Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نرمينا راضي

وما بال قلبي اليوم، يشتاق لك حد الجنون . .!!
… 
توترت دنيا من نظرات مروان المشكوك فيها تجاهها..ابتسمت بفتور لتردف
— في حاجه يادكتور مروان  !
ابتسم مروان بخفه ليجيب
— ايوه يادنيا فيه..
تأملته دنيا بتوتر للحظات،تنتظر منه أن يتحدث؛فتحدث مروان قائلاً بأدب
— بصي يادنيا…أنا متعودتش ألف وادور على حد..أنا صريح واللي في قلبي على لساني..فبصراحه كده..أنا حاسس إنك مخبيه علينا حاجه وانتي مجتيش الصعيد بالغلط او صدفه..في حاجه حصلت خليتك تيجي هنا..أو..
صمت للحظات يرمقها بشك..تابع مبتسماً بذكاء
— أو يمكن سيبتي حبيبك وهربتي   !
رمقته دنيا بصدمه ودهشه،أردفت بإرتباكٍ ملحوظ
–حبيبي  !!.أنا…أنا طول عمري وحيده..و..وانطوائيه ومليش علاقه بحد…ايه اللي يخليك تقول كده يادكتور مروان..و عرفت منين علاقتي بـ وائل  !
قالت دنيا جملتها الآخيره ثم صمتت تستوعب ماقالته بذهولٍ تام…بينما مروان اتسعت ابتسامته الوسيمه..ثم جلس على الاريكه في المقابل لها..ووضع ابنته لتنام على فخذيه..ثم ألقى على دنيا نظره سريعه،يحاول بذكاء ان يستنتج ردة فعلها الصادمه التي ذادت من توترها..
هتف مروان بهدوء 
— متخافيش ولاتقلقي من حاجه يادنيا..انا معاكي وهساعدك في أي حاجه..خدي نفس عميق واقعدي احكيلي على كل حاجه..واوعدك إني هكون خير صديق وصاحب وفي ليكي 
ابتلعت دنيا ريقها بتوتر وظلت تنظر له دون ان تتفوه بأي كلمه…أشار لها مروان أن تجلس..فااتجهت لتجلس أمامه بعد لحظات من التردد والتوتر..
جلست دنيا وهي تفرك يديها بخوف وتوتر شديد..كأنها مقدمه على اختبار صعب
مال مروان بجسده للأمام قليلاً..ثم تنهد بهدوء ليردف باابتسامه ودوده مطمئنه للغايه
— هاا…احكيلي..سامعك..قولي يادنيا متوتره من ايه  !
مسحت دنيا على وجهها،كي تُهدئ من هواجسها قليلاً…ثم تنهدت بعمق لتتحدث بحزن خيّم على ملامحهها البسيطه
— وائل سلامه..طالب في كلية الصيدله..اخر سنه ليه..وأنا المعيده بتاعته في القسم..وائل من أشطر وأفضل الطلبه في الكليه..طالب محترم وفي حاله..اصغر مني بسنه
صمتت لتمد بصرها بشرود في الفراغ بجانبها..لوح مروان بيده كي يلفت انتباهها..
رمقته دنيا بخجل وحزن؛فأومأ مروان مبتسماً يحثها على الحديث
تنهّدت دنيا بحزن لتتابع 
— اتضح إنه بيحبني من اول سنه ليه في الكليه..كنت أنا وقتها في تانيه..فضل محافظ على حبه في قلبه ليا..لحد مابقا في مقدوره يتقدم ويخطبني…اعترف انه بيحبني وانا رفضت..وكل مره كنت بهينه وأصده وكان يجي برضو يقولي مش هستغنى عنك مهما حصل ومهما عملتي 
هنا لم تستطيع دنيا أن تتمالك نفسها،فأجهشت بالبكاء هاتفه
— وائل هو الوحيد اللي كان بيهون عليا مُرّ حياتي..هو الوحيد اللي كان بيستحملني..مهما قلتله ومهما عملت فيه..كان بيضحك ويقولي..بحبك برضو يادنيا..انتي معركتي..ومش هستسلم ولاهخسر بسهوله..
تأثر مروان ببكائها،فخيم الحزن عليه أيضاً هامساً
–وحصل ايه  !
مسحت دنيا دموعهها بوهن قائله
— حصل إنه جه اتقدملي..وبعدين حصلتله ظروف خليته يتأخر على خطوبتنا..وأنا عذراه وعارفه انه مستحيل يستغنى عني…بس بابا معجبهوش الكلام ده..وقالي مستحيل اوافق يتجوزك..فـ..
قاطعها مروان قائلاً
— فهربتي..صح  !
أومأت دنيا بدموع…تابع مروان متسائلاً
— ليه كنتي بتصديه دايماً..ومتقوليش السبب انه اصغر منك وخايفه من المجتمع…و..و…في حاجه كبيره هي اللي خليتك ترفضي وائل كذا مره..ممكن اعرف ايه هي!؟…يمكن أقدر اساعدك يادنيا 
ابتلعت دنيا ريقها بتوتر شديد..رمقته بتردد وخجل..لكن هذا الوسيم الأربعيني، كان يقابل توترتها ونظراتها الخجوله..باابتسامه لطيفه مطمئنه…مما شجع ذلك دنيا على إعترافهها بالحقيقه
فتحدثت بخجل
— عشان كنت متجوزه عرفي من واحد بحبه..وضحك عليا وطلقني وسافر..وانا خفت من اهلي ومن فضيحة الناس…فكان لازم ارفض اي حد يتقدملي وارفض الجواز عموماً…بس غصب عني حبيت وائل وحكتله على كل حاجه وهو متخلاش عني برضو ووافق يتجوزني رغم كل حاجه 
نظر لها مروان مطولاً،وكأنه يستذكر شيئاً ما..هتف سريعاً
— اسمه ايه ده اللي كنتي متجوزاه 
قضبت دنيا حاجبيها بتعجب لتردف بتلقائيه
— ماجد عفيفي 
اتسعت عين مروان بذهول ليهتف بصدمه
— أخويا  !!!!!!
——————————-
تأملت انچي،مايكل بتعجب ودهشه شديده من طريقه حديثه التي تشبه الفتيات كثيراً بعد اصطدامها به في منتصف الطريق..
عدل مايكل من ياقة قميصه الملون بألوان قوس قزح..ثم وضع يده في خصره ليهتف بمياعه
— هما الحلوين عشان حلوين يعملوا كدهو ولاالحلوين عشان حلوين يعملوا كدهو هيهيهي 
هتف إنچي بصدمه 
— شااااذ  !!!
وضع مايكل يده على فمه ليهتف بدهشه مضحكه
— اووه نووو…ايه اللي انتي بتقوليه ده!! تؤتؤتؤ عييب اييه شاااذ دي يامفعووصه..اسمها راجل رقيق..كيووته..لكن تقولي شااذ..!! هذا لفظًُ غير لائق بالمره وأنا لن أقببل 
نظرت له إنچي بإشمئزاز ثم بصقت في وجهه بقوه هاتفه
–يلاااا ياازباااله يااامعدووم الربااايه…جتك القررف يااريتهاا أمك كاانت جاابتك بت كان هيبقى ارحم من القررف اللي اناا شيفااه ده…اشكاال تقرررف 
هزّ مايكل اكتافه بدلع مردفاً 
— يلاا يااسوفااج يابييئه.. مش هررد علييكي وهسيبك تغلي بقهرتك مني كده…وانا كاايد العزااب اناا من يوومي ايووه ااه
إنچي بغضب 
— جتتك القرررف يابعيييد… غووور يااشااذ انت من ووشششي بدل ماالغبطلك هيئتك دي اكترر ماهي متلغبطه.. غوووور 
نظر لها مايكل بمياعه ثم هتف قبل أن يذهب
— بناات اخر زمن..ميعرفوش يقدروا الشاب الطري 
زفرت إنچي بضيق ثم تمتمت بحنق
— اووف..كنت نقصااك انت كمااان..ربناا يااخدك انت وامثاالك يابعيييد 
ذهبت إنچي وهي في قمة غضبها وغيظها منه ومن كل شيء..
بينما مايكل ظل يبتسم بتهكم وسخريه شديده مردفاً في نفسه بلهجته الذكوريه
— على اخر الزمن..هتقلب شااذ وتكره الناس فيك يامايكل…اوووف…اعمل ايه بس..الله يسامحك ياحمزه باشااا…كان لاازم تختاارني أناا اقووم بالمهمه الزفت دي..!!!
عزيزي القارئ،لا داعي للذهول والدهشه،فأنا مازلت في بادئ الأمر،مازال هنالك الكثير من المفاجأت،الكثير والكثير..
————————-
ما إن وصلت إنچي لمنزلها،توقفت أمام الباب لوهله قبل أن تطرق عليه،ثم أغمضت عينيها لتأخذ نفساً عميقاً ورسمت الصليب على جسدها لترفع رأسها للأعلى تدعو هامسه
— احميني يارب..احميني من أبويا وشره 
مسحت إنچي دمعه كادت أن تخونها،ثم طرقت على الباب بضع طرقاتٍ خفيفه..ففتحت لها شقيقتها الصغرى كريستينا..ابتسمت لها إنچي بلطف ثم عانقتها لتدلف للداخل وهي توزع نظراتها هنا وهناك بتوجس من وجود والدها الذي لايعرف للرحمه طريق..
همست إنچي لشقيقتها بحذر
— هو ابوكي فين  ؟
أشارت لها كريستينا لغرفة الإستقبال؛فشقيقتها تتحدث بلغة الإشاره،نظراً لفقدها النطق مؤخراً بسبب حادثه أصابتها..
ربتت إنچي على شعر شقيقتها بحنان ثم أعطتها الحلوى لتدلف لغرفتها سريعاً وقبل أن تغلق الباب وجدت يداً تعوق إغلاقه…شهقت بخوف،فقد أدركت على الفور أن هذه يد أبيها..
ظلت إنچي تدفع الباب تحاول أن تغلقه ولكن لجسدها الهزيل مقارنةً بجسد والدها،أخفقت إغلاقه..دلف والدها وأغلق الباب ورائه وبعينيه نظرات رغبه وخبث،بينما كريستينا ترتعد من الخوف بالخارج،فهي تعلم جيداً مالذي سيحدث..تلك ليست أول مره يحاول والدهم التحرش بإنچي…اندفعت كريستينا تطرق على الباب بيديها الصغيرتان،تحاول أن تستنجد بأي حد ولكن لاحياةًُ لمن تنادي..
ظلت إنچي ترجع للوراء بظهرها وهي تنتحب بقوه وخوف هاتفه بتوسل
–بابااا…أناا بنتك..فووق يابااابااا…لمااا انت تعمل كده..اومااال الغرريب يعمل ايه  !!
اقترب منها والدها وهو يتأمل جسدها بلا رحمه..ثم انقض عليها يمزق ثيابها…فما كان منها إلا أن تركله في بطنه بقوه حتى تبعده عنها..ولكنه بدا مثل الثور الوحشي..فلم يكف عن مقاومتها ولم ترضخ إنچي للإستسلام بسهوله..
