Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي

— ميخصكش أنا ابقى مين…إحنا دلوقت ورانا مهمه هنقضيها سواا…هعلمك ازاي تصطاد الفيران من على بعد اتنين كيلو متر 
قالها القناص بغموض وخبث 
ناادر بدهشه شديده
— اصطاااد فييراان !!! 
القناص بإيماء وثقه
— بالظبط…اطلع بينا على حدود إسرائيل
ظل نادر مترنح للحظات..يحاول استيعاب مايحدث…فجذبه القناص سريعاً لداخل السياره وهو يقول بهدوء 
— نفذ اللي بقولك عليه ياحضرة الظابط…لازم ناخد الوقت لصالحنا…أي دقيقه بتروح مننا..بندفع تمنها دم…اخلص اطلع بينا على الحدود الفاصله بين بلدنا وبين الكلاب الضاله 
نادر وهو يقود سيارته وينظر امامه بشرود 
— بحكم إني ظابط وليا شغل مع ظباط المخابرات…أقدر افهم إنك عاوزني في هجوم على الجنود الإسرائيلين الموجودين على الحدود  !
ابتسم القناص بخبث من خلف قناعه ثم أردف
— مش بالظبط…لما نوصل هفهمك كل حاجه 
نظر له نادر بطرف عينيه ثم هتف بسخريه
— مش عارف ليه حاسس..إنك هتطلع واحد من رجالة سامح وهيتم اغتيالي على ايدك في الآخر
القناص بهدوء وثقه
— سامح الصعيدي واحد من أكبر وأذكى الجواسيس الإرهابيين في العالم…القبض عليه مش سهل…إنت عاوز تنتقم منه لكونك ظابط مصري وهو خان بلدك…أما أنا عاوز أنتقم منه لغرض تاني 
نظر القناص أمامه بشرود ثم كور يده بغضب ليتابع بتوعد 
— أعداء سامح بعدد شعر راسك…بس أنا عاوزه كله ليا…عاوز أنا اللي أنتقم منه 
رمقه نادر بتعجب ليردف
— وإشمعنا إخترتني أنا أساعدك  …مافيه ظباط كتير غيري !!
القناص بذكاء وغموض
— عشان إنت مدرب على إيد الجِنّ كويس…بمعنى هستفيد منك في الخطه اللي الكبير هيعملها 
نادر بدهشه
— الجن  !! إنت…إنت..تعرف حمزه باشا  !! 
القناص بإيماء وسخريه
— معرفوش بس سمعت عن قدراته وذكائه..بس برضو ميجيش حاجه جنب ذكائي…أنا اللي هخلص على سامح أنا والكبير…ولو انضميت لينا…يبقا إحنا التلاته هنكون ايد واحده وسامح هيبقا فريسه سهلة الإصطياد 
أوقف نادر السيارة فجأةً ليصيح بنفاذ صبر
— علفكره أنا مش فاهم أي حاجه من اللي بتقوله ده… ولو هتفضل تكلمني بالغموض ده يبقا إنزل من عربيتي أحسن وروح خلص عليه مع نفسك… أنا ماشي تبع خطة حمزه باشا… مينفعش اتصرف من دماغي غير إما أعرفه بكل كبيره وصغيره…
سكت نادر يتفحصه بغيظ..أما القناص كان ينظر أمامه وعيناه تلتمعان كالفهد الأسود بثقه وغموض
تابع نادر بسخريه 
–وبعدين إنت لابس القناع ده ليه… أنت كشفت عن نفسك لما انقذت مراتي وأنا زاكرتي كويسه وفاكر ملامحك كويس أووي 
اجاب القناص بهدوء وثبات
— ميخصكش… ألبس قناع ملبسش.. حاجه متخصكش… واللي ميخصكش متدخلش فيه ياإما هزعلك 
نادر بغضب 
— انت نسسيت نفسسك ولااييه… إنت كده بتتعدى على ظابط شرطه بتهمة السب والقصف…هتتعدى حدودك معايا أنا اللي هزعلك.. وانت مجربتش زعل نادر حواس 
أنهى نادر جملته… ليخرج سلاحهه ثم يصوبه تجاه القناص هاتفاً بغضب شديد 
— أنزل من العربيه… يلااااا 
ضيق القناص عيناه بسخريه شديده من خلف القناع كأنه يقول 
من أنت لكي تصوب مسدسك في وجهه الفهد أيها الآحمق  !!؟ 
وفي لمح البصر كان مسدس نادر مقسوم لنصفين في يد القناص.. كأنه مسدس لعبه وليس مصنوع من المعدن القوي  !! 
اتسعت عين نادر بذهول وهو يفتح فمه وينظر للمسدس ثم للقناص بدهشه شديده
هتف نادر بدهشه وصدمه 
— ايه اللي انت عملته ده  !!… عملت ده ازااي  !! 
الـ… الـ… المسدس… انكسر بسهوله… زي… زي مايكون لعبه  !! 
القناص بغرور وسخريه 
— دي حاجه صغيره كده من قدراتي الخاصه… تقدر تقول مولود بقوه خارقه… زي ماشفتني بجري فوق اسطح البيوت وانط من سطح لسطح بسرعه رهيبه وشفتني وأنا بكسر المعدن بسهوله زي الورق مابيتقطع… تقدر تقول ده نقطه في بحر قدراتي… عشان كده سموني الفهد الأسود 
هزّ نادر رأسه بذهول وهو يضرب بكف على الآخر
— مستحيل… مستحيل اللي شفته ده… الكلام ده مبيحصلش غير في الأفلام… انت… انت ازاي كده 
ضحك القناص بخفوت ليجيب بغرور
— قدرات بقاا… عشان كده تلاقيني بكلمك بغموض ومبخلعش القناع من على وشي.. مش عاوزك تعرف حقيقتي دلوقت… نخلص على سامح وشوية الكلاب بتوعه الأول وبعدين هتعرف أنا مين 
زفر نادر بضيق ثم مسح على وجهه ليردف بقلة حيله
— طالما عدونا واحد يبقا ايدي في ايدك ونشيل الكلب ده هو واللي زي من على اراضينا الطاهره… بس حمزه باشا لازم يعرف الأول 
القناص بذكاء
— انا من رأي متعرفش الباشا بتاعك حاجه دلوقت خالص… لأن سامح فاكر إن حمزه بس اللي بيدور عليه… فإحنا عاوزين ننيم سامح خالص لحد منعرف مكانه ونقضي عليه وساعتها أخد حقي منه من غير مااموته وانت تكلم الداخليه تيجي تكمل عليه 
نظر له نادر بتفكير مطولاً.. ثم أردف بموافقه
— معاك حق… لا عاجبني تفكيرك… غامض فعلاً… بس قولي… مين هو الكبير بتاعك..! 
القناص وهو يشير لمقود السياره
— هتعرف بعدين… بقولك ايه… خليني انا اسوق عشان انت يومك بسنه… وأنا ايدي بتاكلني وعاوز اصطاد كام فار كده قبل مااروح للكبير 
نادر وهو يقوم ليدعه يتولى مقعد القياده 
— انا هسمع كلامك… لحد مااعرف اخرتك ايه 
ابتسم القناص بخبث قبل أن يشرع في قيادة السياره 
— أخرتي هتعجبك
قاد السياره بسرعه فائقه حتى أن نادر صاح به عدة مرات ليجعله يبطىء القياده… ولكن لاحياة لمن تنادى… فالقناص من سرعة قيادته… كادت السياره أن تطير من على سطح الطريق بالفعل…حتى أن مؤشر عداد القياده كاد أن ينفجر من هول السرعه.. 
قاد السياره بمهاره واحترافيه شديده كما لو أنه في سباق عالمي للسيارت… واستطاع بمهاره أن يتخطى كل الحواجز والسيارت حوله دون أن يمس أي خدش السياره.. 
كان من المفترض أن تصل السياره للحدود بعد خمس ساعات… ولكنه قطع هذه المسافه بتلك السرعه الرهيبه في أقل من ساعتين دون أن تخدش السياره ولو مجرد خدش صغير… وكل من يشاهد السياره وهي تسير بتلك السرعه.. يكاد يجزم أن السائق.. هارباً من إحدى أفلام بوليود وهذا كله ليس حقيقه  ! 
أوقف القناص السياره بعيداً عن رمال الحدود.. ثم نزل بحذر شديد تحت أعين نادر المندهشه.. 
حمل القناص بيده بندقيته الخارقه كما يسميها.. وقبل أن يصوبها للجندي الإسرائيلي على الحدود المقابله له.. وقف نادر أمامه سريعاً وهو يصيح بدهشه
— انت اتجننت!!  اللي بتعمله ده هيعرضنا لمسائله قانونيه… انت كده هتقوم حرب عالميه بين مصر والولايات المتحده واسرائيل… أمريكا بتساند اسرائيل ومتنساش انها اقوى جيش في العالم… انت كده بتحط مصر في الخطر… مش في صالحنا قتل حد منهم 
القناص وهو يبعد نادر عن وجهه بطرف بندقيته
— ولا هيقدروا يتكلموا نص كلمه… عارف ليه.. عشان أي دوله ليها الحق تعدم أي جاسوس عليها.. ودول ياذكي مش مجرد جنود اسرائيل موقفاهم على الحدود عشان يحموها… دول معظمهم زي سامح كده… خانوا بلدهم وباعوا شرفهم لأجل المليارات اللي بياخدوها… والأنجاس دول لازم يموتوا… وخد بالك.. هتلاقي تاني يوم واقف مكانهم كلاب تانيين… يعني اهم حاجه عند اسرائيل المعلومات اللي بيجبوها… أما هما في ستين داهيه 
نادر بسخريه بعد أن فهم جيداً مايرمي اليه القناص
— اساعدك دلوقت ازاي ياذكي وانت بقواك الخارقه دي.. جبت المسدس نصين 
نظر اليه القناص ثم ضحك بسخريه
— شكلنا هنبقا صحاب
تابع وهو يشير لأحد الجنود المصريين على الحدود بإشاره معينه كدليل على أنه سيبدأ تصويب اهدافه على العدو المغتصب للقدس الطاهره.. 
