتها بالجلوس، جلست بيلا بجوار والدتها وهى لايعجبها
ذلك الغموض الذى تتخذه والدتها كقناع ساتر خلف
رغبتها فى الحديث تنهدت بيلا قائلة :
– خير يا مامى من الصبح وانتى عايزه تقولى حاجة
وكمان بابى اتكلمى
سحبت لبنى نفسًا عميقًا وزفرته على المهل قائلة :
– ماشى يا بيلا من غير لف ودوران ليه رافضة
العريس من غير ما تشوفيه
تنهيدة حارة خرجت منها لتهمس بأسى :
– لو سمحتى يا مامى الموضوع ده بقى بيتعب اعصابى
 ومفيش داعى اقول ليه ولو سمحتى
تحترموا رغبتى ..
انقلبت معايير وجه لبنى هامسة بنبرة بها بعض الحدة :
– لأ بقى كده كتير يا بيلا .. فى ناس كتير عندهم صعوبات ومكملين حياتهم فى امل ليه بتعملى كده
كل ما يجيلك عريس ترفضى ده انتى قمر مش بتشوفى نفسك فى المرايه
ضحكت ساخرة بألم يحتلها من الداخل ياليتها تستطيع تجاوز تلك العقبه ملامح وجهها النضرة كساها الألم
والاجهاد فهمست :
– لا بشوف نفسى فى المرايا وكمان بشوف أن رجلى
مبتوره ومركبة جهاز كمان، بشوف الحقيقة كاملة
مش زيكم .. بعدين عرسان ايه اللى بتتكلمى عليهم
هااا اللى طمعان واللى مش مناسب نهائى بس بيتقدم
على اساس انى ماهصدق بلاش دول  ناسية لما وافقت
بالعريس اللى ألحتى عليا بيه فاكرة .. فاكرة البوست
اللى نزله على الفيس انه مش فارق معاه الإعاقه اللى
عندى وكل ده عشان يبقى تريند ومفرقش احساسى
او حتى خد رأى بليز يا مامى بلاش الموضوع ده
انهت حديثها والدموع تغرق وجنتها، تنهدت لبنى بوجع على حال ابنتها وعقبت بجملة واحدة :
– بس الناس مش زى بعض وانتى عارفه كده
على العموم تصبحى على خير بيلا
نهضت واقفة واولتها ظهرها للخارج وسحبت الباب
خلفها، ارتمت بيلا على الفراش تمسح عبراتها وفجاءة
تسللت ابتسامة إلى شفتيها عندما مر طيف طاهر امامها
اغمضت عيناها وابتسمت قبل ان تسقط فى النوم
****
ولج كنان إلى الشقة ورمقها بنظره علم منها أنها لم تغادر
غرفتها من الصباح توجه نحو المطبخ ليتأكد ظنونه ليجد كل شئ كما تركته، تنهد وهو يضرب السطح
الرخامى بحدة هو لا يريد أن يقطع مصدر رزقها ولقمة عيشها توجه نحو الباب وطرق عليها ووقف ينتظر الاجابة ثوانٍ قليلة وكانت تضع الحجاب فوق رأسها وتفتح الباب طالع وجهها وعينيها المنتفختان من البكاء
فاشاحت بوجهها للجهة الاخرى تهمس باقتضاب :
– خير !!
غمغم بصوت هادئ :
– انا مقصدتش اساءة بعتذر بس الريحه كانت صعبة
للحظات لا يعلم كيف حدث ذلك كيف اعتذر منها، بينما هى رفعت عيناها تلاقت بعيناه الزيتونيه لتهمس بكل براءة :
– على طول بنسى اشغل الشفاط مش بفتكر غير فى
نص الاكل .. واعتذارك مقبول وحصل خير
هز رأسه بملامح ممتنه وهم للمغادرة فأوقفته  :
– كنت بعمل ورقة لحمة احضرلك تتعشا معايا
ابتسم كنان بلطف قائلًا :
– انا فيچتريان vegetarain(نباتى)
توسعت عيناها بذهول وهمست بنبرة تحذيريه :
– انا مالى إذا كنت مدخلتش دنيا.. لا دماغك
متروحش بعيد مش عشان بقولك تتعشا ده جدعنة مش اكتر
ضيق عيناه الزيتونتين ثم سألها مستفرًا  :
– انتى تقصدى ايه ؟! وايه مدخلتش دنيا دية ؟!