أما بالخارج لم يكن بحيلة كريستينا أي شيء سوا البكاء فقط…لمحت حقيبة إنچي على الاريكه.فهرولت اليها لتخرج الهاتف خاصتها ومن ثَم ضغطت على أول رقم وجدته..وهو رقم ايليفر
حينها كان ايليفر قد استرجع وعيه..وظل يتأفف بغضب من نفسه ومن اهانته لها بهذا الشكل وهو يعلم جيداً..أنه اتخذته ملجأً وملاذاً لها دوناً عن أي حد..
عقدت حاجبيه بااستغراب من وجود اسمها يضىء على شاشة الهاتف..فشعر بأنه يوجد خطب ما..
أسرع بالرد ولكنه لم يصله أي صوت..صرخ بخوف
— الوووو…إنچااااي…الوووو
بالطبع لم تستطيع كريستينا التكلم ففكرت قليلاً..ثم اسرعت بوضع سماعة الهاتف على باب الغرفه حتى يصل صوت شقيقتها لـ أذان ايليفر
..
فتح ايليفر فمه بصدمه حين سمع صوت انچي تصرخ
— الحقونااااي…لااا ياباابااا لاااا..حرااام عليييك 
اغلق ايليفر الهاتف وتملكه الغضب الشديد متوعداً لوالدها بالهلاك…هرول ليستقل سيارته ليقودها بأقصى سرعه تجاه بيت إنچي
…..
وصل ايليفر ونزل من السياره والغضب قد وصل أعلى ذروته..
دفع بجسده تجاه الباب ليفتحه بالقوه ثم هرول سريعاً وهو يبحث بعينيه لمصدر الصوت..قبل أن تشير شقيقتها للباب كان ايليفر قد بمطرقه حديديه وجدها في إحدى الزوايا..
قام بجذب والد انچي من عليها ثم انقض عليه يضربه بعنف وبأقصى قوته وهو يصرخ
— ااااه يااوووووسسسسخ…بقاااا انت اااب انتتت..ده اناا هبلغ عنننك واوديييك في ستييين دااهيه عشاان تبقى عبرره للرجاااله المقررفه اللي زيييك
تركه ايليفر بعد أن سال الدم من وجهه وفقد وعيه اثر الضرب المميت..
أما انچي جلست في زاوية الغرفه تحيط جسدها بيديها وتبكي بهيستيريه..
هرول ايليفر اليها ليجذبها لصدره يحتويها بشده ويمسح على شعرها بحنان حتى تهدئ..
همس ايليفر 
— ششش خلااص خلاااص مفيش حاجه مش هيقدر يقربلك تااني…اناا معااكي اهوو 
ضمت نفسها اليه أكثر وهي تنتحب وتبكي هامسه
— انت كماان كنت عااوز تإذيني زييه..مفيش في قلوبكم رحممه…ليه كلكم وحشيين كدده..لييه..انا عملتلكم ايييه عشاان تكرهووني بالشكل ده..لماا اقررب النااس لييا عاوزين يدمرووني…ارووح لمين يحميني 
أغمض ايليفر عينيه بألم وخزي من نفسه..ثم شدد من ذراعيه على جسدها ليدخلها في اعناقه اكثر مردفاً
— انا كنت تحت تأثير الشرب…بس صدقيني محدش هيقدر يإذيكي ولايمس شعره منك تاني..انا مش هسيبك أبداً ياانچي…صدقيني مش هسيبك ابددداً
ابتعدت إنچي عن صدره قليلاً،ثم نظرت في بُنية عينيه بتوسل هامسه
— ارجوك ياايليفر متسيبنيش معااه تااني…خدني اعيش معااك…حتى لو هتشغلني خدامه عندك..انا موافقه بس متعملش فيا اللي بابا كان عاوز يعمله…انا واختي ملناش حد..وماما ماتت بعد ماولدت كريستينا..والوحيد اللي كنا بنتحامى فيه عاوز يدمرنا…احنا ملناش حد ياايليفر…ارجوك خليني معاك انا واختي ووعد مني هكون ليك خدامه بس بشرط تحمينا من ابويا ومن اي حد يحاول يإذينا 
مسح ايليفر دموعهها بحنان ثم قبْلها من جفونها ليبتسم مردفاً
— أناا فعلاً هخليكي تعيشي معااياا دايماً..بس مش كخدامه 
ابتلعت انچي ريقها بتوتر وخوف شديد من أن يكون مثل أبيها…همست بوجل
— اوماال..كـ…كاإيه  !!
اتسعت ابتسامة ايليفر الجميله ليهمس بصدق
— كـ مراتي 
شهقت انچي بدهشه وتعجب
— مراااتك  !!!!
هل سيكون ايليفر مثل شقيقه يوسف وسيتزوج بغير علم والده،أم سيعلم والده وتكون ردة غير متوقعه لكلاهما  !!!!؟
—————————–
ﺍِﺩﻣﺂﻧﻲ ﺑِﻚ ﺷﺪﻳّﺪ ، ﺍَﺻﺒﺤﺖُ ﻵ ﺍَﺷﻌُﺮ ﺑِﺴَﻌﺂﺩﺗﻲّ ﺩﻭُﻧﻚ ❤
…..
في شقة باسم
….
ظلت ماجي تقف بالخارج،وتضع أذنيها على الباب تسترق السمع،وتُتمتم بغيظ وحقد
— مااشي ياابااسم…بقاا تضحك علياا أنااا…ده اناا اضحك عليك وعلى بلدك..أنااا بقاا هوريك ازااي تلعب عليااا انت والحيزبونه اللي معااك دي..اضحكي كماان ياانور..قريب هتبقى اخر ضحكه ليكي
بداخل الغرفه  
كان باسم يرتكز على ركبتيه ويحادث طفله الذي بأحشاء نورهِ…قائلاً بمرح
— امتى تيجي للدنيا ولحضني بقا ياض يامحاميحو واعلمك الملاكمه عشان تبقى شبح زي ابوك
ضحكت نور برقه ثم مدت يدها لترفع لباسم ذقنه برقه وبنعومه،تحثه على النهوض..نهض ليقف ويضمها اليه بحنان..طبعت نور قبله رقيقه على خديه لتهتف بسعاده
— اشمعنى عاوزه يكون ولد..وايه محاميحو دي 
تنهّد باسم بحُب ليتحدث وهو يضغط على شفتيها برقه
— عاوز اول خلفتي تكون ولد..عشان اسميه على اسم الراجل الطيب اللي جابك للدنيا وبفضله بعد ربنا حياتي احلوت…احلوت ونورت بيكي يانور عيني 
تأملته نور مبتسمه بحُب…تابع باسم وهو يميل ليُقبلها
— هسميه محمد..محمد باسم منير…ولو جالي ولد تاني هسميه منير..
وضعت نور اصبعها على شفتيه قبل أن يشرع في تقبيلها.. لتهمس بدلع
— طيب ولو بنت  ! 
ضحك بخفه قائلاً 
— مفيش اسم تاني هيدخل حياتي.. نور وبس.. حتى لو خلفتي كلها بنات.. هسميهم كلهم نو…. 
قاطعته نور لتحيط هي ذقنه بكل جرأه ثم وقفت على أطراف أصابعها لترفع نفسها إليه… فساعدها باسم بحملها على خصره وقبل أن تبدأ قُبلة العشاق
قطع ذلك صوت طرقات الباب القويه وصوت ماجي تصرخ
— افتتتح يابااااسم… بقااا بتلعبواا عليياااا.. جاايبني مع الشحاااته مرااتك بنت بيااع الاناابيب عشاان تحررق دمممي… افتح الباااااب
كزّ باسم على أسنانه بغيظ متمتماً بحنق
— يااااابنت الكلب… والله لمخلص علييها انهاارده… اناا خللااص جبت اخرري وزهقت من بنت الورمه دي 
ضحكت نور على عصبية باسم.. ثم قالت
— متردش عليها.. سيبها تهبل وتشتم براحتها… عايزاك تكبر دمااغك خاالص وتسيبهاالي 
داعب باسم أنفها قائلاً  بمرح
— ااه لو اعررف بس انتي ناويه على ايه 
تطلعت للسقف بغرور لتردف
— نااويه على كل خير..
غاصت ببصرها في عينيه لتداعب رقبته برقه هامسه
— تأكد إن مفيش حد في الدنيا دي يقدر يفرق بينا… حبنا صادق ياابااسم… مش هسمح لأي حد مهما يكون مين.. انه يهده… أنا أتهد وحبنا لاء 
أكدت كلامها بقُبله رقيقه منها جعلته يذوب بين يديها توقاً وعشقاً… غير أبهين لتلك التي اصبحت جمراً مشتعلاً في الخارج من شدة الغِل والغيظ
.. 
ظلت ماجي تفرك يديها بغيظ ذهاباً وإياباً في الخارج… ثم فكرت سريعاً  لتأتي بمفتاح غرفه أخرى.. لتضعه بداخل مقبض الباب وهي تحاول مراراً أن تفتحه.. 
… 
انتفض باسم بغضب على صوت محاولات فتح الباب… فأنزل نور برقه.. ليتجه متوعداً لماجي بالنيل منها… استوقفته نور ممسكه بيده برقه لتهمس له
— باسم.. حافظ على خطتنا.. بلاش تهور 
تنفس باسم بعمق مجيباً
— حاضر يانور 
عدلت نور من هيئتها وكذلك باسم.. خرج باسم وقد تحولت ملامحهه سريعاً للبرود والتمثيل 
عقدت ماجي يديها على صدرها لتهتف بغيظ
— ممكن بقاا افهم سياادتك بتعمل كده ليه 
جذبها باسم من يدها ثم دلف بها لغرفه آخرى وأغلق الباب ورائه كما فعل مع نور..مسح على وجهه بهدوء قائلاً
— كان لازم اعمل عليها الشويتين دول وافهمها إني مقدرش استغنى عنها عشان اخليها تكتبلي املاكي اللي كتبتهلها اول ماتجوزنا…منا كنت غبي ساعتها ومفكرها ملاك…بس اللي حصل اني مش قادر انساكي ياماجي…انتي أول واحده حبيتها ومش سهل انساكي ياحبيبتي 
لانت ملامح ماجي على الفور..ثم اقتربت بغناجٍ لتحيط رقبته بدلع هامسه
— يعني انت بتحبني أنا ياباسم  !
باسم بخبث
— طبعاً ياروح بااسم..متتخيليش أناا كنت مستني اللحظه دي قد اييه ياحبيبي 
ماجي بدلع
— بااسم…بوسني 
هتف باسم بتلقائيه
— بااستك عقربه
ماجي بدهشه وغضب
— ايييه  !!
