Uncategorized

رواية حور الأسد الحلقة الثالثة 3 بقلم سهام محمد

 رواية حور الأسد الحلقة الثالثة 3 بقلم سهام محمد 

رواية حور الأسد الحلقة الثالثة 3 بقلم سهام محمد 

رواية حور الأسد الحلقة الثالثة 3 بقلم سهام محمد 

في صباح اليوم التالي حيث أشرقت الشمس على قصر أسد السيوفي.

بدأ الحراس الذين يطوقون المكان بالذهاب لأن مناوبتهم الليلية إنتهت لتبدأ المناوبة الصباحية ليأتي طاقم أخر من الحراسة المشددة و يذهب كل حارس إلى مكانه الخاص….ليعلوا فجأة زئيرا قوي أفزع بعض الخدم داخل القصر.

ليعلم الحرس أن أسد يتدرب مع شبله الليث في حديقة القصر الواسعة جدا…..و بالفعل كان أسد يجري تمرين الركض بينما يرتدي بنطالا أسود رياضي و فانيلة رجالية بحملات باللون الأسود مظهرة كما هائل من عضلاته بينما تبللت أطراف شعره الأمامية بسبب العرق لتلتصق في جبينه.

و بجانبه يركض ليث الذي يستمتع بدوره أيضا في هذا التمرين….توقف أسد عن الركض أمام باب قصره ليتوقف بجانبه ليث متعبا قليلا…نظر نحوه أسد لينحني نحوه و يحمله بين يديه ليمشي به إلى خلف القصر ليقف أمام حوض المسبح الكبير لينزله أرضا ليقف الليث على أقدامه منتظرا صديقه.

نزع أسد الفانيلة عن جسده و قفز قفزة سريعة ماهرة بداخل حوض المسبح الكبير ليبدأ بالغوص صعودا و نزولا في الماء بمهارة عالية…لم ينتظر الليث إشارة من أسد عوضا عن ذلك قفز هو الأخر في الماء..بدأ بتحريك قوائمه الأربعة ليصعد على سطح الماء و يكشر عن أسنانه بغضب فقد كانت المياه باردة على جسده… ضحك عليه أسد ضحكة خفيفة ليبدأ بجولة أخرى من السباحة هو و ليثه و بعدها خرجا من حوض المسبح ليذهب نحو الباب الخلفي فتحه و دلف داخلا ليسبقه ليث مهرولا نحو الأعلى و من حسن الحظ أن الخدم لم يظهروا في طريقه وإلا ماتوا رعبا من رؤيته فقط.

صعد هو درجات السلم سريعا و قال مصيحا لكاميرون الذي خرج من المطبخ توا:

أسد: كاميرون خليهم يجهزوا الفطار على ما أنزل.

كاميرون بإحترام: أمرك يا باشا.

ذهب كاميرون ليفعل ما طلبه منه ليكمل هو سيره نحو جناحه ليجد ليث قد فتح الباب و بدأ بهز جسده بعنف ليبعد الماء الملتصق بفروه الأبيض القصير….أخذ أسد ملابسا عادية و يذهب بها نحو الحمام…إستحم سريعا بماء بارد كما يفضل و فرش أسنانه ثم توضئ…إرتدى البنطال ثم أمسك بمنشفة بيضاء و نشف جسده العلوي جيدا و معه شعره بسرعة ليخرج من الحمام….و بدأ بأداء فرضه بينما ليث قد نام مسبقا وسط سرير أسد كما إعتاد.

إنتهى أسد ليرى ليث نائما ذهب نحو غرفة ملابسه أخرج منها بدلة سوداء كالعادة فخزانته مملوءة باللون الأسود ماعدا بعضا من القمصان بيضاء اللون لتكون بدلة كلاسيكية رائعة عندما يرتديها و بعضا منها أيضا باللون الأسود و كم يبدو فاتنا و مثير الشكل إذا إرتدى قميصا أسودا تحت البدلة…ليتوج ملكا تحت عنوان الغموض بحرفية تامة منه.

و بالفعل أخرج من إحدى الرفوف قميصا أسود ليرتدي بنطال البدلة السوداء ثم أمسك القميص الأسود ليرتديه ليترك اول ثلاثة أزار حرة طليقة كالعادة أمسك بجاكيت البدلة ليرتديه بحركة رجولية سريعة صادرة منه ثم جلس على المقعد و إرتدى جذمة سوداء لامعة.

وقف منتصبا ليتجه نحو درج الساعات أمسك بساعة ما و إرتداها في يده اليسرى ثم خرج من غرفة الملابس…وقف أمام التسريحة ليبدأ بتمشيط شعره الفحمي لأعلى و أنهى طلته برشة من عطره المفضل.

أخذ هاتفه و نزل متوجها لأسفل نحو غرفة مكتبه…أغلق الباب خلفه إتجه ليتأكد من شيئا ما صغير ثم خرج مرة إخرى…. و إتجه نحو طاولة الطعام ليجلس على المقدمة كالعادة فهو بمفرده على أية حال….بدأ الخدم بوضع طعام الفطور أمامه…. قال لكاميرون الذي يسكب فنجانا من القهوة أمامه:

أسد: أبقى خليهم يحطوا الشنطة السوداء إلي في الجناح عندي في شنطة العربية و انا من النهاردة لحد تلات أيام مش هكون في القصر و تهتموا بليث كويس في غيابي مفهوم؟؟.

كاميرون بإحترام: مفهوم يا باشا.

أسد: تقدر تروح دلوقتي.

