Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل العشرون 20 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل العشرون 20 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل العشرون 20 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل العشرون 20 بقلم نرمينا راضي

فكرت ريناد للحظات ثم قامت من السرير تتكأ ببطئ..نعم الولاده طبيعيه أي ليست بعمليه جراحيه ولكنها مازالت تشعر بالتعب 
تحاملت على نفسها…لتخرج من شقة باسم بالكامل
ثم استقلت المصعد لتهبط بالأسفل..لوحت بتعب لأحد سائقين التاكسي..ثم ركبت معه لينطلق بها سائق التاكسي للعنوان الذي أملته عليه ريناد
أسفرت عن تنهيدة حزن قويه نابعه من اعماق قلبها المشتاق لمدللها وزوجها 
— اااه ياريناااد…بقاا كل ده يطلع من ورااك ياحمزه
كل ده  !!
يعني أنا كنت عايشه معااك الفتره دي كلها وأنا معرفش حقيقتك!!
ياترى ياحمزه انت فعلاً اتجوزتني مصلحه ولا..ولا بتحبني بجد  !!
أنا..أنا عارفه ومتأكده إنك مستحيل تفرط في ريناد ياحمزه..مستحيل تنسى طفلتك ياحبيبي 
قالت ريناد كلماتها تلك وهي تخفي وجهها بين كفيها وتبكي في صمت 
تابعت في نفسها بتنهيده أقوى 
— اااه يااارب…احفظه ياارب..يارب يخلص مهمته على خير ويرجعلي أنا وبنته يارب..ياارب مليش غيره..هو أبويا وهو أمي وهو معوضني عن أهلي اللي محدش فيهم بقا بيسأل عليا..ولا..ولا كأني بنتهم 
حتى ماما زي ماتكون فص ملح وداب…مش عارفه ليه مش حاسه ببعدها..يعني..يعني زي مايكون وجودها زي عدمه…بس والله غصب عني…منا مشفتش منها حنيه زي أي أم مابتبقى قريبه من بنتها 
اااه ياارب..احفظها فين ماكانت هي كمان يارب..هي..هي مهما يكون دي أمي برضو 
رفعت وجهها لتمسح قطرات الدمع المتعلقه بأهدابها الكثيفه ثم نظرت بتاريخ هاتفها..كم ستكون تلك الايام التي ستقضيها فيها ابنتها في الحضّانه كأنها أعوام تماماً…كل شيئًا تحبه..بعيد عنها الآن 
كل شخص من المفترض أن يكون معها الآن في حالتها الميؤسه تلك..بعيد عنها 
وهذا مايقتلها وجعاً..هذا مايجعل قلبها يأن كالرضيع
ونقصد بهذا…”الإشتياق”
الإشتياق وحده هو من يضع لجامه حول قلبها ويزيد الألم ألماً..
تباً لذاك الشوق يقتلها حيه..تباً للإشتياق الذي يجعلك تصرخ بإسم من تحب وفي ذاك الوقت يجعلك تكره نفسك حين تضعف هكذا..
إفتقادها لمن حولها..جعل عالمها وحياتها تبدو خاليه
تنفست بعمق ثم لملمت شعرها المتناثر بإهمال على كتفيها…ثم جمعته جيداً بربطة الشعر خاصتها
لتقوم بعد ذلك بمسح دموعها بعنف وكأنها تحث نفسها على الصمود والمقاومه 
أردفت في نفسها بعزم وتصميم
— انتو اختارتو تبعدو عني..وأنا هخليكم تتمنوا ولو تشوفوني ثانيه…بالذات انت ياحمزه…عشان انت أكتر واحد حبيتك ومع ذلك سيبتني وأنا في أشد الإحتياج ليك 
هنا لم تستطيع ريناد الصمود فاأجهشت بالبكاء حتى انتبهه لها السائق..فاأردف بدهشه
— في حاجه ياآنسه  !!
هزّت ريناد رأسها بنفي ولم تعقب على قوله..فهي بالفعل وجهها يشبه الأطفال وملامحها الصغيره تجعل أي شخص يظن أنها لم تتزوج بعد!!
ولكن تلك الطفله الرقيقه صارت أم الآن..ومايجب عليها فعله..هو التحامل على نفسها والصمود والقوه كي تواجه ذاك العالم البشع هي وإبنتها…دون الحاجه لأي حد..
عزمت ريناد على الإبتعاد عن أي شخص تخلى عنها في شدتها…برغم أنها تدرك عمل حمزه ومسؤليته الشاقه إلا أنها قررت الإبتعاد عنه أيضاً…والإستغناء عن عشقها له وضعفها أمامه…والعيش هي وابنتها وحدهم..
توقفت عن البكاء ولكن لم تستطيع منع عينيها من إمتلاء وترقرق الدمع بها 
وسبب ذلك هو أن..
عندما تدمع عيناك عند ذكر إسم شخصك المفضل. تدرك حينها أن الشوق غلب العقل والقلب أتعب الجسد…
توقف التاكسي أخيراً عند حي من أحياء الأسكندريه ذو الشوارع الضيقه والبيوت المتوسطه والتي تعبر عن حالة سكانها ذوات الطبقه النتوسطه 
حي تعرفه ريناد…لم تذهب اليه سابقاً ولا مره ولكن حفظت عنوانه من تلك المرأه الطيبه التي كانت تعمل كعاملة نظافه في الڤيلا الخاصه بهم 
ترّجلت ريناد من التاكسي بعد أن دفعت للسائق النقود.. 
ثم التفت للبيت المتواضع وهي تتنفس بهدوء تاره وبسرعه تارةً أخرى… فكانت أنفاسها متلاحقه بسبب الإضطراب والتشتت بداخلها على الإقدام بتنفيذ ذاك القرار الذي اخذته في نفسها وعزمت على تصميمه 
اقتربت ريناد من باب البيت ثم طرقت عدة طرقات بهدوء  …انتظرت قليلاً لتعاود التتفس بهدوء محاولةً جعل قلبها ينتظم ويتأقلم على الصمود 
لحظات وخرجت إمرأه بملامح مصريه طيبه بشوشة الوجهه رغم ماتتحمله وتواجهه من مصاعب إلا وأن تلك الإبتسامه الطيبه لم تزل عن وجهها يوماً..
شهقت المرأه ثم اتسعت عينيها وهي تحملق في ريناد بدهشه وذهول…لحظات وعادت معالم وجهها المندهشه للإبتسامه البشوشه كعادتها..
قابلتها ريناد ابتسامتها باإبتسامه عريضه ذات عذوبه يتخللها بعض الحزن ثم اندفعت نحوها تعانقها بشده واشتياق ملحوظ…فااحتضنتها المرأه بترحابٍ وإشتياقٍ أكثر..
أجهشت ريناد بالبكاء الشديد لتهمس بشوقٍ وهي تعانقها بقوه 
— وحشتيني…وحشتيني اووي…وحشتيني ياماما 
تُرى من تلك المرأه التي نادتها ريناد بـ أمي  !!!
________________________
في مكان آخر…تحديداً أمام وزارة الداخليه
ودع حمزه وزير الداخليه…ليخرج من الوزاره بأكملها 
أخرج هاتفه ليتصل برقم او بشخص مهم جداً بالنسبةً له 
اتاه الرد بعد لحظات لتجيب بصوت رقيق 
— خير ياباشا 
حمزه بلهجه آمره 
— اسبقيني ياساندي على المكان اللي بنتقابل فيه وانا خمسه واكون عندك 
أجابت بطاعه
— آوامرك ياباشا 
……..
أغلق حمزه هاتفه بغضب وتفكير في طريقه يوقع بها ذاك الشيطان سامح الصعيدي..فهو ليس سهلاً بالمره
ولم يستطيع أحداً القبض عليه منذ اعوام
فهل سيفعل ذاك الجن وتكون المعركه داميه بين هذان..الذي ينبع تفكيرهم من نار السموم  !!
أما في مكانٍ آخر بالقرب من جهاز المخابرات المصريه..
وقف نادر متخفياً في زي صعيدي…متوارياً خلف شجره بالقرب من مبنى الجهاز..لمراقبة أي وجه جديد يقترب من الجهاز…وهذا بأمرٍ من الجن 
لحظات ودوى صوت رنين هاتفه…لتضئ شاشة الهاتف بإسم “العُريبي” 
اجاب نادر على الفور 
— خير ياباشا  !
حمزه بلهجه آمره وواثقه
— كله تمام يانادر  !؟
نادر بجديه 
— تمام ياباشا متقلقش 
حمزه بأمر
— طب خلي حد يبدل مكانك واسبقني على المكان اللي بنتقابل فيه ضروري…هتلاقي ساندي والباقيين هناك
نادر بحيره ودهشه…فهو لم يعلم بعد بأن ساندي هي الذراع اليمين لحمزه في كل شئ..كان يعلم فقط..أنه يجب عليه مرافقتها كأنه حبيبها حتى يستطيع جلب معلومات عنها كما يريد حمزه
ولكن ذاك الجن…خطط لكل ذلك بدقه..كي يشتت سامح الصعيدي ورجاله..حيث أن كلاً من نادر وساندي لم يعلم كلاهما أن كل منهم الآخر يعملان سراً لدى حمزه..
فقد كانت ساندي تدرك أنها تلعب على نادر بجعله يأتي لها بأي معلومات تخص حمزه والداخليه مقابل ان تفتعل معه علاقه كأنه حبيبها…لتقوم بنقل تلك المعلومات لسامح الصعيدي ولكن تنقل مايريده حمزه
فقط  
وكذلك نادر كان يظن أنه يرافق ساندي كي يساعد حمزه بإحضار أي معلومات عنها…بحجة أنها تعمل لدى سامح 
ولكن الإثنين لم يصلا بعد ولن يستطيع أحد أن يصل لطريقة تفكير حمزه وعقله الذي لايقف عن التفكير ثانيةً واحده 
فقد خطط حمزه لإيقاع نادر بساندي كي يجعل تفكير سامح يتخبط وكلما اراد الهروب من مخرج لم يستطيع..يسبب الحُفر الكثيره التي سيوقعه حمزه بها 
تابع نادر متسائلاً بدهشه 
— سااندي  !!! 
حمزه بهدوء 
— نفذ اللي بقلك عليه وهناك هفهمكم كل حاجه 
نادر بطاعه ولكن مازالت الدهشه تجتاح معالمه
— آوامرك ياباشا 
اتجه نادر للمكان الذي أخبره حمزه بالذهاب إليه بعد أن قام بالتبديل مع زميله لمراقبه أي غريب يقترب من الجهاز..
