Uncategorized

نوفيلا وتين العشق الفصل السابع 7 والأخير بقلم فرح طارق

 نوفيلا وتين العشق الفصل السابع 7 والأخير بقلم فرح طارق

نوفيلا وتين العشق الفصل السابع 7 والأخير بقلم فرح طارق

نوفيلا وتين العشق الفصل السابع 7 والأخير بقلم فرح طارق

في شقة قاسم وبراء..
دلف قاسم للشقة، والقى مفاتيح سيارته ومتعلقاته على الطاولة، ونظر حوله بحثًا عن براء..
– براء..
ضيق عينيه بقلق ما لم تجيب نداءه ودلف للغرفة و وجدها نائمة على الأريكة ومن الواضح أنها كانت غفت وهي تجلس بانتظار عودته..
ابتسم قاسم وذهب ناحيتها وحملها بين ذراعيه و وضعها على الفراش برفق، وتركها ودلف للمرحاض..
بعد وقت خرج من المرحاض و وجدها تجلس على الفراش وهي تتثأب بنعاس..
جلس بجانبها واردفت براء بتساؤل
– مصحتنيش ليه؟ وعملت إيه؟
أحضر قاسم هاتفه حتى يشغل لها التسجيل واردف
– سجلت ليها اعتراف بأنها كدابة، وروحت لابوكِ سمعته..
كاد أن يضغط على زر التشغيل واوقفته براء قائلة بحب صادق
– مش عايزة اسمعه، وأنا قولتلك أنا واثقة فيك المهم إنك سمعته لبابا و حتى لو مكنش صدق أنا مصدقاك يا قاسم من غير ما تقول أي حاجة.
ما إن أنهت كلماتها حتى أطبق قاسم على شفتيها وهو يقبلها بعشق..
ابتعد عنها وهو يحتضن وجهها بين يديه واردف بعشق
– بعشقك يا قلب وروح وعيون وحياة قاسم، بعشقك يا براءة قاسم..
قبلها مرة أخرى بعمق أكبر وابتعد عنها ونظر لعينيها وأكمل
– أنا كنت زي المسجون ف عالم مش عارف حتى أهرب منه وشوفتك وكنتيلي انتِ البراءة اللي خدتها من العالم ده، انتِ الوحيدة اللي فُزت بيها يا براء..
بحبك يا براءة خدتها بعد سنين سِجن ودُنيا ضَلمة قلبي كان محبوس جُواها.”
أنهى كلماته وهو يأخذها معه لعالم عشقه الخاص بِها وحدها، عالمًا لم يدخله أحدًا قبلها، عالمًا انفتح لها هي وحدها..
في صباح يوم جديد في فيلا الفيومي.
دلف زين لغرفة أبنته وشرع في إيقاظها..
جلس زين بجانبها واردف بحنو
– حنين قومي يا روحي كفاية نوم كدة.
حنين بنعاس
– شوية يا بابي أنا ما صدقت الاجازة جت!
– ما هي جت علشان نخرج تقومي تنامي!
نهضت حنين بلهفة وامسكت ياقة قميصه واردفت بسعادة وعدم تصديق
– قول والله؟ هنخرج !
زين بضحك على أبنته
– آه والله، قومي يلا عشان ناخد اليوم من أوله.
– طب مامي فين مش هتيجي معانا..؟
قبلها زين من وجنتها
– واحنا نقدر نخرج من غير مامي؟ وهي لسة نايمة ف قومي خدي شاور وعملتلك سندوتشات عقبال ما اصحي مامي.
عقدت حنين حاجبيها وهي تتنقل بانظارها ناحية صينية الطعام الصغيرة الموضوع فوقها بعض السندوتشات وكوب من اللبن والآخر من العصير
– هو أنت كويس يا بابي..؟
– مالي..؟ ما أنا كويس اهو!
حنين بتردد
– لأ أصل حضرتك يعني خروج وسندوتشات وبتصحيني بنفسك ف بسأل!
عقد زين حاجبيه واردف بتساؤل
– وهو غريب اللي بعمله دلوقت؟
– بالنسبة لـ اللي كنت حضرتك بتعمله معانا ف آه غريب.
