روايات

رواية أترصد عشقك الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك البارت التاسع والعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء التاسع والعشرون

رواية أترصد عشقك الحلقة التاسعة والعشرون

 القوانين تتغير
واساليب اللعب اصبحت مراوغة ، بل كادت تتحول الى أساليب شيطانية خبيثة
وهي ما عادت تتحمل
تزعزعت ثقتها ، والأرض خذلتها من تحتها .. والجيش فر هاربا
لتصبح هي وحيدة .. بين الجثث المقتولة والمذبوحة تجابه الجبار المتكبر خاصتها
ومن سواه
نضال الغانم ، لعنتها الاولى والاخيرة
لعنة لا فكاك لها منه
وشمها به ، فأصبحت جاريته
والجارية لا يرفع لها صوتا امام مالكها ، وجل ما أرادته هي .. حب غير معرف فى قاموسه
واهتمام انثوي رآه هو دلال مائع من انثى متطلبة
يذبح انوثتها ، ويقتل أي مشاعر نبتت فى ارضها التي استحالت جرداء قاحلة بفضله .. ثم ماذا بالنهاية ؟
تقتل نفسها لتستريح منه ؟!! .. حتى في أشد لحظاتها يئسا لن تفعل
الحروب المباشرة استنفذتها ، والحروب الملتوية الباردة قضت عليها تماما
كل ما تريده .. صفاء .. صفاء وهدوء تحظى به ، تنساه .. أو تتناسه وتفكر بذاتها هي
تلك المرة الأولى .. فرح فقط
سعادة فرح فقط
حلم فرح فقط
لا نضال ولا اهتمام ولا سعي ولا أي شئ آخر
يريد قتل نفسه فليقتل نفسه … اما عنها ستخرج من ذلك السجن العفن وتعيش حرة
حرة !!!
كلمة استلذتها وهي تتسلح بشجاعة افتقدتها من زمن لتتطلع نحو رجل
– انا عايزة اطلق من نضال
عقد وقاص جبينه ليحدق بها بهدوء مستشفا ملامحها الجامدة واصرار عينيها يخبره تلك المرة ليست كالمرات السابقة
من امامه امراة نفذ رصيدها من قسوة معاملة زوجها ليهمس
– وليه دلوقتي ؟ ايه اللي خلاكي تغيري رأيك
ألقت فرح نظرة جانبية نحو أسرار التي تتابع بهدوء دون ان تنبس ببنت شفه ، يدها فقط تربت علي موضع جنينها لتبتسم بحنين وهي تلقي نظرة نحو بطنها الخاوية من طفل منها
استفزاز امومي جعلها اكثر اصرارا لانهاء تلك الزيجة المشؤومة ، نضال ابدا ما تركها تحمل منه والا ما جعلها تستخدم وسائل منع الحمل ومع وأخلاقه الدمثة حاول ألا يجعل أرضها بور ان كان هناك زائر من بعده حاول ان ينبت بذرة فى ارضها … هزت رأسها ساخرة لتفرك يديها ببعض التوتر
هل هذا تردد ؟
ام خوف أن يخذلوها وهي تعلم وإن كان الجميع متعاطفون معها الا انهم سيكونون في صف ابن العائلة !!!
تشوشت رؤيتها وقد تجمعت الدموع في مقلتيها لتجيبه
– بيأذي اللي حواليه ، وفوق كل ده عامل من نفسه الضحية وانا حقيقي استحملت كتير بس مش قادرة اشوفه بيأذى حد تاني
أومأ وقاص متفهما وما زال جمود ملامحه رسالة مشفرة لفرح ، لا تستطيع أبدا أن تعلم بما يفكر به ، سألها بجدية
– فكرتي بعد الطلاق هتعملي ايه ؟
تلون وجنتيها بالحمرة ، أتخبره انها مفلسة ؟! ام تخبره أن استقالت من عملها ؟ وما معها هو ما تبقى من أرباح عملها السابق ، هي لم تضع خطة لحياتها .. كل ما ترغبه هو التخلص منه أولا ثم كل شئ سيأتي هينا ، حتى وان اضطرت أن تعيش في غرفة في سطح بناية كي تستطيع أن توازن بين متطلبات مصاريف عملها ونقودها الشخصية .. غمغمت بصوت خجول
– أنا ههتم بدراستي ، وههحاول ادبر ليا شقة ووظيفة عشان اعرف اصرف علي نفسي
لاح التجهم على وجه اسرار وبدت غير موافقة تماما لما قالته فرح لتعبس شفتيها وهي تنظر الي وقاص الذي تمتم بهدوء متسائلا
– وعيلتك ؟
ارتفعت ضحكة ساخرة منها لتهمس ببرود
– مش بعيد تلاقيهم هيقتلوني عشان الفلوس اللي بتجيلهم كل شهر وقفت
لوت اسرار شفتيها بنزق ، تلك الغبية ستوديها الى اقرب مشفى بكلامها هذا ، صاحت ببرود
– بس فريال قالت انك بتشتغلي موديل
عضت على طرف شفتها السفلى وبدأت يداها تتعرقان من فرط التوتر ، وحاجتها البائسة لسقف منزل يأويها بعدما شكرت بلطف شديد وحرج للسيد معتصم السويسري معتذرة كثيرا عما تسببته من إزعاج لهم
رغم إصرار الرجل على بقائها في منزلهم بالساحل الا انها اصرت علي المغادرة ، وها هي منذ وصولها للعاصمة قدماها توجهت لمؤسسة الغانم !!
– سبت الوظيفة دي ، حسيت اني مش هرتاح فيها
قلبت اسرار عيناها بملل لتوجه حديثها نحو وقاص قائلة بجدية
– نضال مظنش انه هيطلق بسهولة يا وقاص ، ده لو شافها هنا الله اعلم ممكن يعمل ايه
تعمدت بأسلوبها بتذكيرها من هي ؟ ومن الذي تزوجته ؟… تمتمت بصلابة شديدة جعل عينا اسرار تبرقان باعجاب خفي
– انا مش هستخبي منه ، انا قررت اني اواجهه
التفتت اليها اسرار قائلة ببرود مستفز لكل خلية متحفزة على الثوران
– تواجهي لما تكوني في مركز قوة مش ضعف
صاحت فرح بحدة
– انا قادرة اني اكلمه
تدخل وقاص فى المناوشات النسائية قائلا
– بلاش دلوقتي افضل
هزت فرح رأسها نافية لتمتم
– لا دلوقتي ، مضمنش ردة فعله لما يجي ويستلم دعوى طلاق مني
اتسعت عينا اسرار من جرأة الفتاة التي أمامها ، هل قالت إنها ستقدم دعوى طلاق ؟ّ!! … حاولت أن تفكر كيف سيكون ردة فعله حينما يفتح باب منزله او يأتيه رجل من المحكمة ومعه ورقة تخبره ان زوجته المصون رفعت دعوى الطلاق !!!
غمغم وقاص بنبرة حذرة
– انتي متأكده من قرارك؟
لا وقت للتردد … لقد قررت وانتهى الأمر ، ستواجهه وتنتهي منه وستكرس نفسها لذاتها هي فقط .. بللت طرف شفتها السفلى وهي تجيبه
– صدقني دي الحاجة الوحيدة اللي متأكدة منها ، انا مغفلة لاني فكرت اني هقدر اغير نضال الغانم ، نضال الغانم اب حنين اه ، واخ مراعي ، لكن زوج .. لا نضال مينفعش يكون فى علاقة عاطفية
وجه وقاص أنظاره نحو أسرار التي تنظر نحوها ببعض الانبهار !!! أحقا انبهار ما يراه ؟!! ، سألها بنبرة خشنة
– انتي ايه رأيك يا اسرار
اكتفت بهز كتفيها متمتمة
– مليش رأي ، فرح صاحبة القرار … اعتقد نضال لازم يعرف ان الدنيا مش في ايده زي ما هو متوقع
جحظت عينا فرح متفاجئة بما قالته اسرار ، توقعت أن تكون حاميته المدافعة الأولى لها رأيا آخر !! … المكر في عيني اسرار لم يعجبها وهي ترى بريق لامع فى زرقة عينيها حينما سألتها بخبث
– ولو رفض الطلاق يا فرح
لم تتردد وهي تجيبها بصلابة
– هرفع قضية خلع وهكسبها
انفرجت ابتسامة واسعة من شفتي اسرار وهي تحدق نحو وقاص لتستقيم من مقعدها قائلة بابتسامة مطمئنة
– مش هسابق في الكلام ، لكن وقت ما ربنا يسهلها وتحققي هدفك الحالي لينا كلام مع بعض
شعرت فرح ان النقاش انتهى لتستقيم هي الأخرى مواجهة وقاص لتمتم بخجل
– استاذ وقاص انا حقيقي ممتنة وقفتك معايا طوال الفترة اللي فات بس دلوقتي انا قادرة اتصرف واعيش حياتي باللي معايا
نظر اليها عابسا ليتمتم بنبرة باردة
– وقت لما اشوفك فعلا عندك وظيفة يبقى تتكلمي يا فرح
توردت وجنتيها حرجا لتنكس رأسها وهي تمتم
– انا اسفه
تنهد وقاص وهو يحاول ضبط لسانه ليقول
– انا اللي اسف ، لاني مقدرتش احميكي كما يجب
رفعت رأسها محدقة به بعينيها الدافئتين ، جعله يود ان يبث اليها الامان حينما انحني العالم بظهره .. هي صغيرة فى السن وتشبه صغيرته رهف التي عانت وواجهت ببسالة ماضيها .. اقتربت فرح وهي تمتم بابتسامة لطيفة
– استاذ وقاص حضرتك متعرفش انت خلتني احس بطعم الاخوة وان ليا ضهر بعد ما فقدت عيلتي
ربت على منكبها قائلا بنبرة اخويه
– صدقيني ربنا هيعوضك خير يا فرح
اختنقت انفاسها وسالت دمعة منها لتسارع بازالتها وهي تنظر نحو أسرار التي تنظر اليها  بفخر وبعض الشفقة والعطف ، تقدمت منها وهي تمد يدها لأول مرة
سلام آمن بين الطرفين ، بعد انتهاء وسواسها المميت المسمى بالغيرة منها بسبب قرب علاقة ……. ، عضت طرف شفتها السفلى وهي تمتم سرا
اسمه حتي محرم عليك ، علاقتهما كانت اخوية روحية أكثر من علاقة أبناء عمومة ، تمتمت فرح بحرج
– اتمني يا …
سارعت اسرار مقاطعة وهي تنظر الى يدها الممدودة بالسلام
-اوعي تقولي استاذة هقتلك ، قولي اسرار عادي
هزت فرح رأسها وما زالت تشعر بانها مغفلة كون ظنت انها ستنهي جدال قديم بينهما ، الا انها تفاجئت حينما شعرت بأسرار وهي تعانقها بأخوية اصهرت المتبقي من تماسكها وصوت اسرار الدافئ بدد من وحدتها
– من النهاردة مش هسيبك لوحدك ، انتي معاكي اخت جديدة مش اخ بس ، ومفيش اي حساسية يا فرح ما بينا مهما حصل ، افتكري ان احنا ضهرك وسندك
انفجرت في بكاء حار وهى تتشبث بعنقها ، لأول مرة تبكي علي يد احدهم واليد حانية لم تكن قاسية كوالدتها ولم تكن ساخرة كمثله
بل حانية لدرجة تشعر انها بحياتها لم تذق الدفء من أحد ؟!!