— انت مش هتعمل حاجه غير إنك تلاهيهم.. وانت وش جديد بالنسبالهم وذكي.. فهتعرف تلهيهم كويس.. 
تلك الإشاره التي فعلها القناص بيده للجنود المصريين… جعلت نادر يشك أنه له مكانه خاصه عند الجيش المصري… 
إنه ذكي بحق.. ياله من قناصٍ غامض! 
نادر بحماس مصحوب بنبرة غيظ وانتقام
— كل إما أسمع ان الانجاس دول ضربوا صواريخ على بيوت اخواتنا الفلسطنيين… دمي بينحرق أكترر.. ببقا نفسي أكلهم بسناني 
التمعت عين القناص بحزن شديد.. حتى أنه كادت أن تسقط دمعه من عينه فحبسها سريعاً ليردف بسخريه وهو يضغط على ذناد البندقيه
— انت دمك محروق وانت معاشرتش حد فيهم..دمك محروق لمجرد إنك شايف العذاب اللي هما فيه بغض النظر إن الجنه تلاقي تلت ارباعها فلسطنيين بس اللي هما فيه ده اسمه عذاب وقهر وعنف من ولاد الـ***
سكت قليلاً ليتنفس بعمق متابعاً بنبره حزن وألم
— مابالك لو كنت بتحب واحده منهم وكنت متفق معاها إنك هتجوزها بعد مامهمتك تخلص 
تذكر نادر.. حبييته التي لم يتسع له الوقت ليمضيه معها ومع طفلهم كأي رجل متزوج وإمرأته حامل بطفلهم الأول.. 
أردف نادر بحزن
–أنا فعلاً سفرت مراتي برا وهي لسه في أول شهور حملها.. سفرتها لوحدها وأنا قلبي هيتقطع من الخوف عليها… بس بعدها عني في الاوقات دي هيحميها… بعدها عني أفضل وأأمن ليها 
رمقه القناص بسخريه ليهتف بحزن
— فهمتني غلط… أنا بقولك لو كنت بتحب واحده فلسطينيه وخطبتها ومستنيين فرحكم بلهفه بعد متخلص مهمتك وتبقي في الأمان… وفجأه… 
تنهد القناص بحزن شديد ليتابع بهمس
— وفجأه يجيلك خبر إن ولاد الكلب الملاعين قصفوا بيتهم وطلعوها ميته..عباره عن أشلاء من تحت الطوب… كان هيبقا رد فعلك ايه  !! 
رمقه نادر بدهشه للحظات يحاول استيعاب ماقيل له.. أيقصد أن.. أن يقول أن حبيبته فلسطينيه!! 
أيعقل أنه وقع في عشق فلسطينيه ثم.. ثم لم يتمم القدر فرحتهم.. وتوفت..!! 
هل.. هل حقاً القناص يريد الإنتقام من أي جندي إسرائيلي لهذا السبب!!  موت حبيبته!! 
شعر نادر بالحزن لأجله وظله يتأمله فقط بحزن دون أن ينطق بأي شئ.. فتبسم له القناص من خلف قناعه بسخريه وذكاء مردفاً 
— أنا عارف إنت بتفكر في إيه دلوقت….كل اللي بيدور في دماغك إني عاوز أنتقم لموت حبيبتي صح!!… لا ياحضرة الظابط…ممكن تقول ده سبب من الأسباب بس مش السبب الرئيسي للإنتقام… لأن جنتي ماتت شهيده..
تنهد القناص بألم وشعر بنغزه في قلبه إثر تذكره لشريط عشقه مع تلك المشاغبه جنّه نِضال 
تابع مبتسماً بحزن 
— أنا مبسوط إنها في الجنه دلوقت.. جنه كانت دايماً تقولي إن أخرت كل فلسطيني شهيد في الجنه.. وكانت مبسوطه أووي وهي بتكلم عن أخوها وإنه كان بطل مجاهد ومات شهيد ونفسها تروحله عشان وحشها… انا مش زعلان عشان ماتت.. أنا زعلان عشان الطريقه البشعه اللي ماتت بيها.. زعلان عشان مش هشوفها تاني..زعلان عشان راحت وأنا لسه مشبعتش منها… جنّه كانت جنتي على الأرض… محبتش ولاحبيت قدها.. ولا هحب بعدها اصلاً
ضرب على قلبه بغضب وحزن
— خلاااص.. ده مااات… ده نبض على الفاضي بس.. كان بينبض بإسمها.. بحبها.. لكن دلوقت بينبض عالفاضي.. نفسه يوقف ويريحني واروحلها… بس أشفي غليلي الأول من شوية الخنازير دول 
أومأ نادر بحزن وتفهم… تابع بعد لحظات متسائلاً
— عرفتها ازاي! أو شفتها فين!!  
تأمله القناص قليلاً بحزن ليردف وهو يشير للحدود
— بعدين هبقا أحكيلك… المهم دلوقت عاوزك تروح تلاهيهم وأنا هستعد للتصويب 
أومأ نادر ليتجه بالفعل ناحية الحدود وهو يرفع يديه ويلوح يميناً ويساراً.. ثم يصدر صفيراً عالياً… ثم يعود للتلويح بيديه بحركات غير مفهمومه تجعل ذهنهم في تشتيت.. 
اقترب نادر من الأسلاك الشائكه على الحدود المصريه ليقابله على الجانب الآخر اثنين من الجنود الإسرائليين النساء وسته من الرجال 
ضحك نادر بسخريه ليتمتم
— بقا الجيش اللي نصه نسوان ده محدش قادر عليه!! 
اقترب من نادر أحد الجنود المصريين وهو يهتف بضحك 
— عارف ياباشا لو فتحوا لرجالتنا الحدود ولرجالة الشعوب التانيه.. ايه اللي هيحصل!! 
رمقه نادر بتعجب مردفاً بسخريه
— ايه ياخفيف 
الجندي بضحك
— النسواان دي كلها هتحمل هههه اه والله ياباشا.. عمرك شفت دوله جيشها نصه نسوان.. دول ياباشا لو عطسنا فيهم على رأي الست الفلسطينيه هنطيرهم كلهم… دول أجبن خلق الله… لولا أمريكا بس اللي واقفه في ضهرها مكانش فيه وجود لإسرائيل أصلاً
نادر بسخريه 
— أولاً مفيش دوله جيشها فيه نسوان.. دول مش دوله ياحبيبي… دول شوية كلاب ضاله ملهمش ملجأ ولا بلد تلمهم… بيدخلوا أي بلد ويستولوا على أراضيها غصب عن أهلها… وبعدين متنساش إن ربك بيمهل ولايهملش.. ودول معروف يعني أخرتهم جهنم… 
سكت نادر قليلاً لينظر للجنود الإسرائليين وهم يرقصون على الحدود كأنهم في إحدى حانات الرقص.. 
تابع بضحك وهو ينظر للجندي بجانبه
— وانت بقا سايب مكانك وواقف عمال تبص على النسوان دي  ! 
الجندي بضحك
— هههه والله ياباشا يسيبوني عليهم بس وأنا هاكلهم أكل كده 
ضحك نادر وهو يهزّ رأسه بقلة حيله… ثم أشار بيده للجندي بأن يبتعد لينفذ ما أمره به القناص 
تابع نادر صيااحه وصفيره العالي… حتى انتبه له الجنود الإسرائليين… فلوحوا له أيضاً.. ظناً بأنه يشاكسهم.. 
وفي لحظات انطلقت الرصاصات من البندقيه الخارقه الخاصه بالقناص… ليدوى الصوت كصوت البرق في كل مكان… حتى انتفض الجنود المصريين من أماكنهم عند سماع صوت الرصاص المرعب.. واستعدوا للهجوم… ولكن نادر أشار لهم بأن يخفضوا رؤوسهم… ورفع لهم الكارت خاصته مشيراً أنه يعمل مساعد بالمخابرات المصريه ولا داعي للقلق.. 
بينما صوب القناص بندقيته بمهاره شديده ليصطادهم كالدجاج من على بعد أمتار… حتى سقطوا في بركه من الدماء بفعل العيار الناري الثقيل… 
قام القناص بعد ذلك بالقفز على سيارة نادر.. ثم بوق من الحقيبه خلف ظهره… ليقوم بالنفخ فيه مصدراً صوتاً غليظاً ومخيفاً.. 
وصل لآذان كل الجنود المصريين المنبطحين أرضاً حتى نادر… 
فهمس أحد الجنود لصديقه 
— الصوت ده أنا بسمعه كل مره لما يتقتل حد من الجنود الإسرائليين 
أجابه صديقه بنفس الهمس
— كأن اللي بيقتلهم كل مره بيوصل اشاره بالصوت ده لإسرائيل… والغريب إن الإسرائليين بيسكتوا وبيجيبوا غيرهم كأن اللي راح من جنودهم فراخ مش بني أدمين  !!
اختفى صوت البوق تماماً…فأدرك نادر أن القناص يستدعيه الآن..
ذهب إليه وهو ينظر ورائه بدهشه..فقد عمّ الهدوء على المكان برّمته…كأن القناص هذا رجلاً من كوكب آخر!!
ظل نادر يستوعب مايحدث ويفكر بحيره ودهشه في أفعال القناص الغير طبيعيه بالمره
..ففي المرة الآولى..كان يقفز من سطح أحد المنازل لسطح آخر كأنه الرجل الوطواط..ثم بعد ذلك يكسر المسدس المعدني ويحطمه لنصفين بسهوله قبل أن يرتد طرف عين نادر…
ثم استطاع بااحترافيه فاقت التوقعات.. أن يقود السياره بسرعة الرياح ويقطع مسافة ملايين الكيلوا مترات في ساعتين فقط! 
ومنذ قليل يقتل ثمانِ جنود اسرائيليين ببساطه شديده دون أن يتعرض لمسائله دوليه..والآن يصدر صوتاً غريباً بهذا البوق الذي بحوزته!!
ماهذا  !! ماكل هذا  ! من هذا الرجل الخارق  !!
كانت كل تلك الأسئله تدور في رأس نادر..
ذهب إليه نادر وقبل أن يتفوه بالكلام…اشار له القناص بأن يركب السياره…فركب نادر وهو يتأمله بتعجب وإنبهار شديد..
