Uncategorized

رواية قسمت الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي

 رواية قسمت الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي

رواية قسمت الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي

رواية قسمت الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي

زينة دخلت اوضتها وقفلت على نفسها وهى فى جوة دماغها الف سؤال وسؤال
هو ازاى كان بياخدنى فى حضنه وهو ناوى انه يعمل معايا كده
ازاى كان بيغرقنى فى حبه وهو مخطط لكل حاجة بالشكل ده
ازاى بيقول انه بيحبنى وفى نفس الوقت يفضحنى ويعرينى قدامهم كده
هوريهم وشى ازاى بعد كده ، هتعامل معاهم ازاى بعد كده 
طب لو حبيت ابعد هروح فين 
طب مجوهراتى 
مجوهرات ايه بقى ، ده رجعك بالفستان اللى شافك بيه 
اكنه بيقوللى كنتى شحاتة ورجعتك من تانى شحاتة
بس انا ماكنتش شحاتة ، ااه كان الفرق بينا كبير اوى ، بس انا ماكنتش شحاتة 
طب هروح عند حما قسمت فى المزرعة ، آدى قسمت اللى طول عمرك بتغيرى منها وتحاربيها ، رغم كل حاجة ، برضة لما هتستخبى من الكل ، هتستخبى عند حماها
انا حاسة انى فى كابوس ، كابوس طويل ومش قادرة افوق منه
فضلت زينة تنعى همها لغاية ماغلبها النوم وهى بهدومها زى ماهى
…………………….
مدحت وشاهى لما رجعوا البيت ، شاهى كانت رغم كل اللى مدحت قاله الا انها كانت زعلانة على اللى حصل ، كانت بتحب زينة ، ومش قادرة تصدق ولا كلمة من اللى مدحت قالها عنها 
جت تطلع اوضتها مدحت مسكها وابتدى يتكلم معاها وكان باين عليه انه حزين جدا : ممكن اعرف انتى ليه واخدة موقف منى كده
شاهى : لان عمرى ما عرفت عنك القسوة دى وانت بتتعامل مع حد
مدحت ببعض النرفزة : برضة هتقوليلى قسوة بعد كل اللى عرفتيه
شاهى : مش يمكن ظالمها 
مدحت بتنهيدة : للاسف ياشاهى ، ماظلمتهاش 
شاهى : حتى لو كان ، كان ممكن تنصحها ، توعيها ، تفهمها ، لكن انت خليت بيها يامدحت ، ليه عملت كده
مدحت بحزن : لانى حذرتها من الاول ياشاهى ، حذرتها من الطمع ، لكن هى برضة طمعت ، وطمعت بالاوى كمان
شاهى : وحبكم 
مدحت بسخرية : حبنا ، زينة عمرها ماحبتنى ، زينة من اول يوم وهى بتمثل عليا وانا الاهبل اللى صدقتها 
شاهى : وانت كمان كنت بتمثل عليها ، تبقوا خالصين
مدحت بغضب : بس انا حبيتها بجد
شاهى : اللى بيحب حد مابيسيبوش يغرق وهو بيتفرج عليه ، وانت ماوقفتش اتفرجت وبس ، لا ده انت كمان علقتلها الرومانة 
قلت عليها طماعة وقعدت تزغلل عيونها بزيادة ، اكنك بتريح ضميرك ان هى اللى وحشة ، لكن لا يا مدحت ، انت كمان وحش ، ووحش اوى كمان
شاهى سابته وطلعت اوضتها وهى غضبانة من اللى حصل ومن اخوها ومن زينة ، لكن مافيش فى ايدها اى حاجة تقدر تعملها
مدحت طلع اوضته ، كان قميص نوم زينة على السرير ، والسرير كان متبهدل مكان ماكانوا مع بعض قبل مايخرجوا ، قاللها ساعتها انه عاوز يشبع منها ، لكن ماشبعش منها 
على اد غيظه وقهرته منها على اد ماهو حاسس انه ناقصه حاجة وحاجة كبيرة اوى 
رغم انه فى الفترة الاخيرة ، كان بيخططلها ، لكن لما كان بياخدها فى حضنه ويضمها ، كان بيبقى عاوز يكسر ضلوعها بين ايديه ، بس تفضل بين ايديه
مسك قميص نومها قربه من وشه وشمه ، لقى ريحتها فيه ، قعد على الكرسى وهو ماسك قميصها فى ايده وقعد يفتكر كل اللى حصل وكل الكلام اللى قالتهوله شاهى
……………………..