ربتت اسرار علي ظهرها مواسية ، تبث كلمات مطمئنة دافئة وعينيها دمعت بالدموع اثر هرموناتها التي تستجيب سريعا لاي مؤثر .. ابتسم وقاص وقد قرر الخروج بهدوء تاركا الفتاتين ليأخذا راحتهما ، فحديث الفتيات هو أكثر من خبير فى تلك الجلسات النسائية ..
*****
فى قصر الغانم ،،
– لو قولتلك اللي ناوي ترتبط دي بيها مش انسة يا نزار
وانقلبت الأحوال في ثانية لحظة خروج تلك الكلمة التي كانت كطلقة لم تقتل ضحية واحدة
بل اثنان … الاول الجالس أمامه والثانية التي شهقت متراجعة بضعف غير مصدقة أن أخيها يفعل هذا بحقها !!
انتفض نزار كالمجنون يتمسك بتلابي قميص نضال الساكن أمامه ، مسترخي الملامح ليصرخ في وجهه هادرا
– لك انت بعقلك ياحيوان
ما زال نضال يرمقه بتسلية واضحة من ذهبية عيناه الذئبية ليتمتم متلاعبا فى الألفاظ
لطالما أجاد هو التلاعب بالأشخاص
تلك مهارته التي استطاع أن يبرع بها وهو يشاهد تخبط وحيرة من أمامه
– شخص زيك ورجل فخور بكبريائه ورجولته هيتقبل حاجه زي دي
هاجت شياطين نزار ، ليزيد من أحكام يديه حول عنق نضال صارخا بهدر
– اخرس ولاااا ،كيف بتتجرا وبتحكي على عرضي
امسك نضال بيديه محاولا أن يلجم جنون ذلك الشامي ليتمتم ببرود
– اللي بتقول عليها مراتك دي تبقي اختي
لم يعد نزار يتحمل السخرية ، والتلاعب منه
انفجر فى وجهه هادرا وهو يهز جسده بقوة ، مفيقا هذا الغبي من غياهب ظلامه
– لك اخراااااس انت مابتفهم ،لسانك الوسخ بدي قطعه وارميه لكلاب الشوارع ،ليك ولك انا كنت عم اتحملك منشانها بس تتجرا تحكي عليها قسما عظما لفرجيك شي بعمرك ماشفته فهماااان
وحدة الموقف لا تتحمل ابتسامة او ضحكة
انفرجت عن شفتي نضال ابتسامة هادئة ، محدقا بتمعن الى الرجل الذى من المفترض أن يعتني بعصفورة العائلة الصغيرة
رغم عدم رضاه الكلي عليه ، هو بحياته لن يكون راضيا عن رجل غريب يكون إليها أقرب منه
عمره الذى قضاه لم يحظي ان يدافع جهرا لأخت تحمل دمائه ، وهذه الفرصة لن تسنح له مرة اخرى
برغم القائه لسؤال خطير ، سؤال يستطيع انهاء حياة اخته العاطفية بهذا الشامي
جزء صغير منه
صغير جدا تمني ان يظهر أن هذا الرجل لن يكون المناسب لها ، تمني لكن خذله عقله
رأي الظلام في حدقتي الرجل وبعض التشتت يلوح فى الافق ، ليربت نضال علي منكبي نزار قائلا
– ايه يا شبح هدي جناحاتك شوية .. مش كدا
شتم نزار ببذاءة بلغة بلده ، ود لو قتله هذا الرجل
ود لو استطاع أن يقتله ويقسم ان لن يرمش جفنيه و سيفعلها
لكن هى من تمنعه
وتكبح ثورات جنونه من الانطلاق !!
دفعه نزار بقوة ليتراجع نضال بكل تراخي من جسده ، مختارا عدم الدفاع كي لا يتحول إلى شجار .. صاح نزار حانقا
– لك انت من انو عجينة مصنوع اااخخخ لو كنت ببلدي كنت قطعتك وماالك دية عندي
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة ، ليتمتم بتسلية
– يعني ده من حسن حظي ان انا هنا
انتفخت أوداج نزار سخطا  لـ يهسهس بغضب
– لك لسوء حظي اني هون والا والله والله كان ماطلع عليي النهار الا وانت بين ايدين الله
انطلقت ضحكة ساخرة منه ليصفق بيده قائلا
– لا شهم .. شهم وراجل رغم كلامك المعوج ده
أبصرها رغم انزاؤها وبعدها
عيناها تدمعان ، ونظرتها إليه منكسرة
كوم من الحجر اثقل قلبه ، لتبهت ابتسامته ويختفي المرح من وجهه
تحشرج صوته مغمغا
– تعالي يا رهف
اجفلت لترمش أهدابها عدة مرات ، تمسح عبرة سقطت منها لترفع رأسها بايباء وهي تتقدم نحو الداخل ، متحاشية النظر بخجل نحو نزار الذى تعلقت عيناه بها
حبا وشغفا ، لكن تعلم ان هناك اسئلة يجب عليها ان تجيب عليه
نظرت اليه لترى تردده في الاقتراب ثم نحي تردده جانبا ليقترب منها محتضنا وجهها بين راحتي يديه قائلا
– صدقيني انا اخ وحش ، ودبش وكل الشتايم اللي تخطر علي بالك ، ومستحقش حتى دموع منك علشاني
انسلت الدموع من عينيها الزرقاوين ، ليراها تجهش فى البكاء لتهمس متلعثمة
– انت .. انت
انفجرت باكية بحرارة ليزيل دموعها برقة بانامله متمتما بصوت اجش
– متبكيش بسببي ، انا اخر حد ممكن تهتمي بيه وتقلقي علشانه
رفعت رأسها مجفلة من تعليقه ، هل سيتخلي بكل سهولة عنها ؟!
يجبر نفسه على الفرار ، خشية من النبذ ؟؟
تمتمت بعدم فهم
– انت بتقول ايه
ابتسم نضال وقال وهو ينظر الي الهالات السوداء أسفل عينيها الزرقاوين ، ليتمتم
– طريقتي مختلفة عن وقاص ، وصدقيني عمري ما هعرض سمعتك للخطر .. طوال الفترة اللي فاتت كنت بخرس أي لسان يحكي عن موضوعك .. هاجي انا بنفسي واتكلم يا رهف
رأى التيه والتشوش الذي زين حدقتي عينيها الزرقاوين ، وكأنها تجاهد لفهم شخصيته المعقدة
حال نفسه هو لا يستطيع فهم ما يقوم بفعله !!
يندفع بجنون وخطورة ، ويأتي بالنتيجة بأسرع وقت ممكن
– انا . .انا مش فاهمة انت عايز توصل لإيه
ارتسمت ابتسامة ناعمة علي شفتيه وهو يجيبها بهمس مختنق
– بوصل لنتيجة سريعة ، حل فوري يخلصك من عذابك وعذابي
اتسعت عينا نزار ذهولا  وهو يراهما أمامه ، جسديهما ساكنين .. كلاهما يتحدثان عن الماضى
وهو يقف جاهلا بينهما
زفر بحنق ، ليزمجر بغضب
– ممكن تفهموني شو عم يصير هون
انقبض قلبه حال رؤية دموعها ليقترب منها محاولا نزع جسدها من أخيها ، الا ان شقيقها اقترب محتضنا وجنتيها بيده مغمغما  بصوت أجش
-متبكيش يارهف
لمع الجنون فى عيني نزار ليقترب منه قائلا بحدة
– ايدك بتلمسها بقطعلك ياها فهمان
لمعت عينا نضال بجنون ، ليجبر نفسه على النظر إليه بجفاء قائلا
– اللي بتتكلم عنها دي اختي
وقف نزار بجسده عازلا الشقيقين عن بعضهما ، هو لا يستحق ابدا بعد ما قاله أن يستمر بالدفاع عن شقيقته
صاح بملكية قاسية وهو ينظر بتحدى نحو أخيها
-وهي مرتي وحبيبتي يعني انا اولى فيها من الناس كلها
مرت نضال عيناه نحو رهف التي تحدق نحوهما فاغرة شفتيها بصدمة لترتسم ابتسامة علي شفتيه قائلا
– لما تبقى مراتك يبقى تتبجح فى وشى براحتك لكن دلوقتي هي في بيت اهلها
التحدي بينهما ما زال مستمرا
وقد قبله نزار ليرفع رأسه موجهها نظرات عينيه نحو رهف لينادي اسمها بخشونة
– رهف
استشعر رجفة جسدها قبل ان تنكس رأسها أرضا ، خاشية مواجهته .. ازدادت انكماشا حول نفسها ليزفر نزار تنهيدة قوية ثم اقترب منها هامسا باطمئنان
– حبيبتي ياروحي انت اطلعي علييي ،تعي قربي بدي اطمن عنك
ابتسامة زينت ثغر نزار حالما رأي تحركها البطئ تجاهه إلا أن جسدها من منابت رأسها الى اخمص قدميها ارتجف اثر صراخ نضال الجهوري
– والله يا رهف خطوة واحدة منك اتحركت ناحيته لاقتله واقتلك
رفعت رهف عينيها المجهدتين بحيرة بين الرجلين ، عضت باطن خدها وهى تستشعر وجود شئ خاطئ بينهما !!
نضال عابس الوجه مكفهر الملامح ، ونزار يتطلع نحوه ببعض التسلية والظفر كون جولته الاولى الرابحة لصالحه !!
إلا أن الظفر المتجلي على ملامحه اختفى ليغمغم بخشونة
– وانت شووو خصك اه، مرتي ومحدا اله علاقة فهمان
زفر نضال حانقا وهو يقول بتهكم
– ما خلاص يا وحش ، شغال من الصبح تقول مراتك مراتك وانا قولتلك مش مراتك ، اغنهالك زي ما بتغنيهالي
عضت رهف علي باطن خدها مستشعرة الغيرة من اخيها علي خطيبها ، اخفت ابتسامتها سريعا وهي تهمس محاولا فصل الشجار بينهما قائلة
– نضال
تطلع اليها نزار بدهشة وهو يراها تتقدم نحو اخيها رافعة رأسها بشموخ ، الا ان صوتها المهتز فضحها
– المفروض اعمل ايه بعد اللي قولته ، تصرفي يبقي ايه
مرت نضال عيناه على ملامح اخته المعذبة
عانت كثيرا فى عمرها وهو يزيد من الالامها
ندم .. ندم قوى اعتراه كحال تلك الليلة التى وجدها عبارة عن دمية انتهكت انسانيتها ، وهو المغفل .. المغفل لم يراعي ابدا سنها ،ولا هشاشتها !!