____
استقل حمزه سيارته…ليقودها قاصداً واجهته..
في منتصف الطريق توقف حمزه متزكراً طفلتيه 
فأخرج هاتفه على الفور كي يهاتف تلك السيده التي تدعى فاطمه والتي اوصاها حمزه بأن ترعى ريناد في غيابه جيداً..
لحظات وأتاه صوت يبدو من نبرته أنه مضطرب خائف
هتف حمزه بلهفه
— ريناد كويسه يافاطمه 
فاطمه بإدعاء  وكذب
— اطمن يابيه..ريناد هانم بخير..بس هي نايمه دلوقت عشان تعبانه شويه من الولاده وكده 
حمزه بتنهيده طويله 
— الحمدلله…طيب خدي بالك منها كويسه..ولما آيلا تطلع من الحضّانه ابقي قوليلي وانا هحاول اتخفى واجي اشوفها…ومتجبيش سيره لريناد إني كلمتك
فاااهمه  !!
المرأه بطاعه وخوف 
— فاهمه يابيه 
اغلق حمزه الهاتف وهو يدعو في سره أن يحفظ الله زوجته وابنته لحين إنهاء مهامه ثم يعود اليهم ثانيةً..أو لا يعود  !! الأمر كله بيد الله…لا أحد يعلم 
أما المرأه التي تدعى فاطمه..اضطرت أن تكذب على حمزه مخافةً منه أن يؤذيها ويؤذي العاملين بالڤيلا الجديده…فهي فضلت الكذب على أن تخبره بذهابها مع شقيقها باسم رغماً عنهم..
____
قادّ حمزه سياارته…ليصل لذلك المكان بعد ساعه 
وكان ذلك المنزل الواسع التي يتقابل فيه حمزه ممن يعملون معه في المخابرات..
تم إنشاؤه خصيصاً في مكان نائي في الصحراء بعيداً عن الضوضاء والبشر كافه 
ترّجل حمزه من سيارته ليصطفها بالقُرب من ذاك المنزل المخصص للإجتماعات الخاصه بالبلد والداخليه عامةً مع أقرانه من العاملين بالمخابرات ورجال الشرطه المهميمن والمحققين الأذكياء ك ساندي…والضباط الاوفياء ك نادر..
دلف حمزه للمنزل بثقه عمياء وبهدوءً قاتل، ملازم لشخصيته الغامضه والذكيه
حين دلف حمزه للداخل..كان يوجد في منتصف الصاله الواسعه..منضدة مستديره و كبيره…جلس حولها الأوفياء لوطنهم من رجال الشرطه والمخابرات العامه كما ذكرنا سابقاً 
انتبه الجميع لدخول حمزه..فوقفوا جميعاً مؤديين التحيه العسكريه بإحترام 
أومأ لهم حمزه ليجلسوا ثانيةً..ثم اتجه ليقف ويترأس المنضده 
هتف بصوت واضح وثقه
— قبل مااقولكم هنعمل ايه..تأكدوا اننا هننتصر 
ابتسم الجميع بثقه..فتابع حمزه بثقه وتفاؤل 
— انا عارف ومتأكد ان هيبقى في مننا جرحى وشهداء كتير…بس حطوا في دماغكم إن دم الشهيد ده هو اللي بنرسم بيه حدود بلدنا..
بلدنا مقدسه عند اللي بيضحوا عشان نرفع راية الإنتصار على أرضها…و مكدسّه عند اللصوص المجرمين اللي عاوزين يدمروها بأي شكل…بس طول ما في ناس زينا هتفضل تضحي عشان البلد دي..هتفضل بلدنا فووق..عااليه..مرفووعه عن ايد المجرمين اللي زي سامح الصعيدي وغيره كتيير 
تنفس حمزه بهدوء…ثم جلس على المقعد أمام المنضده..
أخرج من جيبه ورقه كبيره كانت مطويه عدة مرات 
وضع حمزه الورقه امامهم وكانت تشبه الخريطه تماماً..ولكن بعبقرية حمزه وتصميمه 
وضع حمزه إصبعه على نقطه بارزه في منتصف الخريطه…ثم أردف وهو ينظر لأعينهم بقوه 
— ده المكان اللي هنبتدي بالهجوم عليه..ده المكان اللي اجهزتنا الأمنيه قدرت توصل لعدد من اللي شغالين تبع سامح 
تنهّد حمزه بثقه ثم أبعده يده عن الورقه ليقوم بقلبها على الجانب الفارغ منها..
وقبل أن يخرج قلمه ويقوم بالتخطيط عليها…رفع وجهه لينظر إليهم ثانيةً مردفاً بتحذير
— خدو بالكم كويس…سامح مش سهل…الراجل ده الحكومه المصريه بقالها ازيد من عشرين سنه مش عارفه تقبض عليه..الراجل ده شيطان بمعنى الكلمه
لمح حمزه في اعينهم التوتر والوجل قليلاً…فتابع بثقه وهدوء محاولاً أن يبث التفاؤل والعزم بهم 
— أن مش بقول كده عشان تخافو…أنا منقيكم كويس من بين آلاف الظباط في الداخليه…عشان عارف وواثق إن بتكلم مع عقول ناضجه..عقول بتفكر 
واثق ان اللي قاعدين قدامي دول من أذكى الظباط 
بعد ربنا سبحانه وتعالى…انتم اللي هتنقذو البلد دي من سامح وأمثاله 
سامح اه جنسيته ألماني…بس قُعاده في المانيا كان تمويه للحكومه المصريه والجيش…لكن في الحقيقه
سامح الصعيدي زيه زي باقي الجواسيس…اللي شغالين تبع إسرائيل 
التاريخ بيعيد نفسه تاني…فيه خونه زي سامح كتير…بس فيه ناس زيكم تقدم روحها على طبق من دهب لاجل بلدها تعيش…وتأكدوا ان الحق هو اللي بينتصر دايماً…لإن احنا على حق…احنا بنجاهد في سبيل ملايين تعيش..فثقوا في ربنا ان النصر لينا وهتفضل مصر منصوره دايماً
إسرائيل وجواسيس إسرائيل فاكرين إنهم هيقدروا يدخلوا مصر زي زمان..بس بعينهم…زي ماعملنا فيهم زمان….هنقدر نعمل أكتر منه دلوقت 
تنهّد الجميع بثقه وتفاؤل…فتلك الكلمات التي القاها حمزه عليهم…بثت فيهم روح العزيمه والإصرار والتفاؤل..
نعم عزيزي…يوجد الكثير من الخائنين لبلادهم والذين تستعملهم إسرائيل ضد البلاد الأخرى..ولكن..إحذر أيها الخائن…فمصر لن ولم تهزم أبد الدهر وستظل أبيه مرفوعة الرايه دائماً..راية الحق..الإنتصار 
ورغم مرور عقود من الزمن عاشها العدو الإسرائيلي غارقا في وهم ظنه أنه صاحب أجهزة المخابرات الأقوى و”الجيش الذي لا يقهر”، إلا إن مصر عبر أجهزة مخابراتها، كانت على يقظة كبيرة، حيث استطاعت المخابرات العامة المصرية، خلال فترة الصراع مع إسرائيل، إلقاء القبض على الكثير من الجواسيس الذين كانوا يعملون لصالح الكيان الصهيوني ممثلًا في “الموساد”
وستنتصر مصر في كل مره كالعاده رغم الدماء والتضحيات الكثيره من ابنائها…إلا وأن كل ذلك يأتي فداءًُ لبلادنا 
..
تابع حمزه وهو يخطّ بالقلم على ظهر الخريطه…حيث رسم خطوطٍ كثيره وعند كل خط..ابرز عدة نقاط 
— هنعتبر إن النقطه دي هي اللي هنوقف عندها الكتيبه تلاته وسبعين…وعلى الجهه التانيه هيكون معانا الفرقه المدرعه بالإضافه لدبابه مجهزه على الجهه الشمال..
أومأ له الجميع وهم بكامل انتباههم لما يفعله حمزه 
تابع حمزه بعد أن قام بوضع نقطه بارزه كبيره في المنتصف ثم ترك القلم من يده ونظر لهم بثقه
— ودي نقطة الهجوم..كل واحد فيكم هيبقا مشرف على كتيبه…احنا هنبدأ الاول من الطُعم..الخيط الصغير…هنهجم على أعوان سامح ونصطادهم واحد ورا التاني الأول…وبعد كده ننزل الشبكه ونصطاد سامح الصعيدي…وبالنسبه لموكب المومياوات فالحمدلله انه عدى بسلام.. الأجهزه الامنيه بتاعتنا
كانت عينها وسط راسها وقدرت بجداره تأمن الموكب بالكامل عشان يظهر للعالم بالشكل اللي يخلي اي مواطن مصري يمشي رافع راسه
…المهم دلوقت فهمتم هنعمل ايه  !!
أومأ له الضباط..من بينهم نادر الذي مازال في حيرةً من أمره..بسبب وجود ساندي معهم وهو كان يظن أنها تعمل مع سامح 
نادر بهدوء
— حمزه باشا..هو انا ممكن استفسر عن حاجه  !