إنصرف كاميرون بأدب من أمام أسد ليبدأ بتنفيذ أوامره على أحر من الجمر فأي خطا قد يودي بحياته أو بحياة أي أحد….إنتهى هو بعد مرور بعض الوقت ليذهب نحو الباب ليفتحه أحد الخدم ليكمل طريقه و يتوقف أمام سيارته السوداء صعد بها بعد أن صرف السائق و بدأ يقود ليخرج من حدود قصره فنظر عبر المرآة الجانبية ليجد موكب من الحراس كالعادة يسير خلفه…. تنهد بملل كان جليا على ملامح وجهه الحادة و الصلبة ليخرج هاتفه و يكتب رسالة سريعة لسيف و يرسلها له ثم يعيد الهاتف إلى مكانه السابق.

ليكمل طريقه بهدوء مخيف نحو قصر جده و هو عازما على تحقيق ما يريد.

…………………………………….

ها هي حور تقف أمام المرآة بينما تلف حجابها الذي كان باللون الأسود لتنتهي سريعا لتنظر إلى نفسها…فقد إرتدت بنطالا أسود من الجينز الممدد و عليه تيشرتا بأكمام طويلة باللون الرصاصي مصنوع من القطن و عليه جاكيت طويل قليلا يصل إلى منتصف فخدها و خفيف باللون الأسود أيضا… جلست على سريرها لتخرج حذاءا رياضي من إيديداس باللون الأبيض مخطط بأسود.

وقفت ثم أمسكت هاتفها و وضعته في جيب بنطالها لتمسك بحقيبتها و تهم خارجة من غرفتها و تغلق الباب خلفها بإحكام لتذهب نحو غرفة الجلوس و تجد والدتها رضوى جالسة بجانب والدها الذي همس بشيء ما في أذنها لتحمر رضوى خجلا لتضربه على كتفه بخفة كرد فعل تلقائي…ضيقت حور عيناها بإستمتاع و تزين وجهها إبتسامة خبيثة لتقول بينما تجلس صارخة لينتفض محمد و رضوى على صراخها و هي تقول بدرامية:

حور: لااااااااا كدة حرام إلحقني يا سيف محمد قاعد بيتحرش و يعاكس في رضوى وسط البيت.

سيف بفزع: إيه في إيه…حصل حاجة؟.

حور تكمل الدراما: أه محمد بيه قاعد يعاكس في رضوى كدة حرام هما غلطوا و لازم يصلحوا غلطتهم دي و يتجوزها.

سيف كان واقفا بذهول…رضوى التي تجلس بجانب محمد و هي منصدمة بشدة من تصرف حور و تضع يدها على فمها بينما محمد الذي همس بصدمة قائلا:

محمد بهمس: يا بنت المجنونة إيه إلي بتقوليه دا!!دا هي مراتي…. مراااتي.

ليصرخ بأخر كلمة بينما حور نظرت على وجوههم لتبدأ بالضحك بصوت عالي جدا جدا….لم تتمالك نفسها أكثر لتسقط أرضا من فرط ضحكها….هم إلى الأن لم يخرجوا من صدمتهم إلا بعد أن رأوها تسقط أرضا ليبدوأ بالضحك معها لأنها نجحت في إخافتهم و إصابتهم بالصدمة.

توقفوا جميعا للحظة عن الضحك ثم عادوا يضحكون مرة أخرى أمسك سيف بيدها ليوقفها على قدميها بينما هي مازالت تضحك لتقول بينما تمسح الدموع التي خرجت من كثرة الضحك:

حور: أااه يا ولاد لو شفتوا وشوكم كان عامل إزاي كأنكم إتلبستوا بخمس عفاريت دفعة واحدة.

سيف: دا أنتي لوحدك ملبوسة لسا هتلبسي الناس مش كفاية علينا أنتي؟؟.

محمد: سيف عنده حق دا إلي هيتجوزك يا حور أمه داعية عليه من يوم ما إتولد.

لتومئ رضوى موافقة على حديث محمد بينما تشير إليه و على وجهها إبتسامة خفيفة….كتفت حور يديها إلى صدرها و تقول بغرور مصطنع:

حور: دا يحمد ربنا ليل و نهار لأنه إلي هياخدني كأنه طال حتة من القمر.

سيف مكملا: قصدك طال القمر كله.

حور صارخة بخجل: ما إحنا قلنا حتة تبقى حتة يا أخي أنت بارد و مستفز.

ليقاطع صراخها حديث محمد:

محمد: طيب يلا بينا عشان لسا الوقت طويل قدامنا فلازم نوصل بدري كالعادة.

حور و سيف: حاضر يا بابا.

أمسك سيف بحقيبته هو و شقيقته بينما حمل محمد حقيبة تخصه هو و رضوى ليخرجوا من الشقة بعد أن تأكدت رضوى من كل شيء و تغلق الباب بالمفتاح و تذهب نحو المصعد عندما كانوا ينتظرونها.

خرجوا جميعا من باب العمارة ليقف عم عبده البواب و يحيهم و يردو له التحية بحرارة شديدة….ذهب سيف نحو سيارة والده بعد أن فتحها من بعد بواسطة زر التحكم…فتح الحقيبة الخلفية للسيارة و وضع فيها الحقائب و يغلق الباب الخلفي مرة أخرى….تحدثت حور بينما تطلب من والدها بإحترام:

حور: بابا هو أنا ممكن أروح مع سيف؟؟.

محمد بإبتسامة: طبعا يا حبيبتي و ليه لا.

حور قافزة بسعادة: ربنا يخليك ليا يا بابا.