عيناه اضطربت لثانية متحاشيا النظر إلى عينيها
بل متهربا كي لا يرى أثمه وخطيئته الغير مغتفرة بحقها
صاح بصوت خشن
– تقاطعيني وارجع وحيد زي ما كنت عايش
توقعت تلك الجملة منه ، اقتربت خطوة منه وهى تهمس بصوت جاد
– لأ .. انت كل يوم هتطلب مني اني اسامحك بس مش هسامحك لحد لما الاقيك فعلا صادق معايا واتغيرت وساعتها هقرر اذا سامحتك ولا لأ
اتسعت عينا نضال جحوظا .. لم يتوقع منها ابدا ما قالته
توقع خصام طويل الابد
نبذ تلك المرة من حياتها
طردها من حياته والتي لا يتركها سوى خرابا
لكن أن يأتي كل ليلة معتذرا ، طالبا العفو منها
وهي تترفع عن مسامحته .. هل تظنه حقا أن هو
نضال الغانم ، بكل كبريائه وغروره وعنجهيته أن يهبط من برجه العاجي ويتدلل خلف امرأة ؟!!
ضاقت عينا رهف وهى تتطلع الى تعابير وجه نضال المصدومة ، استمعت الى صوت نزار الحانق
– ممكن حدا يفهمني شو عم يصير
جاهدت أن ترفع عيناها لتقابل عينيه ..
عينيه راكدتين ، بل خامدة عن شعلة الحياة بهما
مرت عيناها على تقاسيم وجهه الوسيمة التى اكتسبت بعض الخشونة بظهور لحيته ، فغرت شفتيها لثواني قبل ان تزدرد ريقها هامسة
– ثواني يا نزار
عادت تنظر الى اخيها الذى اختفى منها ملامح الصدمة لتهمس
– قولت ايه
ضم يديه فى جيب بنطاله وهو لا يصدق ما سيقوم به ، لكن ما سيقوم به لأن تغفر له جميع ما اقترفه بحقها
 – الموضوع ده هيطول لحد امتي
اشرقت ملامح وجهها ، وزرقة عينيها لمعت لتهمس
– لحد لما تحس فعلا انك غلطت في حقي ،بس لو عايز تعيش لوحدك وبمزاجك ومش مهمة للدرجة دي عندك  ..تقدر تتفضل بس لو فعلا مهتم بيا هتوافق
توترت وهو ترى نظراته المتفحصة لوجهها وصمته المستفز لاعصابها لتراه يزفر حانقا
– اه منكم انتو
نفس الابتزاز العاطفي
نفس العينان الماكرتان اللتان تنظر إليه بأمل
نظرات تعلم كيف يخضع الرجل مستجيبا لطلبات الانثى
غمغم بعبوس شديد
– موافق
وجهت عيناها نحو امير قلبها … وقفت تنظر اليه بخشية وهى ترى الاضطراب والعاطفة التى تسكن عينيه الراكدتين
تخشى الاعتراف
ولسانها يأبى ويرفض أن يستجيب لها
ما ستقوله .. لم تقوله لأحد
بحياتها لم تعترف ، جميع من حولها بالاخص وقاص لا يعلم الحادثة التى مرت عليها بالتفصيل
جف حلقها و ارتعشت يداها وهى تنظر الى نزار بخجل .. همست بصوت مرتبك
– نزار ، انا مكنتش هتجيلي الجرأة اني هقولك الكلام ده .. ولا حتى فكرت اني اقولك الكلام ده لاني حسيت دي حاجة خاصة بيا انا رغم اللي حصل
غمغم نضال بخشونة
– عايزاني جنبك
هزت رأسها نافية ، ليهز نضال رأسه موافقا وهو يرمق نظرة شرسة نحو نزار الذى تجهمت ملامحه
خرج ولكن شعوره بالندم جعله قريب منها
اذينه تترصدان اى حركة غدر من الاخر
وجسده متحفز للانقضاض عليه ان تعدى الخطوط الحمراء !!
امتقع وجنتي رهف بالخجل والارتباك أثر نظراته الحميمية لها ، رفرفت باهدابها حينما شعرت بقرب جسده .. وحرارة جسده تنحر من برودة جسدها
غمغم بنبرة خشنة
– رهف حبيبتي
اسبلت أهدابها وهي تحفز لسانها على الرد عليه ، ليزيد من مضاعفة ذنبها
– اطلعي على ياعمري
احتضن كلتا وجنتيها واجبر عيناها على النظر اليه
عيناها مغرورقة بالدموع ليهمس بصوت حاني
-حبيبتي هالحكي يلي حكاه مابغير على كندرتي انا حسيتك فيكي رعشتك لما حضنتك عرفتني انك بنت
أجهشت فى البكاء وهى تبتعد عنه قائلة بحرقة
– بس انا فعلا اتعرضت للاغتصاب
جحظت عينا نزار وحدق بها متمتما بعدم تصديق
– شووووو
تراجعت بجسدها وضعف ساقيها عن التحمل .. انهارت على أقرب مقعد وجسدها يستعيد اشباح الماضي
تلك المرة بملئ ارادتها
تعيد استحضار الماضي ، علّه يختفي من حياتها دون رجعة
تمسكت يداها على مسند المقعد ، تحاول ان تستند على شئ صلب وهي تهمس بصوت ابح
– الموضوع يصعب شرحه ، بس انا هحكيلك كل حاجه
لمعت عيناها بإصرار لتراه مقتربا منها .. قريب لحد شعورها بـ ذبذبات جسده المدغدغدة لجسدها
قريب لحد شعورها بمحيط آمن وهى تخطو على ارض ملغمة !!
احست بيده تمسك بكف يدها محاولا مساعدتها على التوقف عن هز ساقيها وارتجاف يديها لتهمس
– كان فيه شاب مش عايزة اذكر اسمه بيحاول يقرب مني واخد مني ملازم وشوية تلخيصات مني بحجة اني كنت من اوائل الدفعة ، في الوقت ده كان عندي صديقة اسرار .. في الحقيقة هي اخت اكتر من صديقة
الصديقة التى خذلتها حرفيا ، رأت عيناه بهما توسل لتهز رأسها وهي تتابع بصوت متحشرج
– هي اعجبت بيه وهو اعجب بيا انا ، صدقني مكنش فيه اي علاقة ولا حتى فكرت فيه حتى ولو اعجاب لحظي ..بس هي لاحظت اعجابه بيا وبدأت تغير منى .. وانا حسيتها انها اتغيرت تماما بعدها ومبقتش اختي اللي اعرفها
انهارت دموعها وجرحها الغائر لم يبرأ بعد
تقوس فك نضال وهو يطحن ضروسه لاعنا غبائه ولاعنا كونه بعيد عنها
برغم كل ماحدث ، بعيد عنها كسنوات حاله الماضية ، هم باقتحام خلوتهما لكن المتبقي من عقله أمره بالصبر
لم تتحدث بعد ، تحتاج أن تعرى روحها لأقرب شخص لها !!
استمعت إلى همسات نزار المطمئنة و المتطلبة بالتوقف لترتسم ابتسامة مريرة على شفتيها وهي تمتم
– انا مش فاكرة بالضبط ايه اللي حصل ، بس حسيت اني متغيرة ومبقتش مضبوطة .. كانت بتحطلي مخدرات في القهوة بتاعتي يا نزار ..كنت بحس ان طعمها غريب لكن محطتش في بالي اي حاجه ، لانها كانت ببساطة اخت ..وواحدة واحدة دخلت عالم الادمان
ما تعانيه رهف في الوقت الحالي ، يعانيه هو أضعافا مضعفة
أن ترى روحك تتألم وغير قادرا على شفائها
أن تصبح عاجزا ويديك مقيدة عن تقديم مساعدة ، يزيد من مضاعفة الالامك
تمتم طالبا بتوسل
– رهوووفة قلبي اهدى روووقي ياروحي
هزت رأسها بعنف رافضة لتهمس بحدة
– لا ، لازم اقولك لاني مش هتشجع واكلمك زي ما بكلمك دلوقتي
خمد هجومها ، وتوقفت تنظر الى عينيه المليئة بالعاطفة
تمسك بكف يده بقوة  .. تشعر انها بوصلتها للخروج من رحلة اشباحها مع الماضى
طريقها المنير لطريقها الموحش
اختنقت أنفاسها وهي تمتم بصوت خالى من أى عاطفة أو ضعف !!
– بقيت مدمنة للقهوة بتاعتها وبقيت اطلبها منها ويومي مكنش بيعدي الا من غيره ، ومكنتش متخيلة فعلا انها تتغير بالشكل ده .. متخيلتش انها تخسر صداقتنا بسبب واحد وحبها المريض به
صمتت للحظات وهى تستشعر قربه منها ذراعيه التي ضمت خصرها وقربها منه ، انفاسه الساخنة تلفح وجهها لتشعر بشفتيه تميلان لاقتناص عناق
عناق مختلف عن ما اختبرته مع سابقا
عناق به سكن .. دفء .. مؤازرة
بعيد كل البعد عن الحاجة الجسدية ، وقريب للحاجة العاطفية
ذراعيها تلفان حول عنقه مندسة أكثر بعناقه ، وذراعيه يكاد يعصران جسدها الهش ..
خفق قلبها بصحوة متأخرة ، و أصوات أشباح الماضي اندثرت
صدى أصواتهم الملازمة لهم نحرت
شعرت بهمسات شفتيه لترفع عينيها الدائختين من غمرة عناقه .. لهثت وشعرت بجسدها يتأرجح من فرط مشاعر التى اختبرتها
وقوة عاطفته … أغمضت جفنيها وغصة في حلقها جعل الغمامة الوردية تنقشع
اضطربت وهي تفتح جفنيها تتطلع نحو عينيه قائلة
– بس بعد التجربة دي عارف ، حسيت بوجعها ونار الغيرة ، لاني فعلا عشت الحب على ايديك أنت ، وصدقني معرفش ممكن اعمل فى نفسى ايه لو بعدت عنى
يمرر أنامله على وجنتها ليشعر باضطراب انفاسها وتمللها وقد انتبهت انها تجلس على ساقيه .. غمغم بصوت حاني
-ليكي رهف مع هيك ماكان من حقها تعمل فيكي يلي عملته وتاذيكي ،لانو انت بالاصل ماكنت شايلتي من ارضه هو يلي كان قاتل حاله عليكي
حاولت ان تستقيم من جلستها ليضمها بخشونة شديدة اليه مشددا ذراعه حول خصرها ، دافنا وجهه فى عنقها ،مستمتعا الى همسها المضطرب
– عندك حق ، بس صدقني الغيرة بتعمل اكتر من كدا
طبع قبلة على جيدها ليستشعر شهقتها الخافتة ، لترتسم ابتسامة ماكرة على شفتيه .. ليس احمق ولا غر ساذج كي لا يعلم أنثاه التي تتأثر فقط من لمساته
أنثى تفتحت أزهارها مستجيبة لنداءه فقط !