حملها زين واجلسها على قدميه واردف بحنو وهو يعيد ترتيب خصلات شعرها كما اعتاد أن يفعل مع سيلين
– هو مش إحنا اتفقنا ننسى اللي فات ونبدأ صفحة جديدة..؟
– آه.
قبلها زين من وجنتها مرة أخرى
– طيب يبقى تاكلي السندوتشات وتجهزي عشان نخرج.
– طيب هو حضرتك ليه جايب لبن وعصير..؟
حك زين دقنه بخجل
– عشان مش عارف بتحبي اللبن ولا لأ ف جبتلك عصير معاه عشان لو مشربتيش اللبن تشربي ده.
امسكت حنين وجهه وقبلته من وجنته
– بوسة هنا
وانتقلت للجانب الآخر وقبلته
– وبوسة هنا
وانتقلت لجبهته
– وبوسة هنا، وأنا مش بشرب اللبن بس كفاية إن حضرتك عملته ف هشربه وهشرب بعديه العصير يغير طعمه شوية.
ابتسم لها زين بحنو وسعادة ترفرف بداخله، وعينيه تطالع أبنته بندم شديد، عشر سنوات اضاعهم من عمره وعمر زوجته ! أضاع من عمر أبنته وهي تكبر بعيدًا عن عينيه وهو منشغل بأنياف من الماضي؟
نهض زين واردف بحنو
– خلصي يا حنين واستنيني ف الاوضة أو تحت عقبال ما اصحي ماما ونجهز اتفقنا..؟
حنين وهو تمسك السندوتش بيدها وتتناوله
– طب هو إحنا هنروح فين..؟
– مفاجئة.
بعد وقت كان يجلس زين بانتظار خروج سيلين من المرحاض، ف عندما عاد من غرفة ابنته كانت سيلين استيقظت ودلفت للمرحاض لتأخذ شاورها..
نهض زين فور خروجها و وقفت سيلين بتوتر وهي تجيد أحكام المنشفة حول جسدها، واردفت بتوتر
– فكرتك روحت الشركة، مروحتش ليه؟
لم يجيبها زين، بل كان يتطلع لها فقط، كان جالسًا مع نفسه يفكر بكل شيء مضى بينهم، كم تحملت تقلباته الدائمة! ف تارة يكون معها لينًا وبلحظتها كان ينفعل عليها ويغضب ويتركها ويرحل!
نهض زين من مكانه وهو يتجه ناحيتها ببطئ وسؤالًا واحدًا يتردد بداخله
– كيف أضاع كل ذلك الوقت من حياتهم!
طالعته سيلين بتوجس وهي تحاول فهم نظراته، لأول مرة بحياتها لا تقدر على فهم زين هي الآن! ف كانت نظراته تُوحي للندم! ندم لأول مرة تراه بِه ومن جهلها عنه غير قادرة على فهم مغزى تلك النظرات التي لم تكُن سوى عبارة عن ندم.
احتضن وجهها بين يديه وتنهد بعمق وهو يقترب من وجهها واردف بنبرة ترجي
– مهما يحصل بينا يا سيلين متسبنيش، خليكِ عارفة و واثقة إني بحبك، بحبك انتِ وبس، وخليكِ متأكدة إني من غيرك هضيع جوة نفسي وانا عايز أضيع بس جواكِ انتِ، جوة حبك ليا ونقاء قلبك، ومحاولاتك ف إننا نكمل ونكون عيلة سعيدة.
أنهى كلماته وهو يقبلها بعشق ودموعه تنهمر من أعينه..
ابتعد عنها وأكمل
– بعشقك يا سيلين، حقك عليا يا حبيبتي، أنا آسف، عارف إنها مش هترجع اللي فات، بس آسف و وعد هخلي اللي جاي احسن وأفضل..
قطع لحظتهم صوت طرقات على باب الغرفة وابتسم زين ف هو علم إنها ابنته، ونظر لسيلين واردف بإبتسامة
– ادخلي غيري ودي حنين.
عادت سيلين للمرحاض مرة أخرى لترتدي ملابسها، وفتح زين لابنته، و وقفت حنين أمامه وهي ترتدي فستان بحملات رفيعة قصير يصل لركبتيها، من اللون السماوي كـ لون عينيها، وشعرها منسدل بحرية خلف ظهرها، وبعضًا من خصلاته أمام وجهها، وتضع زينة هادئة ف بدت وكأنها أميرة من أميرات ديزني..