إبتسمت رضوى على حور فمهما كانت مشاكسة و متمردة فهي لن تنسى إحترامها لوالدها أو لها أبدا….جلس محمد في مقعد السائق و رضوى بجانبه ليبدأ بالقيادة بهدوء كالعادة….جلست حور سريعا في المقعد بجانب السائق منتظرة سيف ليأتي لها ويجلس بجانبها خلف مقود القيادة ليقول بشك بينما بدأ بالقيادة:

سيف: أنا مش مطمن إنك عايزة تيجي معايا هنا في العربية في حاجة أكيد.

ضحكت حور لأنه كشفها فتقول بإبتسامة:

حور: أمووت فيك و أنت فاهمني كدة يا سيفو يا قلبي أنت.

سيف: طيب هاه بقى عايزة تعملي إيه.

حور: عايزة أعمل دا.

لتخرج هاتفها من جيب بنطالها و توصله بوصلة خاصة في راديو السيارة و تبدأ بتشغيل الأغاني بصوت عالي جدا ليضحك عليها سيف…لتشير له بأن يبدأ بالقيادة بسرعة ليسبق والدها و يفعل كما أرادت.

نظر محمد بجانبه من النافذة بعد أن سمع صوت بوق سيارة إبنه ليجد حور تلوح له بإبتسامة بلهاء و يصل إلى مسامعه صوت الموسيقى الصاخبة ليعلم أن حور هي السبب و لهذا طلبت منه الذهاب مع سيف…لأنها لو كانت معه لما سمح بهذا أن يحدث.

نظرت رضوى هي الأخرى لتلوح لها حور و لمحت سيف يبتسم و هو يهز رأسه بخيبة أمل من شقيقته….ليسرع سيف و يتعدى سيارة والده و هي لا تزال تلوح لهم بإبتسامة بلهاء.

……………………………………

توقفت سيارة أسد أمام مطعم فخم فنظر في ساعته بينما مازال جالسا في سيارته….أخرج هاتفه و إتصل برقم ما ليرد الطرف الأخر بإحترام:

أحمد: أسد باشا إحنا منتظرين حضرتك في المطعم زي ما طلبت.

أسد ببرود: ماشي.

لم ينتظر إجابة أحمد ليغلق الهاتف هبط من سيارته ليرتدي نظارته السوداء ليمشي خلفه حارسين و أمامه حارسين مهد الحارسين الأمامين له الطريق و فتح إحداهما الباب ليتوقف الأربع حرس خارجا و الباقي طوق المكان بأكمله….دلف داخلا بخطوات رجولية لينظر في الأرجاء ليجد سكرتيره أحمد قادما نحوه مهرولا بخطوات سريعة و يقف أمامه قائلا:

احمد: أسد باشا الوفد التركي موجود و في إنتظارك من خمس دقايق بس.

سار أسد و بجانبه أحمد متجهين إلى طاولة بعيدة عن الحضور الذين بدأوا بالتهامس عن أسد و جميع الأعين عليه فقال أسد ببرود:

أسد: التصاميم موجودة معاك؟؟.

أحمد يومئ: أيوة يا فندم موجودة و جاهزة كمان حتى العقود موجودة مش ناقصة غير إمضيتك بس.

أسد: تمام كويس جدا.

وصلا إلى الطاولة التي يجلس عليها شخصا يبدو في عقده الخامس و غريب الملامح قليلا ليقف ما أن وقعت عينيه على أسد الذي كان يتقدم :

الوفد التركي: سعيد برؤيتك سيد أسد.

( الكلام بينهم بالتركي بس انا هكتبه باللغة العربية الفصحى)

أسد مصافحا إياه: و أنا أيضا سيد يوسف أوغلوا.

جلس ثلاثتهم ليتحدث يوسف أوغلوا:

يوسف: هل إنتهيتم من رسم التصاميم؟.

أسد بهدوء: نعم إنتهينا منها و أيضا قبل المهلا التي حددتها في العقد مسبقا و بخصوص هذا الأمر لقد جلبت معي رسم التصاميم لكي تراها بنفسك و إن كنت موافقا سوف يعقد العقد بشكل رسمي.

يوسف بإبتسامة: جيد جدا هل يمكنني رؤية التصاميم الأن من فضلك؟.

أسد: بالتأكيد.

أشار أسد بيده ل أحمد الذي أمسك حقيبة بنية اللون من جانبه و فتحها ليخرج رسم التصاميم ثم بسطها أمام الوفد التركي لينبهر يوسف من دقة و مهارة في الرسم ليقول بذهول:

يوسف: في الواقع لم أكن أتوقع هكذا تصاميم بهذه الدقة و المهارة العالية سيد أسد …. أنا موافق على التوقيع و عقد العقد مع شركتكم.

أسد: يسرني التعامل معك سيد يوسف أوغلوا.

يوسف: أنا أكثر سيد أسد.

صافحه أسد لينظر إلى أحمد و يقول:

أسد: أحمد هات العقد عشان أمضيه لأنه عايز أمشي…و بكرة مش هاجي الشركة.

أحمد: حاضر يا أسد باشا.

أخرج أحمد العقد ليمسك أسد بالقلم و يمضي ثم نظر إلى سيد يوسف أوغلوا محدثا إياه بالتركية:

أسد: عذرا منك سيد يوسف سوف أتركك تكمل إجراءات العقد مع أحمد لأنه علي الذهاب الأن.

يوسف: لا لا يوجد مشكلة سيد أسد.

أسد: حسنا إذا أنا قد مضيت العقد و أعتذر مرة أخرى.