كل لياليه المؤرقة وكوابيسه واحلامه المفزعة تلاشت ، هى بجواره
وسيحرص على أن تظل بجواره لأطول فترة ممكنة .. لن يدعها ترحل عنه لحين موته .. استمع الى صوتها الأجش
– لما شافت انها نجحت انها تخليني ادمن ، بقت تذلني حرفيا عشان تديني القهوة .. متتخيلش كنت زي المجنونة ازاي لو مخدتش المخدر بتاعي ، كانت يوم ترد عليا وتبعتلي القهوة ويومين تقفل التلفون بتاعها وابقي حرفيا انا علي حافة الانهيار وكانت بتخليني استعد اني اضحي بنفسي عشان شوية مواد مخدرة
رفع وجهه عن عنقها محدقا في عينيها ليعلم ان هناك أصعب شئ عاشته
حدق بها مليا وهو يري جسدها يرتجف من الذكرى
– وحصل … طلبت في مرة اجي البيت بتاعها عشان اخد جرعتي ، مش هكدب عليك وهقولك اني مكنتش اعرف اني مدمنة .. بس مكنش في أيدي حل ومفيش حد حواليا يساعدني
انفجرت فى البكاء ليعيد يحتضن وجهها بين كفيه هامسا بصوت حاني
– هسسس هسسس حبيبتي اهدي اهدي انا هون جنبك
أجهشت فى البكاء وبقي هو يحاول اطمئنانها وبث الاطمئنان والسكينة لروحها المذعورة .. انفجرت تبكي بانهيار تام
– روحتلها وهناك اكتشفت انها عملت كدا عمد عشان توقعني وتراضيه هو ، تخيل وصلت بيها الحقارة انها تراضي شخص مريض زيه وهي عارفة انه عايزني ورغم كدا قررت تبقي وسيط بينها وبينه ، كان هو بيديها المخدرات دي عشان اخدها وهي كمان كانت بتشرب زيي
ارتجافات جسدها كانت مخيفة له وهو يراها تنسحب ببطء عن لماضي .. ردد اسمها مرارا وعينيها تحدقان نحو الفراغ قائلة بصوت ميت
– وقرر يتسلي بيا وبيها اليوم ده ، وجاب كاميرا عشان يصور انجازاته
شحب وجه نزار تزامنا مع كلماتها لترفع عيناها تحدق بعينيه لترتسم ابتسامة مريرة على شفتيها لتقول
– من رعبي وخوفي وحاجتي للمخدرات حسيت اني بهلوس او اللي بيحصل مش حقيقي ، كتفني على كرسي وخلاني اشوف بعنيا افظع مشهد ممكن اشوفه بعيني
أغمضت جفنيها حينما استعادت صورة وهى مقيدة على كرسي ، يد تجبرها على النظر لجسد صديقتها يتعري وشخص يستبيح ملامسة جسدها
تثاقلت انفاسها .. وزاغت عيناها والأصوات المقززة عادت تطن اذنيها ، سارعت برفع كفيها تسد اذنيها بقوة .. احست به وهو يقترب منها معانقا جسدها .. جسدها المتخشب أخافه وهو يسمعها تهمس
– كانت مستسلمة ليه يا نزار ، كانت راضية وكأن دي مش اول مرة يلمسها
مرر يده على ظهرها قائلا
– هس هس اهدي اهدي ياروحي روقي ياقلبي انت
تطلعت اليه .. مدققة النظر إلى الخوف الساكن في حدقتيه لتهمس
– محستش باللي حواليا غير انه اجبرني اشوفه هو وهي وقالي بالحرف اللي بعمله فيها اقل بكتير من اللي هعمله فيكي لانك لسه بورقتك
انسلت دمعة لتسارع بإزالتها وهي تهمس بسخرية
– كان هيغمي عليا وحسيت بيه بيضربني بعنف على جسمي واتفرج ، لقيتها بعد ما رماها راحت تاخد جرعة تاني من المخدرات وقام هو عشان ابقي مكانها
نكست رأسها أرضا وهي تجيبه بتشتت
– معرفتش اصرخ ولا استنجد بحد ، كنت مغمضة عيني وحسيت ان دي النهاية ، كشف جسمي يا نزار وكان بيصورني .. رمالي بوردة عشان اشمها واكون هادية ومعملش صوت وحسيت خلاص اني هموت
لم يستطيع نزار أن يهدئها ، كان هو بحاجه من يهدأه
نيران .. نيران استعرت داخل أوردته ، لازهاق روح ذلك الخسيس الذى دمر حياة رهفه
الانثى الناعمة التي شاهدت ورأت اشياء مهولة وما زال عقلها الصغير لم ينضج بعد ، اغرورقت عيناه وصمت وهو يراها ترسم اكبر ابتسامة رآها منذ امتناعها عنه
– بس نضال جيه ، سمعت حد رزع الباب المقفول وصوت ضرب ودماغي كانت في عالم تاني رغم اللي بشوفه بعنيا .. شوفت نضال وحسيت اني بهلوس .. قرب مني وغطاني وحضني ، كانت اول مرة يحضني وحسيت اني رجعت البيت تاني بعد اللي عشته
طاقة عنيفة غير قادر على السيطرة عليها ، جاهد فى التمسك باعصابه ومجاهدة بعدم الإتيان بأى رد فعل عنيف ليهمس بصوت خشن
– رهف
دمعت عيناها بندم وهى تهمس بألم
– انا اسفه لاني خبيت عليك ، بس دي مش حاجة سهلة اني احكيها يا نزار .. صعب والله
جذبها بقوة لتستكين فى احضان ذراعيه ، غمغم بهدوء وهو يقبل جبهتها
–   اهدي ياروحي روقي ياقلبي
تعلقت به كالغريق الذى يتعلق بالقشة الأخيرة تفاديا الغرق، عانقته بقوة وهي تهمس بتوسل ارجف قلبه
– ارجوك متسبنيش يا نزار
دفن وجهه فى عنقها وعينيه كبركتين من الدم تطالب القصاص !!
– هس هس مابتركك لتطلع روحي مني
انهارت بين ذراعيه وهي تزداد تعلقا به لتهمس
– انا بحبك والله
ابتسامة شقت ثغره وهو يسمعها تعبر بيأس شديد عن حبها له ، مرددة الكثير من العبارات عن عشقها له ، غمغم بخشونة
– وانا بعشق الارض يلي بتمشي عليها
زفر نضال واخرج زفير حار لينكس رأسه ارضا ، مبتعدا بهدوء خارجا من القصر .. بقدر ما فعله لذلك الجرذ
إلا أن سماعه لما قام به ، جعله يود لو كان ذلك الجرذ قيد الحياة ليزيد من عذابه أضعافا مضاعفة ، اهتز هاتفه فى جيب بنطاله ليجيب على الاتصال ليسمع الى صوت رجله قائلا بظفر
– نضال باشا ، احنا لقيناها
القطة خرجت من مكانها اخيرا ، غامت عيناه بظلمة متوحشة وما يضمره لها ليس جيد على الإطلاق !!!
****
فى قصر السويسري ،،
تعض جيهان علي طرف شفتها السفلي محاولة كبح جماح جنونها ، لكن العقل دأب على الرفض
كيف يخبرها ان تظل فى المنزل ، وتختفي دون الدفاع عن حقها .. ذلك الجرذ الحقير الذي يظن أنه يملك الدنيا ، تقسم انها لن تتركه يهنأ بانتصاره الاحمق ، ان ظن ان افسد سمعتها سيجعلها تنكمش أو تتراجع
ابدا
الحرب بدأت
لكن تلك المرة حرب ، حرب ندا بند
دبت بقدمها عدة مرات على الارضية المصقولة لتتوجه نحو والدها الذي ارتفع ضغط دمه جراء ما قرأه فى الصحف الالكترونية ، وشادية صامتة .. هادئة تؤدي عمل ممرضة متقنة وهي تقيس ضغط دمه ثم بعدها تأمره بشرب بعض الأعشاب بدلا من الأدوية التي لفظها بكل حدة أمام وجوههم
  -بابا
تمتمت بها بحرج ليرفع معتصم عيناه المجهدتين ، ازدردت جيهان ريقها و نغزة قوية اخترقت قلبها وهي ترى نظرة الخيبة في عيني والدها
تجمعت الدموع في مآقيها لتجده ينفجر في وجهها هادرا بعنف
-مسمعش نفسك نهائي يا جيهان
اقتربت شادية بخشية تمر يدها علي وجه والدها تهمس لها كلمات خافتة لم تهتم بسماعها ، كزت اسنانها بحنق ، وزاد وعيدها لذلك الحقير الذي خرب حياتها
تمتمت بحنق وشراسة
-انت عارف ان هو مش هيسكت ، ايه اللي اتغير دلوقتي
صمت معتصم ونكس رأسه لثواني ، ينظر إلى يده وهو لا يصدق كل سنوات عمره التي حاول أن يربي فيها قرتي عينيه .. يخذلانه بتلك الطريقة الموجعة لقلبه
يخبرنه أن كل ما فعله من اجلهن ذهب فى أدراج الرياح
ليت ثريا هنا بجواره، هي الوحيدة من كانت ستؤازره وستأخذ من دفة القيادة في لحظة مرضه وهرمه ، حتي الشقيق الأكبر يعيش مشاكله الخاصة مع زوجته ووالد طفل
كيف سيطمئن على صغيرتيه المشاغبتين اللتان تعبثان فى الأرجاء دون الانتباه للانجراف نحو الهاوية !!
غمغم بصوت منكسر ، رجل مهزوم
– للاسف خذلتوني كلكم ، كسرتوا ضهري
شهقت شادية وهي تخفض قامتها لتتمسك بيدي والدها قائلة ببعض الاستنكار
– بابا
حتى شبيه حبيبة دربه ، ظنت انها كبيرة كفاية لتعتقد أنها تستطيع إدارة حياتها بمفردها ، ابتسم بسخرية وهو ينفض يده عن يديها قائلا
– وانتي يا شادية ، متفتكريش اني هسامحك
اتسعت عينا شادية بصدمة وهي تقترب منه باستفزاز وعاطفة أبوية تعلم انها ستحصل عليها فى النهاية
– بابا انا عملت ايه دلوقتي
ترقرقت الدموع من عيني شادية وهي تحاول ان تقترب منه الا انه صاح بنفي تام عدم الاقتراب ليستقيم من مجلسه وهو  يصيح بلهجة صارمة
– عملت ايه ، انك تخبي عليا الايطالي ده بتاعك
فغرت شفتيها ورفرفت بأهدابها عدة مرات ، لتعض على طرف  شفتها السفلى قائلة
-بابا ارجوك مفيش حاجه احكيهالك عنه
انفجر ضاحكا بسخرية مما جعل شادية تخفض رأسها بخجل وندم شديد وهي تسمعه يتمتم بنبرة قاسية
-ولما هو مش حد مهم للدرجة دي روحتي الرحلة ليه معاه
ضمت كلتا يديها لترفع رأسها وهي تجيبه بهدوء محاولة أن تكون اجابتها كافية لها ولعقلها وله
-انا روحت مع جيهان
قاطعتها جيهان بنبرة متهكمة
-طلعي جيهان من الحوار ده ، مضربتكيش علي ايدك انا
جزت شادية علي اسنانها وهي تتطلع نحو شقيقتها بوعيد لتنظر الى علامات الاستنكار وعدم التصديق على ملامح أبيها الصارمة ، قررت التخلي عن الكذب واجابته بصراحة
-هو عزمني ،لكن صدقني معندهوش نية وحشة
دفاعها عن نفسها من أجل شئ واحد
انها ليست مذنبة كما يتخيلها هو ، اقترب معتصم من صغيرته التي كانت متزمتة فى علاقاتها وكانت اكثر تدينا قبل ان يأتي القذر ويفسد حياتها منتزعا جزء نقي من صغيرته الذي لن يقدر على استرجاعه الآن ولا حتى مستقبلا
صاح بنبرة متشككة
– معندهوش نية وحشة !! ، من امتي يا شادية بقينا نخرج مع شخص غريب
رفرفت بأهدابها لتعض باطن خدها وهي تهمس ببعض الخجل
-سرمد مش غريب ، فيه زي علاقة صداقة ما بينا
اتسعت عينا الأب جحوظا ليقترب منها قائلا بخشونة
– وانتي من أمتي بتؤمني بالصداقة بين الراجل والست
تنحنحت جيهان التي يبدو أنها كانت مجرد مقعد لم يشعروا بوجودها تمتمت بحرج
– انا ماشية
وجه الاب نظراته نحو جيهان بعدائية ليصيح بصرامة
-رجلك وعلى الاوضة ، قسما عظما لو لقيت رجلك  خطت عتبة الباب هكسرهالك
اندلعت النيران في عيني جيهان لتصيح بثورة
-يعني ابقي متكتفة ومخدش حقي
وكلمته كانت قاطعة
آمرة ليصيح
-اطلعي فوق
اقتربت شادية عدة خطوات من ابيها لتنظر بلين نحو شقيقتها هامسة
-اسمعي الكلام يا جيهان
عضت جيهان علي شفتها السفلي مانعة لسانها من التفوه بأي حماقة ، مقدرة حالة ابيها لتغادر الغرفة كأعصار هائج مقتلع جميع ما قابله ،لتغلق الباب خلفها وهي تسارع بالتوجه نحو غرفتها لتحاول متابعة اختراق حساب فندقه وإفساد جدوله وبيانات العملاء المهمين !
