Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم فرح طارق

في شقة أحمد وسجى..
تأففت بضيق وهي تصرخ بإبنتها : مكة تعالي هنا وبطلي لعب..
مكة : مش عاوزة أكل عاوزة ألعب.
سجى بغضب : بقولك تعالي هنا!!
خرج أحمد من الغرفة على صوت سجى واردف بنبرة هادئة : صوتك يا سجى انتِ مش قاعدة ف الشارع علشان يبقى عالي بالطريقة دي!!
كادت أن ترد عليه ولكنها صمتت وهي تتذكر أنه يكره الصوت المرتفع، ف اردفت بصوت منخفض : آسفة.
نظر أحمد لمكة واردف : مخلية ماما متعصبة ليه يا مكة؟
مكة : عاوزاني أكل وأنا مش جعانة وعاوزة ألعب يا بابا.
سجى بغضب وصوت عالي نسبيًا : مش عاوزة تاكل علشان تلعب إنما هي كدابة وجعانة.
أغمض عينيه وهو يحاول تهدئة نفسه واردف بهدوء عكس الغضب الذي أصبح بداخله : صوتك يا سجى مش هقولها تاني.
صمتت بضيق وهي تنظر لهُ بغضب، بينما نظر لمكة واردف بنبرة حانية : مكة حبيبتي كُلي يلا وبعدين كملي لعب، ولازم تاكلي علشان تقدري تلعبي إنما هتلعبي وانتِ مبتاكليش كدة هتتعبي ومش هتاكلي ولا هتلعبي وهتاخدي علاج بس، عاوزة كدة؟
مكة بخوف : لأ هاكل يا بابا خلاص.
قبل أحمد رأسها واردف : شطورة يا قلب بابا، يلا روحي كُلي.
قبلته مكة من وجنته واردفت : بحبك أوي يا بابا، ومبسوطة أوي إن إحنا معاك.
أبتسم أحمد بحزن ونظر لسجى ومن ثم لابنته واردف : وأنا بحبك أوي يا قلب بابا.
نهض أحمد ودلف لغرفته مرة أخرى بينما جلست سجى مكانها وهي تنظر لابنتها التي شرعت بتناول طعامها، وتفكر فيما حدث والدموع اجتمعت بعيناها..
بينما دلف أحمد لغرفته، وخلف التيشيرت الذي كان يرتديه وذهب ناحية خزانته ليحضر ملابس أخرى حتى ياخذ شاورًا ويستعد للخروج من البيت للذهاب لصديقه جاسر.
بعد وقت خرج من المرحاض وهو يلف خصره بالمنشفة، ويمسك بأخرى يُجفف بها شعره..
وقف مكانه حينما وجد سجى دلفت للغرفة وعيناها تبحث عنه، وما إن رأته حتى تسمرت مكانها ونظرت لهُ بعينان ملتمعة بشوق شديد ظهر عليهما..
التف لها أحمد بعدما كان يراها بالمرآة واردف : فيه حاجة يا سجى؟
انتبهت سجى لنظراتها واردفت بتوتر : لأ أنا آسفة..
استدارت حتى تخرج من الغرفة وما إن لامست يديها المقبض، حتى وجدت يد أحمد تمسك بذراعها ويلفها إليه..
أحمد بنبرة حازمة : جيتِ ليه؟ مش قولتلك متدخليش اوضتي نهائي يا سجى؟
صرخت بِه وهي تبكي : لأ هدخل يا أحمد، هدخل لأني مراتك 
رفع حاجبيه واردف : متأكدة من كلامك؟
نظرت لعيناه بتحدٍ واردفت : أه، مراتك وليا حق فيك وف اوضتك وف كل حاجة ف حياتك، وأنك مخليني نكرة كدة ف حياتك ف أنا مش هقبل بكدة يا أحمد لأن حقي إني أكون غير كدة ف حياتك.
أردف بنبرة غامضة : كويس إنك عارفة حقوقك، يعني عارفة حقوقي بردوا..
لم تستوعب كلماته، ولم يعطيها فرصتها حتى انقض على ثغرها وهو يقبلها..
يقبلها بشوق دام لسنواتٍ يحرقه من الداخل، شوق كان يسكن بداخله كالبُركان الذي كان خامدًا وايقظته هي الآن، وعليها تحمل عقبات إيقاظه..