تنحنح باسم ليردف بمزح سريعاً
— اييه ياقلبي..ههه..قصدي باستها عقربه اللي تفكر تبعدني عنك…هو انا اقدر استغنى عنك برضو ياروحي
اتسعت ابتسامة ماجي وهدأ قلبها..لتجذبه من ياقة ملابسه،ثم قبلته بقوه رغماً عنه…مما فتح باسم عينيه على مصرعيه بدهشه من جرأة ماجي ووقاحتها المبالغ فيها…لحظات وابعدها عنه بالقوه ليهتف وهو يتنفس بصعوبه
— اياااكي…تعملي…كده تااني…انتي فاااهمه..ايااكي 
ماجي بتعجب
— ايه يابااسم..مش انت بتقول اني وحشتك
زفر باسم بضيق ثم رمقها بنظرات غاضبه كالنيران…أشاح ببصره بعيداً عنها محاولاً أن يُهدئ من روعه قليلاً…هتف بهدوء
— كنت عاوز أنا اللي أبدأ ياحبيبتي…عشان تحسي ان مشتاقلك فعلاً
ابتسمت بدلع مردفه
— وأنا بين ايديك اهو ياحبيبي..اعمل فيا اللي انت عاوزه
أردف باسم في نفسه بغيظ
— عملك اسود ومنيل…ده انا لو علياا عااوز اخنقك واطلع رووحك في اييدي…اوووف…الله يساامحك ياانوور 
لحظات وتفاجئ بااسم بما تفعله ماجي…فقد شرعت في نزع ملابسها عنها وهي تنظر له بجرأه ووقاحه
اشتعلت وجنتي باسم من الخجل،ثم أدار وجهه سريعاً ليصرخ بتوسل
— الحقينااااي يااانوووور…هتتحممررش بيياااا يااابت!!!
—————————
لآ اقبل ان يُحبك احد غيري ،ولا اقبل أن يُعجب بك غيري ،أنتِ لي ، ولي فقط ..❤
…..
متشغليش بالك يا فريستي..أنا هخلي ابوكي وامك هما اللي يطلبوا نتجوز بسرعه..وبكره كمان 
قالها يوسف وهو يداعب وجنتيها برقه وحنان
هتفت مارينا بدهشه
— هتخليهم هما اللي هيوافقواا  !!!
أومأ يوسف متابعاً بمكر
— عاملك بكره مفاجأه..هتعجبك اوووي
قامت مارينا على الفور لتتكأ بذراعيها على صدره ثم قالت بمرح ولهفه
— قوولي المفاجأه 
ضحك يوسف قائلاً
— ماانا لو قولتلك مش هتبقى مفاجأه 
مارينا بتوسل 
— عشاان خااطري ياايووسف..طيب قولي في ودني ومش هقول لحد 
ضحك يوسف بقوه،فوضعت مارينا يدها سريعاً على فمه تكتم صوت ضحكاته العاليه..همست بحذر
— اخررس…هتوديناا في دااهيه ياغبي 
قبْل يوسف باطن كفيها ثم أزاحههم برقه ليتمتم بضحك
— لسااانك طوول..هاا..خدي باالك..اناا بعديلك بمزااجي بس عشاان انتي حاامل 
تحولت ملامح مارينا للحزن قليلاً لتردف بأسى
— انت فعلاً بتعمل كل ده عشان انا حامل  !!
تنهّدت بحزن ثم تابعت
— قلبي كان حاسس انك اتغيرت معايا عشان خاطر اللي في بطني…انت اصلاً مبتحبنيش ولاعمرك حبتني…انت زي ماقلت عاوزني اجبلك عيال عشان يونسوك ومتحسش بالوحده من بعد اهلك مارموك 
كادّ يوسف أن يعتذر لها،معللاً أنه يمزح ولكن ماقالته مارينا جعله في قمة غضبه وغيظه من ذكرها أنه كان طفلاً منبوذاً من عائلته..
أمسكها يوسف من ذراعهها ليحتويه بقوه ضاغطاً عليه وهو يكزّ على أسنانه حتى اصطكت من شدة الغضب والغيظ…بينما مارينا وضعت يدها على فمها تكتم صوت أنينها..
هتف يوسف بقسوه
— أنا اللي سيبت اهلي ومشيت…ايواا مكنووش بيحبوووني…ايووه كنت طفل وحيد محدش بيحبني…عمري ماسمعت من امي ولا ابويا في مره كلمة بحبك…معرفش يعني ايه حضن الأم وحنان الأب…بس انا مش محتاجلهم يامااريناا…وااه انا فعلاً مبحبكيش وهستنى لحد ماتولد وهاخده واسيبك 
رمقته مارينا بحزن وندم على ماقالته رغم أنها تعلم أنه قال ذلك فقط ليشفي غليله وتدرك جيداً صدق مشاعره تجاهها..
قام يوسف وهو يزفر بضيق ويتأفف بنفاذ صبر..ليتجه ناحية النافذه…ظل واقفاً أمامها يستنشق الهواء ويتأمل النجوم في صمت واضعاً يديه في جيبه بملل..
ظلت مارينا جالسه على الفراش تتأمله بحزن شديد وتأثر بما قاله عن كُره عائلته له..
تنهّدت مارينا بعمق ثم اتجهت لتقف ورائه،ترددت قليلاً في الاقتراب منه…ولكن رست أخيراً في إحاطته من ظهره بحنان لترخي رأسها عليه هامسه
— انا اسفه 
ظل يوسف صامتاً لدقائق…ليتحدث بحسره وحزن
— من حوالي سبعتاشر سنه في عيد القيامه المجيد.. كنت مجهز لبسي وفرحان اووي.. فرحتي بالعيد اكتر من فرحة اي طفل عادي.. لأن العيد كان بالنسبالي جرعة أكسجين  ..بابا كان حارمني من اللعب…مكنتش بخرج غير في الاعياد…ااه نسيت اقولك..لبس العيد بتاعي مكنش بيبقى جديد زي اخواتي كنت بلبس لبس قديم عندي وساعات جدي كان بيشتريلي من ورا بابا…
تنفس يوسف بعمق ثم تابع بنبره يشوبها الحزن
— مش هنسى اليوم ده ابداً…بابا نادى على اخواتي واداهم مصروف العيد الا انا…سألته اشمعنا اناا…عارفه عمل ايه…مسكنى موتني من الضرب يومها وكسرلي دراعي فضلت مجبسه ست شهور…وامي كانت واقفه تتفرج ولافكرت حتى تحوش عنه…كنت بصرخ واموت تحت ايده وهو كان كل اللي عليه…يضربني باافتراا ويقولي خلفتك كانت شؤم عليا…انت النقطه السوده اللي في حياتي…مش عاارف انا عملت ايه عشان استاهل كل ده…بس أنا مشفتش يوم حلو في حيااتي…أنا فعلاً كنت طفل منبوذ من أهلي…وكبرت وبقيت شااب منبوذ من الكل..
اتجهت مارينا لتقف أمامه والدموع تشكلت بعينيها الجميله على هيئة سحابه مليئه بالمطر آهله للسقوط في أي وقت 
همست بنبره مهزوزه
— طيب وأنا  ! 
ابتسم يوسف بحزن ثم أردف بصدق 
–انتي الحاجه الوحيده الحلوه في حياتي…أنا كنت انسان وحش بسبب اللي عملوه فيا..بس نضفت على ايدك وبحاول اغير من نفسي للاحسن عشان استاهل براءتك يامارينا..أنا مش وحش والله..انا بس نفسي احس إن في حد شاري خاطري وبيحبني وعاوزني…مش طالب أكتر من كده 
ألقت مارينا نفسها على صدره لتجهش بالبكاء رغماً عنها وهي تضم نفسها له بقوه قائله من بين بكائها
— بس أنا حبيتك والله يايووسف..أناا مسمحااك وهساعدك تتغير خالص وترجع يوسف الطيب..وملكش دعوه بيهم هما وحشين..خليكي معايا اناا…انا هجبلك اطفال كتير حلوه يحبوك زي منا بحبك 
ضحك يوسف بخفه ثم انحنى ليكون في مستوى رأسها…مسح لها دموعهها بحُب قائلاً بمزح
— طب ماتيجي نشوف موضوع الاطفال الكتير ده بدل الفيلم الهندي اللي احنا فتحناها ومش هيخلص انهارده
نظرت له مارينا بشفقه..ثم عاودت البكاء بقوه
..فضمها يوسف اليه بشده وأخذ يمسد على ظهرها ويُقبل شعرها بحنان وهو يهمس
— مارينا…بطلي عيااط عشان خااطري..ميري انا اسف متعيطيش بقاااا…شششش طب اهدي اهدي انا اسف إن خليت فريستي الحلوه تعيط…دموعك غاليه عليا والله…طب يارب اموت لو مبطلتيش عياط
نهرته مارينا ببكاء
— بعيد الشر…ان شالله اللي يكررهك…احنا هنفضل مع بعض علطول…صح يايوسف..مش انت هتفضل معايا دايماً ومش هتسيبني خالص حتى بعد مااولد!
يوسف بغرور وضحك
— انتي عندك شك يافريستي 
حاوطت مارينا وجهه لتهتف بدموع
— قولي انتي بتاعتي ومحدش هياخدك مني…قولهالي يايوسف…انا اتعودت عليها وبقيت احب اسمعها منك دايماً…بطمني إنك مش هتسيبني أبداً
تأمل يوسف كل إنش بوجهها بحُب ثم همس 
— انتي كلك على بعضك بتاعتي…اللي يفكر بس يمس شعرايه منك…يبقاا جااب الموت لنفسه 
أكد جملته بقُبله عميقه منه على جبينها ليهتف بعد لحظات
— بحبك اووي والله…مكنتش اتوقع إن اقع على في الحب بالشكل ده…كنت واثق إن مفيش حاجه اسمها حب أصلاً..بس جيتي انتي وغيرتيلي مفهومي كله…كنت مفتقده حب ابويا وامي ولقيته فيكي انتي…مارينا انتي بقيتي شيء اساسي في حياتي…اقسم بالرب اني بعشقك ومش قادر ابعد عنك ثانيه واحده…والله بحبك 
ابتسمت مارينا بمرح ثم أخذت يده لتضعها على بطنها برقه قائله
— واحنا كمان بنحبك..وفخورين انك في حياتنا
تأملها يوسف للحظات باإنبهار من تلك الكلمه “الفخر” نعم…كان يريد وبشده أن يستشعر حروفها من أفواه عائلته…ولكن جميعهم أحبطوه ونعتوه بالفاشل رغم ذكائه وأخلاقه العاليه عندما كان طفلاً..إلا أنه لم يلقى كلمه واحده تشعره بالفخر والتعزز بنفسه…فجاءت تلك الصغيره صاحبة أجمل عيون بالعالم لتخبره بمنتهي العشق أنها وطفلها فخورين به وسعداء بوجوده في حياتهم..!
تنهّد يوسف بإرتياح…ثم حملها بين ذراعيه باإحتواء وعشق شديد..كأنه خائف من فقدانها بأية لحظه..
وضعها على الفراش برقه،ثم وضع رأسه بهدوء على صدرها لينام عليه بسكينه وكأنه وجد ملجأه من عناء وكبد الحياه..
همس يوسف وهو مكتسح صدرها بإطمئنان
— أي حاجه هتقدري تغيريها فيا…إلا حاجه واحده بس
همست مارينا متسائله وهي تداعب خصلات شعره الطويله
— إيه هي  !
أجاب وهو يغمض عينيه بإرتياح
— تملكي ليكي…عشقي ليكي…بعشقك بتملك يامارينا…عارف إن ده هيرهقك وهيتعبك كتير بس..
