Uncategorized

رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل الثالث عشر 13 بقلم فدوى خالد

    رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل الثالث عشر 13 بقلم فدوى خالد

رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل الثالث عشر 13 بقلم فدوى خالد

رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل الثالث عشر 13 بقلم فدوى خالد

أردفت بلهفة و دموع : 
– الو أيوة يا ليلى الحقيني .
حاولت ليلى تهدئتها قائلة : 
– أهدي يا هند و فهميني فى أية ؟
ردت هند ببكاء : 
– بابا يا هند، بابا…طلع بيضحك عليا، و بيعمل كل دة بس عشان مرفعش محضر و أبهدله، و دلوقتي عاوز يجوزني واحد أسمه المعلم سردينة و أنا مش عارفة أعمل أيه دلوقتي و …..
كادت تكمل الحديث لولا استماعها لصوت والدها و هو يحاول فتح الباب من الخارج و هو يردد بغضب :
– افتحي يا هند، افتحي، أقسم بالله لأخلي يومك أسود يا بنت*****، أفتحي يا بت .
ظلت تبكي و هى لا تعرف ماذا تفعل ؟ دخل والدها و الشرار فى عيناه، كسر الباب فى وهلة و تسارع لضربها بقسوة و هو ينطق بالكلمات السيئة، بعد فترة كان أنهتى من ضربها، نظرت له بضعف، فتحدث هو قائلا بسخرية :
– لا و الله يا بت، بقا تعملي عليا الحبيتين بتوعك دول، و الله العظيم لأنتِ متجوزة المعلم سردينة يا وش الفقر زي أمك، كانت كدة بردوة و راحت و خلاص خلصنا منها، قومي ألبسي حاجة و بعد شوية ألقيكِ جهزتي أو أقسم بالله أنا هديكِ علقة زيها و محدش المرة دي هيرحمك منك .
لم تقم بفعل شئ سوى البكاء، بات البكاء حليفها و لا تستطيع الخروج منه، أصبح ملازمًا قلبها، هل تعطيها الحياة سببًا للإبتسامة من جديد ؟ أم يرتب القدر لها مفاجأة جديدة غير متوقعة ؟
نظرت لها زوجة أبيها بشماته قائلة و هى تلوي فمها بتهكم : 
– بنات أخر زمن، بتضرب و تقع فى الارض كدة و خلاص، ما تقومي يا بت فزي نضفي الشقة هو أنا إلِ هنضفها ولا أية ؟
أكتفت بنظرة الإنكسار التي باتت تنظر لها، بينما ليلى كانت تستمع كل ذاك الحديث و الحزن ينهش قلبها، نظرت ليوسف بعيون دامعة، فأوقف السيارة على الفور و هو يلامس وجهها بخوف قائلا : 
– مالك يا ليلى فى حاجة ؟
أردفت بصوت متقطع من البكاء : 
– هند … هند ، هند باباها ضربها و عايز يجوزها غصب و مش عارفة هعمل أية ؟
فى ذاك الوقت استغرب أحمد من توقف سيارة يوسف، هبط من السيارة و اتجه إلى سياراتهم، طرق على الزجاج فوجد حالة ليلى المزرية، نظر لها بخوف قائلا : 
– أية يا ليلى؟ مالك ؟
رد يوسف بهدوء :
– هند صاحبتها أبوها بيضربها كالعادة، و المرة دي زود فيها أنه عايز يجوزها .
نظر لها بصدمة قائلة : 
– نعم ! هند ! 
و أكمل بغضب : 
– أقسم بالله لو قرب منها حد ليكون آخر يوم فى عداد عمره و الله، و أنا المرة دي هعلمه ازاى يتعامل معاها، ابعتي العنوان و أنا رايح ليها .
ردت ليلى ببكاء : 
– خدني معاك .