ابتسم له حمزه فهو يعلم مالسؤال الذي سيطرحه نادر عليه…فيبدو من تعبيرات وجهه أن ذاك السؤال يحيره جداً
حمزه باإبتسامه وثقه وهو يشير لساندي هاتفاً امام الجميع بصوت واضح
— أنا بشكر ساندي الشناوي على تعاونها معانا…ساندي اتحملت اهانات “قصد حمزه بتلك الإهانات..هو مافعلته ريناد بها حين كانت ساندي تحاول التقرب من حمزه..ولكن كل ذلك كان مُخطط من قبل حمزه وساندي لتمويه سامح وأتباعه حتى لايشكون بساندي حينما كانت تعمل معهم”
ابتسمت ساندي بفخر ورضا…فتابع حمزه بإيماء وابتسامه راضيه
— لولا المعلومات اللي جابتها ساندي عن سامح مكناش عرفنا نوصله بأي شكل…دلوقت..مهمتك ياساندي انتهت معانا وبنشكرك لحد هنا…انتي مثلتي المرأه المصريه بشكل جميل لما نزلتي من ايطاليا وضحيتي بحياتك عشان بلدك 
تدخل نادر في الحديث..فأردف بدهشه 
— يعني…يعني كل ده كان بتخطيط منك ياباشا 
حمزه بضحك من صدمة نادر
— اومال انت فاكرها سهلها كده…لاا ياحبيبي..أي مؤامره ضد مصر..لازملها تمويه وتخطيط دقيق 
نادر بإيماء 
— حضرتك ياباشا دماغك دي تتاقل بالماس 
ابتسم الجميع…فاأردفت ساندي موجهه حديثها لحمزه
— باشا..ممكن اتكلم مع حضرتك على انفراد  !؟
حمزه بإيماء وموافقه
— اه طبعاً..اتفضلي 
اتجهت ريناد لإحدى الغرف برفقه حمزه 
عقد حمزه يديه على صدره ينتظر منها التحدث
أردفت ساندي بإبتسامه عذبه
— شكراً لحضرتك على كل حاجه عملتها معايا…لولا انك لحقتني من مرات ابويا قبل ماتموتني وسفرتني ايطاليا كان زماني في التُراب دلوقت 
أنا عارفه ان اختي الله يرحمها ويغفرلها مصانتش حبك ليها وخانتك مع اخوك اللي المفروض كان خطيبي الله يرحمه ويسامحه هو كمان..واحد غيرك كان قال مليش دعوه دي في الاول والاخر اخت مراتي…وابوهم واحد..وانا مش هساعد واحده اختها خاينه…بس حضرتك ياباشا كنت كريم معايا..انا بجد بشكرك..وياريت تفهم ريناد كل حاجه…لاني لما كنت بمثل اني بحبك وعاوزه اخدك منها…كنت ببقا مقهوره وموجوعه من جوايا وانا بشوف الغيره والحب في عينيها…عارفه شعور اي ست لما واحده تانيه تبص لراجلها…بس حضرتك عارف ان كل ده كان تمويه…ياريت تفهم ريناد ان مقصدش ازعلها او اخدك منها خالص…وخلي بالك منها ياباشا..ريناد بتحبك 
تنهّد حمزه بحزن حينما تذكر طفلته…كم يشتاق لها
كم يود لو يترك العالم بآسره ثم يهرول اليها ليختبئ في احضانها بين ذراعيها الصغيره…ولكن..ولكن الوطن أهم..
حمزه بإيماء ونصف ابتسامه
— متشكرنيش ياساندي..انا اللي لازم اشكرك على تعاونك معانا..وعلفكره انا حجزتلك تذكره لإيطاليا..لأن رجالة سامح بيدورا عليكي دلوقت ولازم تسافري قبل مالحرب تبتدي عشان ساعتها مش هعرف احميكي 
ابتسمت ساندي..ثم خرجت من الغرفه وألقت تحية الوداع على الجميع…لتعاود أدراجها وتهيء نفسها للسفر خارج مصر…
ومن خلال ساندي وذكائها وتضحيتها  تم إبراز دور المرأه في المجتمع 
فإنّ عقل المرأة إذا ذبل ومات.. فقد ذبُل عقل الأمة كلها ومات.
…..
دوى صوت رنين هاتف حمزه…فأخرجه ليجيب على المتصل 
حمزه بهدوء وثقه معتاده
— لقيته  !!
الرجل على الطرف الآخر
— لقيته ياباشا…تحب أجيبه معايا  !
حمزه بنفي وتخطيط
— لاء…هات الحاجه الأول..وسيبه دلوقت 
الرجل بطاعه 
— آوامرك ياباشا..
اغلق حمزه هاتفه وهو يبتسم بخبث وتخطيط ملحوظ انتبه له جميع الظباط 
فـ إلى ما يرمق ذاك الجِنّ الذكي!!؟ وعن ماذا تسفر تلك الإبتسامه الخبيثه  !!؟
______________________
في إحدى الغرف بالفنادق الفخمه بمدينة العالمين الجديده 
…………
ابتسمت بخبث..ثم أخرجت سيجاره من العلبه خاصتها…أشعلتها بوقاحه ثم نفثت دخانها مكونه سحابه سوداء امامها..
نظرت لذاك المخمور النائم بجانبها..ثم هتفت بخبث
— هعمل اللي قلتلك عليه 
نظر لها الرجل بنصف عين مفتوحه ثم همس بوهن
— وهو هيصدق!! باسم مش سهل برضو..مش اي حاجه تدخل عليه بسهوله كده 
نظرت له بغيظ ثم تابعت وهي تنفث الدخان بغضب
— ههدده بالفديو اللي معايا…وبعدين مراته هبله وهتصدق علطول 
الرجل بدهشه
— انتي هتدي لمراته الفديو!! 
اومأت بخبث 
— لو معترفش ان حامل منه..هضطر اعمل كده 
الرجل بدهشه اكثر
— مااجي انتي اتجننتي!! مش كفاايا ابوكي مفكر انك رجعتي دبي وانتي لسه في مصر!! كماان هتروحي برجلك للنار تاني…مااجي..باسم المرادي مش هيعدهالك بالساهل 
اطفأت السيجاره بغل وحقد ثم رمقته بنظرة خبث وغيظ مردفه 
—هاادي… بااسم ليا من الأول..انا حاولت اتغير عشانه لكن هو كل مره كان بيصدني…يستحمل بقا اللي هيحصله
هادي بحيره 
— مااجي..لااء..لاا انا مش موافقك على اللي هتعمليه ده…انتي كده ممكن تنأذي..افرضي…افرضي خلاكي تعملي اجهاض بالعافيه…هتعملي ايه وقتها 
كزّت على اسنانها بغيظ ثم تابعت بحقد
— هتحامى في مراته  
اتسعت عينان هادي بذهول ليهتف بسخريه
— يعني عاوزه تاخدي الراجل من مراته وكمان تتحامي فيها…طب تيجي ازاي دي..فهميني معلش اصل انا غبي 
أجابت بثقه وغرور
— نور مراته طيبه وهبله…هتمسكنلها شويه واعيطلها شويه واقولها يرضيكي جوزك يعمل الغلط معايا واحمل منه وميعترفش باللي في بطني…فهي بقا عشان طيبه هستغل أنا سذاجتها دي..وهصعب عليها..تقوم طالبه الطلاق من باسم ويدبس فيا..شوفت بسيطه ازاي 
رمقها هادي بعدم تصديق ليردف
—دا انتي…ده انتي ابليس يقولك يااستاذه…المهم تحافظي على اللي في بطنك ياماجي…مش هسامحك لو جراله حاجه 
ماجي بسخريه 
— متقلقش…في اأم برضو تأذي ضناها  ! 
فماذا ستفعل تلك الحيّه لتلدغ باسم بسُمها  !!؟
___________________
في إحدى الجبال بسيناء 
…….
ظل سامح يجوب الحجره بالجبل ذهاباً وإياباً في توتر وقلق 
وصل صوت انفاسه الغاضبه لفاديه…فسألته بقلق 
— في حاجه ياسامح  !! 
التفت اليها ليهتف بغضب 
— زفته ساندي زي ماتكون فص ملح وداب…محدش لاقيها من الرجاله…بنت الكلب هتفضحني وتطلع كل اسرارنا…ده اذا مكنتش قالتلهم على كل حاجه
ظل يتنفس بغضب ثم تابع بصياح
— حسااابك تقل معايا ياحمزه..واالله لحزنك على أعز ما ليكي 
رمقته فاديه بدهشه ثم ابتلعت ريقها بخوف هامسه
— قصدك ايه ياسامح  !! 
اجاب بغضب أعمى 
— هلاقي ريناد واساومه بيها 
اتسعت أعين فاديه بذهول فهمست بخوف وتوسل
— انت اكيد بتهزر…دي بنتك ياسامح..هتساومه بيها!!
سامح بخبث 
— وهو يعرف منين ان ريناد بنتي…انا طبعاً مش هأذيها..بس انتي بتقولي انه بيحبها…يبقا نلعب على نقطة ضعفه 
فاديه بتوتر وقلق
— انا في حاجه مخوفاني 
رمقها سامح بغيظ ثم هتف بغضب
— وانتي بيجي من وراكي خير يافاديه…في ايه!!
ابتلعت فاديه ريقها بتوتر لتجيب
— أنا..أنا كنت اتفقت مع السكرتيره بتاعت عمر انها تعرفلي مكانه فين في المالديف وبعت رجاله يقتلوه هو ومراته…وكل شويه بتصل على السكرتيره دي تجبلي اخبار عن الشركه..معدتش بترد عليا خالص
خايفه لتروح تبلغ عني 
ابتسم سامح بسخريه ثم نظر لها نظره سريعه ساخره مردفاً
— من حقك تترعبي مش تخافي…عمر ابن جوزك لسه عايش زي الاسد ومراته محصلهاش حاجه..وامبارح نزلو مصر واحد من رجالتي شافهم في المطار 
نظرت له فاديه بصدمه وخوف شديد لتهمس بقلق وهي تفرك يديها
— كنت حاسه…كنت حاسه ان الرجاله اللي سلطهم عليه معرفوش يقتلوه…عمر ده فرعون..لو عرف ان انا السبب..هيدفني بالحيا…سامح انا مرعوبه..ممكن السكرتيره اللي اسمها هنا دي تقوله صح  !!
هزّ سامح رأسه بسخريه ثم أجاب ضاحكاً بإستهزاء 
— الحقيقه مش هنا اللي هتقوله…لااء..أكرم..أكرم ابني يافاديه هو اللي هيعرف عمر باللي عملتيه 
زادت حيرة فاديه وصدمتها..فاابتلعت ريقها عدة مرات بخوف شديد حتى أنها بكت من شدة الهلع الذي انتابها…همست بصدمه ودهشه
— وايه اللي هيجيب أكرم لعمر  !!