عزيز وقسمت لما رجعوا البيت ، قسمت كانت حزينة جدا ، فعزيز قاللها : ايه رأيك لو تدخلى تقعدى فى حمام دافى كده وتفصلى مع نفسك كده شوية ، ولما هتخرجى هتلاقينى مستنيكى ، ومستعد انى اقعد اسمعك للصبح 
قسمت ابتسمت لعزيز وباسته من خده وفعلا دخلت ملت البانيو ماية سخنة وفضلت فيه شوية حلوين ، وبعد حوالى نص ساعة لقت عزيز خبط عليها ، ودخل وهو ماسك البرنص بتاعها وقاللها : كفاية عليكى كده لاتبردى ، ياللا حبيبتى قومى 
وفعلا قسمت قامت معاه ولبسها البرنص واخدها على السرير فى حضنه وقاللها : انا عارف انك تعبتى جدا النهاردة ، بس برضة عارف انك مش هتنامى بسهولة ابدا بعد اللى حصل ده 
قسمت : انا موجوعة اوى ياعزيز
مدحت وهو بيبوسها فى راسها : سلامتك من الوجع ياقلب عزيز، ايه اللى واجعك قوليلى
قسمت : حاسة انى مقسومة نصين ، نص ناقم عليها وعاوزها تتعاقب ، والنص التانى هيموت من الوجع عليها ، ومش عارفة اعمل ايه 
انا اقسمت انها لو حصللها ايه فى جوازتها دى عمرى ماهمدلها ايدى ابدا وهسيبها لوحدها ، وقتها كان قلبى محروق منها على موت ماما الله يرحمها 
لكن وقت ما اللى كنت مخمناه حصل ، قلبى وجعنى ، بقيت عاوزة اخودها فى حضنى ، بس خفت 
عزيز : خفتى من ايه
قسمت : من انها ترفضنى ، او انها تفكر انى بحاول اثبتلها انى احسن منها ، او انى … مش عارفة ياعزيز ، مش عارفة
عزيز : حبيبتى احنا بشر ، وطبيعى جدا يحصل جوانا كل اللخبطة اللى حصلتلك دى 
بس زى مازينة محتاجة تحاسب نفسها ، انتى واحمد كمان محتاجين تاخدوا قرار بخصوصها
قسمت : قرار ايه
عزيز : يا تحاسبوها على كل اللى فات وبعد كده تقرروا ان كنتم هتعرفوا تتقبلوا بعض تانى ، واللا هتقلبوا الصفحة وتبتدوا من اول وجديد
ولما لقى قسمت سكتت بصلها بخبث وقاللها : مش ملاحظة ان بعد الاكلة المتينة اللى اكلتيهالنا النهاردة دى انك كده ظلمانى ، خليكى بقى مع جوزك حبيبك شوية وانسى اى حاجة تانية دلوقت
………………
تانى يوم الضهر عزيز كلم احمد وقال له يبلغ زينة ان العربية موجودة تحت ، ولما زينة نزلت اتفاجئت ان عزيز هو اللى سايق العربية ، فابتسملها وقاللها .. اركبى ياللا عشان مانتأخرش على بابا
زينة ركبت وقالتله : انت اللى هتوصلنى بنفسك
عزيز طلع بالعربية وقاللها : الحقيقة لقيت انى اوصلك بنفسى عشان قسمة تبقى متطمنة عليكى اكتر ، وكمان انا اتطمن انك هتبقى مستريحة
زينة : انا مش عارفة اشكرك ازاى
عزيز سكت شوية وبعدين قاللها : اسمعى يازينة ، ماحدش فينا معصوم من الخطأ ، كلنا بشر ماحناش ملايكة ، لكن الشاطر بقى هو اللى يلحق نفسه 
