Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نرمينا راضي

شعور جديد مضطرب يتغلل قلب تلك الثرثاره المرحه…
إنه مايُسمى بمعذب القلوب ورغم ذلك لا يخلو قلب من فيضان العشق…
“أُحبك” ذاك اللفظ الذي نطق به أكرم واعترف قلبه بوقوعه في عشق روضه..”الثرثاره المرحه”
نعم..أحب أكرم ثرثارتها المستمره…صوتها النشاذ عندما تغني..أفعالها الحمقاء والمضحكه…أحب كل شيءٍ بها..عشق روحها الطيبه ووقع قلبه في غرام بساطتها..
ولكن…هل أحبها عقله!!…هل عقل أكرم أيد قلبه على ذاك الحُب !
عزيزي..لن يكتمل مسمى الحُب مادام يوجد اضطراب واختلال بين قلبك وعقلك..
وهذا ماشعر به أكرم على عكس تلك المراهقه ذات السبعة عشر عاماً…التي وقعت في حُبه منذ أول وهله..!
تآمرَتْ الأحاسيس في نفس أكرم نسجها.. ظلت تتخبط مشاعره بعد اعترافه لروضه.. 
لم يعلم أيّ نوع إليه تنتمي تلك الأحاسيس.. 
عجز أيَّما عجز عن فهمها وتحليلها.. لا يعلم ربما أيضًا مصدرها..أو…أو لنقُل ربما لا يريد أن يفهمها.. أو يُجهد نفسه في تفسير مكنوناتها..
لكنه أقرُّ باضطرابه في نفسه..وتخبُطه في مشاعره..
أردف أكرم في نفسه بأَسَى 
— Why can’t I forget you, Irma … Cursed this on my mind … Cursed you, Irma .
لِما لا أستطيع نسيانك ايرما..اللعنه على عقلي هذا..اللعنه عليك ايرما..!
بينما روضه ظلت تختلس النظرات من وقتٍ لآخر وهي تبتسم برّقه ملحوظه لم تعهدها من قبل ثم أخفت ابتسامتها سريعاً عندما وجدت أنظارهم معلقه عليها..
ولكن ابتسامتها كانت مُلفته نوعاً ما لكلٍ من ريناد التي كانت تبتسم لكلاهما بحُب..كأنها تعود بمخيلتها للوراء…لتسترجع ذكرياتها الجميله مع رجُلها..وعشقهما المصحوب بالعنف والقسوه تاره…والحنان والشغف تارةٍ أُخرى
أما حمزه صوب نظراته على كل إنش بوجه طفلته ومدللة قلبه..دون أن تعي أنه يتأملها..ظل يبتسم بخفوت وهو يحفر بأطيان قلبه..ملامحها الطفوليه التي آسرت قسوته وجعلت الجِنّ بجبروته وهيبته يخضع لتلك التي تصغره بـ أربعة عشر عاماً..
عشقها للجنون..تمنى لو أن كل مايحدث مجرد كابوس وقريباً سيستفيق منه..وهو يستنشق عبير عُنقها الآمارلسي..ويحتضن صغيرته التي لم يراها إلا دقائق منذ أن هلّت لعالمنا..
تنفس حمزه بعمق وهو يغمض عينيه يحاول المام شتاته..لينجح فيما هو مُقدم عليه 
طرق بأصابعه على المكتب بهدوء ليردف بصوت جهوري جعل ثلاثتهم ينتبهون له 
— اسمعوني كويس….أكرم..
Akram … listen to me well
أكرم.. أنصت لي جيداً
وجهوا ثلاثتهم أنظارهم له بإهتمام… استطرد حمزه حديثه بتأني قصاداً تلك المره أكرم
“الحوار مترجم”
— من اليوم فصاعداً.. ستعيش في ڤيلتي الخاصه وسأبعث معك.. مترجم للغه المصريه.. وسيتم تعليمك اللغه العربيه جيداً.. حتى نبدأ بعد ذلك فيما سأخبرك به لاحقاً عن كيفية استدراج والدك والإيقاع به في فخي… فخ الجٍنّ.. أفهمت ما أعنيه! 
هزّ أكرم رأسه بهدوء.. وبدت على وجهه علامات 
الشَجَن والحسره حينما يتذكر أفعال والده التي أخبره بها حمزه 
تنهّد أكرم بحزن مردفاً 
— حسناً… سأفعل ما تريد… ولكن.. لي عندك شرط لأُنفذ رغباتك 
امتعض وجه حمزه قليلاً.. فمن هو ليُشرط عليه شئ!.. من يستجرأ ويفرض على الجِنّ شئ أياً كان! 
مسح حمزه على وجهه بهدوء ليأومأ قائلاً
— تفضل.. ما هو طلبك؟ 
تنهّد أكرم ليجيب
— أُريد رؤية أبي والحديث معه قليلاً بعد أن نلقي القبض عليه… لا تؤذيه قبل أن أحادثه وجهاً لوجه 
لم ينطق حمزه بشئ.. فالجن بذكائه وجبروته يدرك جيداً ما سيطلبه منه أكرم..
نظر له حمزه بجمود وبرودٍ قاتل.. فساد التوتر للحظات بينهم.. حتى أن روضه خافت من نظرات حمزه.. وريناد دبّ الوجل جسدها.. فقد عاشت تلك النظرات من قبل و تعلم جيداً ماذا سيحدث بعدها.. 
ولكن فجأهم حمزه بهدوءه المميت وهو يمطّ شفتيه بملل قائلاً 
— حسناً.. سأُنفذ لك طلبك… ولكن أبيك سيتم معاقبته بطريقتي الخاصه 
أكرم بإيماء وهو يبتلع ريقه بتوتر 
–حسناً… إفعل ماشئت… المذنب يستحق العقاب
تدخلت ريناد في الحديث لتتجه نحو حمزه ثم جلست على فخذيه دون خجل منهم.. ابتسم لها حمزه بحنانٍ وحُب ليحيط خصرها هامساً
— مالك ياطفلتي… حاسه بإيه ياحبيبتي… ايه اللي موترك كده ياروحي
ابتسمت ريناد بحُب على كلماته العاشقه لها والتي اشتاقت لها بشده… أحاطت وجهه بيديها الصغيره لتهمس بخوف قليلاً 
— حمزه… أنا… أنا.. 
حمزه بإيماء وابتسامه رقيقه يحُسها على الحديث
تابعت ريناد بتوتر
— حمزه.. أنا.. عاوزه أشوف.. بابا.. عاوزه اشوف مين هو اللي خلفني ورماني وهرب.. عاوزه أعرفه واتكلم معاه ياحمزه.. وأكيد ماما معاه.. فهشوفها هي كمان… بصراحه وحشتني.. حمزه.. أرجوك وافق 
نظر لها بعيون مستنكرة و وجه عابس و زاد تقطيب وجهه ثم بدأ عبوسه يتحوّل لغضب عارم ليهتف بحِده وهو يضغط على ذراعهها حتى كاد أن يمزقه إرباً في فولاذيته
— انتتتتي بتقوووولي ايييييه… دددده مش ابووووكي… متقوليييش علييييه بااابااا تااااني.. ده واااحد مجررررم.. خااااين.. أب بالاسمم بسس.. ابووكي اللي رباااكي.. هوو اللي يتقاااله باابااا.. منيير الرفااعي ابووكي الحقيقي… المجرررم ددده لوو جبتي سيررته تاااني.. هقطعلك لسااانك يااريناااد… سااامعععه… هقطعللك لساااانك 
صرخت رينااد بتألم من قبضة يده الفولاذيه.. وارتجف جسدها بخوفٍ وهلع شديد.. حتى شعرت بأن انفاسه ستنقطع من شدة الرُعب.. 
أماا أكررم وروضه ظلوا يحدقون فيه.. تحدق الخائف المذعور.. نظرت روضه لـ أكرم نظره ذات مغزى.. كأنه تقول له 
“أغث شقيقتك من جحيم الجِنّ” 
ولكن أكرم شُلت أوصاله وارتعب بشده من هيئة حمزه التي صارت كالسِباع الجائعه.. 
فهتفت روضه بغيظ 
— ابييه حمززه… لوو سمحت متزعقلهااش كدده.. حراام علييك.. مش كفايه انت سايبها مبتسألش فيهاا وهي جاتلك لحد عندك وكماان بتزعقلها.. ايه الرعب اللي انت معيشهولها ده.. ده مش حُب.. ده مراار طاافح على دمااغك 
اصطكت أسنان حمزه بغضب شديد من تلك الثرثاره المتمرده.. فهتف بصرااخ 
— برااااااا… اطلعوااا برااا انتواا الاتنيين.. خدديه واستنواا عند النقيب أحمد.. يلااا 
روضه بتأفف وعدم اكتراث
— ياادي النيله على أحمد واللي جابو أحمد..
نظرت لـ أكرم الذي كان ينظر لحمزه بغيظ مصحوباً بالخوف
. ثم جذبته من ذراعهه للخارج وهي تتمتم بحنق
— رجااله اخر ززمن… عاملين نفسهم بيحبواا وهماا ميعرفوش يعني ايه حُب أصلاً.. لاا ظاابط بجد
.. الداخليه مقويه عضلااته 
وصلت ثرثرتها لآذان حمزه فأغمض عينيه بنفاذ صبر ولكنه تغاضى عن ذلك بعد أن خرجا كلاهما وأُغلق الباب… وبقي الجِنّ وطفلته… ! 