تحدث بينما ينهض ليصافحه للمرة الأخيرة و يتركه مع أحمد بينما هو بدأ في السير نحو باب المطعم ليفتح له الحارس الباب بإحترام و الحارس الأخر أعطى إشارة مسبقى ليتجمع جميع الحرس بجانب السيارات….فتح له الحارس باب السيارة ليدخل و يشير للحارس بالذهاب فذهب سريعا لينضم إلى باقي الحرس…نزع أسد نظارته راميا إياها على المقعد بجانبه أدار محرك السيارة ليبدأ بالقيادة بهدوء…بعد مرور بضع دقائق قليلة رن هاتفه ليخرجه من جيب سترته بينما نظره مثبتا على الطريق….فتح المكالمة دون النظر إلى الأسم فوجد صوتا رقيق يرد عليه:

سارة: أسد وحشتني أووي.

لأنت ملامح أسد الجامدة عندما علم إنها شقيقته الصغرى ليرد قائلا بحنان:

أسد: و أنتي أكتر يا حبيبتي…عاملة إيه؟

سارة بإبتسامة: كويسة… مش إنت كويس؟؟.

أسد: طالما حبيبتي كويسة أنا كويس.

سارة بخجل: ربنا يخليك ليا.

أسد: كان نفسي اشوفك و إنتي شبه الطماطم بس يلا خيرها في غيرها.

سارة بقهقهة: طيب يا سيدي هعديها المهم إنت فين دلوقتي؟.

أسد: أنا قدامي ساعة يمكن أو أقل و إنتوا وصلتوا.

سارة ممازحة: قصدك وصلت يا أسد وصلت.

أسد مستغربا: ليه لوحدك أومال أمك فين.

سارة: سافرت النهاردة الصبح ل لبنان عشان عايزة تفتح فرع جديد هناك من بيوت الجمال زي العادة و هتغيب يمكن شهر أو شهرين.

أسد: طيب ماشي يا حبيبتي إنتي خليكي عندك لحد ما أوصل و اتكلم معاكي.

سارة: طيب و انا مش هطول عليك عشان الطريق و خد بالك من نفسك يا أسد و النبي.

أسد مبتسما: حاضر يا سارة من عينيا.

سارة: مع السلامة يا حبيبي

أسد: مع السلامة.

أغلق هاتفه و زاد من سرعة قيادته ليصل مبكرا قليلا.

…………………………………….

بعد 45 دقيقة **

في سيارة سيف الذي كان منهمك في القيادة لاحظ سكون و هدوء مريب لينظر بجانبه….ليجد حور نائمة بعمق بينما تسند رأسها على زجاج النافذة إبتسم عليها ليوقف السيارة على جانب الطريق حرر نفسه من حزام الأمان ليستدير نحو حور ليعدل رأسها بشكلا صحيح ثم ضغط على زر أسفل المقعد ليرجع ظهر إلى الخلف ليصبح ممددا و أرجع حور للخلف على ظهر المقعد لينيمها براحة أكثر.

ما أن تركها تململت في نومها لترفع ساقيها نحو معدتها بحركة تلقائية معتادة منها….إبتسم عليها ليجد هاتفه يرن لينظر إلى هاتفه ليجده والده….أغلق الموسيقى التي كانت تعمل من هاتف حور ليرد على والده الذي كان صوته قلقا:

محمد: وقفت ليه يا سيف حصل حاجة ليك أو ل حور.

سيف مطمأنا: لا يا بابا إحنا بخير بس كالعادة حور نامت فوقفت العربية عشان أعدل نومتها بس و هتحرك على طول.

محمد: طيب يا أبني و إحنا قدامنا عشر دقايق و نوصل.

سيف: أنا عارف يلا سلام دلوقتي عشان الطريق.

محمد: سلام.

أغلق محمد هاتفه لتقول رضوى بقلق:

رضوى: وقفوا ليه يا محمد.

محمد: لا متقلقيش دي حور بس نامت عشان كدة وقف.

رضوى بإرتياح: أه طمنتني…طيب يلا يا سيدي سوق بسرعة عشان نوصل.

محمد: مستعجلة ليه دا أنا خدتها فرصة إن حور مع سيف عشان أستفرد بيكي براحتي يا جميل أنت.

رضوى بخجل: بطل يا محمد و ركز في السواقة و بطل الكلام دا أعقل إحنا كبرنا.

محمد بحب: هو إلي يعقد مع وحدة عسل زيك يبطل حب فيكي و بعدين إنتي مراتي مش وحدة غريبة.

رضوى: إخلص يا محمد الله.

محمد: يا عيني على الناس إلي بتتكسف يا جدعان.

صمتت رضوى من كثرة خجلها ليضحك عليها محمد.

بعد 10 دقائق**.

وقفت سيارة محمد أولا في فناء القصر الواسع ليهبط منها و بعده رضوى ليتجه نحو الباب الخلفي لسيارته ليفتحه و يأتي خادمان و يأخذان الحقائب إلى الغرف.

بعدها دخلت سيارة سيف ليوقفها خلف سيارة والده و يطفئ محرك السيارة و يهبط بينما نظر نظرة سريعة نحو والده الذي كان يتحدث مع والدته عن موضوعا ما و يبدوا مهم…..أغلق الباب خلفه ليتجه نحو الباب من نحو حور ليفتحه و كان سيحمل حور لكنه لاحظ دخول رجال كثيرة تطوق المكان و يبدوا من ملابسهم إنهم حرس ليعلم أن أسد قد أتى.