قاد القناص السياره بسرعته المعروفه…ليوقفها أمام كهف ضخم ومظلم تماماً 
ترّجل من السياره وهو يبتسم بغموض وخبث شديد مردفاً 
— ده بيتي ومخبأي السري أنا والكبير
… بينما نادر ظل يتطلع للكهف بتعجب ودهشه شديده.. كأنه يقول.. من هذا المجنون الذي يفكر بالمكوث هنا ولو لبضع دقائق !!!  
سار نادر ورائه داخل الكهف المظلم.. لحظات وبدأ المكان يظهر اكثر فأكثر… بفعل شومة النيران المتعلقه بجدران الكهف كالمصابيح الضوئيه 
دلف القناص لإحدى الغرف بالكهف وورائه نادر.. 
ظهر أمامهم رجلاً يجلس على مقعد من الجلد الأسود ويضع قدم فوق الآخرى.. ولكن ليس ذلك ماجعل نادر يشهق بدهشه
الذي أدهش نادر بشده هو..ذلك القناع الذي يخفي به وجهه والذي يشبه فم الغراب أو النسر باللون الأسود ويرتدي قبعه سوداء ويجلس مشبكاً يده في بعضها..و التي أخفاها بقفاز أسود له مخالب  
فبدا لايقل غموضاً عن القناص.. 
ابتلع نادر ريقه بدهشه ثم نظر للقناص هاتفاً
— انتواا مين بالظبطط  !!  ميين ددده  !!! 
ابتسم القناص بغموض ثم أشار بيده تجاه الرجل الذي يُجهل هل هو شاب أم عجوز 
— أقدملك الكبير… قائد النسور  
فمن هذا ياتُرى!! 
أو ليكن السؤال هنا… ماكل هذا الغموض الذي يقابله نادر  !!!؟ 
—————————–
في إحدى المدن المصريه تحديداً محافظة المنيا في حي “ملوي”
وقفت دنيا تُبدل ملابسها. في غرفه من غرف ذاك البيت البسيط جداً والذي يعود بنيانه للتراث الريفي القديم…فقد بُني البيت من الطين والقش 
مع بعض الاثاث القديم والبسيط جداً… ورغم بساطة هذا البيت إلا أن سُكانه طيبون وكرماء جداً 
يقطن بداخله رجلاً يبلغ من العمر اثنان وستون عاماً وإمرأه بعمر الواحد والخمسون… نعم إنه ذاك الرجل صاحب الوجه البشوش.. الذي قابلته دنيا في القطار.. 
ويدعى الشيخ سمير عفيفي ويلقبه الناس بالشيخ نظراً لتوليه دور إمام المسجد في القريه… أما زوجته فهي السيده حكمت… إمرأه ذات ملامح مصريه طيبه جداً… تُحب الخير للجميع ولاترد يد إحتاجة لها أبداً.. 
أبدلت دنيا ملابسها في تلك الغرفه القديمه والتي تجعلك تشعر بأنك في الزمن الجميل.. زمن أجدادنا
رمقت طيفها في المرآه.. فنمت على ثغرها ابتسامه راضيه حينما تذكرت الشيخ سمير وهو يهمس في أذن زوجته بأن دنيا ستمكث معهم ولن تكون مجرد ضيفه بل سيعتبروها ابنتهم… وسعدت زوجته بشده… فكم تمنت أن تلد إبنه تعوضها مرارة فقد بسمه ابنتها… ولكن الله لم يرد لهم الإنجاب ثانيةً.. لذا فرحت عندما علمت بمكوث دنيا معهم وارتاح قلبها لها.. وكذلك دنيا شعرت بالراحه والسكينه تتغلل أطيان قلبها من وجودها وسط تلك الأسره البسيطه والكريمه.. 
سمعت دنيا صوت طرقات على الباب… فوضعت وشاحاً على شعرها سريعاً ثم فتحت للطارق.. فإذا بالسيده حكمت تبتسم بعفويه و تحمل بيدها صينيه من الطعام المكلف كالدجاج والأرز وحساء الملوخية
تناولت دنيا منها الصينيه على الفور ثم وضعتها على الأريكه لتردف بخجل
— انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي انتي وعمو سمير.. أنا تعبتك معايا ياطنط حكمت.. بعد كده ناديلي أعمل مكانك 
ابتسمت لها حكمت بود.. ثم أخذت دنيا من يدها ليجلسا سوياً على الفراش البالي.. 
ربتت حكمت على ظهر دنيا بحنان مردفه
–ممكن أطلب منك طلب 
دنيا بإيماء وخجل
— أكيد ياطنط.. تحت أمرك
ابتسمت حكمت بلطف لتردف
— ممكن متناديش حد فينا بالألقاب تاني.. يعني بلاش تقوليلي طنط وبلاش تقولي للشيخ سمير ياعمو.. قوليلي ياماما.. وقولي لعمو يابابا… صدقيني يابنتي هنبقا مبسوطين فعلاً لو اعتبرتينا أهلك
التمعت بعين دنيا الدموع.. فكم تمنت أن تلقى كل هذا الحنان من عائلتها وليس من أناسٍ غرباء… 
نعم هي أخطأت جداً عندما هربت من عائلتها.. وندمت بشده عند التسرع في فعل ذلك… ولكن في قرب هذه الأسره.. وجدت دنيا ماكانت تبحث عنه طيلة حياتها… وجدت الحنان.. الرحمه.. التفاهم.. الحب.. رغم مرور الساعات فقط بتواجدها معهم… ولكن قلبها يشعر كما لو أنها تعرفهم منذ أعوام.. 
ببساطة الأمر.. السعاده التي يجب أن يتلقاها الابناء من الآباء.. ليست المال والإنفاق والطعام والكساء فقط… بل السعاده تكمن في الحب والكلمه الطيبه والتفاهم والنقاش الهادئ الذي يتطلبه الآبناء منذ نعومة آظافرهم لحين البلوغ.. 
“خذني في عناقك واجعلني أشعر بأنني مرغوب فيه.. ولاتعطيني كنوز العالم وأنت تعاملني بقسوه” 
ابتسمت دنيا بحب لتقوم بالإنحناء لتقبيل يد حكمت… فجذبت حكمت يدها سريعاً قائله
— لاا يابنتي.. العفو 
ابتسمت دنيا لتجيب برقه
–مش عيب البنت تبوس إيد أمها.. ولاايه ياماما 
التمعت بعين حكمت الدموع فور تذكرها بسمه ابنتها… فقد كانت آخر مره قبلت فيها يد والدتها حينما ذهبت لتؤدي الإختبار الجامعي الخاص بآخر عام التخرج لها في كلية الآلسن… ثم بعدها صدمها القطار وصعدت روح بسمه لربها.. 
حينما لمحت دنيا الدموع بعين حكمت.. جذبتها بخفه لتعانقها.. فعانقتها أيضاً حكمت… وظلوا هكذا لدقائق إلا أن دخل الشيخ سمير وهو يقول بمرح
— يامسهل ياارب… ايه السررعه دي.. ربنا يديم المحبه بينكم يارب.. يلاا ياحكمت اطلعي وسيبي دنيا تتغدا عشان أخدكم بعد كده ونطلع الغيط نقعد هناك شويه 
حكمت بدهشه
— غيط ايه ياأبو بسمه.. سيبها ترتاح من السفر الأول… وبعدين دنيا شكلها ملهاش في الارياف والكلام ده 
دنيا بنفي وابتسامه
— لاياماما.. أنا حابه اغير جو.. وبالمره أتعرف عالأجواء هنا… التغير مطلوب برضو 
سمير بمرح 
— عندك حق يابنتي.. التغير مطلوب.. عشان كده بفكر اغير الدهان بتاع الاوضه دي واجبلك سرير كويس عن ده شويه 
دنيا بنفي
— لايابابا.. كتر خيرك.. أنا راضيه كده والأوضه جميله اهي مفيش داعي نغير فيها حاجه 
تدخلت حكمت لتردف بحنان
— ربنا يريح بالك يادنيا… بس سمير فعلاً اتفق مع ناس يغيروا الأوضه عشان تعرفي تاخدي راحتك فيها كويس
سمير بإيماء وتأكيد
— ايواا حصل.. ومروان ابن اخويا هيجيبهم ويجي كمان نص ساعه كده… الحقي انتي خلصي أكلك يادنيا 
اومأت دنيا مبتسمه برضا.. وشرعت بالفعل في تناول طعامها بعد أن خرجت حكمت وزوجهها.. 
أنهت دنيا طعامها ثم أخذت الصينيه لتنظفها بعد أن أجبرت حكمت بأن تستريح ولا داعي للمساعده.. 
نظفت دنيا الصينيه ثم غسلت يداها.. لتأخذ المنشفه وتخرج من المرحاض وهي تجفف يدها ففوجئت برجلاً في مقتبل العقد الرابع..أي في مقتبل الأربعينات… طويل القامه.. ذو بشره برونزيه قليلاً.. وذقن خفيف.. ويغطى الشيب رأسه.. ولكن رغم ذلك بدا أنيقاً وجذاباً… وبيده يمسك طفله جميله بعمر الثلاث سنوات..
رجعت دنيا بضع خطوات للوراء بخجل… فاانتبه لها الرجل.. 
هتف الرجل بتساؤل 
— هي مين دي ياعمي 
الشيخ سمير بحنان
— تقدر تعتبرها زي بنتي كده… هي باينلها كانت مسافره برا ونزلت وملهاش حد هنا.. كانت راكبه جنبي في القطر وأنا عرضت عليها تيجي تعيش معانا… وعمتك حكمت مبسوطه منها خالص 
تابع سمير وهو يصيح منادياً على دنيا بمرح
— يااادنيااا… دنييااا يابنتي.. تعاالي اعرفك على كتكوته صغيره هتحبيها
خرجت دنيا وهي تبتسم بخجل وتنظر لتلك الطفله الصغيره.. تابع الشيخ سمير وهو يشير للرجل والطفله
— ده يادنيا يبقى الدكتور مروان ابن اخويا.. ده دكتور في علم النفس ودي رفيده بنته
أشار سمير لـ رفيده بأن تتقدم تجاه دنيا.. فاابتسمت دنيا للطفله ثم فتحت لها ذراعيها لتلتقطها بحنان في أحضانها.. مما ابتسم مروان بخفوت 
هتفت الطفله رفيده بمرح 
— هو انتي ماما 
رمقتها دنيا بتعجب بينما نظر كلاً من سمير ومروان لبعضهما بحزن.. هتف مروان وهو يبتسم بحزن
— أنا اسف ياانسه دنيا.. هو أنا زوجتي اتوفت وهي بتولد رفيده ومن وقتها ورفيده بنتي فاكره انها مسافره لأنها متعرفش معنى الموت لسه 
أومأت دنيا مبتسمه بخجل
— ولايهمك عادي 
نظرت دنيا للطفله ثم ابتسمت بحنان لتُقبلها من خداها.. فااحتضنتها رفيده بعفويه.. مما جعل دنيا تشعر بالحزن لأجل هذه المسكينه الصغيره التي لم تبصر عيناها الزرقاوتان والدتها إطلاقاً.. 