ابتسم لها زين وحملها بين ذراعيه واردف بحنو
– لبستي الجمال ده لوحدك؟
– لأ، خالتو نورسين جتلي الاوضة ولما عرفت لبستني هي وسرحتلي شعري كدة.
قبلها زين بحب واردف بحنو
– أميرتي الحلوة.
خرجت سيلين من المرحاض ونظرت باستفهام واردف زين
– نسيت أقولك أننا خارجين النهاردة، أنا وانتِ وحنين.
عقدت سيلين حاجبيها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها
– لأ والله!
هرولت حنين نحو والدتها مسرعة واردفت بسعادة
– آه والله، وحتى خالتو سيلين بصي لبستني إزاي وسرحتلي شعري، والفستان ده بتاع حور بس حور قالتلي البسيه عشان يكون زي لون عيني وهيليق أكتر عليا.
سيلين بحب لابنتها
– فعلًا جميل عليكِ يا روحي.
– طيب يلا بقى علشان نلحق ممكن!
– حاضر.
بعد وقت نزل ثلاثتهم للأسفل، و وجدوا نورسين تجلس مع أطفالها ومعها لينا..
لينا بإبتسامة
– صباح الخير..
ثم نظرت لحنين : إيه الجمال ده ع الصبح كدة..؟ قمر هربان من وسط النجوم يا ناس!
هرولت حنين ناحيتها وهي تلتف حول نفسها بسعادة
– بجد حلو يا خالتو..؟
قبلتها لينا واردفت بحب
– حلو يا قلب خالتو.
– خدته من حور علشان يليق مع لون عيني.
نظرت لينا لسيلين بضحك
– البت دي عاملة زيي، كنت كل ما حد يقولي الطقم ده حلو عليكِ أقوله بجد واحكيله جبته ازاي وامتى وفين ومنين وليه كمان، وكنت أوقات لما أكون واخدة من فرح اقول كش بتاعي والله دا أنا سرقاه من ورا فرح..
ضحك جميعهم، وكان زين ينظر لإبنته الواقفة بأحضان لينا، وباللحظة ذاتها دلف محمد وظل أنه ينظر لزوجته..
محمد بغيرة وغضب مكبوت
– لينا لو سمحتِ عايزك ثواني.
نظر زين لمحمد واردف بتذكر
– آه محمد عايزك ف موضوع بخصوص الشركة، وخصوص الصفقة بتاعت الشراكة مع ماجد المهدي، لأن مالك سلمني أنا وأنت موقع *** وهنكون مسئولين عنه مع زياد المهدي، وهنتكلم ف تفاصيل كتير بس دلوقت هخرج سيلين وحنين وبليل لو لحقتك تمام ملحقتكش نظبط معاد سوى بكرة.
محمد وعينيه تطالع زوجته
– تمام يا زين.
ابتسم له زين بهدوء ونظر لحنين مرة أخرى
– يلا يا حبيبت بابي.
غادر زين وزوجته وابنته، ونهضت لينا لترى زوجها، واردفت نورسين
– فرح وحشتني أوي والله.
لينا بحزن
– آه والله، لولا فرصة الشغل اللي جت لجوزها برة مصر وسافرت كانت زمانها معانا.
نورسين بإبتسامة
– ربنا يصلح حالها وتيجي قريب ونشوفها.
اكتفت لينا بإبتسامة وذهبت خلف زوجها، واردفت بتساؤل
– نعم يا حبيبي؟
محمد بتوتر وهو لا يعرف بما يجيب ف هو كان يريدها أن تبتعد عن مكان تواجد زين، ف مهما كان الأمر ومهما مر العمر ف سيظل زين كـ وصمة سوادة بحياته، ف لو الأمر تعلق به لكان منع لينا من المجيء للفيلا ولكنه يعلم مدى تعلق لينا الشديد بِـ نورسين، بينما عقدت لينا حاجبيه وقد فهمت ما سبب نداءه لها، واقتربت منه وحاوطت عنقه بدلال
– اوعي تقول وحشتك!
ابتسم لها محمد بمراوغة وأحاط خصرها بيده وهو يرفعها إليه
– ومقولش ليه..؟ انتِ مش عارفة انك بتوحشيني طول الوقت..؟
لوت فمها بحزن مصطنع
– بيوحشك يعني أنا مش بالك دايمًا .؟
– ده إزاي..؟
– لو ف بالك مش هوحشك.