دلفت سيارة أسد إلى الداخل ليوقفها و يهبط منها برجولة مغلقا الباب نظر إلى عمه و زوجته الذين إنصدما من رؤيته بعد طيلة غيابه ليتجه نحوهم بهدوء و على وجهه إبتسامة خفيفة تكاد ترى…بينما سيف حمل حور لعتدل ظهر المقعد أوتوماتيكيا ليغلق الباب بقدمه.

تحدث أسد بينما يحتضنه عمه بشوق:

محمد: إزيك يا أسد يا أبني عامل إيه؟…وحشتني جدا.

أسد: الحمد لله يا عمي إزيك أنت؟؟.

محمد: أنا بقيت أحسن بشوفتك يا أبني…إيه مش هتسلم على مرات عمك؟؟.

أسد: و أنا أقدر…أزيك يا ماما رضوى؟.

إحتضنته رضوى بمحبة كبيرة لتقول بسعادة عارمة:

رضوى: الحمد لله يا حبيبي…إنت كبرت أهوه و بقيت راجل قد الدنيا يا حبيبي.

أسد: أه يا ماما رضوى…ليقول سائلا…هو سيف فين؟؟.

سمع صوتا خلفه ليستدير و يرى سيف و هو يحمل حور بين يديه….لم يتعرف عليها ليستغرب ليقول:

أسد: إزيك يا سيف.

سيف بإبتسامة: كويس يا أسد إزيك إنت.

أسد: الحمد لله.

سيف سائلا: إيه يا عم…ليه كل الحرس دول حولين القصر؟؟… و بعدين المكان بعيد عن الناس و أمن ملوش لزوم.

أسد بهدوء: لا هما بيشوفوا شغلهم مش اكتر يا سيف.

ليقاطعهم محمد قائلا :

محمد: طيب يلا ندخل جوى عشان حور يا سيف.

سيف: حااضر يا بابا.

ليسير محمد و رضوى أولا بينما بدأ سيف و أسد بالسير و سأل سيف:

سيف: إنت لابس بدلة ليه…متخنقتش منها طول اليوم.

أسد: لا كانت معايا مقابلة شغل مع وفد تركي عشان تصاميم لشركة هتتبني في تركيا.

سيف متفهما: أمممم ماشي يا معلم.

دخلا إلى الداخل و بينما هما يسيران إلى طريق الصالة تملمت حور بين يدي سيف ليتوقف عن السير و توقف اسد بدوره….لم يسأل أسد على الفتاة التي يحملها سيف و التي هي حور ليراقب ما تفعله الفتاة بين يديه….حور رفعت يدها اليمنى لتحاوط عنق سيف و تتمتم بنعاس:

حور بنعاس: سييف.

سيف: نعم يا حور.

حور: هو إحنا وصلنا ولا لسا؟؟.

سيف: لا لسا واصلين يا حبيبتي.

رفعت حور رأسها بينما هي مغمضة العينين و تقول بغضب ناعس بينما أسد يراقب الوضع بصمت و سيف إبتسم:

حور: طيب مصحتنيش ليه يا بارد نزلني يلا.

سيف بقهقهة: ما أنا لقيتك نايمة قلت خلاص أشيلك و أوديكي الأوضة عشان تكملي نوم على السرير.

أنزلها بينما يتحدث لتقف على قدميها و تقبض بيدها على تيشرته و سيف وضع يده خلف ظهرها لتفتح عيناها بنعاس لتظهر زرقاوتيها بينما إتسعت عينا أسد بصدمة فهذه الفتاة التي تسمى حور تشبه حدا كبيرا الفتاة نفسها التي كانت في الصورة فقد تبينت ملامحها بعد أن أنزلها سيف من حضنه….لكنه أجزم بأنها ليست هي لأن الفتاة في الصورة عينها اليسرى صفراء ذهبية لكن هذه فلا….نظرت حور بنعاس إلى سيف بينما تتمسك لتقول بعبوس:

حور: سييف أنا نعسانة خالص مش قدرة حتى أفتح عينايا ممكن تطلعني أوضتي و تعتذر لجدي لأني مش هسلم عليه و أنا في الحالة دي أكيد.

لتقول أخر كلمة بينما تتعرقل لتمسك بسيف أكثر الذي كان يضحك عليها بصوت منخفض لأنه إن سمعته حور يضحك عليها سوف تغضب منه فقال لها بعد أن تمالك نفسه:

سيف: حاضر.

اغمضت هي عيناها بينما لا تزال واقفة ليبدأ بالسير و هي معه ممسكة به و هو يسندها ليشير برأسه لأسد أن يدخل إلى إلى الداخل ليومئ له أسد بصمت….صعدت حور درجات السلم الطويلة مع سيف ليذهب إلى أخر باب غرفة في طريق الردهة من الجهة اليمنى الذي ينتهي بنافذة كبيرة بعض الشيء…فتح الباب ليذهب بها نحو السرير سطحها عليها لتغرق في النوم ما أن لامست رأسها الوسادة…رفع قدماها من على الأرض ليبدأ بنزع الحذاء من قدميها ليضعه تحت السرير ثم إتجه نحو رأسها ليبدأ بنزع الحجاب الأسود عن رأسها لكي تنام براحة أكثر ليظهر شعرها الذي كان مجدلا و قد جمعته على شكل كحكة…فتح عينها اليسرى بهدوء لينزع العدسة الطبية برفق و يخرج العلبة من جيب بنطالها و يضعها في مكانها المخصص.

ليلقي نظرة أخيرة عليها و يخرج مغلقا الباب خلفه… ليسير و هو ينظر إلى ساعة يده ليصتدم ب.. …………..