نظر لها بهدوء قائلا : 
– الدنيا ظلمت، و أنتِ مش هتقدري تكملي عشان جرحك، روحي مع يوسف و أنا هخلص و هاجي، و طمني ماما عليا عشان هتلاقيها قلقانة، و أكيد مامتك و مامته تعبانين و قلقلين خصوصًا بعد إلِ حصل إمبارح .
كانت تعترض لولا صوت يوسف الذى كان الفاصل بينهم : 
– خلاص يا ليلى، أنتِ تعبانة ملهوش لزوم التعب، ياريت تروحي ترتاحي، و أحمد بيعرف يتصرف .
أردف أحمد بتنهيدة : 
– خلاص يا ليلى، أسمعي كلام يوسف، و أنا هعرف اتصرف .
تنهدت بإستسلام و هى تشعر بالحزن الشديد .
________________________
نظرت لهم ملك بملل قائلة :
– احنا فى عزا و لا أية ؟
التفتت لها ريم بإستغراب قائلة : 
– عزا أية ؟
ردت و هى تنظر لها بملل : 
– يعني أنتو مش بتتكلموا، و مش مشغلين حاجة، نفسي أعرف أنتوا باردين كدة ازاى ؟ يعني مثلا أنتوا بتحسوا، ولا بتقولوا كدة و خلاص، يعني عندك مروان بارد و مز بصراحة و لسة عارفاه من كام يوم بس بارد، و بالرغم من كدة ساعات بيبقى نار، و بالنسبة ليكِ فأنا عارفاكِ العمر كله مملة، المهم دلوقتي أنتوا باردين كدة علطول .
نظرت ريم لمروان ببرود قائلة : 
– فكك منها هى كدة هبلة، مش عارفة أية إلِ خلاها تركب معانا، مش كانت ركبت مع أخوها .
فتحت عيناها بدهشة قائلة : 
– وه .. عايزة تركبيني مع أحمد و هو بيطلع نار خلقة، و عايزاه يصب فى وشي، كتر خيرك يا بنت خالي .
وضعت يداها على وجهها بيأس منها، فأردف مروان بهدوء :
– مركبتيش مع أحمد لية ؟ أكيد فى حاجة ؟
لعبت فى شعرها قليلا قائلة بتوتر : 
– أصله بصلي كدة، و أنا صراحة خايفة منه جدًا .
ضحك بسخرية : 
– عملتي أية و قولي الصراحة .
أردفت بملل : 
– يوسف كان عايز يضرب عمار، فوقفت و دافعت عنده .
أوقف السيارة فجأة، فاصطدمت بالكرسي الخاص بريم، نظرت له بغضب قائلة : 
– أية يا عم ؟ حد يعمل كدة ؟
التفت لها قائلا بغضب مكبوت : 
– قولي تاني عملتي أية ؟
تحدثت بملل : 
– مبتسمعش ولا أية ؟ بقولك أن أنا، أنا ك ملك دافعت عن عمار لما يوسف جيه يضربه .
أردف بنبرة غاضبة لأول مرة و لكنه تحكم فيها فى الحديث : 
– أنتِ مجنونة ولا مهبولة و لا اية الوضع ؟ بتدافعي عن عمار لية ؟ دا خاطفك و مفكرنا قاتلين أمه، و أنتِ ناوية تبيني أنه كويس، احنا مصدقنا خلصنا منه، أنتِ بتفهمي ولا لا، و بعدين خايفة من أحمد دا المفروض أنه كان قتلك، مش بصلك .
ردت هى بغضب : 
– هو أية إلِ مجرم،  على فكرة هو مش مجرم خالص، و كل دة عبارة عن كلام، واحد و بيدور عن حقه، يبقى فين الغلط ؟ عايزة أعرف بأي حقيقة بتحكموا عليه، الواحد مش عارف يعمل فيكم أية ؟ فاكرين أن أنتوا الصح بس الحقيقة مش كدة ؟ هو مش عارف يعبر عن مشاعره، و غير كدة باباه مسيطر على أفكاره، و بدال احنا ما نحاول نساعده و نخليه إنسان صالح، تقوموا رايحين قايلين دا قاتل و مجرم و فية و فيه …، على فكرة مفكرش يضربني أو يخوفني و كان بيتعامل عادي، محتاج بس حد يتعامل معاه بهدوء .