لوت كيان شفتيها بتهكم :
– هو ايه اللى  تقصدى ايه انا مالى اذا كنت فيجتريان
يعنى عذراء ولا لأ
اشار إلى صدره وتوسعت عيناه بذهول وكأنه وقعت
عليه صاعقة من السماء :
– قصدك إنى فيرجن virgin (عذراء) صح ؟! انتى اتجننتى
رفعت احد حاجبيها قائلة :
– كل واحد عارف نفسه بس ده شئ ميخصنيش
إذا كنت فيجتريان ولا لأ .. اه لو سمحت تلزم حدودك
جز على اسنانه بغيظ متسائلًا  :
– انتى تقصدى فيچتريان يعنى عذراء !!!
اجابته بكل ثقة وهى عاقدة ذراعيها امام صدرها :
– معروفه فيچتريان يعنى عذراء هو انا جاهلة
جحظت عيناه واجابها ساخرًا :
– ابدًا العفو ده انا اللى جاهل عذراء يعنى فيرچن
مش فيجترين
– مش فارقه يعنى حرفين
طرق كفًا بالاخر متعجبًا من ثقتها الزائده :
– لا تفرق كتير فيچترين يعنى نباتى مش باكل لحوم
فيرجن يعنى عذراء ودية اساسا للبنت مش للولد
مدرسة ايه اللى كنت بتروحيها بيشرحوا ايه هناك
اجابته مندفعه بتلقائية :
– انا ماكنتش بروح المدرسه اصلًا انا كنت بنزل على الامتحان بس
بنفس الاندفاع سألها :
– لييه ماكنتيش بتروحى ؟!!
اطرقت عيناها ارضًا محاولة التملص منه :
– بلاها اكل هعملك قهوة عن اذنك
حك مؤخرة رأسه باستنكار :
– شكلك وراكى مصيبة ولازم اعرفها
ثم ضحك ببلاهة قائلًا :
– قال فيرچن قال
****
فى اليوم التالى تجلس بيلا فى مكتبها تتابع عملها
على الحاسوب الخاص بها طرق على الباب قطع
تركيزها فرفعت معصمها تنظر للساعة فعلمت انه
موعد العميل فأذنت له بالدخول وابتسامة ناعمة تزين
ثغرها الوردى، ثوانٍ وولج ضياء طالع من تجلس وراء
المكتب لثوانٍ توسعت عيناه بانبهار فتاه فى طور البدر
تنير المكتب تقدم منها قائلًا :
– يا صباح النوتيلا
رمقته باستنكار رافعة احد حاجبيها قائلة بحزم :
– نعم !!!!!
يكاد يقسم بداخله انها الأكثر جمال على الأطلاق تحمحم بحرجٍ محاولًا تغيير معنى حديثه بخبث :
– بقولك صباح الخير ياأنسة بيلا
فى حاجه ؟!!
اتسعت حدقة عينيها مزفره فهى سمعته جيدًا هتفت بنفاذ صبر :
– صباح الخير .. اتفضل ارتاح يا استاذ……
جلس على المقعد امامها وأومأ بالايجاب :
– ضياء نور الدين دكتور تجميل
– اهلًا وسهلًا
بادلته بابتسامة هادئة وهى ترحب به، بينما هو يشكر
بداخله عشوائية الصدف التى جمعته بإحدى أميرات
ديزنى فابتسم بتوسع قائلًا :
– انا كنت جاى عشان انظم حفل افتتاح لمركز التجميل
بتاعى انا وشريكى وده بعد ما سمعت عنكم
رمشت باهدابها وابتسمت بنعومة :
 – تمام يا دكتور انا معايا هتتفق على تصميم الحفل
وعايزها نوعها اية وبعد كدة هتكمل باقى التفاصيل
واللى هيروح معاك المكان الباشمهندس طاهر
اجابها باندفاع :
– بس انا عايزك انتى
صمتت لبرهة ثم قطبت حاجبيها باستنكار :
– افندم ؟!!