قضم وجنتها بخفة تأوهت لينا على إثرها
– ما انتِ عشان ف بالي دايمًا بتوحشيني!
لينا بتفكير
– تصدق اقتنعت! وكمان..
قاطعها محمد وهو يضمها إليه ويقبلها..
ابتعد محمد عنها واردف بتساؤل وتردد، وهو يضيق عينيه بخشية من إجابتها عليه
– لينا انتِ بتحبيني صح؟
دفنت أناملها بشعره وهي تقربه إليها ونظرت لعيناه بتعمُق وعِشق
– حب دي كلمة قليلة على شعوري دلوقت تِجاهك اللي لو قولن آه بحبك هكون بظلمه!
اقتربت منه وأكثر وهي تقف بأطراف أصابعها على قدميه
– بحبك وبعشقك وبدمنك، ومن غيرك أنا لا كنت عايشة ولا هقدر أعيش يا محمد، وجودك أجمل حاجة ربنا ادهاني يا محمد، وجودك اللي حياني من تاني واداني عُمر تاني أعيشه بفضل ربنا اللي بعتك ليا، ولو رِجع بينا الزمن تاني يا محمد مكنتش هضيع ثانية واحدة من عمري مَرِت من غيرك .
أنهت كلماتها وهي تقبله بعشق، بينما كان محمد مغمضًا لأعينه يستمتع بلذة كلماتها التي تنزل على مسامعه قلبه تجلعه ينبُض لها بِعشق.
في فيلا جلال الدين..
دلف جلال للغرفة واردف وهو يزفر بضيق
– هتفضلي زعلانة كدة..؟ والله يا حبيبتي دي مرات الراجل اللي المفروض صاحِب الكومباوند اللي هيتبني، وجوزها مسافر وجت هي تشوف الموقع، وبحكم إن أنا وقاسم مسئولين عن الموقع ده ف روحت قابلتها أنا..!
– وليه مش قاسم اللي راح واشمعنا روحت لوحدك..؟ ده أولا ثانيًا يا استاذ انتم كنتوا ف مطعم مش الكومباوند.
– طب الست جالها هبوط ف الموقع ف قالت عشان مكلتش ف طبيعي كـ أي شخص مكاني هيتصرف خدتها مطعم جمب الكومباوند واكلتها فيه!
شاهندا بسخرية
– يا حنين!
كاد أن يتحدث وقاطع نقاشهم رنين هاتفه واحضره و وجده تلك العميلة، ونظر لـ شاهندا وجدها تنظر له بترقُب
– ما ترد يا حبيبي!
أجاب جلال عليها وأشارت لهُ شاهندا أن يفتح مُكبر الصوت، وجاءها صوتها..
– السلام عليكم باشمهندس جلال، أخبارك إيه؟
– عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمدلله بخير.
– أنا اتصلت أعتذر لحضرتك عن اللي حصل ف الموقع، ولو سببتلك أي عُطل واضطريت تيجي معايا المطعم، بس كل الموضوع إني حامل ونزلت من غير فطار، وبعتذر لحضرتك مرة تانية.
نظر جلال لشاهندا بنظرة ذات معنى وهتف
– ولا يهمك محصلش حاجة، ومبروك ليكِ ولكمال.
– الله يبارك ف حضرتك، وبإذن الله على معادنا المرة اللي جاية.
– بأمر الله.
أنهى المكالمة وأغلق معها ونظر لشاهندا التي كانت تطالعه بخجل واردف بمشاكسة
– مش عايز أي حاجة غير إنك تقولي آه يا جلال كنت غيرانة عليك.
شهقت وهي تهتف بانزعاج
– غيرانة! وهغير ليه إن شاء الله! عيال إحنا ولا عيال!
– طب تنكري إن الشعر الأبيض ده مزادش غير من جمالي..؟ تنكري ولا لأ ؟
لوت شاهندا فمها بسخرية وهتفت بعند
– بردوا مش غيرانة.
أخذ جلال البالطو الأسود الخاص به واردف بلامبالاة
– عادي مش غيرانة غيرك بيغير يا بيبي.