قاطعته مارينا بهمس
— ششش…مفيش بس…أنا راضيه بحبك ده..انت مقلتش حاجه تدايقني..أنا فعلاً ملكك وبتاعتك انت بس ياأحسن دكتور واجمل واطيب راجل في الدنيا
اتسعت ابتسامة يوسف وشعر بالسعاده الشديده كلما ذكرت له مارينا..أنه شخص طيب ومرحب به..
ظل ينعم بدفء يديها تمسد على شعره وتمسح عليه بحنان..لبضع دقائق…إلا أن سمع كلاهما صوت طرقات على الباب..
انتفضت مارينا بذعر لتشهق بخوف
— يوووسف…ماماااا 
يوسف بتوتر
— وهي امك جاايه تخبط عليكي دلووقت لييه 
مارينا بتوتر هي الآخرى
— أناا اعرررف بقاا المخرج عاايز كده 
يوسف بتعجب
— مخرج اييه  !!
مارينا وهي تلطم على وجهها بخفه
— معرررفش…اتصرررف…يلاا ياحبيبي.. مش انت اللي عملتلي فيهاا روميوو ونطيت من الشباااك…يلاا قوولي هتستخبى ازااي 
يوسف ببرود وغرور
— مش أنا اللي استخبى ياقطه
وكزته مارينا في كتفه بغيظ لتهمس بخوف
— هوو ددده ووقته انت كمااان…رووحناا في دااهيه منك لله يايوووسف 
يووسف بغضب مصطنع
— دلوقت منك لله…ومن شويه…خليك جنبي يايوسف…متسيبنيش لوحدي يايووسف 
مارينا بغيظ
— انت بتتريق عليييااا…طب والله منا سيباااك
انقضت عليه مارينا تضرب بالوساده وهو يحاول التهرب منها بضحك…متناسيين تماماً هتاف ميرفان تنادي على مارينا بالخاارج 
تعلقت مارينا برقبة يوسف تحاول أن تخنقه بمزاح..فتصنع يوسف أنه يختنق بالفعل وظل يصدر أصوات غرغره من فمه..فاابتعدت عنه مارينا في الحال..لتشهق بخوف وهي تتفحصه بدقه
— يووسف…اناا اسفه والله مقصدتش…يووسف حبيبي انت كوويس 
ابتسم يوسف بخبث..ليجذبها من شعرها برقه مثبتاً رأسها أمامه ليهتف بمرح
— حبيبي طالعه من بوقك زي السكر 
صفعته مارينا على خديه برقه لتهتف بغيظ
— صدق انك بني أدم بااارد 
يوسف بغضب مصطنع
— انتي قد القلم دده…طب تعااليلي بقااا 
رفعها يوسف على كتفه قائلاً بضحك
— عارفه لو مكنتيش حاامل…كنت عملت فيكي وااحده بااور إسلااام دلووقت..كسرت عضمك في لحمك…بس هعديهاالك المراادي عشاان شبلي الصغير اللي في بطنك ده 
في تلك اللحظه استطاعت ميرڤان ان تفتح الباب..دلفت للداخل لتشهق بشده وهي تنظر لهم بصدمه غير مصدقه ماتراه عينيه…ظلت تتأمل يوسف بصدمه شديده وهو يحمل مارينا على اكتافه وأصوات ضحكاتهم تملأ الغرفه
شهقت ميرڤاان بدهشه شديده
— حاااااااممممل  !!!!!!
—————————
في إحدى البيوت المهجوره…تحديداً في بيت أملكه أنا شخصياً،قد كنت أعلنت عن عدم تسكيني للأشخاص به..وفضلت أن أفتحه ملجأ للأطفال ولكن الفرصه لم تحن بعد..
جلست كلاً من صباح وريناد يتهامسون بخوف من المكان..
لحظات ودخلت عليهم لـ ألقي التحيه باإبتسامه بشوشه كي أهدئ من روعههم قليلاً
هتفت بهدوء ومازلت أرسم تلك الإبتسامه المطمئنه على وجههي
— طبعاً طنط صباح مش عارفه أنا ابقى مين..بس ريناد عارفه وحمزه باشا عارف 
صباح بدهشه
— عارفين اييه!! هو فيه اييه…انتي مين!!
تدخلت ريناد في مجرى الحديث لتبتسم لي بمرح مردفه
— دي اللي بتعمل من حياتنا روايه…يعني ياماما بتيجي تعمل معانا حوار وتسجل عندها اللي بيحصل معانا وتكتبه على هيئة روايه الناس تتسلى وتستفاد منها…اسمها نرمينا هتحبيها ياماما وهتحبي تضربيها بالشبشب زي أنا وروضه كده
هتفت بخوف مصطنع سريعاً
— لاء شبشب ايييه…صلوا على النبي كده..أنا جااي انفذ اللي ظابط المخابرات حمزه العريبي أمرني بيه وخلاص…وبصراحه أنا معتبراكم من ضمن أهلي…يعني البيت بيتكم…اتصرفوا على طبيعتكم خاالص 
صباح بتعجب وهي تتأمل البيت بإشمئزاز
— هو ده منظر بيت…الله يسامحك ياحمزه..جايبنا في حته مهجوره وتقولي بيت 
ابتسمت بصمت،فلم أعرف ماذا اقول لها،هي معها كل الحق فيما قالته…فالبيت بالفعل يبدو مخيفاً بعض الشيء..
قالت ريناد بتوضيح
— بصي ياماما…حمزه ملقاش أحسن وأامن من نرمينا يخبينا عندها الكام يوم دول…لأن طبعاً مستحيل حد يشك فيها..وثانياً حمزه شايف إن المكان ده مش سهل أبداً حد يوصله…فطلب منها تدبرلنا البيت ده نقعد فيه كام يوم كده لحد مايخفينا عن العيون خالص وبعدين يودين مكان أحسن 
تنهّدت صباح بيأس قائله
— أمري لله يابنتي…بس رووضه…البت روضه فين..أنا خايفه عليهاا
غمزت ريناد لصباح بمرح لتهتف
— متخافيش عليها…حمزه هيشغل روضه معاه
ضربت صباح على صدرها لتشهق بدهشه وخوف
— ياامصييبتي!!!يشغلهااا معااااه  !!!!
———————
قُلت لك عزيزي القارئ،أن ريناد تجلس معي وأنت لم تصدقني،إذاً هذا ليس من شأني أنك
 “قارئ طيوب” 
….
مازال هناك الكثير من المفاجأت..نحن مازلنا على مشارف الطريق…
خرجت يمنى من المكتب تمشي بخيلاء وتعقد يديها على صدرها، لتقف وتصوب بصرها تجاه عمر الواقف منتفخ الأوداج، يصرخ بموظفيه بغضب شديد لم يستطع كبحه، بسبب تلك المتمرده التي أشعلت براكين الغيظ والغيره بقلبه، من مجيئها لشركته بصحبة هذا المحامي الأحمق.. وبملابسها الضيقه هذه.. 
تنفست يمنى بعمق ثم هتفت ببرود 
— عمر باشا… متتعبش نفسك بنقل الموظفين الرجاله للفرع التاني… خليهم هنا.. أنا  كده كده هعرف اتعامل معاهم وامشي الشغل زي مااحضرتك عاوز… شوف انت رايح فين ياهندسه ومتتعبش نفسك 
رمقها عمر بنظره ناريه، يُود لو يهشم رأسها.. زفر بضيق ليهتف بنفاذ صبر 
— مش شغلك… متدخليش في اللي ميخصكيش 
داعبت يمنى أظافرها بملل.. ثم سارت نحوه بدلع لتربت على ياقة بدلته بفتور مردفه
— هو انت لسه مصمم برضو إن اللي بيحصل في الشركه ميخصنيش  !  تؤتؤ.. لا ياحبي.. تبقا غلطان ياحيااتي… بصماتك وتوقيعك على الورق اللي بيثبت فيه ملكيتي لنص الشركه 
وضع عمر يديه في جيبه ليرمقها مطولاً بغيظ.. ثم هتف
— الورق ده تبليه وتشربي ميته.. أنا هنا البوص.. يعني كلمتي تمشي على الكل واللي اقول عليه يتنفذ بالحرف الواحد… يإماا… 
رفعت يمنى حاجبيها ببرود لتردف
— إييه… يإما اييه!!  هتقتله  !  ولا هترميه في قصر الاشباح بتاعك!  ولا يكونش هتخليه طعم لتعابينك ولا حاجه! 
ابتسم عمر بسخريه شديده… ثم مال على أذنيها ليهمس بفحيح
— بُطاااس… هسيح لحمه ببطاااس 
دبّ الخوف في جسد يمنى لتبتلع ريقها بصعوبه هامسه
— انت ازااي كده بجد.. ازاي بالإجرام والقسوه دي.. عمر انت مكنتش كده.. إيه اللي حصلك! 
عمر بغموض وسخريه
— عشان معرفتنيش على حقيقتي… بس دلوقت كل حاجه بقت واضحه.. وقريب اووي الورق هينكشف.. والولد هيقووش… أو كِش ملك! 
تأملته يمنى بدهشه للحظات، تحاول أن تتعرف عليه من جديد.. من أين جاء بكل هذا الغموض!؟ 
من أين له كل تلك القسوه  !؟ 
هتفت يمنى بيأس
— وهتستفاد إيه من كل اللي بتعمله ده  !! 
صرخ عمر بغضب وهو يكور قبضة يده بقوه
— حقققي… هستفااااد إن هاااخد حققققي 
أشارت يمنى لنفسها بخوف
— مني!!…هتاخد حقك مني أنا ياعمر!!
اقترب عمر منها بشده ثم ابتسم بغموض وسخريه هامساً بفحيح
— اللي كنت بعمله معاكي ده..كان هزااار..لعب عيال..لأني مقدرش أذيكي…إنما حقي اللي بتكلم عنه..مع نااس كبييره اووي..بس مش كبيره عليا..أنا اقدر افعصهم زي الصراصير تحت جذمتي…بس لاء..كله بشويش وتخطيط..عشان دي الضربه القاضيه 
عقدت يمنى حاجبيها بتعجب وعدم استيعاب..أردفت بعدم فهم
— أنا مش فاهمه انت بتكلم على ايه…مش فاهمه حاجه 
تنفس عمر بعمق ليجذبها من ذراعهها دون أن يتكلم..ثم دلف للمكتب ثانيةً ليغلقه ورائه بقوه..ودفعها على الأريكه أمامه..ثم انحنى عليها ليحتجزها بين ذراعيه،مصوباً بصره بنظره مطوله لـ أعينها..ليهمس بهدوء مميت
— أنا ليا أعداء..ومش واحد ولا اتنين..لاء..دول عصابه..وعصابه جامده اووي…أنا مش اسمي عمر منير الرفاعي..ده اسم مستعار ليا..وبرضو مش مهندس…أنا أبقى………….!
في تلك اللحظه هجم مُهاب على مكتب عمر ليهتف بمرح دون أن ينتبه لوجود يمنى
— يااكبييير طب وربنااا الشررركه هتبقى وحششه من غييرك..هتسااافر امتى!