ضرب على عجلة القيادة بغضب قائلا : 
– صوتك ميعلاش و أنتِ بتتكلمي تاني، و مش عمار هو إلِ كدة و المفروض تكوني عارفة، هو عدونا و هيبقى عدونا، سواء قبلتي أو لا، هو عدونا يا ملك و أبعدي عنه عشان إلِ هيحصلنا من ورا قربك كدة كوارث، فاهمة .
أنهى أخر جملته بتحذير،  فتحدثت ريم بهدوء :
– لو سمحتوا تقدروا تبطلوا خناق دلوقتي، لازم نروح عشان أكيد البيت مقلوب علينا، مش ملاحظين أننا أتاخرنا .
صمت الأثنان، و كل منهما يفكران فى الذى حدث، أكانت تلك الحقيقة ذات مغزى لملك أم لمروان .
______________________________
عاد الجميع إلى المنزل و كل شخص باله مشغول بالعديد من تلك الأفكار المطروحة، و كل منهم يشغل باله فكرة مختلفة عن الأخرى، كان أول الواصلين للمنزل هو مروان، هبط من سياراته و شعور الغضب من ملك بات على ملامحه، و لكن على حيت اقترب من المنزل لم يستمع لصوت الصراخ الذى كان يصدر كُل مرة من عمر و سارة، بات الشكوك تجوب عقله و لكنه نفض تلك الأفكار بأنه من الممكن أن يكون عمر قد بات عاقلاً لوهلة، أردفت ملك بتذمر و هى تهبط من السيارة : 
– على فكرة بقا، عمو مروان طلع عصبي أوى، دة كله عشان بدافع عنه، و الله العظيم مظلوم و هو مش قصده كدة خالص، ينفع إلِ ………….
قاطعتها ريم بصرامة : 
– ياريت يا ملك تعرفي أنتِ بتقولي أية ؟ مروان كان خايف عليكِ و على ليلى، و إلِ عملتيه الصبح و أنك خلتيه يخطف ليلى كمان دة لية حساب، و أن ليلى وقعت من على السلم دى حركة مكشوفة جدًا و شكله أذاها، و بصراحة لو عرفت أنه عمل كدة، أنا إلِ ممكن أولع فيه فاهمة، و ياريت الموضوع دة يتقفل عشان خلاص صبري قل منك .
رحلت ريم بينما عقدت ملك ساعديها و هى تردد حديثها :
– نينينيني .. صبري قل، أية الناس دي يا ربي أنا عايزة عيلة فريش مش علبة متحمصة، كلهم ما شاء الله مزز مكانش نابني فيهم واحد، ولا أنا مشبهش ولا مشبهش، يلا بقا عوض ربنا حلو، أخش أكل الفرخة إلِ كانت فى الثلاجة بحسنا يجوا يأكلوها قبل ما أكلها .
Fadwa khaled. 
_______________________________
هبطت من السبارة و هى تشعر بأنها ليست بخير، كادت تقع لولا يداها التى أسندتها، رفعت نظرها لتجده هو كما فى كل مرة، ابتسمت له بخفوت، فأردف ببسمة : 
– تعبانة ؟
ردت عليه قائلة : 
– شوية، و خايفة على هند .
أردف بتفهم : 
– متخافيش، أحمد مش هيسبها، و بعدين هند هتبقى كويسة .
نظرت له بدموع  قائلة : 
– يارب تبقى كويسة، عانت كتير فى حياتها و مش عايزاها تعاني أكتر، كفاية إلِ حصلها .