غمز لها وهو يهتف بكلمته الأخيرة، بينما أمسكت شاهندا ذراعه بغضب وهتفت
– مين دول اللي بيغيروا..؟ مش قولتلك أنت ملكش أمان يا جلال أصلا! ومسيرك مهما يمر أو تكبر هيجي يوم وتـ..
قاطعها جلال بحدة
– هعتبر اللي قولتيه دلوقت من دافع غيرة يا شاهندا وبس، لأن لو خدته على محمل تاني هنزعل جامد مع بعض.
ضغطت شاهندا على شفتيها بخجل وهتفت
– مقصدش وأنت عارف، وكمان آه غيرة يا جلال و واثقة إنك عارف كدة وكلامي مش هتاخده غير غيرة لأنك عارف إنهم كدة.
– لأ يا قلب جلال عشان عارف جنانك بس، والبسي يلا عشان نروح لميرا وعامر.
تركته شاهندا وصعدت للغرفة، بينما وقت هو ينظر أثرها وهو يبتسم بعشق، فـ كم هي شخصًا متملكًا لأقصى حد وكم يعشق هو تملُكها لهُ.
في الشاليه الخاص بماجد وشروق..
هتفت شروق بسعادة
– مش مصدقة هنرجع بجد!
عقد ماجد حاجبيه
– انتِ مكنتيش مبسوطة، وما صدقتي نرجع!
شروق بلهفة
– لأ والله، بس قاسم وحشني أوي يا ماجد، وكمان وتين ملحقتش أقعد معاها خالص، كفاية هنرجع وابنك خدهم ف شقة لوحدهم، بس هقوله يجي طل أسبوع يقعد يومين عندنا.
قبل ماجد رأسها وهتف بحنو
– نرجع واعملي اللي انتِ عاوزاه، ولو عاوزة اخليه يعيش معانا هعمل كدة.
شروق بإبتسامة
– لأ، هو حب هو ومراته يكون ليهم بيت وأنا مش هقدر أقول لأ رغم أني متعلقة بقاسم جدًا بس دي حياتهم مقدرش أدخل فيها ولا ف قراراتهم سوى، و غير أني ما صدقت أشوف فرحة شيري وجاسر على وشوشهم، كنت دايمًا كل ما ابص ف وش الاتنين اقرأ حزنهم وهم كل واحد فيهم، ودلوقت لأ بالعكس بقيت اشوف فرحتهم.
ضمها ماجد بين ذراعيه وهتف بحنو وهو يقبل رأسها
– ربنا يسعدهم دايمًا، أنا هطاوعك ونرجع بس عشان حاجة واحدة.
عقدت شروق حاجبيها بتساؤل بينما أكمل ماجد
– ليان، اللي فعلًا لحد دلوقت من وقت جوازها هي وأسر وحاسس إني طول الوقت مقصر معاها، هي مقالتش حاجة بس أنا بردوا عارف بنتي، وشايف أنا إذا كنت مقصر ولا لأ.
قبلته شروق من وجنته وهتفت
– ربنا يحفظك لينا يا حبيبي.
في شقة جاسر وشيري..
هتفت شيري بصراخ
– إيه اللي هببته ده يا قاسم!
خرج جاسر على صوتها، وهتف بقلق
– في إيه؟
شيري بنبرة على وشك البكاء
– ينفع اللي ابنك عمله؟ قالي عايز رز بلبن، اديته رز بلبن، وسيبته ودخلت احضر الببرونة بتاعت وتين، خرجت لقيته دالق الرز ع السجاد ونزلي مخدات الصالون يخبيه بيه!
نظر جاسر لابنه وهو يحاول كبت ضحكته
– طب الواد حب يتصرف يا شيري مش حاجة!
وجدها على وشك البكاء ف ذهب ناحيتها وهتف بحنو
– طيب مضايقيش نفسك، وبعدين قولتلك فيه واحدة ف البرج هنا بتساعد ف البيوت وقالتلي لو عايزة تساعدك وانتِ رفضتي!
شيري بغضب
– يعني علشان رفضت ابنك يبهدلي الشقة كدة!
– طيب بصي أنا هندهلها تظبطلك وكدة الحاجات دي هتتغسل لأنه كلوا اتبهدل وانتِ شوفي وتين، ماشي يا روحي؟
شيري بحنق
– لأ خد ابنك وأنا هتصرف.