……… ……………………………

بينما في الأسفل…حيث دخل أسد بخطوات هادئة ليجد عمه محمد و زوجته رضوى جالسين على أريكة مقابلة للمقعد الذي يجلس عليه جده هلال و في أريكة أخرى أيضا كانت تجلس عليه شابة و إمرأة في سن رضوى و عمه الثاني و كان إسمه أحمد.

الفتاة: نردين أحمد…إبنة عم أسد و حور و إبنة خالة أسد أيضا…تبلغ من العمر 25 عاما…. كانت تدرس في الثانوية نفسها التي درس بها أسد و سيف و لكن أكملت دراستها الخارجية خارج البلاد و قد عادت من جديد…هي أطول من سارة بقليل لكن مغرورة جدا جدا…لديها شعرا أشقر اللون يصل إلى منتصف ظهرها و ذات أعين رمادية و بيضاء البشرة….كانت تحب أسد و لكن ليس لشخصه و إنما لثروة والده و عمها الكثيرة جدا… و ترتدي ملابس قصيرة و غير محجبة.

نادية محمد: هي والدة نردين سيدة طيبة و حنونة القلب جدا و لم تعرف نوايا إبنتها أبدا ولا تعلم عنها شيئا إلا القليل لان نردين دائما الأبتعاد عنها و لم تتقرب منها.

أحمد السيوفي: هو والد نردين و هو رجل معروف بإدارته لسلسلة مطاعم و فنادق مشهورة حول البلاد يحب زوجته و إبنته كثيرا لكنه حزين أيضا لأنها غير مقربة منه هو أيضا. .و يعيش مع والده بناءا على طلب من زوجته نادية.

…………..

رأه أحمد ليقف و يسلم عليه و يحتضنه أسد بدوره و سلم على نادية أيضا…و إتجه فورا إلى جده ليلقي السلام عليه ممسكا يده اليمنى و يقبلها … ليحتصنه جده سريعا قائلا بشوق:

الجد: إزيك يا إبن الغالي مش باين أبدا.

أسد: معلش يا جدي الشغل كان كتير بس أديني جيتلك أهوه و هقضي الأجازة هنا كمان.

الجد: البيت شرف و نور بيك يا أبني.

أسد: منور بيك يا جدي.

جلس الجد مكانه و قبالته أسد بهدوء…بينما هو لاحظ نظرات نردين النارية له و لكن لم يبالي بها أبدا و بقي يتحدث مع عمه محمد و جده و يشاركهم أحمد القليل من الحديث بينما هو يعمل على بعض الأوراق.

في الأعلى**

عندما خرج سيف من غرفة حور و هو يسير ناظرا لساعة يده و يجدها الساعة الرابعة عصرا …. فجأة إصتدم ب سارة التي كانت قد خرجت توا من غرفتها. كادت أن تقع إلا إنه أمسكها من أكتافها بسرعة لتشهق هي و تمسك إحدى يديه.. .أسندها جيدا بينما هي نظرت له بتوتر لتبتعد عنه بسرعة و تقول بتوتر و قد غزى الأحمرار وجنتيها:

سارة: أنا أسفة كنت لسا طالعة من الأوضة و مخدتش بالي منك.

تحدث سيف بهدوء ناظرا لها و قد كان يفترس ملامحها جيدا لتنظر هي إلى الأرض سريعا خجلة من نظرته المتفحصة تلك:

سيف: لا دا أنا إلي أسف لأني كنت ببص في الساعة…على العموم ولا يهمك محصلش حاجة.

تحدثت سارة بهدوء قائلة:

سارة: طيب لو سمحت هي حور فين؟؟.

سيف: حور نايمة في أوضتها.

سارة: طيب و ماما رضوى تحت.

سيف: أه تحت و أسد جه كمان.

رفعت سارة رأسها نحوه بسعادة و تقول بسرعة:

سارة: بجد……طيب الحمد لله على السلامة…عن إذنك هنزل.

كان سيرد عليها لكنها لم تعطه المجال لأنها هبطت مهرولة لأسفل لكي ترى شقيقها…. تنهد هو بتشتت من حاله لينزل لأسفل بهدوء ذاهبا خلفها بدوره لكي يسلم على جده.

كان أسد جالسا يتحدث مع محمد ليشعر فجأة بيدان صغيرتان تعصبان عيناه ليقول بهدوء بعد أن علم من هي:

أسد: إنتي عارفة إنك مهما عملتي هعرفك يبقى متحاوليش أحسن يا سارة.

لتنزل سارة يديها من على عينا أسد و تقول بتأفف:

سارة: يوووه مفيش في مرة مقدرتش تعرفني.

وقف أسد و توجه نحوها ليحتضنها و تحتضنه هي بدورها و تشدد عليه و تقول:

سارة: وحشتني أووي يا أسد.

أسد: و إنتي أكتر يا حبيبتي.

سارة: سلمت على جدو طيب.

أسد: طبعا يا حبيبتي.

أمسكها من يدها و يجلسها بجانبه و هو محتضن كتفها نحو صدره العريض لتبتسم سارة و تمسك بيده.

ليبتسم محمد و أحمد و جدهم هلال و هم ينظروا لهما….ليتحدث سيف بينما يدلف داخلا… لتختلس سارة نظرة سريعة نحوه ليلاحظها أسد لكنه لم يتحدث :

سيف: جدو حبيبي وحشتني جدا.

هلال: إزيك يا سيف.

سيف: الحمد لله يا جدو و إنت عامل إيه.

هلال بسعادة: طول ما إنتوا حوليا أنا هبقى كويس.

سيف مقبلا يده: دايما يا رب دايما.