ترك حمزه ذراع ريناد وهو يتأفف بغضب ..احتوت ريناد ذراعيها بيدها وظلت تمسد عليها برقه من شدة الألم… حتى أن يد حمزه تركت علامات حمراء بذراع ريناد
وقف حمزه بطوله المهيب ومنكبيه العريضين كالوحوش… مولياً ظهره لريناد.. ثم اخرج علبة سجائره وقداحته.. ليُشعل سيجاره.. ثم ظل ينفثها بغضبٍ جامح مكوناً سحابه سوداء فوقه… فبدا مريباً بحق…! 
أردف ببرودٍ مميت
— انسي اللي حكيته عن سامح.. مسمعكيش تجيبي اسم المجرم ده تاني على لسانك.. مفهوم !؟ 
لم تصله أي إجابه..فقد كانت ريناد تبكي بصوت مكتوم حتى أن الرؤيه بدت تتلاشى رويداً من مقلتيها لكثرة البكاء..
ظل حمزه ينفث دخانه يشراهه غير مكترث لبكائها وكأن الجِن عاد لفَظَاظَته..
بينما ريناد مسحت دموعها ثم استجمعت شجاعتها…لتندفع نحوه تكيل له اللكمات في ظهره بقبضتها الصغيره وهي تصرخ
— انتتت ليييه كددده…ليييه بالقساااوه دددي..انتت لييه غرريب ومش مفهووم..مبقتش عاارفه انت بتحبني ولا بتمثل عليا الحب
توقفت لتتنفس بعمق وهي تبكي بينما حمزه لم يتزحزح من مكانه كأن شيئاً لم يكن..
اتجهت ريناد لتقف أمامه..فبدت مثل الطفله تماماًك أمامه كعادتها… رمقها حمزه ببرود دون أن ينطق بشئ..
أما هي همست بضعف 
— انت ليه كده…ليه مبتكلمش معايا براحه..ليه دايما تصرخ وتزعق فياا..حمزه انت زهقت مني..! رد عليا لو سمحت…معتش عاوزني!!…انت فعلاً اجوزتني عشان تنتقم صح!…قول صح ياحمزه متكذبش…ده بيبان وقت عصبيتك..بشوف كرهك ليا في عينك..
تأملها حمزه قليلاً بحزن بدا على ملامحه…ثم ألقي بسيجارتها تحت قدمه…ليقوم بجذبها من يديها برقه..ثم جلس على المقعد ليُجلسها على فخذيه كما الأطفال…
مسح لها دموعها ثم قبلها من جفونها ليبتعد هامساً
— مستحيل أفرط فيكي…أنا معنديش عيله..انتي عيلتي ياريناد…هكرهك ازاي وانتي نفسك ده هو اللي معيشني…هكرهك ازاي بس ياطفلتي 
تنهدت ريناد بعمق لتجيب بهمس مماثل 
— ليه دايماً بتتعصب عليا…ليه بحس انك متجوزني مصلحه 
حك حمزه جبهته بنفاذ صبر ليهتف بضيق 
— ممكن متقوليش الكلام السم ده تااني…مش الجن اللي يتحامي في نسواان…مش جوازي منك اللي هيجيب ساامح على ملااا وشه..لاا ياارينااد..مش هكذب عليكي…ده كان هدفي فعلاً بس مكنش جواز مصلحه…كنت هعرف زفت سامح انك معايا بس مكنتش هخليه يمس شعره منك..وبعدين اللي حصل إن حتة عيله زيك طايشه لا رااحت ولاا جاات..تخليني أحبها لدرجة الإدمان..وتيجي انتي بمنتهى البرود تقوليلي اشوفه واتكلم معاااه !!
ريناد بدموع وخوف 
— اشمعنا…اشمعنا هتخلي أكرم يقعد معاه لما تقبض عليه 
وصل غضب حمزه لذروته من طفلته الحمقاء…لم يتمالك نفسه فضرب بيده الصلب على المكتب أمامه مما جعل ريناد تنتفض بخوف وتبتعد عنه وهي تنظر له بوجل ورعشه…هتف حمزه بغضب
— عشااان أكرررم مش مسؤووول مننني…عشااان انتي مراااتي يااريناااد…مسؤووله منني انااا…لوو اتمست شعره منك ولا لو جرالك حااجه اناا ههد العاالم باللي فييه…عشااان ببساااطه انتتي بينضحك علييكي بسهووله…طفلــه يارينااااد انتتي طفلــه…يعني المجررم الكلب ده ممكن بكلمتين يستعطفك ويوقفك في صفه…وسااعتهااا هتخسرري حمززه يااريناااد
همست ريناد ببكاء 
— انت هتبقي معايا..مش هتسيبني معاه لوحدي..انت هتبقي معايا تحميني ياحمزه…انا بس عاوزه اعررف ليه عمل كده..عاوزه اشوفه ولو مره واحده…عاوزه احس..إن…إن كان ليا أب…حتى لو قاتل…بس إسمه أب ياحمزه 
تلاحقت انفاس حمزه بغضب ليتابع هاتفاً
— وأنااا رووحت فيين…أناا ابووكي ياارينااد..إنتي ملكيش غييري يااغبيه انتتي..افهممي بقااا..الرااجل دده مفيش في قلبه ذرة رحمه..ولااا حتى أممك..الإتنين شاركوا في جراايم قتل بالألوفاات..استووعبي بقااا بعقلك اللي تاعبني ده 
تأملته قليلاً بخوف من هيئته المرعبه…مسحت دموعهها بحركه طفوليه شقت قلب حمزه من الألم فأغمض عينيه بيأس وقلة حيله 
همست ريناد
— هو انت لما تقبض عليه…هـ…هتقتله ؟
رمقها بفتور ليجيب 
— ميخصكيش…شغلي ملكيش دعوه بيه يارينااد..انسي الرااجل ده خاالص…انا عرفتك حقيقتك بس عشان متكونش فيه حاجه مستخبيه عليكي…لكن إنك تشوفيه…إنسي…مستحيل 
تأملته لوهله…ثم قالت بإيماء 
— حااضر..اللي تشوفه ياحمزه…ممكن أمشي بقا عشان ميعاد خروج بنتي من الحضانه انهارده !
مسح حمزه على وجه بيأس ثم تتفس بعمق ليقوم بجذبها من خصرها برقه…ثم احتواها بين ذراعيه معانقاً اياها بقوه ممزوجه بالحنان الشديد…مما جعل ريناد تفقد السيطره على نفسها لتبكي بشهقات قويه مزقت قلب حمزه 
أغمض عينيه بغضب وألم من نفسه…فهو أخطأ عندما عاد لجبروته أمامها وأخافها بتلك الطريقه وهي ليس لها أي احداً قد تلجأ اليه…
أخذ يسب نفسه في صمت على حماقته وتعصبه عليها..تنهد بحزن ليطبع قُبله عميقه على شعرها…ثم ظل يمسد عليه برقه وهو يهمس 
— ششش…بطلي عيااط…أناا اسف ياريناد..اسف ياطفلتي…حقك عليااا…غصب عني معلش 
ابتعدت ريناد عنه بتهور لتقوم بتكيل اللكمات في صدره وهي تصرخ وتبكي بجنون
— اسسسف…كل مرره بتخوفني مننك يااحمززه…كل مرره بتتحوول مييت دررجه وتخليني اترعب وتقولي غصب عننني…لااا يااحمززه…انتت قااصد تعممل كدده…قااصد تخووفني مننك ياحمززه…ليييه كدده…ليييه 
احتواها حمزه ثانيةً حتى شُلت ضرباتها…فااستكانت ريناد على صدره وهي تبكي 
ظل حمزه يهدهدها حتى هدأت قليلاً…ثم أبعدها عنه ليحتوي وجهها برقه هامساً
— أنا عمري ماضعفت قدام حد غيرك ياريناد…أنا خاايف…خاايف اووي يارينااد 
رمقته ريناد بحيره ودهشه…نعم..هي تدرك جيداً مدى قوته ونفوذه في الدوله والجميع يهابونه بشده..وشهدت قبل ذلك بكائه كالطفل بين ذراعيها الصغيره…ولكن تلك المره أحست ريناد أنه ضعيف وخائف بالفعل..
قبْلها حمزه من جبينها بقوه ثم همس بضعف 
— أنا طول الوقت ببان اني قوي ومحدش يقدر يرفع عينه في وشي..والكل بيعملي الف حساب..بس صدقيني أنا خايف…أول مره اخاف كده…ريناد..انتي مش متخيله يعني ايه تبقا دوله بالكامل واقفه في ضهرك وبتتحامى فيكي…أنا مش خايف على نفسي ياريناد…أناا خايف يروح ظباط وجنود وأسر تانيه ملهاش ذنب…كل دول تحت رئاستي…انتي فاهمه أنا بقول ايه ياحبيبتي
رمشت ريناد بأهدابها التي تعلقت بها بعض قطرات الدمع…ثم أومأت بخوف عليه…تابع حمزه 
— عارفه يعني ايه ابقى رئيس جهاز المخابرات بالكامل…عارفه يعني ايه ابقى مكلف بالقبض على جاسوس من أذكي الجواسيس في العالم…وفيه ظباط كتير غيري معرفوش مكانه حتى…انا خايف افشل ياريناد…ساعتها سمعة بلدنا هتبقى في الارض
تنهّد حمزه متابعاً بندم 
— انا اسف ياطفلتي…متزعليش مني…بس انا الفتره دي حقيقي مضغوط واعصابي سايبه وساعات بحس إن دماغي وقف من كتر التفكير…اعذريني لما بتعصب عليكي ياحبيبتي…بيبقا غصب عني والله 
ظلت ريناد تتأمله بحزن ودموع…لم تعرف كيف الطريق لمواساته…ولكن لا بأس..هي لا تعرف إلا طريق العشق…الذي علمها اياه هذا الجن الشرس 
احتوت ريناد وجهه بحنان ثم قبْلته برقه لتبتعد هامسه
— متخافش يابابا…انا معاك دايما…وربنا احسن واقوى من الكل…هو كمان معاك…
ابتسم حمزه بعشق على طفولتها وبراءتها اللتان احتلا قلبه وعقله كالأسير.. وتحولت ملامحه العبوسه ونظراته الحزينه… لنظرات الرغبه والاشتياق.. 