لم يرد جاسر اغضابها أكثر من ذلك وأخذ قاسم معه للغرفة وهو يكمل ارتداء ملابسه للذهاب للشركة، وشرعت شيري بتنظيف الفوضى التي أحدثها ابنها.
بعد وقت دلفت شيري للغرفة وكان قاسم قد ذهب حتى يلعب مع أخته، واستدار لها جاسر بإبتسامة
– خلصتي يا روحي؟
– آه، وقاسم راح يلاعب وتين.
اتجه جاسر ناحيتها وقبل رأسها بحنو
– ماشي يا روحي، وهروح الشركة وماما وبابا هيرجعوا النهاردة.
– طيب أكيد هيجوا من سفر وهيناموا ف نروح ليهم بكرة صح؟
– ماشي يا روحي..
ثم غمز لها وأكمل
– ونسيب وتين وقاسم لماما ونسافر شهر عسلنا إحنا.
هتفت شيري وهي تضحك
– شهر عسل إيه بقى!
– أيوة أنا مش ناسي لما كنا ف أميركا وقولتلك لينا سفرية حلوة افسحك فيها.
– أنت لسة فاكر؟
طالعها جاسر بعشق
– وأنا اقدر أنسى حاجة خاصة بيكِ..؟
قبلته شيري وابتعدت عنه وهتفت بحب
– بحبك.
– بعشقك.
أنهى كلمته وهو يقبلها بعشق، مثل عشقه لحياتهم الآن، تلك الحياة الهادئة الخالية من كل شيء مُتعب في الحياة، ومهما كثرة متاعب ما حولهم ف يكفي عنده قربها منه و وجود طفليه معه، ف تلك هي كانت الأمنية التي تمناها وظل يحلم بها من فور أن وقع عينيه عليها لأول مرة، تمناها زوجة لهُ، وحبيبة لقلبه، وامًا لأولاده.
في شقة ميرا وعامر..
هتف عامر بمشاكسة
– بطيخة والله بطيخة وهتجنن واكلها دلوقت.
ميرا بضحك
– يا ابني بس بقى! وسيب بطني ف حالها..! مش مكفي اللي بنتك عملاه فيا..؟
– وهي فريدة حبيبت قلب أبوها عملت إيه؟ بطلي ظُلم ف البت مفيش حد عامل مشاكل غير إبنك اللي مدلعاه علينا يا هانم.
فريدة بتأييد لوالدها
– آه يا مامي بابي معاه صح
ميرا بضحك على ابنتها
– معاه صح؟ إسمها حق!
فريدة ذات العشر أعوام
– عادي يا مامي، المهم إن بابي صح.
نظرت ميرا لعامر وهتفت
– أهو شوفت؟ أي حاجة المهم إنها متطلعكش غلط! مش قولتلك البت بتحبك أكتر مني!
اقتربت منها فريدة بمراوغة
– وأنا اقدر يا مامي؟ وبعدين ازاي هحب بابي أكتر منك؟ مين اللي كان شايلني جواه ٩ شهور مش انتِ..؟ يبقى بحبك انتِ أكتر.
عامر بخبث
– ومين اللي ساهم ف إنك تيجي جواها وتقعدي التسع شهور ومن غيره مكنوش حصلوا..؟
فريدة بعدم فهم
– مين يا بابي.؟ هو فيه حد دخلني جوة بطن مامي..؟
دوى صوت ضحكات عامر الرجولية أرجاء المكان، بينما احمر وجه ميرا بخجل شديد وهتفت
– فريدة، روحي شوفي اخوكِ يا حبيبتي.
– حاضر يا مامي.
نهضت فريدة من على قدم والدها، وذهبت لرؤية أخيها ذو السبع سنوات، بينما نظرت ميرا لعامر بخجل وهتفت
– إيه اللي بتقوله قدام البنت ده؟
هتف عامر بضحك
– أنا بقوله ليكِ يا روحي مش ليها هي.
– أنت رخم على فكرة ومجنون والله!
عامر بعشق
– أنا فعلًا مجنون..جنون بيكِ والله.
تركته ميرا وخرجت خلف ابنتها بخجل وظل هو ينظر أثرها بعشق، مهما مر بينهم ف لازالت تخجل من أقل شيء يقوله لها..! كم حقًا بات يدمن خجلها، وأصبح يتلذذ منه دائمًا.