فما مصير دنيا معهم  !! 
لا أريد أن أرى أي احداً يقول أنه سيحدث قصة حب بينهم وسيتزوجها..هذا في مخيلتكم فقط ????
——————————–
بداخل إحدى الغواصات الضخمه بالمياه التابعه للولايات المتحده.. 
يجلس سامح يرتشف الخمر من الكأس بيده… وتجلس بمقابله فاديه تفرك يدها بتوتر 
هتف سامح بغيظ
— انتي عمااله تفركي كتيير لييه.. معيشانا في قلق لييه 
فاديه بتوتر
— هنفضل في الغواصه دي لحد امتى..حمزه مش هيسيبنا في حالنا..وهيجري الجيش المصري كله ورانا لحد ميلاقينا وساعتها مقدمناش غير حبل المشنقه
مطّ سامح شفتيه ببرود كأنه لايكترث لما قالته..ارتشف القليل من الخمر ثم هتف بملل
— تؤ…مش هيقدر يجيب مكانا…كان غيروا اشطر..أنا فضلت هربان عشرين سنه وجابوا أكفئ الظباط اللي ممكن تتخيليهم عشان يقبضوا عليا..وكلهم اتنازلوا عن القضيه…محدش فيهم عرف يوصلي 
تنهّدت فاديه بضيق لتردف بخوف
— حمزه غيرهم…حمزه مش سهل ياسامح..عندي احساس إنه قريب أووي هيعرف مكانا 
سامح بتأفف وضجر
— بقولك اييه…متوجعيش دماغي..أنا سايب رجالتي في كل مكان في مصر…هيعرفوا يلهوه هو وحكومته الهابطه دي
صمتت فاديه لدقائق تفكر في ريناد…هتفت بتساؤل
— انت خلاص شيلت موضوع ريناد بنتنا من دماغك…طب وأكرم ابنك مش هدور عليه 
أجابها وهو يمدد قدمه على الأريكه ببرود
— ماقلتلك رجالتي في مصر هيقوموا بالواجب…شاغله دماغك ليه..كبري دماغك كده وسيبي الأمور تمشي زي منا مخططتلها
فاديه بإيماء وقلق
— ربنا يسهل..إن شاء الله مش هيحصلنا حاجه 
رمقها سامح بسخريه ثم أردف في نفسه باإستهزاء
— الله..! أخيراً عرفتي إن في رب هيحاسبنا على البلاوي اللي عملناها!!…كله من تحت راسك يافاديه..يارتني معرفتك أصلاً..كان زماني منزلتش مصر ولا صحيت عين الزفت حمزه ده والحكومه علينا..
——————————–
أمام قسم الشرطه التابع لحمزه..
بعد أن ذهب يوسف بسيارته..سلك وائل طريقاً آخر للوصول لبيته…ولكنه رمق كلاً من سعيد وميرفان والدي مارينا يتجهان نحو القسم
شهق وائل مردفاً
— مستحيل…دول أكيد جايين يعملوا بلاغ بإختفاء مارينا…!!..
تابع وائل مفكراً للحظات 
–.لا..لاا..لازم أوقفهم…يوسف كده ممكن يدخل السجن…أي نعم مارينا ملهاش ذنب…بس يوسف لازم ياخد فرصته عشان يتغير…هو عاوز يبقا إنسان كويس وإحنا لازم نساعده…مينفعش اسيبه يتسجن…أناا اسف يامارينا 
ذهب وائل اليهم ليعترض طريقهم قائلاً بمرح
— آهلاً بحبايبناا…رايحين فين كده 
ميرفان بدهشه من رؤية وائل 
— واائل!!…
بدأت ميرفان في البكاء 
— وائل يابني..ازيك ياوائل انت بخير يابني
وائل بإيماء ومرح يحاول أن يخفف حدة الموقف
— الحمدلله ياطنط ميرفان..معلش بقا معتش بسأل عليكم انتي عارفه إن دي اخر سنه في الجامعه والضغط كتير علينا
ميرفان بتوسل وبكاء
— فين مارينا يايوسف…قولي بأمانه فين بنتي…انت الوحيد اللي ممكن تكون عارف مكانها..مارينا كانت بتعتبرك زي اخوها بالظبط ياوائل…بنتي فين ياوائل…ابوس ايدك يابني متكذب عليا 
نظر وائل اليهم بحزن..تنفس بعمق ليجيب بهدوء
— الصراحه ياطنط ميرفان…مارينا ويوسف الجامعه سفرتهم مؤتمر برا في إيطاليا واحتمال يرجعوا بعد شهرين كده 
اتسعت عين سعيد بذهول وضرب ميرفان بيدها على صدرها لتشهق بدهشه
— يامصيبتي…ايطاالياا!!…ده امتى وازااي..وليه مقالتليش
أجاب وائل بكذب 
— مكنش فيه مجال انهم يتصلوا بأولياء امورهم والجامعه قالت هتبلغ أولياء الامور…بس انتي عارفه بقا الشؤون يومهم بسنه…بس متقلقيش هما كويسين…يعني قريب إن شاء الله وهينزلوا على الإمتحانات 
تمتم سعيد بحزن
— نشكر الرب…المهم انهم بخير 
كفكفت ميرفان دموعها لتردف بحزن 
— طيب اتواصل معاها ازاي…عاوزين نكلمها نطمن عليها 
توتر وائل للحظات…ولكنه اردف سريعاً بذكاء
— هما في الفتره دي مشغولين بتصنيع دوا جديد تحت اشراف المؤتمر الطبي الإيطالي وهناك ممنوت الكلام في التليفون…بس أنا هحاول اتواصل معاهم واطمنكم…متقلقوش..مارينا بخير ويوسف معاها يعني هياخد باله منها..هو بيعتبرها زي أخته برضو 
ميرفان بإيماء وفهم
— ربنا يطمنا عليهم…يلاا احنا ياسعيد نمشي عشان تاخد الدوا بتاعك…احنا متبهدلين في المواصلات من الصبح 
تنهّد وائل براحه بعد أن نفذ من ذاك الموقف المخجل الذي وضعه في تصرف صديقه المتهور..
ودعهم وائل على أمل أنه سيهاتف مارينا ويوسف قريباً ويطمئنهم عليهم..
اتجه وائل لمنزل دنيا وهو يفكر بسعاده في مستقبله الذي سيشاركه معها..
ولكن القدر أحياناً لايقف في صف أحلامنا..
————————-
بدأ الليل يجنّ على الأجواء بالأسكندريه  بالكامل..فبدت كاللؤلؤه المنيره وسط العتمه
في ذلك الوقت كانت نور تجلس بشرفة شقتها..تخفي شعرها الغجري تحت ذاك الوشاح الكبير..وترتشف مشروب الكاكاو المفضل لديها وهي تمدّ بصرها مدّ البحر تشاهد منظر غروب الشمس
وخصوصاً عندما ينعكس الشفق الأحمر على وجه البحر… وكأن الشمس تُعطيه قبلة الوداع قبل أن يحلّ الظلام.. وهو بدوره يعكس لون هذا الوداع فيزداد المظهر روعةً وعمقاً.. أما التأمل في ارتطام أمواجه بالشاطئ.. فهو بلا شك جمالٌ لا يُدانيه جمال..
وضعت نور الكوب على سور الشرفه…ثم نظرت لبطنها مبتسمه برقه وظلت تمسد عليها بحنان..
لحظات ورنّ الجرس…كادت أن تقوم من مقعدها ولكن فُتح الباب ودلف باسم وهو يحمل بيده حقائب كثيره وعلى مُحياه ترتسم ابتسامه واسعه تدل على خفقان قلبه بالفرح الشديد..
اتجهت نور اليه فهتف باسم بمرح وهو يقبل عليها بلهفه
— اوعي تقومي من مكانك…أنا هاجي اشيلك
ابتسمت نور بسعاده بينما باسم..انحنى ليحملها بين أحضانه ثم قفل نافذة الشرفه بقدمه وهو يتجه بها نحو الأريكه هاتفاً بسعاده 
— من هنا ورايح رجلك مش هتخطي الأرض..انتي تقعدي زي الملكه كده وأميرك هيعملك كل حاجه 
وضعها باسم على الأريكه برقه شديده كما توضع الجوهره خوفاً من الكسر 
احتوى وجهها بحنان لينظر في عينيها مردفاً بحُب
— أنا قفلت المكتب مش فاتحه غير اما نور عيني تولد وتقوم بالسلامه..عشان أنا اللي هقوم بشغل البيت 
نور بدهشه
— ليه عملت كده ياباسم..حبيبي أنا مش عاوزاك تقلق عليا…أنا كويسه وبعرف أخد بالي من نفسي…بس شغلك أهم ياباسم 
باسم بنفي وغضب
— لاااء..متقوليش كده تاني..أنا محلتيش غيرك..ازاي هيبقا فيه أهم منك بس يانور عيني..متقوليش كده تااني عشان مزعلش منك ياحبيبتي…فدااكي أي حااجه…ينحرق الشغل 
طبعت نور قُبله صغيره في باطن كفيه التي تحتوي وجهها…ثم همست بحُب 
— ربنا ميحرمنيش من حنيتك ولا حبك ياباسم 
قبْل باسم جبينها بعمق مردفاً
— ولا يحرمني منك يانور عيني 
تابع بمرح وهو يشير للحقائب التي جلبها
— تعالي إما أفرجك جبت ايه للبيبي بتاعنا 
أخرج باسم العديد والعديد من ملابس الأطفال حديثي الولاده للإناث والذكور بأرقى الأشكال وأجملهم..