توترت ريناد من نظراته فهمست بتلعثم 
— مبعرفش ازعل منك ياحمزه…اناا…أناا مليش غيرك..و..و بحبك 
ضحك حمزه بخفه هاتفاً
— ومالك بتقوليها بتوتر كده ليه 
رمقته ريناد بغيظ وقد عادت لطفولتها المتمرده..فوضعت يديها في خصرها ثم هتفت بحنق 
— عشان انت بتفكر في حجات عيب واحنا في مكان عام 
انفجر حمزه ضحكاً بصوته الرجولي القوي…ثم هتف وهو يغمز بضحك
— وعرفتي منين إني بفكر في الحجات دي…وبعدين المكتب مقفول علينا…يعني انا وانتي والشيطان شاطر 
ضيقت ريناد عينيها بحركه طفوليه مضحكه ثم هتفت بعناد
— تبقي راجل لو فكرت تلمس شعره مني 
اتسعت عين حمزه بدهشه ليهتف بغضب مصطنع وهو يقترب منها ببطئ كالأسد الجائع 
–انتي قد كلاامك دده…طب والله يارينااد منا سايبك انهارده وهعرفك ازااي اناا رااجل…وبعدين تعالي هناا…ايه اللي اروح اجيب بنتي من الحضاانه دي…!! هااا…جبتيهاا لوحدك دي..جبتيها باللاسيلكي عشان تبقي بنتك لوحدك !! اسمهاا بنتناا يااحلووه…وتعااليلي هنااا بقااا 
صرخت ريناد بضحك عندما وجدته يقترب منها بتلك الرغبه المخيفه…فركضت سريعاً من أمامه ولكنه كان أسرع منها..فااستطاع بمهاره أن يلتقطها بين ذراعيها..
صرخت ريناد بضحك وهي تحاول التملص من بين ذراعيه الصلبه
— والله ابلغ عنك يااحمززه…يااحكوومه الحقييننني 
رفعها حمزه لتكون في مستوى رأسها ثم همس بمكر 
— كنتي بتقولي اييه بقاا !! 
——————–
أما في الخارج..
..
دفعت روضه باب مكتب النقيب أحمد بكلتا يديها كأنها ضمن جماعة كفاحة المخدرات…فاانتفض أحمد من على مقعده ووقعت منه الأوراق التي كان يتفحصها..
هتف بدهشه 
— ايييه…انتتتي داااخله زررييبه !! 
روضه بااستفزاز وهي تتجه لتجلس أمامه وتضع قدم فوق الآخرى 
— الصراحه ااه…مهو اصل وانا براا شميت ريحة برفان كلابي فقلت أكيد دي أوضة الحيوانات 
كزّ أحمد على أسنانه بغيظ من تلك الحمقاء الصغيره…ثواني ووضع قدميه واحده فوق الآخرى على سطح المكتب في وجهها بغرور….ثم ابتسم بسخريه هاتفاً
— وايه اللي دخلك أوضة الحيوانات…جايه تدوري على برسيم !
رمقته روضه بدهشه…فقد شعرت بأن جبهتها ذهبت إدراج الرياح…أو كما يسمونها “قصف جبهه”
احتقن وجه روضه من الغضب..ولكنها جمحت غيظها لتحادثه بنفس السخريه 
— لاااء…جايه أطمن على اللي بياكل برسيم..شبع ولا لسه!
كور أحمد يديه بغضب ليهتف
— بت انتتتي…الززمي حددودك واتكلمي بأدب…انتي فااهمه 
روضه بااستفزاز وسخريه
— بقاا بزمتتك ليك عيين تتكلم بعد الاغنيه الجديده اللي طالعه علييك..يااض ده انت بعنيك الزرقه دي هيبتك كلها رااحت…مرره تبقاا موكووس ومرره شقتك عالنيل…نيله تااخدك…أناا لوو منك ادفن نفسي بصبااره…ياباارد…يااللي معندكش دم 
هبّ أحمد واقفاً بغيظ ليتجه خارجاً وهو يتمتم بحنق
— معرفش طلعتلي من أنهي مصيبه دي 
ابتسمت روضه بسخريه وانتصار بعد خروجه مهزوماً في نظرها… بينما أحمد أردف في نفسه وهو يتذكر مشاغبتها ويضحك في صمت 
— لااء بس خفيفه عالقلب كده… برغم لسانها اللي عاوز يتقطع ده.. بس تتحب ! 
كان أكرم واقفاً بالخارج… شارد الذهن… يريد أن يصارحها بكل شئ… يريد أن يخبرها بأنه كان على علاقه بأخرى وعقله لم يستطيع نسيانها… يريدها أن تساعده في إسترجاع ذاته من ماضيه.. وأن يكون ملك لروضه فقط… يريد حقاً مصارحتها بماضيه الشاق… ولكن.. ولكن الخوف من ردة فعلها تساور قلبه بشده…
تنهّد أكرم بيأس ثم أردف في نفسه 
— I am not used to deceiving anyone .. I will tell her everything .. Let what happens happen
لم أعتاد على خداع أحد.. سأخبرها بكل شئ.. وليحدث ما يحدث 
في تلك اللحظه لوحت له روضه بمرح كي يدلف للداخل… ابتسم لها أكرم بخفوت ثم اتجه ليجلس على المقعد أمامها… نظر في عينيها بعمق… فخجلت روضه من نظراته وأخفضت رأسها 
امتدت يد أكرم ليرفع لها ذقنها برقه هامساً
— You know that I loved you .. right!
تعلمين أني أحببتك.. صحيح ! 
هزت روضه رأسها برقه ووجنتيها كادت أن تنفجر من الخجل.. بالإضافه لقلبها الذي تسارعت دقاته.. فلأول مره تشعر بذاك الشعور الرائع.. 
شعور أول حُب.. أول شخص يدق أوتار قلبك.. 
أزاح أكرم يديه ليحك ذقنه بتوتر مردفاً 
— Rwda.. I … I .. I do not want our relationship to be confidenti
روضه.. أنا… أناا.. لا أريد أن تكون علاقتنا سريه
قضبت روضه حاجبيه بعدم فهم.. فتابع أكرم بتوضيح 
— I mean … I want to marry you in front of ever
أعني.. أنني أريد أن أتزوجكِ أمام الجميع
ابتسمت روضه بسعاده لتهتف بمرح 
— ايووه بقااا…قوول إنك وااقع…احمم يعني 
Do you really want to marry me? !!
هل حقاً تريد الزواج مني؟!!
ابتسم أكرم مأومأً
— Yes, my fool … but first … I want to tell you something
نعم ياحمقائي… ولكن أولاً.. أريد أن أخبرك بشئ
اتسعت ابتسامتها لتجيب
— Talk .. I hear you
تحدث… أسمعك.. 
كادّ أن يتحدث أكرم ولكنه ابتلع الأحرف قبل أن تخرج.. حينما دلف حمزه عليهم مصطحباً ريناد بيده 
رمقت روضه، ريناد بدهشه من هيئتها المبعثره… فتخفت ريناد وراء حمزه بخجل ثم وضعت يديها فمها تُخفي شفتاها المكتنزه 
كتمت روضه الضحك بخبث… بينما هتف حمزه موجهاً حديثه لـ أكرم 
— Get ready Akram … my driver will take you to my Villa
استعد أكرم… سيقلك السائق الخاص بي لڤيلتي
هتفت ريناد بخوف من وراء حمزه 
— بس يابابا ممكن حد منهم يوصله 
أدار لها حمزه جسده ليحتوي وجهها برقه هامساً 
— متخافيش ياحبيبتي… سامح ورجالته مستحيل يوصلو لمكان أكرم… لأنهم متأكدين إني عمري ماابعتك لاانتي ولااخوكي في مكان هما عارفينه… عمرهم ما هيشكوا ان اكرم في الڤيلا القديمه 
أومأت ريناد مبتسمه بحُب… فتابع حمزه حديثه لـ أكرم
— I will send an interpreter with you to teach you everything
سأبعث معك مترجم يعلمك كل شئ
أومأ أكرم بموافقه… ولكن روضه هتفت بدهشه وتوتر 
— هو… هو مش هيجي عندنا تااني.. مش هشوفه تااني!! 