في المساء في فيلا الفيومي.
تحديدًا غرفة مالك و نورسين.
وقف مالك خلف نورسين الواقفة أمام المرأة تمشط شعرها، وحاوط خصرها وهو يدفن وجهه بعنقها
– مش هنجيب الرابع يا نوري..؟
– نعم! رابع إيه؟
رفع رأسه وهو ينظر لوجهها في المرأة
– ابننا الرابع، أنا عايزه بنت، والخامس يكون ولد أو العكس.
– آه دا أنت سقف طموح احلامك بيعلى أوي كل ما بتكبر شكلك!
عقد مالك حاجبيه وهتف
– طب وفيها ايه بس؟ وبعدين أنا كبرت يا نوري..؟
التفت له نورسين وهتفت وهي تقبل وجنته
– مكبرتش يا قلب نورك، بس خلفة تاني أنسى يا روحي، خلاص شطبنا يا عمري.
– شطبنا، وسقف طموحات! وأنا أقول حور بتقول الكلام ده منين!
نورسين ببراء
– لأ والله دا أنا اللي بجيبه منها.
– انتِ متأكدة إن بنتك مش ف مدرسة حكومي؟
نورسين بضحك
– آه والله، ومش بالمدرسة على فكرة، وكمان لازم تتعلم كلام من ده، أمال لما تكبر وتواجه حاجة معاها وتكون مجبرة ترد ف وقتها؟ عايزها تكون ضعيفة يعني!
– وهو الضعف والقوة ف طولة اللسان وكلام من ده..؟ عمرها ما كانت بكدة، بتكون بقوة الشخصية ونمو التفكير والذكاء، غير كدة لأ، وفيه أشخاص كتير لسانهم سليط جدًا، ويعرفوا يردوا ردود أكتر من دي، بس شخصيتهم ضعيفة بيحاولوا يداروها ورا الكلام ده، وأنا عمر بنتي ما تكون كدة..!
– ده على أساس إنها شخصيتها ضعيفة مثلا! مشوفتش ردها على شهاب وحنين! والله يا حبيبي لو قارنا هطلع أنا اللي شخصيتي ضعيفة قصاد حور!
مالك بضحك
– ما هي بنتي اولًا ثانيًا واخدة شخصية رنيم أختك جدًا، ف تفكير ودماغ وردود نسخة منها والله!
اسندت نورسين رأسها على صدر مالك وهتفت
– آه والله، مليكة بنتها مش كدة!
رفعت رأسها مرة أخرى ونظرت له وهتفت
– مالك..
– نعم يا روح قلبه.
أسندت رأسها مرة أخرى وهتف مالك بضحك
– انتِ عاجبك الحركة!
أغمضت نورسين عينيها وهي تهتف
– أنا حامل.
توسعت عينيه وهو لا يصدق ما سمعه
– قولي والله..؟
– مالك مش مصدق وكأنها أول مرة ولا التانية حتى!
احتضن وجهها بين يديه واردف بعشق
– مهما يمر ف هتفضل الكلمة كأني أول مرة أسمعها منك يا نوري، ومتنسيش إني بفضل طول الوقت الح عليكِ نجيب طفل تاني، وانتِ عارفة من بداية جوازنا إني مش عايز عيل أو اتنين..!
نورسين بسخرية
– آه ما هي مين اللي هتحمل؟ الارنبة اللي متجوزها..!
ضحك مالك عليها بشدة، وهتف بين ضحكاته
– ارنبة! عشان بس رابع مرة بقيتِ ارنبة!
أكمل حديثه وهو يداعب أنفها بأنفه
– ع العموم، لو بنت ف اعملي حسابك هتحملي تاني عشان عايز ولد كمان، ولو ولد ف أنا عايزة بنت كمان..
– ولو تؤام..؟
– دا كدة جبرت أوي..
قال جملته وهو يحملها بين ذراعيه وانزلها على الفراش برفق وهتف بسعادة
– هسلم على عيالي، وبكرة نروح للدكتورة، اتفقنا..؟
هتفت نورسين بضحك
– اتفقنا.
تمت…..
لقراءة باقي فصول النوفيلا : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببت طفلتي للكاتبة مروة جلال

اترك رد