زينة كانت بتسمعه وهى ساكته فعزيز كمل كلامه وقاللها : انا عاوزك تعتبرى نفسك فى اجازة من كل حاجة ، تفصلى عن كل حاجة وتنسى كل حاجة الا حاجتين اتنين لازم تواظبى عليهم ، الصلاة والقرآن ، عاوزك لمدة تلات اربع ايام على الاقل ماتعمليش حاجة غير انك تاكلى وتنامى وتصلى وتقرى قرآن وبس ، وبعد كده ابتدى اخرجى ، امشى وسط الزرع والخضرة وانتى بتتفرجى وتسبحى الله وبس ، من غير ماتفكرى فى حاجة تانية ، بس برضة وانتى مواظبة على صلاتك وقرآنك ، وانتى ماشية وسط الزرع خدى نفس جامد وطلعيه ، هتحسى ان صدرك وسع من كتر الهوا النضيف ، ساعتها احمدى ربنا انك قادرة تتنفسى طبيعى من غير اجهزة صناعى ، وانك قادرة تمشى على رجليكى من غير مساعدة حد ، وانك قادرة تميزى الاشكال والالوان قدامك وغيرك كتير محروم من النعمة دى
اقعدى مع نفسك وحاولى تعدى و تحصى نعم ربنا عليكى ، صدقينى ، كل ماهتفكرى انك عديتيهم وعرفتيهم كلهم ، هتلاقى نفسك كل شوية بتكتشفى   
نعمة جديدة ماكنتيش واخدة بالك منها 
عزيز التفت لزينة لقاها بصالة باستغراب فابتسم وقاللها : لما هتعملى كل ده هتلاقى نفسك بتتصالحى مع روحك ، وصدقينى دى هتبقى اول خطوة لكل حاجة كويسة فى حياتك
فضل عزيز طول الطريق للمزرعة ينصح زينة بهدوء لحد ما وصلوا للمزرعة وعرفها على ابوه ووراها مكان اوضتها ، ووصى عليها ام سعيد وحكى لابوه نبذة عنها ووصاه عليها وقبل مايمشى سألها لو محتاجة حاجة فقالتله : انا متشكرة اوى على كل اللى عملته معايا ، بس عاوزة اسألك سؤال وبتمنى ماتفهمنيش غلط
عزيز بفضول : اتفضلى اسألى
زينة : لما حبيت قسمت ، حبيت فيها ايه ، واوعى تفكر ان نيتى وحشة فى سؤالى ، بس صدقنى عاوزة اعرف الاجابة 
عزيز بصلها شوية وبعد اتنهد وقاللها : حبيت صدقها يازينة
زينة باستغراب : مش فاهمة
عزيز : افهمك ، قسمة صادقة فى كل حاجة ، صادقة فى حبها للى حواليها ، صادقة فى خوفها عليكى وعلى احمد ، صادقة فى بساطتها ، صادقة فى سلوكها ، وضوحها فى تصرفاتها فى حد ذاته صدق ، حتى لما بتغضب ، بتغضب بصدق واهم من كل ده بتخلص بصدق 
صدقينى يازينة ، مافيش اسهل من البساطة ، ولا ابسط من الصدق
زينة هزت راسها وقلتله : انا بشكرك كمان مرة 
عزيز : اعتبرى بابا زى والدك بالظبط ، ولو احتجتى اى حاجة ماتخجليش انك تطلبيها منه او من ام سعيد ، ام سعيد هى اللى مربيانا كلنا 
زينة : ماشى ، شكرا 
وسابها عزيز فى العزبة ورجع تانى على القاهرة
…………………..