حاوط خصرها بيده وهو يرفعها ويتجه بها ناحية الفراش ولا زالت يطبع شفتيه على ثغرها، بشوقٍ وعشق جارف.
بعد وقت نهض من جانبها وتركها على الفراش واتجه ناحية المرحاض وخرج بعد وقت منه، واردف وهو يرتدي ملابسه
: عارفة أن ليكِ حقوق يعني أكيد عارفة أنا كمان ليا إيه..
استدار إليها ونظر لها وهو يرفع حاجبيه : ولا إيه؟
حركت رأسها بمعنى نعم، ف اقترب أحمد منها واردف بمرح : أما هو أه ف إيه الصدمة الي لسة على وشك دي؟
سجى بأعين دامعة : هو احنا خلاص كدة، قصدي إنك سامحتني؟
اعتدل بوقفته، وتنهد واردف وهو يمسك بسترته حتى يرتديها : سبيها للوقت يا سجى، متسبقيش الأحداث.
– أنت رايح فين؟
أجابها وهو يضع يده على مقبض الباب ويستعد لفتحه : هقابل واحد صاحبي..
لم ينتظر إجابتها لهُ وفتح الباب وخرج من الغرفة، بل من الشقة بأكملها..
بينما استمعت هي لصوت إغلاق باب الشقة، وارتسمت ابتسامة على ثغرها وهي تتذكر ما حدث منذ قليل، ف ذلك يعني أن هناك شوطًا كبيرًا قد خُوض بمعركتها معهُ، وكشب رضاه لها وحبه مرة أخرى ليس أمرًا بصعبًا خاصةً بعد جملته الأخيرة التي اردفها قبل أن يرحل.
في البلد، تحديدًا الدوار..”
نهضت من فراشها بتكاسُل، وجلست على الفراش وما إن تذكرت ما حدث معها بالاسبوعين الماضيين، فقد فات اليوم على زواجها من كيان أسبوعين، ارتسمت إبتسامة على ثغرها وهي تتذكر وقوف كيان أمام زوجة عمها بكل مرة حاولة مُضايقتها بِها، وها قد أسبوعين وهو يأمر الجميع بأنها لن تنزل للأسفل، والطعام يصلها لغرفتها بِمعاد كل وجبة..
نهضت وهي تحسم أمرها بالنزول للأسفل اليوم، ف هي قد ملت من المكوث بالغرفة، وذلك كان بحجة أنها “عروس” 
دلفت للمرحاض وأخذت شاورًا دافئًا، وخرجت مرة أخرى وارتدت ملابسها وهي تستعد للنزول للأسفل بعدما ارتدت حجابها..
في الاسفل كان يجلس الجميع حول مائدة الطعام، وصُدِم الجميع يدلوف فريدة وهي ترتدي الحجاب.
الجد جمال بسعادة : الله يا بنت جابر، زي البدر يا بنتي، تعالي اقعدي جمبي يا قلب جدك.
زينب والدة كيان : قمر ف الحجاب يا فريدة، كيان هو الس قالك تلبسيه ولا انتِ الي حبيتي؟
فريدة بسعادة من ردة فعلهم : لأ هو كيان الي قالي وحببني فيه.
زينب : ربنا يباركلك انتِ وكيان يا حبيبتي.
صفية زوجة عمها : أخيرًا شرفتي ونزلتي، ولا هو علشان كيان سافر ف انتِ تنزلي ولما يرجع تلزمي اوضتك؟
جمال بحدة : صفية..
صفية : وأنا قولت إيه يا حاج؟ علشان بس متتعودش على قعدة الأوضة كدة وإن كل حاجة تجيلها على الجاهز!!
جمال بحزم : حفيدتي تتعود ع الي تحبه، عاوزة دلوقت تقوم تطلع اوضتها والغدا يوصلها اوضتها هيحصل كدة، عاوزة تقعد ف وسطنا ف كلنا هنرحب بيها يا صفية.
نظرت صفية لفريدة بحقد واردفت بتوعد لفريدة : الي تقوله يا حاج.
شرع الجميع بتناول الطعام، ولم تخلو الجلسة من مضايقات صفية لفريدة، وصد جمال لها بحزم وحِدة.
انتهى الجميع من تناول الغداء، ونهضت فريدة حتى تساعد زوجة عمها بترتيب المطبخ مرة أخرى..
في غرفة صفية..
صفية لابنتها : خلاص سيبتهم أسبوعين، وكيان سافر يعني هقدر اطلعها من هنا.