تأملت نور الملابسه بدهشه ثم نظرت لباسم ضاحكه
— انت جايب هدوم صبيان وبنات!! جايب الاتنين ياباسم!!
باسم بإيماء وسعاده
— ايواا..افرضي طلع ولد..وافرضي طلعت بنت..يبقا احنا عملنا حسابنا للإتنين…مع إن يعني بدعي ربنا نجيب توأم ولد وبنت 
تأملته نور بحب ثم اندفعت تعانقه بشده وهي تهمس
— أناا بجد لو لفيت الدنيا دي مش هلاقي زيك
باسم بغضب مصطنع 
— وتلفيها ليه أصلاً يعني…مش مالي عينك أناا ولاايه 
ابتعدت نور عنه لتوكزه في كتفه قائله بمرح
— ده انت سيد الرجاله…ومالي عيني ونص كمان 
غمز لها باسم هاتفاً بمشاغبه 
— طب متقومي تهزلنا شويه كده 
ضحكت نور بقوه وهي تشير لبطنها 
— وبالنسبه للكائن اللي معشش جواا ده نعمل فيه ايه 
شاركها باسم الضحك ليردف بملل مصطنع 
— امممم…ابتديناا بقااا…ابن الكلب ولابنت الكلب دي هتاخدك منك تسع شهور خبط لزق كده…مش هعرف استفرد بيكي تاني 
تنهّدت نور بسعاده لتردف وهي تمسد على بطنها بعشق شديد
— مش متخيل أنا فرحانه قد ايه يابااسم..مبسووطه اووي…أناا هبقا أم ياباسم 
نزل باسم على بطنها يُقبلها بحنان
— وهتبقي أحسن أم في الدنيا ياروح باسم
…وان شاء الله تكوني ليكي سوابق في الحمل بعد كده..
نور بعدم فهم 
— يعني ايه يكون ليا سوابق في الحمل 
باسم وهو يرقص له حاجبيه بمرح
— يعني كل سنه نجيب خمسه سته كده ياقطه
قبضت نور حاجبيه بتعجب ثم هتفت بضحك
— هههه لييه إن شاء الله..متجوز أرنبه 
باسم بتثاؤب
— أحلاا أرنبه…أنا عاوز أنام..لاا انا خلاص بنام..تصبحي على خير يانوري 
بالفعل تسطح باسم على الفراش وغفلت عيناه بنعاس…وقبل أن يغطّ في الثبات..بسط ذراعيه لتنام عليه….
صعدت نور بجانبه ثم نامت على ذراعيه وهي تتمتم بسخريه وضحك
— والله شكلك ياباسم وقفت شغل عشان تقضيها نوم مش عشان تساعدني في حاجه 
أجابها باسم بمرح وهو يفتح عين ويغلق الثانيه ويبدو أنه لم ينم بعد
— سمعتك ياأرنبتي 
ضحكت نور برقه لتقوم بوضع يده على جفونه قائله
— ناام يابااسم…نام ياحبيبي…ربنا يهديك 
لحظات وتملك النوم من كليهما ولكن ماحدث هو العكس…غطت نور في النوم واحتضنها باسم برقه بينما هو أغمض عينيه ولكن ذهنه مازال يعمل..شارداً في وضعه مع ماجي…يريد أن يهرب من فخ الحيّه ولكن الذنب يلاحقه…كأنه يقول لنفسه..وماذنب هذا الطفل  !!
—————————–
في بيت دنيا 
شهقت أم دنيا بدهشه وخوف وهي تزيح الغطاء من على فراش ابنتها فوجدته فارغاً والنافذه مفتوحه وأيضاً خزانة ملابسها فارغه
صااحت بخوف
— الحقنيي ياناااجي…دنيييااا…دنييااا ياانااجي مش هنااا…دنيااا سبتناا ومشت…دنيااا هرربت ياناجي
هرول ناجي مسرعاً ليرا مامصدر هذا الصراخ والضجيج..قابلته أم دنيا وهي تضرب على ركبتيها بنحيب
— البت هرربت ياناااجي…ياامصييبتك السووده ياأم دنيااا…الببت سااابت البييت وطفششت 
ناجي بذعر
— انتي بتقوولي اييه…طفششت رااحت فيين 
أم دنيا بنحيب
— وأناا اعررف منيين ياخويااا…اتصل على كل قراايبناا اللي في الصعييد…بنتي رااحت مني منك لله يانااجي
ناجي بتعصب وصياح
— انااا ذنببي اييه…أناا كنت ضربتهاا على ايدهاا وقلتلهاا سيبي البييت واهرربي…بنتك اللي مااشيه على حل شعرهاا ومبتسمعش لحد 
أم دنيا بصرااخ
— انت السبب…انت اللي وصلتها لكده…متسيبها يااخي تجوز اللي هي عاوزااه…مااله واائل..هااه…مااله يعني…شاب زي الورد وهيصون بنتك..ولا اكمنه فقير تقوم تكسر بخاطرها كده وتقولها قوليلوا معنديش بناات للجوااز 
ناجي بغضب وهو يخرج هاتفه كي يتصل على أقاربهم في الصعيد
— بقوولك اييه…متوجعييش دمااغي مش كفااياا العمله اللي بنتك عملتها وهتخلي وشنا في الطين قدام اللي يسوا واللي ميسواش
صاحت به زوجته بانفعال 
— هوو دده كل اللي هممك…سمعتتك!! مش خاايف على البت اللي حيلتناا ليكون جرالها حااجه 
شوح ناجي بيديه بملل ثم قام بمهاتفة كل اقاربهم وفي كل مره يحادث فيها أحدث..يأتي الرد بأن دنيا لم تأتي عندهم..
هتف ناجي بإستياء
— مراحتش عند حد فيهم…تلاقيهاا هرربت مع البيه بتاعهاا 
رمقته زوجته بدهشه لتهتف بغضب
— يااشييخ حراام علييك..ده من لحمك ودمك هتطلع عليها سمعه وحشه كماان…ده بدل متلف على الاقسام وتخلي الشرطه تدور عليها ليكون حصلها حاجه وحشه لقدر الله 
ناجي بإستنكار
— انتي عااوزاني أناا ارووح ألف في الاقساام…على أخر الززمن دكتور نااجي يخش اقساام!!…بنتك مش صغيره ياهاانم…تلاقيهاا راحت عند حد من صحاابها هنا ولاهنا..
في ذلك الوقت سمع كلاهما صوت طرقات على باب البيت فتقدم ناجي ليفتح الباب..
فوجئ بـ وائل يقف أمامه وبيده باقة ورد جميله ويبتسم بعفويه..
نظر ناجي للورد بسخريه ثم هتف وهو يوليه ظهره 
— ملهوش لازمه مجيك يادكتور وائل..دنياا هرربت بسببك…بسبب إن قلتلها مش هجوزها لواحد زيك ملهوش كلمه..سابت البيت وطفشت 
وقع الورد من يد وائل فور سماعه لذلك…ظل ينظر أمامه بشرود غير مستوعب ماقيل له..هتف بعد لحظات بعدم تصديق
— انت…انت…حضرتك بتهزر صح 
صاح ناجي مستشاطاً بغضب
— اناا ههزر معااك ولااييه…قلتلك دنياا ساابت البيت وطفشت…يلااا اتفضل من غير مطرود ومتورينااش وشك تااني…كنت وش شؤم عليناا 
وائل وهو ينظر بدهشه لـ أم دنيا التي تبكي بصمت 
— الكلام ده صحيح ياطنط!!..دنيا هرربت!
أم دنيا بإيماء ونحيب
— كانت بتحبك ياوائل..
نظرت لزوجهها بغيظ ثم تابعت ببكاء
— الله يجازيه اللي كان السبب وكسر فرحتكم…أنا عااوزه بنتي…هااتولي دنياا بنتي…محلتيش غييرها..أنا غلطاانه إن كنت بشوفها بتتهان منك ياناجي وأسكت…أناا غلطاانه إن مكنتش أم حنينه عليهاا…الندم مش هينفعني دلوقت…أناا عااوزه بنتي 
صاح ناجي متأففاً
— يوووه…هتفضلي تنوحي كده كتيير…اهددي عشاان نعرف نفكرر ونلاقيها من غير شوشره والموضوع يوصل للجيران…متنسيش إنها كانت مختفيه قبل كده…يعني دي المره التانيه وسمعتنا هتبقى زي الزفت بسبب عماايل بنتك الطايشه 
تركهم وائل وكل منهم يصيح في وجه الآخر ويلقي عليه اللوم..
سار وائل كأن أحد يسحبه دون أن يكون على درايه بشئ…شرد ذهنه وغاب مع دنيا وظل يردد ويضحك كالمجنون
— هههه هرربت…دنيااا هرربت…مفييش دنياا ياوائل…هههه دنياا مشت…سابتك لوحدك ياوائل 
ظل هكذا لدقائق يسير في الشوارع ويمضي في الطرقات يضحك ويردد اسمها كالمجنون…إلا أن أفاق على صوت صيااح بعض المُشااه 
— حااااسب…العربيييه…حااااسبب 
شهق وائل بفزع واتسعت عيناه بذهول فور رؤيته للسياره تسير نحوه بسرعه فائقه كأن السائق فقد التحكم في القياده..
فهل ستصطدمه السياره ويموت وائل وترتاح نرمينا من ذكره في الحلقات..أم أن قلب نرمينا ضشعيف  !!؟
—————————————
في بيت الحج سلامه
…….