عزيز لما رجع القاهرة قبل مايروح على شغله عدى على الشركة الاول عشان يطمن قسمت واول مادخل عليها ، لقاها قاعدة فاتحة ملف قدامها ، لكن بعيدة عنه تماما لدرجة انها ماحستش بيه وهو داخل عليها ، فراح ناحيتها ووطى باسها من خدها ، فانتفضت وحطت ايدها على قلبها من الخضة
عزيز وهو بيضمها : بسم الله الرحمن الرحيم ، ايه يابنتى السرحان ده كله ، اوعى تقولى ان اللى واخد عقلك حد غيرى 
قسمت بابتسامة : مش كفاية عليك قلبى ، هيبقى قلبى وعقلى كمان
عزيز باسها بوسة خفيفة على شفايفها وبعدين قاللها : انا راجل طماع ، عاوزك كلك على بعضك لوحدى
قسمت بابتسامة : طمننى .. عملت ايه
عزيز : ماتقلقيش ، وصلتها واتطمنت عليها ووصيت بابا وام سعيد ياخدوا بالهم منها ، وسيبتلها الشنطة فى اوضتها
قسمت : اتكلمت معاها
عزيز : اتكلمت كتير ، بس اوعى تفكرى ان زينة  لو حتى اتغيرت ، انها ممكن تتغير بين ليلة والتانية 
قسمت : انا عشمانة فى ربنا انها تفوق وتلحق روحها قبل فوات الاوان
عزيز : ان شاء الله .. ربنا مايخيبش رجاكى ، بس انا عاوزك انتى واحمد ماتسيبوهاش ، لازم كل اسبوع حد فيكم على الاقل يكون عندها
قسمت : هى ممكن تطول اوى كده هناك
عزيز : على حسب اعتقادى ، انها هتقعد هناك اكتر مما يتصور اى حد ، وهى محتاجة ده
قسمت : ربنا يكتبلها الخير
……………….
مدحت صحى من النوم الصبح لقى روحه نايم مكانه على الكرسى وقميص زينة لسه فى ايده ، قام وهو بيحاول يدلك فقرات رقبته وضهره وساب القميص على السرير ودخل الحمام اخد دش ولبس ونزل 
لقى شاهى قاعدة على السفرة بتشرب شاى 
مدحت باس راسها وقاللها : صباح الخير ياحبيبتى ، ليه ماصحيتينيش لما صحيتى
شاهى : بقالك فترة بتصحى من غيرى 
مدحت اتنهد وقاللها : فترة ولازم تتمسح من حياتنا 
شاهى بتريقة : افلح ان صدق
مدحت متضايق من اسلوب شاهى معاه لانه مش متعود منها على كده فقام من غير مايفطر ولا يشرب قهوته وقاللها : انا ماشى
شاهى : مع السلامة
مدحت باستغراب : يعنى حتى مش هتقوليلى افطر واللا حتى اشرب قهوتك
شاهى بصتله بزعل وقالتله : مابقاتش تفرق ، مانت بقيت لما بتحب تعمل حاجة بتعملها على طول من غير حتى ماتفكر فى رد فعل ولا احساس اللى حواليك
مدحت وهو بيحاول مايتعصبش : هو انتى كل ده وبرضة اللى فى دماغك فى دماغك
ولما لقى ان شاهى مارديتش عليه قاللها : طب انا هحكيلك على اللى حصل بالتفصيل عشان بس تعرفى انى مش ظالمها
وابتدى مدحت يحكيلها اللى حصل كله من البداية ، ولما خلص وكان باين عليه جدا انه برضة متأثر من اللى حصل شاهى قالت له : عارف يامدحت انت عملت زى ايه ، زى اللى بيبقى ماشى بعربيته فى شارع مليان ماية وطين ، ويلاقى واحد ماشى هدومه متوسخة فيقوم بعزم مافيه مزود السرعة وهو سايق ويطرطش عليه كل الماية اللى فى الشارع وهو بيقول لروحه .. مش ذنبى هو كده كده كان متوسخ ، او مش ذنبى ده الشارع هو اللى كان مليان طينة 