– يا ماما ما تكبري دماغك منها وسبيها ف حالها هي عملتلك إيه؟ أمها اطردت من هنا بسببك وماتت خلاص!!
صفية وهي تضع يدها على فم ابنتها : شششش هتوديني ف ستين داهية، عارفة لو حد كان سمعك دلوقت؟ كان زماني أنا الي اطردت من هنا يخربيتك.
– وأما انتِ خايفة تطردي كدة عاوزة تطرديها ليه؟ سبيها ف حالها وانتِ ف حالك.
صفية بحقد : والله ما هيحصل، وهتطلع من هنا نفس طلعة أمها بالظبط، هتطلع بفضيحة، ولولا جدك زمان كان زمان أمها مفضوحة ف البلد كلها بس هو الله يجحمه معملش كدة وستر عليها.
– هو إيه الي ستر عليها؟ هي معملتش حاجة من الأساس!!
صفية بغضب : بت انتِ، انتِ معايا ولا معاهم؟ 
– مع الحق، وأنا آسفة مش معاكِ ف الي هتعمليه عن إذن حضرتك.
خرجت ابنتها من الغرفة و وقفت هي مكانها بصدمة مما اردفت به ابنتها للتو واردفت بغضب : حتى بنتي قلبتيها ضدي انتِ وبنتك، ورحمة أبويا ما هسيبك يا فريدة وهطلعك من هنا زي ما أمك طلعت من هنا، بس الفرق فضيحتك انتِ هتكون ف البلد كلها.
امسكت بهاتفها، وهاتفت شخصًا ما واردفت : عملت الي اتفقت معاك عليه؟ 
صمتت وهي تستمع لرده واردفت بشر : حلو أوي، كيان سافر، يعني بليل تكون ف اوضتها مفهوم؟ 
أكملت بعدما جائها الرد : لم تبقى ف اوضتها رن عليا اطلعلك، سلام.
في القاهرة تحديدًا إحدى المستشفيات الخاصة..”
وقف أمام غرفة العمليات، وقلبه ينبض بخوف عليها، يشعر بأن أنفاسه بدلًا من أن تساعده على العيش، باتت تخنقه، يُفكر بكل شئ مر عليهم معًا، يتذكر ضربه لها وهي كانت تحمل طفله بداخلها، يتذكر قسوته معها بالاسبوع الذي مضى، للحظة نسى كل شئ منها، نسى كل ما فعلته، فقط لا يريد شئ سوى أن تنجى هي وطفلهم..
خرج الطبيب من غرفة العمليات وجرى جاسر نحوه مسرعًا واردف بلهفة : هي كويسة؟ 
الطبيبة بإبتسامة : الحمدلله متقلقش، لحقتها بسرعة ملحقش تنزف كتير والجرح مكنش لسة برد ف أيدها وأنت كنت جبتها هنا، والجنين كويس بس هي ضعيفة جدًا، محتاجة غذا وكمان علقت ليها محاليل، وكان المفروض تعلق حديد بس غلط على الطفل، ف هناخدلها دم تاني منك.
جاسر بلهفة : ماشي، يلا.
رحل معها وتبرع لها بالدم مرة أخرى، ف أول ما جاء بها للمشفى حتى طلبت الطبيبة دمًا للتبرع لها لتعويض ما نزفته، لم تنزف كثيرًا ولكن ما نزفته سيتأثر به حملها ف لذلك تبرع لها.
نام على الفراش المقابل لها وهو ينظر لها بسعادة وحزن بالوقت ذاته، دمه للمرة الثانية يسير داخل عروقها، وليس هي فقط بل طفله ايضًا بات يحمل دمه الآن.
مر الوقت بعدما تبرع لها، وانتقلت لغرفة عادية، وظل جالسً بجانبها ينتظر أن تفيق..
نهض جاسر من جانبها وخرج من الغرفة بعدما جاء احمد صديقه، الذي أتى مهرولًا للمشفى بعدما ذهب للمنزل واخبروه بما حدث..
أحمد : مراتك كويسة؟ أيه الي حصل يا جاسر؟
جاسر بإبتسامة حزينة : الحمدلله كويسة، لحقتها قبل ما يحصل حاجة.