ضمها إلية بهدوء، و همس فى أذنها بهدوء : 
– هتبقى كويسة متخافيش، و ياريت بقا تطلعي ترتاحي على ما أطلب الدكتور يكشف عليك .
أومأت برأسها و لكن حينما سارت خطوتان كادت تقع لولا أنه أمسكها من جديد، نظر لها بيأس قائلا : 
– شكلي هتعب معاكِ، فاحنا نأخدها من قاصرها .
حملها و هو يتوجه إلى القصر، بينما هى أردفت بإنزعاج : 
– نزلني، مش هينفع كدة هخش قدامهم ازاى ؟
ضحك قائلا : 
– محدش هيأخد باله .
دخل القصر بتلك الضحكة و لكن لم تدم طويلا، هبطت على الأرض و هى تنظر بصدمة، و لا تعلم ما الذى سيحدث بعد ذلك .
Fadwa khaled. 
__________________________
بعد يومًا شاق من العمل المتواصل و بالإضافة إلى البحث عن تلك الفتاة المجنونة، عاد إلى البيت بإرهاق شديد، و لكن كالعادة وجد والدته تجلس مع خالته و أبنتها، تحاول إقناعه بشئ لطالما كان مستحيلاً، يعتبرها أخته و لكن هى لا تبادله ذاك الشعور، نظر لهم بملل، فأردفت والدته بإبتسامة عريضة على محياها :
– حسام ! أنتَ جيت يا حبيبي، تعالي سلم على خالتك و نسمة، جاين عشانك و الله .
نظر لهم بهدوء : 
– ازيك يا نسمة، ازيك يا خالتو .
ابتسمت له خالته و ردت عليه بخفوت، و نسمة تطالعه بشرود و إندهاش كالعادة، حرك عيناه بملل و أردف بهدوء :
– هطلع أوضتي أغير هدومي، و نتعشى مع بعض بقا عشان أنا جعان جدًا .
ابتسمت والدته و غمزت لأختها و هى تهمس لها : 
– الواد شكله مال، ربنا يقدرنا و نجمعهم مع بعض يارب .
ابتسمت هى الأخرى قائلة :
– عندك حق و الله يا سهير، العيال بقا كبروا، و بصراحة البت نسمة بيجيلها ناس كتير، بس هى دماغها على حسام، ربنا يجمعهم مع بعض قادر كريم يا رب .
ردت عليها هى الأخرى : 
– متخافيش يا علا، هيتجوزها حتى لو ضغطت عليه، دا احنا كاتبيهم لبعض من و هما صغيرين .
بعد قليل
كان قد أنهى ارتداء ملابس بيتيه تبرز عضلاته بوضوح، و سارع لكي يزيل ملك من أفكاره، فقد باتت تراوده فى الفترة الأخيرة، هبط إلى الاسفل و اجتمع مع العائلة، جلس على طاولة الطعام و هى يأكل ببرود على غير عاداته، أردفت والدته سهير : 
– أية رأيك فى الأكل يا حسام، نسمة هى إلِ عملته و ما شاء الله عليها نفس جميل أوي فى الأكل، و قالتلي أني مطبخش خالص .
توقف عن الطعام، و تنهد و هو ينظر لوالدته بإبتسامة عريضة، و هو يسند رأسه على يديه قائلا : 
– و المطلوب مني أية يا ست الكل .
تهربت من نظراته و أكملت الحديث قائلة :
– هو حد طلب منك حاجة يا بني، أنا بقولك بس عشان تكون عارف .
تفهم الحديث و من ثم تحدث بجدية و هو ينظر لنسمة :
– طبيخك جميل يا نسمة ما شاء الله، بس أنتِ أختي يا نسمة، و مهما كان هنفضل أخوات، بحبك كأختي و ياريت متشعلقيش نفسك بالوهم إلِ هما راسمينه، بيتقدملك عرسان كتير، أقبلي واحد منهم، بس أنا مش هبقى فى يوم ليكِ، و لو فاكرة كدة يبقى آسف لو عشمتك بحاجة، بس للأسف مكنش ليا ذنب .