مدحت باستغراب : يعنى كنتى عاوزانى اعمل ايه مش فاهم؟
شاهى : هو المفروض لما واحد يبقى عنده مرض بنعمل ايه ، بنعالجه واللا بنحقنه بميكروب يزود المرض عنده ، انت عملت كده يامدحت ، ماشى ياسيدى انا معاك ان زينة وحشة ، بس هل انتى بقى حاولت ولو حتى مرة واحدة انك تشيل منها الوحاشة دى ، هل حاولت مرة واحدة تقوللها لا .. انتى غلطانة ومش المفروض تبقى كده ، حاولت مرة واحدة تقوللها انا هحبك اكتر لما تبقى احسن من كده 
مدحت : انا حذرتها من البداية 
شاهى : والمريض لما مابينفذش تعليمات الدكتور بتاعه ، الدكتور بيتخلى عنه وبيرميه واللا برضة بيفضل جنبه ويحاول يساعده
انا عارفة ان المحاولة مش لازم تبقى نتيجتها مبهرة ، بس على الاقل تبقى عملت اللى عليك وماترجعش تلوم نفسك ، لكن انت عملت زى الدكتور اللى قرر ان الحالة ميئوس منها وبدل ما يعالجها ، اداها حقنة قتلتها 
شاهى مسكت ايد مدحت وقالتله برقة : صدقنى انا بقوللك الكلام ده عشان عارفة انك بتحبها وانك مش هتقدر تنساها بالساهل 
مدحت بص لشاهى فى عينيها وابتسم نص ابتسامة وقاللها : انتى كبرتى وجبتى العقل ده كله من امتى
شاهى بابتسامة : انا طول عمرى عاقلة على فكرة ، بس انت اللى مش واخد بالك ، وهتفضل طول عمرك شايفنى شاهى الصغيرة وبس
مدحت اتنهد وقام باسها من راسها ومشى ناحية برة وهو بيقوللها  : اشوفك اخر النهار
…………………….
زينة بعد ماعزيز سابها فضلت قاعدة فى اوضتها طول اليوم زى ماهى ، ورفضت تماما انها تخرج من اوضتها واتحججت انها مرهقة من الطريق ومش قادرة تنزل 
ام سعيد وديتلها الاكل لغاية الاوضة وخبطت عليها ودخلت ، لقتها لسه قاعدة زى ماهى حتى ماغيرتش هدومها 
ام سعيد : هو انتى تعبانة للدرجة دى يابنتى ، ده انتى لو جاية مشى مش هتتعبى كده ، وشدتها وقفتها وقالتلها .. قومى قومى ياللا غيرى هدوك وخوديلك دش حلو كده يفوقك وينعنشك ، وتاكلى اكلك كله على مااعملك كوباية شاى حلوة كده بنعناع طازة يعدل مزاجك
ومدت ايدها شالت الشنطة حطتهالها على السرير وهى بتقوللها : طلعيلك غيار حلو كده البسيه بعد الدش وانتى هتفوقى 
وسابتها ونزلت ، زينة بصت للشنطة اللى جابهالها عزيز معاه وهى حتى ماتعرفش فيها ايه ، ولما فتحتها ، لقت فيها هدوم كلها جديدة ، بيت وخروج ونوم وحتى ملابس داخلية ، ففهمت على طول ان قسمت هى اللى عملت كده ، والحقيقة اعترفت ان كل الحاجات كانت على  ذوقها بالظبط 
اخدت لها غيار وبيچامة و دخلت عملت زى ما ام سعيد قالتلها ، ولما خرجت لقت ام سعيد قاعدة مستنياها وجايبالها الشاى فى مج حافظ للحرارة وقالتلها : ايوة كده ، ايه الحلاوة دى ، انتى اول واحدة اشوفها عيونها باللون ده ، غير قسمت مرات عزيز ، صحيح قاللى انك اختها بس هوانتى واخواتك  كلهم عيونكم كده 
زينة ابتسمت وقالتلها : ايوة ، كلنا نفس العيون
ام سعيد : وطالعين لمين بقى كانت عيونه لونها كده
زينة بزعل : لماما