حمزه بنفي 
— لاء.. مش دلوقت ياروضه.. لما المهمه تخلص ونقبض على سامح 
التمعت الدموع بعين روضه ولأول مره تشعر بالفراق والخوف… نظرت لـ أكرم بحزن ثم همست بخفوت
— I will miss you alot
سأشتاق إليك كثيراً
أجابها أكرم بهمس مماثل 
— I promise that when I come back … I will marry you immediately
أعدك أنني عندما أعود.. سأتزوجك فوراً
خفق قلب روضه بسعاده وظلت تنظر له بحُب…بينما حمزه صفق بيده وهو يهتف بمرح
— عبحليم وشاااديه…مش وقته الهلس ده..يلاا عشان نمشي 
تمتمت روضه بغيظ 
— على أساس ان انت مش مقطع السمكه وديلها 
اتجهوا جميعهم للخارج.. بينما حمزه أحاط ريناد من كتفيها ليضمها إليه هاتفاً
— علفكره… انا قلت لصباح تروح تجيب ايلا من الحضانه واديتها عنوان شقه في برج تروح فيها… دي اللي هتفضلي فيها انتي وبنتنا وصباح وروضه على مااخلص المهمه دي ونرجع ڤيلتنا الجديده..ومتخافيش…البرج عليه حراسه جامده 
ابتسمت ريناد بحُب..فتابع حمزه غامزاً بمرح
— وأنا اللي هوصلك بنفسي لحد الشقه عشان اشوف الحته بتاعتنا شبه مين 
هتفت ريناد بدهشه وفرح
— بجاااد… هتيجي معاناا يااحمززه !! 
حمزه بإيماء وحُب 
— ايوه ياروح حمزه.. لأن احتمال اغيب كتير.. فعاوز اشبع منكم شويه.. رغم اني عمري ماشبعت منك ياطفلتي 
احتضنته ريناد بشده.. فحملها حمزه ثم أجلسها في السياره المصفحه خاصته 
وفي الجهه المقابله.. كان يقف النقيب أحمد أمام سيارته الخاصه بالشرطه 
أرادت روضه استفزازه قبل ان تركب… فهتفت بصوت عالي وهي تصفق بيديها كالمجانين
–أبو أحمد.. خدني الكوافير…. أبو أحمد..دفعته كتير…أبو أحمد عينلي شوفير…أبو أحمد شقته عالنيل.. 
مسح النقيب أحمد على وجهه بنفاذ صبر وهو يتمتم
— اللهم طولك ياروح.. استغفر الله العظيم 
جذب حمزه روضه من يديها رغماً عنها ليجلسها في السياره بجانب ريناد وهو يقول بضحك
— اركبي ياروضه… اركبي ربنا يهديكي.. والله خايف على مراتي وبنتي ليتعادوا من هبلك ده 
روضه بمرح وهي تحاول الخروج من السياره 
— خليني اودعوو… راااح… راااح وخد قلباااي معااه… طب اقووله سىلااام… طب اي كلااام… ابووس اييددك ياابييه اودعواااا
ضحكت ريناد بشده على روضه وأيضاً حمزه لم يتمالك نفسه فاانفجر ضحكاً… رمقت روضه ريناد بغيظ هاتفه
— بطلي ضحك ياللي طاالعه من مكتب ابيه حمزه شعرك منعكش… احنا سألنا عليكي وعرفنا ان انتي كنتي في وضع حرج… ياام بووسه 
رمقتها ريناد بخجل… بينما حمزه نظر من مرءاة السياره قائلاً بأمر
— لمي الدور ياروضه 
وضعت روضه يدها على فمها بحركه مضحكه.. 
قاد حمزه السياره لذاك الفندق المُأمن من قبل أجهزته.. 
أما النقيب أحمد قاد السياره بـ أكرم وبالنسبه للمترجم 
” تيم نعمان ” فهو من أفضل المترجمين في الشرق الأوسط للغات الأجنبيه وتعليم المصريه للأجانب وهو في الأصل سوري الجنسيه..إذاً فهو يمتلك ملامح سوريه جميله وجسد رياضي يُعادل جسد حمزه والنقيب أحمد..
عندما كانت روضه تفتعل كل تلك الضجه..كان تيم حينها يجلس بسيارته ويراقب حركاتها المجنونه بإعجاب لم يلحظه أياً من الواقفون حتى روضه 
قاد النقيب أحمد سيارته واكرم معه… يتبعه تيم بسيارته نحو ڤيلا حمزه القديمه.. 
أما حمزه وهو يقود السياره… كان شارداً تماماً في تلك الخطوه التي سيقدم عليها..عندما سيصل للبرج…وفي حقيقة الأمر قد قام بتوصيل ريناد للشقه بنفسه لأجل شيئاً آخر سيقلب الموازين خاصةً عندما تعلم روضه…
إذاً ما شأن روضه بما يحدث !!!؟ 
———————–
على الجانب الآخر في شقة باسم ونور
…. 
تململ باسم في نومه بعدم راحه… ثم استيقظ فجأةً عندما سمع صوت شئ يرتطم بالأرض.. 
فرك عينيه بنعاس.. ثم نظر بجانبه فلم يجد لنور أثر.. اتسعت عين باسم بدهشه ثم نزل سريعاً من فراشه وهو يصيح
— نووور… نووور انتي فييين
لحظات وأتاه صوتها من المطبخ 
— باااسم… الحقناااااي 
انتفض باسم بفزع عليها ثم هرول سريعاً لداخل المطبخ… وقبل أن ينطق بشئ.. شهق بدهشه عندما رأها واقفه على سطح رخامة المطبخ..تتشبث في الطرف الأعلى خوفاً من أن تقع… والأواعى ملقاه من حولها بإهمال
هتفت نور بخوف
— الحقني ياباسم هقع
أسرع باسم بجذبها من خصرها ثم حملها بين ذراعيه وهو مازال مذهولاً من رؤيتها هكذا 
لفت نور ذراعيها حول رقبته لتهتف بمرح 
— كنت عاوزه أجيب مكنة الايس كريم عشان اعمل ليا وللبيبي كتير… بس انت عارف اني اوزعه.. والله قعدتك في البيت جات بفايده يابسومي 
داعبها حمزه من أنفها بشفتيه وهو يضحك بمرح.. ثم اتجه بها ليضعها على الفراش برقه هاتفاً بمرح
— بقا حد ياكل أيس كريم الفجر يامفتريه… انتي هتهبليني.. مره فسيخ ومره ايس كريم 
برمت نور خصلات شعرها بغرور مصطنع لتقول
— على قلبك زي العسل.. وكله يهون عشان البيبي بتاعنا 
باسم وهو ينحني على بطنها ليقبلها
— شكلوا هيتعبني على ماينزل ابن الكلب ده.. بس على قلبي زي العسل فعلاً 
ضحكت نور برقه.. شاركها باسم الضحك..ثم أظلمت عينيه برغبه وهو يقترب منها… دست نور رأسها في الوساده سريعاً وهي تهتف
— انت كدااااب ياباااسم… انت وااخد اجاازه مش عشاان تسااعدني… انت عااوز تقل اددببك وخلااص 
ضحك باسم بقوه ثم جذب الغطاء من عليها مرةً واحده.. فشهقت نور بخوف وصااحت
— والله ياابااسم اصووت الم اسكندريه كلهاا عليك 
غمز لها باسم وهو يدندن بمرح
— الله عليكي يااسكندريه.. للبحر رايحه وللبحر جايه 
تناولت نور الوساده بجانبها ثم ألقت به في وجهه قائله بغيظ
— انت مبترحممش… انااا حاامل يااغبببي 
توقف باسم ليهتف بدهشه
— غبي !! 
تابع بغضب مصطنع 
–لااا بقوولك اييه.. هرموناات حملك دي مش عليا.. ده اناا امسكك اعجنك مكانك ولايتسمعلك حس 
أخرجت نور لسانه بسخريه قائله
— نينينيني… ولا تقدر تعمل حااجه 
هتف باسم بتحدي وهو ينزع عنه التيشيرت 
— كدده… ماااشي 
قامت نور على الفور بجذب الغطاء لتخفي جسدها بالكامل عنه… وقبل أن ينقض باسم عليها.. دوى صوت آذان الفجر في كل مكان … ولأن المسجد قريب جداً منهم فكان الصوت عالياً
أزاحت نور الغطاء عنها ثم هتفت بمرح وانتصار
— ايه وقفت لييه… خليك قد كلامك ووريني هتعمل ايه 
ارتدى باسم ملابسه ثانيةً وهو يتمتم بغيظ
— ماشي يانور.. متستعجليش على رزقك… هصلي واجي اوريكي النجوم في عز الضهر 
ألقت نور عليه.. قُبله في الهواء وهي تقول بمرح
— سكة السلامه ياحبيبي… متقطعش الجوابات
رمقها باسم بغيظ ثم خرج من الشقه واغلق الباب ورائه… أما نور ظلت تضحك بشده عليه 
—- 
ذهب باسم لتأدية صلاة الفجر جماعه بالمسجد الذي يأمه الشيخ صلاح..
ظل يفكر مراراً في كيفية البوح بكل شئ للشيخ دون أن يخفي عليه أي أمر..حتى يخبره بما يصح ووُجب فعله..
توضأ باسم تهيئاً للصلاه…ثم صلى ركعتي السنه..وصافح الشيخ صلاح مبتسماً…فبادله الشيخ الإبتسامه برضا وود…مما تنهد باسم بإرتياح…وقرر بأن يطلعه على الحقيقه كامله..
اصطف الجميع للصلاه ووقف باسم بالصف الأول…ليبدأ الشيخ التكبير ثم صلاة الفرض..
دعا باسم في سجوده بأن يحفظ الله نور وطفلهم فهم عائلته الوحيده…التي تعتبر الملجأ الأمن له من وحشة الحياه..