اعتدل عمر في وقفته ليمسح على وجهه بتعصب هاتفاً بغضب
— مش هتبطل بقااا قلة الذووق دي…ياااعم ابقاا خبطط الله 
تنحنح مهااب بخجل مردفاً
— احمم مخدتش بالي..انا اسف يسطا..قصدي يابشمهندس…بس مين المزه دي..دي شبه مراتك يسطاا..دي واحده جديده بتعط معاهاا دي 
رمقه عمره بنظره تحذيريه أخرسته على الفور ليتمتم بحنق
— الله يخربيتك يامهااب الززفت
هتف عمر بغضب
— دي يمنى مرااتي يااغبي..قصدي طليقتي..يمنى هاانم هي اللي هتدير الشركه مكاني لحد ماارجع من السفر
مهاب بدهشه
— مرااتك.!..انا اسف يايمنى هانم..بس شكلك اتغير اووي 
يمنى بدلع وكأنها تريد أن تشعل غيرة عمر
— واتغيرت للأحسن بقا ولا للأوحش!
مهاب بتلقائيه وإنبهار بجمالها
— للأحلى طبعاً…ده مين الغبي اللي يبقا معاه مزه زي دي ويسيبها 
نظر عمر لكلاهما بدهشه..ثم صرخ بغضب وغيره
— وحيااااات امممك انتتتي وهوووو…لاااا ده انااا اركب الأرااايل بقاااا
يمنى بعند
— برااحتشي..انا مش على ذمتك وبصرااحه مهاب دخل دمااغي وعجبني 
رمقها عمر بدهشه…ثم جذبها من وشاحهها بقوه ليهتف بغضب أعمى وغيره شديده
–احترمي نفس اهلك بدل ماقسماً بالله احرق قلبك واحسسك باللي انا حاسه بطريقه مش هتعجبك 
تدخل مهاب ليهتف كالأحمق دون وعي
— يسطا ماانت طلقتها..سيب غيرك ينبسط بيها بقاا
فتح عمر فمه بذهول..ثم ترك يمنى من يده..ليأخذ كوب الزجاج الموضوع على المكتب ثم ألقى به في وجهه مهااب وهو يصرخ بشده
— جراااااا ايييه ياااض يااابنالمررررره…انت نسييت نفسسسك ولااييييه…لااااا ده انااا شمحططي وشكلك كده عاااوز تقلبهااا دددم وانا بصرااحه حيااتي كلهاا قتل واعشق الددم 
مهاب وهو يحاول الهروب منه بطريقه مضحكه
— اييه ياكبيير…ماالك قلبت على ولاااد رزق كده لييه..انا مقصدش يااعم..ده انت جاامد جداً..يخربييت جمداانك
ضحكت يمنى رغماً عنها على تعبيرات وجه مهاب المضحكه..فذاد ذلك من غيظ وغيرة عمر…مما جعله يفقد أعصابه ويهرول راكضاً وراء مهاب…ركض مهاب للخارج وهو يصرخ بضحك
–الحقونااااي…عااوز يتجوززني واناا مواافقتش..قاال ايييه مش هيجبلي شبكه زي بنت عمي..يااخراااب بييتك يامهااب
ضحك جميع الموظفون بالشركه على ماقاله مهاب..وتوقف عمر عن الركض ورائه كالمجنون ليضحك رغماً عنه..زفر بضيق ليردف في نفسه
— اقسم بالله مهترتاحي ياايمنى غير لما تجننيني بجد…اووف 
دلف عمر للمكتب ثانيةً…ليجدها تندفع نحوه بغضب ثم جذبته من ياقة قميصه ليصبح وجهها مقابلاً لوجه المندهش من ردة فعلها…هتفت يمنى بغيره حقيقيه
— هوو مهااب قصده ايه..ب واحده جديده!..هو انت كنت بتجيب نسواان الشركه يااعمرر  !!
مدّ عمر أنامله ليتحسس شفتاها المكتنزه ثم همس أمامهم
— براحه..غيرتك هتولع في المكان كله 
أزاحت يمنى يده عنها بغضب لتهتف بغيظ وهي تولي له ظهرها وتعقد يدها على صدرها
— أنا مبغيرش..مش هبله أنا عشان اغير من حد..لسه متخلقتش اللي تخليني اغير منهاا 
اقترب عمر منها بشده،ليصبح ملتصقاً بظهره ثم احتوى خصرها بتملك لينحني هامساً في أذنيها
— لاء…اتخلقت يايمنى 
أدارت يمنى جسدها له مردفه بسخريه
— لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي زي يا…ياعمر…قصدي ياا…قلت اسمك الحقيقي ايه!
ابتسم عمر على سخريتها منه فهتف ببرود
— لااء…متحطيش في دماغك كنت بهزر معاكي
يمنى ببرود هي الآخرى 
— متقلقش…أنا اصلاً معتش بصدقلك كلمه..فـ…فااهبد براحتك ياهندسه 
هزّ عمر رأسه وهو يبرم شفتاه بملل..ثم أردف بحِده
— اسمعي…أنا بعد اللي شفتوا من عنادك ده..رجعت في كلامي ومش هينفع اشغلك في الشركه…لأن عندي شوية صفقات مهمه وتصفية حساباات كده ممكن..لاء مش ممكن…ده اكيد هتقلب دم وقتل…فـ أنا خايف عليكي…خايف تتورطي بسببي…عاوزك تقعدي في بيتك معززه مكرمه وطلباتك كلها أوامر…بس اسمعي كلامي…انا بجد خايف عليكي 
تأملته يمنى للحظات،تحاول أن تستشعر صدق حديثه ولكنها لم تستطيع..هتفت بعدم تصديق
— عمرر…بلاش شغل الحوارات ده..عشان بقا معروف وفييك اووي…انا هفضل في الشركه هنا ومش هتقدر تمشيني 
تأملهم عمر للحظات مبتمساً بنظرات حالمه.. قائلاً بهدوء وبصدق
— تعرفي إن نفسي أرجع عمر بتاع زمان.. وحشتني الأيام دي اووي 
التمعت بعين يمنى الدموع، فأخفضت وجهها سريعاً، حتى لايلحظها… همست بضعف
–وحشتني أنا أكتر.. نفسي أفهم ايه اللي غيرك كده
امتدت يد عمر ليرفع لها ذقنها برقه هامساً 
— أوعدك إن هرجع زي الأول… بس أخلص اللي ورايا الأول وادفنه 
يمنى بعدم فهم
— تدفن ايه.. عمر ممكن تبطل تكلم بألغاز وتفهمني في ايه بالظبط  !!؟  
هزّ عمر أكتافه بلامبالاه قائلاً 
— منا قولتلك أنا مش عمر اللي تعرفيه مصدقتنيش… يبقا ازاي هتصدقي اللي هقولك عليه
رمقته يمنى ببرود ثم هتفت بتهكم
— عمررر… متستعبطش علياا… انت بتلف وتدور عشان تمشيني من الشركه بأي طريقه  
عمر بإيماء وضحك
— ااه… فعلاً… أنا عاوز أمشيكي من الشركه بأي طريقه… وبصراحه لقيت الطريقه المناسبه اللي هتخليكي تنسحبي بهدوء وترفعي الرايه البيضه… يا.. يادبشتي 
عقدت يمنى يدها لتردف بتحدي
— ده بعينك… يا.. ياقلبي 
ابتسم عمر بحُب، متأملاً إياه بإشتياقٍ للحظات… أخرجه عن شروده يدها وهي تلوح أمام وجهه هاتفه
— يااهنددسه… رووحت فيين… نحن هناا 
عمر بضحك وعِند
— استعدي بقا ياروحي على المفاجأه اللي محضرهالك 
يمنى بعدم اهتمام
— لااء.. فكك.. معتش بتفاجأ… بقيت اتوقع منك أي حاجه 
برم عمر شفتيه مأومأً ببرود، ليقوم برفع سماعة الهاتف ثم قال بلهجه آمره
— تعالي 
.. 
نظرت له يمنى بإنتباه، وصوبت بصرها تجاه الباب كما يفعل عمر، كأن كلاهما ينتظر شخصاً مهماً
دقائق وفُتح الباب وانكمشت ملامح يمنى من الذهول والصدمه لتهتف بدهشه شديده 
— شروووووق  !!!!!! 
ابتسم عمر بإنتصار ليتركهم ويخرج وهو يقول بغرور
— سلاام بقاا ياقطط… اسيبكم بقا تخربشوا بعض وأرووح الحق طيارتي 
————————–
خرج عمر من مكتبه ليتجه بالفعل نحو طائرته المروحيه.. وضع سماعات الطائره الكبيره على رأسه إستعداداً لقيادتها بنفسه نحو المكان المنشود.. نحو مقر عمله الأساسي 
…….. 
أمام مكتب عمر بالشركه، جلست هدى على أحد المقاعد تنتظر يمنى.. مرّ عليها قاسم، فأراد مداعبتها.. هتف بمرح
— تشربي حااجه ياآنسه! 
هدى بنفي وأدب
— لاء شكياً لحضيتك 
قاسم بدهشه معلقاً على كلامها
— شُكياً!!  ده اييه ده!!  لغة جديده دي ولاايه!!  حضرتك  لدغه ولا بتستعبطي  ! 
هدى بتلقائيه
— لا لدغه 
قاسم بدهشه أكثر
— لا والله… صدقي دمك خفيف 
تابع بنبره ساخره
— شكلنا كده هناخد على بعض بسرعه.. قولي ورور ياجرجير كده 
هدى بعفويه وضحك
— وي وي ياجي جي
انفجر قاسم ضحكاً وشاركته هدى الضحك.. ليردف قاسم بتعجب
— اييه ده بجد!!  اول مره اشوف حد بيتنمر على نفسه 
هدى بضحك
— اومال اسيبك تتنمي لوحدك.. علفكيه.. أنا مبزعلش لما حد يتييق عليا.. عشان هو كده كده هيخش الناي 
قاسم بضحك واستهزاء
— الناي!!  اللغه العربيه بتعيط منك.. قوليلي بقا ياحلوه اسمك ايه وجاي هنا شغل ولاايه! 
ابتسمت هدى بطيبه لتجيب
— اسمي هدى.. وأنا جاي مع يمنى صحبتي.. اللي هي ميات المهندس عُمي عشان هي اللي هتديي الشيكه مكانه 
رفع قاسم حاجبيه يتصنع الإندهاش هاتفاً بسخريه
— والله!!  امممم صدقي مكنتش اعرف.. قصدي اعيف!.. بصراحه ياانسه هدى وجودك في الشركه ملوش اي تلاتين لازمه لأني في الخمس دقايق اللي اتكلمت معاكي فيهم دول حاسس إن دماغي اتقلب ولساني اتعوج.. فـ لو سمحت متجيش هنا تاني 
شعرت هنا بالإهانه واكتسح ملامحهها الحزن الشديد.. فهمست بدموع وهي تستعد للخروج من الشركه
— عندك حق… أنا مش هاجي هنا تاني 
قاسم ببرود
— مع السلامه يالدغه.. في ستين داهيه.. إحنا ناقصين قرف.. مكفايا اللي موجود
قال جملته الآخيره وهو يصوب نظراته تجاه هنّا بغيظ 
أردفت هنّا بلوم
— حرام عليك ياقاسم.. البنت معملتش حاجه عشان تهينها بالشكل ده 
قاسم ببرود
— خليكي في حالك ياوش المصايب بدل ماازعلك وانتي عارفه إن زعلي وحش 
..