ام سعيد طبطبت على كتفها وقالتلها : الله يرحمها ، ياللا ياللا ، عاوزاكى تاكلى اكلك كله وبعد ماتشربى الشاى ، لو حبيتى تنزلى تقعدى مع البيه الكبير شوية تعألى ، هتلاقينا  قاعدين كلنا فى الجنينة
زينة باستغراب : كلكم مين ، مش عزيز سافر
ام سعيد : يووووه من بدرى ، البية بيحب يقعد حبة فى الجنينة بعد مايتعشى ، وبقعد معاه انا وعمك ابو سعيد وعم اسماعيل الجناينى واللى تبقى بايتة معانا بقى من البنات وبنتساير سوا لحد ما البية يحب ينام  ، كلنا بنروح ننام
زينة هزت راسها وقالتلها : ماشى ، لما اكل واشرب الشاى هشوف ان كنت هنام واللا هنزللكم
ام سعيد : ماشى انا هنزل انا بقى عشان زمانهم عاوزين شاى
زينة كانت معتقدة انها مش هتاكل ، لكن اول ماشافت الاكل اكلت لانها مااكلتش حاجة من اليوم اللى قبله وشربت الشاى وطعمه عجبها جدا ، وقررت انها مش هتنزل ، هى عاوزة تقعد لوحدها ، عاوزة تعرف ليه مدحت غدر بيها كده ، وافتكرت لما كانوا مع بعض اخر مرة قبل مايروحوا العزومة ، وقد ايه ماكانش عاوزها تخرج من حضنه ، وافتكرت اما قاللها .. عاوز اشبع منك ، كان بيودعها ، خلاها تلبس فستانها القديم عشان ترجع بيت اهلها زى ماخرجت منه ، افتكرت يوم ماقاللها ..اوعدك انك تعيشى فى حلم جميل عمرك ماهتفوقى منه ، لكن خدى بالك … يوم ما اعرف ان حبك ده كان لمجموعة السيوفى مش لمدحت الحلم هيقلب لكابوس وبرضة مش هتفوقى منه
زينة بتريقة وبحزن : واهو قلب لاتقل كابوس ، بس مالحقش يعرف انى حبيته بجد ، ويمكن اكون انا اللى عرفت متأخر
زينة لاحظت دموعها اللى نازلة على وشها من غير ماتحس ، مسحتهم وقررت انها تنام وفعلا .. طفت النور ونامت 
………………..
زينة صحيت على صوت آذان الفجر ، كان صوت الآذان عالى جدا واكتشفت ان سالم كان عامل مسجد صغير فى قلب المزرعة من جوة ، كان قريب جدا من بلكونة اوضتها ، اللى لما فتحتها لقت سالم داخل المسجد ، ومعاه ابو سعيد ووراهم كام راجل تانيين ، واستغربت لما لقت ام سعيد كمان وبنتين داخلين وراهم من نفس الباب ، وفضلت واقفة مكانها تسمع الصلاة واللى شدها صوت الامام فيها بحلاوة صوته ، بعد الصلاة ماخلصت ، لقت الرجالة خارجين بيتكلموا مع بعض وشوية وخرجت ام سعيد والبنتين اللى كانوأ معاها 
زينة فضلت واقفة شوية ، كان عاجبها ريحة الجو اوى ، رغم ان الدنيا كانت برد لانها كانت على مداخل الشتا ، كانت ريحة الزرع مع ندا الصبحية اكتر من رائع ، وشوية ولقت اشعة الشمس ابتدت تشق غيام الليل اخدها شكل الشروق اللى لاول مرة من سنين طويلة تشوفه ، وافتكرت اخر مرة اتفرجت فيها على الشروق ، لما كانت طفلة ، وكانت صاحية مع اخواتها مستنيين ينزلوا يصلوا العيد مع ابوهم ، سنين طويلة عدت عليها وهى مابقيتش تستنى صلاة العيد ، فمابقيتش تحضر اللحظة دى
واعترفت بينها وبين نفسها انها اول مرة تحس بجمال المنظر وافتكرت كلام عزيز ، فراحت اتوضت وصلت ، صحيح كان الشروق طلع ، بس قررت انها لما تصحى على اذان الفجر مرة تانية مش هتضيعه تانى ولازم تصليه فى وقته