— ومش واااحده زباااله زيييك تررفع عليااا خلع..انتي طاااالق يااايمناااه…طاااالق 
قالها عمر بغضب شديد بعد أن صفعها على خداها بقوه واسقطها أرضاً
رمشت يمنى بأهدابها غير مستوعبه ماقاله..أحقاً طلقها !! ألم تعد ملكه الآن !! ألم تعد زوجته ونبض فؤاده !!؟
همست يمنى ببكاء وهي تنظر له نظرة الوداع 
— مش هسامحك أبداً يااعمرر…انت واحد مريض نفسي…استحاله تكون طبيعي…انت مريض ياعمر
سيطر على عمر الغضب الجهنمي فلم يعد يرا امامه سوى غروره وكبريائه…انحنى عليها ليجذبها من وشاحهها يوقفها معه..دفعها تجاه الحائط بقوه فاارتطم ظهره بالحائط…اغلقت يمنى عينيها بألم وبكاء…بينما سناء والدتها ظل تجذب عمر من قميصه كي يبتعد عن ابنتها…فنظرة عينيه وحدها كفيل لتشل قوام المرأ من الهلع..
ضغط عمر على فك يمنى وهو يهمس أمام وجهها بغِل
— اوعي تكوني مفكره عشان طلقتك يبقا انتي كده ارتحتي مني…لااء ياايمنى…لااء يااروح عمرر ياللي عمرر محبش ولاعشق غيرك…لو انتي مفكره ان هسيبك يبقا انتي غلطانه ياحبيبتي…نفسك اللي بتتنفسيه ده ادمان بالنسبالي…تبقي هبله لو فكرتي إن عمر بيسيب حاجه امتلكها بسهوله…هتلاقيني ملاحقك في كل مكان يايمنى…حتى في أحلامك 
تحسست يمنى يده برقه حتى يخفف من قبضته على فكها…تركها عمر ليحتوي وجهها بقوه هاتفاً
— وعهد الله يايمنى لو راجل غيري لمسك لشرب من دمك ودمه…أنا طلقتك وده يثبتلك إن حياتك معايا انتهت…بس اللي انتي متعرفهوش بقا ياحلوه…إنك هتلفي تلفي وترجعيلي في الآخر…عاارفه لييه ياايمنى…عشاان انتي متقدريش تعيشي من غيرري…وبكره تجيلي زي الكلبه عشان أرجعك…وهرجعك يايمنى بس هتشوفي من أسود ايام..اللي انتي عشتيه معايا ده ميجيش حااجه جنب اللي هعيشهولك بعد كده 
دفعته يمنى لتصرخ بإنهياار
— حرااام عليييك…حرااام عليييك يااعمرر…أنااا عملتلك ايييه عشاان تعمل فيااا كل دده…ده جزااتي إني كنت الطرف اللي بيضحي اكترر…ده جزااتي اني كنت بسامح وأحب أكترر…بتعااقبني على حبي لييك يااعمرر
عمر بغضب وإنفعال
— انااا كمااان حبييتك…ومحبتش ولااهحبب غييرك ياايمنى وانتي عاارفه كدده كوويس…بس انتي اللي جرحتيني…إنتي كل مره كنتي بتدوسي على كراامتي بأفعاالك…وانتي عارفه كويس إن متهور وغبي وعصبي ومش هعديلك اي غلط بالسااهل 
تأملته يمنى قليلاً بحزن ودموع…ثم انفجرت باكيه لتهتف من بين شهقاتها 
— ياارتني معرفتك ياعمرر…يارتني ماشفتك ولا عرفتك…يارتني محبييتك..
رمقته بيأس لتصيح به 
— طلقني التاالته يااعمرر…طلقنني التاالته…أناا عااوزه اخلص من سجننك يااعمررر…بالله علييك سيبني أهرب من…من جُحرك ياعمرر…انت تعبتني وبتموتني بالبطئ وانا طاقتي كلها خلصت في حبك…طلقني يااعمرر…طلقني 
كور عمر يديه بغضب ثم جذبها بتلقائيه ليدخلها في أعناقها بقوه شديده تحت أعين سناء المندهشه وأيضاً يمنى التي اتسعت عيناها من الذهول…عانقها عمر بكل قوته حتى شعر بأن أضلاعها كادت أن تتمزق داخل أحضانه..
همست يمنى ببكاء وألم 
— برااحه يااعمرر…هتموتني يااعمرر…سيبني لو سمحت 
تركها عمر ليحتوي وجهها بقوه ثم قبْل جفونها المأهوله بالدموع…ليبتعد هامساً أمام شفتيها قبل أن يطبع قُبله آخيره عليهم 
— إنتي طالق يايمنى 
تركها عمر تنظر اليه بإندهاش شديد مصحوب بشهقات تمزق القلب…ثم سقطت مغشيةً عليها فاندفعت والدتها نحوها بخوف…أما عمرر مسح قطرة الدمع التي خانته وهطلت على خديه..مردفاً في نفسه
— اترحمتي من عذاب الآفعى يايمنى…بس مش هرحمك من حبي..وهطلعلك في آحلامك..مش هسيبك في حالك يايمنى..هتلاقيني في كل مكان رجلك تخطيه..
ألقى عليها نظره أخيره بندم شديد..ثم تركها ليرحل لعالمه الخاص…عالم الجحيم..
————————–
استيقت نور في منتصف الليل…لتهزّ باسم وهي تقول بتذمر طفولي
— باااسم…بااسم اصحاا…بااسمم قووم يلاا 
باسم بنُعااس
— اممم…مين بيناادي 
وكزته نور في صدره بغضب مصطنع لتهتف
— مين اييه…أناا نوور…قووم هااتلي فسيخ 
جذب باسم الغطاء ليخفي وجهه قائلاً بنعاس
— أنا معرفش حد بالإسم ده 
شدّته نور من شعره برقه لتصيح
— قوووم هااتلي فسيييخخ..أناا عاااوزه فسييخ ملييش دعوووه 
مسح باسم على وجهه بتأفف ثم اعتدل في نومته ليجذبها لأحضانه رغماً عنها هامساً
— اتمسي يانور ونامي 
برمت نور شفتاها بحزن مصطنع لتردف 
–انت وحش ياباسم…ومش بتحبني أنا والبيبي بتاعنا…عشان أنا والبيبي عاوزين ناكل فسيخ وانت مش بتجبلنا 
ضحك باسم رغماً عنه ليقول بنفاذ صبر
–هرموناتك دي هتشلني أناا…في حد ياكل فسيخ تلاته الفجرر…وبعدين ياحبيبتي اسمه سمك منتن..هتأكلي ابننا ولابنتنا سمك منتن!
نور بغضب مصطنع
— علفكره اسمه فسيخ باشاا..وقووم هاتلي فسيخ حالاا…ازااي معررفش…اتصرف وهااتلي بدل مهرتكب جريمه دلوقت 
باسم بضحك مصحوب بدهشه
— هههه لااا بس الهرمونات دي مخلياكي شرسه 
عقدت نور يديها على صدرها لتهتف بحنق
— شرسه في عينك…قووم هااتلي فسيخ وبصل يااض
فتح باسم عينيه بدهشه ثم انفجر ضحكاً
— لا لا لااا…مش بقوولك هرمونات الحمل دي هتغيرك ميت دررجهه…لاااا اناا عااوز نوور مرااتي اللي بتنكثف من أقل حااجه…فيين مرااتي…ودييتي نور مرااتي فين ياابت 
نور وهي ترفع حاجب وتخفض الآخر بغرور 
— معرفش حد بالإسم ده…يلاا يابتااع انت انزل هاتلي اللي قولتلك عليه 
رمقها باسم بمكر ثم غمز لها وهو يقترب منها بنظرات راغبه مما توترت نور قليلاً من اقترابه الشديد هذا…وقبل أن ينقض باسم على شفتاها..نزلت من الفراش سريعاً وهي تضع يدها أسفل بطنها وتقول 
— اييه ياابااسم..انت هتتحول ولاايه…احنا متفقناش على كده…اهدى كده اوماال 
باسم بضحك وهو يفتح لها ذراعيه 
— تعاالي ناامي يااهبله…قاال فسيخ قاال…تعالي ناامي وبكره اجبلك اللي انتي عاوزاه 
اقتربت منه نور ولكن بحذر مردفه
— قول والله لو نمت هتجبلي اللي عاوزاه 
جذبها باسم من ذراعيها برقه وهو يضحك قائلاً
— لو طلبتي عنيا متغلاش عليكي…بس نتانه وفسيخ لااء 
تململت نور من بين أحضانه لتهتف بتمرد
— انت كذااب وبتضحك علياا وغشااش..ابعد عني متحضنيش…يلااا اببعدد
شددّ بااسم من لف ذراعيه حول كتفها ليقول بوقاحه
— هتسكتي ولااا….
أخفضت نور بصرها لتهمس بخجل 
— قليل الأدب 
ضحك باسم بخفه ثم ضمها لتدس نور وجهها في عنقه…بينما باسم وزع القُبلات على شعرها برقه مردفاً في نفسه 
— ربنا يعدي أيامنا الجايه على خير يانوري…والحيه دي تبعد عننا بقااا
صمت قليلاً وهو يمسد على شعرها متابعاً في نفسه بتفكير
— أنا بقول أروح للشيخ صلاح أحسن وهو يدلني على الصح 
فبماذا سيأمره الشيخ صلاح!! ومااذا لو كان الجواب هو الإعتراف بطفل ماجي…ماذا سيكون رد فعل نور  !!؟
—————————–
 مضى يوسف هذا الوقت الثمين والجميل والذي لم يستشعر راحته ولاجماله من قبل مع تلك الجميله صاحب أجمل عيون بالعالم..مارينا..
كان في قمة سعادته وهو يصطحبها في يده ليخرجا سوياً من الحفل الراقص ليجلب لها المثلجات كما وعدها..
ظل يتأملها باابتسامه جذابه وقلبه يعلو ويهبط باإسم الحُب الذي لم ينلّه من أحداً من قبل…فقط مارينا هي التي جعلت قلبه يتراقص بإسمها وينبض بعشقهاا…هي الوحيده التي دمرت حصون الذئب وجعلته يرضخ لها..
قابلت مارينا ابتسامته باابتسامه رقيقه حزينه وهي تفكر بما ستقوله له عن رفضها الزواج منه..
فتح لها يوسف السياره وهو يهتف بمرح
— هأكلك أيس كريم عمرك مادوقتيه في حياتك 
أومأت له مارينا مبتسمه..بينما يوسف ركب بالجانب الآخر ليقود السياره ببطئ قليلاً…فهو يدرك جيداً أنها تخاف السرعه وهو يحاول جاهداً أن يتغير ويغير كل أساليبه الهمجيه من أجلها فقط 
توقف يوسف عند أحد بائعي المثلجات الشهيه..ليحضر اثنين بأطعمه مختلفه..