دقائق وسلم الشيخ عن يمينه وشماله..ولم يقم أي احد من مجلسه بل ظلوا يستغفرون الله ويسبحونه لمطلع الشمس كما عودهم هذا الشيخ الطيب..
واليوم هو الثلاثاء…إذاً هو موعد القاء الدرس الأسبوعي الذي يلقيه الشيخ صلاح مره في الأسبوع
يتحدث فيه عن الأمور الدينويه والدنيويه..
بدأ الشيخ القاء الدرس على منبر المسجد 
ليكون حديث الدرس اليوم عن الصدق 
افتتح الشيخ الدرس بالصلاه على النبي… ثم تأملهم جميعاً وهو يبتسم بعفويه مردفاً 
— انهارده هيكون الدرس عن قصه صغيره بتكلم عن الصدق… ومن خلال القصه دي هتستنتجوا إن الصادق حياته بتبقا عباره عن رضا من الله سبحانه وتعالى… أما الكاذب… فيُعرف عند الله وملائكته بأنه كذابا.. 
تنهّد الشيخ ببطئ متابعاً بصوت هادئ وواضح.. جعل الراحه تدب في قلوب بعض الجالسين ينصتون له بتمعن… والبعض الآخر بدا الحزن على وجهه عندما تذكر كذباته على الناس… أما باسم طأطأ رأسه وشعر بالحيره والحزن… لا يعلم هل إخفائه الأمر على نور يعد من باب الكذب.. أم ماذا ؟ 
تابع الشيخ بصوت جهوري
— القصه بتكلم عن طفل اتربى على الصدق… 
الطفل ده هو الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمة الله عليه.. أثناء فترة صغره كان يتهيأ من أجل رحيله لمكان آخر لاستكمال تعليمه فأعطته والدته اثنان وأربعون دينار واتفقت معه وأخذت منه عهد بأن يقول الصدق طوال فترة سفره وهو عاهدها على ذلك.. وأثناء السير تقابل مع مجموعة لصوص.
فبدأت اللصوص في سؤاله كم معك من النقود فقال اثنان وأربعون دينار فتركوه ثم أعادوا السؤال مرة أخرى اعتقاد منهم انه يكذب عليهم وهو يمتلك أكثر من ذلك فاصطحبوه لقائدهم وكرر عليه نفس السؤال فأجابه الطفل بنفس الإجابة فتعجب الرجل وقال له كيف تقول الصدق بهذا الشكل.
فرد الطفل وقال لأنني أعطيت عهد لأمي بأن لا اكذب طوال فترة سفري وأخشى أن لا أوفي بعهدي معها فتعجب الرجل وقال أنت تجاف أن تنقض عهدك مع والدتك ونحن ننقض عهدنا مع الله فأمر القائد جميع رجاله بأن يعيدو للأفراد ما سرقوه وتاب الرجل على يدي الطفل الصغير…
ابتسم الجميع بتأثر…فتابع الشيخ مبتسماً
— الخلاصه..إن مهما حصلك أوعا تكذب..أخرت الكذب الهلاك وغضب من المولى عز وجل..وفي النهايه مش هتستفاد حاجه…لكن لو خليت كل قولك صدق..هتلاقي الناس بتحترمك وربنا منور حياتك ومفيش مشاكل بتقابلك…حتى لو حصلتلك مشكله..ربنا بيحلهالك بسهوله…لأنك اعتدت تكون قريب منه بعملك الحق وقولك الصدق..
انتهى الدرس احبائي في الله وان شاء الله يوم الثلاثاء القادم يكون معانا درس وعبره جديده 
ذهب الجميع من المسجد..البعض لمنزله والبعض الآخر لعمله…وبقي باسم والشيخ..
ابتسم الشيخ مردفاً
— ازيك ياباسم يابني..عامل ايه..وصاحبك عامل ايه دلوقت 
أومأ باسم مبتسماً
— بخير الحمدلله..ومهاب بقا ماشي سليم ربنا يباركلك ياشيخنا 
ابتسم الشيخ ثم ربت على كتف باسم وهو يجلسه معه قائلاً
— اقعد يابني…هاا…احكيلي..في ايه 
تنفس باسم بعمق ثم أردف
— الحقيقه…أنا عملت غلطه كبيره اووي ومش عارف ربنا هيغفرلي ولا لاء 
أجاب الشيخ مبتسماً
— إن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يشرك به..كمل..في ايه 
حك باسم جبهته بتوتر ليتابع بخجل
— انا…أنا… “قصّ باسم على الشيخ كل شئ..بدايةً من ذهابه مع ماجي الڤيلا واحتسائه لعصير الليمون الذي قدمته له..ثم افاق بعدها بساعات ليجد الكارثه..حتى فوجئ بأنها حامل منه”
هز الشيخ رأسه بحزن وهو يتمتم 
— لاحول ولاقوة إلا بالله..استغفر الله..استغفر الله العظيم يارب…ربنا يسترها علينا…الناس بتموت فجأه.. والدنيا حالها اتشقلب…ولسه فيه بشر بالحقد والغل ده..لدرجة انها تشربك مخدر وتعمل معاك الفاحشه من غير حتى استحياء ولا حساب لربنا اللي شايف كل صغيره وكبيره…وبكل بجاحه بتقول انها حامل في الحرام كمان…استغفر الله العظيم يارب
مسح باسم على وجهه بيأس ثم هتف بحزن
— والعمل ياشيخ…أنا اتجوزتها في السر..عشان خايف على مراتي…انت عارف نور من صغرها ياشيخ…حضرتك اللي محفظها القرءان كله…وعارف اد ايه هي رقيقه ومتستحملش حاجه زي دي…نور بتحبني جامد ولو عرفت ان اتجوزت عليها هيجرالها حاجه..وأنا في غنى عن أي حاجه تزعلها..
أومأ الشيخ بحزن
— عارف..عارف…ربنا يصلح حالكم..
صمت للحظات…ليتابع 
— مينفعش تتجوز من ورا مراتك..مينفعش تتعامل أكن مفيش حاجه…لو بتحبها فعلاً ياباسم…لازم تعترف بكل حاجه لنور ومتكذبش عليها…الكذب هيدمر علاقتكم يابني…نور عاقله وهتتفهم الموقف..وبعدين انت مخونتهاش..اللي حصل ده غصب عنك…وانا عارف اخلاقك كويس ياباسم…وعارف انك مستحيل تعمل حاجه زي دي…بس لازم تعترف لمراتك انك متجوز عليها وتحكيلها الحقيقه…وهي ان شاء الله هتفهمك..
باسم بحزن 
— طيب..صح اللي انا عملته واتجوزتها لما عرفت ان ماجي حامل 
الشيخ بإيماء 
— ايوه صح…الطفل ملوش ذنب يشيل غلط غيره..اللي انت عملته صح ياباسم 
أومأ باسم بحزن…ثم صافح الشيخ شاكراً اياه..ليخرج من المسجد وهو شارد الذهن تماماً من ردة فعل نور عندما يخبرها الحقيقه 
فما هو ردة فعل نور يا تُرى !!!؟
——————————
— حااااسب…العربيييه…حااااسبب 
صررخ أحد الماره بتلك الجمله..
شهق وائل بفزع واتسعت عيناه بذهول فور رؤيته للسياره تسير نحوه بسرعه فائقه كأن السائق فقد التحكم في القياده….
ظل وائل واقفاً مترنح الوجه بصدمه…وكأن اوصاله وقوامه قد شُلت بالكامل من هول الموقف فلم يستطيع التزحزح إنشاً واحداً..
وماحدث هو معجزه…أو لنقل أن دعوات والدته هي من أنقذته…
انحرفت عجلات السياره واصطدمت بسياره أخرى فكان الحادث مروعاً للنفس ومخيفاً بشده..
اجتمع الناس حول السيارتين يحاولون إنقاذ من بداخلها من ركاب..
أما وائل أفاق من دهشته وشروده على مشهد تجمع الناس حول السيارتين اللتان تحطمتا تماماً
ابتلع ريقه بخوف ثم تنفس بعمق واخذ يحمد الله في نفسه…
واتجه لجموع الناس حول الحادثه ليساعدهم في اخراج المصابين..ومن ثَم تم نقلهم لسيارة الإسعاف…إلا رجلان وإمرأه هم من فقدوا حياتهم..
ذهب وائل لبيته والحزن يسيطر على ملامحه بالكامل وذهنه غاب تماماً مع دنيته ومعذبة فؤاده..
لايعلم مالذي أوصلها للهروب…أرفض والدها له بسبب تأخره عليهم في الميعاد المحدد لخطبتهم..أم لأنها مازالت ترى أنها لاتستحق وائل بعد زواجها العُرفي سابقاً… !!؟
——————————-
نجحت هدى وسناء في ايفاقة يمنى من اغمائها
….ظلت يمنى تبكي وتنتحب بصمت على حبهم وحياتهم اللتي انتهت بسرعة البرق…
قدمت لها هدى بعض العصير ليروي حلقها الجاف من البكاء ولكن يمنى رفضته وجذبت الغطاء على وجهها ثم دست رأسها في الوساده وعادت للبكاء بصوت يمزق الشرايين..