بعد ماصلت ..قامت قعدت فى البلكونة ، لقت ام سعيد بتخبط عليها وبتقوللها : صباح الخير يا زينة البنات ، لما انتى صحيتى وسمعتى الفجر ، مانزلتيش صليتى معانا ليه وكنتى اخدتى ثواب الجماعة
زينة : هو انتو بتصلوا كلكم مع بعض كده ازاى 
ام سعيد : سالم بية كان عامل في المسجد اوضة صغيرة بالخشب من جوة عشان الست ام عزيز الله يرحمها كانت بتحب صلاة الجماعة ، فبقى الستات يدخلوا يصلوا فيها كل صلاة ، اعملى حسابك من النهاردة ، واتعودى كل اذان نصليه مع بعض
زينة هزت راسها وقالتلها ماشى 
ام سعيد : طب ياللا عشان نفطركلنا سوا
زينة : دلوقتى ، لسه بدرى اوى
ام سعيد : ياللا بس اسمعى الكلام ، غيرى وانزلى وتعاليلنا على الجنينة ، اول ماتخرجى من الباب الكبير ادخلى شمال من عند شجرة التوت هتلاقينا كلنا برة 
ام سعيد خلصت كلامها وسابت زينة وخرجت ، زينة ماكانتش عاوزة تشوف حد ، بس قررت انها تنزل النهاردة بس وبعد كده تبقى تتحججلهم باى حجة 
لبست بنطلون وتيشيرت وحطت غطا على شعرها ونزلت تدور عليهم واول ماشافتهم لقتهم فارشين على الارض و سالم قاعد على شلتة عربى كبيرة وقاعد جنبه ابوسعيد وام سعيد وعم اسماعيل وقدامهم طبلية عليها من خيرات الله ، فطير وجبنة وقشطة وبيض وعسل 
زينة اول ماشافتهم انصدمت من المنظر ، ازاى سالم قاعد وسط اللى شغالين عنده وبياكل معاهم ووسطهم بالبساطة دى ، وكانت عاوزة تلف وترجع تانى لكن سالم شافها ونده عليها : تعالى يابنتى ، يا اهلا وسهلا ، تعالى ماتنكسفيش كلنا هنا اهلك
زينة راحت عندهم وقالت : صباح الخير
ابو سعيد : صباح الفل والياسمين على عيونك ، ده المزرعة نورت 
ام سعيد : ياللا ياحبيبتى اقعدى على الشالتة اللى قدامك دى وكلى ياللا 
زينة : انا اصلا مابفطرش
سالم : هنا مافيش الكلام ده ، الجو عندنا اصلا بيجوع ، ياللا مدى ايدك وكلى على اد نفسك ، انتى فى بيتك يابنتى
زينة مدت ايدها وقالت فى نفسها انها هتعمل نفسها بتاكل ، لكن مافيش لحظات ولقت نفسها فعلا بتاكل واندمجت معاهم وهى بتسمعهم بيتكلموا على الشغل اللى هيتعمل ، وسالم بيقسم عليهم الشغل كل واحد هيعمل ايه ، واتنبهت على صوت سالم وهو بيقوللها : ايه رأيك يازينة ، انا هلف على المزرعة بالكاريتة ، تيجى معايا افرجك عليها واللا تحبى تتمشى انتى براحتك
ام سعيد : لا كاريتة ايه ، سيبهالى النهاردة ، انا رايحة نواحى الحوض القبلى ، هفرجها عليه ، اتوكل انت على الله
سالم هو بيعاكس ام سعيد : هو انتى اللى هتقولى واللا هى
ام سعيد باصرار : انا طبعا ، احنا ستات زى بعض ، سيبهالى وانا هخليها تهيص 
وفعلا ام سعيد صممت تاخدها معاها ، وعلى اد ماكانت كبيرة فى السن ، بس كانت نشيطة وخطوتها واسعة ، اخدتها ومشيت بين الزرع وهى عمالة تحكيلها عليها وعلى جوزها وابنها ، وعلى عشرتهم مع سالم وولاده ، وخصوصا على اللى تعتبر هى اللى مربياه ، وكمان مرضعاه مع سعيد ابنها