تابع سامح وهو يمسح وجهه بقلق
— الحظ..حظنا الاسود هو اللي جمع ابني مع ابن جوزك…أكرم سمعك وانتي بتتكلمي عن جريمتك الهباب اللي خططتلها من غير ماتاخدي رأي…وابني مبيحبش يشوف الغلط ويسكت عليه..أكرم سجلك يافاديه كل اللي قولتيه وسافر على إسكندريه من فتره 
وعشان مش عارف حاجه هنا خالص…فزمانه معرفش يوصل لحد من عيلة الرفاعي..بس خلاص عمر وصل والأوراق هتنكشف وهنروح في داهيه وابني ممكن يحصله حاجه بسببك 
نظر لها سامح بغضب ثم صرخ بقوه
— كله بسبب غبااائك…من ساعة معرفتك واناا المصااايب بتنزل على دماااغي…ابني لو جرااله حااجه يافاااديه انا اللي هدفنك بالحيا 
أومأت له فاديه بخوف..فتابعت بهدوء حتى تجعله يهدأ هو أيضاً
— ملوش لزوم الكلام دلوقت ياسامح..خلينا نفكر هنعمل ايه دلوقت 
اغمض عينيه بغضب ثم تنفس بعمق هاتفاً
— دلوقت احنا لازم نغير مكان وجودنا…زمان الزفت حمزه عرف كل حاجه عننا بفضل الخاينه ساندي..ولو حمزه معرفش يوصلنا…يبقا عمر اللي هيوصلنا لو عرف باللي عملتيه…احنا لازم نمشي من هنا 
لحظات وانتفض سامح وفاديه معاً عند دخول أحد رجالته ممسكاً رجلاً من ياقة قميصه والرجل يلهث بخوف 
سامح بدهشه وهو ينظر لكلاهما
— في ايه!!! مااله محمد عمل ايه!! 
الرجل التابع لسامح 
— الوااد ده ياباشا طلع بيتجسس علينا وشغاال لحساب الداخليه 
تحولت ملامح سامح للغضب الشديد ليهتف بحنق 
— حتى انت يازبااااله…حتى انتتت طلعت خاااين 
محمد بخوف ولكن استجمع شجاعته ليهتف بثقه 
— انت اللي زباله انت وامثالك…وطول ماللي زيك موجود في بلدنا…هنفضل نحارب عشان نخلص عليكم وننضف بلدنا من نجاستكم وقرفكم 
أخرج سامح مسدسه ليهتف بغضب 
— كتفلي الواد ده 
قيد الرجل يد الجندي الشاب محمد عبد الحفيظ جيداً…فجذب محمد يده منه ثم عدل من ياقة قميصه بفخر مبتسماً بثقه ليردف وهو ينظر في عين سامح بقوه وبثقه
— مفيش احسن من إن اموت في سبيل بلدي.. انا قدامك اهو..مش ههرب منك..اقتلني..
انهى جملته ليغمض عينيه وينطق الشهادتين في نفسه
رمقه سامح بغيظ…ثم رفع سلاحه ليصوبه في رأسه الجُندي مباشرةً..وفي لمح البصر انطلقت الرصاصه لتستقر في رأس محمد…فخر صريعاً على الفور وصعدت روحه الطاهره لربها 
فالوطن شجره طيبه..لا تنمو إلا في تربة التضحيات 
وتسقى بالعروق والدم..
اقترب سامح من جثته ثم ابتسم بسخريه وتفكير ليخطط لشئ في رأسه 
نظر سامح لأحد رجاله بخبث وحقد مردفاً بأمر
— هات السيف اللي معاك ده
أعطاه له الرجل بطاعه على الفور…فتناوله سامح منه وهو ينظر بغِل وخبث لجثة محمد الهامده 
فما الذي يدور برأس هذا الخائن  !!! 
___________________ تأليف/ نرمينــا راضـي 
أمام بيت المدعو سيد الشحات في تلك الحاره الضيقه..
……..
إنه يطلبني للزواج مقابل أن يجد لك سيارتك 
قالتها روضه بلهجة اكرم وهي تنتظر بلهفه إجابته 
أكرم بتلقائيه 
— Well … the important thing is to get my car back
حسناً… المهم أن أستعيد سيارتي 
فتحت روضه فمها بذهول وشهقت بدهشه لتجيب بعد لحظات من التحديق بأكرم بعدم تصديق
—  وحيااات أمممك  !!…بقااا تااخدي عضم وترميني لحم..قصدي تااخدني لحم وترميني كفته
يوووه هو منين بيودي على فين…حاازوقه..انت طاالق 
تأمل أكرم تعبيرات وجهها المغتاظه والغاضبه…فضحك بمزاح ومشاكسه مردفاً 
— Ooooh ..  Rawda.. by god .. i am only joking with you .. don’t look at me like that! 
اوووه.. روضه.. بربك.. أنا أمزح معك فقط.. لا تنظري إلي هكذا  ! 
زّمت شفتاها بغيظ ثم وضعت يدها على خصرها لتقترب منه وتقف امامه…نظرت في عينيه بقوه هاتفه بحنق
— Do you mean that he did not separate with you his request to marry me !! Is your car the most important !!
هل تقصد أنك لم يفرق معك طلبه للزواج مني!!  هل سيارتك هي الأهم!! 
ضحك أكرم بشده فقد أدرك أن تلك الثرثاره تغار بجنونٍ قاتل…أردف من بين ضحكاته
— I just wanted to see your reaction … but I really didn’t mean that
أردت فقط أن ارى ردة فعلك.. لكن حقاً لم اقصد ذلك 
روضه بتنهيده
— امممم…اووك ياحازوقه 
وقف سيد بينهم يتأمل كل منهم بدهشه قليلاً..هتف بضجر
— ده اييه الفيلم الأجني اللي شغال قداامي ده 
نظرت له روضه بغيظ..وقبل أن تتكلم..تدخل أكرم مردفاً بثقه وهو يقترب من سيد…ثم جذبه من ملابسه ليربت على كتفه بسخريه
— Get away from Rawda and bring me my car or else I will kill you in front of this crowd of people
إبتعد عن روضه وأحضر لي سيارتي وإلا قتلتك أمام هذا الحشد من الناس 
تأملته روضه بإعجاب شديد..حتى أن عيناها كادت أن تنطق من شدة إعجابها بأكرم…لم تصدق أن هذا العفوي الخجول سيكون بتلك الشجاعه…
أخرجها عن شرودها صوت سيد وهو يقول 
سيد بعدم فهم من حديثه 
— انت بتقول اييه ياجدع انت…انت هربان من بوليود ولاايه 
روضه بغيظ وهي تقف خلف أكرم 
— هاهاها…خفه ياااض…
تابعت بإستياء 
بقلك ايه يازفت الطين انت…رجعله العربيه بتاعته…ده واحد نازل مصر يومين ومسافر بلده تانيه…رجعله حاجته اللي سرقتها…منك لله بتشوه سمعة البلد 
دفع سيد يد أكرم عنه ليهتف بغيظ وضجر هو الاخر
— بقلك ايه يابت انتي وسي مهند بتاعك ده…انا لاشفت الجدع ده قبل كده ولا خدت عربيات..وان مامشيتوش من قدامي حالا…هعلملك على وشه الحلو ده 
شعرت روضه بالخوف حيال أكرم…نعم فأمثال سيد يقتلون بدمٍ بارد…لذا خافت روضه من ذاك المجرم أن يصيب أكرم بضرر ويؤذيه…لذا فضلت الصمت ثم جذبت أكرم لتسير به بعيداً قليلاً
توقفت لتهمس بتوتر
— Akram .. I am afraid of you .. forget about your car .. This man is a criminal and we will not be able to do it
أكرم.. أنا خائفه عليك.. انسى أمر سيارتك.. هذا الرجل مجرم ولن نقدر عليه 
نظر أكرم لسيد فوجده ينظر له بحقد…تغاضى عن ذلك لينظر لروضه متحدثاً بنفي 
— My phone was in the car .. and it has important things on it .. I tell him that I only want the phone
هاتفي كان بالسياره.. ويوجد عليه أشياء مهمه.. أخبريه بأني اريد الهاتف فقط 
هزّت رأسها بنفي لتجيب بهدوء 
— No, Akram, I will not … I am terribly afraid of you … You do not know how evil this man 
لا يا أكرم.. لن أفعل… أنا خائفه عليك بشده.. أنت لاتعلم مدى شر هذا الرجل  
تنهّد أكرم بيأس ثم هتف بتصميم
—Well .. what do you think we should tell the police?!?
حسناً.. ما رأيك أن نخبر الشرطه.!؟ 
ابتسمت لتجيب بهدوء 
— As you like .. But let’s go home now because it’s night
كما تريد.. ولكن دعنا نذهب للبيت الآن فقد حلّ الليل
أكرم بإيماء 
—  Well … let’s go
حسناً..هيا بنا 
سارَ سوياً ليتجهوا للشارع الآخر والذي تقطن روضه بأحد بيوت..
ظلت تختلس النظرات لأكرم بين الحين والآخر..
لمحها أكرم..فاأدارت روضه وجهها على الفور بخجل 
ابتسم أكرم ثم ضحك بصوت ليردف 
— You look beautiful and you are shy ..
تبدين جميله وأنتي خجوله..
نظرت له روضه بنظرة غرور مضحكه ثم هتفت بثقه مصطنعه 
— طول عمري حلوه…والحلو حلو لو حطوه في شوال….شوال ولا رجب هيخهيخهو 
لم يفهم أكرم بما هتفت به تلك الثرثاره المرحه ولكنه ضحك بشده على طريقة ضحكها الساخر 
اكرم بضحك 
—You know … I’ll miss you so much when I travel
أتعلمين.. سأشتاق إليكي كثيراً عندما أسافر 
ابتسمت روضه نصف ابتسامه ولكن بدا على وجهها علامات الحزن 
أردفت في نفسها
— اييه ياابت ماالك..حبتيه ولاايه…لااا..انشفي كده..الحب ده للعيال التوتو…وكوتو موتو ياحلوه يابطه هيهخيهخو والله انا بت بابلي سايحه جت في حلمي…أحمد حلمي…هيهخهيو أو حلمي بكره هيخهيخهو أيهما اقرب…الاتنين عسلات عشان الرقابه 
وصلا للبيت….ولكن لم ينتبه كلاهما لتلك الأعين التي تشبه الصقر وتراقبهم من بعيد في الظلام  !!
.. توقف أكرم ممتنعاً عن الدخول لبيت روضه
روضه بدهشه وتساؤل 
— Why did you stand … Come on, come
لماذا وقفت… هيا تعال 
أكرم بنفي وخجل
— I don’t want to annoy you any more
لا أريد أن اسبب لكم إزعاج أكثر من ذلك 
روضه بمزاح
— يااتي بطه انتي…انتي بتنكسفي يابيضه..اشطاااا
تابعت بحِده 
— خش ياااض بدل مااجيبك من قفااااك 
Enteeeer.       إدخخخل
أكرم بدهشه وضحك ولكنه كتم الضحك في نفسه
— Well .. don’t shout like that .. I’m coming
حسناً.. لا تصرخي هكذا.. أنا قادم 
لم تنتظر روضه أن يدخل…فجذبته من قميصه بقوه..لتجبره يدخل رغماً عنه 
دلف الإثنين للداخل…كادت روضه أن تتحدث بمرح لوالدتها كالعاده…ولكن فتحت فمها بذهول وشهقت بدهشه حينما رأت ذات الملامح الطفوليه الجميله نائمه على قدم والدتها 
روضه بدهشه وفرح 
— عاااااااااا رينااااااااد  
(أنتم الآن تقرأون وتتفاجؤ..ويدور بعقلكم هذا السؤال:
من الذي أتى بريناد لبيت روضه!؟..وما هي العلاقه التي تربطهم ببعض!!؟
ومن الذي يراقب أكرم وروضه  !!