بكت سناء على حال ابنتها مردفه 
— منك لله يابن فاديه…منك لله ياعمر 
تابعت سناء وهي تربت على يمنى بحزن ونحيب
— معلش ياضنايا…متعيطيش يابنتي..قولي الحمدلله على كل شئ..ربنا مبيجبش حاجه وحشه أبداً يابنتي…الحمدلله ياضنايا…قومي يايمنى متوجعيش قلب امك يابنتي 
تدخلت هدى لتربت على كتف سناء قائله بحنان
— يوحي “روحي” انتي ياطنط وسيبيني معاها…انا ههديها 
مسحت سناء دموعهها لتقول وهي تخرج
— خليكي معاها ياهدي يابنتي معلش…خليها تبطل عياط..قوللها اللي مموته نفسك عشانه ده مش فارق معاه 
أومأت هدى بحزن بينما سناء تركتهم وهي تدعي الله أن يصلح حال اولادها..
جذبت هدى الغطاء برقه من على يمنى هاتفه بمرح
— تعالي اما احكيلك على اللي حصي “حصل”
جذبت يمنى الغطاء ثانيةً وهي تقول ببكاء
— مش عاوزه اعرف حاجه…اطلعي ياهدى وسيبيني لوحدي معلش 
هدي بنفي ومشاكسه
— ده عند أم تي تي…”ترتر” قومي يايمنى بطلي بيود بقا “برود” 
هتفت يمنى بنفاذ صبر
— لو سمحتي ياهدي سيبيني في حالي..انا فيا اللي مكفيني 
هدى بااستفزاز محاوله أن تجر يمنى للمشاكسه
— بقى ياخايبه حد يبقى قمي زيك كده وايف من يتمناه ويقعد يعيط على حتة شحط زي ده…ده انتي لو شاويتي بصباعك بس وقولتي ياعيسان..هتلاقي ميت عييس بيقولك تتجوزيني 
رمقتها يمنى بغضب لتهتف
— بقولك ايييه بلدغتك دي..متجبيش سيرة عمر على لسانك…عمر مفيش حد زيه..ومحبتش ولا هحب غيره 
هدى بدهشه
— بعد اللي عمله فيكي وبتدافعي عنه..ياشيخه ده انتي كيامتك بقت في الأيض 
ضحكت يمنى بسخريه من نفسها متمتمه 
— في دي عندك حق..اللي وصلتله دلوقت بسبب ان كنت متساهله معاه ودوست على كرامتي عشان خاطره…بس هو مقدرش النعمه عشان كده زالت من وشه 
صفقت هدى بمرح وهي تصيح
— بااااس..عيييكي نوول “نور” اديكي قولتيها بلسانك..النعمه زايت من وشه…يعني انتي نعمه..المفيووض متعيطيش…هو اللي يزعي عيكي 
مسحت يمنى دموعهها بوهن لتهمس 
— مش قادره استوعب ياهدى ان خلاص مبقتش مراته…مش سهل عليا…انا حبيته..حبيته اوي لدرجة الإدمان..هو كل حياتي وهيفضل احلى حاجه حصلتلي…بس ارجعله تاني…مستحيل…انا هحافظ على اللي باقي من حبي ليه…وابعد خالص 
غمزت لها هدى بمرح
— ايواا بقااا ونلووح نصييع اناا وانتي زي الاول…قبل ماتتجوزي..ياااه اياام العزوبيه دي متتعوضش 
ابتسمت يمنى بحزن ثواني وشهقت 
— هدددي…فين دبلتك !!
تأملت هدى اصبعها..ثم اجابت بحزن 
— سيبنا بعض…الحقيقه هو اللي سابني 
عقدت يمنى حاجبيها بدهشه لتردف 
— سااابك..!! ساابك لييه ابن المبقعه ده 
ضحكت هدى بخفه لتردف
— عشان لدغتي…بيدايق لما بنطق اسمه…كنا في كافيه مله “مره” وقيتيه عاوزه اشلب عصيل ياصابل “اشرب عصير ياصابر” وهو ادايق اووي وبعدها كيمني وقايي “قالي” مش عاوزك تاني..أنا زهقت منك..انتي مش هتنفعيني 
شردت يمنى بحزن لتهمس
— متزعليش…اللي يبيع ميتزعلش عليه…كلهم كده عاوزين واحده مرسومه على كيفهم..واللي زي دول ميعرفوش يعني ايه حُب…عشان كده منستاهلش نزعل عليهم 
هتفت هدى بمرح
— ومين أيييك اني زعيانه اصين…يبنتي في داهيه..اللي لاح مبيلجعش…فنزعل..ليه على حاجه مش هتيجع
تأملتها يمنى بإعجاب…فـ هدى معها حق بكل كلمه قالتها…” الحب الضائع لا يعود أبداً ” 
مسحت يمنى على وجهها بيأس..ثم تنفست بعمق لتردف ببرود دُهشت له هدى 
— عندك حق..اللي راح مبيرجعش..ومش أنا اللي ازعل على واحد زي ده..أيوه حبيته ولسه بحبه بس لو السما انطبقت على الأرض مش هرجعله تاني ولا هسيبه في حاله…هحسره عليا…هخليه يندم على كل ثانيه كان بيعذبني فيها…اقسم بالله لأنتقم منه بس بطريقتي أناا
رمقتها هدى بدهشه…فلأول مره ترى يمنى بتلك الشجاعه وذاك الغل الواضع بنبرات صوتها وعينيها 
هتفت هدى بعدم فهم 
— هتعميي اييه 
ابتسمت يمنى بسخريه والتمعت عيناها الجميله بنظره غير مبشره بالخير أبداً…قامت من الفراش لتبدل ملابسها…اطلقت العنان لشعرها الاسود الطويل..ثم وقفت أمام المرأه تتأمل جمالها بحزن..لحظات وتحولت ملامحها الحزينه للسخريه والإننقام…اخذت أحمر الشفاه لتضعه وهي تفكر بشئ يراودها كثيراً منذ أن طلقها عمر..
انتهت من ذلك..تحت أعين هدى المندهشه من غرابة تصرفاتها..فمنذ دقائق كانت تبكي بحرقه…والآن تضع أحمر الشفاه كأن شيئاً لم يكن
اتجهت بخيلاء لتجلس على الفراش ثم أخذت هاتفها لتلتقط بعض الصور لها بشكل مغري 
مما جعلت هدى تهتف بدهشه
— اييه ده…انتي ناويه على ايه يايمنى…هتعمي ايه 
ابتسمت يمنى بسخريه لتجيب ببرود 
— عادي.. بتصور…ايه..عيب…! 
عقدت هدى حاجبيها بدهشه دون أن تجيب..
لحظات وسمع كلاهما صوت وائل بالخارج…فمسحت يمنى شفتاها سريعاً ثم جمعت شعرها ولملمته قبل ان يدخل شقيقها عليهم..
عادت للبكاء بتمثيل…فرمقتها هدى بااندهاش وتعجب من افعالها المتناقضه…
دلف وائل وهو يحاول جاهداً أن يتصنع الإبتسامه كي لا يشكك أحد به..
ألقى عليهم التحيه بأدب دون أن يوجه بصره لـ هدى…شعرت هدى بالخجل فتركتهم وخرجت..
استوقفها وائل قائلاً 
— هدى..لو سمحتي قولي لماما تعملي كوباية قهوه عشان مصدع شويه 
أومأت هدى مبتسمه…ثم ذهبت للمطبخ لتقوم بعمل القهوه بنفسها وبداخلها يتراقص فرحاً…والسبب
أن وائل هو حُب طفولة هدى…نعم أحبته منذ الصغر ولم يبالي وائل فقد كان يعتبرها مثل يمنى
..
فهل سيحقق القدر أمنية هدى !!؟
———————–
جذب وائل يمنى لأحضانه ليعانقها برقه هامساً
— متزعليش نفسك ياحبيبتي…هنشوف محامي كويس يرفعلك خلع وتخلصي منه 
ابتعدت يمنى عنه لتسمح دموعهها قائله
— طلقني ياوائل…جه هنا ورمى عليا اليمين تلت مرات 
اتسعت عين وائل بدهشه هاتفاً
— اييييه…ابن ال….استغفر الله العظيم..
أخذ وائل نفساً عميقاً ثم هتف 
— احسن…كده انتي خلصتي منه ومن قرفه ولا تزعلي نفسك…بس في حاجه
يمنى بتعجب
— حاجة ايه !!
تابع وائل زافراً بغضب
— كده تعتبر طلقه واحده…يعني ممكن يرجعك تاني 
رمقته يمنى بدهشه..لحظات وتحولت ملامحها للفرح..اخفت تعبيرات وجهها سريعاً لتهتف بغضب
— وأنا مش هرجعله تاني مهما حصل..بس..بس هو قالي انتي طالق تلت مرات..ازاي تتحسب مره !
أجاب وائل بتلقائيه 
— في حديث قرأته قبل كده بيقول.. عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أبا ركانة طلق امرأته ثلاثاً فحزن عليها، فردها عليه النبي ﷺ وقال: إنها واحدة.. يعني تتحسبلك واحده يايمنى 
يمنى بدهشه 
— يعني ممكن يرجعني تاني لزمته 
رمقها وائل بسخريه ليجيب 
— عاوزه ترجعيله بعد كل اللي عمله فيكي 
تحولت ملامح يمنى للجمود لتردف 
— ده بعينه 
صمتت لتتابع بغيظ 
— انا عاوزه مأذون يطلقني رسمي منه..مش عاوزه اسيب فرصه للرجوع تاني…عاوزه اطلق خالص ياوائل 
تأمل وائل شقيقته بحزن مردفاً
— عمر يقدر يرجعك خلال تلت شهور من عدتك بعد الطلاق…لو التلت شهور بتوع العده دول خلصوا ومرجعتيش…كده تبقى طالق رسمي ووممكن تتجوزي غيرو عادي 
اتسعت عين يمنى بذهول لتهتف بدون وعي
— مستحيل اكون لراجل تاني غيرو
رمقها وائل بسخريه…فتابعت يمنى بتصحيح
— قصدي…قصدي…ان عاوزه اعيش لوحدي…كرهت الرجاله…مش عاوزه لا عمر ولا غيرو 
ربت وائل على كتفها وهو يهم بالخروج…ثم قبلها من جبينها هاتفاً
— ربنا يصلح حالك وحالنا..