– إيه الي وصلها إنها تنتحر يا جاسر؟
قص عليه جاسر ما حدث بالاسبوع الماضي ولكنه لم يذكر لهُ قصة فادي، ف مهما كان الأمر هي زوجته ولن يتحمل أن تتشوه صورتها بنظر أي شخص مهما كان..
أحمد بغضب : أنت متخلف؟ ضربتها!! قولتلك ايه يا جاسر؟ قولتلك عينك عليها ولما تحس أنها ممكن تعمل حاجة زي دي تاخدها ف حضنك وتكلمها بالعقل وتديها تحفيز بأنها تبعد تاني، مش تضربها وتوصل نفسيتها لأنها تنتحر!! 
تنهد جاسر بحزن شديد، يشعر بالكثير داخله، يحمل الكثير الذي لأول مرة بحياته يشعر بأنه غير قادرًا على حمله وحده، ولكنه اردف : احمد، بالله عليك كفاية عليا دماغي باللي فيها، مش هتبقى أنت كمان!
تقدم أحمد منه بحزن واردف : حقك عليا عارف الضغط بردوا الي أنت حاسه، بس أنا قولتلك من الأول الأمر مش هيكون سهل يا جاسر، هتخسر كتير وهتواجه كتير والموضوع كله محتاج طاقة وعزم وصبر لأنك تكمله وبس.
– بحاول، صدقني بحاول بس جيت ف لحظة معرفش إيه الي حصل.
جلس على المقعد و وضع رأسه بيده واردف داخل عقله : الي حصل لقيتها على تواصل مع الد اعدائي، خليتني اتجننت مشوفتش قدامي ولا حسيت بنفسي غير بعد ما ضربتها، لحد دلوقت بأنب نفسي بأني ضربتها بس غصب عني، أنا راجل وأكيد مش هستحمل حاجة زي دي..
تنهد جاسر بعدما اردف بكلماته تلك داخل عقله، ورفع نظره لأحمد الواقف ينتظر أن يتحدث مرة أخرى واردف : تفوق بس وصدقني هصلح معاها كل الي عملته.
طالعه أحمد بحزن عليه، يعلم التخبُط الكبير بداخل عقل جاسر، وكم الضغوطات الموضوعة عليه ولكنه ليس بيده فعل شئ لمساعدته.
نهض جاسر واردف : أنا هدخل أقعد جمبها علشان لو فاقت..
– ماشي يا جاسر ربنا يقومهالك بالسلامة.
اكتفى جاسر بالإبتسامة ودلف لغرفة شيري، وجلس أحمد مكانه، منتظر الاطمئنان على زوجة صديقه قبل أن يرحل.
دلف للغرفة وجلس بجانبها مرة أخرى، وامسك بيدها وقبلها واردف : مش عارف يا شيري أعمل إيه معاكِ ولا أتصرف إزاي، بس..
تنهد وأكمل بجدية : اختارت من الأول إني أمشي معاكِ واحدة واحدة لحد ما تخفي من أدمانك وانتِ دلوقت خفيتِ منه، وعلشان الي ف بطنك ف أنا همحي كل حاجة حصلت ومن اللحظة دي هنبدأ من جديد، بس هيكون فيه كل غلطة ليكِ بحسابها معايا.
شعر بحركة يدها ف أبتسم بلهفة، وراها تحرك راسها وتفتح عينيها ببطئ شديد..
جاسر بإبتسامة بعدما وجدها قد استعادت وعيها : حمدلله على سلامتك.
نهضت شيري من مكانها وساعدها جاسر على الجلوس، واردفت وهي تضع يدها على معدتها : هو كويس؟
– ومفكرتيش ف كدة ليه وانتِ بتنتحري؟ 
انهمرت دموعها بغزارة واردفت : أنا آسفة.
أغمض عينيه وهو يتنهد واردف : يا الله، كل مرة تغلطي واسمع أنا آسفة، بس مبتتعلميش من غلطك يا شيري؟ بالعكس كل مرة غلطك بيبقى أكبر من الي قبله.
شيري ببكاء : أنا خوفت.
– من إيه؟ خوفتي من إيه خلاكِ مكنتيش بس هتموتي نفسك دا انتِ كنتِ هتموتي روح تانية معاكِ! 
وضعت رأسها على صدره واردفت ببكاء : خوفت منك يا جاسر، خوفت تتهمني بأنه مش إبنك.