أما مارينا شعرت بحاجتها لإستنشاق الهواء…ففتحت باب السياره لتترجل منه وتقف أمام البحر قليلاً…وياليتها مافعلت ذلك..
لملمت مارينا شعرها الذي كان يتطاير بفعل هواء البحر…ثم جمعته في شكل كعكه فوق رأسها..مما أظهر ذلك عنقها الأبيض الجميل..
ظلت تنظر للخاتم بيدها وتبتسم بخفوت ثم عندما تتذكر ماستخبره به يوسف تبتسم بحزن..
لحظات وسمعت أصوات لشبان يقتربون منها ويبدأو أنهم تحت الثمل..أي في حالة سُكر
التفتت مارينا لتتفاجئ بهم يلتفون حولها في دائره وهو يتهافتون بمرح وخمول
هتف شاب من بينهم وهو يتفحص جسد مارينا برغبه
— المكنه واقفه لوحدها لييه…عطلاانه ولامحتاجه اللي يشغلها..
لم تنطق مارينا من شدة الخوف وظل جسدها يرتجف بشده وهي تراهم يقتربون نحوها كالذئاب يحاولون ملامستها..
استطاع أحد الشباب أن يلمس ذراعيها هاتفاً بمرح
— نعمه وطريه وكلها حنيه 
لم تتحمل مارينا وأخرجت صرخه قويه مزقت أحشاء السكون…انتفض لها يوسف…فهرول سريعاً..والشرر يتطاير من عينيه حينما رأى هولاء الحمقي يحاولون التحرش بفريسته التي تخصه هو فقط..
اعمى الغضب عين يوسف فلم يتمالك نفسه وانقض عليهم كالوحش الثائر يصرخ بهم ويضربهم في مناطق متفرقه في جسدهم..
حتى أنه كسر ذراع أحدهم..وركل الآخر بقوه في بطنه جعله يسقط في الماء…وجاء بالثالث يجره ورائه بغضب وهو يزئر بقوه 
— ده انااا همووتكم انهااارده ياا*** ياولاااد ال***
مسكه يوسف من ياقة قميصه ثم ظل يضرب برأس الشاب في سيارته حتى انفجرت الدماء من رأسه..ليلقي به بعيداً تجاه أصدقائه المحطمون كلياً من ضرب وثورة يوسف عليهم..
جذب يوسف مارينا من يديها بقوه ليضع يده على رأسها ثم يدخلها السياره بغضب وركب هو الآخر ليقود سيارته بغضب شديد وصدره يعلو ويهبط بقوه إثر إنفعاله القوي
أوقف يوسف سيارته بجانب الطريق لينظر لتلك التي مازالت ترتجف من الخوف…كاد ان يصرخ بها ولكنه تمالك نفسه على آخر لحظهد..ليقوم بجذبها اليه برقه..ثم قبْل جبينها هامساً
— متخافيش…محدش هيقدر يعملك حاجه طول مااحنا مع بعض…متخافيش يامارينا…أنا جنبك دايماً ياحبيبتي 
عانقته مارينا من تلقاء نفسها بقوه لتهمس ببكاء وخوف 
— متسبنيش يايوسف…الناس بقت وحشه اووي..محدش بيرحم حدد..انا خايفه يايوسف..متسبنيش 
ربت يوسف على ظهرها بحنان كي يجعلها تهدأ ثم همس في أذنيها بمرح 
— اسيبك ايه بس..ده انتي هتبقي ام عيالي وحبيبتي وكل حياتي…عاوزاني اسيب حياتي ازاي 
شعرت مارينا بوجودها بين ذراعيه..فاابتعدت عنه بخجل ثم قالت بهدوء
— يوسف…عاوزه اعرفك حاجه…بس اوعدني متزعلش 
ابتسم يوسف مأومأً بهدوء يحثها على الحديث فأردفت مارينا بنبره خائفه 
— الصرااحه يايووسف…أناا…أناا وافقت بس على طلبك ليا للجواز عشان مسببش في احراجك قدام الناس لو رفضت 
تأملها يوسف للحظات يحاول استيعاب مااعترفت به…بدأت علامات الغضب تظهر على وجه يوسف رويداً وامتلاء وجهه بعلامات الإمتعاض والغضب الشديد…فخافت مارينا من نظرات وادمعت عيناه كأنها تناجيه بتوسل ألا يتهور ويؤذيها..
ضرب يووسف على المقود أمامه بقوه صارخاً
— ليييييه…بتضحكي عليااا لييييه 
اجابت مارينا وهي تبتلع ريقها بخوف 
— أناا…أناا مضحكتش علييك..يووسف..اناا..انا خفت على مشاعرك…محبتش احرجك 
يوسف بغضب وصياح 
— ياااريتتك كنتي حرجتييني بددل الوهم اللي انااا عشتواا ددده…أنااا ليييه متحببش…ليييه 
انفجرت مارينا في البكاء من صراخ يوسف عليها…هتفت من بين بكائهاا
— يووسف…اناا اسسفه…أناا محبتش أعيشك الوهم اكتر من كده…اناا مش هنكر ان اتشدتلك وساعات بحس بالأمان وأنا معااك…بس مش هينفع اتجوزك يايوسف…انا اسفه..مش بإيدي والله 
جذبها يوسف من شعرها بقوه وهو يكز على اسنانه بغيظ شديد منهاا..
وضعت مارينا يدها الصغيره على يده القابضه على شعرها…لتهمس بخوف وبكاء 
— انت وعدتني انك مش هتضربني ولاتزعلني تاني 
اغمض يوسف عينيه بألم وظل يتنفس الصعداء بعمق حتى يهدأ من روعه قليلاً 
ترك شعرها…ليجذبها لأحضانه يعانقها بشده هامساً 
— لييه يامااريناا…مش عاوزاني لييه…انتي كنتي بتطلبي مني اتجوزك..ليه غيرتي رأيك…ايه اللي حصلك ياحبيبتي…للدرجادي يوسف ميتحبش…للدرجادي يوسف ميستحقش فرصه تانيه…للدرجادي بتكرهيني يامارينا 
ابتعدت مارينا عنه بهدوء فوجدت عيناه تمتلئان بالدموع…مسحتها له برقه ثم احتوت وجهه بحنان لتهمس 
— أنا مش بكرهك يايوسف…مجتمعنا هو اللي بيكرهنا…مينفعش يايوسف اتجوزك بسهوله كده بعد كل اللي عملته فياا حتى…حتى لو غصب عنك…جوازي منك مش هو الحل…جوازي مش هيخلي الفضيحه تسكت يايوسف…إحنا في مجتمع شرقي العادات والتقاليد فيه هي اللي بتسوقنا مينفعش نتمرد عليها 
نظر ليها يوسف بقلة حيله ويأس…فتابعت مارينا بنبرة منكسره
— لو اتجوزتك يايوسف..الناس كلها هتقول اكيد هربت من ورا اهلها عشان تجوزه وده بسبب اختفائي المده دي كلها…ولو متجوزتكش هبقا عايشه كأني ميته…بسبب عرضي اللي فقدته…يوسف في الحالتين أناا اللي كرامتي وشرفي هيبقوا بسوى الأرض قريب…حتى لو اتجوزتك 
هز يوسف رأسه بنفي هاتفاً بتوعد
— لاااء…محدش هيقدر يأذيكي طول منا عايش على وش الدنيا يامارينااا…طب خلي حد بس يفكر يقول عليكي كلمه وحشه وأنا اقطعله لسانه 
مارينا بحزن
— للاسف مش هتعرف…هتسكت مين ولامين يايوسف…وبعدين عشان نبقى واقعيين شويه…أي واحد مغتصب جزاته السجن يايوسف…مفيش واحد بتجوز واحد هتك عرضها…مفيش الكلام ده يايوسف في مجتمعنا…هناا بيمسكوا صاحب العمله دي يقتلوه أو يسجنوه…والبنت خلااص بتبقاا كده ضااعت والموت أرحم ليهاا…ولو أنا وافقت اعيش معاك تحت مسمى الحب بعد كل ده…فأنا كده بدوس على كرامتي وبقول للبنات اللي زي…ان لو حصل معاهم كده…تحب وتجوز اللي اعتدى عليها عادي
صمتت لتتابع بسخريه 
— يووسف فووق…احناا عرب..مصرريين…مفيش دين من الأديان الثلاثه بتنص على إن البنت تسامح بسهوله وتجوز وبسهوله وتحب بسهوله واحد دمر كرامتها ودمرها…ربنا ميرضاش بكده يايوسف 
أطرق يوسف رأسه بخزي من نفسه…مسح على وجهه بيأس وتعب ليردف 
— لو روحت بلغت عن نفسي اني اتعديت عليكي..واتحكم عليا بالسجن…هتسامحيني…ردي علياا يامااريناا…لو ده هيخليكي تسامحيني فأنا مستعد اتسجن حالاً…رغم إني والله مكنت في وعي وأنا بعمل كده 
رمقته مارينا بسخريه قائله
— دخولك السجن مش هيريحني…لأني اتعلقت بيك يايوسف…وفي نفس الوقت مش مستعده نفسياً ان اتجوزك…ومينفعش غير لما أهلي يعرفواا…وبابا لو عرف يايوسف هيموت فيها…وانا مش مستغنيه عن أبويا 
يوسف بمقاطعه وغيظ
— وأنا مش مستغني عنك…أنا معنديش أب وأم ولاعيله تحبني زيك…بس انتي عوضتيني عنهم كلهم…عشان كده يامارينا لازم غصب عنك تسامحيني ووتأقلمي حياتك معايا لأن مش هسيبك غير وأنا بموت…صدقيني يامارينا..على جثتي لو سيبتك…وللمره المليون بقولهالك اهوو..أناا مكنتش في وعي وأنا بتعدى عليكي 
صرخت مارينا بنفاذ صبر 
— وتااني مرره ياايووسف…تااني مرره لماا كنت بصررخ تحتيك واترجااك تسيبني كنت مش في وعيك برضوو…وضرربك لياا واهانتك..مكنتش في وعيك برضوو 
تنهّد يوسف بحزن ثم مسح على وجهه وشعره هاتفاً بتعصب