جلس هلال على مقعده ليجلس سيف بجانب رضوى التي تبتسم عليه فتحدث هلال مستغربا من هدوء القصر:

هلال: إومال حور بنتك فين يا محمد هي مجتش معاك ولا إيه؟؟.

محمد ضاحكا: دي تقدر متجيش بردوا…هي تعبت من طول الطريق و كانت نايمة فخدها سيف و طلعها على أوضتها إصبر ساعة ساعتين كدة و هتلاقي البيت كله دوشة.

أحمد: عندك حق والله يا محمد.

إستغرب أسد من تعلقهم الشديد في الفتاة التي تسمى حور و علم إنها إبنة عمه من حديث جده…. يحاول أن يتذكرها لكن لا فائدة أبدا.

…………………………………….

في إحدى الملاهي الليلية كان يجلس أحدهم عند البار و هو منتظر خبرا ما ليرن هاتفه أمسكه ليرد عليه و يتحدث:

الرجل: هااا إيه إلي حصل؟؟.

المتحدث: تمت الصفقة يا باشا مع الوفد التركي.

الرجل بغضب: إبن ال**** تاني أنا هوريه إقفل إنت يلا.

أغلق هاتفه بغضب ليشرب ما في الكأس الذي بين يديه في جعبته بغضب ليحدث النادل طالبا المزيد لعله ينسى خسارته الفادحة لهذه الصفقة أيضا.

…………………………………….

في المساء**

في غرفة حور التي إستيقظت على رنين هاتف الغرفة لتمد يدها و تضع سماعة الهاتف الأرضي على أذنها متحدثة بنعاس:

حور: أيوووون؟؟.

سارة بصراخ: إصحي يا رخمة الساعة سبعة بالليل.

إنتفضت حور من نومها و هي تشهق قائلة:

حور: يا نهار إسود و منيل بستين نيلة دا هيلو هيزعل مني جامد.

سارة بسخرية: دا يقدر دا إنتي إلي في الحتة الشمال كلها.

حور بصراخ: طيب إقفلي إقفلي عشان ألحق أصلي المغرب و أنزل أجيب تلفوني و بعد كدة هتصرف.

سارة بقهقهة: طيب يا حور سلام.

حور: سلام.

أغلقت الهاتف لتهبط من سريرها و تذهب نحو النافذة لتزيح الستائر و ترى السماء سوداء حالكة…لتذهب مهرولة نحو الحمام لتتوضئ سريعا و تخرج بينما تنشف وجهها و يديها…أمسكت الأسدال و إرتدته و فرشت السجادة و بدأت تصلي….بعد فترة ادت فرضها لتنزع إسدالها و تمسك السجادة و تضعهم على السرير لفت حجابها جيدا…إرتدت حذائها الرياضي.

فتحت باب غرفتها لتخرج و تغلقه خلفها…نظرت لباب الغرفة المقابل لها بحزن لتتنهد و تأخذ خطواتها مهرولة نحو باب القصر و تمشي بهدوء كالقطة و كم هي بارعة في هذا…لتسمع أصواتهم من غرفة الجلوس لتسير ببطئ أكثر…فتحت باب القصر و تخرج منه و تغلق الباب بهدوء… إبتسمت هي ببلاهة على ما فعلته لتعض على شفتها السفلية من فرط حماستها و من أجل عدم صراخها.

سارت نحو السيارات المصفوفة خلف بعضها البعض في فناء حديقة القصر الأمامية…. تنهدت بعبوس لأنها قد نسيت وضع عدستها اللاصقة..إتجهت سريعا نحو نافورة الماء لترى إنعكاس وجهها لتحمد ربها كثيرا كون إنه لم يرها أحد..أخرجت العلبة من جيب بنطالها..لتفتحها و تخرج العدسة بسرعة و تضعها بحذر شديد في عينها اليسرى… رمشت بعينها قليلا و عدة مرات لتعتدل العدسة جيدا…أمسكت العلبة و وضعتها في جيب بنطالها مجددا.

إتجهت نحو السيارات مرة إخرى لتقطب حاجباها بإستغراب من الطريقة التي إصطفت بها السيارات فقد كانت سيارة والدها و سيارة سيف محتجزة بين سيارة عمها أحمد و سيارة سوداء عالية فخمة لم تعرفها لمن…لم تهتم للموضوع إتجهت إلى سيارة عمها أحمد لتصعد عليها بهدوء و تقف على سقفها لتقفز برشاقة على سطح سيارة والدها و حمدت ربها بإنها لم تصدر صوت الأنذار….لتقفز مرة إخرى على سقف سيارة سيف و لم تطلق الأنذار لترفع يدها لأعلى على شكل قبضة و تضحك بصوت خفيف….سارت إلى الخلف لتنزل و أخرجت مفتاح السيارة الاحتياطي من جيبها لتفتح الباب الخلفي للسيارة. ….. دخلت إلى الداخل و بدأت بعبور المقاعدة بخفة و أمسكت هاتفها لتخرج مرة إخرى و تغلق الباب كأنه لم يفتح….صعدت مرة إخرى على سقف السيارة لترى إنها بعيدة عن الطريق التي جائت منه….فنظرت إلى يسارها لتجد السيارة السوداء بجانبها لتقول:

حور: خليني أعدي من عليها أحسن و أسرع عشان أدخل أسلم على هيلو لحسن يزعل… بس هي دي عربية مين دي حلوة أووي…يلا مش مهم.