قلت لكم..لن تستطيعوا تخمين المكان الذي ستذهب ريناد إليه ????
_____________________
عند الذئب وفريسته
……
انتهز إدوارد الفرصه ليصعد سريعاً إليها…وقبل أن تصرخ مارينا…كتم أنفاسها..ثم حملها ليصعد بهاا للأعلى…ظلت تتململ من بين يديه حتى تستطيع الإفلات والهرب ولكن باتت محاولات تلك المسكينه فاشله 
وضعها إدوارد على السرير ليفك أزرار قميصه وهو يضحك برغبه وخبث.
صرخت مارينا بخوف وبكاء..فهاهو مشهد اغتصابها من الذئب الوسيم يتكرر ثانيةً على يد أحد أصدقائه
أسرع إدوارد بالإقتراب منها ثم كتم فمها بيده حتى لايصل صوت صراخهها ليوسف 
ظل إدوارد واضعاً يده على فم مارينا يمنعها عن الصراخ بينما اليد الأخرى تتسحب ليحرر القميص من على جسدها
لم تتحمل مارينا مايحدث لها ففقدت الوعي تماماً…بينما إدوارد اتسعت ابتسامته الخبيثه..فترك يده من عليها…لينزع قميصه عن نفسه…ثم امتدت يده ليحرر باقي القميص لمارينا وهو يضحك ويبتسم بلهفه كالمجنون 
….
أما تحت بالأسفل تنفس يوسف بغضب وبدا آثار الخمر على وجهه..
شعر بالقلق يساوره عندما تأخر إدوارد…فظن أنه صعد لمارينا فوق وهي وحدها 
هزّ يوسف رأسه بعنف ثم صفع وجهه عدة مرات كي يفيق..فقد تملك الخوف منه بالفعل من أن يكون صديقه فعل بها شئ 
ولكن آثار الخمر كانت اقوى..فتملك منه الثمل وصار سكراناً بالفعل 
اتجهه ليصعد للطابق العلوي وعندما اقترب من السُلم تهاوى عند أقرب درجه…ثم ثقلت جفونه ليغطّ في النوم رغماً عنه 
…..
في تلك اللحظه..
وصل وائل للڤيلا بعد أن عزم على مواجهة يوسف حينما علم بما فعله بمارينا من قبل الدكتور سعيد
فلم ينتظر وائل دقيقه واحده…واستقل سيارته ليقودها بأقصى سرعه متجهاً لڤيلا صديقه المجنون
..
وها هو وصل بالفعل إليها..
كان وائل يمشي مسرعاً في الخطوات حتى وصل لداخل الڤيلا 
شهق بدهشه عندما رأى يوسف ينام على إحدى درجات السلم بإهمال 
اتجهه اليه وائل بخوف وهو يهزّ من كتفه هاتفاً بصياح
— يووووسف…يوووسف اصحاااا..يوووسف 
خاف وائل بشده عليه من أن يكون قد حدث له مكروه…فقام على الفور برفع معصم يده كي يتأكد من انتظام النبض عنده 
تنهّد بِراحه عندما تأكد أنه على قيد الحياه 
لحظات وشهق وائل بخوف أكبر متزكراً مارينا 
قاده القدر للصعود بسرعه لفوق..فكان يصعد الدرجات بسرعه وبخوف 
ظل يتنفس بصعوبه ثم اتسعت عينيه بذهول عندما لمح أحد الشُبان يحاول التقرب لمارينا ولكن في كل مره يقترب منها كان يسقط أرضاً كالمخمور الذي تملك من الثمل فلم يعد يرى أمامه 
هرول وائل لتلك الغرفه على الفور ثم جذب إدوارد من قميصه لينقض عليه بغضب عارم يكيل له اللكمات في كل إنشٍ بأنحاء متفرقه في جسده 
حتى فقد إدوارد الوعي من قوة اللكمات التي كان يوجهها وائل له بغيظ وبغضبٍ عارم صارخاً
— اوسااااااخ….كلكم أوسااااخ اتفووو علييكم وعلى تربييتكم 
تنفس وائل بغضب شديد..ثم مسح على وجهه وهو يستغفر الله عدة مرات كي يهدئ من نفسه
التفت لمارينا فوجدها مُلقاه على السرير بإهمال ونصف جسدها عاري إثر القميص الذي حرره إدوارد عنه 
أغمض وائل عينيه بغضب وغيظ من يوسف وأصدقائه وبما فعلوه بتلك المسكينه 
اقترب منها وائل وهو يتحاشى النظر لجسدها العاري
قام بإغلاق أزرار القميص لها ثانيةً..حتى استطاع أن يستر جسدها 
ثم وضع اصبعه على معصم يدها كي يتأكد من انتظام نبضها ايضاً فوجده على مايرام…
اتجهه ليحضر دلو ماء بارد..
أحضره ثم اقترب من مارينا وأخذ يمسح على وجهها بالماء أحياناً…ثم يُقرب بعض العطر من أنفها كي يجعلها تفيق بسرعه
وبالفعل ما هي إلا لحظات حتى فاقت مارينا 
وضعت يدها على رأسها بتعب…ثم فتحت عينيها ببطئ ووهن..
لحظات واتضحت صورة وائل أمامها..رمشت بأهدابها عدة مرات غير مصدقه رؤيته أمامها 
صرخت فجأةً بإنهيار وتوسل 
— لااااا…لاااا متعملش فيااا حاااجه…سيبني امممشي…حرااام عليييك..اناا معملتش حااجه 
اقترب منها وائل بحزن ليحيط وجهها بيده هامساً بهدوء وباابتسامه عريضه 
— ششش…اهدي..متخافيش..محدش هيعملك حاجه..انا وائل يامارينا..متخافيش 
تأملته للحظات ثم تحسست وجهه بأناملها كي تتأكد من أنها لا تحلم 
أجهشت بالبكاء لتندفع نحوه ترتمي بأحضانه وهي ترتجف بخوف وبكاء 
تنهّد وائل بحزن وغضب على حالتها…ظل يمسد على شعرها بحنان أخوي كي بجعلها تهدئ 
ابتعدت عنه لتردف ببكاء وتوسل
— خدني من هنا ياوائل…عشان خاطري…عشاان خااطري متسبنيش مع يوسف 
وائل بإيماء وتأكيد
— متخافيش يامارينا قلتلك…هاخدك من هنا..ويوسف أنا ليا تصرف تاني معاه 
أومأت له ببكاء…ثم مسحت دموعهها فقد شعرت ببعض السكينه في وجود وائل…ذلك الصديق الطيب والأكثر من أخ 
وائل بتساؤل 
— يوسف سكران صح  !!
مارينا بإيماء وحزن 
— ايوه 
وائل بتفكير
— اممم…عندكو سمك 
رمقته مارينا بدهشه ثم ضحكت رغماً عنها وهي تقول بمرح 
— لااء معندناش 
ضحك وائل فتابع بمرح
— اومال عندكو ايه دشبادشيب 
ضحكت مارينا بشده فشاركها وائل الضحك…ثم توقف ليردف بجديه 
— والله وحشني الهزار معاكي…المهم عندكو سمك هنا بجد 
مارينا بتعجب
— سمك!! لييه!!
وائل بذكاء
— خدي بقا مني معلومه للزمن تنفعك..انتي عارفه ان السكران لما يشم ريحة السمك بيفوق علطول 
مارينا بذهول وعدم تصديق 
— انت شايف ان ده وقت هزار ياوائل  !!
وائل بجديه
— علفكره بتكلم بجد والله…انا معرفش معلومه صح ولاغلط..بس شفتها على النت..احنا نجربها ونشوفه هيفوق ولا لاء…لو مفاقش نوديه مستشفى وبالمره يتعالج هناك ايه رأيك.!!
مارينا بتفكير ويأس
— اللي تشوفو ياوائل…بس أنا مش هقدر اقعد معاه تاني 
وائل بهدوء وهو يقوم ويتجه للمطبخ كي يبحث عن أي قطعة سمك 
— يوسف هيتعالج من الهباب ده وبعدين اخليه يتجوزك 
مارينا بدهشه ونفي 
— انت بتقول اييه ياوائل  !! لااا طبعاً لااا…بعد كل اللي عمله فياا عاوزني اتجوزه  !!
التفت لها وائل بعد أن احضر قطعه من السمك وجدها بالثلاجه 
— يوسف لازم يصلح غلطته…ومتخافيش..هرجعوهلك أحسن مني أنا شخصياً…يوسف طيب وجدع بس محتاج اللي يطبطب عليه ويوجهه للطريق الصح بهدوء 
مارينا بيأس ودموع
— حااولت…صدقني حااولت معاه كذا مرره.بس كل مره كان بيصدني وبيضربني…يوسف عمره مهيتغير…يوسف بيعاملني أكني خدامه عنده…او جايبني من الشارع
وائل بحزن على حالتها
— اوعدك ان هخليه يتغير يامارينا…اصبري عليه واديله فرصه اخيره 
رمقته بصدمه لتردف بإستنكار 
— يعني هتسيبني معااه  !!!
وائل بنفي 
— لااء طبعاً..انتي هترجعي لأهلك ومتخافيش هبقا معاكي علطول…وهنروح نزوره كل اسبوع كده في المستشفى اللي هوديه يتعالج فيها من المخدرات 
هاا..اييه رأيك  !! 
تنهّدت بحزن ثم أومأت بعد تفكير
— اللي تشوفو ياوائل… انت معتبرني زي اختك…واكيد عمرك مهترضي لاختك حاجه وحشه 
وائل باابتسامه لطيفه
— وتأكدي ان هبقى معاكي دايماً
أومأت له مارينا باابتسامه وتنهيده طويله…ثم اتجهه وائل وبيده السمكه لأسفل عند يوسف..تبعته مارينا لتشاهد هل حقاً سيفيق يوسف بمجرد أن يشم رائحه السمك…أم هذه مجرد معلومات خاطئه متداوله على الإنترنت لجذب مشاهدات عاليه فقط  !! 