خرج وائل ليصطدم بهدى أثناء خروجه…فااهتزت القهوه ووقعت على الأرض 
هتفت هدى بإحراج 
— انا اسفه والله ياادكتول وائي…معيش هعميك غيلها 
كتم وائل الضحك ليجيب 
— لا ياهدى ولا يهمك…انا خارج..هبقى اشرب برا..خلي بالك انتي من يمنى وامي…وياريت لما بابا يجي من الشغل محدش يعرفه حاجه غير اما ارجع 
أومأت هدى بخجل…بينما ذهب وائل للخارج…والحقيقه لم يدري أن يذهب…هو خرج فقط كي لا ينفجر بكاءاً أمام أحد…
——————————-
نعم سأرحل ولكن دون وداع.. سأرحل دون أن يشعر قلبك برحيلي.. سأرحل ولكن أحاول أستجمع أحاسيس قلبي.. ساعدني أيها القلب كي أرحل..
تهاوى عمر على الاريكه بتعب بعد أن هشم كل شئ وصار حطاماً..
ثم أرسل دموعاً في صمت على خديه… ونظر أمامه بشرود نظرة حزينة منكسرة.. وعلى فمه ابتسامه ترقرقت على شفتيه الكالحتين.. كما تترقرق الدمعة في العين المهمومه..
أردف في نفسه بحزن وانكسار
— وحشتيني…وحشتيني اووي…مش قادر على بعدك ثانيه واحده…ومع ذلك مبسوط اني طلقتك..اترحمتي مني ومن قرفي وعذابي يايمنى..اترحمتي مني وانتي لسه متعرفيش حقيقة عمر ياحبيبتي…بس ده احسن ليكي…لأنك لو عرفتي مين عمر الرفاعي…ساعتها مش هتستحملي من الصدمه 
تنهّد عمر بحزن ثم مسح على وجهه بتعب…ليدلف للمرحاض ثم نزع ملابسه ليتحمم بالماء الفاتر…لعله يستطيع التفكير جيداً بما هو مقدم عليه..
أنهى استحمامه ثم اغلق الصنبور ليهتف بدون وعي 
— يمناااه…هااتي فووطه 
لحظات وضرب بيده على الحائط بشده وهو يهتف بغضب 
— انسااهاا بقاا يااعمرر…انساااهاااا 
ظل يتأفف ويزفر بضيق…ثم ارتدى ملابسه المكونه من بدله باللون الكُحلي الأنيقه وارتدى نظارته السوداء ثم نثر العطر على كتفيه ورقبته…ليعود لهيئة الآفعوان المخيف مردفاً ببرود 
— بكره لما تعرفي انا هعمل ايه…هترجعيلي وانا حاطط رجل على رجل 
خرج عمر من الڤيلا ليستقل سيارته…متجهاً لشركته التي في الحقيقه هي مجرد عمل مؤقت يتخفى به عمر وراء عمله الحقيقي… !! 
أخرج هاتفه ليحادث مهاب ببرود
— وصلت.!
مهاب بمرح 
— يااه من زماان اووي…بقالي خمس ثواني 
أغلق عمر الهاتف في وجهه بـإِسْتِخْفافٌ..ولم يتعجب مهاب من ذلك..فهو يدرك جيداً مدى غرور هذا الآفعوان السام…
وصل عمر لشركته..وسار للداخل بغرور وتعجرف كعادته…غير آبه بنظرات الجميع الخائفه منه رغم عدم معرفة موظفيه حقيقته..
مرّ عمر أمام مكتب “هنا” وقد جاءت هي وقاسم منذ ساعه…
هتف عمر بغرور 
— الغي كل الإجتماعات والمواعيد انهارده 
همت بالإعتراض…فااستوقفها عمر بإشاره من يده 
— اللي اقول عليه يتنفذ 
أومأت بطاعه…بينما عمر دلف لمكتبه…لحظات وفوجئت هنا بوقوف مهاب أمامه يبتسم بسخريه..
عقدت هنا حاجبيها بإستغراب هاتفه 
— في حاجه يابشمهندس مهاب !!
انحنى مهاب عليها ليهمس بسخريه
— فيه..انك احقر واقذر واحده انا شوفتها في حياتي…انتي ازاي مستحمله نفسك كده…انا بصراحه قرفان منك 
التمعت بعين هنا الدموع لتهتف بغضب 
— اللي انت بتقوله ده لازم مهندس عمر يعرف بيه..انا مش هسكت على الإهانه دي 
اقترب مهاب منها أكثر ليهمس بجانب اذنيها 
— لو فتحتي بوقك بكلمه..هخرسك للابد…انتي من هنا ورايح تعتبري نفسك الخدامه بتاعتي…اللي اقول عليه يتسمع ويتنفذ…سمعتي 
دفعته هنا من صدره بغضب لتهتف 
— انت استحاله تكون انسان طبيعي…انت واحد مجنون ومتخلف…فااكر نفسك مين عشان تكلمني بالطريقه دي 
دفعها مهاب ليلصقها بالحائط..فاابتلعت هنا ريقها بخوف ثم ولت وجهها عنه حينما رأته يقترب منها لهذا الحد وعينيه تنطق بالرغبه..
همس مهاب بوقاحه 
— انتي اللي زيك متاح للجميع…فمتحاوليش تمثلي دور الشريفه عشان معلمكيش الأدب…وأنا لو حطيتك في دماغي قسماً بالله لأمحيكي من على وش الأرض..
صمت ليتابع بسخريه 
— هتجيلي على العنوان اللي هكتبهولك ده.. الساعه عشره بالليل 
رمقته هنا بدهشه وهمت أن تعترض ولكن ما رأته جعلها تبتلع الأحرف بفزع وصدمه شديده
فماذا رأت!!!؟
——————————-
بالداخل بمكتب عمر
…..
صدى رنين هاتفه…فتغيرت ملامحه على الفور ثم أجاب بغضب 
— يعننني اييييه…سااايب ورااياا شووية مصغرره…مش عاارفين تمشواا الششغل 
اغلق هاتفه ليلقي به في الحائط وهو يتنفس بغضب شديد…ثم قام بغضب ليزيح كل الاوراق على مكتبه وهو يصيح 
— أغبيييه…شوووية أغبيييه 
في تلك اللحظه دلف مهاب ليهتف بدهشه
— في ايييه…ايه اللي حصصل !!
رمقه عمر بغضب هاتفاً
— أنا هسافر…مش عارف هقعد قد ايه براا..بس ورايا كام حاجه كده هخلص وانزل 
أجاب مهاب بهدوء
— الطلعه فين المرادي 
رمقه عمر بخبث..ثم هتف بسخريه 
— مش مهم فين…المهم هخلص من الحوار ده ازاي 
أومأ مهاب ليشرد بذهنه فيما سيفعله مع هنا بعد ذلك…
لحظات ووصل رساله على هاتف عمر الشخصي..ففتحها…لتتسع عيناه بدهشه…ثواني وتحولت ملامحه للغضب والإمتعاض الشديد..ليهتف بغضب وقسوه انتفض لها مهاب 
— وعهد الله ياايمنااااه مااهيكفيني موووتك المرااادي
تُرى ماذا ارسلت يمنى له…!!؟ الحقيقه مااغضب عمر هو رساله نصيه مكتوبه وليست صوره..
فماذا كتبت يمنى.. !!!؟
——————————–
قاد يوسف السياره سريعاً لڤيلته…تبعه شقيقه بسيارته..
ترٌجل من السياره ليحمل مارينا بين ذراعيه وقلبه ينتفض من الخوف عليها…
صعد بها للغرفه ليضعها برقه..ثم تحسس جبهتها فكانت دافئه قليلاً…ظل يوسف يتفحصها للحظات بينما هي كانت تضع يدها على جبينها من التعب 
همس يوسف وهو يتفحصها بدقه 
— لو اللي في دماغي طلع صح يبقا لازم نتجوز حالاً
رمقته مارينا بغيظ لتهتف 
— انت شايف ان ده وقت هزار !
اقترب منها يوسف بسعاده ملحوظه وهو يبتسم بمرح وخبث
ثم أردف 
— مبروك ياميري 
قضبت مارينا حاجبيها بدهشه مردفه 
— مبروك على ايه 
أجاب يوسف بهمس 
— فريستي الحلوه حامل 
دفعته مارينا في صدره لتشهق 
— انت اتجننت…انت بتقوول اييه…عارف معنى كلامك ده اييه 
ابتسم يوسف بحب…ثم اتجه ليغلق باب الغرفه عندما سمع صوت اخيه بالأسفل 
هتف يوسف لشقيقه قبل أن يصعد 
— ايليفر…رووح انت دلوقت ومتعرفش حد بمكاني…ونبقى نتقابل بعدين 
ايليفر بمقاطعه 
— بس طمني…الحته بتاعتك مالها 
كزّ يوسف على اسنانه بغيظ ليهتف بغضب
— وبعددين معاااك يااكلب انتتت…اتززبط ولاا انززلك 
جذبت انچي ايليفر من ذراعيه قائله 
— متبقااش بااارد بقاا…يلاا احناا نمشي عشان اتاخرت وبابا ممكن يزعقلي 
اتجه ايليفر معها للخارج..مردفاً بحزن على غير عادته
— ابوكي وابويا امتى يصفوا الخلافات اللي مابينهم عشان اخطبك بقاا 
هزت انچي كتفيها قائله
— معرفش.. بس بابا بيتراضى من اقل حاجه…لكن ابوك هو اللي صعب ياايليفر 
ركب ايليفر السياره وبجانبه انچي ليصلها للبيت 
هتف ايليفر بخبث
–عاارفه…انا فيه فكره شيطانيه بتدور في دماغي 
انچي بتساؤل 
— فكرة اييه !