نظرت له بإنكسار و هى لا تعلم لماذا يفعل معها ذلك، دمعة فرت من عيناها و لكن مسحتها بسرعة، نظرت لها خالتها و أمها بخوف من أن يكون أصابها شئ، لكنها كانت عكس المتوقع، نظرت لهم بقوة قائلا بضحك : 
– أية يا خالتو ؟ أية يا ماما ؟ باصين كدة لية ليا ؟ خلاص بقا كل شئ أنتهى، و هو أخويا و عادي يعني، أكملت أكلها بهدوء، و جلست قليلا مع خالتها، فى ذاك الوقت الذى كان حسام يهبط و هو يرتدي ملابس رياضية، و معه المعدات الخاصة، نظر لها وجد حالتها على ما يرام، ابتسم لها قائلا : 
– طلعتي عاقلة يا نسمة و بتفهمي، يلا سلام يا جماعة عشان نازل الجيم .
نظرت لوالدتها بالرحيل،  و لحين توجهت إلى المنزل و تأكدت من أن الجميع نائم، أطلقت العنان لدموعها ، أمسكت دفترها و هى تكتب الكلمات، و لا تعلم ماذا تفعل ؟ أنكسر قلبها بين ليلة و ليلة ، و هى لا تعلم ماذا تفعل ؟ أمسكت ذاك القلم و أطلقت العنان لكلماتها الممزقة .
” يا من عشقه قلبي و ترواحت الأفكار على حُبك، أكتب إليك و قد بات أنين القلب يتوقف، ما جزاء الحب إن لم تكن به ؟ و ما جزاء العشق إن لم أعشق بك ؟ أعلم أنك لم تقرء تلك الكلمات و لكنِ كتبتُها و أنتَ تعلم بعشقي، لا أود منك سوى الحب، لا أود شيئًا فى تلك الدنيا سواك، معشوقتك التى ستنتظرك مهما تغير الزمان .”
Fadwa khaled. 
___________________________
هبط من السيارة و هو يشعر بأن الغضب قد احتل عقله، طوال الطريق و هو باله و لم تغب عن مخيلته مرة واحدة، هبط بسرعة  و لحين أتجه إلى بيتها، طرق الباب ففتح له والدها، نظر له بشر و من ثم ضربه بقوة .
تجلس فى غرفتها و هى تحاول إخفاء تلك الكدمات بالمكياج، أنصتت لأمره و هى تخف من أن يفعل شئ خاطئ فتعاقب عليه، أستمعت لصوت الجرس، دقات قلبها بات يعلو تلو الأخر، تخف مما يحدث، أستمعت لصوت دخول ذاك الرجل الكبير فى السن الذى كانت تتقئ من نبرة تلك الصوت، بعد قليل دخل والدها، و هو ينظر لها بشمئزاز قائلا : 
– يلا أخرجي، الراجل مستني بره .
هبطت على الارض و هى تطلب النجاة منه و تبكي بحرقة : 
– و النبي يا بابا، لا… مش عايزة أتجوزه .
أبتعد عنها قائلا بتحذير :
– دقيقتين و تبقي برة فاهمة، و أمسحي دموع التماسيح دي .
ضحكت بسخرية و هى تنظر فى المرآة، أيعقل أن يلين قلبه، خرجت إلى الخارج و هى تحاول رسم شبح الإبتسامة، نظر لها ذاك الرجل بسماجة و شكله المقزز، بالأضافة إلى أسنانه الصفراء و الغير مرتبة، كانت تتقئ من قبح المنظر، أستمع والدها لصوت الجرس فقام من مجلسه قائلا بحماس :
– المأذون شكله جيه .