اقترب وائل من يوسف ليُقرب السمكه من أنفه 
…لحظات وبدأ يوسف يفتح جفونه ببطئ 
ابتسم وائل بسعاده ودهشه وكذلك مارينا غير مصدقين مايحدث 
فتح يوسف عينيه ببطئ ثم همس بتعب
— انتو ميين  !!
نظرت مارينا لوائل بدهشه لتردف
— هو مفاقش لييه..ده مش عارفنا  !!
وائل بذكاء وتفكير وهو ينظر للسمكه ثم ليوسف الذي لم يستطيع التعرف على كلاهما 
— امممم…كده اناا فهمت…اللي كتب المعلومه دي كان قصده ان السمك ريحته بتخليه يفوق زي ماريحة البرفان بتخلي المغمي عليه يفوق كده
بس الفرق…ان السكران بيفوق وهو مش دريان بحاجه…يعني حواسه شغاله وذهنه لاء..
فدلوقت يوسف يعتبر فايق وشايفنا بس لسه عقله متعرفش علينا…يعني ساعه كده بالكتير على مايبدأ يفوق كلياً أو على حسب بقا النسبه اللي شربها 
ابتسمت مارينا بهدوء لتجيب
— بس حلوه الفكره بتاعت السمك دي…أنا مكنتش اعرفها خالص 
وائل بمرح وغرور مصطنع 
—.الدنيا بخير…طول ما وائل موجود..
تابع بجديه..
الفكره بتاعت ان السمك بيخلي السكران يفوق..هي حلوه بس زي عدمها…يعني عندك يوسف فاق اهو لكن عقله مغيب زي ماهو…وحلني بقا ساعه ولااتنين على مايفوق…انا معرفش الكميه اللي شربها أد اييه 
نظرت مارينا ليوسف بحزن..لاتعلم..أتفعل مثلما قال لها وائل وتعطيه فرصه أخرى…اما تبتعد عنه للأبد 
ظلت تفكر للحظات الا أنها لمعت برأسها فكره..فهتفت بلهفه
— وااائل…اييه رأيك لو نتصل برقم بتوع مكافحة المخدرات يجوا يخدوه دلوقت…دي فرصه انهم ياخدوه قبل ما عقله يرجعله…عشان انا متأكده انه لو عرف اننا عاوزين نوديه مستشفى يتعالج..هيرفض ومش بعيد يقتلني انا وانت 
رمقها وائل مفكراً للحظات…نظر ليوسف فوجده يحرك رأسه يميناً ويساراً وهو يأن بتعب 
اردف وائل بإيماء
— عندك حق…لازم نكلمهم قبل مايفوق  
تُرى مالذي سيحدث معهم  !!!
____________________________
في قصر مُهاب…
……….
لم تستطيع نور الصمود أكثر من ذلك من الإهانات التي يوجهها عمر لها…فهمست ببكاء
— الله يسامحك ياعمر..انا عمري ماافكر اخون باسم…انت فاهم غلط والله…خليني اشرحلك 
عمر بصراخ وغضب 
— مش عاااوز اسمممع حاااجه..كلكم صنننف زباااله…كلكم زباااله…انا هتصل على جووزك يجي يشووف الست هاانم مرااته المحترمه وهي بتتسرمح مع الرجاله
أنهى جملته ليقوم بالإتصال على أخيه…ثم انهى معه المكالمه ليعود للنظر لكلاهما بغضب شديد واستحقار 
تحدث مُهاب بهدوء
— اللي انت بتعمله ده غلط ياعمر 
عمر بسخريه 
— شووف ميين بيتكلم..الوسخ اللي كل يووم مع واحده شكل 
أطرق مهاب رأسه بخجل ليتابع بهمس
— عندك حق..بس نور محترمه..نور مرات اخوك انا مشفتش ست في أخلاقها
هتف عمر بغضب وهو ينظر لنور بإستحقار
— ولما هي محترمه اووي كده..ايه اللي يجيبها عندك يااستاااذ 
مهاب بتلقائيه
— أنا انقذتها من مجرمين كانو عاوزين يخطفوها
رفع عمر حاجبيه بدهشه ساخره ثم ضحك بسخريه مردفاً
— لاا حلو الفيلم ده..ليه جزء تاني عشان ابقى اتفرج عليه  !!
لم يجيبه مهاب وظل ينظر له بلوم وعدم تصديق..ان هذا الذي يقف أمامه ويتهم زوجة أخيه بالفحشاء هو عمر صديقه 
لم يأتي على باله يوماً أن يكون عمر بذلك السؤ والشر..
أما نور كانت تجلس على إحدى درجات سلم القصر وتخفي وجهها بين يديها لتبكي بحراره في صمت 
لحظات واتاهم صوت باسم وهو يصرخ بلهفه واشتياق عاشق
— نووووور 
انتبه ثلاثتهم لذلك الصوت الذي يعرفونه جيداً..فالتفتو اليه..
كاد عمر أن يتحدث…ولكن باسم لم يعير لشقيقه أو لمهاب أي اهتمام 
فقد اندفع نحو نور..ليجذبها لداخل صدره ويعانقها بقوه حتى كاد أن يمزق أضلاعها من قوة عناقه 
علا صوت نور بالبكاء فضمت نفسها اليه أكثر…رفعها باسم اليه ليكون رأسها عند مستوى رأسه..
انهل عليها يُقبلها جبينها بشغف واشتياق وعشق متناسياً عمر ومهاب تماماً اللذان وقفا ينظران لهما بدهشه..
فما أجمل العيون ونظراتها وما أجمل الأحاسيس وتصويراتها.. لحظة لقاء الحبيب.. فهي إبحار في فضاء الدفء والحنان في أجمل مراكبها، مراكب الدموع السعيدة، دموع الفرح وبسمة السعادة وشعور القلوب..
اخفى باسم رأسها داخل عنقه ليعاود احتضانها بقوه مجدداً وهو يهمس 
“نوري” 
همست نور من بين بكائها 
— بطلي…وحشتني…وحشتني اووي ياباسم..متبعدش عني تاني 
لم يستطيع باسم الصموم امامه شقيقه ومهاب فأذرفت دموعه حرها..ليجيب بشوق وهو يحتويها بين أضلعه جيداً
— الموت اهون عليا من بعدك عني يانوري..انا اسف ياحبيبتي..اسف ياروحي..اسف يانوري..اسف 
ابتعدت عنه نور قليلاً لتنظر في عينيه بعشق هامسه برّقه وهي تمسح له دموعه بحُب
— متتأسفش ياباسم..انت معملتش حاجه يابطلي 
باسم بنفي 
— لاا..لاا عملت..انا اللي معرفتش اخد بالي منك كويس…سامحيني يانوري..سامحيني ياحبيبتي
ابتسمت نور بحُب لتجيب
— انا اللي اسفه…انا اللي نزلت من غير اذنك 
باسم بدهشه وحيره
— وايه اللي نزلك يانور…انا…انا بحسب حد اتهجم عليكي في الشقه وخطفك 
هنا تدخل عمر هاتفاً بسخريه 
— الهانم مراتك…جيت لقيتها هنا عند مهاب..مراتك بتخونك يابيه وانت نايم على ودانك 
رمقه باسم بدهشه…ثم عاود النظر لنور..فوجدها تخفض رأسها وتبكي في صمت 
امتدت انامله ليرفع لها ذقنها…نظر في عيونها بقوه ثم همس بهدوء وهو يضغط على ذقنها برقه 
— ثقتي فيكي اكبر مما تتخيلي…مستحيل أشك فيكي…مستحيل يانوري 
ابتسمت نور بسعاده لتهمس بحُب
— صدقني انا عندي اتقطع حتت كده ولا إني اخونك او افكر في راجل غيرك..مجرد تفكير بس..مستحيل..اصلاً مش شايف غيرك في الدنيا 
انت حبيبي ياباسم…مستحيل اخونك..مستحيل 
انحنى باسم ليهمس بمشاكسه ومرح بالقرب من أذنيها
— خلي الكلام ده لما نروح عشان متهورش واعمل حاجه غلط قدامهم 
فور أن قال لها باسم ذلك..احمرت وجنتاها واشتعلت خجلاً…فتبسم باسم بمرح ليداعب وجنتيها مردفاً
— الخدود دي وحشتني اووي..عاوزالها قاعده لوحدها دي 
ابتسمت نور بخجل ووكزته في صدره هامسه بتحذير
— بااسم احترم نفسك احنا مش لوحدنا 
اومأ باسم بسعاده شديده كاتماً بصعوبه  الضحك على خجلها..فقد اشتاق لها كثيراً…يود أن يفتح قلبه ويدخلها فيه ولا يخرجها أبداً…كم يعشقها بحق..لدرجة أن كذب اخاه ولم يهتم لما قاله وهذا لثقته العمياء في حبيبته…وتلك هي علاقة الحب الناجحه..علاقه بنيت على أساس الثقه والإحترام
والثقة هي أكبر إثبات للحب…
التفت باسم لعمر ليجيبه بهدوء وبرود
— عيب لما تكلم على شرفك بالشكل ده…دي مرات اخوك يعني شرفها من شرفك…عيب اووي لما تذم فيها بالطريقه دي 
فقد عمر السيطره على نفسها فلم يكن يصدق أن أخيه سيحدثه بذاك البرود 
صرخ بغضب 
— انت اتجننت ياالااااااه…الحب عمااااك….بقولك مراااتك جيت لقيتهااا مع واااحد 
ابتسم باسم بسخريه ولكن ظل محافظاً على هدوءه ليجيب ببرود قاتل 
— احترم نفسك عشان مضطرش اغلط فيك وانت اخويا الكبير 
اقترب منه عمر بغضب شديد ليقف أمامه وينظر له نظراته المرعبه كعادته
توترت نور من نظرات عمر المخيفه…فتمسكت بذراع باسم بخوف…احاطها باسم من كتفيها كي لا يجعلها تخاف 
تحدث عمر بقسوه وغلظه
— هيجيلك يوم وتنكفي على وشك…الحب ده هيوديك في ستين داهيه 
باسم بهدوء 
— متخافش عليا انا كويس
هدوء باسم وسيطرته على الوضع جعل عمر يستشيط غيظاً فهتف بغضب
— اولعوو بجاااز كلكم 
تركهم عمر وقبل أن يتوجهه للخارج…التفت لمهاب هاتفاً بشده
— مشوفش وشك في الشركه تااني..هبعتلك فلوسك لحد عندك ومن هنا ورايح لاانتي صاحبي ولاانا اعرفك 
ثم التفت لباسم ليتابع بنظرة استحقار وغيظ
— وانت ميشرفنيش تبقا اخويا 
ابتسم له باسم بحزن وكذلك مهاب…ليتركهم عمر خارجاً من القصر بأكمله 
التفت باسم لمُهاب ليردف بتساؤل 
— ممكن اعرف بقا في ايه  !!