اجابها بمراوغة :
– بصراحه عايزك انتى تخلصى كل حاجة انا جاى عشان
شغلك الممتاز، واللى انا شفته
– الشغل ده شغلى انا وباشمهندس طاهر ميقلش
حاجة عني وده نظام شغلنا للأسف لو يناسبك
نظر لها باحثًا على رد لطريقتها الفظة ثم اردف :
– مفيش مشكلة انا ماكنتش اعرف نظام الشغل
هتفق مع باشمهندس طاهر
اكمل الاتفاق معها فى اجواء متوترة وهو يختلس النظرات إليها حتى انتهى الإجتماع
****
طرق على الباب قطع عملها ثانيةٍ فرفعت نظرها
لكن هذه المرة تبدلت ملامحها بسعادة اكثر
هامسة :
– تعالى ياطاهر اتفضل
جلس على المقعد يتنهد بتعب قائلًا :
– اليوم كان صعب اوى خالص بس انجزت حاجات كتير
والدكتور اللى اسمه ضياء ده غريب سأل عليكى كذا مرة .. غير انه مش مهتم بأى حاجه بس المركز بتاعهم
عالمى
ارتبكت قليلًا متسائلة :
– يسأل عليا ليه ؟! انا معرفوش
اجابها ببساطة :
– حسيته شخص فضولى .. المهم فين الشيف بتاعت
الأكل انا لازم ابقى متفق معاها قبل الافتتاح ده مش
افتتاح اى حد ده افتتاح ملكتنا بيلا
ابتسامة واسعة زينت ثغرها واجابته بامتنان :
– ميرسى .. هى عندها امتحان عشان كده معرفتش تيجى
-طب هاتى رقمها واتصرف انا
عدة انفاس متتالية اخذتها شعرت بثقل يجثو علي صدرها، تتسائل بينها وبين
نفسها لما الخوف والتوجس، سريعًا التقطت هاتفها ولمست الشاشة عدت مرات باصابعها ثم ابتسمت
بهدوء قائلة :
– بعتلك الرقم ابقى شوف وقولى
فتح هاتفه ثم همس فى ثقة :
– احلى افتتاح لأحلى  بيلا وهتشوفى بعينيك همشى
انا عشان الافتتاح والتجهيزات
****
ولج طاهر إلى غرفته وارتمى بجسده على الفراش
من ارهاق يومه حاول ان يمد يدها ليضع هاتفه
على الكومود المجاور لفراشه ولم يجده فنادى على
والدته بصوتًا عاليًا فجاءت والدته تفتح الباب ومن
خلفها هاجر ابنة عمته، فقطب حاجبيه قائلًا  :
– هاجر ايه اللى دخلك هنا
هتفت بحدة مصطنعة قائلة :
– مش انت اللى ناديت خيييير
نهض من على الفراش يقف امامها يهتف بغضب :
– انا قولت يا امى انتى مالك وازاى تدخلى اوضتى
كدة اصلًا ؟!
توسعت عين والدته بصدمة ثم تحدثت :
– هو مفيش احترام ليا
اسرعت هاجر تهز رأسها بنفى قائلة :
– حقك علي راسى اسفة يا مرات خالى
ربتت على كتفها بحنو ثم نظرت لابنها :
– افندم عايز ايه لكل الصياح ده
لم يلتفت لهاجر وسأل والدته باقتضاب :
– الكومودينوا فين ؟!