بلل شفتيه عدت مرات بعدما شعر بجفافهم وهو يشعر بأن حلقه قد جف تمامًا، واردف بنبرة يأسه : للدرجة دي أنا وحش بالنسبالك؟ 
شيري بلهفة : لأ أنت مش وحش صدقيني بس..بس تفكيري وقتها كان غلط إنما أنت..
أبعد جاسر يدها واردف وهو ينهض من مكانه : خلاص يا شيري، ع العموم نتيجة التحاليل بتاعتك وصلت ليا النهاردة والسم خرج من جسمك نهائي، وأنا هروح أبلغ الدكتورة بأنك ولو كدة نرجع البيت.
لم ينتظر ردها وخرج من الغرفة بأكملها، بينما تركها مكانها تبكي..
بعد وقت دلف مرة أخرى واردف : جهزتي؟
شيري ببكاء : حاولت أقوم بس حاسة بدوخة.
جاسر وهو يلملم أغراضها : معلش علشان العلاج واتنقلك دم ف لسة أعصابك مش مستحملة كل ده.
ظلت تنظر إليه وهو يساعدها بارتداء ملابسها، وما إن انتهى حتى حملها بين يديه وسط شهقتها المزهولة، واتجه بها خارج الغرفة..
شيري : جاسر نزلني، الناس كلها بتبُص علينا.
لم يجيبها جاسر بل خرج من المشفى، وادخلها السيارة واستدار هو الآخر حتى يصعد بداخلها..
بعد وقت توقفت السيارة أمام إحدى الابراج السكينة، واردفت شيري : إحنا مش هنروح الفيلا؟
– لأ وقاسم السواق هيجيبه مع المربية بتاعته.
نزل جاسر من السيارة ولم يعطيها فرصة للرد وحملها مرة أخرى وصعد بها لشقتهم..
دلف للشقة و وضعها على الفراش، وهمست شيري بإسمه وهي تمسك بيده حينما كان يعدل جسده بعدما وضعها على الفراش حتى يرحل : جاسر.
– نعم؟
وضعت يدها على وجنته واردفت وهي تتحسها : وحشتني أوي.
نظر لها بسخرية وكاد أن يتحدث بكلمات ساخرة ولكنها لم تعطه فرصة للحديث، وما إن أدار وجهه إليها وجدها تطبع ثغرها على شفتيه وهي تحتضن وجهه بيدها الإثنين..
ابتعد عنها وهو يبعد يدها ولكنها تشبثت به أكثر واردفت بنبرة اضعفته : أنا آسفة يا جاسر..
قبلته مرة أخرى وترك جاسر يدها، التي ما إن تركها حتى شرعت بخلع سترته..
أبعدها جاسر ونهض حينما استعاد قدرته بنفسه، واردف بنبرة حازمة : مينفعش يا شيري علشان حملك.
زفرت بضيق بينما أكمل هو : ماما هتبعت أكل ليكِ مع السواق، وأنا وقاسم هنطلب أكل دليفري وهطلبه دلوقت عقبال ما قاسم يجي يكون الأكل وصل.
خرج من الغرفة سريعًا بينما نامت هي على الفراش وغفت في نومٍ عميق..
في الخارج، هاتف جاسر كيان الذي أجابه واردف : كيان، عملت أي ف قضية فاروق وابنه؟
– متقلقش يا جاسر، فاروق راجع السجن مرة تانية، وابنه الستارة اتشالت من عليه وطلع وراها بلاوي هتخليه يحصل أبوه تاني.
– طب عرفت مين تبعه؟
– لأ، للأسف الي تبعه عامل كل حاجة باسم فادي، يعني لو أي حاجة حصلت فادي هو ااي يتجاب ف الصورة، بس متقلقش فادي بس نمسكه ويبقى ف السجن وتحت ايدي وهعرف منه كل حاجة.
– تمام، معلش يا كيان تعبتك معايا.
– على إيه يا جاسر، أنا والله فرحت إن الموضوع ده جمعني بيك تاني.
أبتسم جاسر واردف : تسلملي يا كيان، متحرمش منك، أخبارك إيه أنت ومراتك؟
– الحمدلله، اديني سافرت هخلص مهمة كدة وهرجع اخدها ونسافر نقضي شهر عسل، بس لما اخلص موضوع فاروق وفادي الأول.
– ربنا يسعدك يا كيان.
– يا رب أنا وأنت.
في شقة أسر وليان..”
ليان بغضب : يعني إيه مش هسافر معاك؟ رجلي على رجلك يا أسر هنسافر سوى.