وجه الاب نظراته النارية نحو شقيقته التي بدت غريبة الان ليقول
– قوليلي بقي يا استاذة شادية ايه اللي بينك وبينه
صمتت ولم تبادر حتى فى الدفاع عن نفسها ، نكست رأسها وشعورها أنها خانت ثقة والدها جعلت الدموع تباشر بأخذ دفة الحديث
زفر معتصم متنهدا وهي يري انكماش صغيرته خائفة من بطشه ليقترب منها قائلا بنبرة دافئة
-انا مش بكلمك بصيغة اب ، اعتبريني ثريا وحابة تفضفضي معاها
لمعت الدموع في حدقتي شادية وهي تنظر الى ابيها بصمت باكي ، تحشرجت انفاسها وهي تنكس رأسها معرية روحها وانوثتها التى تأثرت بذلك الايطالي
– هو ملمحش لحاجة خالص ، وانا شايفة انه .. انه يعني واخديني مرافق كدا زي جيهان
لمع الغضب في عيني الآب ، الا انه حاول ينحي الغضب جاهدا ليقول بغيظ
-مصدقة الكلام ده !!
ضغط ابيها على وتر حساس ، والبكاء لم يكن شفيع لها عنده تحت نظراته المستنكرة وصورتها المثالية أصبحت منكسرة
– يعني عايزني اقولك اني بحبه ومش قادرة اعيش من غيره يا بابا ، صدقني انا مش هورط نفسي في المشاعر تاني ، جربت نصيبي قبل كده وفشلت .. مش هجازف إني أحب تاني
اتسعت عيناها دهشة من هول ما قالته لتضع كف يدها على ثغرها وهي تحدق نحو أبيها الذي جحظت عيناه ذهولا من هجومها العنيف الثائر فى وجهه
حاول الاب ان يتدارك حجم صدمته بابنته وهو لا يصدق مقدار الشغل المبذول من الذي يمارسه كى لا يقوم بصفعها هى أو المجنونة الاخرى !!
-عمل ايه فيكى عشان يخليكي هتموتي عليه كدا
سأل بتعجب وهو يحاول أن يجمع صورة ذلك الشاب العابث الذي قدم الى منزله من بضعة أيام ، الوقح تجرأ وأخبره أنه يريد مصاحبة ابنته .. والله لولا عدم وجود سلاح فى منزله لقتله فى عقر داره ولن يدفع دية لأهله
ارتجف جسد شادية من وطء نظرات أبيها المنكسرة لتهمس بخفوت
– وعد انك مش هتعاقبني
وجنتيها توردت تلقائيا خلال  تذكرها لاهتمامه المبالغ لها يوم الرحلة منذ سقوطها فى الماء، حرصه الشديد عليها واهتمامه بها .. يكفي انه سقط إلى الماء ولم يلتفت إلى عمله ليطمئن عليها ويساعدها للتسلق ..
فغر الاب شفتيه صدمة وهى يري نظرات ابنته … ابنته متيمة بذلك الأجنبي الوقح ، اللعنة .. اللعنة .. اللعنة
ألم تجد رجلا آخر غير هذا ، بل كان خطيبها السابق رجلا رغم امتعاضه منه وكونه من عائلة المالكي ، توترت علاقته مع غالب المالكي إثر رفض ابنته لابنهم ، لكن يعلم ان مجرد ما حدث زوبعة فى فنجان وستعود علاقتهما كما كانت سابقا
ضم كف يده وهو يسمعها تهمس بخجل
-حساه مهتم بيا .. مهتم بيا لدرجة توصل بيه الموضوع للغيرة وانا .. انا اول مرة احس بدا فاهمني ، أن شخص غريب بيغير عليا وحاسة اني مش فاهمة حاجة ، بابا صدقني مش فاهمة يعني هو فعلا عايزني ؟! ولو عايزني ..عايزني ازاي ، يعني بدون حاجة رسمية ؟ ولا مجرد نزوة وحاجة جديدة في حياته ، انا مش فهماه ولا فاهمة نفسي
هز معتصم رأسه يائسا ، مال نصيب صغيرته قليل فى الحب !!! ، اقترب منها وهو يحتضن كلتا وجنتيها لتتهرب هي من عينيه خجلا ليهمس بصوت اجش
-وخبيتي عني ليه كل ده
عضت على باطن خدها لتسبل أهدابها وهي تجيبه بحيرة
– ما انا معرفتش افهمه ، وكل تصرفاته متناقضة وبتلخبط حساباتي ، وانا حقيقي تعبت من الموضوع ده وكل لما بحاول ابعد عنه
صمتت وهي تتنهد بحيرة شديدة لتسمع ابيها يكمل حديثها قائلا بهدوء
-بيقربك منه
رفعت عيناها تحدق فى حدقتي ابيها الجامدتين ، غمغمت بخجل والدموع أصبحت غير متحكمة بها
– غصب عني والله ، والله مش قصدي يا بابا اني اخيب ظنك فيا بس انا اول مرة اجرب الاحساس ده
ربت على ظهرها قائلا بخشونة
– اهدي متعيطيش
دفنت وجهها في صدره ليمرر انامله علي ظهرها بهدوء مخفيا حزنه  ، سمعها تهمس بتردد
– مش زعلان مني
لم يخفي ابيها ضيقه ليقول بلهجة حادة
– لا طبعا زعلان ، الشخص ده تقطعي أي كلام معاه
رفعت شادية رأسها لتحدق في عيني ابيها باستنكار لتمتم
– بس
احتضن كلتا وجنتيها وهو يحدق في عينيها المتوسلة له ليغمغم بخشونة
– مش عايزين نغلط غلطتنا الاولى ، صدقيني اللي عايزك هيجيلي ويترجاني اني اوافق عليه
اومأت رأسها باستسلام قائلة بنبرة ضعيفة
– حضرتك صح
استأذنته للخروج محاولة جعل نوبة بكائها داخل جدارن غرفتها ، همت بفتح باب مكتبه لتسمعه يتمتم بجمود
– متخبيش عليا حاجه تاني
اكتفت بهزة رأس وسارعت بالخروج من غرفته مزيلة الدموع التي شوشت رؤيتها ، اجهشت فى البكاء وهي تمسد موضع نبضات قلبها التي تأن بألم
لما ينبض الآن ؟ .. لما العذاب مرة اخرى ، لما يميل قلبها لشخص تعلم انه سيؤلمها ، شهقت بذعر حينما استمعت صوت شقيقتها الساخر
– حكيتليه
وضعت يدها على صدرها تهدأ من نبضات قلبها الثائرة لتمتم بعتاب
-جيهان
اقتربت جيهان وهي تتأمل ملامح شقيقتها المتألمة لتسألها باهتمام
-يعني انتي بتحبيه بجد ؟
رفعت شادية رأسها لتلتقط أنفاس عميقة لتعود تنظر إلى شقيقتها قائلة بنبرة مختنقة
-علاقتنا موصلتش للحب بس انا مش هكدب عليكي واقولك اني مش منجذبة ليه ، انا …
اقتربت جيهان وهي تمسك من عضدي شقيقتها قائلة بمكر
– انا قولت الإيطاليين مش هينين اطلاقا خصوصا ان كلامهم معسول
ما تأخذه كلام مثل السابق
تنفست بحدة وهى تحاول اخراجه من نطاق تفكيرها لتسأل شقيقتها قائلة
– هتعملي ايه في مشكلتك
هزت جيهان كتفيها لتقول بوعيد
– هخرب شغله يا روحي ، بس محتاجة وقت لحد لما اعرف ادخل السيستم بتاع الشغل بتاعه
عقدت شادية حاجبيها وهي تتعجب من عدم لجوء شقيقتها لوسائل الإعلام مبررة الصور التي انتشرت كالهشيم
-والميديا وكلام الناس
هزت جيهان رأسها بلا مبالاة قائلة
– يتحرقوا ، اصلا كلهم خرفان معاكي في يوم واليوم التاني يقلبوا ضدك
عدم الاكتراث للدفاع بسمعتها جعلها تنظر إليها باستنكار مردفة
– يعني مش هتطلعي لايف حتي علي الانستجرام اللي عملتيه بأسمي
هزت جيهان رأسها نافية ، حقا آخر ما تهتم لأجله إلى المنافقين الذين أظهروا بشاعة ما يضمروا داخل صدورهم من حقد
بداية من كل زملائها على الساحة الذين أخذوا خبر تلك الصور المزيفة ليبدأوا فى تشويه سمعتها وعن حياتها والى أي مدى تضمر شرا وحقدا لزملائها
هي لا تتذكر انها قابلت منهم أحدا سوي حفلات  التي تقيمها اليوتيوب وتلتقط صورا كذكرى فقط ..  صاحت بلا مبالاة وهي تعبث بهاتفها الاحتياطي لترسل حساب شقيقتها والرقم السري عبر رسالة لهاتف شقيقتها
– مش دلوقتى ، وابقى استخدمي الاكونت بتاعك بمعرفتك عشان محدش يهكره
اهتز هاتف شادية من اشعار رسالة  شقيقتها لتهمس بتردد
– بس انا
تمتمت جيهان بلا مبالاة
– عايزاه تقفليه انتي حرة ، كدا كدا بيجيلك أرباح وبحطها في حسابك كل آخر شهر
فغرت شادية شفتيها بصدمة وهي تنسل الهاتف من جيب بنطالها لتفتح رسالة شقيقتها متمتة
– أرباح ايه ، انتي بتعملي ايه فى الاكونت
زفرت جيهان بيأس ، آخر ما توده الان ان تعلم شقيقتها عن منصات التواصل الاجتماعي وكيفية كسب ارباح من خلالها لتمتم باختصار
-يعني شوية شركات بتتعاقد معايا علي منتجات بروجها وبنزلها على صفحتك
فتحت شادية حساب صفحتها علي هاتفها واتسعت عيناها ذهولا حينما وجدت عدد المتابعين تخطت المليون متابعة ، فغرت فاها بذهول وهي ترى الكثير من الصور ملتقطة خلسة بداية فى مواقع عملها و حديقة منزلهم هذا غير مقاطع الفيديو التي غنتها في منزلهم بالساحل .. رفعت شادية تنظر إلى شقيقتها بذهول
-انتي بتلحقي تعملي كل ده امتي
عدلت جيهان من خصلات شعرها لتقول بثقة
-الحاجات دي محتاجة شخص بروفشنال وانا بروفشنال جدا
تصاعد رنين هاتف جيهان لترتبك جيهان لثواني جعل شادية تهمس
– وسيم
لم تسألها بل تعلم انه لن يكون سواه الذي سيهاتفها فى ذلك الوقت بعد أن استأذن مغادرا منذ ساعة تاركا الأب يتعامل مع ابنته العنيدة
-ايوا
ابتسمت شادية وهي تتوجه نحو غرفتها مغلقة الباب خلفها بهدوء ، زفرت جيهان بيأس وعى تتوجه نحو حجرتها مجيبة على اتصاله ليبادر قائلا ببرود
-لازم تطلعي تتكلمي قدام الناس
ابتسمت بسخرية وهي تغمغم بحدة
– والله الصور باين انها مفبركة ، الناس عايزة تصدق ان دى انا يصدقوا
زفر بيأس وهو يتمتم بنبرة باردة
-انا نزلت خبر على بعض الصفحات الاخبارية ان الصفحات بتاعتك اتسرقت
لما عليها هي أن تدافع عن نفسها دائما
جميع أفعالها يجب أن تبررها للجميع .. حتى .. حتى حينما ظهرت تلك الصور المزيفة لم يهتم أحد سوى أن ينهشوا فى لحمها كطيور جارحة أبصرت بعيونهم الثاقبة فريسة سهلة !!