ركضت هدى للخارج وأثناء خروجها من الممر اصطدمت بـ مهاب..فرفعت عيونها الدامعه لتعتذر هامسه
— أنا..أنا اسفه 
مهاب بهدوء وتهجب
— محصلش حاجه..مش انتي زميلة يمنى..بتعيطي ليه..حد زعلك!
نظرت له هدى بدموع ثم هزّت رأسها بعنف كتعبير عن النفي..لتختفي من أمامه راكضه للخارج
اتجه مهاب لمكتب قاسم بغضب عندما رآه يحادث هنّا
جذبه مهاب من ذراعهه دون أن يتكلم وهو يكزّ على أسنانه بغضب وغيظ منه.. دُهش قاسم من فعلته.. فهتف بدهشه
— باشمهندس مهااب.. في اييه… حضرتك بتعاملني كده ليه!! 
توارى مهاب به في مكان بعيد عن أعين الموظفين.. ثم رمقه بنظره قاتله جعلته يبتلع ريقه بتوتر  
هتف مهاب بتحذير
–اياااك ثم اياااك تختلط بـ هنا تااني أو اي واحده شغاله في الشركه… هوريك السواد اللي عمرك ماشفته في حياتك.. انت فااهم 
تشجع قاسم قليلاً ليردف ببرود
— باشمهندس مهاب.. متنساش برضو أنا ابقى مين.. أنا من غيري ومن غير جدول الدراسه اللي بعمله للشركه دي.. مكنتش هتبقى بالمستوى ده 
نظر له مهاب بإمتعاض ليردف ببرود أيضاً 
— تولع الشركه بجاز على دماغك.. اللي اقوله يتسمع 
قاسم بتحدي وسخريه
— وإن متسمعش.. هتعلقلي المشنقه! 
ابتسم مهاب بسخريه شديده جعلت قاسم يتوتر في مكانه.. لحظات وخرّ قاسم على الأرض يرتعد من الخوف وكأنه رأى عفريتاً! 
إنتهى مهاب مما فعله ليردف بتجهم وفتور
— هاا.. عرفت أنا هعمل اييه.. أظن المشنقه ارحم من اللي انت شفته ده! 
خرجت الأحرف من فم قاسم بصعوبه قائلاً 
— انت.. انت… انت بتشتغل.. بتشتغل.. 
ابتلع قاسم ريقه ليقول بصعوبه
— انت بتشتغل في المافيا  !.. اللي انت عملته ده يقول… يقول انك… انك مجرم عالمي  ! 
ضحك مهاب بقوه مردفاً 
— تؤتؤ.. عيب تظن فيا السؤ ده.. ده انا حتى طيب ومرح… حتى بوزع نكت ببلاش.. شوف.. مره مهندس بترول اتجوز واحده نقبها.. هههه اضحك… اضحكككك
ضحك قاسم رغماً عنه بصعوبه وخوفاً منه… أما مهاب رمقه بنظره آخيره تحذيريه من أن يتفوه بأي شيء مما رأه… ثم تركه وذهب لـ هنّا، التي ما إن رأته حتى دبّ الخوف في أوصالها.. أشار لها مهاب بأن تأتي ورائه.. 
دلف للمكتبه ودلفت ورائه وهي في قمة ورعها وخوفها منه.. 
جلس مهاب أمامها واضعاً قدم فوق الآخرى ليصبح النسخه الثانيه من غرور وغموض عمر.. أشار لها بأن تجلس.. فجلست بخوف وهي تفرك يدها بتوتر
.. 
أخرج مهاب تلك الورقه التي أعطاه لها حارس البُنايه، ثم ألقى بها في وجهها ليهتف بقسوه
— بقاا يازبااله يارخييصه بتخوني اللي مشغلك معاه وموفرلك كل حاجه وعايشه من خيره وعاوزيه تمضيه تنازل عن الشركه لـ أمه  !! 
هنّا ببكاء وخوف 
— مهااب بيه.. والله العظيم أنا مليش دعوه.. فاديه هانم هي اللي طلبت مني كده وهددني.. في اول مره طلبت مني أحددلها مكان عمر باشا في المالديف عشان تبعت ناس يقتلوه.. وربنا ستر ومحصلوش حاجه… تاني مره طلبت مني امضيه على تنازل لأملاكه ليها بس انا خفت ورفضت وهددتني تقتل عيلتي وتقتلني.. فـ… فـ.. فاللي متعرفوش فاديه هانم.. إني مليش عيله اصلاً.. أنا.. أنا مقطوعه من شجره يامهاب بيه.. وملقتش غير قاسم اللي اقوله.. عرض عليا اني اتجوزه عرفي في مقابل يحميني… ووافقت.. بس قاسم استغلني و.. و.. 
لم تستطيع أن تكمل هنّا جملتها من شدة بكائها الذي تحول لشهقات متتاليه.. ولم يصمد مهاب أو يستطيع جمح غضبه فقام نحوها لينزل بصفعه شديده على خديها أسقطتها أرضاً على الفور.. ولسؤ حظ هنّا أن وقعت في يد الشيطان.. يد من لايرحم.. مُهاب في الحقيقه يفوق عمر قسوه وشراً.. ولكنه يفرغ ذاك الشر في الوقت المناسب وكما يريد.. 
انقض مهاب عليها ليقبض على شعرها بقسوه وبتملك، ثم أوقفها معه ليدفع برأسها تجاه الحائط بقوه وبغضب لامثيل له وهو يصرخ
— هووو عشاااان بيأمنلكم تقومووااا تخونوووه.. انااا بقااااا اللي هخللص عليييكم ياولااااد الكااالب… عااارفه عمررر لو كاان جرااله حااجه وعزة جلاااالة اللـــــه لكنت مقطعك حتت وراامي لحممك للكلاااب تنهش فييه ياارخيييصه ياشمااال 
تركها مهاب من يده.. فوقعت على الأرض مغشيةً عليها والدماء تملئ وجهها بغزااره… ظل مهااب يتنفس بغضب وعمق شديد.. ثم استجمع قوته ثانيةً ليركلها بقوه في بطنها جعل جسدها يرتطم في الحائط بعنف وهي فاقده الوعي.. 
وضع يده في خصره وصدره يعلو ويهبط بسرعه شديده ودقات قلبه في تلاحق مستمر من شدة غضبه واستشاطته.. 
لحظات وتفاجئ بباب مكتبه يُفتح ومن ثم دلفت هدى بدون سابق إنذار لتردف بتلقائيه
— هو مكتب يمنى فين.. أنا توهت 
تأملها مهاب للحظات بدهشه؛ فاانتبهت هدى لوجود هنّا بتلك الحاله المذدرئه… شهقت بخوف، فجذبها مهاب سريعاً للداخل ليغلق الباب ويلصقها في الحائط، واضعاً يده على فمها، ثم نظر في عينيها مطولاً ليهمس بتحذير
— ولااكلمه.. سمعتي.. ولاكلمه 
أومأت هدى بصدمه وظلت هدى ترتجف بين يديها كالمذعوره بخوف شديد.. 
فغاص مهاب في عينيها للحظات دون وعي منه ليهمس
–متخافيش 
.. 
عزيزي القارئ..نفض تلك الأفكار السودوايه عن رأسك ولا تفكر بـ
هل مهاب سيقع في حب هدى أم ماذا  !؟ 
لأنه كالعاده لن تتوقع وسأُبهرك!
—————————-
كما أن الألماس لا يلمع بلا احتكاك فكذلك الإنسان لا يتعلم بدون تجارب..
….
اتجه حمزه لمركز الشرطه ومعه روضه مازالت لاتستوعب أي شيء..
ركب سيارته المصفحه،بينما هذان الرجلين الذي استدرجهم عن طريق روضه،ركبَ في سياره أخرى يقودها النقيب أحمد 
وصلوا للقسم،دلف حمزه لمكتبه وأشار لـ أحمد بأن يجلب الرجلين ويأتي ورائه..
جلست روضه على أحد المقاعد في المكتب ولأول مره يكتسح الحزن ملامحهها لهذه الدرجه..
أخرجها من شرودها صوت حمزه يقول 
— متخافيش ياروضه قولتلك…امك وريناد كويسين..أنا الموت أهون عليا ياروضه من إني افرط في ريناد…بغض النظر عن انها بنت سامح..بس مش هسمح لحد يإذيها،لأني مش بس بحبها…أنا بعشق ريناد ياروضه..فمستحيل أفكر أذيها..وعلفكره هي عارفه بالخطه دي..فروقي كده عشان نعرف نفكر في اللي جااي 
روضه باانتباه ودهشه
— هو لسسه فيه جاااي  !!!
حمزه بإيماء وغموض
— إحنا لسه في البدايه ياروضه…وبصراحه أنا بخطط لحاجه أكبر..مش عشان سامح بس…عشان ناس تانيه كده..
صمتت ليشرد بذهنه للحظات فيما هو مُقدم عليه..استكمل حديثه قائلاً بإهتمام
— روضه…عاوزك تركزي معايا كويس وتفهمي كل كلمه هقولهالك 
روضه بإيماء وانتباه
— حاضر يااأبـيه
تنفس حمزه بعمق ثم أردف
— مبدأياً كده..موافقه تشتغلي معايا  !
قضبت روضه حاجبيها بتعجب لتردف 
— أشتغل معاك!؟..هشتغل معااك اييه  !
ابتسم حمزه بغموض..ثم أخرج سيجاره ليشعلها ببرود،نافثاً دخانها بإستمتاع..قائلاً
— جاسوسه 
انتفضت روضه من مكانها لتهتف بذعر
— جـ ايييه!!! جااسوووسه  !!
حمزه بإيماء وتأكيد لكلامه
— ايووه…جاسوسه لصالح بلدك 
تنهدت روضه بإرتياح مردفه
— ايووه..قوول كدده بقاا..قلبي وقع في رجليا يلا نيلك ياحمزه
حمزه بحِده
— روووضه…لسااانك 
روضه بإستسلام وضحك
— سووري ياكبيير..قوولي بقاا هتجسس على مين!