تنهّد مهاب بهدوء ليحكي له ماحدث منذ رؤيته لنور وهي تركض بخوف في إحدى الشوارع المظلمه
أما نور استرسلت الباقي…لتحكي له منذ أن اتتها تلك المكالمه تخبرها عن مرض عمها..
اغمض باسم عينيه بألم ثم ضم نور لصدره ليضع قُبله طويله على جبينها…ابتعد ليهمس بحُب 
— بحبك وعمري مااظن فيكي ظن وحش أبداً 
ابتسمت نور بحب لتدفن راسها في صدره هامسه برّقه 
— ربنا ميحرمنيش منك يابطلي…انت بطلي فعلاً 
همس لها باسم بمرح
— بطلك وحشه الملبن اووي 
شهقت نور بخجل فضحك باسم بخفه…ثم التفت ليشكر مهاب..متوجهاً هو الآخر لسيارته..
_________
بعد أن قادّ عمر سيارته بغضب شديد…توقف فجأةً 
ليحاول كبح غضبه فتنفس بهدوء وعمق عدة مرات
ثم أردف بتذكر وهو يخرج هاتفه 
— بنت الـ*** اللي بعتتلي صور يمنى بشعرها…كويس ان افتكرت..ده انا هطلع *** يابنت ال*** 
بس انا معرفش بيت البت دي ولااعرف اسمها…ومينفعش اكلم وائل عشان مش عاوزه يعرف اننا نزلنا اسكندريه دلوقت…اعمل ايييه…اووف 
لحظات وابتسم بمكر وخبث..ليقوم بالإتصال على هذا الرقم الخاص بصديقة يمنى والتي تدعى شروق
لحظات واتاه صوت رقيق يجيب
— الوو 
أجاب عمر بهدوء وثقه
— أنا عمر الرفاعي 
اتسعت عين شروق بذهول وصدمه وانتابت قشعريرة السعاده جسدها….فهتفت غير مصدقه
— عمرر..المهندس عمرر…جوز يمنى صحبتي  !!
عمر بسخريه في نفسه
— صحبتك…لا ونعم الصحاب 
تابع عمر بصوت واضح به نبرة السخريه
— خلينا نخش في الموضوع علطول…انتي بعتيلي صور ليمني وهي بترقص وبشعرها..مش كده! ولا ده 
مش رقمك  !!
ابتلعت ريقها بتوتر لتجيب بعد لحظات
— ايـ…ايوه 
اتسعت ابتسامة عمر الخبيثه ليتابع 
— وأنا قرفت من يمنى ومعتش عاوزها…فقررت أطلقها ومحتاجك تثبتي انها عملت كده فعلاً…يعني عاوز اطلعها إنها الغلطانه في كل حاجه..وليكي عندي مكافئه حلوه…ايه رأيك  !! 
هتفت شروق بلهفه على الفور
— موافقه طبعاً…انا تحت أمرك في أي حاجه يابشمهندس عمر…اصلا يمنى دي محدش بيحبها من صحابنا ومش محترمه…مش عارفه انت اتجوزتها ازاي 
كزّ عمر على أسنانه بغيظ…ولكنه تملك من غيظه ليتابع بهدوء وسخريه يجاريها في حديثها 
— النصيب بقا..بس خلااص..هخلص منها اهوو…المهم هتقابليني في الميعاد اللي هبعتهولك على الرقم ده وهتلاقي اللوكيشن موجود برضو 
شروق بسعاده
— تحت أمرك يابشهمندس 
اغلق عمر معها الهاتف…ليبتسم بتقزز وسخريه مردفاً
— قاالو صحاااب قااال…بنت ال*** تقوول على مرااتي اناا كده!! ده انا هخليكي تبكي بدل الدموع دم اصبري عليا بس 
تنهّد عمر بسخريه من نفسه متابعاً بقلة حيله
— عجيب امرك ياعمر…مش عاوز اي حد يجيب سيرتها بالغلط وانت حابسها ومطلع عينها…بس تستاهل…انا لوحدي بس اللي يحقلي اموتها واشرب من دمها كمان…لكن حد تاني يجيب سيرتها بحاجه وحشه…انسفه من على وش الدنيا 
انهى جملته…ليقود سيارته متوجهاً لشركته بإستيراد وتصدير البترول..
________________________
أما على الجانب الآخر بقصر الأشباح المخيف هذا 
………
ابراهيم بضحك
— قولت أمري لله…هنلعب اييه بقاا 
ابتسمت يمنى بخبث لتهتف بحماس 
— هتعرف دلوقت
عقدت يدها على صدرها لتنظر بتفحص في كل ركن وزاويه بتلك الزنزانه المتسخه 
هتفت بمرح
— نيهاااع..لاااقيتهاا…هنبدأ من هنااا…الى اللانهائيه وماابعدهااا 
ابراهيم بدهشه وعدم فهم
— هي ايه يابنتي…فهميني انا فهمي على أدي 
يمنى بضحك ومزاح 
— تلاقي شنبك اللي شبه سلك المواعين ده مغطي على مخك..ده ناقص شويه وتعمله مورجيه حلوه أوي ومنيحه 
ابراهيم بحزن
— الله يسامحك يابنتي 
يمنى بضحك
— قلبك ابيض يارااجل…انا بضحك معااك كركركر 
ضحك ابراهيم ليسألها باانتباه
— قولي بقاا ناويه على ايه  ! 
يمنى بضحكه شريره مضحكه
— ناويه اغير الزنزانه دي…لاوضه في فندق خمس نجوم 
ابراهيم بدهشه
— هتغيريها ازاي يعني 
تابعت يمنى بمرح
— هخليها نضيفه طالما انا هونسك هنا شويه حلوين…فأنا مش هقعد في الاوضه…قصدي الزنزانه..منك لله ياعمر ياجوزي..مش هقعد أنا في حته مش نضيفه كده 
ابراهيم بتساؤل 
— طب هتعملي ايه…هتنضفيها ازاي دي 
هزت اكتافها بملل لتجيب
— اكيد بادوات تنضيف يعني…ومتقلقش مش هقولك هات مكنسه كهربائيه…لاا..هتجيب مقشه عاديه..ومساحه وصابون سايل وتجيب مفرش نضيف كده افرشه على البتاع اللي مش باين هو كنبه ولا سرير ده…ااه وتجيب معاك لون دهان ادهن بيه الجدران المبقعه دي 
ابراهيم بدهشه غير مصدق
— انتي بتقولي ايه ياست هاانم…وانا هجيب الحجات دي منين 
يمنى بضحكه ساخره 
— من عند بتاع الملامين…افسح التنين…أن..أن 
ضحك الرجل ليهز رأسه بقلة حيله…فتابعت يمنى بشهقه متزكره شيئاً
— ااااه…عم ابراااهيممماااع
ابراهيم بضحك على الطريقه التي تنادي بها يمنى عليه
— مييين…مييين بيناااادي 
تابعت يمنى بمرح وضحك 
— بتاااع الزبااادي تاااه في النااادي 
ضحك الرجل لتتابع يمنى بجديه وحماس 
— الاهم بقاا من الحجات اللي هتجيبها دي كلها 
تجيب معاك مقص وجوانتي طبي ومشط وفوطه
ابراهيم بتعجب وتساؤل 
— كماان…لييه ناويه تفتحي الزنزانه محل حلاقه ولاايه 
ضحكت يمنى بمرح لتجيب
— والله انت جطعه من الجمر ياعم ابرااهييم..هاات انت بس الحجات دي وبعدين هقلك هنعمل اييه..بدل الملل اللي مش سايبنا في حالنا ده…نسلي نفسنا بحاجه مفيده احسن 
ابراهيم بإيماء وتفهم
— عندك حق..انا بقيت حاسس ان هموت مكاني هنا من كتر القعده في القصر ده 
يمنى بمزاح
— حاسس!! يعني مش متأكد  !! ده اذا كان انا مبقاليش كم ساعه هنا وحاسه ان بقالي سنين…ده عشة الفراخ الساسو اللي امي كانت بتربي فيها معيز احلى وانضف من القصر ده 
ابتسم الرجل بصمت…اما يمنى تابعت بحماس
— يلااا بقااا ياعم ابرااهيم…روح هات الحاجه اللي قولتلك عليها قبل ما جمايكا يجي قصدي عمر 
ابراهيم بإعتراض وخوف
— بس مفيش مكان قريب من القصر اجيب منه الطلبات دي…وكمان باشمهندس عمر ممكن يجي في أي وقت وهتبقى وقعتنا طين 
يمنى بغضب مصطنع
— متنشف ياراجل كده مالك في ايه…هي علقه اللي انا هاخدها  وانا اصلا جتتي نحست من كتر الضربه فعاادي يعني وانت طلقتين في نافوخك وتخلص من الدنيا ومن شنبك اللي عامل زي الحبل بتاع زينة رمضان كده…ااه صحيح..وهاتلي معااك زينة رمضان اعلقها في الزنزانه الكئيبه دي…شكلي كده هقضي رمضان واعيد هنا مهو ده اللي ناقص 
ابراهيم بقلق حقيقي
— ياست يمنى بلاش عشان خاطري…انا راجل كبير ومش حمل تهزيق من الباشا
يمنى بتوسل
— عشان خاطري انا ياعم بيبو…عمر شكله نساني اصلا وممكن ميجيش غير بكره او ميجيش خالص..وانا مش هقعد في الحته المقرفه دي…يرضشيك اضيع..يرضشيك انهاار…انهاار ولا بحيرات نيهاااع
لم يستطيع الرجل الطيب تمالك نفسه…فضحك بشده على تلك الجميله المرحه..التي ورغم كل مايحدث لها إلا وأن البسمه والمرح لم يفارقوها لحظةً واحده 
الرجل بطاعه وايماء
— حااضر ياست يمنى…هعملك اللي انتي عاوزاه…وربنا يستر واليوم ده يعدي على خير 
صفقت يمنى بمرح وسعاده لتردف 
— ايوااا بقااا احبببك ياا سكمووني مهما النااس لااموني…لاموني ولا تفااحي نيهاااع
ضحك ابراهيم وشاركته يمنى الضحك…حتى قام الرجل وودعها لينطلق لمكان قد يستطيع جلب منه ماطلبته يمنى 
فهل ستكتمل ماستفعله قبل أن يأتي عمر…أما ماذا سيحدث  !!؟
_____________________
ترّجل عمر من سيارته مرتدياً النظاره الشمس خاصته
فبدا انيقاً للغايه مع ملامحه الجذابه والتي تجعلك تجزم أنه يضع مستحضرات التجميل في وجهه ولكن في الحقيقه هذا الجمال طبيعي وهذا من صنع الله وحده..