أسر : لأ يا ليان، قولتلك لأ هسافر لوحدي وكدة كدة زياد اخوكِ هيكون معايا.
ليان بدموع : يعني مش عاوزني أكون جمبك يا أسر؟ ولو أنا مش هكون معاك مين هيكون معاك غيري؟
أسر بحنو وهو يقبل رأسها : مش قصدي يا قلب أسر، بس علشان خاطري هسافر أنا لوحدي و وعد هتكوني على إتصال دايم بيا، لحد ما أرجع.
ليان بترجي : أرجوك يا أسر، نسافر سوى.
أسر : لأ يا قلب أسر، هسافر لوحدي.
زفرت ليان بضيق واردفت : ماشي يا أسر..
أمسك أسر بذراعها وجاءها نحوه واردف : هتتقمصي بقى!! بدل ما تدلعيني كدة قبل ما اسافر! 
حاوطت رقبته بدلال واردفت : هدلعك بس خدني معاك.
ضحك أسر بشدة واردف : تؤ تؤ يا قلب أسر مش هينفع اخدك معايا.
زفرت بضيق ودفعته بعيدًا عنها واردفت : يبقى شوف مين هيدلعك يا أسر.
ضحك أسر بشدة عليها، بينما خرجت هي من الغرفة حتى تجهز له حقيبته ليسافر لإجراء العملية مع الطبيب الذي أخبره جاسر عنه..
في الدوار..”
صعدت لغرفتها بالمساء بعدما جلست مع الجميع، وانهت أعمالها بمساعدة زوجة عمها.
دلفت للغرفة وشهقت وهي ترجع للوراء بخوف حينما وجدت شخصًا بها..
أسرع بالامساك بها واردف : على فين يا عروسة؟ خضيتك ولا إيه؟
فريدة ببكاء وهي تحاول دفعه : ابعد عني والله اصوت والِم عليك الدوار كله..
انتهت كلماتها فور دخول زوجة عمها، التي صرخت وهي تضرب صدرها بيدها وأخذت تصرخ لتجمع البيت بأكلمه بغرفة فريدة..
جمال : في إيه يا صفية؟
اتجهت صفية وفتحت النافذة واردفت : شوف يا اخويا حفيدتك ومرات ابنك وعرضه دخلت لقيت واحد معاها ف الأوضة واول ما شافني زقني ونط من الشباك..
نظر جمال لفريدة واردف : صح الكلام ده يا فريدة؟
كادت أن تتحدث فريدة وهي تبكي، ولكن قاطعتها صفية: إزاي يعني يا حاج هتقولك صح إن واحد كان معاها ف اوضتها؟ 
جمال بغضب : اسكتي انتِ يا صفية..
ثم نظر لابنه واردف : تشوفلي مين الي كان هنا وتجيبهولي هنا فالبادروم مفهوم؟
– أمرك يابا.
جمال للجميع : اخرجوا كلكوا وسيبوني مع فريدة..
خرج الجميع و وقفت صفية بخوف وهي تنظر لهم، واردف جمال : مسمعتنيش قولت إيه؟
صفية بتوتر : أه سمعت عن اذنكوا هخرج أهو.
خرجت صفية ونظر جمال لفريدة الواقفة مكانها تبكي، وما إن خرج الجميع حتى تقدمت نحوه واردف وهي تمسك بيده : صدقني يا جدي معرفهوش، أنا لسة طالعة من تحت وداخلت لقيته ف الأوضة، كنت هصوت بس مسكني و فوقتها مرات عمي دخلت، صدقني يا جدي ده الي حصل والله..
مسد جمال على شعرها واردف : مصدقك يا قلب جدك، صدقيني مصدقك، زمان يا فريدة نظرتي لأمك خابت ومقدرتش أشوف برائتها الي كانت واضحة قدام عيني زي الشمس وطردتها من هنا، بس الي بيتقرص مرة بيتعلم يا بنتي، وأنا مش هكرر غلطي مرتين..
فريدة بلهفة : يعني مصدقني؟ طب كيان..
جمال : وفكرك كيان ممكن يكدبك يا فريدة؟ ده كيان لو شم خبر هيجي يطربق الدوار فوق دماغنا علشان يعرف مين ده.
احتضنته فريدة بلهفة واردفت : شكرًا يا جدي، شكرًا ليك أوي.