أمسكت هاتفها جيدا لتقفز عاليا على سقف السيارة…ما أن وقفت عليها أصدرت السيارة صوت إنذار عالي جدا لتنتفض من قوة الصوت و في ثانية وجدت السيارة محاوطة بأعتى الرجال صلابة مشهرين بأسلحتهم في وجه حور التي صدمت من سرعة الوضع لترفع يديها لأعلى بينما لازالت ممسكة بالهاتف و تقول ببلاهة كأنها مجرمة بريئة:

حور بغباء: والله العظيم ما عملت حاجة غير إني جبت التلفون بتاعي يا جماعة.

و كما هم الحراس لازالوا مشهرين السلاح في وجهها.

………………………………

في الداخل رن هاتف أسد بعد أن صمتوا جميعا لأنهم سمعوا صوت إنذار السيارة من الخارج ليجزم أسد بإنها سيارته…أخرج هاتفه ليرد ببرود:

أسد: طيب خلاص أنا جاي دلوقتي.

هب واقفا ليقف معه الجميع ليقول محمد:

محمد: في إيه يا اسد و بعدين إيه الصوت دا.

أسد بهدوء: دا الصوت بتاع عربيتي و الحرس إتصلوا بيا و قالولي في وحدة واقفة على سقف العربية.

محمد و سيف و أحمد: واحدة؟؟.

اسد راحلا: ايوة و أنا خارج أشوفها.

نظر الجميع إلى بعضهم بإستغراب ليخرجوا خلفه مندهشين.

…………………………………….

عند حور التي لازالت رافعة يديها لأعلى و هي تبتسم ببلاهة في وجوههم… إبتلعت ريقها بتوتر لتبدأ بالصراخ منادية:

حور: باااااباااا…يا سيييف…..يا هييييلو….يا باااااباااا.

رأت باب القصر يفتح و خرج منه أسد لكنها لم تعلم إنه هو….عندما سمع محمد صوت حور ليقول هو و سيف و هلال بصوت واحد:

: دي حووور!!!!!.

سارا خلف أسد بهدوء تام.

نظرت حور نحوهم لتجد شخصا ما يرتدي أسود في أسود يربت على كتف احد الحرس لينزلوا أسلحتهم و بالفعل أنزلوا أسلحتهم بسرعة ليطفئ هو صوت الأنذار….لم ينظر لها بعد لتقول مفكرة بصوت عالي و هي على حالها:

حور: هو دا لابس إسود في إسود كدة ليه؟؟….دا شبه دراكولا مش ناقصله غير سنان مصاص الدماء.

سمعها أسد ليبتسم بسخرية عليها…رفع رأسه لينظر بينما إتسعت هي عيناها و قد إجتمع الجميع خلف أسد ينظرون لها بينما هي تقف على سقف سيارته….نظرت لأسد و بقيت تنظر في عيناه السوداء التي كانت تلمع من ضوء القمر المسلط على عينيه لتتوه في بحره الأسود من دون أن تشعر.

إلا إنها إستفاقت من غرقها على صوت والدها الذي تحدث سائلا إياها بشك:

محمد: حوور بتعملي إيه على سقف العربية و إيه إلي طلعك برة في وقت زي كدة؟؟.

أنزلت يديها بسرعة بعد أن أدركت إنها بهذا الوضع المحرج لتخجل قليلا و قد لاحظها أسد و هو لازال يفترس ملامحها الهادئة…. تنحنت قليلا لتبدأ بالحديث كانها تلقي خطابا رسميا في مؤتمر ما:

حور: أولا مساء الخير عليكم جميعا…و أنا أسفة يا هيلو إني مسلمتش عليك و عارفة إنك ممكن تكون زعلان مني…بس أنا كالعادة نمت…امممم المهم أنا صحيت بعد ما كلمتني سارة من التلفون الأرضي و رحت نزلت عشان أجيب التلفون بتاعي من عربية سيف لأنه نسي يجيبه فلقيت العربية محجوزة بين العربية الحلوة دي و العربية بتاعتك يا بابا…فرحت ببساطة ركبت على عربية عمي احمد و بعد كدة نطيت على سقف عربيتك يا بابا و بعدين عربية سيف فتحت باب الشنطة و دخلت خدت التلفون و خرجت و قفلت الباب و طلعت تاني فوق سقف العربية…لقيت المسافة بعدية قلت اعدي على سقف العربية دي و أنزل من غير دوشة…بس للأسف أول ما نطيت العربية طلعت صوت الإنذار و في ثانية دا حتى كمان مكملتهاش و لقيت الناس دي لفت حولين العربية الحلوة دي و طلعوا السلاح حسسوني إني مجرمة درجة أولى…بس دا إلي حصل هو أنا كدة غلطت؟؟.

نظرت نحوهم ببرائة و هي تسألهم بعفوية صادرة منها…دقيقة صمت تمر لتجدهم جميعا يضحكون ماعدا هذا الرجل الذي يقف أمامها مفترسا ملامح وجهها و كأنه يحفرها في عقله لكي لا ينسى وجهها أبدا.

تقدمت لكي تنزل من سقف السيارة و قد تهجم وجهها بغضب لأنهم يضحكون عليها…لكن عوضا عن ذلك صرخت بخوف عندما تزحلقت قدمها بسبب سقف السيارة الأملس الناعم و ما سهله أكثر هو أن حذائها الرياضي كان أملس أيضا…..أغمضت عيناها بخوف و غطت وجهها بيديها مستعدة لتلقي ألألم المبرح…لكنها لم تشعر إلى بقبضيتن من حديد تحيط جسدها الصغير.

يتبع..

لقراءة الحلقة الرابعة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية قلبي لك للكاتبة اميرة محمد.

اترك رد

error: Content is protected !!