-وسيم
همست اسمه بيأس لتسمعه يجيبها بصلابة
-وعايزك تطلعي فى البرنامج وتكلمي الناس
اختنقت أنفاسها وهي ممتنة لعدم نهره لها
بل لم يحاول أن يخبرها ان تلك نتيجة اختياراتها الحمقاء ، لانها ما كانت لتندفع فى ذلك العالم لولاه !!
تحشرجت انفاسها مغمغمة
-لا .. مش دلوقتي ، محتاجة أعيد ترتيب حساباتي
استمعت إلى أصوات انفاسه الحارة عبر الأثير لتهمس
– هينسوا يا وسيم
استمعت الي سبة وقحة منه جعل وجنتيها تتوردان لتسمعه يجيبها بحنق
-عارف انهم هينسوا دي لا اول ولا اخر فضيحة يعني نزلت لحد مشهور
صمت غلفهم للحظات لتسمع بعدها صوت وسيم المتعجب
-شادية طالعة لايف دلوقتي على الانستجرام
-بتتكلم جد
-المشاهدات عالية ، واضح بعد الصور اللي نزلت الناس مستنية الرد منك او حد من العيلة
سارعت جيهان بفتح الانستجرام عبر حساب مزيف لتشاهد البث المباشر
فغرت فاهها ولمعت عيناها وهي تسمع لهجة شقيقتها الحاد لترتسم ابتسامة ناعمة على شفتيها وشقيقتها تشبه كـ لبؤة تحمي صغارها من قبضة صياد محترف !!
– انا مش مصدقة كمية الهجوم على اختي والبشاعة اللي وصفتوها بيه ، يعني بجد حاجه محزنة جدا والناس واخدة كمية جرأة كبير ورا شاشات تلفوناتهم لانهم جبنا وميقدروش يقول الكلام ده فى وشها ، كل اكونتات جيجي اتهكرت والصور المسيئة ليها ولسمعتها ده يدل ان فيه حد نيته قذرة بس احنا مش هنسيب حقنا ، وهنلجأ للقضاء عشان يكون عبرة لكل شخص قذر معندهوش نخوة ولا حتى دين
كما بدأ البث المباشر منذ دقائق انتهى فجأة لتتسع عينا جيهان دهشة ثم ما لبثت ان وجدت شقيقتها ترفع صورة لهما معا مدافعة عنها ببعض عبارات تهديدية للعقل المدبر ، لمعت عينا جيهان بمكر
بدأ حسابنا يا ابن الغانم !!
*****
فى مؤسسة الغانم ،،،
وقفت فرح تنظر عبر المرآة بعدما ازالت جميع مستحضرات التجميل من وجهها ، اخفضت عينيها أرضا نحو الشعر المستعار لتبتسم بسخرية
كأن تغير ملامح وجهها ووضع شعر مستعار سيغير من أجلها المحتوم ، تعلم ان نضال دس العديد من الجواسيس في المؤسسة ، وخبر وجودها سيصله عاجلا ام اجلا !!
لم تحظى بالحب
لكن حظيت بعلاقة أخوية وصداقة
تحتاج للشجاعة والقوة لكي تنهي تلك العلاقة السامة .. لن تجعله يدفعها لهوته ابدا
ما زال هناك الكثير لم تراه بعد ، وتبا للحب … وتلك المشاعر التى تجعل النساء تخضع لسلطان جائر
كل ما يهتم به هو غرائزه
ارتجف جسدها حينما استمعت الى صوت ثائر يصيح بصوت جهوري
-ده انتوا عاملين ربطية بقي
أغمضت جفنيها وهي تلتقط انفاسها وتزفر على مهل
يجب عليها أن تستعد بكل أسلحتها .. هدوئها وبرودها كما يفعل هو ….!!!
تفاجئت اسرار من اقتحامه للمكتب لتستقيم من مقعدها قائلة بحدة طفيفة
-نضال
صرفت السكرتيرة بنظرة من عينيها لتنظر اليه بعتاب خفي ، الا ان الغضب المتلبس به اعماه وهو يقترب منها قائلا بخشونة
-وياتري كنتو مخبينها فين
تجهمت ملامحها الناعمة ، وعينيها الزرقاوين حدقت فى عينيه التى تضمر شرا لتقول بحدة
-بطل جنان واعرف انت بتقول ايه
انفجر صارخا فى وجهها
– محدش ليه دعوة بمراتي .. لا انت ولا الحامي التاني ، بس لما اشوفه لينا حساب تاني
تراجعت خطوة من عدائه وحينما همت بالرد عليه .. فوجئت بصوت هادئ يتمتم ببساطة
– دي لو لسه هتفضل مراتك
لمعت عيناه بنظرات مميتة ليسارع بالتوجه نحوها وهو يمسك زندها بخشونة دافعا اياها داخل الحمام الملحق بمكتب أسرار الذى اختبأت به عنه !!
أوصد الباب خلفه ونظر اليها يشملها بعينيه
يتفحصها كليا .. يري اثر غيابه عليها
عيناه تنهشانها نهشا وهو يزمجر بخشونة
– تقصدي ايه بكلامك ده
-منكدبش الكدبة ونصدقها يا نضال ، انت كان ليك اسبابك فى الجوازة دي وكان عندي حق اني اوافق او ارفض .. وقت ما عايزة افضل جنبك هفضل ووقت ما عايزة انفصل… اااااه
صرخة عالية صدرت منها حينما حطت صفعة على وجهها ، جسدها اختل عن توازنه
وايقاع قلبها يطرق جنبات صدرها بقوة تزامنا مع طرقات باب الغرفة التي أوصدها
سحقت فرح شفتها السفلى والرؤية تشوشت أثر دموعها الحبيسة
مسدت موضع صفعته وقرارها للانفصال عنه لن تتراجع فيه
لقد اتخذت قرارها ، عذاب بعده أهون بكثير من جحيم قربه
العينان تطلعان اليها بشراسة
يبدو كـ أسد حصد على وجبة عشاء مثالية لليلته ، فمن أمامه غزالته الشريدة التي تركها تلهو بالقرب من عرينه
لكن أجلها محدد ووقتها حان
لم يعبأ بطرقات الباب وصوت أسرار المتوسل
-افتح الباب يا مجنون ، الموضوع ميتحلش كدا
عيناه وقعت فقط على زوجته
امرأته التى تركته ورحلت عن أرضه
زعزعت جانبا منه لم يظن أنه سيتأثر برحيلها ، غضبه مضاعف
ما عادت فرح كما كانت ، وما عاد هو نضال
كشر عن ابتسامة ذئبية وهو يتمتم قائلا
– قولتيلي انفصال
جف حلقها ، رطبت شفتها السفلى وهي تقف امامه بكل شموخ قائلة كلمة واحدة فقط
-ايوا
كانت كلمتها قاصمة
موجعة لكبرياء رجل لم يعلم معنى أن تتركه امرأة
موجعة لأفتخاره واعتزازه برجولته الجريحة
اختفي المكر ولمعت ذهبية عينيه بالغضب والعواصف المنذرة بشر
-ومين قالك اني عايز أطلقك
وهي … ما زالت على صلابتها المتبقية
ضمت أناملها في قبضتها وقالت بحدة
-انا عايزة
اقترب منها ليقبض علي عنقها … اختنقت انفاسها وجحظت عيناها حينما صاح بغلظة
– وياتري الطلاق بسبب الـ **** ، بتاع شركة الاعلانات
شحب وجهها تدريجيا والضعف الذى يتملكها تحاول لفظه بعنف ، نظرت اليه بلوم شديد وشكه بها جعلها تهمس
– مش من حقك تعرف الاسباب
شدد يده حول عنقها لتغمض فرح جفنيها مستسلمة لموتها علي يده ، طرقت اسرار الباب بعنف وهي تقول برجاء
-نضال افتح الباب ونتكلم بعقل ارجوك
حدق نحو عينيها ، محاولا رؤية عاطفة
ضعف منها
ليتمتم وهو يزيح يده عن عنقها قائلا
-عارفة نفسي اعمل ايه فيكي
أجبر نفسه جبرا على الاعتراف وهو يحدق نحو عينيها الباردتين
– مفيش واحدة اتجرأت تهرب من ايدي ، مفيش واحدة اتجرأت على كدا وتيجي انتى وتعمليها
صفعة قوية وجهت علي حين غفلة ، جعلها ترتمي ارضا .. صرخت بألم
-اااااه
زاد طرق الباب وزاد توسلات اسرار ولم يكلف نفسه عناء للرد عليها
مازال غضبه يتأجج فى صدره لتهمس فرح بألم وهى تحاول الوقوف علي قدميها مرة اخري
-انت المفروض تفهم اني مش عايزاك في حياتي
جثي علي ركبتيه ممسكا بخصلات شعرها ليميل برأسه مسهسا بجنون
– ومين بقي قرر ياخدك بعدي ، بعتي ايه من جسمك عشان يرضي بيكي
انفجرت في الضحك وهي تتطلع الى عينيه التى ازدادت قتامة ، ورغم ما تظهره من لا مبالاة اوجعها
حطمها بقوة .. لا تعلم كيف أحبت شخصا مثله ، مهووس بقتل الآخرين من حوله ، مريض بشكوكه
-وجعتك مش كدا
غامت عيناها بحزن شديد لتهمس بحشرجة
– طول عمرك بتوجعني يا نضال ، بس متخيلتش انك بالقذارة دي
ارتسمت ابتسامة قاسية على شفتيه ليتمتم
– انا قذر فعلا ، عارفة ليه لاني مقتلتكيش بأيدي .. بتستخبي مني وبتتحامي ورا شوية عيال ، فاكراني مش هعرف اجيبك
زاد من قوة جذبه لخصلات شعرها مما جعلها تتأوه بألم هامسة بتعب
– ارحمني بقي ، ارحمني يا نضال
رفع حاجبيه مستنكرا وهو يراها تتخلص من قبضة شعره لتستقيم واقفة وهى تتطلع اليه بغضب وكره شديدين ، صاحت بحدة ممزوجة بقهر خاص بها .. اكتنف حياتها
– فرح اتجوزيني عشان اساعد عيلتك ، وافقت عشان الفلوس ومش عشاني عشان عيلتي ، مكنتش طمعانة فيك .. كل همي عيلتي وبس .. ميمدوش ايدهم لحد  .. واديك شوفت اخر المعاملة محدش فيهم بيرفع سماعة التلفون ويسأل عني
مسحت دموعها التى خرجت دون سيطرة منها ليخرج صوتها مبحوح
-اهلي مبيسألوش فيا ولا بيعبروني .. لطاما الفلوس بتجيلهم لحد عندهم يرفعوا سماعة التلفون ليه ، بس لو الفلوس مجتش يرفعوا سماعة التلفون ويقولوا فين فلوس الشهر اللي بتتكرم انت وبتبعتها رغم انا مطلبتش منك تديهالهم ، فرح كانت مستسلمة عشان طول عمرها ضعيفة ومكسورة ، لانها عارفة لو حاولت تقف في وشك مفيش حد مفيش حد هيكون في ضهرها ويكون سندها
تأملته مليا .. تحاول رؤية صورة ذلك الرجل الذي عشقت فى غرامه
ذلك الشخص الذى ضحت بالكثير من أجله ، انفجرت قائلة بحرقة
– انا اعتبرتك حياتي ، تأقلمت بصعوبة مع شخصيتك المعقدة وقولت اصبر .. الحب هيجي مع العشرة وانت .. اخر تفكيرك بس تشبع شهوتك زي اي راجل
وهو لن يكون نضال الغانم ان لم يلقي تعبيرا ساخرا وقحا !!