جمال بحنو : معملتش حاجة يا قلب جدك، أنا بس شوفت حقيقتك وصدقتك.
خرج جمال من الغرفة و وجد صفية تقف بالخارج واردف ما أن رآها : لما تيجي تدي نفس الضربة غيري الخطة يا صفية، نفس الفكرة القذرة الي عملتيها مع أمها واتهمتيها بأنها جابت واحد اوضتها وأنا للأسف بكل غباء صدقتك وطردتها، بردوا جاية تعملي نفس الحاجة مع بنتها؟
نظرت لهُ صفية بصدمة، ولكنه تركها ورحل من أمامها..
بعد مرور ثلاثة أسابيع..”
رنيم بحزن : العملية منجحتش!! زمانه قلبه اتكسر تاني يا قلب أمه.
عمرو : خلاص يا رنيم اهدي وكفاية عياط، وانتِ يا ليان روحي على بيتك لأن أسر مش هيجي على هنا.
ليان : حاضر يا عمي، هقوم أحضر حاجتي وأروح.
نهضت ليان وجهزت حقيبتها ف هي طوال فترة سفر أسر كانت تمكث مع رنيم وعمرو..
بعد وقت كانت تقف أمام باب شقتها وهي تفتحه، ودلفت للداخل واشعلت الأنوار و صدمت بأسر جالس أمامها..
تقدمت نحوه بلهفة وضمته واردفت : أسر مقولتش ليه إنك جاي دلوقت؟ لما كلمتني قولت هتوصل مش دلوقت خالص!!
أسر بإبتسامة : حبيت اعملهالك مفاجئة.
مدت يدها لتخلع نظارته ولكنه امسكها واردف : سبيها.
عقدت حاجبيها واردفت : ليه؟ 
ثم أكملت بلامُبالاة : براحتك..
احتضنته مرة أخرى واردفت : وحشتني أوي يا أسر، أوي أوي.
أسر بحنو : وانتِ كمان يا قلب أسر من جوة وروحه.
ليان : أكيد تعبان، أدخل خد شاور وغير هدومك وارتاح وأنا هغير على طول وهعملك حاجة تاكلها، ماشي؟
– ماشي.
نهض الإثنان ودلفوا للغرفة، وجلس أسر على الفراش، بينما بدأت ليان بخلع ملابسها لتبديلها..
ليان وهي تبدل ملابسها : قعدت ليه؟ مش هتغير؟ 
ابتلع ريقه وهو يتابعها من أسفل نظارته واردف : هرتاح شوية وهقوم، علشان مش قادر أتحرك دلوقت.
– ماشي يا حبيبي.
اردفت بجملتها وغيرت ملابسها وانتهت والتفت لهُ واردفت : هروح احضرلك تاكل ماشي.
حرك أسر رأسه وخرجت ليان ونهض هو من مكانه وأخذ شاورًا دافئًا وخرج مرة أخرى وارتدى ملابس بيتية مريحة وهو يفكر كيف سيخبر ليان بأنه استعاد بصره..
خرج أسر من الغرفة و وجد ليان تضع الطعام على المائدة بعدما جهزته، واتجه للجلوس عليها، واردفت ليان : ماما “مامت أسر بس هي بتقولها ماما” اديتني أكل وأنا سخنته على طول وحطيته.
أبتسم أسر واردف : تسلم ايديك حبيبتي.
جلست أمامه وامسكت بيده واردفت : وحشتني اوي أوي يا أسر بجد..
ابتلع ريقه ومد يده ليخلع نظارته، ونظر لعيناها، بينما تركت هي يده ورجعت للوراء واردفت : ا..انت بتشوف؟
أبتسم أسر واردف : أه العملية نجحت بس كنت حابب أشوف رد فعلك مش اسمعه، علشان كدة قولت استنى لما اجي.
نهضت من مكانها واردفت بزعر والدموع اجتمعت بعيناها : ب…بابا أنا عاوزة بابا.
أسر : في إيه يا ليان؟ مالك يا حبيبتي؟
انهمرت دموعها وجسدها بات يرتجف واردفت : عاوزة بابا، خليه يجي يا أسر.
أسر بلهفة : حاضر هتصل بيه، بس مالك؟ 
ازداد بكائها مما أثار قلق أسر وهاتف ماجد حتى يأتي..
بعد وقت جاء ماجد وجاسر معهُ لأنهم كانوا معًا بالشركة، وفتح لهم أسر الباب ودلف الإثنان..