والجمال وحده ليس كافياً…فرغم مايمتلكه عمر من جمال ومنصب إلا وأنه يبدو مغروراً كثيراً وقاسياً ومتعصب بطريقه لاتحتمل 
دلف عمر لداخل شركته…فوقف جميع العاملون بها يرحبون بمجيئه…فهو لم يدخل الشركه منذ مده طويله 
نزع عمر نضارته عنه دون أن ينظر أو يحي أحد من موظفين شركته 
رمقهم فقط بنظرة جمود وبرود كأنه يقول لهم..لا داعي للرسميات…فاأنتم لاتهمون في شئ سوا عملكم 
كاد عمر أن يدخل لمكتبه ولكن استوقفته السكرتيره هنا…تلك الفتاه البيضاء صاحبة الشعر المسترسل شديد السواد…ولكن رغم جمالها الا أن وجهها لم يخلو من مساحيق التجميل…بالإضافه لتلك التنوره السوداء التي لاتصل حتى لركبتيه وذاك القميص الأبيض الذي ابرز شفافيته عن بياض ونعومة بشرتها
توقف عمر دون أن ينظر اليها فقد كان عقله شارداً بأموره الخاصه 
تابعت هنا بتوتر 
— حمدلله على السلامة يابشمهندس عمر…حضرتك هتعمل اجتماع انهارده للموظفين انبه عليهم ولاايه 
عمر ببرود دون أن يعيرها اي اهتمام
— الغي أي حاجه انهارده 
تركها ليدلف لمكتبه الفخم والواسع والذي يليق بمكانة عمر ومنصبه
………………….
أما في بالأسفل أمام الشركه…وقفت أنا كاتبة تلك الروايا…والتي انقل احداثها اليكم عن طريق تواصلي مع هؤلاء الأشخاص 
لأول مره أذهب لشركه ضخمه ونظيفه وحديثه بتلك الطريقه المبهره..
وقفت أتامل الشركه بتفحص دقيق…ثم أخرجت هاتفي لألتقط بعض الصور التذكاريه لهذه الشركه 
حتى أدونها فيما بعد 
دلفت للداخل وأنا انظر هنا وهناك متسائله عن مكتب المدير المهندس عمر الرفاعي 
أشارت الي احدى الموظفات بأن أتجه لمكتب السكرتيره…وبالفعل قمت بذلك…
نظرت نظره تفحصيه سريعه لتلك السكرتيره التي تدعى هنا مراد جاد الله 
بالرغم من أن ماترتديه لم يعجبني إلا وأن الحق يقال..كانت طيبه ومرحه معي..
حيث أخبرها مديرها بأن تخبرني أن انتظر قليلاً…وبالفعل دعتني لاجلس معها وقدمت لي كوباً من القهوه…ثم أخذنا الوقت وتحادثنا سوياً في عدة مواضيع…قمت بتدوينها في المزكره خاصتي على الفور…بعد أن أخذت منها الإذن بأن اقوم بضمها لروايتي..
لحظات ورن الهاتف الموضوع أمامها…فأجابت باحترام ثم وضعت الهاتف وأومات لي بالدخول 
دلفت للمكتب الواسع وأخذت أتأمله بدهشه
ياإلهي! إنه يشبه تماماً مكاتب رؤساء الشركات العالميه التي تأتي على التلفاز..! 
ظللت أتأمل اتساع الغرفه والمزينه بأحدث الأثاث بالإضافه لذلك الورد الذي تنبعث منه رائحه تجعلك تجزم أنه افضل من العطور العالميه.. 
لحظات مرّت علي وأنا أتامل المكتب والغرفه بدقه كأنني لم أرى غرف بهذا الجمال من قبل وهو كذلك 
أخرجني من شرودي صوته الأجش والذي به نبرة الغرور مردفاً بثقه 
— اتفضلي اقعدي.. هتفضلي واقفه متنحه كده كتير! 
عقدت حاجبي بدهشه.. كيف له أن يحدثني بتلك الطريقه! 
تأملته للحظات.. يبدو تماماً كما الصور.. أو الحق يقال.. أنه اجمل بكثير.. بل إنه من شدة وسامته واناقته كدت أن أخسر حيائي وأنا أحدق به.. 
تنهدت بثقه مصطنعه ثم ابتلعت ريقي كي أجلس أمامه أخبره عن سبب مجيء.. وقبل ان أتحدث قاطعني قائلاً بغموض وثقه
— أنا عارف انتي جايه ليه.. اكيد عشان الروايا اللي بتكتبيها عننا!! 
أومأت له بتوتر… لاأعلم لما أشعر بالتوتر حينما انظر لوجهه.. ولكن بعينيه نظره مخيفه غامضه.. رغم وسامته وجاذبيته إلا وأنه يبدو غامضاً وله هيبه تجعلك تخاف الحديث معه 
تابع بغرور وعدم اهتمام لي.. فكان يعبث في اوراق المكتب أمامه وهو يحدثني 
— هااا… عاوزه تعرفي ايه عننا تاني!! 
تنفست بعمق ثم أردفت بصوت واضح
— باشمهندس عمر.. حضرتك عارف ان بتواصل مع يمنى في التليفون عشان تعطيني تفاصيل كفايه للروايا اللي بكتبها عنكم 
عمر بإيماء وثقه 
— اممم… عارف عارف… انتي نرمينا مش كده  ! 
أومأت بخجل 
— ايواا… أنا… أنا حاولت اطلب يمنى في التليفون كذا مره لكن لاقيته مغلق.. فااضطريت أجي لحضرتك الشركه 
تأملني قليلاً بنظرات متفحصه وهو يعبث في اللاب توب خاصته قليلاً ثم في الأوراق أمامه..بدا عليه أنه لايهتم لوجودي ولايعيرني أي اهتمام وهذا ماجعلني أخجل واندم أنني ذهبت إليه ولم اعمل بنصيحة بعض الموظفين عنده.. حينما أخبروني أن ذاك المهندس الأنيق.. مغرور جداً ووقته عنده أثمن من أي حد… أي لايفرق مع وجود شخص من عدمه 
ظل يتأملني للحظات بتفكير وتخطيط ونظرات خبث.. جعلتني اقلق قليلاً.. 
هتف بصوتٍ عالي نسبياً ولكن بنظرة خبث وغموض
— أنا ممكن اخليكي اشهر كاتبه في العالم في ساعه واحده بس أو اقل.. بس بشرط 
 اتسعت عيناي بذهول ونظرت له بدهشه غير مصدقه ماقاله!  يا لها مِنْ مفاجأة سَارَّة خَلَّفَت في نفسي البَهجَةَ فَتَهَلَّلَتْ أساريـري والتمعت عَيناي سُرورًا وكَادَ قَلبِـي يقفز من بين أضْلعي فرحاً و حُبُوراً ها هو حلمي على وشك أن يتحقق… ياإلهي.. ستصل كتاباتي للملايين!!  
تحدثت بلهفه بالغه 
— بجد والله!! شكراً ليك ياباشمهندس عمر شكراً ليك بجد.. ده حلم ونفسي احققه… أنا هنفذ لحضرتك أي شرط تقوله 
اتسعت ابتسامتة الخبيثه ليردف بصوت هادئ مخيف 
— هتمثلي إنك مراتي  
نظرت له بدهشه عارمه واستغرق ذهني بالتفكير في قوله.. مالذي دفعه لقول هذا!!  وزوجته!!  تلك المرحه التي يعشق ريحة أنفاسها التي تآسره.. لما يريد فعل هذا بها!! 
رفرفت بأهدابي وأنا أحدق به بدهشه.. تحدثت بإستنكار 
— مراااتك  !!!
لم يجيبني وظل يتأملني بغموض وسخريه 
فاستجمعت شجاعتي لأجيب بهدوء
— أنا بتأسف لحضرتك…أنا أرفض حاجه زي دي..لاأخلاقي ولا تربيتي تسمحلي ادمر علاقات الناس ولو على سبيل التمثيل والهزار 
عبث في شعره بملل ثم أردف بجمود وخبث 
— بتحبي أهلك!! 
نظرت له بعدم فهم..لحظات واتسعت عيناي بدهشه…لقد فهمت المغزى من ذاك السؤال…إنه…إنه يريد أن يمس عائلتي بسؤ إذ لم أنفذ له رغباته 
تحدثت بدهشه وخوف 
— حضرتك عاوز تهددني بعيلتي  !!
ابتسم بسخريه ليجيب
— لاء…انا مبهددش…انا بنفذ علطول…بس انتي حظك حلو ان عرضت عليكي كده اصلاً ومنفذتش علطول….لاعاش ولا كان اللي يرفضلي طلب 
اغمضت عيني بقوه أحبس دمعه كادت أن تهرب مني 
ثم تنفست بهدوء…لأجيبه متسائله بإستنكار
— يعني حضرتك عاوزني أمثل ان مراتك 
هزّ رأسه بنفي لتتسع ابتسامته الخبيثه هاتفاً ببرود
— غيرت رأي
تنهّدت بسعاده ثم همست 
— الحمدلله 
ضحك بخفه وبسخريه ليتابع حديثه الغامض 
— أنا هكتب عليكي رسمي وقدام يمنى كمان 
رمقته بعدم تصديق ثم وقفت بغضب فجأةً لأهتف به 
— انت اكيد اتجننت 
نظر لي بجمود..لحظه وتحولت ملامحه للإفتراس والغضب الشديد…مما جعلني ابتلع ريقي بهلع وخوف من هيئته التي صارت كالوحوش تماماً عندما يغضب
فما الذي سيحدث معي ياتُرى  !!!
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا

‫11 تعليقات

  1. احنا تركنا اكتر من خمس تعليقات عشان الاجزاء الناقصة تنزل لرواية الدابش التى خطفت قلبى الفصل العشرين وما بعده????????????

اترك رد