— اعمل ايييه ياامااريناا…اييه اللي يرضيكي واناا اعمله…قلتلك اسلم نفسي مرضتيش…قلتلك نجوز..قولتي مش مستعده…اعمل ايه عشان ارضيكي 
همست مارينا بقلة حيله وهي تميل برأسها على نافذة السياره 
— متعملش حاجه يايوسف..اقعد سااكت..متكلمش معايا دلوقت 
تنفس يوسف بغضب هاتفاً وهو يحرك سيارته 
— برااحتك ياماريناا…بس كده كده اتجوزتك متجوزتكيش…انتي بتاعتي وليااا ومفيش دكر ربنا خلقه هياخدك مني ولاحتى اهلك هياخدوكي مني…لأنك ملكي وبتاعتي ياماريناا…انتي تخصي يوسف لوحده…فهمتي 
رمقته مارينا بغيظ..ولم تجيبه…ظلت فقط تنظر من نافذة السياره وتتطلع بعينيه اللتي تشبهان زرقة البحر وسمائه…للسحاب الطائره كأنها ترسل امنياتها معها لرب السماء…
تريد وبشده أن يكون كل ذلك مجرد كابوس…تريد أن تعود لحياتها الطبيعية كما كانت في أحضان والداها…ولكنها لاتنكر أيضاً أنها تعلقت بذاك الذئب رغم قسوته المصطنعه وحب التملك الذي يغزو قلبه…إلا أنها لاتنكر أنه حنون جداً في بعض الأحيان معها…وأن وراء هذل القلب الصلب..طفل صغير يحتاج لأن يضمه أحد ويطمئنه بوجوده الأبدي معه…
ظلت مارينا تتحسس الخاتم برقه..ومن ثم نزعته من يدها…فاانتبه لها يوسف…قاام بإيقاف السياره مرةً واحده فاارتطمت بسياره أمامه 
لم يكترث لذلك وقام بجذب يد مارينا بقوه ثم البسها الخاتم هاتفاً بغضب 
— عارفه لو خلعتيه تااني…هرجع يوسف الوسخ تااني وتشوفي مني اياام سووده…اغززي الشيطان واسمع الكلام يامارينا…والخاتم ميتخلعش من ايدك نهاائي…ساامعه 
أومأت مارينا بخوف من نظراته المفترسه…ثواني وفوجئ كلاهما بصياح شابٍ يضرب على زجاج السياره وهو يهتف 
— فاانوس العربيه انكسسر…انت اييه…اعمى…مبتشووفش 
كور يوسف يده بغضب ليتمتم بحنق وهو ينزل له 
— أناا اعمي ومبشوفش ياابن الـ*** ده انا هطلع *** اللي جابوك دلوقت يا*** يابن الـ*** 
وضعت مارينا يدها على أذناها تمنع وصول كل هذه الشتائم الوقحه إليها…ظل تدعو في سرها بألا يتشاجر يوسف مع الشاب…فنظرة عينيه تقول بأن الذئب المفترس عاد ثانيةً
ترجل يوسف من السياره ليصيح بغضب 
— انت بتشتم ميين يااض يابن الـ*** 
التفت له الشاب وكادّ أن يصيح به إلا أن يوسف شهق بشده وكذلك الشاب فتح فمه بذهول 
لينطق يوسف بدهشه 
— إيليفر  !!!! 
هتف ايليفر بدهشه أيضاً
— يو…يوسف!! يووسف ميخائيل…اخوياا!!! 
يوسف بإيماء وقد تحولت ملامحه للسعاده الشديده
— ايواا…أناا يوسف ميخائيل…اخووك ياايليفر 
اقترب ايليفر من يوسف ببطئ يحاول أن يتعرف على أخيه أكثر…ماإن إقترب منه حتى جذبه يوسف ليعانقه بشده وهو يهتف بسعاده
— وحشتني…وحشت اخووك اووي…وحشتني اووي ياايليفر 
هتف ايليفر هو الآخر بسعاده 
— وانت كمان وحشتني اووي يايووسف…البيت بقا ضلمه من ساعة انت مامشيت…اخواتك هيفرحوا اووي لماا يشوفوك 
ابتعد عنه يوسف ليمسح دمعه كادت أن تسقط منه… هتف بغمزه وهو يشير لتلك الفتاه ذات الشعر الأشقر التي تركب بالسياره 
— مين الموزه دي ياض…كبرت وبقيت تعرف نسوان ياكلب 
ضحك ايليفر ليجيب بمرح 
— دي انجي المغازي…حب الطفوله اللي كنت بحكيلك عنهاا…كبرت وبقت راقصة باليه محترفه وأنا المدرب بتاعها…بس بيني وبينك الكلام ده…ابوك لو عرف هيرقصني على واحده ونص 
“انچي المغازي” فتاه شقراء رقيقة الملامح نحيفة الجسد قليلاً..تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً..ترقص الباليه بإحترافيه”
أما ايليفر ميخائيل… فهو الشقيق الأصغر ليوسف.. يبلغ من العمر الواحد والعشرون عاماً… يدرس طب القلب كما أراد والده الدكتور ميخائيل باتريك… ولكن ايليفر سلك طريقاً اخر لموهبته دون أن يكون والده على علم بالأمر..وهو” مدرب رقص باليه “
وأيضاً عازف جيتار بارع ويمتلك حساباً على
 التيك توك للترفيه يبلغ عدد متابعيه الخمسة ملايين.. 
وبالطبع هو الإبن المدلل لوالده 
ضحك يوسف من شقاوة اخيه التي تشبه كثيراً 
تابع ايليفر وهو يشير لمارينا بمرح
— بس حلوه الحته الجامده اللي معاك في العربيه دي 
تحولت ملامح يوسف للجمود والغضب ليهمس بلهجه تحذيريه جعلت شقيقه يبتلع ريقه بخوف 
— دي خط احممرر…لو عينك جات عليها تاني ولو بالغلط..أقسم بالرب اخلعهالك وساعتها لايهمني انت اخويا ولامين حتى 
أومأ ايليفر بخوف…لحظات والتفت الاثنين بدهشه عندما سمع كلاهما صوت مارينا وهي تتقيأ بشده بعد أن نزلت من السياره وهي تمسك بطنها بتعب شديد..
هرول يوسف اليها سريعاً والخوف يأكل قلبه…حملها بين يديه ليضعها في السياره وهو يهتف بخوف 
— مااريناا…ماالك..في ايه ياحبيبتي…حاسه باايه..انطقي يامارينا فيكي ايه 
همست مارينا بتعب 
— حاسه بدوخه وجسمي سخن وعاوزه…عاوزه استفرغ كتير 
يإلهي!! لربما تكون هذه اعراض حمل..والفريسه حطمت جميع الموازين القياسيه وأصبحت حامل من صائدها  !!
جميعكم تتمنوا لو أن هذا صحيحاً…ولكن هل لنرمينا رأياً آخر!؟…هذا ماستعلمونه في الحلقات القادمه..
———————–
في بيت يمنى
بعد أن تركها عمر مغشيةً عليها وذهب…لم يكن في البيت سوى سناء والدتها..
جاءت سناء سريعاً بالماء الفاتر لتضعه على وجه ابنتها وهي تبكي بحزن عليها..
لحظات وجاءت فتاه تحمل بيدها صينيه صغيره بها قطع من الجبن…تدعى هدى حسن…تلك صديقة يمنى المقربه..
تركت هدى الصينيه من يدها ثم هرولت سريعاً تجاه يمنى لتقول بخوف 
— هو فيه ايه ياطنط سنااء…ايه اللي حصي…يمنى مايها..
ملحوظه “هدى لديها اللدغه في بعض الاحرف”وسيكون لها قصه طريفه في الحلقات القادمه 
سناء بنحيب
— سااعديني يااهدى… ساعديني يابنتي نفوقوها.. منه لله جوزها… منك لله ياعمر يابن فااديه
هدى وهي تحمل يمنى بمساعدة سناء أمها
— مستحي..” مستحيل” عمي” عمر” هو اللي عمي “عمل” فيها كده! 
استغفي الله ياييب “استغفر الله يارب” 
ازاي يعمي “يعمل” فيها كده المتخيف ده 
اووه ياهدى سترهقني لغتك هذه في الكتابه.. ولكن لابأس القُراء يفهمون جيداً ماتقولينه.. 
ماذا سيرسم القدر ليمنى بعد تحررها نهائياً من قبضة الآفعى  ! 
————
أما عمر بعد أن خرج من بيت يمنى… اتجه لڤيلته ليقوم بتكسير كل شئ يقابله أمامه وهو يصرخ بغضب
— غبببي… ضيعتهاا من اييددك… خلاااص… خلاااص يااعمرر… يمناااه معدتتش موجوده يااعمرر… يمنى مبقتش في حيااتك يااعمررر… ارتحت يااعمرر… خلي عصبيتك تنفعك بقاا 
مسح على وجهه وهو يتأفف بغيظ… ظل يجوب الصاله اياباً وذهاباً وهو يفكر بجنون فيما حدث وأنها لم تعد على زمته… وكأن عقله رافض تصديق تماماً أنه طلقها وتركها للأبد 
هتف عمر بغيظ 
— اسيبهااا… لاااء… قاال اسيبهاا قاال… ورب الكعبه يايمنى لتلاقيني في كل مكان تروحيه.. حتى لو طلقتك بدل التلاته عشر مراات… برضوو محدش هيااخدك مني… 
تابع وهو يركل الاثاث أمامه بتعصب 
–لو هعيش معاكي في الحراام هرجعك لياا تااني ياايمنى…وانتي اللي هترجعي بمزااجك… هترجعي لجُحر الافعى بمزاجك يايمنى… اصبري عليياا بسس… مهو اناا دماغي اللي مشغل بيها خريطه كامله مش هتيجي عندك وتقف… بعترف ان عشقتك لدرجة الإدمان بس برضو انتي اللي هترجعيلي بإرادتك يايمنى 
بالنسبة لحمزه وريناد والثنائي المرح اكرم وروضه.. سيكون لهم قرار خاص صدر بشأنهم من قِبل الجن
—–
يتبع…..
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!