تقدم جاسر ناحية ليان التي كانت تجلس بزاوية وهي تضم جسدها لصدرها وتبكي : ليان حبيبتي مالك؟ أسر عملك حاجة؟
حركت رأسها بنفي، ولكنها احتضنت جاسر وبكائها يزداد..
تقدم ماجد منها واردف : طب في ايه يا ليان؟
ليان بصوت مبحوح من كثرة البكاء : طلقني منه يا جاسر عاوزة أطلق.
– نعم ياختي؟
اردف أسر بها بغضب، بينما اردف ماجد : طب ليه يا ليان، هو عملك حاجة؟ 
جاسر وهو يربت عليها بحنو : ليه يا حبيبتي؟ 
ليان ببكاء : بقى مفتح يا جاسر مستحيل اعيش معاه، عشان خاطري خدني معاك.
كتم ماجد وجاسر ضحكتهم بينما اردف أسر بغضب : أيوة بقيت بعُض يعني؟ 
جاسر : اسكت طيب نفهم منها ليه!
زفر أسر بضيق واردف : افهم يا اخويا افهم.
أبعدها جاسر عن أحضانه واردف : ليه يا ليان؟ مش ده الي كنتِ مش عاوزة تطلقي منه وبتحبيه؟
ليان ببكاء : أيوة بس كان أعمى 
زفر أسر واردف : يا بنت الحلال انتِ عاوزة تجنيني!! هو إيه الي كان أعمى!! كنت أعمى مثلا ف مثلتي عليا الحب!!
ليان : عشان خاطري خدني معاك يا جاسر.
تقدم أسر وأمسك بيدها واردف : معلش يا جاسر هاخدها نتكلم لوحدنا شوية 
ليان باعتراض : لأ مش عاوزة 
سحبها أسر رغمًا عنها وسط اعتراضها، ودلف بها للغرفة بينما بقى ماجد وجاسر بالخارج اللذان ما إن دلفوا حتى انفجرا ضاحكين..
في الغرفة..
أسر بغضب : ممكن أفهم عاوزة تطلقي ليه؟
ليان ببكاء : ع..عشان أنا مش واخدة عليك وأنت مفتح، وأنا اتجوزتك ومكنتش لسة اتعودت عليك يا أسر، ف نطلق أحسن ولما أخد عليك نتجوز.
أسر بغضب : نعم يا روح امك!! نطلق إيه ونتجوز إيه؟ بت انتِ عاوزة تجننيني!! والله طلوعك من بيتي على جثتي يا ليان.
أمسك بيدها وخرج من الغرفة وما إن خرج حتى كف ماجد وجاسر عن ضحكهم، ف صوت الإثنان كان واصلًا لهم بالخارج..
أسر : معلش يا عمي أننا جبناك بس ليان شكلها تعبانة شوية وأنا هعرف اتصرف معاها 
جاسر : خلاص يا أسر، تمشي معانا وتقعد معانا فترة لحد بس ما تاخد عليك شوية بعدين تيجي معاك تاني!
ليان بلهفة : أه قولوا يا أبيه.
أسر بغضب : اسكتِ انتِ هو إيه الي قوله؟
ثم نظر لجاسر وأكمل : لأ مراتي وهتفضل ف بيتي يا جاسر.
ماجد : يا أبني أسمع الكلام!
أسر بتصميم : لأ.
جاسر : وأنا مش هسيبها يا أسر وهي منهارة كدة من العياط!!
أسر :, تصدق أني غلطان أني اتصلت بيك!! أنا قولت تيجي تعقلها شوية، تقوم جاي بالبنزين تحطهم ع النار تولعها أكتر!! معندكش كلمة حلوة تعدل بيها أختك يبقى متقولش لأني مستحيل والله لو علة جثتي اطلعها من هنا، ومتجبرنيش أحلف بالطلاق.
ماجد : خلاص يا جاسر سيبها وأنت عارف أسر هيعرف يتصرف مع ليان.
جاسر بسخرية : كان اتصرف ومكنش اتصل بينا!! 
أسر : معلش غلطة وبضرب نفسي بالجزمة عليها.
رحل ماجد وجاسر، واستدار أسر لـ ليان حتى يتحدث نعها ولكنه وجدها جرت مسرعة نحو غرفتها واغلقت الباب على نفسها.
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك رد