– ده على اساس متعرفيش ان الراجل بيتجوز عشان الست تدفي سريره
هزت رأسها نافية لتجيبه
– لا ، عشان عايز يكون عيلة وعزوة
لوي شفتيه وهو يتطلع اليها قائلا بتهكم ساخر
-يعني الراجل يجيب العيال من فين مثلا ، اكيد مش بيجبهم من سوبر ماركت
لم تجاريه فى مزاحه .. ظلت تنظر اليه قبل ان تمتم
– كل مرة بتزيد قسوة وانا تحملت حتي لحظات جنونك ، بس لما جت شمس وشوفت معاملتك معاها اطمنت ، قولت جواه انسان مش حجر ، بس واضح وش الحجر عليا انا بس
هسهست بحنق بالغ
– بتستقل بيا دايما وبأي خطوة فى حياتي
رفع كف يده قائلا بمقاطعة
– لا استوب هنا ، انا معترضتش انك تكملي جامعتك ، قولتلك بس شغل الموديل مينفعش معايا
رفعت احدى حاجبيها لتسأله ببرود
– والسبب ؟
غمغم بجفاء وقسوة
-حرم نضال الغانم متشتغلش رقاصة قدام الناس
انفجرت تضحك وهى تحدق الي عينيه التي تنظران اليها بعبوس ، لتقترب منه قائلة
– بس انا كنت رقاصة بالنسبة ليك لما اتجوزتني عرفي يا نضال بدون علم حد من عيلتك ، لولا شمس مكنتش هتفكر حتي تتجوز رسمي مني او من غيري
وآخر قنبلة موقوتة فجرتها فى وجهه
– بفضل ابلبع براشيم زفت منع حمل واستخدم كذا وسيلة عشان سيادتك مش عايز طفل ، وانا زي الساذجة وافقت .. بس بجد انا تعبت
صاحت بانهيار شديد وهي تتذكر النساء اللاتي من حولها وقد تزوجن اوشكن على وضع حملهن
– عايزة اعيش حياتي يا نضال ، يكون ليا اسرة واولاد مني انا .. ولو انت مش عايز سبني اجيب انا من حد … ااااه
لطمة قوية وجهت لخدها وتلك كانت القشة الاخيرة
بطاقته الاخيرة التي احرقها
تطلعت الي عينيه المظلمتين لينفجر فى وجهها قائلا بخشونة
– لسانك يا فرح ، لسانك هقطعه لو فكرتي بس .. تفكري فى ***غيري ، قسما بجلالة الله لأدفنه اللي يفكر يقرب منك
نظرت اليه بملامح واجمة ، صاحت ببرود
– طلقني يا نضال لأني بجد قرفت منك
*****
فى صالة الالعاب الرياضية،،
احتدت انفاس سرمد وهو يعيد اتصاله بها للمرة … هل تخطت الخمسون خلال اليوم أم خيل له ؟!!
القي هاتفه بحدة داخل حقيبته الخاصة ليلتفت نحو صديقه غسان الذي يضع المنشفة حول عنقه
-لا تجيب على اتصالاتي
اكتفى غسان بضحكة متهكمة لينزع المنشفة من حول عنقه ملقيا اياها فى وجه صديقه قائلا بحدة
– بعد تلك الليلة مع والدها من المؤكد انه سيغلق الابواب امامك
شتمه غسان بلغة الام لينظر اليه سرمد بحنق وهو يرمي المنشقة الخاصة بصديقه أرضا ، ليتمتم بحدة وهو يخرج قميصه النظيف ليرتديه على عجاله قائلا
-اللعنة .. لما لم يتفهم
هبط غسان مناولا منشفته ليقول بحدة
-يتفهم ماذا ، اللعنة عليك يارجل .. أظهر عرقك الشرقي هذا من دمائك الباردة
عض سرمد على نواجذه غيظا ليتمتم بحدة
-لا وقت لسخافتك غسان
هز غسان رأسه يائسا ، العرق الاوروبي ما زال بداخله رغم جينات والدته العربية ،تأفف وهو يستدير إليه قائلا
-إذا  مكان الرجل يوما ورأيت رجلا يحوم حول طفلتك يقوم باغواءها ماذا ستفعل؟
تخيله انه ينجب فتاة من برتقاليته جعل حمم بركانية تثور فى اوردته ، ثم ملامح شخص باهتة يحاول التقرب من ابنته المستقبلية جعل عرقه الشرقي يهمس بقسوة
-سأقتله
حدق غسان بلا مبالاة إليه ، لن يتعجب من ازدواجية شخصيته ، فهو يعلم صديقه منذ سنوات .. تمتم ببرود تام وهو يغلق حقيبته
-إذا لا داعي الآن للعبوس والتذمر ، حاولت ان الطف الاجواء لكن صراحتك تلك تحولت لوقاحة والرجل مهما كان مهذبا ورحب بضيافتنا الا انه بالطبع لن يصمد على كرامته وشرفه
مرر سرمد أنامله على خصلات شعره الندية ، أيام … أيام طويلة بدت كسنين لم يري برتقاليته .. حتى أنها توقفت عن الذهاب للعمل ، وصفحتها أوقفت بنشر أي صور او مشاركة اي مقاطع فيديو بعد ان علم بعض اللغط الذي ساء بسمعة شقيقتها
لكم الحائط بجواره وهو وشوقه لها اضناه
بات لا يتحكم فى اعصابه ، بدت كشئ أدمن عليه شخص وثمل حد النخاع
صاح بحنق وعينيه تطلقان شررا ناريا
– اللعنة ، أنا بت لا استطيع الانتظار غسان ، اريدها .. حقا اريدها ، وارغبها بشدة
زفر غسان بيأس ، فكرة عودتهم لوالدها سيئة للغاية بعد الانطباع الأول الذي تركه له
انه شخص هوائي ، لعوب .. يحتاج للزيارة الثانية أن يكون الرجل أكثر هدوءا بعد أن طردهم شر طردة من منزله
سحب حقيبته ورفعها على مرفقه ليميل إلى صديقه هامسا بخبث
-هل تحتاج لمن تطفئ رغباتك القذرة ، أخبرني اعرف نادي ليلي يوجد به نساء سترغب بالبقاء فيه الى الابد
لكزه سرمد بغيظ وهو يلمح بعض نظرات الرجال في حجرة التبديل المتشككة لهم ليقول
– اصمت يا غبي ، لا وقت لي لتحمل حماقتك
تلاعب غسان بحاجبيه هامسًا بقذارة
– انسي تلك المرأة وخلال ساعتين سأجلب لك خبيرة تستطيع ارضاء ذوقك المتفرد
ضم سرمد قبضة يده ليرفع يده قائلا بتهديد صريح
– غسااااان
عيناه تقدحان شررا ، لا عبث مع الشيطان الان
لم يهتم بنظرات الجميع بل التفت له ليقول ساخرا
– ماذا ، لا تقول ان نفسك عافتك عن النساء
احتدت انفاس سرمد ليسارع بحمل حقيبته ويلقيها في وجهه الا انه تفادها بسهولة غامزا بعينه ليخرج من حجرة التبديل عازما على الخروج للخارج ..
سبه سرمد بحدة وهو يسارع بالتقاط حقيبته ليتوجه للخارج وهو يلقي لعنات وسبات الا ان غسان لم يكترث بالرد عليه
عيناه مسلطة على الناعمات داخل الصالة الرياضية وملابسهن المثيرة لأعصاب أي رجل حار الدماء  .. وقعت عيناه على امرأة لم تحاول التودد له كالكثيرات ولا كالفتيات اللاتي ينظرن إليه من أسفل رموشهن متحركة كحمل وديع نحو آلة رياضية ليقول بنبرة ماكرة
-انظر .. انظر الى ذلك الغزال
اتسعت عينا سرمد شقاوة ليهمس بمكر
-ستسبب فى طردنا يوما وادخالنا خلف القضبان
تأمل غسان قد المرأة وهو يلاحظ ملامحها تبدو مألوفة نوعا ما ليعض على شفته السفلى بحسية قائلا
-رغم نحافتها إلا أن هناك بعض الأشياء ستجعلك تصرف نظر عن ما ترغبه
القى سرمد نظرة فضولية نحو المرأة التى جذبت انتباه صديقه ، لن ينكر نحافتها الا ان قال بنبرة ماكرة
– مثل
مرر غسان أنامله في خصلات شعره قائلا بوقاحة
– انت تحب الساقين ، حسنا انا احب الجسد بأكمله
ألقى غمزة خاصة نحو صديقه ليتمتم
– تعلمت هذا منك يا ****
ألقى حقيبته أرضا وقال بنبرة متسلية
– سأبدأ بمغازلتها
قلب سرمد عينيه بملل ، لا يصدق ان صديقه يصل به استفزازه لذلك الحد !!