مال حمزه أمامها ليهمس بغموض
— تيم نُعمان 
روضه بتلقائيه
— واات إيز ذاا تيم هيخهيخهو 
رمقها حمزه ببرود ووجوم فتنحنحت روضه بخجل
— احممم..سوري…من تيم نعمان ده 
اعتدل حمزه في جلسته لينفث دخان سيجارته مردفاً
— ده المترجم اللي شوفتيه..اللي هيعلم أكرم يتكلم زينا بالظبط ويطبع على طباعنا 
فتحت روضه فمها بذهول لتردف بدهشه 
— هتجسس على المتررجججم  !!! اناا مش فااهمه حااجه  !؟
حمزه بتوضيح
— هفهمك..بصي ياستي…تيم نعمان ده كان الدراع اليمين لسامح الصعيدي لما كان في سويسرا..وطبعاً كان كل مقابلتهم من ورا أكرم..أكرم محاسب محترم ملوش في العوأ ولا السكه الشمال..فـ سامح كان بيعمل جرايمه وبيزود في وساخته في المستخبي من غير ماأكرم يحس
قاطعته روضه قائله بإبتسامه بلهاء
— تسمحلي انزل اسجد ركعتين شكر لله..كل مره بتأكد فيها إن حبيت راجل بجد ربنا يسترها معاه دنيا واخره حازوقه ابن ام بازوقه
ضحك حمزه قائلاً
— ايه جو الشحاته ده…اهدي وركزي معايا..العمليه دي في التوب…يعني الغلطه بفوره..وأنا عاوز ادرب شباب ملهمش في الشرطه اصلاً..يعني خاام عشان يشتغلوا معايا ونبقى في السليم،محدش يقدر يشك فيهم 
روضه بإيماء وهي تضع يده بجانب رأسها لتفعل تلك التحيه العسكريه هاتفه
— تمام ياافنددم 
استرد حمزه حديثه بإهتمام ليقول
— حصل خلاف بين سامح وتيم والاتنين انفصلوا عن بعض وتيم رجع يشتغل في السليم تاني يعني في شغله الأساسي..مترجم فوري ومعلم لغات..الحقيقه أنا شاكك إن ده ملعوب منه هو وسامح..عشان كده قررت انه هو اللي يعلم أكرم..وانتي هتروحي الڤيلا بصفتك هتشتغلي مع أكرم في خطه مزيفه هنعملها عشان نوقع سامح ونجيب رجليه…وهيروح معاكم النقيب أحمد عشان يدربكم على الخطه دي…وكل ده لازم يحصل قدام عين تيم 
قاطعته روضه مكمله بذكاء
— عشان تيم ينقل الكلام لسامح واحنا نسجله ويبقى ده الطعم اللي يوصلنا للمصيده اللي هنمسك بيها سموحه
ابتسم حمزه بإعجاب من ذكاء روضه مردفاً
— بالظبط..شطووره…مغلطتش لما اختارتك عشان تقومي بالمهمه دي 
روضه بمرح
— وأنا قدها ياباشاا..اعتبر نفسك بتشوي سامح على سيخ شاورما دلوقت 
ضحك حمزه قائلاً
— إما نشوف…بس في واحد كمان هيبقى معاكم في المهمه دي
كادت روضه أن تستفسر،ففتح الباب بأمر من حمزه…ودلف عسكري وبحوزته وائل يتمايل بخمول من آثار الخمر..
أجلسه العسكري على المقعد وسكب الماء في وجهه ليبدأ وائل في استرجاع وعيه…دقائق وشهق بقوه
— هاااا…انااا فيييين  !!
حمزه بهدوء
— اهدى ياوائل…متخاافش…احنا انقذناك في الوقت المناسب 
وائل بتعب
— اااه…رااسي…هو ايه اللي حصل…أنا هنا لييه!!
أشار حمزه لروضه بأن تخرج،ثم هتف بصوت عالي
— الظااابط أحمممد جلاااال..تعااال عااايزك 
دلف أحمد وهو يلقي التحيه العسكريه ثم أردف
— الاتنين الحوش كلبشتهم جوا في المكتب وعلمت عليهم ومش راضين يعترفوا بأي حاجه 
برم حمزه شفتيه بغضب هاتفاً
— سيبهملي اتسلى عليهم بعدين…المهم انت دلوقت…خد روضه وإبدأ في تنفيذ الخطه زي ماقولتلك 
أومأ النقيب أحمد ليلقي التحيه ثانيةً ثم خرج مصطحباً روضه معه..
هتفت روضه بمرح وهي تضع حزام الأمان 
— بقوولك اييه يازميلي…متشغلنا حااجه نغنغشه كده…شغل إنتي بسكوتايه معجنه
رمقها أحمد بإستنكار قائلاً
— زميلي!! بقا يطلع ميتين أهلي في كلية الشرطه عشان يتقالي زميلي في الآخر  !
روضه بمرح تحاول أن تستفزه
–اللاااه..وهما ميتين أهلك بتشتمهم لييه..ياعم اذكروا محااسن موتااكم..الناس مااتت الف رحمه ونور عليهاا…بتنسحب من لسانك الطويل ده ليه 
تمتم أحمد بحنق
— مستفزه أقسم بالله
صاحت روضه بمرح
— متشغلناا حااجه كده يااميدوو الله…شغل طيب تلت شورمات 
أحمد بدهشه 
— ايه تلت شورمات دي  !!
لعقت روضه لعابها لتغني بتلذذ وهي تمسح على بطنها بشهيه
–ياااادي جمااالهاا ياااه…شااورماا ولاا في الخياال…والعيش دده فييه يتقاال…مواااال…ويااعيني ياااااه ياااسييدي على جماالهااا لماا تدوقهاا في أولهاا..فجأه تقوول هاات كمااان وعند بييت أم فااروق 
أوقف أحمد السياره أمام ڤيلا حمزه ليهتف بغضب
— انتي ايييه صداااع…اييه الهم اللي ربناا بلااني بيه ده بس…اووف استغفر الله 
روضه بإستفزاز
— ايييه بكابوورت وفتتتح يخربييت الدبش اللي بيدلدق منك 
اقترب منها أحمد ليهتف بغضب
— بت انتتي…بطلي تستفزيني…أناا مش عيل بلعب معااكي…أنا ظابط شررطه ياارووح امممك
شهقت روضه بإنزعاج من آخر كلمه قالها..برمت شفتاها بغضب لتنظر في عينيه بتحدي هاتفه
— انت بتغلط وتعلي صووتك يااموكووس…شكلك نسييت اصلك ياالاااه…ده انت تريند تيك تووك ياامنحررف…أناا بقااا هعرفك مقاامك يااروح أبوووك انتت
كادت روضه أن ترفع يدها لتضربه،ولكنها فوجئت به يقيد معصمها بقوه خلف ظهرها ويقربها من صدره بشده ليهتف بلهجه حاده
— اسمعي يااطفله انتي…أنا لو كنت بسكتلك..فكنت بسكت احتراماً لحمزه باشا…لكن دلوقت أي غلطه هتتحاسبي عليهاا…يعني لمي الدور كده واحترمي نفسك عشان معيطكيش..فهمتي ياطفله 
ضحكت روضه ببلاهه مردفه
— اييه ياأبو حمييد..قلبك اببيض يارااجل مش كده..انا بهزر معاك..ايه مبتهزرش يارمضاان 
تركها أحمد وهو يرمقها بنظرات غاضبه..بينما روضه ظلت تمسد على معصم يدها فقد ألمها قبضة يده حقاً…فجسده العملاق هذا والمنتفخ بالعضلات جعلها تخاف منه قليلاً عندما تحدث بتلك الجديه والغضب..
رمقته روضه بغضب ودموع حبستها بمهاره كي لاتظهر ضعفها أمامه…ثم هرولت للأعلى..بينما أحمد ظل ينفث الهواء بضيق وغضب من نفسه على تعصبه عليها..!
….
تمتمت روضه بغضب
— اهدي ياروضه…متعيطيش…معاش ولاكان اللي يزعلك..انتي قويه…اهدي 
..
مسحت وجهها بهدوء ثم دلفت للغرفه التي بها أكرم وتيم..لتهتف بمرح كعادتها انتبه لها الإثنين
— حاازوووقه…وحشتنااااي 
هبّ أكرم واقفاً بسعاده شديده وكاد يصرخ من شدة سعادته وكأنما رُدت إليه ضالته..ليهتف بمرح هو الآخر
“مترجم”
— روووضه…أفتقدك كثيراً..حمداً لله أنكِ هُنا…لقد اشتقت إليكِ كثيراً أيتها الثرثاره 
روضه بسعاده هي الآخرى
— أنا أيضاً اشتقت لك أكرم 
ظل كلاهما ينظران لبعضهما بعشق ملحوظ؛فإغتاظ تيم منهم وشعر بغيره شديده..فما كان منه إلا أن يتصرف بتهور وحماقه…فمد يده ليمسك يد روضه قائلاً
— وأنا مش هتسلمي عليا..ولا أنا ضيف تقيل!
جذبت روضه يديها سريعاً، ثم دفعته في صدره بقوه، لاتعلم من أين أتت بها؛ فوقع تيم إثر تلك الدفعه الشديده، على المقعد ورائه. 
رمقها بذهول ودهشه، كاد أن يتحدث، ولكن يد تلك الثرثاره كانت أسرع منه؛ فاانقضت عليه، لتمسك أنفه بقوه، وكل ذلك يحدث تحت أعين أكرم المندهشه؛ فوقف يشاهد كالأبله فقط دون أن يُبدي أي ردة فعل سوا تلك الإبتسامه البلهاء التي ارتسمت على ثُغره. 
هتفت روضه بمرح وهي تضغط على أنفه 
— قوول نوون كده.. قوول نوون بدل مااكلك كف خمااسي أخليك تلف حوالين نفسك زي النحله اللي الواد حماصه بيلعب بيها في الشارع عندنا… قوول نووون ياسيااادة المترجم  
امتثل تيم لأوامرها، وهو مازال في حالة اندهاش يرثي لها
— نوون.. مش عاانف.. انتي ماسكه مناخيني جامد 
تركته روضه ثم انفجرت في الضحك، لتدخل في نوبه من الضحك الهيستيري استغرقت دقائق وهي تهتف من بين ضحكاتها الساخره
— مش عاانف!!  ومنااخيني!!  يااااه المترجم السوري المز بقا اخنف على ايدي… أما قصة عبره بصحيح.. قد اييه انتي جامده يابت ياروضه… اسم الله عليااا محدش مالي عنيااا
التفتت لـ أكرم لتتابع بغمزه مضحكه
— إلا إنت ياحلويااات قلبي… لو هشحت كده مبحبش قدك 
ثوانٍ، ووجدت من يسحبها من وشاحهها؛ لينزل بصفعه شديده على خديها.. وقبل أن تمسس يده خداها.. قامت روضه بمهااره، بإبعاد يده سريعاً، ثم لفت ذراعهها الأيسر في حركه دائريه، لتناول تيم صفعه قويه جعلته يأن من الألم ويتزحزح بعيداً عنها… كاد أكرم أن يتدخل، فأسكتته روضه بإشاره من يدها قائله بحنق
— مكااانك يااحاازوقه… عييب تدخل وحبيبة القلب موجوده… اييه مش ماالي عينك الشنب المخضر بتاع ثانوي ده… اتفرج بس وشوفني وانا بعمل من عضلاته اللي فرحانه بيها دي كبده اسكندراني 
شمرت روضه ساعديها؛ ثم صفقت بكفيها كما يصفق الرجال في الأفراح ومثلما سيفعلون في عُرسي قريباً 
… أصدرت روضه بذاك التصفيق صوت عالٍ لتهتف بنبره خشنه مثل رجال العِراك
— هاالله هاالله على الجد والجد هاالله هاالله عليييه…. اللي يجي عليييناااا ميسلمش من ايديينااااا…. تيم بااشااا اناا كنت فكراااك كيووت كده بعينك اللي شبه عمرو يوسف دي ولاعضلاتك اللي شبه طليق انجلينا جولي… جوولي بقااا كنت عاااوز مني ايييه يااولد الفرطوووس 
ظل تيم يتأملها بدهشه دون أن ينطق، فتابعت روضه بردح 
— بقااا يااراااجل ياااقفص.. عاااوز تتحمرررش بياااا… ده انت امك داااعيه عليييك في لييله مفترررجه… عليااا الطلبااات لااطلع ديك يوور مااظر وادبحه واتعشى بيه زي ماهتعشى بيييك كددده… تعالااالي بقاااا 
انقضت روضه عليه،تمارس الملاكمه بقبضتها الصغيره في أنحاء متفرقه من جسده..في تلك اللحظه جاء النقيب أحمد على صوت صراخهمم…ليقف متسمراً مكانه بدهشه وهو يصوب نظره إلى ماتفعله روضه بـ تيم بصدمه شديده ليهتف بذهول
— الراااجل هيرووح في ايددك…الله يخربيييتك 
!!
——————————
مغروره أنا بَحبه، هـوُ إخـتارٍني وُ أنا لُا ارٍى رٍجٍلُا غيره ❤
……..
وقفت ميرڤان تنظر بصدمه لذاك  الضخم الذي طوله يتعدى المترين ويحمل ابنتها على أكتافه كالطفل..
أما يوسف ومارينا رجت الصدمه كيانهم وتسمر يوسف مكانه من عُسر الموقف الذي وُضع فيه 
هتفت ميرفان بدهشه
— اييه اللي بيحصل!!مين اللي حاامل!! هو فييه ايييه!!!
أنزل يوسف مارينا برقه على الأرض ثم أخفاها وراء ظهره ليردف بهدوء
— اهدي وهشرحلك كل حاجه
تمسكت مارينا في قميص يوسف بقوه وبخوف،فأعطاها يده من خلف ظهره ليحتوي كفيها بحنانٍ يحاول أن يجعلها تشعر بالأمان في وجوده..
هتف يوسف بمنطقيه شديده
— في الحقيقه ياطنط ميرڤان…وأنا طالع من عندكم سمعت واحد بيوشوش التاني عشان يتهجموا عليكم بالليل ويسرقوكم..فأنا مرضتش اقولكم عشان متخافوش ومروحتش في اليوم ده..وفضلت مستني برا،يعني تقدري تقولي كنت بحرس البيت يعني…لحد ماسمعت صوت حد بيقول الحقوني جاي من الأوضه دي…وأنا معرفش انها أوضة مارينا…ففتحت الشباك ودخلت علطول لقتها من خوفها مسكت فيا وفضلت تصرخ وتقول في فاار حاامل في الأووضه…طبعاً بنت حضرتك عبيطه ومحدش هياخد على كلامها بس فعلاً لقيت فار كبير في الأوضه وزي ماانتي شايفه كنا بنحاول نمسكه…دي كل الحكايه 
اتسعت عين مارينا بدهشه شديده من تلك القصه التي قام يوسف بتأليفها ببراعه وصدقتها والدتها بالفعل..
هتفت ميرفان مبتسمه
–افضالك علينا بقت كتير يايوسف…كتر خيرك يابني…بس الحراميه دول هيسرقوا ايه احنا حيلتنا حاجه 
يوسف بتخطيط مسبق
— مهو الصراحه…هقولك بس امسكي اعصابك
ميرفان بتوتر
— في ايه يابني قلقتني 
يوسف بتمثيل
— تخيلي ياطنط ميرڤان كانو عاوزين اييه…الكلااب دول كانو عاوزين يخطفوا مارينا..طلعوا عصابة أعضاء 
نظرت مارينا ليوسف بدهشه وهي تفتح فمها كالحمقاء…بينما ميرڤان ضربت على صدره بشهقه خوف هاتفه
— ياامصييبتي…يخطفوهااا..منهم لله هو اناا حيلتي غير مارينا..ده انا مخلفتش غيرهاا..طب نعمل ايه يايوسف دلوقت…نعمل اييه…افرض رجعواا تااني..لاء لااء..لازم نبلغ الشرطه..بنتي هتروح مني
أردف يوسف مسرعاً
— لااء طبعاً..مفيش شرطه..انتي لو بلغتي الشرطه هيحطوكم في دماغكم اكتر..مهما عصابه كبيره
ميرفان بخوف حقيقي
— طب والعمل…نعمل اييه يايوسف 
تحدث الذئب بمكر وهو يضغط على يد مارينا من خلفه
— مفيش قدامنا حل غير اني اتجوز مارينا انهارده قبل بكره واخدها ونسافر براا لحد مالجو يهدا وننزل تاني
تأملته ميرفان قليلاً ثم هتفت بيأس
— وأنا موافقه طالما مارينا هتبقى بخير 
أتى سعيد من ورائهم وقد كان يستمع للحوار بالكامل…أردف هذا الرجل الطيب مبتسماً
— وأنا مش هلاقي أحسن منك أأمن على بنتي معاه يايوسف 
اتسعت ابتسامة يوسف الكامله ليردف وهو يشير لعينيه
— متخافوش..مارينا في عينيا
تابع بهمس سمعته مارينا
— وفي قلبي كمان 
ابتسمت مارينا من خلفه،ثم أرخت رأسها على ظهره متخفيه بالكامل وراء جسده الضخم لتهمس له هي الآخرى
— بحبك 
تنهّد يوسف بإرتياح..لقد قالتها آخيراً،فريسته اعترفت له بحُبها رغم اعترافها سابقاً مع تهربها عندما يطلب منها تأكيد تلك الكلمه،ولكن الآن هي تقولها بمحض إرادتها..
ووقعت الفريسه في عشق صيادها!
هتف يوسف بأدب
— ممكن أستأذنكم خمس دقايق اتكلم مع مارينا فيهم؟
ميرفان وسعيد بإيماء
— براحتك يايوسف..إحنا دخلناك بيتنا ومأمنين عليك يابني وعارفين انك هتحافظ على مارينا…انهارده نروح الكنيسه عشان نجوزكم وربنا يتمملكم على خير 
يوسف بسعاده
— يارب 
ماإن خرج والديها،وقفت مارينا بدهشه أمام يوسف لتردف
— إنت ألفت الحدوته دي امتى!!!
يوسف بإبتسامه مشرقه وعينان تلتمعان بعشق
— دلوقت
ارتكز على ركبتيه أمامها ليصبح في مستوى طولها ثم جذبها من خصرها أمامه ليحتويه بتملك هامساً وهو ينظر في عينيها بعشق
— أنا مستعد أكدب واعمل حوارات وابهدل الدنيا عشان تبقي معايا..عشان تفضلي في حضني…مارينا..والله بحبك..خلااص أدمنتك مستحيل اعيش من غيرك ثانيه بقيتي الهوا اللي بتنفسه..بحبك..بحبك..بحبك…بحبك..بحبك..بحبـ…….
وضعت مارينا يدها على فمه لتبتسم قائله بهمس
— ششش وأناا كمان بحبك 
قبْل يوسف باطن كفها ثم أزاحهه برقه ليضمها لصدره يعانقها بقوه،عناق حُب فقط لا عناق شهوه…عانقته مارينا هي الآخرى بسعاده لم تستشعرها من قبل،فااحتواها يوسف بين أضلعه جيداً،كأنه خائف من فقدانها في أي لحظه…
ابتعد عنها بعد دقائق وهو يبتسم لها بعشق،ثم أخرج هاتفه ليجري مكالمه ما..
آتاه الرد فهتف يوسف بلهجه آمره يشوبها الفرح
— جهز كل اللي قولتلك عليه 
أغلق يوسف الهاتف وهو مازال ينظر لمارينا بعشق وسعاده…همست مارينا بتساؤل
— يجهز ايه!
يوسف بحُب وهو يرجع خصلات شعرها للوراء
— المفاجأه…!
هل ستكتمل تلك الزيجه أم للي مغلباكم رأي آخر!؟
————————–
بعد إنفجار الغواصه في البحر الشاسع،استدار نادر ليبحث عن القناص فلم يجد له أثر…ظل يبحث بعينيه في عرض البحر كالمجنون وهو يهتف بدهشه
— اااه يااابن النصااابه…رووحت فيين يااززفت…انت يااقنااااص الززززفت 
سبح نادر متجهاً للمر الذي يؤدي للكهف..ما إن وصل حتى نزع ثياب الغطس عنه بتعصب شديد ليهرول بغضب لداخل الكهف يصرخ
— انتووو ياااشووية مجااانييين…يااقناااص…ياابن النصاااابه 
اتجه نادر لقائد النسور فوجده يقرأ في جريده ويضع قدم فوق الآخرى ويستمع للموسيقى الكلاسيكية..
اندفع نادر نحوه ليمسكه من ياقه قميصة صارخاً بغضب
— انتوو ايييه بالظببط..نصاابين ولاا شغلتكم اييه..ولاا هرباانين من العباااسيه..فين الززفت اللي معااك ددده 
أزاح قائد النسور يد نادر بهدوء مردفاً
— نصبنا عليك في ايه!
نادر بغضب وهو يلهث بصعوبه
— كان معاايااا ساعت مفجرنا الغوااصه وفجأه اختفى هو عااوز يلبسني الليله ولاايه!!
قائد النسور بهدوء
— القناص لما بيزعل بيختفى 
نادر بغيظ
— لييه إن شاااء الله نووغه!! وبيختفي فيين..بيخش اووضته يعيط ولاا يكونش تبع المصبااح السحري وعلاء الدين…مش بعيد يكوون كده فعلاً…ماانتو هرباانين من سبيستوون 
ضحك قائد النسور رغماً عنه قائلاً
— اهدى..مفيش حاجه تسدعى العصبيه والزعل…فشلنا نحاول تاني
نادر بنفاذ صبر 
— فشلنا في اييه…انا مش فااهم من امكم حاااجه
تنفس قائد النسور بعمق مجيباً
— اهدى قلت…الغواصه مطلعش فيها لاسامح ولا فاديه…جالهم معلومات بإن حد مراقبهم وعرفوا يهربوا…القناص مبيحبش يفشل في حاجه..دي كانت بالنسباله الضربه القاضيه عشان ياخد حقه..بس للأسف الضربه مصابتش..القناص لما بيزعل بيبعد عن أي حد..بيبقا في مكان لوحده
نادر بمقاطعه وضيق
— ايووه فيين دااهيه يعني 
أجاب ببرود وهو يعيد النظر لجريدته
— تلاقيه بيتمشى على سطوح الجبال…أو بيسابق النعام…أو ممكن بيـ…
قاطعه نادر هاتفاً بغيظ وغضب
— أو ممكن بيعلم العصاافير الطيير..ده انتو مجاانين…علياا الطلااق مجاانين وكلتواا دمااغ أممممي..
يتبع…..
لقراءة الفصل الثاني والثلاثون : اضغط هنا

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!