ابتسم لها ايليفر ليغمز بمرح 
— نهررب 
اتسعت عين انچي بذهول لتهتف بدهشه 
— انت اتجننت..!! لااا طبعاا..مستحيل اعمل كده 
مطّ ايليفر شفتيه بغيظ هاتفاً
— لو بابا فضل منشف دماغه كده..مش هعمل زي يوسف اخويا واسبلهم الڤيلا وامشي…لااء..هتجوزك غصب عنه وهتعيشي معايا في نفس الڤيلا كمان واللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيطه…ايليفر مبيتهددش 
ابتسمت انچي لتجيب
— عاارف…اللي حببني فيك..إن رغم صغر سنك..لكن مستعد تحارب الدنيا كلها عشاني..انا بحبك ياايليفر 
رمقها ايليفر بخبث ليهمس بسخريه
— وانا كمان بحبك 
فهل يُحبها حقاً..!!؟ أم يسعى لشئ آخر !!؟
———————–
صعد يوسف على الفراش بجانب مارينا…ثم حملها رغماً عنها ليحتويها بين أضلعه وهو يهمس 
— احنا دكاتره وعارفين كويس إن دي اعراض حمل..مارينا انا نسيت اجبلك حبوب منع الحمل..فطبيعي هتبقي حامل…ولو عاوزه تتأكدي هنزل اجبلك الإختبار حالاً 
رمقته مارينا بعدم تصديق..ثم همست بدموع
— ياارب مااطلع حامل..دي تبقى مصيبه يايوسف…كاارثه 
تحولت ملامح يوسف للغضب ولكنه جمح غضبه ليهتف 
— ولاا مصيبه ولاا زفت..بكره الصبح هنكون عند اهلك في البيت وهحكيلهم على كل حاجه وهنروح الكنيسه واتجوزك يامارينا 
ابتعدت مارينا عنه وهي تصيح باإنفعال 
— هو باالعااافيه ياايووسف…وبعدين هنزله..ومش عاوزك اتجوزك…وزي ماكنت بتذلني وتعذبني هعذبك يايوسف…مش سهل ارضى واعيش واتجوزك كده بعد كل اللي عملته..انت حتى مش مديني فرصه افهمك ولا اقرب منك…بتعمل اللي في دمااغك بس…بتعاملني اكني حااجه من املااكك وانت قلت قبل كده إن ملكك…بس لااء يايوسف…انا مش عااوزه ابقاا ملكك بمزااجك..اناا لياا حقووق زي زييك…ومن حقي ارفض واقول لااء…ومش من حقك تجبرني على حااجه…وهنزل اللي في بطني ده ياايووسف 
غلت الدماء بعروق يوسف وتضخمت عضلات جسده ليهتف 
— ايوااا مللـــكي ياامااارينااا…وبقوولهاالك للمرره المليوون…اناا اقوول وانتي تنفذذي…نفسسك ده ملكي…رووحك ملكي…حيااتك كلهاا مللكيي..اللي في بطنك ده مني وملكي…مش من حقك تتصرفي فيه بمزااجك..
اقترب منها كالذئب المفترس..فرجعت مارينا للوراء وهي تخفي وجهها بيديها بخوف شديد 
احتجزها يوسف بين منكبيه ليهمس بحده
— اناا عاايززه..عاايز اللي في بطنك ده..عاايز عياالي منك انتي…وعشاان مأذكيش..تعالي معايا بهدوء كده اتجوزك ونبدأ حياتنا على نضافه 
دفعته في صدره بقوه ولكن لصلابة جسده لم يتحرك إنشاً واحداً…هتفت ببكاء وتعب 
— كل الناس بتختاار حيااتهاا…الااا اناا..اناا حيااتي مجببره عليهاا ليييه…لييه مجبرره اعيش مع وااحد زييك.. ليييه
نظر يوسف في عينيها بقوه ليهمس 
— عشان انتي الحاجه الحلوه اللي حصلتلي في حياتي…ولو لفوا حبل المشنقه حوالين رقبتي عشان ابعد عنك..هختاار الموت ولا بُعدك يامارينا 
ظلت تتأمله للحظات وهي تبكي…نعم..فبرغم قسوته تلك…إلا وأن عشقه لها ينبعث من عينيه كالشعاع…ولكن…ولكن هي فقط تريد بعض الوقت..لإستيعاب كل مايحدث لها..هى مازالت صغيره على أن تصير أم وزوجه…كيف ستتأقلم مع هذا الذئب..!!
شعرت بأن قواها بدأت تخور تدريجياً…فأسندت رأسها على صدره لتهمس ببكاء 
— أنا تعبانه يايوسف…عاوزه استفرغ 
تنهّد يوسف بحزن ليقوم بحملها ثم دخل بها للمرحاض…ليحني رأسها في الحوض..ثم ظل يسندها حتى استفرغت..وغسل لها وجهها..ليقوم بحملها ثانيةً ويضعها في الفراش..ومن ثَم دثرها جيداً…
همس يوسف بحزن على حالتها 
— نامي يامارينا…أنا هقعد في البلكونه شويه..هشرب سيجاره واجي 
كاد أن يقوم ولكنها جذبته من قميصه برقه لتهمس بتعب 
— خليك..متمشيش 
أومأ يوسف مبتسماً..ثم تسطح بجانبها..لتقوم مارينا بالنوم على صدره تلقاء نفسها..مما حاول يوسف جاهداً المحافظه على انتظام ضربات قلبه التي كانت تتلاحق في سرعه بسبب انفعاله..
ظل يمسد على شعرها بحنان..ثم همس 
— انتي بجد عاوزه تنزليه..! مش عاوزه تخلفي مني؟
عدلت من رأسها لتصبح في مواجهته ثم همست 
— انا لسه بخاف منك يايوسف…لسه متعودتش عليك…انت مش مديني فرصه..بحس إني مجرد عبده أو جاريه عندك 
داعب يوسف وجنتيها متأملاً وجهها الصغير للحظات…ثم في لمح البصر ودون أن تعي هي..اختطف من شفتيها قُبله طويله ليبتعد هامساً 
— جاريه ليا أنا بس…ملكي أنا بس يامارينا…صدقيني غصب عني..صعب اتخلص من حب التملك ده…صعب اووي…حظك إنك وقعتي في واحد بيحب بأنانيه…يعني مستحيل اسيبك لغيري…انسي إني اسيبك تبعدي عني يامارينا…الفكره دي طلعيها من دماغك خالص…لأن يوسف لما بيحب حاجه بيمسك فيها بإيده واسنانه زي الديب..مابالك لو واحده احتلت قلبي وعقلي..ممكن اسيبها..!!…مستحيل…أناا طريقه حبي مرهقه وغريبه شويه..استحمليني 
وضعت مارينا يدها على ذقنه برقه لتهمس 
— موافقه اتجوزك بس بشرط 
تمالك يوسف نفسه حتى لاينفجر بها صارخاً بغضب…ف حتى لو كان يعشقها لحد التملك..غير مسموح لها بأن توجهه كما تريد…ولكن على كُلٍ…رضخ الذئب لأمر فريسته…وضعف أمامها ليجيب 
— قولي يامارينا..شرط ايه 
همست بخوف 
— بعد منتجوز..تتعامل معايا اكننا اصحاب…خليني اتعود عليك..عاوزه اتعرف عليك من الأول يايوسف..مش عاوزه اخاف منك تاني 
كزّ يوسف على أسنانه بغيظ..ليهتف ببرود
— يعني ايه اتعامل اكننا صحااب…متقولي اخوات احسن 
همست بتوسل 
— عشان خاطري 
همّ بالإعتراض…ولكنه قرر أن يجاريها..ليقوم بتقبيلها من باطن يدها هاتفاً
— حااضر…اعتبريه حصل 
ابتسمت نصف ابتسامه..ثم دفنت رأسها بصدره..ليلف هو ذراعهه عليها يحتويها جيداً وهو يبتسم بسخريه على حمقاتها..
هذا الذئب ماكر وذكي للغايه..ولن يرضخ بسهوله لفريسته في طلبٍ كهذا…أي أنه بعد الزواج سيجعلها هي من تتقرب منه ولن يعاملها كما طلبت..
أردف يوسف في نفسه بسخريه 
— قال نتعامل زي الاصحاب قال…ده انا هخليكي تتولدي من أول وجديد وتعيشي على طريقة يوسف..اصبري بس عليا يامارينا..وأنا هخليكي تتمنى مبعدش عنك ثانيه واحده…اصبري يافريستي…
يتبع…..
لقراءة الفصل التاسع والعشرون : اضغط هنا

اترك رد