وفضلت كل شوية وهى بتتكلم تقولها … املى صدرك من الهوا النضيف ، وسعى صدرك ونضفيه ، وكانت زينة من غير ماتحس تعمل زى مابتقوللها ، وفضلوا كده لحد ما وصلوا عند حتة ارض مزروعة كلها خضار ، ام سعيد كانت واخدة معاها سبت ، واول ماوصلوا مدت السبت لزينة وقالتلها ، شوفى عاوزة تتغدى ايه النهاردة وهاتيه
زينة بصدمة : انا اجيبه ، لا طبعا ما اعرفش
ام سعيد : لا هتعرفى وانا معاكى اهوه ، بس ياللا قولى هتاكلى ايه
زينة بصت على الارض لقت فيها كل ماتشتهيه الأنفس ، بس هى مش عارفة هى عاوزة ايه ، ففضلت واقفة مكانها 
ام سعيد شدتها واخدتها على المكان اللى مزروع فيه الخيار والطماطم والفلفل وقالتلها ، طب تعالى نجيب حاجة السلطة الاول زينة ابتدت تقطف معاها الخضار، ام سعيد شاورتلها على الجزر فراحت تشده من الارض ، ولقت نفسها كانت هتقع وهى بتشد الخس من الارض فام سعيد قعدت تضحك وعلمتها ازاى بيجمعوه عشان الزرعة ماتبوظش 
ولما شافت الكرنب فى الارض قالت : الله منظره يجنن 
ام سعيد : ها .. تاكلى محشى 
زينة بتردد : الحقيقة منظر الزرع وهو فى الارض بالمنظر ده يخلى الواحد نفسه تشتهيه كله
ام سعيد طلعت حاجة من جيب عبايتها زى المطواة وراحت قطعت بيها جدر كرنباية من الارض واخدتها فى حضنها وراحت اديتها لزينة
فزينة استغربت وقالتلها .. اعمل بيها ايه
ام سعيد وهى بتضحك : خليها تدفيكى على ما اجمع بقية الحاجة اللى محتاجينها وسابتها ودخلت حتة ارض قعدت تجيب منها حاجات وطلعت حطتهم كلهم فى السبت وقالت لزينة ياللا 
زينة شايلة الكرنبة وهى محتاسة بيها ، بس الغريبة انها ماكانتش متضايقة وكانت بتضحك مع ام سعيد وفضلوا يتكلموا ويضحكوا لحد مارجعوا تانى البيت ، وام سعيد ادت السبت والكرنباية للبنات وقالتلهم يبتدوا يحضروا ويوضبوا عشان الغدا 
وقالت لزينة : اطلعى بقى غيرى هدومك اللى اتبهدلت طين دى وتعالى 
زينة بصت على ايدها وهدومها لقتهم فعلا غرقانين طين ، فشهقت وبعدين ضحكت وقالت : ايه اللى عمل فيا كده
فبنت من اللى بيشتغلوا مع ام سعيد وكانت فى العشرينات من عمرها قالتلها : ما انتى يا ابلة كنتى شايلة الكرنبة فى حضنك ، الكرنب مابيتشالش كده
زينة : اومال بيتشال ازاى
البنت حطت الكرنباية على راسها وهى بتقوللها : بتتشال كده
ام سعيد ضحكت اوى وقالتلها : يخيبك يامهجة ، وانتى بقى يا مخبلة عاوزاها تشيلها كده
مهجة : طب ماحنا كلنا بنشيلها كده ياخالتى
ام سعيد : انتى متعودة يا نن عين خالتك ، لكن الغلبانة دى لو عملتها تقعد اسبوع مصدعة ودماغها وجعاها ، روحى يابنتى غيرى وتعالى احسن  لو فضلت تتكلم هنقعد مكاننا كده لبكرة
طلعت زينة على اوضتها ودخلت غسلت ايدها ووشها وغيرت هدومها ووقفت قدام المراية تظبط نفسها وبتبص على وشها اتفاجئت ان فى ابتسامة واسعة على وشها يمكن بقالها سنين طويلة ماشافتهاش
يتبع…..
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية مسك للكاتبة ملك أحمد

اترك رد