– اه هاجر روقت وغيرت النظام
رفع حاجبه باستنكار قائلًا :
– وازاى هاجر تدخل اوضتى وانا مش موجود هاا
ايه اللى مقعدها عندنا اصلًا
القت والدته عليه نظرة معاتبة بينما هى نطقت بمحاولة لكسب التعاطف :
– عشان امى الله يرحمها اتوفت فبطلع اعوض حنان الأم
عند مرات خالى
قاطعها ببرود :
-ايه ده، هشششششش، حنان ام اية اللى بتطلعى تعوضى عندنا
ده احنا يوم وفاة عمتى كنا محتارين نعمل فرح
ولا ننصب صوان،
طب واللى خلق الخلق الناس كلت وشنا عشان عملنا
عزا  قال حنان ام قال .. عمتى عندها حنان
ضيقت عيناها بغيظ وقلة حيلة فهو محق، فتحدث ثانية :
– انا هنقل الزفت وإياك تدخلى هنا تانى وانا مش موجود، اتفضلى بقى خدى مرات خالك وحنان واطلعوا
برا عايز انام
****
عملها كطاهية يتطلب منها جهدًا ومع وجود كنان اصبح
يتطلب جهدًا جباراً فهى تريد الانتهاء قبل عودته لا تريد
المشاكل اكثر فبعد ايام قليلة سيرحل وتبقى الشقة
ملكها هى وحدها هذه النقطة تجعلها تتحمل الأنفة
والاستعلاء منه، لكنها ستحصل على لقب مطلقة لكن
بالنسبة لها لا يهم سوى الشقة فهى عانت كثيرا شردت
في ذكرى ..
** كانت طفلة فى الصف الرابع الابتدائى تقف فى احدى زوايا غرفة الاخصائية الاجتماعية ودموعها
تغرق وجنتها وشظايا الندم تحرق قلبها الصغير وعلى الجانب الاخرى تقف ام احدى صديقاتها تتحدث
بانفعال مع الاخصائية الاجتماعية وجدتها
(خالة والدتها)
من قامت بتربيتها
فتحدثت ام صديقتها:
– استحالة بنتى تفضل فى نفس الفصل مع البنت دية
اللى حكيتوا لبنتى مش مقبول البنت دية اللى عاشتوا
يخلى اى ام عايزة تبعد بنتها عنها اسفة بس استحالة
اغامر بتربية بنتى انا عايزة انقل بنتى
تنفست جدتها بصعوبة وهى تتحدث من بين اسنانها :
– معقوله تكونى ام وبتفكرى كده .. البنت دية مرت
بظروف صعبة بس المفروض تفهمى بنتك الصح والغلط
مش تبعديها بعدين هى بنتى غلطت عشان اتكلمت مع
بنتك بس انتى كده بتدمري نفسيتها ومستقبلها فى المدرسة
تدخلت الاخصائية مقاطعة حديثهم :
– يا افندم كل واحد بيمر بظروف كيان غلطت انها اتكلمت بتلقائية بس ده لأن بنت حضرتك صديقتها المقربة وده اللى احنا هنحاول نفهموا لكيان ونعمل
إعادة تأهيل
تجاهلت حديثهم وهتفت بنبرة محذره :
– بنتى هتتنقل ولا انزل للمديرة واعمل شوشرة فى المدرسه كلها
تقدمت هى  من جدتها ولم تمتلك شئ سوى دموعها احتضنت كفها بكفها الصغير وتحولت ملامحها من طفلة
لم تتجاوز العاشرة بعد إلى كهلة عجوزة ملامحها تصرخ
بالقهر والعجز والحزن :
– انا عايزة امشى من المدرسة ياماما هدى
عادت من شرودها على صوت رنين الهاتف فمسحت
دمعة حارقة فرت منها وتناولت هاتفها لتجيب :
– الو.. ايوة انا مين حضرتك
– اه اهلًا باشمهندس طاهر.. انسة بيلا قالتلى اسفة انى
معرفتش اجى
– تمام انا هسجل رقمك واتس وابعت لحضرتك المنيو
انا مجهزة حاجات معينة بس بردوا انت تختار
فى هذه الاثناء وصل كنان بينما هى مولياه ظهرها
وتتحدث بتلقائية :
– اهم حاجه تعجبك انا يهمنى طبعا حضرتك تكون
مرتاح فى التعامل معايا وماتكونش اخر مرة
– تمام نكمل واتس وهبعتلك الصور وتقولى رأيك
مع السلامة
صدح صوته عاليًا فى الارجاء :
– انتى بتكلمى مين ؟!!!!
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية روح بلا مأوى)

اترك رد

error: Content is protected !!