ابتسامة طفيفة ظهرا على شفتيه ليصيح قائلا ببرود
– أن ظهر أنها برفقة رجلها لن أدافع عنك
لم يكترث غسان للرد عليه بل عيناه متجهتان صوب هدفه ، ابتسم بنعومة وهو ينظف حلقه قائلا بلهجة مصرية
– مرحبا
تجهمت ملامحه فور أن رأى الفتاة لم تكترث له اطلاقا بل عينيها تحدقان بتوتر نحو هاتفها ، مال بالقرب منها هامسا بنبرة رخيمة
– انسه
جزعت الفتاة حينما اكتشفت المسافة الضئيلة التي بينهما ، رفعت عينيها البنيتين محدقة نحوه قائلة بتعجب
– بتكلمي انا
ابتسم غسان بهدوء وعينيه تقيم جسدها النحيل ليقول بنبرة ناعمة
– ايوا حضرتك ، معلش علي الازعاج بس تعرفى اقدر احضر دروس اليوغا فين
فغرت شفتيها بصدمة سرعان ما نظرت الى هاتفها الذى رن بأشعار رسالة ، توردت وجنتيها ما ان رأت رسالته المقتضبة مخبرا اياها انه سيأتي ، حاولت نفض أى أغبرة وردية من حولها لتنتبه نحو الرجل الوسيم الذى امامها متحدثة بلكنة مصرية ثقيلة قليلا على لسانه لتقول
– للاسف انا مش مدربة فى الجيم ، تقدر تسأل أي حد تاني
تفرس غسان النظر الى ملامحها وهو يشعر ان تلك المرأة رآها سابقا ، رغم أنها لم تبادر في ايقاعه لشباكها وأن عينيها منصبة على هاتفها قال بهدوء محاولا ان لايد يخسر ذلك التحدي مع صديقه الذى لم يترك فتاة في أي مكان عام وأن تودد اليها الا والتصقت به كالعلقة
– انا اسف على ازعاجك لكن بس حقيقي حاسس اني شوفتك قبل كدا
توردت وجنتيها من أثر نظراته الجريئة لتهز رأسها نافية
– لا مظنش
ملامح انثى ناعمة كتلك لن تغادره مطلقا ، يحاول استرجاع أين رآها قبلا !!
لم يراها في غربته هو متأكد من ذلك ، هو رآها على التلفاز .. نعم .. نعم رآها على التلفاز فى مسابقة عن العاب الاولمبياد وكانت الوحيدة العربية التي اشتركت فى مجال لعبة …!! تبا لا يتذكر حتى ما اللعبة التي مارستها ، مرر أنامله في خصلات قائلا
-لا لا انا متأكد ، شوفتك قبل كدا .. بتلعبي رياضة
اتسعت عينا وجد وقد تفاجأت من وجود شخص متابع للعبتها فى النادي والمسابقات التى تقدمت من اجلها لتهمس
– تقصد تنس ، ايوا فعلا انت مشترك فى النادي
نعم التنس ، صاح عقله ظافرا حينما علم لعبتها .. وما تبقي الآن هو اسم قطعة الحلوى التي أمامه، جاهد التحدث باللهجة المصرية
– لا بس حضرتك بطلة ، بتعرفي تلعبي كويس جدا
توردت وجنتيها واجابته بهمس ناعم
– شكرا ، مكنتش متخيلة ان الاقي ناس متابعة الرياضة خصوصا زي التنس
لمعت عينا غسان وهو يجيبها بنبرة غامضة
– صدقيني انا اكتر شخص بهتم بالرياضة وبشجع الرياضيين جدا
ازداد امتقاع وجهها تحت اثر ذلك الرجل الدخيل فى حياتها ، رن هاتفها مما جعلها تهمس للرجل الوسيم بنبرات معتذرة وهي تبتعد عنه عدة خطوات  لترد على المتصل بتلهف
– عاصي انا قولتلك مفيش داعي انك تيجي ..( اتسعت عيناها ذهولا لتمتم ) ايه !!
استشعرت بذبذبات خطرة من حولها لترفع رأسها نحو اتجاه معين لتراه واقفا على بعد مسافة ليست بعيدة … ونظرات عينيه كفيلة جدا لمعرفة انها تلك الليلة ميتة لا محالة !!
من على مسافة كافية وقف سرمد مشاهدا للمسرحية التي بدأت تزداد حماسا بعد دخول بطل آخر للعبة ، استشعر نظرات صديقه لينظر إليه بتسلية شديدة وهو يخبره انه فشل فى ذلك التحدي الطفولي الذي أقامه ، عبس ملامح غسان وهو يرى صديقه يشير له ان اصبح في عداد الموتى !!
تلعثمت وارتبكت وهي ترى ملامح وجهه القاسية لم تلين ، ليتقدم نحوهما بخطوات متمهلة كانت لكل خطوة رسالة تهديد ووعيد لها .. تقدم قائلا بابتسامة قاسية
– مساء الخير
القي عاصي نظرة مميتة نحو ثيابها الذي لم تدع الرائح والغادي إلا رأى ما يسره ويعجبه واولهم الذي امامه، يكاد يأكلها بعينيه وهي تقف امامه كعذارء صغيرة لا تدري مكر الثعلب أمامها !!
استشعر غسان الخطر على نفسه والنية السيئة التي يضمرها الرجل له ، هل عبث مع فتاة مرتبطة ؟! تأكد هو من عدم وجود خاتم في اصبعها .. لكن بالنهاية هو عبث مع فتاة تخص رجل غيره … اجلي حلقه وهو يبتسم ابتسامة مهذبة
– مساء النور
تقدم عاصي منه مخبئا بجسده الضخم اميرته الناعمة عن عيني الرجل ليقول بصوت أجش
– مين الكابتن
همت وجد بمجادلته عما قام به … لما يخبئها ويتعمد أن لا تظهر فى الصورة !!! ، ابتسم غسان بحرج حينما استعرت النيران في عيني الرجل الغيور ليقول بابتسامة لطيفة
-غسان .. غسان الشامي ، بطل رياضي
مد يده كمبادرة سلام .. تصافحا الرجلان ورسالة الغيور كانت وعيدية
تخبره الا يعبث بامرأته الخاصة ، اصابع عاصي اشتدت بقوة وخشونة قابلها ابتسامة من غسان وهو يلعنه فى سره ليجز على شفتيه مائلا برأسه نحوها قائلا
-وياتري الكابتن عايز ايه
نظرت وجد نحوه بعبوس أثر نبرة صوته المتشككة لتشيح رأسها للجهة الأخرى ، مما جعل غسان يجيبه
– ابدا ، كنت ببدي اعجابي للانسة من خلال لعبها فى التنس
ارتفع حاجبي عاصي لثانيتين قبل ان يلتفت الي وجد قائلا باستنكار
– والله!!
والماكرة صاحبة العينين الداكنتين تخلت عن صمتها وخصامها الطفولي لتمتم
– عاصي افهم بس انا
اشار بعينيه للتوقف لينظر نحو الرجل قائلا بجمود
– طيب عن اذنك ، انا وهي ورانا مشوار
اختتم عبارته ليهمس بنبرة خاصة
– لمي حاجتك ولينا كلام تاني يا هانم
تلون وجه وجد بالحمرة من فرط الغيظ والخجل لتسارع بالتوجه نحو غرفة السيدات وهى ترغي وتزبد … اتبعها حارسها الخاص ليكون بالقرب من نطاق مكانها غير ناسيا ان يرشق غسان بنظرات نارية متوعدة !!
هز غسان رأسه غير مصدقا الرجل الذي أمامه ، تنهد زافرا براحة حينما وجد الرجل لم يقم بتحطيم جسده او تشويه وجهه الوسيم … استمع الى ضحكات ساخرة صدرت من صديقه الذي تمتم بمكر
– لم يقم بتحطيم وجهك
صمت سرمد لبرهة حينما رأى الغضب في عيني صديقه ، ليضربه غسان علي مرفقه قائلا
– لكن يبدو أنه هو من سيقوم بتحطيم وجهها
مال سرمد هامسا بمكر
-أو عظامها اللينة
اتسعت عينا غسان ليصيح بغيظ
– أيها الماجن ، هل كنت تتلصص النظر عليها ؟
انفجر سرمد ضاحكا وهو يستمع الي شتائم صديقه بلغته ولغة الام الخاصة به ، ليهز رأسه يائسا وهو يعيد النظر نحو هاتفه … يعيد وصال لرؤية برتقاليته الممتنعة عنه
زفر بحدة وهو يعيد الاتصال …. ثم يهددها برسالته
ليجبرها على رؤيته ، هو مجنون ومتهور وسيتخذ جميع الوسائل لاضعافها واربكاها
سيتخذ جميع السبل والطرق لترضخ له وتستسلم لسلطانه !!
اتسعت عيناه غير مصدقا حينما إجابته ليهمس بصوت بخشونة ، أثخنته العاطفة و غلبه الشوق لرؤية محياها
– شادياااه
زفرة حارة خرجت منها استمعه عبر الأثير ، صوتها المضطرب نبأه انها ليست بخير
تلك المرأة الناعمة ، ذات مخالب شرسة ، مفرطة المشاعر ، صعبة المراس تمر بحالة ليست اصعب منه ، حشرجة خرجت منها جعله متيقظ ومتأهب وهو يحاول تكهن المكان الهادئ الذي حولها
– سرمد .. ارجوك توقف عن … لا فائدة ، سأغلق
قاطعها بزمجرة شرسة وأمر قاطع
– ان اغلقتي الهاتف اقسم انني سأكون أمام بوابة منزلك ولن ابرح مكاني وان ركلنى والدك
شهقة خفيضة خرجت منها ثم تبعه توتر وتلعثم … لتهمس
– سرمد ، حقا لا وقت لجنونك.. انا لا استطيع مقابلتك ..نحن نمر بظروف سيئة
ران الصمت بينهما للحظات .. صديقه ينظر إليه عابسا وهي تغمض جفنيها يائسة تهدأ من ضربات قلبها … صدر ضجيج من حولها ليعبس سرمد قائلا حينما استمع الى اصوات ابواق السيارات
-لكن الأصوات القادمة منك تخبرني انك لست فى المنزل
زفرت بيأس وهي تترجل من سيارتها لتمتم بعفوية
– هناك بعض الملفات اقتضى علىّ أن أذهب لأراها في مكتبي قبل صباح غد
لم يكن يريد أن يوضح لها انه يعلم انقطاعها عن العمل منذ يوم الرحلة ، لذلك سألها بهدوء
– ألم ينتهي دوام عملك؟
صعدت الدرج لتفتح باب الشركة بمفاتيحها الخاصة لتجيبه بيأس من كثرة أسئلته واجاباتها المبررة له والتي بعفوية منها تعطيه اخبار تحركاتها
– سرمد انا لا اذهب الي العمل ، سأجلب الملفات من مكتبى و سأعود للبيت وارجوك .. تعقل .. ارجوك
تمتمت بها بتوسل منعش لقلبه ، وهو يسمع هذا التوسل الناعم منها
تنهد زافرا بحرارة وهو يغمغم
ما تركتك وما رحمتك يا شادياااه حتى تثملين من نفس الكأس الذي ثملتيني منه ، اغلق الاتصال وهو يشد الرحال لرؤيتها ليستمع إلى صوت صديقه المتعجب
– مهلا يارجل الي اين ستذهب
القي غمزة ماكرة وهو ينظر الى هاتفه محددا موقع عملها عبر تطبيق هاتفه ، لحسن حظه ان المكان من الصالة الرياضية حتى شركتها لا يبعد سوى مسافة قصيرة !!
قال بنبرة متعجلة
– إليها بالطبع ، تستطيع اللحاق بي .. اجمع اشيائك وجهز سيارتك .. انت تعلم مكان عملها

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد