Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل التاسع 9 بقلم فرح طارق

  رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل التاسع 9 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل التاسع 9 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل التاسع 9 بقلم فرح طارق

في غرفة فهد وچَيدا..
ابتعد الطبيب عنه بعدما علق المحلول لهُ وهتف بعملية
– من الواضح أنك لا تأكل منذ أيام! اهتم بنفسك جيدًا وسأخبر زوجتك بمواعيد ادويتك.
اكتفى فهد بإبتسامة متوترة وعينيه مصوبة نحو الخارج، يتمنى أن ما فعله لا يندفع لسراب ويأتي بنتيجة الآن! 
التمعت عينيه براحة حينما وجد حور تدلف للغرفة ولكن تحولت سعادته لغضب وغيرة وهو يرى مايكل يمسك بيدها..
ابتسم مايكل لهُ وهتف بجدية
– بخيرٍ الآن..؟
– أعتذر لك عما حدث ولكن!
قاطعه مايكل 
– لا تقُل ذلك يا شقيق! أنت في مكانك الآن وليس هناك شيئًا لتعتذر عنه.
كاد أن يتحدث فهد وقاطعه رنين هاتف مايكل
– اعتذر سأجيب واتي لكم على الفور 
غادر مايكل ونهض فهد فور خروجه وهو يشد حور لاحضانه..شهقت حور فور ما حدث.
ابتعد عنها وأخذ يتفحصها بيده وهتف بقلق
– انتِ كويسة؟ عمل فيكِ أي حاجة؟ 
– أنت اللي كويس؟ اغم عليك وكنت هتجنن والله! 
هتف فهد بإبتسامة
– ماغمش عليا بس دي كانت فكرة راسمها لما اشوف مايكل عشان اتصاحب عليه ويكون فيه بينا كلام، والقدر حصل وشوفته دلوقت.
– شكلك كان تعبان فعلًا .! وشك كان اصفر أوي يا فهد..!
– بس مأغمش عليا بسبب كدة، المهم انتِ ف أوضة كام؟ وقاعدة لوحدك؟ أنا كنت بحسبه حاطك ف مكان تاني خالص غير الفندق! 
حور بتفكير
– تصدق مش فاكرة أنا ف أوضة كام! لأ استنى هي رقم ٣١١ أيوة، وبنام فيها لوحدي من غيره.
كاد أن يتحدث ولكن قاطعته چَيدا بلهفة 
– مايكل خلص!
وقفت حور سريعًا مكانها ودلف مايكل للغرفة وهتف باعتذار 
– عليّ الرحيل الآن، أراك لاحقًا فهد وانتبه لنفسك جيدًا حسنًا .؟
– حسنًا.
امسك مايكل بيد حور والتف مجددًا 
– هناك حفلًا ستُقام في غد المساء في الفندق، أمُل أن أراك بها.
– بالتأكيد.
غادر مايكل وأغلقت چَيدا الباب خلفه واستدارت لفهد الذي أبتسم لها وهتف 
– تعجبيني لما تشتغلي بدون توجيهات.
چَيدا بفخر
– عيب عليك يا فهد بيه..
ثم أكملت بتساؤل : مين دي بقى..؟ من ضمن المهمة..؟ 
– لأ دي مهمة لوحدها.
ضحكت چَيدا على حديثه ف كان فهد يقول جملته بمزاح وهو سعيد برؤيته لحور، ف قد ظن أن مايكل يضعها بمكانٍ آخر غَير الفندق !
تنهد فهد وبدأ بقص ما يحدث
– دي حور، مايكل خاطفها واحنا هنرجعها منه بس..
– هي تقربلك؟
– لأ.
عقدت چَيدا حاجبيها وهتف بمكر أنثوي
– أمال الحضن ده إيه..؟ أنا لو خطيبي مش هيحضني كدة! 
تعالت ضحكات فهد على حديثها معه وهتف بين ضحكاته
– خدتي عليا يا چَيدا..! 
– طب ارضي فضولي وقولي.
ضيق فهد عينيه وهتف بخبث
– أنهي فضول بالظبط؟؟ فضولك إنك تعرفي عن مهاب وياسين ولا فضولك عن حور..؟
چَيدا بتسرع
–  لأ ياسين بس والله! هتلبسني مصيبة ولا ايه! وبعدين يعني حضرتك فاهم كلامي وكل مرة بتقفل معايا الكلام..؟ طب هو خاطب طب عشان كدة بتقفله..؟
– يا بت اتكسفي اتقلي هببي أي حاجة! 
– قولي و والله والله والله هتقل بس قولي، وبعدين ممكن حضرتك متكسفنيش بكلامك..؟ أنا والله مكسوفة خلقة بس الفضول! ده اولًا ثانيًا مش معقول هكلمه ف المهمة خالص ! دا نروح كلنا ف داهية.
– كويس إنك عارفة، ولا مش خاطب وليه مش خاطب؟ لأنه يعرف بنات بعدد شعر راسه هيخطب مين فيهم؟
بهتت ملامحها وهي تعدل جلستها ف أكمل فهد
– چَيدا أنا اللوا موصي عليكِ، وهو مش هيبعتك ويخليكِ مراتي ونقعد ف أوضة واحدة كدة! أنا عارفك من قبل ما تدخلي شرطة وانتِ أختي الصغيرة، ومش معنى كلامي إن ياسين وحش! بالعكس هو وهو مهاب أجدع اتنين عرفتهم على مدار شغلي وحياتي الشخصية، بس خليه هو اللي يجي وراكِ ويسيب اللي حواليه عشانك مش العكس، لو روحتِ انتِ يبقى ده اعتراف صريح منك بأنك قابلاه زي ما هو.
– حاضر، مين حور بقى..؟
– مش هتسكتِ غير لما تعرفي..
تنهد فهد وقص عليها الأمر من أوله لآخره وختم قوله : حكتلك الموضوع كلوا لأنك هتساعديني ف الآخر تمام..؟ 
– هتحتاجني ف إيه؟؟
– لما يجي وقتك 
تركها فهد نهض من مكانه ودلف للمرحاض ليأخذ شاورًا انهاه و وقف أمام المرآة يتطلع لنفسه وابتسم بسخرية وهتف : هقولك إيه يا حوريتي؟ إني من قبل ما اشوفك وأنا حسيت بيكِ ف نفس المكان..؟ 
ابتعد عن المرآة وهو يعيد حديث حور بداخل أذنه وهي تخبره بأنها تنام بالغرفة وحدها، و وقف أمام باب المرحاض وطرق بخفة حتى تعلم چَيدا بخروجه من المرحاض وخرج بعدها..
هتفت چَيدا بتساؤل فور أن خرج
– هو حضرتك ليه بتخبط..؟
– افرضي بتغيري أو بتعملي أي حاجة لازم اديكِ تنبيه بأني خارج..
امسك فهد بهاتفه الخاص بينما طالعته چَيدا بإعجاب شديد..
– ياسين.
انتبهت چَيدا حينما هتف فهد بإسم ياسين وهي تستمع لما يحدث وأكمل فهد 
– حور ف أوضة ٣١١ تتصرف وتنقل ف أي أوضة معاها ف نفس الدور، قول إنك بتحب المرتفعات ف عايز أوضة ف دور عالي واقترح عليهم الدور اللي فيه الأوضة وهنا هيهتموا بيك لأنك من برة البلد، تمام..؟ ولما تظبط الموضوع كلمني أقولك تعمل ايه.
أغلق فهد الهاتف وهتفت چَيدا بتساؤل
– هو حضرتك هتعمل ايه..؟
– لازم تتحط تحت عنينا ف ياسين يكون معاها ف نفس الدور هو ومهاب افضل.
امأت برأسها وتحركت نحو الخزانة لتأخذ ثيابٍ لها ودلفت للمرحاض بينما جلس فهد على الفراش ليفكر بما سوف يحدث..
بينما على الجانب الآخر توقفَ ياسين ومهاب عند المكان الخاص بالاستقبال في الفندق..
– أريد نقل غرفتي.
هتف الرجل بعملية
– هناك مشكلة لديك..؟
– لا ليس كذلك ولكني أحب الاماكن المرتفعة، وانا٥هنا لاقضي وقت العطلة ف أريد الإستمتاع بها بقدر ما يمكن، وغرفتي ليست عالية بالشكل الذي ارغب به، ف أريد غرفة بالطابق الثالث عشر.
وقف ياسين بتوتر في إنتظار الرد على طلبه ومهاب يقف بجانبه وعاد الرجل مرة أخرى وهتف لهم بإبتسامة 
– حسنًا هناك غرفة فارغة بالطابق الذي أردته ثلاثمائة وتسعة.
زفر مهاب براحة وهتف ياسين بشكر
– اعتذر إن حدث شيئًا ما وشكرًا لك.
– ليس هناك شيء وقت ممتع لكم.
رحل ياسين ومهاب بعدما أخذ الإثنان مفتاح غرفتهم وهتف مهاب بتعجب
– الموضوع متيسر لدرجة إني بدأت أشك ف إن مايكل عرفنا.
– أو توفيق لينا ف المهمة اللي مش باين ليها أي ملامح تبشر بالخير..؟ 
– عندك حق، يلا بينا.
في مكان آخر تحديدًا مصر..
خرجت ليان من غرفتها وهي تهتف بإسم والدتها
– ماما، وفاااااء..
خرجت وفاء من المطبخ 
– بس في إيه..؟
اقتربت منها بقلق حينما وجدتها تبكي
– في إيه يا ليان..؟
– هي حور هترجع ونعيش حياة طبيعية تاني صح؟ طب لو رجعت وسيف خدني منكم تاني هيحصل ايه؟
أنهت كلماتها واجهشت بالبكاء واخذتها وفاء باحضانها وظلت تربت عليها وتبكي هي الأخرى وهي تفكر بمستقبلهم المجهول! 
هتفت وفاء وهي تمسح دموعها
– أنا واثقة ومؤمنة بربنا وحور هترجع وسطنا تاني، وسيف فيه محاكم وفيه قوانين هنقدر نمشي فيهم وابعدك عنه، بس إحساسي يا ليان عمره ما خاب ف يوم! 
ابتعدت ليان عن أحضانها وهتفت بنبرة باكية
– ولو خاب؟ لو آذاني؟ 
– كنتِ بين ايديه ومحدش يعرف إنك معاه أصلا! هيأذيكِ بعد ما يظهر للكل إنك مراته..؟ حكمي عقلك يا بنتي شوية! فكري بإيجابية يا ليان؟ وحور هترجع دي بنتي وقلبي حاسس بيها أكتر من أي حد واحساسي واثق إنها هترجع لحضني تاني.
ابتسمت لها ليان وسط دموعها وهتفت بتمني 
– يا رب يا ماما.
في مكان آخر تحديدًا شقة مازن..
فتحت والدته الباب و وجدت أمامها امرأة تقابلها بالعمر ترتدي بنطال من الجينز أعلاه معطف باللون الجملي.
هتفت منال بإبتسامة متوترة ف هي لم تتوقع أن تجد أحد بشقة مازن سواه
– دكتور مازن موجود..؟
إجابتها زينب والدة مازن بإبتسامة بشوشة
– أيوة موجود أقوله مين ..؟ واتفضلي ادخلي.
دلفت منال وهي تطلع حولها واشارت لها زينب لغرفة الجلوس، وهتفت
– هناديلك مازن.
دلفت زينب لغرفة ابنها 
– فيه واحدة عايزاك برة يا ابني 
– مين يا ماما .؟
– والله يا إبني ما أنا عارفة! ولا عارفة أحدد سنها ايه؟ مش عارفة أقولها يا بنتي ولا إيه بالظبط ع العموم اخرج شوفها.
خرج مازن و وجد منال تجلس بالغرفة ونظر لوالدته وهتف
– دي منال هانم والدة كريم صاحبي، أصله مسافر وأكيد بعتها تطمن عليا يا أمي.
– بجد؟ نورتينا والله، استريحي عقبال ما اجبلك حاجة تشربيها.
غادرت زينب وهتفت منال بغضب
– كل ده غايب..؟ وبعدين إيه اللي مشلفطك كدة؟ والعملية يا مازن! أنا ف الشهر التاني! الحمل شوية وهيبان عليا يخربيتك! 
– متقلقيش، أسبوع بالكتير وهرجع الشغل تاني وهنزله.
– لأ أسبوع إيه، أنت تتصرف تبعتني لحد هبب أي حاجة المهم أنزله 
ضيق مازن عينيه وهتف بنبرة حادة
– في إيه..؟ داخلة وفاردة جناحك حواليكِ كدة ليه..؟ شلفطك وهبب!! متنسيش إحنا إيه يا منال..؟
ثم غمز لها بعينيه وأكمل بتحول نبرته الحادة لأخرى خبيثة
– ناسية اللي بينا..؟ وبعدين موضوع حملك ده أنا عايز أخلص منه قبل منك لأني الصراحة مشتاق لأيام زمان.
– أنت عارف دلوقت إني بقيت متجـ..
قاطعها مازن بحدة
– وانتِ عارفة إن كل شيء كان بينا متوثق صوت وصورة..ولا إيه..؟
أردف جملته الأخيرة ودلف والدته للغرفة و وضعت كوب العصير أمام منال وهتفت بإبتسامة
– اتفضلي يا حبيبتي اشربي.
امسكت منال بالكوب بتوتر وخوف من حديث مازن، ونظرت لهُ وجدته يغمز لها وهتف بنبرة خبيثة
– اشربي يا منال هانم، أتمنى العصير بتاع ماما يعجبك.
أنهت العصير و وضعت الكوب ونهضت من مكانها
– اتطمنت على مازن وده اللي جيت عشانه، عن اذنكم بقى وحمد لله على سلامتك يا مازن.
نهض مازن وهتف بجدية
– هنزل اوصلك لعربيتك..
منال باعتراض
– لأ..
قاطعها مازن بخبث
– إزاي بس..؟ عايزة صاحبي يقول عليا ايه؟ يلا هوصلك للعربية.
نزلت منال ومازن خلفها، وذهبت ناحية سيارتها بخطوات متسارعة وجسدها يرتجف بخوف من تهديد مازن الصريح لها..بينما ذهب مازن خلفها مسرعًا وصعد إلى السيارة معها.
منال بغضب
– عايز ايه..؟
– ايه يا منولا..؟ فيه واحدة تقول لحبيبها كدة..؟
– عيب عليك اللي بتقوله ده!, أنا واحدة قد أمك..!
قهقه مازن بسخرية وهتف بنبرة ساخرة
– ودي كانت فين واحنا على علاقة مع بعض خمس شهور..؟ ولا من لقى أحبابه نسي صحابه يا منولا! تتجوزي وتنسيني ؟ اخس عليكِ والله!
– أنزل يا مازن من العربية.
هتف مازن وهو يمد يده ليرجع خصلات شعرها للخلف
– هنزل يا منولا، بس لينا مكان يجمع بينا غير العربية دلوقت، والعملية آخر الأسبوع هتتعمل ف العيادة عندي، سلام يا روحي.
بعد وقت نزلت من السيارة أمام فيلتها ودلفت وما إن أغلقت الباب حتى وجدت شخصًا يضغط الجرس، وفتحت الباب مرة أخرى و وجدت محمد أمامها. 
شهقت بخوف وهتفت بنبرة متوترة
– محمد؟ جاي ليه؟
عقد محمد حاجبيه بدهشة من خوفها وهتف بتساؤل
– إيه يا منال شوفتي عفريت..؟ 
حاولت أن تعدل نبرتها وهتفت بحدة
– جاي ليه يا محمد..؟ لخص وقول اللي عايزه، ولا حبيبت القلب هربت منك ف جيت ليا..؟
نظر لها محمد من أعلاها لأسفلها وهتف بتقزز
– لأ متقلقيش يا منال، مش هنزل من المستوى اللي كنت فيه مع وفاء لِـ منال من تاني، أنا بعلى لكن مبقعش! ومتفكريش حبت عمليات التجميل اللي اتعملوا دول هيخلوني أنزل تاني، كلنا عارفين إيه اللي متغطي.
احمر وجهها من كثرة الغضب وهتفت بنبرة غاضبة
– وأما أنت عارف المتغطي جاي ليه؟
– لأجل ابني مش لعيونك والله! 
عايز أعرف اللي حصل بالظبط من أول الموضوع لحد ما إبني دخل السجن، وبنت أخويا اختفت.
لوت فمها بسخرية وهتفت
– ولسة عارف إنه ابنك..؟ 
قبض محمد على ذراعها بحدة وهتف بحزم
– منال! اوعي تختبري صبري معاكِ! احكي اللي حصل ف الموضوع كلوا دلوقت..
حركت رأسها بخوف من تحوله فـ هي تعلم محمد جيدًا أن يده هي من تتحدث دائمًا، وبدأت تقص عليه كل ما حدث .
طالعها بإشمئزاز وهتف بنبرة ساخرة
– يعني انتِ السبب ف إن ابنك يدخل السجن..؟ 
عقدت يديها وهتفت بنبرة حازمة لتخفي بها خوفها وتوترها
– شيء ميخصكش، أنت جيت تعرف اللي حصل وبس! واتفضل مع السلامة.
طالعها بنظرات نارية وغادر المكان بخطوات غاضبة بينما أغلقت الباب وزفرت براحة وهرولت مسرعة للدرج وصعدت للأعلى..
دلفت لغرفتها و هتفت براحة
– أنت هنا..؟ كنت خايفة تنزل محمد كان تحت!
نهض من على الفراش وذهب ناحيتها وهتف بإبتسامة
– متقلقيش شوفته.
في مساء اليوم في أوروبا..
(هما تحديدًا في النمسا، ومفيش فرق توقيت بين النمسا ومصر..)
ظل يأخذ فهد الغرفة ذهابًا وايابًا بانتظار مكالمة هاتفية من ياسين بأن مايكل غادر غرفة حور..
بعد وقت خرج من غرفته فور أن أخبره ياسين بأن المكان آمن وصعد وهو يتعانف مع الوقت وتوقف المصعد بالطابق المنشود وخرج بحذر و وجد ياسين يقف بمنتصف الطرقة وكأنه يحادث أحدهم بالهاتف.
سار فهد بالمكان و وقف أمام غرفة حور وطرق الباب و وجد حور فتحت لهُ، ودلف مسرعًا وهو يغلق الباب. 
شهقت حور بفزع و وجدت نفسها تقف خلف الباب وفهد يحاوطها ويضع يده على فمها .
زفرت حور براحة فور أن انتبهت لوضعهم معًا وأن من دلف هو فهد، بينما قابلها فهد بنظرة اشتياق وهو ينظر لمعالم وجهها بتمعن شديد..
أزاح يده من على فمها وهتفت حور براحة
– رعبتني يا فهد! قولت هتخطف تاني والله!
ابتسم فهد على حديثها وهتف بحب
– سلامتك من الرعب يا قلب فهد.
ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت بنبرة متوترة وهي تغمض عينيها وتحاول استعادة السيطرة على مشاعرها
– لأ مش أنت ومايكل الله يبارك فيك! 
عقد فهد حاجبيه وهتف بتساؤل
– ماله..؟ وعمل فيكِ ايه يا حور..؟ 
– ياريت كان هبب ف أمي حاجة بدل اللي بيعمله، ده إنسان مجنون عارف يعني إيه مجنون..؟ مصر إصرار تام أننا نتجوز يا إبني إحنا مش نفس الديانة! قالي خلاص مش لازم نتجوز بس تكوني معايا يخربيته! 
لوى فهد فمه وهو يضيق عينيه وهتف بنبرة ذات مغزى
– تبقي معاه من غير جواز ازاي..؟ فهميني كدة؟
ابتلعت حور ريقها بتوتر واحمرت وجنتيها بخجل وأخذت تفرك بيدها وحاولت الحديث لعدة مرات ولكن ابت محاولتها بالفشل.
– ردي 
– ه..هيكون ازاي يعني..؟
– زي ما فهمت..؟
هتفت حور بعدم فهم
– وأنا إيه عرفني أنت فهمت ايه..؟
زفر فهد بضيق 
– لأ حور مش ناقصة غباء..! 
تقوص فمها بضيق منه وتفكيرها غصبًا عنها يأخذها لحنو مايكل الدائم معها وبأول مقابلة لها مع ذلك الفهد ينعتها بالغباء وغير مبالٍ لخجلها..! أخذها تفكيرها غصبًة عنها ليتسأل ماذا وإن كان مايكل مُسلمًا مثلها..؟ الن يكُن الأمر أكثر بساطة من الآن..! ولكنها عنفت نفسها مما تفكر به وهي تعيد نفسها للواقع ونظرت لفهد مرة أخرى و وجدته يضيق عينيه يحاول معرفة ما تفكر بِه وما سبب تحول معالم وجهها لأكثر من شيء بآنٍ واحد..
– بتفكري ف ايه..؟
فركت يديها بتوتر واغمضت عينيها وهي تاخذ نفسًا عميقًا وفتحتهما مرة أخرى وهتفت متسألة
– هرجع لعيلتي امتى يا فهد..؟ 
حك رأسه بخجل وهو لا يعلم ما يجيبها ف هو نفسه لا يعلم شيء مما يحدث حوله! يشعر وكأن الأمر يتعقد أكثر حوله وخاصةً إنهم خارج مصر! 
– هانت يا حور، إحنا قطعنا شوط كبير أوي وهو إني قدرت أوصل ليكِ، وده كان أهم حاجة إنك تكوني تحت عيني.
نهض فهد من مكانه وقبل رأسها وهتف بحنو ودقات قلبه تعانفه لتفكيره بالرحيل الآن
– أنا همشي دلوقت، وبكرة نتقابل ف الحفلة أكيد هتنزليها صح..؟
– آه.
أبتسم لها فهد و ولاها ظهره وكاد أن يخطي بقدميه ويده تمتد لفتح الباب ولكن استوقفه سؤال حور
– ليه بتعمل كدة  يا فهد..؟
أغمض عينيه وهو يفكر بأمرهم..! ايخبرها أن ما يفعله لأن أحبها من أول مرة وقعت عينيها عليها..؟ أحبها ودق قلبه منذ أن رآها بتلك الحفلة مع ذاك المدعو بكريم! ماذا يقول الان! 
استدار لها فهد قائلًا
– بعمل كل ده ليه مش فاهم .؟ إني بحاول ارجعك مصر مثلًا .؟
حركت رأسها بمعنى نعم ف أتتها الإجابة منه
– أنا ظابط يا حور، وده شغلي، قضية بحلها والقضية دي هي انتِ.
بهتت ملامحها من إجابته الصريحة لها، والتمعت عينيها بالدموع واردفت بخيبة أمل
– تمام أخرج دلوقت عشان مايكل أوقات بيجي ف الوقت ده يشوفني.
– وبيجي يعمل ايه؟ 
حركت كتفيها ببراءة 
– بيشوفني!
اقترب منها وامسك ذراعيها وهتف والغضب يتطاير من عينيه وغيرة تنهش بداخل صدره
– حور قولتلك بلاش غباء ف وضع زي ده! بيجي يعمل ايه؟ بيقرب منك؟ بيمسك ايدك؟ عمره حضنك؟ ولا..
صمت لثوانٍ وأكمل بغضب أكبر
– ولا حصل شيء أكبر من ده..؟
نفضت حور ذراعيها منه وبلحظة كانت يدها تنزل على وجهه بصفعة دوى صوتها بالغرفة.
رفعت يدها أمام وجهه وهتفت بتحذير
– لو الوضع اللي جمعني بيك يسمحلك تشكك ف أخلاقي ف أرجع بلدك وأنا هنقذ نفسي بنفسي بس كلوا عندي يا فهد إلا أخلاقي وتربيتي يتحط فوقهم مليون خط! من أول ما دخلت هنا ولتاني مرة تقولي بلاش غباء، عديتها للمرة الأولى رغم إن مكنش فيه غبي غيرك ف التفكير بس عديت الشيء ده، والموضوع واضح وضوح الشمس! واحد مهووس لدرجة إنه خطفني وجابرني أقعد معاه جوازنا مينفعش قالي هتقعدي من غير جواز يبقى يقصد ايه..؟ ولتاني شيء قولتلك هيجي يشوفني ولو فيه حاجة تانية. فأنا عمري ما هسمح ليه بأنها تحصل زي ما مسمحش ليك بأنك تمسكني من دراعي وتلمسني تاني، مفهوم..؟
لازالت الصدمة تعتلي ملامح وجهه، غير قادرًا على تصديق ما حدث الآن! لأول مرة بحياته تعرض للضرب..؟ لم يفعله والده رحمه الله يومًا.! أو حتى والدته، ويوم أن يتعرض لذلك يكُن من تلك الفتاة! تحولت صدمته لغضب يحتوِي ملامح وجهه وشيء يضرب رجولته وكبرياءه مما حدث للتو!
بينما تراجعت حور للخلف ببعضًا من الخوف، ولكنها تماسكت وأكملت بنبرة حازمة
– لو سمحت أخرج عشان محدش يشوفنا دلوقت.
تركها فهد وغادر الغرفة بخطوات غاضبة و وجد ياسين الذي ما إن رآه غاضبًا حتى عقد حاجبيه بدهشة، وكان يقف على نفس وقفته بالخارج، يمسك بالهاتف حتى لا يثير الشكوك من حوله، ودلف فهد للمصعد. 
عاد ياسين لغرفته وسأله مهاب بفضول
– حصل ايه..؟
قص عليه ياسين ما حدث وانهى حديثه
– عمري ما شوفت فهد متعصب بالطريقة دي، غير لما كان اللوا ممكن يعلي صوته عليه قدام حد! والمرة دي كمان عصبيته أكبر! أنا قولت مايكل لقاه جوة بس لو كان حصل كان فهد خرج جثة أو مايكل أيهما أقرب!
ضحك مهاب على ما قاله ياسين، واردف
– نبقى نعرف منه، المهم هو أنت مش ملاحظ حاجة..؟
عقد ياسين حاجبيه وتسأل
– اللي هي .؟
– چَيدا مثلًا .! نظراتها أي حاجة مش ملاحظها..؟
تنهد ياسين وهو ينهض من مكانه واتجه لفراشه وهو يستلقي أعلاه
– ملاحظ يا مهاب، وتصبح على خير.
علم مهاب أنه ينهي الحديث معه، وافتعل لرغبته واستلقى على الفراش هو الآخر ويغلق النور ليستعد للنوم.
في مساء يومٍ جديد، كان يقف فهد وچَيدا بجانبه ينظر حوله بحثًا عن حور، لا يعلم غاضب مما فعلته بالامس؟ أم غاضبًا من نفسه..؟ غيرته جعلته يقوم بما فعلته ولكنها كيف ستفهم ذاك الشيء أنه غيرة نابعة من داخله وهو سبق ما فعله بتلك الجملة اللعينة التي قالها لها (أنا ظابط يا حور، وده شغلي، قضية بحلها والقضية دي هي انتِ.)
ثُبتت أنظاره على حوريته التي جاءت وهي تمسك بيد مايكل الذي بدأ يرحب بالجميع وهو يحكم يدها بيده وكأنها طفلًا سيهرب منه ما إن تركها..! 
التمعت عينيه بشغف وعشق وهو يرى صاحبة الأعين الخضراء وفستانها الاخضر المصنوع من الستان واكمامه من الدانتيل، وينزل للاسفل على اتساع، وترفع شعرها للأعلى ليُبرز جمالها أكثر ويأثر قلبه إليها من جديد..
أنهى مايكل سلامه مع الجميع وذهب بحور وهما يجلسان على إحدى الطاولات ونظر لها وهتف بتساؤل
– ما الأمر حوريتي..؟ أشعر بأن هناك شيئًا ما بِك .!
زفرت حور بضيق واردفت
– أنت خاطفني ده اولًا ثانيًا عارف إنه مستحيل إني أعيش معاك من غير جواز! جواز اللي مش هيحصل غير ما حالة واحدة بس لو أنت أسلمت! 
نظر لها بجدية وهتف بتساؤل
– اذلك هو اعتراضك بيننا..؟ ديانتي هي من تخلق ذاك الحاجز حوريتي..؟ 
قاطع حديثه عندما أتى أحد الأشخاص تبعه وهمس لهُ بشيء ونظر لحور واردف باعتذار
– اعتذر حوريتي، سنكمل حديثنا أعدك بذلك، ولكن الآن ما رأيك لنرقص سويًا..؟
نهضت حور وهي تمد له يدها بإبتسامة، وذهبت معهُ للمكان المخصص للرقص وبدأ معها وهو يحاوط خصرها بين يديه، ويقربها إليه ليرقصا معًا، بينما نهضت چَيدا من مكانها وهتفت
– تعالى نرقص، ف الرقصات دي بيبدلوا بين بعض يعني ممكن وأنا برقص معاك أكون مع مايكل والعكس..
امأ لها فهد وصدره يعلوا ويهبط من كثرة الغضب والغيرة وعينيه تتصوب ناحيتهم..
أما في الناحية الأخرى كان يقف مهاب وياسين، ف هما قد تعارفوا على أحد الرجال تبع مايكل وتمت دعوتهم للحفل.
جاءت إحدى الفتيات لِـ ياسين وهتفت وهي تنظر له بإعجاب
– ما رأيك بأن نرقص سويًا .؟ أراك تجلس وحدك مع صديقك!
ابتسم لها ياسين وهو ينهض من مكانه واتجه معها للمكان المخصص للرقص، وبدأوا بالرقص سويًا .
تبدلت الموسيقى وحدث ما قالته چَيدا وتبدل كل شيء لتسكُن حور بأحضان فهدها وچَيدا بين ذراعي مايكل الذي طالعها بإعجاب..
– مايكل وانتِ..؟
ابتسمت لهُ چَيدا بتوتر ولكنها لمحت ياسين الذي لم تتحرك عينيه من عليهم لتأتس فكرة ببالها وتتمنى أن ما تراه يكون صحيحًا وتبدأ بالحديث مع مايكل وهي تضحك معه وعينيها تتابع ياسين. 
تبدلت الرقصة مرة أخرى ولكن أبعد فهد حور عن يديه واعادها إليه مرة أخرى وهمس بجانب أذنها وهو يغمض عينيه
– في عينيك ربيع أخضر يغويني بظلال المرمر، يغويني ف احبك أكثر، وعيوني من أجلك تسهر، واناجي نسمات السهر أين أنا لا ادري لو يدري الهوى، لو يدري لتمنى وغنى، في نجوى العيون الخضر.
ارتجف جسد حور وهي تستمع لغزله الصريح بِها و وجدتها يقربها أكثر إليه ويده تضم خصرها لجسده أكثر ويده الأخرى تتشبث بيدها..
دفعته حور وهي تنتبه لما يحدث حولها، وغادرت المكان بسرعة شديدة، بينما كان مايكل مُنشغل بالتعارف مع الفتاة التي ترقص بين يديه..
وقفت حور خارج المكان، في شُرفة تطُل على البحر أمامها، و دلف فهد خلفها و وقف بجانبها..
نظر لها ولبكائها وزفر بضيق ف هو غير قادرًا على فعل أي شيء الآن! حتى أنه لم يستطع منع نفسه من إلقاء إحدى القصائد التي حفظها عن اللون الاخضر ليُلقيها عليها هي وحدها ف هو بالأساس حفظها لأجلها هي، لأجل معشوقته صاحبة الأعين الخضراء والرداء الأخضر..
يتبع…..
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد

error: Content is protected !!