خرج للخارج و لكن لم يكن سوى أحمد الذى أستقبله بلكمة فى وجهه، دخل المنزل قائلا بصوت عالي : 
– هند، يا هند .
عرفت ذاك الصوت، و بدأت دقات قلبها تدق واحدة تلو الأخرى، اقتربت منه فجعلها خلفها، نظر لها بهدوء قائلا : 
– أنتِ كويسة .
نظرت له بدموع و عيون متورمة من كثرة البكاء :
– أيوة .
فى ذاك الوقت كان المأذون قد توجه بجوار ذاك العريس الكبير فى السن، أردف المعلم سردينة بصوت غليظ :
– أنتَ مين يا عم، و جتداي تأخد مراتي لية ؟ يلا يا شيخنا أكتب .
ضحك بسخرية قائلا : 
– مراتك ! ضحكتني يا شيخ، مراتك ولا صفقة من صفقاتك المشبوهه .
توتر و بدأ بتسرب العرق، و لكن أخفى توتره خلف حاجز الغضب قائلا : 
– صفقات أية يا عم ؟ أنتَ جايبلنا مصيبة، أمشي يا أخينا من هنا، خلينا نكتب الكتاب. 
ابتسم بخبث قائلا : 
– و هو مش عيب يا شيخنا واحد يكتب الكتاب على واحدة متجوزة بردوة ولا أية ؟
صدم الجميع و خاصة هند، بينما نظر له المأذون قائلا : 
– لا حول و لا قوة إلا بالله، صفوا حساباتكم مع بعض، و بعدين يا محترمين جايبني فى كتب كتاب واحدة متجوزة، أستغفر الله .
تقدم صبحى من المأذون بسرعة قائلة : 
– مش متجوزه يا خالص، حتى أسالها .
أمسكها من زراعها بحدة، فتحدثت هى بتألم و هى تنظر بأحمد الذى علق عيناه بها بأن لا تخف و أن تطمئن :
– لا متجوزة يا شيخنا، و هو عاوز يجوزني واحد غصب عني .
نظر لهم المأذون بأسى : 
– أستغفر الله العظيم، متجوزة، حاشا لله .
أردف أحمد ببرود : 
– هتسيبوني أنزل بهند عادي، أو أقسم بالله لهطربقا فوقكم .
صاح المعلم سردينة بغضب :
– بقا يا ناقص عاوز تجوزني بنتك و هى متجوزة، لا و كمان مش بس كدة، خدت الفلوس مقدم و الله العظيم لأوريك .
ردت حميدة زوجة أبيها بوهن : 
– شوف البنات إلِ آخر زمن، هربت مع راجل و أتجوزته و النهاردة كتب كتابها على راجل تانى، اقترب منها أحمد، و بنظرة شر أرعبتها، همس بجوار أذنها بصوت كفحيح الأفاعى :
– أقسم بالله، كلمة واحدة كمان عنها، و ما هخليك موجودة على حاجة اسمها الكرة الأرضية .
أرتعبت من تهديه الصريح لها، أمسك بيد هند و هو يغادر، حاول صبحى منعه و لكن المعلم سردينه كان النقطة الفاصلة لهم، حين أمسكه و بدأ يضربه ضربًا مبرح وسط صراخات حميدة .
رمقه أحمد بنظرة نصر و رحل هو و هند، هبط إلى الأسفل و اتجهوا إلى السيارة و لكن هند صرخت فجأة .
Fadwa khaled. 
___________________________
جلس فى مكانه و هو يضحك بخبث على كل تلك الحوادث، يعلم أن مدحت لم يكن سوى شئ صغير من تلك اللعبة، ضحك و هو يمسك ذاك الكأس الممتلأ بالخمر، و يتناوله بتلذذ، ضحك مرة آخري و هو يري الدمار فى عيناه، و هو لا ينوي على خيرًا أبدًا .
يتبع…..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية اغتصبت خطيبة أخي للكاتبة مهرائيل ماجد

‫6 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!